الإيجوري (الفصل الثاني والثلاثون)
السلام عليكم
كيفكم احوالكم الوانكم وحشتوني خالص مالص فالص
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
-مساحة لذكر الله والرسول-
ويلا نبدأ
••••••••••••••
- إن أستطعتِ إحضار البيضة سأنضم اليكِ، أنا أعدك.
نبس ذو الشعر المجعد بنبرة رجاء وإصرار وهو يمد إصبعه الخنصر إلى رودينا كعادة طفولية، حتى يرتبط الوعد بين الشخصين ولن ينقطع حتى تنقطع اليد.
تنهدت ببطئ ثم فكرت سريعاً بالأمر، إن ذهبت لإحضار البيضة النادرة الموجودة عند العنكبوت بورنيو، سينضم هذا الطفل المُزعج إلى فريقها كصاحب عنصر الرياح. وعندها سيكتمل فريقها نوعاً ما ويبقى واحدٌ فقط.
يبدو الأمر مُغرياً عند التفكير به، ولكن عندما نرجع للواقع..ونتذكر صعوبة الأمر وأن العنكبوت موجود في هذا الجبل ويعيش في بركان خامد مع طول يفوق الخمسة عشر قدم، لن تستطيع فتاة مثلها وبمفردها إحضارها بكل سهولة ويُسر، إن لم تواجه مُعرقلات.
فنطق إيفروس سريعاً وكأنه قد قرأ أفكارها:
- سأذهب معكِ بالتأكيد.
تنهدت رودينا بقلة حيلة ولم تجد مهرباً من الأمر، لتوافق على مضض، وكانت موافقتها كالنعيم بالنبسة لإيفروس، فلا أحد يقبل المخاطرة معه حتى يجلبوا ما سُرق بسبب الخطر.
وأثناء أنشغال الجميع بالبيضة المفقودة ومناقشتهم حول الحماية والحراسة الشديدة وكيف ستكون، تسلل إيفروس ورودينا بسرعة من خلفهم وذهبوا بعيداً عن أنظارهم، ما عدا أنظار شخص واحد...
- إن العنبكوت بروينو يعيش داخل هذا الجبل، ولكن الدخول اليه سيكون فقط بواسطة هذا الكهف.
وأشار إيفروس بأبتسامة إلى كهف بعيد قد تجمع عليه الثلج حتى أصبح قبة بيضاء، ولكن الشيء العجيب بالأمر..هو كيف سيدخلون إلى داخل الكهف وهو مُدمر؟ فالطريق إلى داخله مَسدود بالصخور الصلبة التي أغلقت الطريق وكأن زلزالاً قد حدث هُنا لينهار.
- إن العنكبوت بورنيو يفعل هكذا في كل مرة يسرق فيها، فيدخل إلى الداخل ويدمر المدخل حتى لا يتعبه أحدٌ ويسترجع ما أخذه.
شرح إيفروس بأبتسامته المُفعمة بالحيوية وهو يقترب من الصخور التي تغلق الطريق.
- وكيف سندخل؟
نبست البشرية بملل وهي تستند على الشجرة خلفها، فيبتسم إيفروس بأتساع ويرفع يده عالياً ثم يضرب الصخور بخفة.
وبلمسة واحدة منه كانت الصخور تحلق في الهواء بعيداً عنهم لتسقط من فوق الجبل كأنهيار صخري، وقد رفع كل الصخور المُنهارة بسهولة ويسر وكأنه يرفع ريشة.
أبتسم بأتساع وهو يلتفت إلى رودينا ليظهر فراغ قد أتضح في فك أسنانه العليا في الأمام بسبب سقوط أحد الأسنان اللبنية.
وبعد ذلك أخذ يقفز بخفة ومرح إلى داخل المدخل وهو يدندن بالترتيلة التي سمعتها رودينا من قبل السكان حول البيضة، كان إيفروس طفل يبلغ الثانية عشرة من عمره، مرح ونشيط كمثل باقي الأطفال، ولكن يختلف عليهم في نقطة واحدة وهي تحمل المسؤولية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كشاب بالغ جدي في أمور حياته، وقد وجدت رودينا هذا الأمر مثيراً للأهتمام؛ فهي قد تعودت على أن الأطفال يتهربون من أبسط المسؤوليات من أجل اللعب، ولكن إيڤروس ضحى بحياته ببساطة للذهاب إلى العنكبوت الخطر وتحمل مسؤولية أرجاع البيضة بالكامل مع رودينا، وربما تصرفاته هذه قد تشفع اليه في سبب كونه أحد أصحاب القوات التكوينية.
وبعد ذلك توقفت رودينا عن التفكير به وحركت بصرها حول المكان، فكان الكهف الذي يحيط بهم دافئ بشكل مريح، وخالي من كل شيء تقريباً ما عدا الصخور، ولم يكن واضحاً حقاً من الداخل بسبب الظلمة، ولكنه ينخفض كلما تقدموا وكأنهم ينزلون درج، وكلما نزلوا إلى الأسفل كلما أصبحت الحرارة عالية بشكل لا يتناسب مع برودة الجو في الخارج.
وأصبح المكان ضيقا ولا يكاد يتسع إلى شخصين يقفان بجانب بعضهما، فأضطروا إلى النزول بشكل منفرد بعد أن أشعلوا شعلة بسيطة تنير طريقهم، ثم أصبح المكان واسعاً كساحة أحتفالات ضخمة وتوقفوا عن النزول إلى الأسفل، وكانت الأرضية تحتهم هشة بشكل مُخيف تكاد تتكسر تحتهم
- تحت هذهِ الطبقة الرقيقة..يوجد بركان، ولكن لحسن الحظ أنه خامد.
أشار إيفروس للأرضية ثم ضربها بقدمه بقوة دون أي أهتمام وكأنه يؤكد الأمر ثم أكمل السير.
لم تهتم البشرية بأي شيء وأرهفت السمع جيداً عندما أحست بأن الأرضية تهتز بخفة وكأن هنالك شخص عملاق يسير عليها بقوة، وصوت يشبه حفيف أوراق الأشجار الرطبة، ثم حاولت معرفة من أين يأتي هذا الصوت ولكن الأمر كان في غاية الصعوبة لأن الصوت يتردد في كل مكان كصدى، ويُصعب تحديد إتجاهه.
فأخذت تتلفت في كل مكان بضياع وقلق خوفاً من أن يهاجمها العنبكوت، وبالكاد شعلة النار تنير المكان، ثم فجأة وبهذهِ اللحظة، دُفعت جانباً بقوة شديدة وصوت دخل أذنيها بقلق:
- أحذري!
حاولت رفع نفسها المشوشة من على الأرض وقد سقطت الشعلة من يديها فوق بقعة صغيرة، وما أن لامست النار الطبقة الرقيقة التي تغلف البركان، حتى التهبت وتأجأجت عالياً قبل أن تنخفض ببطئ وهي تتراقص بخفة، وفي تلك اللحظة التي أنارت بها النار المكان لمدة صغيرة، أستطاعت رودينا لمح شيء أرعب قلبها حقاً.
كائن عملاق، ظلال أقدامه الثمانية والطويلة أحتلت المكان كأعشاب ضارة مُتسلقة، وكان يغطي نفسه بأدرع من السحر الأسود بدت مستحيلة الأختراق، بالسلاح العادي، وعيون أربعة ذهبية شفافة قد تربعت فوق وجهه، وكان على وشك قتلها بلدغة سامة لولا دفعة إيڤروس الذي وقف بعيداً وبغاية الحذر.
كان إيڤروس ينتفع من الرياح جيداً، لتنقل اليه أبسط الأصوات بدقة عالية، لهذا كان خبيراً في تحديد حركات العدو الخفيفة من دون أستعمال بصره.
وبعد ذلك عادت الظلمة تقيد المكان لتمنع الرؤية، ولكن أثر تلك الشعلة التي لامست الطبقة الرقيقة قد ظهر على شكل تكسر أنتشر في أنحاء هذا المكان ليظهر من تحته حمم البركان المُضيئة. فأصبحت الرؤية واضحة على الرغم من خطر ملامسة سائل البركان الذي ظهر بخفة من تحت التكسرات.
- أيتها البشرية، أبحثي عن البيضة!
صاح أيڤروس وهو يقاتل العنكبوت باستخدام رياحه القوية التي بالكاد أثرت بهذا الكائن، ولم يجد حلاً آخر غير استعمال قوسه الخشبي العريق ليطلق السهام الحادة على العنبكوت، لكن كان الأمر غريباً فهذا الكائن لا يتأثر بفضل الدرع الذي يحمي جسده، فترتد الضربة وتعود على إيڤروس.
أما رودينا فهي تتحرك بضياع دون أن تعلم أين تذهب، ولكن لم يتطلب الأمر وقتاً طويلاً حتى تجد البيضة أمامها، فهي تلمع كما يلمع الذهب الخام تحت أشعة الشمس، وحجمها أكبر من حجم بيضة النعامة، وكان سطحها أملساً ناعماً وباللون الأزرق الغامق وعلى سطحها تشعبت ظلال بيضاء وكأنها غيوم، وكانت موضوعة بأهمال فوق الأرض.
- وجدتها!
همست رويدنا بفرحة وجرت نحوها حتى تحملها سريعاً، ولكنها تعثرت بقوة ليرتطم رأسها بالأرض عندما قيد العنكبوت إحدى قدميها بشباكه اللزجة والقوية.
قبل أن يسحبها نحوه ليرفعها عن الأرض وتبقى رودينا مقلوبة رأساً على عقب بعد أن علقها العنكبوت في السقف دون أن تؤثر مقاومتها
- أيها الطفل..ساعدني..سأتقيء.
تكلمت رودينا بدوار وشعور الغثيان قد راودها، وكانت تشعر بالألم بفضل سقطتها القوية، وعلى الرغم من ذلك حاولت تحرير نفسها بأستعمال سيفها وكتاب كوفين.
ولكن خيوط الشبكة لا تنقطع بسيفها العادي، وكتاب كوفين أصبح فجأة بلا فائدة لأنه لا يستطيع التأثير بالسحر الأسود.
وبدأ العنكبوت يخرج أصواتاً غريبة وكأنه مُنزعج من وجودهم، وأخذ يحاول التلخص من إيڤروس الذي يتحرك سريعاً وكأنه فهد صغير
- ماذا سنفعل؟ لا نستطيع قتله بأسلحتنا العادية أو بأستعمال قوتنا.
تكلم الصغير بقلق وهو يتحرك يميناً وشمالاً ليهرب من الخيوط اللزجة التي تنطلق نحوه بسرعة البرق، ويبدو أن العنكبوت قد أنزعج بشدة وأصبحَ غاضباً جداً لأنه يكره وجود أحد في مخبئه.
فبلمح البصر وعلى الرغم من سرعة إيڤروس، إلا أن العنكبوت قد فاقه سرعة، فاخذ يتحرك بسرعة مشابهة لسرعة الضوء وبدا ككتلة سوداء غير واضحة بين ثنايا الظلام، فمرة يطلق خيوطه اللزجة من جهة اليمين ويكون هو في الشمال، ومرة يسمع إيڤروس خطواته من خلفه على الرغم من أن العنبكوت من أمامه.
فشعر فجأة بالتشوش وأخذ يدور حول نفسه بضياع ويحاول بشتى الطرق كشف جهة العنكبوت، إلا ان هذا العنكبوت وبفعل السحر الأسود، أستطاع القفز على إيڤروس من الخلف ولدغه بالسم من رقبته
- إيڤروس!
صاحت رودينا بقلق وهي تحاول تحرير نفسها بقوة ولكن لا شيء يستجيب لها، فحتى إيڤروس سقط كالمشلول على الأرض بعيداً عن رودينا وأخذ يتأوه بألم.
وكان العنكبوت على وشك القضاء عليه ولكن رودينا حاولت أبعاده برمي سيفها عليه بأقوى ما لديها
- أبتعد عنه أيها العنكبوت المقزز!
فيلتفت العنكبوت بعينيه الذهبية الغامقة ببطئ نحو رودينا التي أنكمشت على نفسها بقلق، وفرت صرخة من فمها عندما قفز ذلك الكائن الوحشي نحوها بأقصى سرعة.
ولم تستطع أنقاذ نفسها سوى بالتأرجح بعيداً عن طريقه ليرتطم الأخير بالسقف، ولكنه لم يستسلم بل أزداد غضبًا وتحرك نحوها.
وبفعل أرتطامه بالسقف، سقطت عدة صخور ضخمة حطمت الطبقة الرقيقة التي تغلف البركان تماماً، وبدأ الأخير بالتدفق بعد أن كان خامداً.
- البيضة!
صرخت رودينا بصعوبة لأن العنكبوت قد أنقض عليها وحاولت تحرير نفسها بركله بقدمها، وعينيها مثبتة على البيضة التي أصبحت مُحاطة بالخطر، فالبركان أخذ يحيطها من كل جهة وتدفقه يزداد مع مرور الوقت.
وبدلاً من أن يلدغها العنكبوت، أستخدم طريقة أخرى أكثر شراً، فقطع شباكه التي تقيد قدمها بالسقف لتصبح رودينا حرة، ولكن ليس تماما..ً فهي قد سقطت نحو الأسفل وظهرها موجه للبركان الذي يرسل حممه عالياً.
- البشرية!
صاح إيڤروس بصعوبة وألم، وكان لحسن الحظ بعيداً عن البركان، عكس رودينا التي صرخت بخوف ما أن أستوعبت الأمر، لتحيط رأسها مُستعدة للأحتراق في هذا السائل.
ولكنها لم تحترق... لأن شخصاً ما قد أنقذها، كما ينقذ البطل البطلة في الأفلام، فحُملت رودينا كالأميرة بعيداً عن الحمم ولا تعرف كيف ومتى، ولكنها أستطاعت الوقوف سلمية فوق بر الأمان مُجدداً بجانب إيڤروس.
ولكن قدميها لم تستطع حملها أكثر من هذا لتجلس بضعف فوق الأرض وتحدق بتلك الهيئة بتفاجئ
- فولكان..!
التفت اليها بأبتسامة جانبية مغرورة وكأنه يقول" لولا أنقاذي لك، لكنتِ بشرية قذرة محروقة"
فعندما كادت رودينا تلامس السائل الحارق، ظهر فولكان فجأة وكأنه قد وصل للتو، ليمسكها بقوة كحركة لا أرادية منه ويحملها لبر الأمان.
كانت رودينا مُتفاجئة من أنقاذه لها، وأكثر تفاجئاً لأنه يقف دون أن يبالي وسط السائل الحارق وعلى وجهه إمارات متحمسة وكأنه قد وصل للديار.
وأخرج سيفه العريض بخفة من خلف ظهره و وجهه نحو العنكبوت الذي أخرج أصواتاً غريبة وبدأ في أطلاق خيوطه اللزجة وقد تفاداها فولكان ببساطة
- أنا لا أعرف لما لم تطلبوا من الاخرين المجيء معكم، الكل يمتلك قوات فريدة وسنتخلص منه ببساطة.
نبس فولكان بهدوء وهو يتحرك بخفة دون أن يهاجم، فأكتفت رودينا بالنظر إلى إيڤروس المتألم ولم تجبه، فهي تشعر الآن بالندم.
ولكنها فجأة أرتعشت وصاحت بقلق مُستقيمة عندما تذكرت:
- البيضة!
وأختفت البيضة بداخل السائل الحارق وانتهى أمرها بالتأكيد، على الرغم من أنهم جاءوا من أجل البيضة إلا أنها قد ذابت بداخل هذا السائل..ببساطة دون أن ينتبهوا.
القى فولكان نظرة سريعة على مكان البيضة السابق قبل أن يحاول التخلص من عنكبوت البورنيو سريعاً، ولم يستعمل سيفه، بل بدلاً من ذلك استعمل قوته أخيراً.
فوقف بأستقامة وكأنه جبل مترفع وبنظرة حادة كسكين صقيل، فوق سائل البركان وكأنه لا يتأثر به، وحدق بالعنكبوت الذي يقترب منه ببطئ ويرسل خيوطه التي بلا فائدة، وقد أحترقت بالنيران التي بدأت بالتوهج حول فولكان كهالة مُضيئة تحرق الأبصار.
وبأبتسامة مُتسلية تتراقص فوق شفتيه، رفع يده اليمنى عالياً لتتصاعد الحمم وتنطلق كمدفع متفجر نحو العنكبوت، وعلى الرغم من ذلك، لم يتأثر الأخير كثيراً بفضل السحر الأسود، ولكنها كانت البداية فقط.
لتلهية العنكبوت، فقد أنطلق فولكان سريعاً حول الوحش الأسود مع الحمم ليصنع جداراً عالياً من البركان وكأن ذلك السائل قد أصبح صلباً فجأة.
وأثناء صدمة الجميع أخترق فولكان الجدار الذي صنعه بسرعة الضوء وسل سيفه المُضيء وقد تشرب بسائل البركان عالياً، قبل أن يخترق جسد العنكبوت ايضاً.
وبعد أن جُرح العنكبوت جرحاً عميقا،ً هبط فولكان ببساطة على الأرض، وأخذ ينفض سيفه الذي تلوث بدماء سوداء تبخرت من على سطحه ببطئ، ومرت دقيقة قبل أن يفقد العنكبوت توازنه ويسقط بداخل حمم البركان التي توقفت عن التدفق بفضل فولكان.
ثم حل الصمت الثقيل، وقُتل الوحش بطريقة عجيبة أدهشت رودينا وإيڤروس، عكس فولكان الذي وجد الأمر عاديًا.
وأثناء ذلك الصمت الذي تشوه بحركة مُلفتة من داخل البركان، فيستعد الجميع جيداً لمواجهة العنكبوت الذي لم يمت بعد كل هذا.
ولكن بدلاً من البورنيو، خرج كائن جديد حلق عالياً كشجرة سامقة قبل أن يدور حول نفسه كزهرة ربيعية وقد غنى كتغريد الطيور، غرد لبداية حياته الجديدة
- ما هذا!
نبست رودينا بأندهاش هي تستقيم ببطئ وأعينها مثبتة على ذلك الطائر غريب الشكل، وكان يضيء السقف بنوره المشابه لنور الشمس، وعلى الرغم من صغر حجمه، ونحافته المُخيفة، ومخالب قدمه التي أوحت اليهم بأنه طائر جارح، ولونه الأسود المائل للخضرة وقد أضاء كزمردة مُشتعلة، إلا أنه بدا جميلاً جداً.
ولا تمل العين من النظر إلى تفاصيل ريشه الطويل كريش الطاووس، ولا عينيه الذهبية المتكحلة، وقد هبط امامهم وهو يستمر بالغناء والتغريد
- أنه الكائن الموجود بداخل البيضة النادرة، طائر الإيجوري، لا اعرف كيف غاب هذا الامر عن بالي، لأن الإيجوري هو كائن هجين من العنقاء وأحد طيور الديناصورات، وهذا يعني أنه مولود بواسطة النار، وكان يحتاج إلى نار وحرارة عالية حتى يفقس، كنار البركان مثلاً....
نطق إيڤروس بصعوبة وبين كل كلمة وكلمة يختنق فيسعل بقوة ثم يغمض عينيه كمن فقد الوعي، ولكنه يكمل كلامه حتى شرح الأمر لهم تماماً، وقد أستند على ظهر فولكان المُرغم على حمله من قبل رودينا. وبعد ذلك أتت واتريندا مُتأخرة، وأغرقت المكان بالماء الذي أندمج مع البركان ليصبح كتلة صخرية، ولن يخرج منها العنكبوت ابداً.
وخرجوا من هناك بنجاح ثم تبعهم طائر الإيجوري كطفل سعيد وجد عائلته، وكان يخرج لسانه الطويل كلسان السحلية خارج منقاره المعقوف، كطفل ابله لا يفقه شيئاً.
وكان هذا الطائر نادر حقاً، وعلى الرغم من ذلك، كان يعيش فوق سطح الأرض بعصر الديناصورات، وحتى بعد أنقراض الديناصورات وعاش هو بفضل طبيعته المُتحملة لنار البراكين وهجمات النيازك، نزل مع سكان الأرض المجوفة ليتكاثر ولكن تكاثره قد فشل نوعاً ما ونادراً ما ينجح.
وكان هذا الطائر يعيش في عش من الأشواك، ولا يطير إلا في المطر الغزير ويغني بصوته الجميل ليخبر السكان عن هطول المطر، ويخرج حبر سحري من ريشه يُستعمل في التعاويذ السحرية، ويحب أكل الحشرات والفراشات، وعلى كلٍ، معنى الإيجوري هو فن النجوم، لهذا كان يُستفاد منه فوق سطح الأرض بواسطة الأعتماد على النجوم مُنذ قديم الزمان.
وعلى الرغم من كل هذا، رأت رودينا أن الأمر لا يستحق المخاطرة بحياتهم من أجل جلب هذا الكائن، ولكن السكان نفوا هذهِ المعلومة وأخذوا يحتفلون به عندما حلق فوق رؤوسهم وغنى بأعلى صوت لديه وقد أستمتع حقا.
وكان صوته كالموسيقى بالنسبة لأغانيهم اللطيفة
- طر أيها الطائر، وحلق فوق الغيوم، بين الأشجار والنجوم، حول السماء وفوق الفضاء، فوق البركان والماء، فأنت خير من وطِئ الثرى، وطوبى عندما تغني وأكثرَ، يا طائر التنجيم والسلام، والأحلام والإلهام، يا عنقاء الإيجوري.
واستمروا بترديد الأناشيد الطفولية المُختلفة والتي كانت وعلى الرغم من قدمها، تُراثٌ مُهم لسكان هذهِ المملكة، ،ويمتلكون تقديرا خاصا للطيور. وخاصة طيور العنقاء وهي تعد ملكة أصناف الطيور.
وأكتفت رودينا بالنظر اليهم مت نافذة منزل الحكيم بأبتسامة دون أن تشاركهم، وجلست بجانب إيڤروس الذي شُفي بواسطة الدواء، وامامهم جلس العجوز وهو يتكلم بصوته المُتعب
- انا حقاً لا أعرف كيف أشكركم، فعلى الرغم من تهوركم الغير مُبرر، ولكنني سأقدم لكم طائر الإيجوري كهدية لشجاعتكم وتخلصكم من هذا الكائن الذي طال بقائه دون أن نستطيع التخلص منه.
وبعد أن قال هذا قفز إيڤروس بحماسة وكأن السم لم يؤثر بهِ وهو يصيح عالياً بفرح
- لقد أصبح طائر الإيجوري لنا.
وأسكتته رودينا بتربيتة أبوّية على رأسه وهي تهمس بحنان
- نعم يا بُني..
وفجأة جذبت شعره المُجعد عالياً ليتأوه إيڤروس بألم وينظر اليها بنظرة باكية، وأكتفت هي بالهمس أمام وجهه بتهديد:
_- لا تُظن أنك هربت من الأنضمام لفريقي.
أومأ إيڤروس بطاعة حتى تحرر رودينا شعره وهو يتمتم
- بالطبع، لقد وعدتك بذلك، والرجل الحقيقي لا يتنازل عن وعده.
ثم نظر اليها بأبتسامة متحمسة أظهرت سنه المفقود
- لا أظنُ أنني سأندم على الانضمام لفريقك، فأنا أعتقد بأنني سأحظى بالكثير من المرح بينكم.
ياله من مسكين، سيندم بعد ايام على كلامه ولكن لا بأس، فرودينا قد سعدت بهذا المدح الذي أغدق عليها من قبل الحكيم.
وبعد ذلك قدموا إليهم شاي التفاح الأبيض، ليمد جسدهم بالقوة والنشاط، ولاحظت رودينا أن فولكان لم يقل كلمة واحدة بعد رجوعهم، حتى أنه لم يسخر منها أو من المدح الموجه اليها على الرغم من أنها لم تفعل إلا القليل، والفضل له بالخروج من هناك سالمين.
وأكتفى بالنظر إلى يديه بنظرة لم تجدها رودينا على وجهه قبلاً، نظرة أنكسار وأحباط.
تفاجئت رودينا من هذا، فاليوم قد أستعمل قوته أخيراً، فتحكم بالبركان ولم يتأثر به، وهذا لأنه مخلوق من سائل البركان بالطبع كمعنى أسمه تماماً، وفجأة هاجم رأسها سؤال فضولي ولم تمانع طرحه بصوت مُنخفض بينما أنشغل الجميع بالثرثرة أمام المأدبة المُقدمة من أجلهم
- أنا أشكرك حقاً على أنقاذك لنا اليوم، على الرغم من أنني كُنت سأتولى هذهِ المُهمة ولكنك قاطعتني..
صمتت قليلاً تحدق بنظرته الساخرة دون أن يتكلم، لتكمل هي بجدية
- ولكنك أستعملت قوتك هذا اليوم بشكل مُفاجئ، ولا أرى أي مُشكلة بها، في البداية ظننت أنها ضعيفة أو قوية بشكل لا تستطيع التحكم به ولهذا لم تستعملها، فلماذا أمتنعت عن أستعملها كل هذا الوقت؟
قبض كفه بأنزعاج واضح من هذا السؤال ثم نظر في عينيها مباشرة ورغب بعدم أخبارها الأن، وأستمر صمته لدقائق حاول فيها ترتيب جوابه، وأكتفى بنظرة جعلتها تقشعر..ليس من النظرة فحسب بل من الجواب المُفاجئ أيضا:ً
- أعتقدت أن غريب الأطوار قد أخبرك سابقاً، ولكن على ما يبدو..
صمت قبل أن يكمل بصوت مُنخفض وقد أبعد عينيه عن وجهها المصدوم
- أنكِ لا تعرفين كيف تم قتل والدتك، بواسطة قوتي...
•
•
•
stoop
تن ترم رم تن تن، هنا نهاية البارت
اعرف انني استخدمت رياكشن فولكان خمسين مرة بس عاجبني 😂😂
نبدأ بالاسئلة مباشرة، واول سؤال استقبلكم فيه هو:
- هل هذا يعني ان فولكان هو نفسه آزوت؟
شسالفة افنان احنا مش فاهمين اي حاجة!
- هل هذا هو السبب الوحيد او الحقيقي لامتناع فولكان عن استعمال قوته؟
- هل قوته جديدة ورائعة لان افنان اخترعتها؟
͡° ͜ʖ ͡°
- هل طائر الايجوري خنفشاري؟ على الرغم من انه اهبل...باقي الناس بالروايات والافلام يطلعلهم تنين فخم... ولبطلة روايتي يطلعلها طائر مفهي مطلع لسانه. امزح امزح انتظروا القادم.
لا تتكلموا عن الاغنية لان اخترعتها شلون مجان
واحسني ساحبة عن واتريندا هم، كان المفروض اعطي لكل شخصية تظهر حقها بس نو بروبلم
وهيهي وصلنا تقريبا لقمة الرواية وهسه راح نبدا نعد العد التنازلي لنهاية الرواية، يمكن بعد عشر فصول او اكثر
ويلا قود باي احبكم يا اكيط والطف متابعين بالعالم💖
سامحوني على التقصير/(=∵=)\
ً
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro