Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الواحد والعشرون:" الساحر الأول"

:"دوق جيرين، تم رصد نشاط سحري في العاصمة، عند المقابر القديمة." قال خادم جيرين ذو الشعر الأخضر فتنهد جيرين:" ما الذي ينوي عليه؟ لماذا ذهب لمقابر العاصمة؟" نظر لخادمه:" أريدك أن تراقب الدوقة غوينفين."

:"ما زلت تشكك بها سيدي؟" سأل الخادم بصوت يملأه الشك من تصرفات سيده.
جيرين يدرك ما يفكر فيه الخادم، ما يفكر فيه مجلس السحرة أيضا، أنه أصبح مهووسا بالدوقة، لكن هذا غير صحيح، هو فقط متأكد من أن لها علاقة بميرلين.

تنهد واجاب خادمه:" لأنني أعرف مارغوس ميرلين، وهذه الدوقة، لا بالأحرى، هذه الهالة حولها، بالتأكيد شيء من فعله."

استأذن الخادم وخرج وقتها دلفت شايتا وتبدو منزعجة، لم يكلف جيرين خاطره بأن يسأل ماذا هناك حتى قالت هي:"ألن تسأل ما الذي يزعجني؟"

:" منذ قدوم الأميرة ساليفا والدوقة غوينفين وأنتِ منزعجة ولا أريد أن أسمع نميمة النساء."

وجه شايتا كان معبرا عن الحنق بداخلها، لكنها لم تعقب على رده.

:"العلاقة المريبة بين جلالته وتلك الدوقة المجنونة تثير حنقي." قالت وسخر منها جيرين:"ألأنكِ تضعين عينيكِ على الأمير؟ الأمير لن يتزوج ساحرة من الجان شايتا انسي الأمر."

:"لست أضع عيني على أحد!" أردفت شايتا صارخة فرفع الآخر حاجبه باستنكار

:"شايتا، السم لم يؤثر على عقلي، أم تظنينني أعمى ولم ألحظ تعابيرك وسلوكك منذ ان وقعت عينكِ عليه؟" صمت برهة وتابع ساخرًا :"مع أنني أذكر جيدًا أنّه لم يعاملكِ بشكل نبيل، لا هو كان غير نبيل على الأطلاق."

أشاحت وجهها بعيدًا:" أنا لا أضع أملًا ساذجًا أن أتزوجه حتى لو بادلني الشعور، في النهاية هو أشقر." تنهدت وتابعت:" لكن ما يثير حنقي هو تلك الدوقة، تتصرف كما لو أنها عشيقته أوليست متزوجة؟"

":شايتا! الطعن في سمعة دوقة متزوجة خطير، قد تفسدين حياتها إذا سمعك أحد الخدم وأنتِ تعرفين ثرثرة الخدم." انفعل جيرين بها فاستغربت:" ظننت أنك تمقتها وتشتبه بها."

:"بالفعل أنا أفعل إنها أسوأ نبيلة على الإطلاق، ذات لسان سليط وشقراء وأنا متأكد من وجود علاقة لها بهرب ميرلين، لكن، إن كانت بالفعل متورطة فببساطة سأبحث عن أدلة دامغة وأحاكمها بعدل، لن انشر شائعات غير متأكد منها قد تدمر حياتها، بعد كل شيء هي نبيلة هذا النوع من الشائعات سيجعلها غير مرغوب بها أكثر."

صمت جيرين برهة وتابع:"الأمير يعاملها بتميز لأنها ببساطة وريثة أغنى دوقية في المملكة، وتمتلك أكبر رصيد من الذهب تحت يد الدوق إليوت بصفته الوصي عليها، اذا تعنتت المفاوضات فأنا أراهنك، ستدفع هي الجزية وانظري بنفسك، الأمير آرثر ليس من النوع الذي سيحب العبث مع دوقة متزوجة."

صمتت شايتا وقد هدأت قليلًا، لربما جيرين على حق، تمتمت :"علاقتها بالأمير منفعة للأمير ربما هي منفعة متبادلة، بالأخذ بالاعتبار أن الأمير عينها مستشاره الشخصي وهذا يمنع أي تحقيقات يمكن أن تجرى ضدها دون أدلة مادية دامغة، لربما هي بالفعل متورطة في أمر هرب ميرلين من السجن والأمير يتكتم على ذلك في مقابل دفع الجزية، اذا كان هذا صحيحًا فهو كارثة بعينها."

أومأ جيرين، في نظره الأمير قد يتجاهل الأمر كونه لا يعرف الكثير عن ميرلين، قد يظن أنه فقط مشكلة ماجينلاك لذا أمر تعاونه مع الدوقة وإخفاء أمرها ليس بشيء محال.

بعد أن خرجت شايتا دخل خادمه رايف يحمل مظروفًا له:"لقد أتى هذا الخطاب للدوقة غوينيفين لكن بما أنّك طلبت أن تُراقب أتيت به لك."

أخذ جيرين منه الظرف ونظر في محتواه، كان من إليوت.
تمتم جيرين لنفسه:"لربما هو أمر خاص بهما، آخر ما أريد رؤيته هو مغازلة متزوجين." لكنه مع ذلك فتح الظرف، هناك احتمالية أيضًا أن يكون من مارغوس أو أن يكون زوجها متواطئًا.
في وجهة نظره، الجميع مثير للشك حتى تثبت براءتها، لذا فتح الخطاب وقرأه.

بعد لحظات تغيرت نظرته للحزن وتمتم:"سيطلقها؟ لكن طريقته قاسية للغاية، صحيح هي مزعجة لكن لم يكن هناك داعٍ للسطر الأخير! ولماذا يقول لها عن علاقته بابنة الوزير؟" لسبب ما جعله الخطاب يشعر بالشفقة عليها، كان الجميع يتحدث عن مدى حبها له بجنون..نظرة حزينة اعتلت وجهه:"بعد تفكير، أنا أكره شجارات المتزوجين أكثر من مغازلاتهم."

________________________

في ذلك الوقت كانت غوين جائعة تنظر للمائدة الكبيرة التي تحتوي أصنافا من لحم الأحصنة بحنق..

:"في ماذا قصّر الدجاج؟ لماذا يضعون لحوم أحصنة؟" تمتمت وفجأة سمعت همس آرثر:"لحم الأحصنة هو الوجبة المفضلة لماجينلاك وايسهاف، حتى الحساء هناك هو عبارة عن دم حصان وكبد حصان مفروم، والطبق الذي أمامك هو مُقل عيون مقلي"

:"أخبرني مجددا لماذا أنا أجلس وأمامي طبق مُقل عيون قبل أن أقتلع مقلتيك أنت." همست بحنق استقبله آرثر بابتسامة وديعة:"لأنني تشاجرت مع فيديل فانسحبت من المفاوضات، فبالطبع أنتِ مستشاري ستأكلين معي."

:"كيف تأكل مقل عيون حصان؟!" كانت تهمس مانعة نفسها بالكاد من الصراخ في وجهه والآخر بادرها وهو يأكل من طبقها:"أتفق معكِ، أفضل لو كانت بشرية، على الأقل مقل العيون البشرية طرية."
:"ماذا؟"
:"كانت مزحة." قال دون أن ينظر لها، لكنها لاحظت اقترابه أكثر من المعتاد لدرجة أنها ارتبكت.

:"آرثر، أنت قريب." قالت والآخر لم يهتم وهمس لها مغطيا فمه:"ذلك الملثم الذي يتناول معنا الطعام، مثير للشبهة."

:"اقترابك يجعلنا مثيرين للشبهة أكثر، ابتعد." ابتعد عنها وهو ينظر بشك للرجل الملثم بجوار الأميرة ساليفا.

بعد لحظة وقعت عينيه في عيني الأميرة ساليفا والأخرى لم تستطع إخفاء توترها، ابتسم بجانبية متذكرا حديث شقيقته عن كون ساليفا معجبة به، نظر للطاولة التي كانت فقط تحتوي وفد ايسهاف بالاضافة إليه وشايتا وغوين وهمس:"أفتقد فيديل، سأحاول مصالحتها غدًا."

بعد فترة بدأ مستشار ساليفا بورلوك بالحديث:"لقد أقنعت الأميرة، يبدو أننا هنحبذ القيام بجولة سياحية قبل أن نعيد المفاوضات."

ابتسمت ساليفا بغطرسة:"أتمنى أن تلتزم بدورك هذه المرة وترافقنا، بالمناسبة أين الدوقين الساحرين والأميرة؟"

قبل أن تجيب شايتا أجاب آرثر:"لماذا تسألين؟ كنتِ تتذمرين من عدم وجودي والآن تسألين عن أشخاص آخرين في حضرتي؟ أمامك ملك البلاد القادم لا تسألي عن أشخاص وأنا هنا." ساليفا كانت معتادة على وقاحته لكن، رده كان وكأنه يتعمد ان يزداد وقاحة مع ذلك ابتلعت غيظها واكتفت بنظرة غاضبة له. وهكذا مضى الغداء بين جميعهم.

--------------------------------------------

في دوقية لانكستر كان إليوت بصحبة جويل في حديقة قصر الوزير سلايث.

بينما جويل تضع قدما فوق الأخرى، ترتشف من فنجانها تحاول ادّعاء القوة:" لا أفهم، لماذا فجأة تسأل وتستعجل اجراءات الطلاق، لقد قضيتما عامين ورفضتَني يوم عيد ميلادي، حتى أنني ظننت أنك لن تطلقها أبدًا."

تنهد إليوت، لن يستطيع بالطبع إخبارها أنّه يفعل ذلك لأنه تعرض للإذلال والرفض من زوجته بأشنع طريقة
:" لكل شخص طاقة تحمل، أنا أوفيت بوعدي لراث، قبل أن يموت قال أن تعيش اخته حياة هانئة، ما الأكثر هناءً من دوقة معفاة من كل واجباتها لمدة عامين؟ وهي على قيد الحياة لذا أنا أوفيت بوعدي لراث، ثم أن الأمر غير عادل لنا، أنا...أنا أحبك أنتِ، هذا غير عادل لكِ ولا لي." صمت برهة وابتسم على وجهها المحمر، بدت جميلة للغاية في نظره:"فور حصولي على أمر الكهنة بالطلاق سآتي وأطلب يدكِ للزواج كدوق محترم."

قهقهت جويل وما زال وجهها أحمرًا للغاية:" أعتقد أن مشهد مثولك أمام أبي لتلقي بركته لزواجنا، يستحق أن أنتظر حتى تحصل على طلاقك."

ضحك الآخر معها قليلا وفجأة مال ناحيتها ناظرا لشفتيها وهو يتمتم وكأنه يقنع نفسه:" هذا ليس خيانة نحن سنتطلق، هي عانقت الأمير، مسموح لي بفعل هذا." ارتبكت جويل من قربه المفاجئ وبابتسامة متوترة أردفت:"م..ماذا تقصد؟ إليوت؟"
ابتسم الآخر بجانبية وبدون مقدّمات قبّل شفتيها بقوة في حديقة قصرها، أمام تقريبا كل مارٍ قد يمر.

أغلقت جويل عينيها تبادله تقبيله وقد نمت على محياها ابتسامة، في عقلها قد انتصرت على الدوقة المجنونة أخيرًا وإليوت سيكون فقط لها.

----------------------------------------

كانت غوين تتمشى في قصر ماجينلاك، من بعد أن انتهى العشاء الفظيع ذهب آرثر لينسق المعالم السياحية التي سيزورها وفد إيسهاف مع الدوق تاينهاورد وثلاث من رجال ساليفا، حيث أن ذلك الملثم تبعها لغرفتها حتى يحميها.

كانت خطواتها متخبطة فهي نست طريق غرفتها أثناء سيرها مستغرقة في التفكير-وكان الأمر متوقعًا فهي لم تمشِ وحدها سوى مرتين،
حين ضربت مستشار ساليفا بين ساقيه، وحين سألت عن مكتب جيرين-.

والآن هي تسير في طابق لا تعرفه، لا يوجد أقزام خدم هذه المرة، الرواق مليئ بالتماثيل الزجاجية والفضية لرجال يرتدون زي ماجينلاك لذا استنتجت أنهم تماثيل للسحرة القدماء.

في منتصف الرواق كان هناك صوت شخص يبدو وكأنه يتقيأ بصوت عالٍ، كان الصوت قادما من غرفة بادٍ نور المصباح من بابها الغير مغلق بإحكام.

الفضول هو صديق السوء الذي سيتسبب بهلاكك، وصديق غوين السيئ بدأ بالفعل حفر قبرها حين تقدمت بفستانها الفضي الطويل ناحية الصوت الذي كان يبدو وكأنه يتعذب، نظرت من الفتحة التي تركها الباب واتسعت عيناها بصدمة...

لقد رأت جيرين، جاثٍ على ركبتيه كالكلب على الأرضية التي تحيطه من كل الجهات، الدماء على عباءته من كل الجهات، المنظر كان فظيعًا قبل أن تتحرك رأته يضرب الأرض الدامية بقبضته الواهنة ويتمتم:" أنا آخذ الدواء، لماذا يحدث هذا؟ لماذا لا أتحسن؟ أو حتى.." لم يستطع أن يكمل بسبب سعاله الشديد.

لم تتحمل غوين، مهما كان، كان شخصًا مريضا يحتاج مساعدتها.
لذا ركضت نحوه:" ياللهول ما الذي حدث لك؟ أرجوك لا تمُت." عينا جيرين جحظتا ما إن سمع صوتها، لا يمكن، أحد غيره وشايتا علم بأمره، هذه مصيبة!

:"ك...كيف جئتِ إلى هنا؟!" سعل مرة أخرى وهي مالت ناحيته تساعده على الوقوف

"هل تستطيع السير؟ هل سأحملك كالمرة الماضية؟" ما إن ذكرت المرة الماضية حتى حمل نفسه على السير مستندا عليها..

تمدد على فراشه وهي نظرت للدماء المنتشرة في أرضية الغرفة وحتى على ثيابه بقلق.

قبل أن تتحدث بادرها بصوته الضعيف:" لأجل مملكتنا أتوقع أن تُبقي ما رأيتِه بيننا، لن يكون مفيدًا لكِ إن علمت الممالك الأخرى بأنني يمكن أن أضعُف، ه..هذا شيء خاص بالسحرة لذا أتوقع ألّا تتفوهي بكلمة، أو..أو مجلس السحرة يمكنه بسهولة قت.."
قبل إنهائه لجملته هي قاطعته:"أتظن الوقت مناسب للتفوه بهذا الهراء؟ ما الذي يحدث لك؟" نظرتها كانت قلقة للغاية وخائفة.

لم يجد جيرين مفر من إخبارها فبعد كل شيء هي رأت بالفعل.

:"أنا أحتضر، هذا ما يحدث لي." تمتم وقد نظر للناحية الأخرى.
عيناها جحظتا :"ما الذي تعنيه بأنّك تحتضر، أنت أقوى دوق سحرة، هناك سحر شفاء جرب سحر الشفاء أ...أنت...أنت لا تحتضر، هذه كذبة، صحيح؟" كانت نبرتها أوضحت فزعها مما قال، حتى هو ضحك بخفة:"لماذا تبدين هكذا؟ حتى لو مت سأموت بعد حوالي خمسين عاما السم بطيئ في جسدي، أنصحكِ بالقلق على نفسك أكثر مني."

صمتت غوين ثم أردفت له:"أنت تظنني عدوتك لسبب ما..." قاطعها جيرين بصوت مؤنِّب رغم ضعفه:" لا تمثلي الفضيلة أنتِ تعلمين بالضبط لماذا أتصرف بهذه الطريقة." تنهدت وتابعت:" يا رجل كيف ستصدق أنني لم أحرر ميرلين، على أي حال لا أهتم لأنك بالنسبة لي لست عدوًّا، أنا لا أعرفك لأكرهك، على أي حال دعك من موضوعنا، أنت الأهم هنا، لقد ذكرت كونك مسمومًا، ألا تستطيع علاج نفسك؟ ألا يوجد كاهن يستطيع شفاءك؟"

:"أتظنين هذه الفكرة لم تخطر على بالي؟ الأمر معقد أكثر من هذا، السم مصمم من قِبل صيّاد، لا أحد يعلم الترياق سوى الصياد الذي سممني قبل عام، وأنا قتلته قبل أن أحصل منه على العلاج."

:"أتعلم؟ بالنسبة لدوق سحرة عمره حوالي ستمائة عام كان هذا غباء." كانت نبرتها مؤنبة قليلًا جعلته يرغب في الضحك، أن تنعته هي بالغباء كان مضحكا ومُذلًّا

:"إن أخبرتِ أحدا بهذا سأقتلك."

:"أيعلم أحد غيري بهذا؟"

:"شايتا، وتاينهاورد ومجلس السحرة، لأنهم عليهم بالطبع أن يتحضروا لموتي." قال وهو ينظر للسقف يحاول ألا ينظر لوجهها، نظرة الشفقة منها تجعله يشعر بعجزه وهو يمقت هذا.

:"لقد أمضيت عاما بهذه الطريقة؟" سألت بنبرة شفقة..

:"السم يثار عندما أستعمل سحري، بالطبع سأموت على أي حال لكن أعراضه تكون أسرع وأوضح، ولا ترمقيني بهذه النظرة، أنا لا أحتاج شفقتك." تحدّث أخيرًا قبل أن يسعُل مرة أخرى.

:"كيف يمكنني مساعدتك؟ أين تحتفظ بثيابك؟ عليك تغيير ملابسك" قالت بسىعة تبتعد عن السرير؛ جملته جعلتها تشعر بالحرج أن مشاعرها كانت واضحة لتلك الدرجة.

:"أنتِ..." توقف جيرين عن حديثه بينما توجهت للخزانة لتلتقط رداءًا عشوائيًا وتحضره له.

:"هل أستدعي أحدًا لينظف هذا؟" قالت تشير للأرضية الدامية وهو حاول الجلوس بينما يقول:"كلّا لا يمكن ان يعرف الخدم بهذا، أنا سأنظف الفوضى فقط، سأستريح بضع لحظات وسأعود كالسابق."

راقب وجهها، وابتسم غصبًا عنه، كون أنها تنظر له بنظرة الشفقة هذه يشعره بالضعف حقًا، فقط شعر أنه ضعيف لدرجة أن مجرد بشرية تشفق عليه:"انتِ لستِ مضطرة لفعل هذا يمكنكِ الذهاب أنا أصبحت بحال أفضل الآن."

:"مستحيل، أنت تحتاج مساعدة سأبقى لمساعدتك، هل أكلت؟ يمكنني أن أتدبر لك طريقة لأدخل لك الطعام، هل هناك ما يؤلمك جسديًا ويمكنني مساعدتك في التخلص منه..." صمتت قليلًا:"ماذا عن عائلتك أيها الدوق جيرين هل يعرفون؟"

:"عائلتي؟ الجان يفصلون عن أمهاتهم منذ ولادتهم نتربى في بيوت رعاية ومدارس سحرة، بحلول الوقت الذي نتخرج فيه تكون أمهاتنا قد نست بشأننا ونحن نسينا بشأنهن، لا توجد عائلة للجان، النبلاء من الجان يُختارون بقوة سحرهم ليس بالنسب وبالطبع هذا..." توقف عن التحدث عندما سمع صوت بكاءها، لقد كانت تبكي...

للحظات اول شيء خطر بباله أن يكون السم أثر بها أو أن تكون شعرت بالخوف من مظهره، أخبرته شايتا مرة أن منظره وهو يتقيأ يخيف الأطفال، بالرغم من انها بالغة لكن ربما هي خائفة منه لدرجة البكاء.

:"هل هناك خطب ما أيتها الدوقة؟ أنا لم أصبكِ بأي عدوى صحيح؟ هل هو مظهري؟ لماذا تبكين هل أنت خائفة؟" مظهره ونبرته وهو يلوم نفسه جعلها تبكي أكثر

:"أمك غير موجودة وأنت تحتضر بصمت حتى لا يعلم أحد، وتسألني لماذا أبكي؟ لقد...لقد كنت تتعذب...و..وأنت لماذا؟" كانت تبكي لأجله؟ كان هذا غريبًا، فكّر أنها خائفة من الحرب ربما، وهذا كان منطقيًا إذا مات ستستغل الممالك الأخرى الأمر وتعلن الحرب عليهم.

:"لا تقلقي، سأبحث عن طريقة لأترك وريثًا قبل أن أموت، لن أدع الممالك الأخرى تعلن الحرب، لدي سنوات طويلة للبحث."

الأمر فقط كان محزنًا بالنسبة لها، هو لم يرَ والدته، لم يعرفها، ولم يخبر أحدًا بمعاناته سوى المسؤولين عن إجراءات نقل السلطة حين يحين وقت موته.

ربما كانت تشعر ببعض من الذنب، فهي كانت صديقة عدوّه، وإذا كان مارغوس بالسوء الذي يصفه فملاحقته لها ليستجوبها تبدو الآن منطقية.

تقدمت نحوه بعد أن مسحت دموعها وعانقته، شعرت بجسده يجفل ثم يحاول الإبتعاد:"أيتها الدوقة ماذا تفعلين؟ هذا غير لائق."

ابتعدت عنه بحرج، لم تظن أن ردة فعله ستكون هكذا، وجهها احمرّ احمرارًا طفيفًا
:"أنا فقط أردتُ أن أخفف عنك." قالت تحك رقبتها بإحراج، تلعنه في أفكارها.

جملتها جعلته يشعر بالدفء في خدّيه ابتسم وأشاح بوجهه بينما يتمتم :"آسف، لكن..لكن أنتِ متزوجة، أنا لم أظن بكِ السوء لا تقلقي."

كان مظهره المُحرج يجعلها تصرخ داخليا ب'لطيف'  لكن أيضًا يجعلها تلعنه في نفس الوقت.
ابتسمت بدورها وأحضرت له الرداء الذي سبق وأخرجته له لتجعله يرتديه وأعطته ظهرها.

هو لم ينزع ثيابه بالكامل ما زال يخجل منها فقط غير القطعة الأخيرة من ملابسه، لن يكون أبدا عاريا في حضرة امرأة غريبة عنه، دون ذكر انها دوقة

لكن...عليه الاعتراف أنها لطيفة، وبسبب طيبتها هو يشعر ببعض الذنب والضيق في نفس الوقت لأجلها، سيطلقها زوجها ويحتمل أن تكون بالفعل معاونة لميرلين البغيض الذي لا يعبأ سوى بنفسه.

بعد أن انتهى من تغيير ثيابه حمحم ليجذب انتباهها:"بإمكانك الذهاب لغرفتك أيتها الدوقة غوينيفين..." صمت قليلاً وبدا مترددًا لوهلة ثم تابع:"لقد...أتى خطاب من زوجك، أنا أعتذر اضطررت لفتحه لأنكِ مشتبه بكِ بالطبع لذا، قرأته للتأكد من عدم احتواءه على معلومات مثيرة للشك."

:"خطاب من إليوت؟" بدت متفاجأة قليلًا بينما أشار لها جيرين لتذهب وتفتح أحد الأدراج:"هو هناك." اتبعت إشارته وأخرجت الخطاب، كان مفتوحًا مسبقًا لكنها لم تهتم، لا توجد أسرار بينها وبين إليوت على أي حال.

شرعت في قراءته، كل ثانية تمضي تشعر بالاحراج أكثر فأكثر، وبدأت تعلّق في رأسها على كل سطر :هل قرأ جيرين هذا؟ لماذا ذكر اللعين علاقته مع جويل؟ لا يهم...والآن هو يخبرها أن لا أحد سيحبها، لا يهم معها المال، ستشتري أشخاصا يحبونها. هذا ما فكرت به قبل أن تنظر لجيرين الذي كان يبدو عليه الشعور بالشفقة تجاهها...لابد أنه يعلم أن الدوقة غوينيفين السابقة مهووسة بزوجها... بالطبع لن تبدو مثيرة للشفقة أمام الساحر الوسيم، مستحيل.

حمحمت ومثلت التأثر:"أنا سعيدة لأجله، أتعلم أيها الدوق جيرين، لقد عانى إليوت عزيزي في زواجنا، فهو مصاب بالقوباء، لقد كان سعيدا أنه انسجم مع الآنسة جويل، فهي أيضا مصابة بالقوباء..أتمنى لهم السعادة."

:"القوباء؟" سأل جيرين وهي أومأت بتأثر:" لقد أحببته بغض النظر عن القوباء، والضعف الجنسي...أتمنى له السعادة." غيرت نبرتها بسرعة:"لكن لا تقلق انا لست مصابة بالقوباء، أنت تعلم مسبقا لم نكن ننام في نفس الغرفة." كانت تكافح حتى لا تضحك ملء فمها لكنها فكرت أنه فقط أمر عادل؛ إليوت كان السبب في شائعات كون الدوقة غوينيفين السابقة مجنونة، هو لم يفوت فرصة ليوضح أنه لا يريدها كان يغازل حرفيا أي أنثى غيرها، حتى لو كان زواجه المدبر شيئا خاطئا هو يستحق شائعات إصابته القوباء وجويل أيضا...فكرت، ربما المرة القادمة ستجعله مصابًا بالجدري، أو فطريات بسبب عدم النظافة، هناك الكثير من الاختيارات. 
___________________________

في ذلك الوقت كان القمر هو مصدر الضوء الوحيد في الأزقة المشبوهة في العاصمة. الظلام يكاد يكون دامسًا، ققط إلا من قط أسود يسير وعينيه البنفسجيتين تضيئان له طريقه، كان يبدو وكأنه يعلم إلى أين يتجه حيث وقف أمام باب خشبي شبه متآكل وتمتم:"هناك مساوئ لاعتياد العيش برفاهية، تلك الفتاة كانت تطعمني أفضل أنواع الطعام، الساحر الأعظم أو قط مدلل، في كل الأحوال لا يليق بي أن أبحث في القمامة، عليّ أن أعلم أين هي غوين أو...ماذا كان اسمها في عالمها الاصلي؟ نعم ديبيكا...لديها مسؤولية لإطعام قط هنا، لقد تسرعت عندما تخليت عنها، أعترف...لن أقتلها عندما تعود لي قوتي، لن اقتلها ببطء على أي حال"

أغمض عينيه قبل أن يدخل المنزل المهجور ويكمل تمتمته لنفسه هذه المرة كان ساخطا:"بجدية وجيرين يضع كلابه لرصد أي نشاط سحري، لماذا لا تموت فحسب، السم سيستمر لخمسين عاما؟ لقد صبرت بما يكفي، أغلب حياتي قضيتها ملعون سواء منه أو من أسلافه اللعناء لن أصبر خمسين عاما..." رسم دائرة بمخالبه على الأرض ثم أغمض عينيه يتمتم تعويذة فأنارت الدائرة ليتشكل قصر دوق ماجينلاك..اتسعت عينا مارغوس:"تلك الخرقاء أخبرتها أن تتجنب جيرين، ما الذي كانت تفعله في غيابي؟" بعد أن انطفأ نور الدائرة سعل قليلا وتمتم:"تبًا، استهلكت سحري مجددا، سأحتاج أن أرتاح قليلًا."

______________________

اليوم التالي كان الأمير آرثر والأميرة ساليفا برفقة شايتا والرجل الملثم وغوين يقومون بجولة سياحية حول معالم دوقية ماجينلاك...

القصور القديمة، المعابد حيث الكهنة يمارسون سحر العلاج..

كان أغلب من في دوقية ماجينلاك يستخدمون السحر ولكن ليس الجميع يأخذ لقب ساحر.

تابعت شايتا الشرح أثناء الجولة:" ليس كل من استخدم السحر يطلق عليه لقب ساحر، الكهنة يستخدمون سحر العلاج وليسوا سحرة والأقزام يجيدون التلويح بالعصا والتنظيف وصنع الوصفات، الجان لديهم ميزة متفوقة وهو أن أي جني يستخدم سحر النار، كل هؤلاء ليسوا سحرة..الساحر هو من يستطيع القيام بتعويذة أو اثنين على الأقل من تعاويذ الساحر الأول الذي أنشأ السحر...

والتعاويذ هي: قراءة الأفكار، الانتقال الآني، التحكم بالعقول، تسخير عنصر من عناصر الطبيعة، رؤية الهالات، القيام بالأختام، التخاطر، وإحياء الموتى." سردت شايتا فعلقت ساليفا:" الساحر الأول؟"

:"يلقب أيضا بأبو السحر، قبل ألفي عام هو من علم الجان والأقزام والبشر كيف يسخرون السحر لخدمتهم...لكن هناك شخص يتنبأ بأنه سيكون أفضل حتى من الساحر الأول، هو أقوى ساحر حاليا في القارات، تاورين زادنوفر جيرين." قالت شايتا الاسم ببعض الفخر أمام ساليفا لتعرف قوتهم بينما آرثر لمعت عينه:"إحياء الموتى؟ هناك من يستطيع إحياء الموتى؟" تمتم لشايتا التي أجابت :"للأسف هذه من التعاويذ التي لم يستطع إتقانها أحد غير الساحر الأول، يقال أنه أيضا أتقن الخلود. لكن هذه شائعة."

اختفى حماس آرثر مرة أخرى، هذا فقط جعل ساليفا تظهر الامتعاض ثم قالت:" لقد بدوتَ متحمسًا حين ذكرت أمر إحياء الموتى." لم ينظر لها آرثر حتى وأجاب:" لا أناقش اهتماماتي مع الغرباء."

فقد اهتمامه بالجميع فور رؤيته لغوين تظهر اهتمامًا بأحد القصور التي مرّوا عليها. مال ناحيتها وهمس:"ما الأمر؟ هذا القصر لا يختلف كثيرا عن سابقيه، محرد قصر قديم من آلاف السنين."

كانت غوين في البداية لا تعطي اهتماما للقصور حتى جذبها ذلك القصر، ليس تصميمه، بل بوابته التي تحتوي صليبًا ذهبيا، لا يوجد حتى مجال للخطأ هو بالفعل صليب منقوش بنفس النقش الذي كانت تنقشه الكنائس الأثرية، لماذا يوجد صليب في تصميم بوابة القصر، والديانة لماجينلاك وللمملكة بالكامل ليست المسيحية؟

حين تفكر في الأمر، هناك بعض الأسماء المألوفة أيضًا من حياتها السابقة، مثل آرثر وإليوت، لانكستر... كذلك بعض الأكلات...ماذا يحدث؟ هل هذا العالم وعالم حياتها السابقة متصلين بشكلٍ ما؟

أفاقت من شرودها عندما شعرت بأنفاس آرثر تضرب خدّها، نظرت نحوه وتسارعت نبضات قلبها الذي أدرك أن وجهيهما لا يفصلهما سوى إنشات، آرثر كان ينظر لعينيها معميٌ عن مدى قربهما ثم قال بصوت خافت:"تعلمين غوين، أنتِ...تشترين عطرًا رائعًا، اشتري لي مثله في عيد ميلادي حسنًا؟" ثم انسحب ذاهبًا نحو شايتا ليخبرها أمرًا يخص نزهتهم، تاركًا إياها مرتبكة ومتصنمة مكانها.


------------------------------------------------
Stop right here...

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro