نُقطَة الإنقِلاب.
بَينْ الصَمت والنَدم، تَضيع آلف الكلِمات
ذَاك الشُعور المُعتَاد يَسري بِدَاخل عُروُقي، مما يَجعلني
طَوال الوَقت أُريد الهُروب...
صوتٌ بِداخلي يَصرُخ بِغضبٍ قائلًا 'إستَفق!'،
وصوتٌ أخر يُصارعهُ قائلًا
'لا، ستَموت، ستندم طَوال عُمر'.
صوتٌ أخرجَني مِن حَديثي الدَاخلي قائلًا بِهدُوءٌ ورزانة،
لِلتَو إنتبهتُ أنني لستُ بِمُفردي.
" يٌمكنك التكلُم، سيد جونغ."
نَظرتُ لها مع نظرةٍ مَمزُجَة بِالخَوف،
الخَوف والنَدَم مِن البَوح عما بِداخِلي.
إنتَبهَت ليِّ وهي عالمةٌ بِكُل شئ، كَانت ملامِحي مفضوحَةُ بِالفعل أمامها!
"أخافُ من القابِع دائمًا بين ثَنايا قَلبي، أُصليّ دائمًا بأنْ أتَحسنْ وأنسى،ولكنني لا أنسى..."
"أنت لن تَنسى، بَل ستتحسَن وتَتعلم.
جَمِيعُنا نَمر بِما لا يُحمد ونَتَعلم، نتَعلم كَيف يُمكننا مُواجَهة مَشِكلنا بِشكلٍ جيد، لا الهَروب مِنها."
طَغَى الصَمت على الغُرفةِ مرةً أُخرى، كَما أنني لم أُقبل على الرد عما قَالتهُ، فهي لم تُخطئ.
"سأتَحدثّ."
وبِالأخِير، فَاز صوتٌ واحد،
صَوت الطُمأنِينة.
الزمن: قبل أربع شُهور.
المَكَان: كُوريَا الجَنُوبِية.
تَزداد مَشاعِر البِهجةَ والتَوتُر بَين الأجواء الحَالية،
يتَجَمع جَميع المُتنافِسون بِالحَفل الشَهير الخاصْ بِمُسلسلَات العَام.
جَاء وَقت تَسلِيم الجَائزة المُمَيزةْ،
جَائزةْ أفضَل مُمَثِل بِعام ٢٠٢٠.
جَالسٌ بِين أصدِقَائهُ المُمثلين، كما أنهُ مُتَحمسٌ لِإعلانْ إسم الفَائز وهو يأمَل أن تَكُون مِن نَصيبهُ.
"جَاءَ وَقتْ إعلانْ أفضَل مُمَثل بِعام ٢٠٢٠،
إذًا من الفَائز المُمَيز؟"
صَاح الجُمهورُ بِحماس وفرحة،
قَام واحدٌ مِن مُعلنو الجَوائزِ بِفتح الظَرفْ وهو بِكاملِ حماسهُ، ثُم تَوجه إلى الميكروفون قائلًا بِحمَاس
"الفَائز لهذا العَام هُو المُمثِل كِيم جُونغ آن."
قَام بِفرحةٍ عارمةٍ يحتضِنْ أصدِقائهُ المُمثلين مع صُراخ مُشجِعيه الصَاخب.
لقَد عَمِل على مُسلسلهُ الشَهير بِإتقَان، حتَى يُثبتَ ذاتهُ أكثّر فِي عَالم التَمثيل
يَصعد بِحماسٍ ليَستلِم جائزتَهُ المُمَيزة
أخَذها مِن المُعلِن، قَام بِشُكره ومن ثُم نَظَر إلى هِتَاف الجُمهُور وهو لازال يَبتِسم
بَدأ بِإلقاء خِطابهُ بِتَوتر مَمزُوج بِفرحةٍ ومُعبرًا عن إمتنانهُ
لِكُل مَن ساهَم في فَوزهُ بِما فيهم مُشَجعِيه وطَاقَم مُسَلسَلهِ
"إنني مُتوَتُرٌ للغاية، لا أعلم مَاذا أقُول ولكِنْ هَذا شرفٌ كَبِير ليّ أن اتَلقى مِثل هَذهِ، التي كُنتُ أحلمُ كُل يَوم بِأن أفوز بِها وأنا أيضًا أُري-"
لَحظةٌ مِن الصَمت طَغَت على خِطابهُ الرائِع
حِينْمَا رأهَا...
( مُباركٌ لك على فَوزِك أيُها الفَنانُ الصَاعِد،
ولكِنني أُريدُ إخبَاركْ أنني أعَلَم ما حَدَثّ الصَيف المَاضيّ، بِما فيهِ مَا فعلتهُ أنتَ أيضًا.)
كلِماتٌ نُقِشَت على لافتةٌ بِالخَط الأسودْ بِشكلٍ واضِح
بينما كَان ينظُر إلى لافِتات مُعجَبِيه بِحماسٍ؛
رأى تِلكَ اللافِته مَرفوعةٍ بِواسطَةِ شخصٍ غَير مَعرُوف
وهو يَكسِي جَسدهُ بِملابِسٍ سَوداء.
وكأنْ سحابةٌ سَودَاء طَغت على المَكان، لم يتَكلم وبدأ شُعورٌ مِن الخَوفْ يَسَلسلُ بِدَاخِل جَسدهُ
'لا، هَذا مُستَحيل'
نُسِجَتْ هَذه الجُملة بِعَقلهُ وأخَذتْ تّردد كَثيرًا
وهو غَير قادر على الحَدِيث.
تَعجب جَمِيع مَن بِالحَفل من صمتِهِ المُفاجئ، بِما فيه مُعجَبيه.
"سَيد جُونغ آن، هل أنتَ بِخَير؟"
إستَفَاقَ مِن صَدمتِهِ يَنظُر لِمصدَر الصَوت
"ن-نعَم، أنا بِخير."
حينَما إلتفَت لرُؤية اللافِتةَ مرةً أُخرى، لم يَجِدها!
أكمَلَ خِطابِه وهو يُحارِبْ هذا الخَوف الطاغيّ عليه،
إنتهى وأخذ الجَميع يُصفِق لهُ بِفرح؛
عَادَ إلى مَضجعهُ يُحاول لَملمت شُتات نَفسهُ وأخذّ أنفَاسهُ بِهدُوء.
لا يَجِب ابدًا أن يَعرِف الجَميع عَن هَذا...
_________________________
بَعد مُرُور ثلاث أيام.
لِما البَعضْ يَعش دَور الضَحية، بَدلًا مِن أن يَعترِفْ بِجَميع خَطايَاه؟
يَسبُون الشَيطان وهُم أسوءُ بِمرَاحلٍ مِنه!
يَصعُبُ تَفسير أفعَال البَشر وطِباعهُم،
هم مَن خَلقُوا الخَير، وأيضًا هُم مَن خَلقُوا الشَر.
لازال فِي صَمتِه المُعتَاد مُنذُ ذَلك اليَوم،
أرادَ أن يَتَحِفلَ بِجائزتهُ المُمَيزة؛ لكنْ ليس كُل مَا نُريدهُ
نأخُذه!
حينَما ينْعَزل عن الجَميع مَع ذاتُه، يبدأ بِالتَفكيرِ
مُجددًا، مَن هَذا الشَخص؟ كَيف يَعلم مَا قَد
حَدثَ فِي الصَيف المَاضي؟ ما مصلحتُه مِن كُل هَذا؟
إقتَحم شخصٌ ما لحظةَ صمتِه قائلًا
"بِما تُفكِر يا رجُل؟ أنتَ تُخُفيني!"
نَظر لِمُدِير أعمالهُ، الذي يسألهُ نَفس هَذا السُؤال طَوال الثَلاث أيام.
"فَلتَرتدي ملابِسُك، سنَذهَب إلى المَشفى."
"سوهو، ليس بِيّ شئ، تَوقف رجاءًا!"
نَطق تِلك الكلِمات بِإنزعاجٍ واضِح.
"إذًا فلتُفَسِر ليّ حالُتكَ طوال تِلك الثلاث أيام؟
وعِندمَا تَصنَمت لحظَةْ إستلامُك للِجائزة؟"
تَنَهد الأخر وهو مُترددٌ بِالبِدأ في هَذا الحَديث،
لا يَعلم مَاذا ستَكونْ ردةُ فِعلِه، بِالأخير هو يَجب أن يَعلم.
"فِي اليَوم الذيّ قَد إستلمتُ بِه جائزتِي، كُنتُ أنظُرُ على لافتات مُعجَبيني بِفرحةٍ عارِمة ولَكِن..."
صَمِت مُترددًا إكمَال حَدِيثهُ
"ولكن مَاذا؟"
"رأيتُ شخصًا يحملُ لافتةً مَكتُوب عليها أنهُ يَعلم مَا حَدث الصَيف المَاضيّ."
تَصنم أثر نُطقهُ بِتِلكَ الجُملة، التي كَانت سببًا في إنقِلاب مَلامِحِ الأخر.
أكمل جونغ آن حَديثهُ بِهدوء
"لَقد فَكرتُ بِإخبار الشُرطة والت-"
"مُستَحيل!"
صَاحَ بِعصبية وفُزِع الذي يَقبَع أمامِه.
"هَل أنتَ أحمَق؟ هَل تُريد أن تُفضَح ويَعلم الجَميع عن فِعلتُكْ؟ أنتْ لن تُبلِغ أحدً عن هَذا!"
"إذًا هَل سأصمُت حتَى يَعلم الجَميع عن فِعلتي؟"
صَاح الأخر بِعصبية والخَوف إستَولى على كاملِ جَسدُه.
"سأتَصرفْ، ولا تَجرؤ على التفوه بِأي شيء،
أتفهمُني؟"
حَذرهُ بِغضب وهو يَنظُر لهُ، إن وَصل هَذا الخَبر لِلشُرطة، سَيحدُث ما لا يُحمد خاصةً لجُونغ آن.
"فَلتتجَهز، أمامُنا مُقبلةٌ بَعد قليل."
إنصرف مِن المَكانِ تَاركًا الأخر يَسرَح في بِحر أفكارهِ، هُو يَشعُر بِالفعِل بأنْ هَذا الشَخص لَن يترُكهُ وشأنه، لكنْ سيَترُك هَذا الأمر لسوهو، فَهُو أيضًا بِمثابةِ أخيه الكَبير.
_
صارت المُقابلة على نحوٍ جَيد، إستَطاع أنْ يتَحدَث بِكُل إرياحية وأجَابْ على جَميع الأسئلةِ؛ أخَذَ يلتَقِط بَعض الصور لهُ مَع مُعجيبه وهو يُوزع الكَثير من الإبتِسَامات، تَوجه إلى خارج المَكان حَتى يُغادر، لَم يرى سُوهو بِالأرجاء بل فَقط طَاقمهُ
"طرأ أمرٌ مُهِم لِلسَيد سوهو، وغَادر وقَال أن نُرافِقكْ."
هَمهم لهُم وأردف
"أُريدُ أن أذهَب إلى أُختي، فلتعودوا وَحدكُم وسأُخبرهُ بِهذا، على أيّ حال لقَد إنتهى جَدولي الآن" عادوا إلى سيارتِهم مُغادرين، وتوجه هو الأخر إلى سيارتِه ليَشرع بِالقيادة
لَم تَكُون وجهتَهُ إلى مَنزل أُخته، بَل كانت إلى مكانٍ أخر؛ أَوقف سيارتهُ أمام المَكان المَقصود، وخرج مِن السيارة.
هو يَقف الآن أمام مَبنَى شُرطةْ سيول المَركزية ويَنظُر لهُ، فَكر كثيرًا بِحَديث سُوهو هَذا الصَباح ولا يَعلم مَا الذيّ دفعهُ لِلقدُوم إلى هُنا.
"هَل تَحتاجُ إلى مُساعدةٍ، سيدي؟"
إلتَفتْ إلى مَصدر الصَوت، فتاةٌ تنظُرُ له مُنعقدة الحاجبين، نَظر لهَويتها (كَانج سُولجى)
غَادر المَكان مُتجاهلًا سُؤالها،
تَعجبتْ الأخُرى مِن فِعلتِه تِلك
"مَاذا بِه هَذا المَعتُوه؟"
قالت ذَلك وهي تَنظُر عليه مُغادرًا إلى سيارتهُ،
ومن ثُم عادت للدَاخِل
نَوعًا ما بدى لَها مألُوفًا.
عَاد الآخر إلى مضجعِه بعد هَذا اليَوم الطَويل، تَذكر ما كَان مُقدِم على فِعله بِالصباح، هُو فقط لم يَرُد على المُحققة وعاد إلى سيارتِه كالأحمق.
"يَجب عليّ الذَهاب إلى الطَبِيب فِي أقربِ وقتٍ."
خَلِد إلى النَوم بَعد هَذا اليَوم المُرهِق بِأكمله،
لم يتَلقى حتى الآن أيّ رسالةٍ مِن سوهو، لقَد كَان هذا مُريحًا وغريبًا بعض الشيء!
____________________________
وجهة نظر جونغ إن
صوتُ مِنبهِ الهاتِف الذي قَد أخرجني مِن عالم الأحلام أخيرًا، لقَد حظيتُ بِنومٍ عَميق ولا أعلم حتى الآن كم الساعة، بِالأخير لقد حظيتُ بقسطٍ مِن الراحة لا بأس به.
قَمتُ بِتَفقُد الهاتِف، لا يُوجد أي مُكالمات حتَى الآن مِن سوهو!
تَعجبتُ مِن هذا الأمر، سوهو من إعتاد إيقاظِي ودائمًا ما يتواجد قَبل مَوعد إستيقاظي.
دخلتُ إلى قائمة جهات الإتصال وعلى الوشكِ الإتصال بِه، لكِن وردتني مُكالمةٌ مِن مُدير وكالتُي!
لم يتَصل بِي ابدًا مُنذُ وقتٍ طَويل، ماذا يحدُث؟
"مرح-"
لم أُكمِل جُملتي حتى قَاطعني صوت صياحُه بِالهاتِف
"اللعنةُ عليك! أين أنت وأين هذا اللعين الأخر سوهو؟ هل تَعلم عدد المُكالمَات التي أتَلقَاها حتى الآن بِسببِك؟"
حديثهُ كان غامضًا ليّ، لا أعلم عن ماذا يتَحدث وهل سُوهو لا يُجِيب على إتصالاتِه حقًا؟
"ماذا يَحدُث؟ لا أفهمُ"
"مَاذا؟ لا تَعلم، فلتَفتح أخِر الأخبار أو تلِفازك اللعين،
وستَعلم لِما أصرُخ هكَذا!"
أغلقتُ المُكالمة التي قَد إذتْ أُذُناي، لقَد دَب بِقلبي الرُعب مِن حديثه الذي جعلني أتوجه إلى أخرِ الأخبار على التُويتر بِسُرعة!
إنقَطع تَدفُق الدم بِداخِل عُرُوقي لوهلةٍ، أحتاجُ إلى سوهو لكيّ يُقِظني مِن هَذا الكَابُوس
البَشِع، مَا أسوء مِن الهُروبِ من الماضي الذي قَد إنتهى تمامًا كما نَتَعتقِد، ومن ثُم تَجد أن ماضيك لم ينتهي حَتى الآن ولازال يُطارِدك؟
تَوقعت أنني الوَحيد العالم بما حَدث، لكِن لم أكُن وحيدًا ابدًا!
( تَم نَشر مَقطَع فيديو مِن مَصدر مَجهول عن الممثل جونغ أن، الذي تَلقى مُنذُ بِضع أيام جائزة أفضل مُمثل، يَحتوي المَقطع على وضعيتِه المُخلة بِجانب فتاةٌ غير معروفة عارية الجَسد وما يستُرها هذا الغطاء فقط!)
(مَا الذي كان يفعلهُ الممثل الشهير جونغ إن الصيف الماضي بهذا الملهى؟
هل سيَعتزل بعد هذهِ الفضيحة؟)
والعَديد مِن المَقالات التي كُتِبت تحت هَذهِ العنَاوين
مَا كُنت أخشى حُدوثه، قَد حَدث بِالفعل!
قُمتُ بِالإتصال بسِوهو فَوق العَشر مَرات، ولكنهُ لا يُجيب!
إن الهاتف يرتَعش بِداخل يداي، لستُ قادرًا على التَماسُك أكثر
"اللعنة إين أنتْ؟"
لا أمتلِك رقم هاتِف والدتهُ، لا أملُك أي خيارًا سِوى الذهَاب إلى بيتهُ.
إرتديتُ ملابسي في عجلةٍ مِن أمري، حتى تذكرتُ أمرًا
ذهبتُ إلى الشُرفة وتأكدت ظنوني.
عددٌ كَبير مِن الصحافيين متواجَدين بِالأسفل، كيف علموا بِمكان سَكني!
لا أملُك خيارًا أخر سوى الذهاب مِن خلال الباب الخلفي، قُدتُ السيارة بينما أُحاول التماسُك
ولا أعلم مَا الذي عليّ فِعله الأن،
هل تَدمرت سُمعتي حقًا؟
وَصلتُ أخيرًا إلى وجهتي، هرولتُ إلى مبنى سكنُه وأنا في قِمة ذروتي.
أخذتُ أرن جرس الشقة، لا صوتٌ أو رد.
هذا أثار ريبتي، من المُفترض أنهُ قد عاد مُنذُ وقتٍ طَويل!
حَاولت فَتح الباب ولكِن مَا أثار تعجُبي أكثر أنهُ قد فُتِح من المرةِ الأولى!
أّمل أن يكون بِخير.
دخلتُ بِحذر وأنا أُحاول البَحث عنهُ ولكن لا أثر لهُ،
نظرتُ إلى باب غُرفةٍ نومه.
لم تَتماسك أرجُلي مِن هول الصدمة التي تَلقيتَها،
جَسد سوهو مُلقى وهو غارقًا بَين دِمائُه!
بالتأكيد أنا أحلُم، أرجُوكم فليُوقظني أحد مِن هَذا الكَابُوس البَشِع...
رن الهاتف مُعلنًا وصول رسالةً ما،
بيدين مُرتعشتان قُمتُ بفتحِها لأرى ما تَحتويه
(هذه البداية فَقط.)
البِداية؟...
________________________________
كَيف تُريدون السلام لِأنفسكُم وأنتُم مَصدر الشَر؟
كَيف تُريدون أن تَنعمُوا بِحياةٍ رائعة وأنتُم مُفسدين في الأرض؟
جُذور الشَر يَجب أن تُقتَلع بِأي شكل مِن الأشكال،
لأن الفساد لا يَدوم.
الشُرطة مُتواجدة بِكُل مكان بِالشقة خاصةً غُرفة النَوم،
لازالوا يحقُقون وراء منْ كان سبب إصابة سوهو بَالغة الخُطُورة.
أخذت تَبحث عن أيّ شيء يُمكن أن يُساعدها في العثُور على ثغراتٍ لِما حَدث.
"سيدتي، لا يُوجَد أي شئ هُنا."
تَنهدتْ لتَسمح لهُ بالإنصراف، تَوجهت إلى مكتبةٍ كَبيرة
حيثُ معلقة جَميع صور سوهو، مِن بينهُم صورةً لجونغ أن وهو.
"كيم جونغ أن؟"
تَلقت إتصالًا ليُخرجها مِن شرودها،
"مَاذا فَعلت؟"
"لا شيء، أنني في طريقي إلى المشفى، هل عثَرتي على أيّ شيء؟"
تَنهدت بِإنزعاج مُجيبةً
"لا، لا يُوجد أي شيء، إنني في طريقي إلى المشفى أيضًا"
اغلقت المُكالمة وإستعدت إلى الذهاب إلى وجهتها بعدما لم تَعثُر على أي شئ يُفيدُها.
يقَبع بِجانب سريرهُ محدقًا في الفراغ فقط، مَازال على وضعيتِه تِلك بعد أن قَام بالإتصال بِالإسعاف والشُرطة؛
لا يُصدق حتى الآن أي شئ مما يَحدث ومما سيَحدُث.
يُفكر في كُل ما حَدث وهو لا يَعلم حتى الآن من وراء هَذا، طرح عِدة أسئلة بِداخل عقلِه المليء بالأفكار، مثل ماذا يُريد هذا الشخص مِنه؟ هل أذية سوهو لها علاقةً بِفضيحته؟
زَفر الهواء بِعُنف وهو يُحاول أن يهدأ، عاد يَنظُر إلى سوهو مرةً أُخرى، يُؤلمهُ قلبه عِندما إعتقد من المُمكن أن يخسرهُ، لا يتَخيل حياتهُ من غيره.
تَذكر كَم كان حريصًا على كُل شيء في عملِه، خاصةً عِندما علِم ما حَدث الصيف الماضي فورما إستيقظ؛ هو لا لن يصمُد حتى يَعلم من وراء هذا وسيفعل أيّ شيء، هذا الوعد الذي قام بِقطعِه، سيَفعل أي شئ مِن أجله..
دقْ الباب ليدخُل المُحقق ومعهُ شخصًا كان مؤلُفًا لهُ
"مرحبًا سيد جونغ إن، أنا المُحقق كيم تايهيونغ وهذه المُحققة كانج سولجي، نَحنُ نُحقق في قضية الإعتداء الذي حدثْت للأُستاذ سوهو، إذًا
هل من المُمكن أن نطرحَ بعضًا مِن الأسئلة عليك"
هَز رأسه بِهدوء، أكمل تايهيونغ حديثهُ بِحزم
"هل كان هُناك أي خلافاتٍ بين السيد سوهو وأي أحد؟"
"لا."
"هَل قام السيد سوهو بالأت-"
"لقَد تلقيت رسالةً مُريبة عِندما دخلت شقتهُ"
قَال بِهدوءٍ بينما لم يَرفع نظره حتى الآن إليهم.
"هل يُمكن أن تُرينا الرسالة؟"
إستأذن تايهيونغ ليُعطيه الأخر هاتفهُ، قرأها ومن ثم قرأتها الأُخرى، أصبح الآن الوضع أكثر تعقيدًا.
"هل تَقصد أن هَذا الشَخص يقصد أذيتَكَ وليس أذية السيد سوهو؟"
طرحت سولجي سُؤالها الأول، لكنها لم تَتلقى أي ردًا مِنه.
"سيد جونغ، هل مِن المُمكن أن تُجيب على سؤالي، لقد سألت هل هذا الشَخص يُريدُ أذيتك بدلًا مِن سوهو؟"
قَامت بِطرح سؤالها مرةً أُخرى
تَردد أن يتَكلم ويَقول عن ما بِجبعتِه، لقَد قام سوهو بِتَحذيرهُ على عدم التَفوه بِأي شيء أحمق، وما حدث الآن كان نتيجةً لِسكوته، لذا لنْ يصمُت مرة أُخرى.
بدأ يقص عليهم ما حدث فِي حَفل تَوزيع الجوائز بدايةً من اللافتة ومن ثُم سكوته وبعد إذ نُشر هذا المقطع وهذا ما جَعل الأمر يتَضح أكثر، لقد كان حادثًا مُدبر.
"حَسبِ قَولك، فإن الشَخص الذي كان يُمسك اللافتة والذي قَام بِنشر هذا المقطع وأخيرًا من قام بِالإعتداء على سوهو هو نفس الشخص!"
"تمامًا، هُو يُريد أذيتي، لا أعلم حتى الآن لِما يَفعل هذا، لا أذكُر أنهُ كان هُناك أي علاقاتٍ سيئة بيني وبين أحد"
زَفر جونغ إن بِتعب وليعَود النَظر إلى سوهو مرةً أُخرى،
وقف تاي ومعهُ سولجي مُعلنين عن مُغادرتِهم لإكمال تَحقيقهُم.
"سنبحث حَول مَن قام بِنشر المقطع، حتى ذلكَ الوقت إن تَذكرت أي شئ، لا تَتردد بإخبارِنا وتَفضل هذا رقم هاتفي"
نَظر إلى رقم الهاتف الذي دُوِّن على هاتفهُ بإسم ( المُحققة سولجي)، هو غَائب عن الوَعيّ ذهنيًا ولا يَستَطيع التَركيز بأي شيء.
هز رأسهُ لها دون التَفوه بأي كلمة وعاد بِجانب سوهو.
إنصرفت سولجي بِرفقة تايهيونغ وهي تُفكِر في كُل ما حدث
"سأتصل بِهم من أجل التحقيق وراء ناشر المقطع، مِن خلالهُ سنبدأ التَحقيق."
"سولجي، لا أعلم لكن يُراودني شعُورٌ أن الناشر ليس هو من قام بالإعتداء، هو مُجرد مُساعد"
"كيف علِمت؟"
إستهزات قليلًا لتُعطي هذا الجو المشحون لمسةً مِن الدُعابة.
"ليس بِتلك السهولة أيتُها الحمقاء!
من قام بِالتَخطيط لكُل هذا لن يَكُون بِهذا الغباء،
هو يُريد أذية أي شخص مُقرب من جونغ إن"
"أتسأل، لما يُريك أذيتهُ ؟ فلنذهب لنأكل إنني جائعة بِحق!"
________________________________
-بَعد مُرور يومان-
مَر يومان بِسلامٍ، لم يتلقى أي رسائل أُخرى، فقَط يَقبع بِجانِب سوهو الذي لَم يستَيقظ حتى الآن؛
تَوقفت جَميع أنشطتُه تمامًا، ولم يَرُد على أي مكالمة من رئيس وكالتهُ أو أي أحد...
مَكث يومان يُفكر فيمَا حدث، أصبح أضعف ولا يأكُل كثيرًا، هو لم يكُن هكذا مُطلقًا وما حدث في ظرف يومين قد غيرهُ تدريجيًا.
عاد بِذاكرتِه لِهذا اليوم وكَم كَان سيئًا، حينما أستيقظ ووجد نفسه بين أحضان تِلك الفتاة ومِن بعدِها فر هاربًا ولا يتذكر أي شئ.
كان يخاف دائمًا من أن تُلطخ سُمعتهُ بِالوحل وعَمِل على ألا يحدُث ما لا يُحمد، ولكن بِالأخير إنقلبت الموازين.
قَام المحققون أخيرًا بالعُثور على من كان وراء نَشر هَذا المَقطع، تَولى تايهيونغ وسولجي القَبض عليه لِمعرفة من وراء كُل هَذا!
يجلسون أمام هذا الخائف الذي لم يَنطق بِبنت شفة حتى الآن، تنَهدت سولجي بِتعب فهي ليست قادرة على مُماطلة.
"مَن اعطاك هذا الخبر؟"
تَحدثتْ لِلمرة المليون، ليُعاود الرد عليها للمرة المليون ايضًا.
"لا أعلم عن ماذا تَتحدثين، لا أعلم أي شيء!"
تنَهدت لِلمرة التي لا تُعد وهي تُحاول مَسكِ أعصابِها
"وفقًا لبحثِنا، أنت من قام بِنشر الخبر."
"لا أعلم حقًا عن-"
"حسنًا، فلتأخذوهُ للحجز."
نَطقت عبر المُسجِل وهي على وشكِ الذهاب خارجًا،
صَرخ هذا الأحمق بِرُعب
"سأقُول الحقيقة حسنًا حسنًا"
إبتسمت بِخُبث، بينما إستدارت إليه مع وجهٍ بارد مُتحدثةً
"تحدث هيا"
إبتلع ريقَه وهو في كامل تَوتُره، مازال مُتردد في الحَديث عن هذا الحادث.
قبل يومان
كَان يَجلس أمام حَاسوبَهُ ذا الإصدار القديم، كان يَعمل على التَصفح والتَهكير وكُل الأنواع الغَير مَشروعة بِالإنترنت، إقتحم المَكان شخصٌ ذُو هيئةً مُريبة.
نَظر لهُ سائلًا
"بِما يُمكنني أن أخدمك؟"
هيئة الشَخص حتى الآن لم تَتضح لهُ، حتى نَطقَ بِصوتٍ نَاعِم وأنوثي
"أُريدُكَ أن تَنشر هذا المَقطَع بِكُل مكان."
إتضحَ بعد إذ أنهُ صوتٌ يَعودُ إلى فتاة.
إلتقط الهاتِف مِنها بِكُل هدوء ليرى المَقطع،
تَوسع بُؤبؤ عيناه مِن هَول الصدمة ليَنطق
"هَذا المُمثل الصاعد جونغ إن؟ يا إله-"
"سَوف أُعطيكَ ألفين دُولار مُقابل نَشره."
نَظر لها نَاطقًا وهو بِكامل صدمتِه
"أل- ألفين دولار؟"
أومات تُجيب على تَسؤلاتُه، قَامت بِوضع ظرفٍ أبيض وغَادرت مِن دُون قَول أي شئ.
_
إستمعتْ لهُ سولجي بِحذر وكان تايهيونغ الأخر يَسمع كُل ما يَدوُر مِن خارج زُجاج غرفة التَحقيق، سأل بينما يجَلس على كُرسيهُ
"هل وَجدتُم أي كَاميرَات مُراقبة لِهذا المكان؟"
"نَعم، سيدي، نَحنُ حتى الآن نُراجع كُل اللقطات التي صُورت في هَذا اليوم ويقُومون بِالبَحث عن أي ثغر في هذا المكان."
"جيد."
نَطق بِتردُد واضِح
" هل سيتم الإفراج عني؟"
نَظرت لهُ الأًخرى بِسُخريةٍ واضِحة لتَرُد
"هل تَرى أن ما إرتكبته شيءٌ بسيط؟"
خَرجت هي إلى تايهيونغ بَعد أن أنهت تحقيقها
نَظر لها قائلًا
"مازالوا يُحققون حَول لقَطَات كَامِيراتْ المُراقبة."
"يَجب أن نَذهب الآن إلى السَيد جونغ إن، مِن المُمكن أن يَعلم أي شئ حَول تِلكَ المرأة"
تَحركا إلى الخَارج، أدار السيارة على إستعدادهم لكي يذهبوا، لكن جاءهم صوت صُراخ مِن الخَارج.
نَظرُوا و وجدوا إحدى أعضاء فريقهم يُهرول إليهم
"لقَد وجدنا اللقطات!"
خرجوا من السيارة مُتجهين إلى المركز مرةً أُخرى،
توجهوه إلى الحاسوب ينظرون بِحذر إلى المَقطع
جسدٌ مُغطى بِالأسود فَقط يخرج مِن المكان ولا يُميزهُ أي شئ، فهي تُخفي هيئتُها على أيّ حال.
"تَوقف!"
صَرخت سولجي مِما اثار فزع الجَميع، نَظر لها تايهيونغ ومن ثُم إلى الحاسوب.
"أعد تَشغيل المَقطع"
فَعل مِثلما أُمِر مِنها
"تَوقف، كَبر هُنا."
فَعل مِثلما قَالت لهُ ونَظر الجميع أيضًا
وشمٌ ظهر مَنقوش على يديها اليُسرى بِوضوح،
نَطق أحدٌ مِن أعضاء الفريق
"هَذا الوشم يَعود إلى مَلهى يُسمى بلوتو!"
"مَاذا؟"
نَطق تايهيونغ بإستغراب، يَعود لِملهى كيف؟
"قَبل بِضعة أيام، جاء بلاغٌ مِن شخصٍ حَول تعدي على إمرأة هُناك، جاء هُنا في حالةٍ سيئة وأتضح أنهُ قد ضُرِب مِن قِبل رِجال الأمن."
"سيدي، هل مِن المُمكن أن هَذا الملهى هو نَفس الملهى الذي صُور بِه المَقطع؟"
"لا أعلم، لِما سيَقوم هَذا المَلهى بِأذيتهُ!
هُناكَ شيءٌ ناقص، يَجب أن نتوجه لهُ للمشفى ومِن ثُم إلى هَذا المَلهى"
"أنتُم، فلتتحقوا أكثر حَول هَذا المَوضوع،
ولتستدعوا مُقدم هَذا البَلاغ!"
أوماوا جَميعًا لينطلق هُو وسولجي صُوب المَشفى.
_
استيقظَ يومًا أخر من غَير أن يَسمع صوت سوهو المُميز، لا زال حتى الآن قَلِق ويتردد على الإتصال بِأُمه، لا يَعلم مَاذا ستكون ردةُ فِعلها.
أحضر لهُ مشروبًا ساخنًا حتى يَعود إلى جانب الغائب عن الوعيّ مرةً أُخرى، وأخذ يُفكر للمرةِ التي لا تُعد.
هَل كَان طَوال هَذا الوقَتِ مُراقب؟
بِما يراه الآن فإن مُفتعِل كُل هذهِ الأحدَاث، لم يكُن سِوى
كارهًا لهُ ومُنذُ وقتٍ طويلٍ أيضًا.
وِلج المحققان إلى الغُرفة مَما أخرجهُ مِن شُرودِه،
إلتفت لهُم قائلًا
"أوجدتم أي شئ حتَى الآن؟"
نَظرا لِبعضِهم البَعض، تَحدث تايهيونغ بِحزم
"تَم القبض على مُروج ذَلِك المَقطع، ولكِن لم يكُن هُو، بل كان شخصًا أخر. "
تسأل جونغ إن بتعجُب
"مَن هَذا؟"
"لا نَعلم من هي حتى الآن، لكِن هُناكَ وشمٌ على يديها اليُمنى يرمُز إلى شعارِ ملهى بلوتو"
إستقام الأخر وهُو بِكاملِ صدمتِه قائلًا
"أقُلت بلوتو؟"
تَعجب الإثنين من ردةِ فعلُه، ليُكمل تايهيونغ حديثهُ
"أتعلم هذا الملهى؟"
"هَذا هو المَكان الذي تَواجدت بِه الصَيف المَاضي!"
وإتضحت الرؤية أخيرًا، لقَد كَان إحدى أعضاء فريقهُ على حق.
"ولكِن لما سيُقدِمون على فِعل ذَلِكَ؟"
"لا أعلم، حقًا لا أعلم لِما سيفعلون ذَلِك"
أخذ جونغ إن يُفكر قليلًا بِهذَا الحديث، لا يَعلم مَن سيكون وراء كُل هذا، مَا حجم ذَلِك الكُره الكَبير المتواجد بِقلبه.
رأى تايهيونغ يقف مع سولجي مُقبلين على الخروج، وقف هُو الأخر قائلًا
"إلى أين؟"
"سنَذهب إلى المَلهى لكي نتح-"
"سأذهب معكُم!"
قَاطع حديثهُ متوجهًا إلى ملابِسه لكي يذهَب معهُم،
لم يُمانعوا ذهابهُ معهِم، هذه المَسألة أصبحت أيضًا مسئلتهُ ومسئلة سوهو كذلك!
___________________________________
تَواجدوا أمام المَلهى الذي يُدعى بِبلوتو، توجهوه إلى الدَاخلِ وعِندها استوقفهُم رجالُ الأمنِ، رفع تايهيونغ شارتِه هو وسولجي مُعلنين عن سبب قُدومِهم ليتَنحى الأخر مُفسحًا الطَريق لهُم.
ولَج جُونغ إن إلى الداخلِ مع هيئتهُ الغير مَعرُوفة، فهو يُغطي وجهه بِكمامتِهِ السوداء.
"أين هُو صاحب المَكان؟"
نَظرت لهُ الفتاة من فَوق إلى الأسفل، ردت بِنبرةٍ لعوبة
"من أنت أولًا أيُها الوسيم؟"
نَظرت سولجي إليها بِسُخرية لتَرُد بِنفس ذاتِ النَبرة
"هو مُحقق أيتُها الجميلة."
إرتَبكت الفَتاة عِندما نَطقت سولجي بِتلكَ الجُملة
لتَرُد بِهدوء
"سأصطحبُكم إليه، فلتتفضلوا معيّ"
إبتسم تايهيونغ لها لتنَظُر لهُ الأُخرى بِسُخريةٍ
لَم يَنتبه جُونغ إن لِما حدَث، فهُو يُحاول إستراجع كُل شئٍ حَدث في ذَلِكَ اليوم
يَتذَكر هَذا اليَوم بِكُل تفَاصيلُه، حتى أنهُ في ذلك اليَوم حضر عددًا لا بأس بِه من زُملائه.
تَقدموا لِغُرفة المُدير وجلسوا بِراحة عِندما أذِن لهُم
"إذًا، سيد...؟"
"جي هونغ، إنني أستَمِع لكُم."
"سيد جي هُونغ، لقَد حدث مُنذُ بِضعةِ أيامٍ حادِثٍ اعتداء بِالضرب من رِجالك على رجُلٍ أثناء دِفاعه عن أحدى الفتيات، هل يُمكن أن تُوضح لنا الأمر، أو مِن الأفضل أن نَستمِع إلى تِلك الفتاة؟"
طَرحت سُولجي سُؤالها بِهدّوء
تَوتر القَابِع على الكُرسيّ مِن سُؤالِها قليلًا، فهُو لم يتَوقع أن يَصل هذا الحَادث إلى هَذا الحَد!
لَاحظت سُولجي والأخر القابع بِجانِبها علامات التَوتر التي ظَهرت عليهِ.
"لقَد قالت الفتاة أن هذا لم يَحدُث، كما أنها قَد غَادرت المَكان بعد مَا حدث، فقَد تَلطخَت سُمعتَها بِالمكان."
"إذًا هل قدم هذا السيد البَيان الكَاذِب مِن الفراغ؟"
رَد الأخر وهو يتَمثل الثقة
"لا أعلم، فلتسألهُ هو لأنهُ بالتأكيد يَعلم هَذا الأمر."
تَرك تايهيونغ هَذا المَوضوع حتى لا يَنفجِر مِن شِدة غضبِه.
وصلتهُ رسالةّ مِن إحدى اعضاءِ فريقهُ أثناء حديثهم وكان مُحتواها كالأتي:
( سيدي لقَد ظَهرت نتيجة فَحص البصمات، والتي وجَدها أعضاء أعضاء فريقنا على الظَرف الأبيض، الذي قُدم إلى المُشتبه بِه)
وتَم إرفاق صورةً مِن نتيجة فحص البصمات.
عَاد إلى حديثهُ مع هَذا الأخرق، الذي لا يَعلم كَم أن تَعابير وجههُ مَفضُوحة.
"هل تَعمل هُنا فتاةً تُدعى كيم آهن جين؟"
طَرح سُؤالهُ أمام القابع أمامهُ مِما جعل الأُخرى في حيرةٍ مِن أمرِه.
فَكر الأخر لِبِضعٍ مِن الوقت وأجاب
"سأتحقق مِن الأمر وأُخبرك فورما أج-."
"فلتُخبرني في الحَال!"
صَرخ تايهيونغ بَعد أن بَلغ ذروتِهِ، فهُو يَكبح نفسهُ طَوال
تِلك المُدة، إقترب جُونغ إن عِندما سمِع صَوتْ صُراخٍ مِن غُرفة المُدير، ولكنهُ لَمح جَسد فتاةً عِند الباب تَستَمِع إلى ما يَدُور في الدَاخل.
تَردد في مَعرفة سَبب وقُوفها أمام الباب، تَقدم مِنها ليقَف سألًا بِهدوء
"مَاذا تَفعلين هُنا؟"
نَظرت لهُ بِفَزع وقَامت بِدَفعه بِقوةٍ لتُهرُول إلى الخَارج،
في نَفس ذات الوَقت خَرج تايهيونغ يتَحقق مِن مَصدر الصوت ليرى جونغ إن الذي قَال
"هُناك فتاةٌ كَانت تَستمِع إلى حَديثكُم وع-"
لم يُكمل جُملتهُ ليُهرول هو وسولجي وراء مكان هُروبِها
إستقام الأخر وجرى وراءهم في سبيلِ اللحاقِ بِها.
أخَذت تَجري بِكاملِ سُرعتِها وهي تُحاول بِشتى الطُرق ألا يعثرُوا عليها، تَوقفت تَتنفسُ بِتعبٍ، عِندما لم تَجِد أي أثرٍ ورائهُم.
سَمعت صوت فتح الزِناد خلفِها ليَدب الرُعب بِكاملِ جسدِها، لم تَمتلك جرأة أن تَلُف حتى!
لم يكُن سِوى صوت زِناد سولجي، التي قَامت بِالأمساك بِها ومِن ثُم لحِق بِها تايهيونغ، نَظر إلى ملامِحها
لم تَكُن سوى كيم آهن جين...
_______________________________
رأى جونغ إن ما حَدث بِالكَامل ولا يُصدق أي شئ، تِلك الفتاة لم يَراها مِن قَبل أو يَسمَعَ عنها، إذًا لِما قَامتْ بِفعل كُل هَذا؟
"ألن تَذهب مَعنا؟"
نَظر لهُم الأخر ليبتسم بِهدوء
"يَجب أن أمُر على أُمي لأنها قلقةٌ عليّ مُنذُ أن عرِفت ما حَدث، شُكرًا لكُم على مُساعدتي"
لَم يُريد أن يَذهب معهم مِن أجل التَحقيق معها،
مِما أثار إستغراب الإثنان، ألم يَكُن يُريد الذهَاب معهُم مِن أجل التَحقيق في الأمر؟ ولِما قَد شكُرهم فجأةً؟ مَاذا حدث؟
رَكب الإثنان إلى داخلِ السيارة بِرفقة آهن جين المُكبلة بالأصداف، ولم تَنطق بِبنت شفة حتى الآن.
حينَما سارت السيارة بَعيدًا عنهُ، أعاد نَظرهُ إلى تِلك الرسالة التي وَصلتهُ قَبل قليل.
قبل ساعة
تَقطعت أنفاسهُ أثناء جريهُ مِن أجل البَحث عنها،
وصلتهُ رسالةً أُخرى بَعد مُرور كُل تِلك الأيام
ويتَمعن في قِرأتِها
(إن كُنت تُريد إنهاء كُل هَذا، فلتأتي بِمُفردك، أُحذُرك
لأنك ستندَم إن فَعلت أي شيءٍ مُتهور)
_
رَكب سيارة الأُجرة مُتوجهًا إلى العُنوان، هو لا يَعلم ما يَشعُور بِه حتى الآن، هَل خائفًا على نفسِه؟ أم على الأخرين؟...
عودةً إلى المُحققان، كَانت سولجي طَوال الطَريق شاردةَ الذهن، بينما كان تايهيونغ يقُود.
آهن جين لاتزال صامتةٌ كالجماد، هي في طريقها للتحقيق
لاحظ الأخر شُرُودها ليقَول
"مَاذا بِك؟"
إلتفت لهُ الأُخرى ناطقةً
"دعني أتحققُ مِن شئٍ ما."
فَتحت هاتِفها تدعي الرَب ألا تَكون قَد مَسِحت تِلكَ الصُور، وجدتها بَعد بحثٍ طَويل وأخذت تُكبِرها.
تأكدت ظُنونها وصَرخت في وجه تايهيونغ
"فلتَطلب تَعقُب هاتف جونغ إن في الحال!"
إبتسمت القابِعة في الخَلف بِسُخريةً قائلة
"هل مِن المُمكن أن يعود الميت إلى الحياة؟"
تجاهلا حديثها وأوقف الأخر السيارة ليتَحقق مِن الأمر بِفزع
"مَاذا يَحدُث؟"
"جونغ إن تَوفت والدتُه مُنذُ ثلاثة سنوات أيُها الأحمق!"
_____________________________________
وَصل إلى مُبتغاه، مكانٌ مَهجورٌ لا يُوجدُ بِه أي حياة،
ولج إلى الدَاخل وهو يتمالك أنفاسهُ، هل سيخرُج حيًا أم لا؟ لا يَعلم.
لَمح هيئة شخصًا يُعطيهُ ظهرهُ فَقط،
وقف على بِضع مسافاتٍ مِنه يَنظُر إلى ظهره.
"هل مِن المُمكن أن يعُود المَيت إلى الحياة؟"
نَطق هَذا الصوت الأونثوي بِهدوء، أثار ريبة الأخر مِن سُؤالها
إلتفت لهُ تَقترِب مِنهُ، دام تَوصلًا بصريّ بينهُم،
لقَد هذا الصوت مؤلُفًا لهُ للغاية!
بدأت بِخلع هَذا الشَال الذي كَان يُغطي كُل جسدها
عدى عيونها.
تَراخت أعصابِه، هو الآن في حالةٍ مِن الصَدمة،
أيحلُم؟ تَقدم أكثر يتَحقق من هذا.
بينما الأخر في كامل صدمتِه، تَنظُر الأُخرى لهُ بِإبتسامةٍ واسعة
مَن كان يكُن لهُ كُل تِلك الكارهية ليس سِوى
كِيم سُوجين.
المُمثلة قد إنتحرت مُنذُ ثماني أشهُر!!!!!
__________________________________
يَنظُر لها بِملامحٍ مليئةٍ بِالصدمة، يُحاول أن يُصدق ما تراهُ عيناه الآن ولكِن لا يأبى.
حَقيقة أن موتْ شخصٍ كَانتْ مُزيفة طَوال ذلِكَ الوَقت، هل مِن المُمكن أم يَحدُث هذا حقًا؟
"كَ- كيف لا تَزالين حية؟كَيف؟"
إبتسمت أمام وجهُه فقط ولم تنطق بِبنت شفة.
《 العودةٌ إلى صيف ٢٠١٩ 》
المَكان: مَلهى بلوتو.
الساعة: الواحدة بَعد مُنتصف الليل.
يتَجمع العَديد مِن رِجالِ وسيداتِ الأعمال ومعهُم نُخبةٌ مِن أفضل المُمثلين الصاعدين في الملهى.
تجَمهُور كَبير حَول ساحةِ الرَقص، لقَد كان هَذا الملهى بِأكملهِ مِن أجلِهم، بين كُل هؤلاء تَجلس هِي بخجلٍ وهدوء.
لم تُحب هَذهِ الاجواء، على الرغم مِن أنها كانت أحدى أعضاء الوسط الفني، إلا أنها هادئة وكانت هُنا لِسببٍ أخر.
تَنظُر إليه بين الحين والأخر بِشغف، فهي مِن الأساس هُنا مِن أجلُه، وعدها من قام بِإصطحابها بأن تَتعرف عليه، لِذا لم تُفوت تِلكَ الفُرصة.
"مرحبًا، أُدعى كيم سوجين."
تَحدثتْ بِتوتر واضح لينظُر لها الأخر بِتَعجُب، إبتسم هو الأخر بِهدوء مِما جعل قلبها يُرفرف بعيدًا.
"أُدعى كيم جونغ إن، تَشرفتُ بِمعرفتَك"
تَرددت في قَول هَذا ولكِن في نهاية المطاف قالت.
"إنني مِن أشد المُعج-"
أتى صوتٌ يُنادي عليه مِن بعيد، لِذى إستأذن مِنها قبل أن تُكمل جُملتها.
نَظرت لطيفهِ بِحُزنْ بينما يبتعد، في ذات الوقت كانت هُناكَ عيونٌ خبيثةٌ تَخترِقُها، تَقدم مِنها شخصٌ مِن الوراء قائلًا
"أُدعى كيم جانغ مين، المُدير التَنفيذي لوكالة جي أم"
لَم تَحتَاج وقتًا لِمعرفة هُويتهُ،
أنهُ رئيس وكالة جونغ إن!
"ما رأيُك بِكأسٍ مِن النبيذ أيتُها الموهوبة؟"
إمتدحها مما أثار إعجابها، توجهت معهُ إلى منصة المشروبات، طلب مِن النادلِ كأسين مِن النبيذ الأحمر،
كانت تَنظُرُ إلى جونغ إن من بعيد.
"تَفضلي، هل أنتِ مِن مُعجبين جُونغ إن؟"
تَرددت في الرد عليهِ أكانت مشاعرِها واضحةً للغاية؟
"ن-نعم، حتى أنني كُنتُ أُريدُ أن أقدم بِشرِكتُك."
"حقًا؟ لِما ترددتِ؟ أعتقد أنكِ تُحفةٌ يَجب أن تُستَغل."
إبتسمت عِندما قَام بِمدحها مرةً أُخرى، أكملت شُربها في هدوءٍ وأعادت نظرها إلى ساحة الرقص؛ بدأت تشعُر بِحالةٍ مِن الصُداع وعدم التَركيز، أعادت نظرها إلى القابع بِجانِبها الذي كان ينظُر لها فقط.
بدأت تَتشت رُؤيتها تدريجيًا ليُمسكها الأخر قَبل سقُوطِها، حَاولت أن تَتكلم ولكِن مِن دون جدوى
تَخدرت جَميع أعضاء جسدِها حتى غفت بين ذراعيه.
_
إستيقظت على صوت هاتِفها وهي تَشعُر بِصُداعٍ كبيرٍ، وجدت نفسها بين جُدران غُرفةٍ غير معروفةٍ لها.
إتضحت لها الرؤية أخيرًا،تَم وضع مُخدرٍ في مشروبِها.
مازالت بِملابِسها، لذا إستقامت تُحاول الهُروب، إلا أن فَتح باب المِرحاض دب الرُعب بِداخلِ قلبها.
أسرعت في فتح الباب ولكنهُ قام بإمساك شعرها بِقوة
"إلى أين تخَالين نفسُك هاربة؟"
نَظرت لهُ بِرُعبٍ كَبير، قامَت بِصفعهِ بقبضتيها مِما ساعدها على الهرب، أخذت تَجري وهي تُحاول ألا يعثُر عليها.
وجَدت في أخر الوراق من كَانت هُنا مِن أجله، تَوجهت لهُ وهي تَرتعش وتبكي
"أرجوكَ فلتُخرجني مِن هُنا، أرجُوكَ"
ظَل ينظُر لها بِتَعجُب، وجد مدير وكالتهُ خلفه بينما أمسكها مِن معصمِها، زاد بُكائها أمامهُ، لا يرى حتى الأن أي هيئةٍ أمامه.
ظَلت مُتمسكةً بِمعصمهِ بِشدة، بينما الأخر ينظُر لها فقَط عاجزًا عن الرد.
تَقدم الأخر مِنه قائلًا
"لا تُحاول التَفوه بِأي شيء، لأنكَ ستندم كثيرًا!"
شَد الأُخرى مِن معصمِها بينما أخذت تَصرُخ طالبةً المُساعدةَ مِنهُ، هو فقط ينظُر لها وعاد إلى داخل غُرفتهُ ليُكمل سهرتهُ مع فتياتُه.
ونُسيٍ ما حدث بِكُل سهولةٍ، ولكن هي لم تنساهُ.
_________________
رَفعت الزِناد أمام وجههُ ولكنهُ لم يتَحرك أو يقُوم بأيّ ردةِ فِعل، مازال بِكاملِ صدمتِه وخاصةً مِن هويتها!
عَلم مُنذُ ذلِكَ اليَوم تأثير الخَمر عليه، فقد أقلع عن شرُبهُ هو والنبيذ بعدما علم أنهُ لن يتذكر أي شئ أثناء ثمالتِه ولكن يَقدر على السيطرة على نفسِه.
هَل تسَألنا لِما قَد يَحدُثُ مَعنَا جَمِيع تِلكَ الأشياء؟
إن راجَعنا كُل أفّعَالِنا، سنَعلَم أننَا نَستَحِق أكثَر مِما يَحدثُ مَعنا.
هو تخَلى عن مُساعدتِها في ذَلك اليَوم، هو أصبح الآن أسوء مِنها بِنظرِها، أرادت أذيتهُ بِكُل الطُرق وقد فَعلت بِالفعل كُل شئ.
"إغتصبتُ بِأبشعِ الطُرق، لقَد عُذبتُ في هذا اليَوم كالعاهرة، مَا كان ذنبي بِكُل هذا؟ مَاذا فعلتُ لكَ ولهُ؟
لمِا تنعمون بِحياةٍ سعيدة، بينما أموتُ يومًا وراء يوم؟"
وصلا الإثنَان إلى مقر المكان ووجودا هَذا المَنظر، توسع بؤبؤ أعيُن الإثنان عِندما لمحوا سوجين.
إبتسمت بِسُخريةٍ تنظُروا لهُم
"أمازلت لا تَستمِع إلى كلامي؟هل تَعلم لِماذا؟
لِأنك أكبر دنسٍ بِالكون، هل تعلم أمرًا؟ هذا ليس ذنبُك ابدًا، بل ذنبي أنتي أحببتُك"
وجَهت الزِناد صِوب قلبِها، إنفعل الأخر صارخًا
"لا!"
إبتسمت سوجين بسُخريةٍ مِن صُراخه
"أتخافُ عليّ؟"
"سُوجين فلتُنزلي السلاح أرجُوكِ"
"إستخدمتُ جَميع وسائلي لتَدميرك، آهن جين قامت بِمُساعدتي، أردتُ أذية كُل أحبائك ليشفى غليلي."
"ستدفعون ثمن أفعالكُم عاجلًا أم أجلًا لا تَقلقوا،
فلتحظُوا بِكُل شئ جيد حتى هذا الوقت، لأن كما تعلمون أنْ الباطل لا يَدُوم."
"كيم سُوجين، أمُرك بإنزال السلاح في الحَال وتسليم نفسك."
تَحدثت سولجي لتَنظُر الأُخرى لها ضاحكةً
"تَسليم نفسي؟ هُراء."
"أُقسمُ أنني لم أتذكر أي شئ مِن هذا اليَوم، أُقسمُ أنني لا أتحمَل أثر النبيذ وأنسى أي شئ عِندما أثمل،
أعِدُك بأنني سأنتقم مِنهُم جميعًا وفي مُقدمتِهم أنا"
بدأت تبكي بِهدُوء بينما تنظُرُ لهُ، تَذكرت كَم كانتْ شغوفةً بِحُبه وكان هُو مثلُها الأعلى، لقد مات الجَميع في نظرِها بِما فيهم هو.
"لم أكُن أُريدُ أيّ شيء سِوى مُقابلتك،
والآن لم أعُد أُريدُ الحياةَ بِأكملِها"
صَوت الرُصاصة التي إخترقت قلبها، ظَل الأخر مُتصنمًا لوقتٍ معدود، حتى هرول إليها كالمجنون وهو يُحاول إيقاظها، ظَل يُصرُخ بِكُل قوتِه بإسمها، وهي غارقةً بِدمائِها.
النَدم على أفعالِنا شيءٌ رائع، ولكِن ليس مِن الرائع أن نَندم بَعد خُسارة الشيء...
تَم تَسجيل تاريخ وفاة سُوجين بِتاريخ ٣ مارس عام ٢٠٢٠، بَعدما حَدث تم القبض على رئيس وكالة جي أم وتم إكتشاف شراكتهُ الغير شرعية بِهدوء مشاريع، مِثل تجارة المُخدرات، تجارة الفتيات، مُمارسة الجَنس الغير شرعية وغيرهُم.
تَم إغلاق ملهى بلوتو رسميًا، بعد أن أُكتشف أنهُ مخبأ جانغ مين وشُركائه، كما تَقدم إلى الشُرطة العديد من الدلائل مِنها شهادةَ بعض ضحايا هذه الأعمال.
أُغلقت القضية بِتاريخ ٢٠ إبريل عام ٢٠٢٠...
[العَودة إلى الحَاضر]
أنهَى جلستهُ مع الطبيبة جيني، فقَد بدأ جلسات علاجهُ النفسي.
يَقِف قبالة قبرِها بينما يبتسم بِهدوءٍ، تغيرت حياتهُ تدريجيًا مُنذُ ذلِكَ الحادث المُروع.
قام بِسؤالها بِهدوء
"كيف حالُك سُوجين؟ هل أنتِ بخير في عالمك الجَديد؟"
أكمل حديثهُ مع بُكائه المُستمر
"لِما لم تُعطيني فُرصةً للتَكفير عن أفعالي؟ لِما فعلتي ذلِك بِنفسك بِسبب لعينٍ مِثلي ومُثله؟"
كالعادة يستمر في لوم نفسهُ يومًا بعد يوم، أصبح يتعالج نفسيًا وهو يُحاول أن ينسى ما مر،
لكنهُ غير قادرًا، شعُور الندم لا يُفارقهُ ابدًا.
"أتعلمين، قالت الطبيبة جيني بأنني أتحسنُ تدريجيًا،
لكِنني أشعُرُ أنني لا أتحسن مُطلقًا؟..."
نَظرَ مرةً أُخرى إلى قبرِها بِحُزنٍ أكبر
"كُلما انظرُ لِقبرِك، لا أتحَسنُ مُطلقًا."
لم يكبَح نَفسهَ وأخذ يبكي كَكُل مرة، فَكرَ في عَديد مِن المرات أن يبتعد مِثلُها عن تِلكَ الحياة، فَكر بِالانتحار كثيرًا.
وجَد يدين حطَت على ظهرِه، لَم يحتاج وقتًا لِكي يَعلم هوية الشخص.
استقام يَمسح دمُوعهُ بينما ينظُرُ إلى قبرِها قائلًا
"سأذهب بِرفقة سوهو الآن في رحلةٍ حتى أتحسنَ قليلًا، حتى ذلِكَ الوَقت إنتظريني!"
إنصرف برفقة سُوهو حتى يَحظى بِرحلتهُ كعلاجٍ نفسيّ لهُ.
بدأ بطلُنا بدايةً جديدة ونَظيفة، خاليةٌ مِن كُل الشوائب، بدأ كإنسانٍ نقي مِن جَديد،
والأهم، قَد بدأ بِالتَكفير عن أفعالهُ
النهاية.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro