بعد حفل عيد الميلاد تحوّل مارغوس في طريقهما بالعربة إلى صورة القِط واختفت عصاه مرة أخرى، ونام يوم كامل لدرجة أنّها قلقت عليه أن يكون قد أصابه مكروه،
في النهاية علمت أنّ هذا ما يحدث لأنّه ليس من المفترض له أن يتحوّل لهيئته البشرية، وكعادة مارغوس لم يُعطِها أي إجابة لتساؤلاتها، لماذا بدا الجميع مهتمون بكونه من دوقية ماجينلاك ولماذا لا يستطيع التحوّل لهيئته البشرية.
بسبب انشغالها مع مارغوس لم تلاحظ إليوت الذي عاد للمنزل بعد انتهاء الحفل ولم يخرج من غرفته من حينها،
بالطبع هي تعرف السبب، هو مفطور الفؤاد لأنّه رفض الفتاة التي يحبّها حتى بعد أن اعترف لها لأنّه متزوج وسيكون حقيرًا منه أن يخون شقيقة صديقه الذي أنقذ حياته.
تمتمت بجوار مارغوس:"هذه العلاقة فاسدة أكثر ممّا أظن حتى."
كان يبدو قطّها متعبًا حتى بعد أن قضى الأمس في النوم، فتركته يستريح على سريرها، وخرجت قاصدة المكتبة.
مهما كان العالم الذي أنت فيه ومهما كان الزمان، تكون حياتك بائسة إذا لم تتعلّم، علمك هو قوتك وهو مصباح نورك الذي ستعتمد عليه لمواجهة الحياة.
أحد أسباب معاناة غوينيفين السابقة هي أنّها اختارت الحب والزواج على أن تُكمل تعليمها، وكذلك، أحد أسباب احترام الجميع لجويل هو تعليمها.
لهذا في هذه الحياة، ستبدأ هي أيضًا بالتعلّم.
كانت لديها أهداف واضحة، ستتعلّم العلوم اللّازمة للنجاة كنبيلة:
السياسة والتاريخ والتجارة.
وكما يقولون، الغني والفقير ليسا وصف لحالة مادّية بقدر ما هو وصف للعقلية؛ إذا كنت تتمتّع بعقلية الفقير فلا يهم كم من المال معك، ستغدو فقيرًا في نهاية المطاف.
سارت وراءها إيديث تراقب ما تفعله سيّدتها،
لم تُدرك غوين الأمر حتى الآن ولكن، حين راقصت الأمير ومارغوس كان هناك العديد من الأعين تراقبها، ومن هذه الأعين إيديث التي أصبحت أكثر إعجابًا بسيّدتها.
في النهاية مَن لن يُعجب بسيّدته حين تسحق قدم الأمير والأخير لايزال مبتسمًا ويضحك برفقتها، وترافق شخصًا يرتدي ملابس دوقية ماجينلاك.
في المكتبة جذبت كتابًا عن القوانين، مبادئ التجارة، تاريخ قيام المملكة.
وأمرت إيديث بإحضار لها بعض الشاي وجلست تقرأ.
في هذا العالم يؤمنون بعدّة آلهة: سات وآلي وتانثانكيتيا.
وهذه المملكة تعبد سات الذي قيل أنّه إله العدالة والرحمة وتنقسم الحقبة الزمنية إلى (ما قبل سات، وسات)
ما قبل سات هي الفترة التي لم يعرفوا فيها بوجود هذا الدين، كانت بدائية ولا توجد معلومات كثيرة عنها.
وسات وهو التقويم الحالي وهي الفترة من بعد بدء عبادة سات، السنة تتكوّن هنا من اثني عشر شهرًا كعالمها، وهي حاليًا في السنة 1756 سات.
لكلّ دوقية أيام أعيادها المستقلّة، وتبلغ عدد دوقيات المملكة الموالية للملك تسع دوقيات، وعلى الرغم من أنّ دوقية ماجينلاك هي المسئولة عن الدفاع عن المملكة مع الجيش إلا أنّ السحرة رفضوا الولاء التام للملك، لذلك هي الدوقية العاشرة الوحيدة التي يمكنها الانقلاب على الملك بسهولة، لكن لسببٍ ما لم يفعلوا.
أكبر الدوقيات نفوذًا هم أربعة:
شتاينوود لأنها أكبر مركز تجاري في المملكة،
لانكستر لأنّ فيها قصر الوزير والمدرسة العسكرية ومنشأة الجيش، باختصار القاعدة العسكرية الكُبرى للمملكة والمسئول عنها هم عائلة إليوت.
دوقية بيانا سابقًا/العاصمة حاليًا لأن بها القصر الملكي وخزنة مال المملكة، المحكمة الكُبرى، خزنة الطعام.
وأخيرًا ماجينلاك، لأن بها أقوى سحرة في العالم والكهنة.
أهم وأقوى أشخاص في المملكة، كانوا الملك، والأمير ووزيره، والدوقيات الأربع البارزين.
الوزير سلايث، الملك إيلي ستاربورن،
الدوق الأكبر والد إليوت، واين آستور، ودوق دوقية ماجينلاك ورئيس المجلس الأعلى للسحرة تاينهاورد.
وصلت بالقراءة حتى واجبات الدوق والدوقة،
باختصار كان الدوق المعني بالشئون السياسية للدوقية، هو مَن يُخطّط للميزانية، ويجتمع مع الملك، ويرى المنتجات الناقصة، ويرفع الأجور، يهتم بالأمان ومعدّلات الجريمة.
قرأت غوين ذلك وتمتمت:"أهذا ما يقوم به إليوت ووالده؟ من حسن الحظ أنّها ليست حياتي!"
مسئوليات الدوقة كانت تهتم بشكل أكبر بالقصر وعامليه، وشكله الخارجي، والاهتمام بالسياحة، وتنظيم الحفلات والمهرجانات والأعياد، ومساعدة الدوق في الشئون التجارية.
بالطبع والدة إليوت أخذت الحمل بأكمله لأن غوينيفين السابقة لم تشارك في حكم دوقيتها السابقة شتاينوود وكانت تُلقي بأعمالها على أخيها، ولم يُجبرها إليوت أو عائلته على فعل شيء.
تفهمت لماذا لم يتحدّث معها إليوت بشأن عملها، بالطبع فتاة مدلّلة من أخيها الأكبر ولم يُرد جعلها تشتاق له.
وغصبًا عنها ابتسمت وتمتمت:"كان لديكِ أخٌ يفعل كل شيء لأجلك لدرجة أنّ صديقه لم يُرِد أن يجبرك على تغيير نمط حياتك المدلّل، وأبٌ فقط لأنّه رآكِ تحبّين شخصًا ضغط عليه وجعله يتزوج منكِ،
ومع ذلك دمّرتِ نفسك حتى أُصِبتِ بالاكتئاب وانتحرتِ؟"
أخرجت الأفكار من رأسها وتابَعت القراءة.
أخذت الغداء في المكتبة وإيديث أخبرتها أنّها أطعمت القِط وعاد للنوم مجددًا.
لم تسأل عن حال إليوت لكن الخادمة أخبرتها بأي حال، مازال في غرفته ويرفض الطعام.
تنهدت قائلة بسخرية:"لماذا يتصرّف كالبطل من رواية مبتذلة حين تتركه رفيقته؟" آمُل ألّا يبدأ بكتابة أشعار مبتذلة تتحدث عن الحب والموت،
الوقوع في الحب مبتذل حقًا."
تابَعت إيديث:"وجلالة الأمير أرسَل خطابًا لكِ سيدتي وهو في غرفتكِ الآن..." لم تُكمل حديثها لأن سيدتها ألقَت الكتاب وهي تهتف ببهجة:"حقًا؟!" ولم تنتظر حتى تأكيد إيديث فركضت من المكتبة.
:"سيدتي الخطاب لن يطير بعيدًا، ما سرعة النعام هذه؟" تمتمت الخادمة لنفسها وهي تتبع سيّدتها.
___________
أغلقَت باب الغرفة وانقضت على الخطاب الذي كان يحمل الختم المَلكي.
كان الخطاب مذكورًا فيه:《العزيزة غوين...
كيف حالكِ اليوم؟ آمل أنّكِ بخير،
حين كنت أبحث عن كتاب عن دوقية ماجينلاك فكّرتُ بِك،
لديكِ صديق من دوقية ماجينلاك أليس كذلك؟
يمكنكِ مساعدة زوجك والوزير سلايث في مهمتهما، هما يبحثان عن كتاب كتبه شخص يدعى ميرلين، يتحدّث عن التاريخ الحقيقي للدوقية،
للأسف الكتاب مفقود منذ أكثر من خمسمائة سنة، والمؤلف فُقِد في ظروف غامضة وتم محو أي شيء يتعلّق به، ربما يعرف صديقك القليل عنه، أو عن الكتاب.
بالطبع لن تمانعي أليس كذلك؟ حظًا موفقًا، أتطلع لرؤية الكتاب في نهاية الأسبوع على الأكثر،
أوه صحيح: سيكون لطيفًا لو أحضرتِ رفيقك اللطيف معكِ كذلك.》
تلاشت ابتسامتها عندما رأت السطر الأخير من حديثه ورفعت رأسها للسماء وبدأت النحيب:"يا إلهي! إنّه الرجل الوحيد الذي استلطفتُه، أرجوك لا تجعله شاذًّا!
لا يُعقل أن أعيش مرتين في عالمين مختلفين وفي النهاية حُب حياتي يكون شاذًّا!"
انتهت من ندب حظّها وأعادَت قراءة الخطاب مرة أخرى، هناك احتمالين، أن يكون الأمر تشابه أسماء، أو أن يكون رفيقها القِط النائم هو المقصود حقًا بالحديث.
فرصة أن يكون الاحتمال الثاني صحيحًا أكبر بالفعل،
في الواقع ستكون فرصة لها لتفهم لماذا يتكتّم مارغوس على معلوماته بهذا الشكل، وفرصة لجعل سُمعتها أفضل.
لقد ذَكَر أنّ الموعد النهائي عليه أن يكون الأسبوع القادم، وصيغة الخطاب كانت تبدو أمرًا أكثر من كونِه طلبًا.
أخذت نفسًا عميقًا وفتحت باب غرفتها وطلبت من إيديث أن تحضر لها خمسة أطباق مختلفة من الكعك.
وآثَرت ألّا توقِظ مارغوس.
تمتمت:"أظنّ أنّه عليّ الاهتمام بمفطور الفؤاد في الغرفة المجاورة أولًا."
بعد ساعة كان كلّ شيء طلبته قد حضر، أخذت صينية الطعام من إيديث وتوجهت لغرفة إليوت.
كاد الآخر يُصاب بأزمة قلبية عندما ركلت الباب بقدمها بقوّة وهي تصيح:"زوجي ذو القلب المكسور كيف حالك؟ لقد أتيتُ لك بشيء أفضل من الحب بمائة مرة، كعك!"
كان الآخر يجلس عاري الصدر على سريره، وجهه شاحب، شعره تناثر على جبهته.
بابتسامة تقدّمت نحوه بالطعام وهي تقول:"تبًا، تبدو كقرد يصارع مجاعة، متى كانت آخر مرة قد أكلَتَ شيئًا؟"
بنظرة حانقة وصوت مُجهَد:"ماذا تفعلين هنا؟ اغربي عن وجهي!"
:"هيّا لا تكُن هكذا، لا شيء أفضل من صديق يخفّف عنك محنتك، هيا كُل كعكة، السكر سيقلّل شعورك بالحزن." قالت وهي ترفع الشوكة وتعطيها له، لكن لم يلتقطها منها، عِوضًا عن هذا كان يوجه لها نظرة فارغة.
ابتسمت وأردفت من جديد:"هيّا كُل إليوت، تعرف ما يُقال، الحياة أقصر من أن تمضيها في الحزن."
مازال لم يرد عليها ولم يُعطِ أي تعبير لها كما لو كانت شبحًا.
التجاهل أغضبها، في الواقع ليس له الحق في التصرف كمفطور الفؤاد وهو مَن رفضها أولًا،
تنهدت ورأت أنّه لا مفر من صفعه ببعض الحقيقة وحسب، نظرت له بجدّية وهي تتحدّث:"حسنًا يبدو أنّها كرِهَتك، أو ستكرهُك، ماذا بعد؟
أرأيت؟ العالم لم ينتهي بسبب حبّك، لم تقُل الشمس:'اوه قصة حب إليوت انتهت لن أشرق اليوم'
وأي شخص سيسمع ردة فعلك المثيرة للشفقة هذه سيسقُط ساخرًا منك، أنتَ دوق بالغ تجاوزت العشرين،
لماذا تتصرّف كطفل لم يصل لسن البلوغ بعد؟
هل جلوسك كالعاجز وحرمان نفسك من الطعام سيحُل كلّ شيء؟
لا أدري كيف قبلوك في الجيش بسلوكك غير الناضج هذا.
أنتَ بالفعل تعلم أنّك وغد وجبان،
إن كنت ستندم على رفضِها لماذا رفضتَها إذن؟
طالما فَعلَت ما فعَلت ورفضتَها، عِش تبِعات أفعالك كالبالغين.
هي ليست المرأة الوحيدة في العالم، وأكره أن أصدمك، لن تكون أيضًا الوحيدة التي ستُحبّها في حياتِك، ستُحب غيرها، الحب شعور زائل.
وحتى لو لم تُحب غيرها، هل ستفقد صوابك بسبب هذا؟
ظننتُ أنّني المثيرة للاشمئزاز لأنّني كُنتُ أفعل هذا!
يبدأ جحيمك حين تشعُر بالشفقة على حالك، أوه أنا تم إحباري على زواجٍ لم أُرده، أوه انا زوجتي سيئة، اوه حب حياتي لا نملك مستقبلًا معًا فتركتني،
الشفقة على الذات لن تزيد الأمر إلّا جحيمًا؛
لذا توقف عن الشفقة على حالك!
قُم وكُل، لن يشفق عليكَ أحد لأنّك تمر بيوم عصيب، اجمع شتاتك يا رجُل، أنتَ أكثر حظًّا من غيرك، على الأقل لديك الرفاهية للشعور بالإحباط،
على الأقل لم تتركك لأجل آخر، على الأقل لديك أطرافك ولديك يوم جديد لتعيشه ما الذي تشعُر بالأسى لأجله على أي حال؟ "
انتهت من حديثها، وظلّ بعض الوقت لم يقُم بأي رد فِعل، فوجئت بالدموع تترقرق في مقلتيه قبل أن يمسحهما بسرعة وينتزع الشوكة منها ويبدأ بإرغام نفسه على الأكل.
فكّرت في أنّها كانت قاسية عليه قليلًا، مجرّد سماع هذه الكلمات منها هي دونًا عن الجميع كان قاسيًا له.
وأيضًا كان قاسيًا مجرّد قول هذا لكي يبدأ في البحث عن الكتاب معها.
:"أنصحك بكعكة التوت، رائعة!" غيّرت الموضوع ومازال صامتًا.
ابتلع طعامه وقال أخيرًا:"هل كنتِ تشعرين بنفس الأمر؟
هل لهذا تغيّرتِ ولم تصبحي غوين المعتادة"
تجاهلت السؤال وقالت مازحة:"حسنًا، أنا لم يكن لدي شخص رائع يعطيني كعكات لذيذة، أنتَ محظوظ بوجودي."
رسمت الملامح الباكية وأكملت:"على الأقل حين تحزن لن تجد شعرك يتساقط أو حبّة مفاجئة تخرج في وجهك من حيث لا تدري، أنت تَحزن وحدك، أمّا أنا إن شعرتُ بالسوء يتضامن معي شعري وبشرتي،
فأصير مشروع صلعاء مستقبلي بائس وتزورني حبّة كبيرة لعينة فوق أنفي."
لقد تعمّدت أن تقول هذا بطريقة مازحة، الحديث الجدّي بينهما لن يُسفِر عن أي شيء جيد.
سمِعَت صوته:"أنتِ تعرفين أنّني لن أقع في غرامك لأنّكِ فعلتِ ذلك."
أرادت لكمه لكنّها كبحت نفسها وتفهمت أنّه يفعل ذلك خوفًا من أن يكون هناك احتمال أنّها ما تزال مهووسة به.
:"يا رجل، لماذا لا تستطيع تصديق أنّني لم أعد مهتمة بك؟" ردّت ناظرة لكعكة التوت التي لم يلمسها وتابعت:"وأنا أكره النفاق لذا سأخبرك الحقيقة، أنا لم آتِ لغرفتك حاملة كلّ أطباق الكعك الشهية التي أرغب بتناولها لأجلك، لقد فعلتُ هذا فقط لأنّك شريكي في مهمة ملكية."
وهُنا أبدى اهتمامه أخيرًا، أخرجَت له بفخر خطاب الأمير وهو يخبرها أن تذهب لتساعده هو وجويل على إيجاد الكتاب.
وبدأت تثرثر:"أرأيت؟ آرثر بنفسه لاحظني، وطلب مساعدتي."
نظر إليوت بحسد للخطاب، كانت صيغة خطابها ألطف من صيغة خطابه التي أخبره فيه:《ساعِد الوزير سلايث في إحضار كتاب ميرلين المفقود منذ خمسمائة عام إليّ،
لن أقبل أعذارًا إن فشلت.》
تمتم بصوتٍ خافت حين سمعها تشير للأمير باسمه كما لو كانا يعرفان بعضهما منذ سنوات:"أنتِ بالفعل اعتدتِ على اسمه الأول بسرعة."
بعد ذلك فكّر أنّ غوين حقًا حمقاء حقًا إن كانت لم ترَ
أنّ الخطاب به صيغة الأمر طاغية على صيغة الطلب
وأنّ الأمير لم يفعل ذلك إلّا لأجل الرجل الذي ظهر مرافقًا لها من دوقية ماجينلاك.
لا يخرجون من دوقيتهم إلّا لأسباب ضرورية.
كان الرجل الذي يرافقها يرتدي زيّ السحرة لكنّه كان يبدو بشريًا، هل هو أحد أعضاء نقابة السحرة؟
هناك بالفعل شائعات أنّ هناك بشرًا استثنائيون استطاعوا تعلّم السّحر والدخول لمجلس السحرة وخرق القانون، أو ربما هو من الجان.
بأي حال ورغم أنّه لا يستلطف ذلك الرجل وانطباعه الأول عنه هو أنّه وغد متكبّر، سيتنازل ويقبل بمساعدته لهم.
نهض عن سريره متجه للحمّام، لم يلتفت للخلف وهو يتابع:"حسنًا، الأوامر هي الأوامر،
اذهبي واكتبي خطابًا لرفيقك المجهول هذا كي يساعدنا،
الكتاب المقصود لم يُوجد في المكتبة الملكية أو مكتبة قصر الوزير سلايث، أو حتى في مكتبتنا،
هذا يتركنا مع ثلاثة احتمالات،
إمّا أنّ الكتاب مع السحرة بالفعل،
أو أنّه ليس في المملكة وحينها سنضطر للبحث عنه في الممالك المجاورة،
وأخيرًا أن يكون الكتاب اختفى بالفعل والشائعات عن وجوده كاذبة.
سيتوضح الأمر عندما تطلبين من صديقك الوغد مساعدتنا، ولمزيد من الاحتياط سأرسل خادمًا للسوق السوداء ليبحث هناك."
أنهى حديثه والتفت بالصدفة فرآها تلتهم كعكة التوت المتبقية منه بشراهة
تلاقت أعينهما بصمت مدة ثوان قليلة قبل أن يشير بصمت ناحية ويقول:"اتركي طعامي واخرجي!"
:"حسنًا حسنًا، آمُل أن تصاب بالإسهال." تمتمت الأخرى قبل أن تأخذ الطبق وتخرج به.
هو بالتأكيد لم يتجاوز أمر حبّه بهذه البساطة، الأمر وما فيه أنّه يتظاهر كما لو لم يحدث شيء، أن تنصحه وتزدريه هي من بين كلّ الناس هو شيء قاتل لكبريائه، هي تعرف ذلك أيضًا، لكنّها لا تشعر بالتعاطف كثيرًا معه،
هو يستحق نتائج أفعاله، ونتائج الجُبن المتواصل.
_________
دلفت لغرفتها ووجدت مارغوس لا يزال نائمًا.
بسبّابتها نكزته برفق وهي تُقول:"هيّا استيقظ،
لقد نمت البارحة بالكامل والآن نحن في منتصف النهار، أنتَ تُصبح كسولًا للغاية."
لكنّها لم تتلقّ منه ردًّا فتابعت:"أنا في ورطة بالفعل بسببك عليكَ على الأقل الاستيقاظ ومساعدتي."
لم يرد فتابعت:"لقد كلّفني الأمير بمهمة مع إليوت وجويل إن لم تستيقظ سيفوتك شيء ممتع حقًا."
وكما توقعت فتح رفيقها عينيه ببطء وهو يسأل:"ماذا حدث؟"
ابتسمت بخبث قبل أن تسرد عليه ما حدث بينهما في الحفلة وما فعله إليوت وحين كان نائمًا وسمعت برضا كل سخريته منهما.
بعد ان انتهت قرّرت استحضار أمر الكتاب الذي تحدّث عنه الأمير.
:"مارغوس، هل كتَبت كتاب فُقِد قبل خمسمائة عام؟" بدأت حديثها وهي تعبث بشعرها فتغيّرت نظرة الآخر للجدّية وهو يقول:"كيف تعرفين هذا؟"
وضعت أمامه خطاب الأمير قائلة:"إنّها أول مهمة أُوكّل بها من قِبل الأمير."
قرأ الآخر ما ورد في الخطاب بعناية قبل أن يُردِف بهدوء:"لماذا يريد الأمير كتابي؟"
:"كنتُ أعلم! ماذا كتَبتَ فيه؟ لماذا فُقِد فجأة؟ لماذا مذكور أنّك اختفيتَ في ظروف غامضة؟" انهالت عليه بالأسئلة بحماس بينما الآخر نظر لها بطرف عينه قبل أن يردف:"أولًا هو ليس مفقودًا، بل مُخبئًا،
وثانيًا، لقد أخبرتك من قبل لن أساعدك، ساعدتك في الحفل لأنّه كان من مصلحتي أن يُثار الجدل حولي ولكي أجعل الأمور عادلة،
هذا الشيء ليس من مصلحتي أن تعرفيه لذا لن أخبرك، ابتعدي الآن لكي أنام!"
صمتت لمدة بعد سماع حديثه، شعرت بخيبة أمل طفيفة بحديثه عمّا هو من مصلحته، رغم أنّه كان يتحدّث بالصدق فعلًا،
الشيء الوحيد الذي فعله هو إخفاء كل شيء يتعلّق به حتى نوع المخلوقات الذي هو عليه حقًا أخفاه، هي لا تعرف إن كان حقًا بشريًا أم لا في المقام الأول
ولم تفهم لماذا يفعل ذلك.
سمعت صوته من جديد:"وأيضًا أنا لا أعرف أين أخفوه، لذا حتى لو كنت أريد مساعدتك لن أستطيع."
:"حسنًا، أعتقد أنّني سأعتمد على نفسي فحسب هذه المرة." أردفت وتركت الغرفة بقليل من الإحباط.
مازال سلوكه يغضبها كثيرًا بالرغم من ذلك، هو يعرف كل شيء عنها وهي فقط لا تعرف أبسط الأشياء عنه.
تنهدت، بالطبع من حقّه ألّا يخبرها، ليس وكأنّه مجبر على ذلك، الأمر يُغضبها قليلًا أنّه لا يثق بها، ولكن ربما يثق بها في المستقبل، بعد كلّ شيء هما لا يعرفان بعضهما منذ مدّة طويلة، ربما تتحسن علاقتهما عندما يمضيان وقتٍ أكثر معًا.
لكن هذا لم يمنعها من شتمه في سرّها بسبب بخله وعزوفه عن المساعدة.
اتجهت للمكتبة وعزمت على الدراسة والبحث عن أي معلومة تذكُر ذلك الكتاب في طريقها
هذه المرة ستقرأ كل الكتب الموجودة عن دوقية ماجينلاك.
لابُدّ أنّه تمّ الإشارة لذاك الكتاب أو لمارغوس -نظرًا لأن الكتاب يتحدّث عن تاريخ الدوقية- لابُدّ أن يشير أحدهم لذلك صحيح؟
هناك كتاب قديم مهم يتحدّث عن التاريخ، مؤكد أحدهم لاحظ هذا.
غربت الشمس على القصر الكبير،
إليوت كان في مكتبه يقوم ببعض مهامه كدوق، وقد بعث شخصين بجرّة عملات ذهبية ليبحثوا عن كل الكتب النادرة التي تتحدث عن السحر في السوق الأسود ويحضروها.
استغرب أنّها هادئة ولم تأتِ إليه حتى ليخبرها بخطوتهما القادمة، حتى أنّه لم يرَ إيديث تحاول تعقّبه اليوم لتخبرها بمكانه.
نادَ أقرب شخصٍ كان له حينها، فارسه الخاص 'باينكرو' وكان رجلًا في منتصف الثلاثينات خمري البشرة ذا أنف طويل قليلًا ولديه ندبة فوق عينه اليُمنى يرتدي درعًا معدنيًا ويحمل سيفه كعادة فرسان الجيش، وأمره أن يرى له ماذا تفعل زوجته الآن.
سُرعان ما عاد الفارس وهو يخبره أن السيّدة غوينيفين كانت في المكتبة منذ الصباح وحولها الكثير من الكتب وبرفقتها خادمتها إيديث.
:"غريب، غوين تقرأ؟!" تمتم إليوت وقرّر الذهاب للمكتبة بنفسه.
كانت المكتبة في الطابق الأرضي كحال مكتبه لذا لم يستغرق وقتًا حتى أصبح أمام بابها.
ما إن دخل المكتبة حتى فاجأه كتاب طائر تفاداه وسمع تذمّرها:"بحق الجحيم ألا يوجد شيء مفيد في هذه الكتب؟ بماذا سأستفيد من معرفة تكتيكات ممارسة الحب مع قزم؟ هل الكاتب كان سكيرًا أم يفرّغ هرموناته على شكل هذا الهراء! إنّه هدر للورق!"
كانت بالفعل كما أخبره فارسه، حولها الكثير من الكتب، سبع كتب من دوقية ماجينلاك وثلاثًا عن تاريخ المملكة، حتى أنّها قرأت في السياسة أيضًا!
:"هذا مفاجئ، ظننتُ باينكرو يهذي عندما أخبرني أنّكِ تقرأين." خرج صوته فلفت نظرها أخيرًا.
:"أنا لم أكن أقرأ، أنا أدرُس، هناك قلم وورقة في يدي كما ترى!" ردّت مصحّحة له وهي تلوّح بالورقة والقلم الفضّي.
:"تدرسين؟!" خرج صوته المستغرب فردّت عليه بحدّة:"لأنني سأتطلق منك؛ عليّ أن أدرُس حتى أضمن مستقبلي؛ بسمعة كهذه سينتهي بي الأمر نائمة على الرصيف ككلب."
لم ترفع ناظريها حتى وهي تجيبه، كانت تتصفّح الكتاب وبيدٍ أخرى تُمسك بالقلم لتدوّن الأشياء المهمة.
ابتسم بهدوء عندما رآها جادّة في الأمر، إنّها حقًا تريد تركه، وهي لا تكلّف نفسها عناء الكذب حتى.
رغم أنّه لن يفعل هذا، عليه أن يذيقها ممّا أذاقته عندما أجبرته على الزواج منها.
جلس على الكرسي المقابل لها وهو يراقب الورقة والمكتوب بها:《الكتاب المجهول الذي كتبه المتغطرس الذي يظن نفسه أعظم ساحر ميرلين،
أولًا، الكتاب لم يُفقد هو مُخبأ
ثانيًا: كاتب الكتاب حقير أناني
ثالثًا: تبًا لكاتب الكتاب وإليوت.》 تجاهل أنّها لعنته واهتم بأول جملة.
جذب الورقة منها وهو يقول:"غوين، كيف تعرفين هذا؟ في أي كتاب..."
قاطعته الأخرى:"هذا ليس موجودًا في كتب المكتبة، أنا أعرفها وحسب لأنّ لديّ مصادر أخرى لجمع المعرفة."
:"صديقك الذي من مقاطعة ماجينلاك؟" تساءل إليوت وأسرعت بالرّد:" صحيح هو لن يساعدنا، يقول أنّ هذا يضر بمصلحته."
ما أثار استغراب إليوت أكثر شيء هو كيف تواصلت معه بهذه السرعة والخطابات في العادة تستغرق أيّامًا لتصل للدوقيات الأخرى فضلًا عن الرّد.
من المستحيل أن تكون قد بعثت خطابًا له ورد بهذه السرعة لو كان في دوقية ماجينلاك.
احتفظ بهذا في نفسه وتابع:"إذًا نحن وحدنا تمامًا، بافتراض صحة المكتوب في الورقة، احتمالية عدم وجود الكتاب أو كونه محض شائعة ضعيف."
:" كونه مُخبّأً يعني أنّه يحتوي معلومات غير مرغوب بها، لكن أنا لا أفهم، لو كانت معلومات لا يريدون إظهارها للنّاس أليس من الأفضل لو أحرقوا الكتاب أو دمّروه؟" أردفت غوين بصوت مسموع.
ورد عليها إليوت:"يمكن أن يكون الكاتب قد حصّن كتابه بالتعاويذ لمنع تدميره."
:"إذا كان هذا هو الأمر، يجب أن توجد خريطة أو بعض الناس يعرفون أين هو، أليس كذلك؟" تمتمت غوين مرة أخرى.
نظرا لبعضهما قبل أن يقولا معًا:"وبالطبع، يجب أن يكون هذا في ماجينلاك!"
ابتسمت من الحماس بينما الآخر ترك مقعده مردفًا:"سأبعث رسالة الآن لجلالة الأمير أطلب منه الاجتماع معنا، سنخبره بما توصّلتِ إليه ونطلب منه إذنًا لدخول ماجينلاك."
سمعها ترد عليه:"وأنا سأستمر بالبحث عن أي إشارة لذلك الكتاب في الكتابين الباقيين." ولم يُعطِ ردّة فعل وذهب.
بعد أن غادر سمعت صوت إيديث:"سيّدتي!" فالتفتت لها،
بالنسبة لإيديث كان مشهدًا رائعًا أن ترى سيدتها وزوجها يتحاوران، خاصةً وأنّها المرة الأولى التي تراهما متفاهمين.
لن تُنكِر أنّها كادت تسقط حينما أخبرت غوين إليوت أنها تدرُس لكي تستطيع الاعتماد على نفسها في حال الطلاق منه، ما فاجأها هو نظرة إليوت المتفهمة،
كيف يُمكن لشخص زوجته تخبره أنني سأتركك أن يكون بهذا الهدوء؟ مع ذلك كانا لطيفين بالفعل.
:"سيّدتي، سيّدي بدأ يتقبّلك أليس هذا رائعًا؟" أردَفت بسعادة على عكس غوين التي بدت خائبة الأمل قليلًا وردّت:"بصراحة أفضّل لو كان آرثر مَن يُحدّثني بدلًا منه."
تركت القلم وضمّت يديها لصدرها وهي تتابع:"إنّه لطيف كالملاك، وبشرته رائعة، لا أصدّق أنّه كان أمامي شخص بهذه الروعة طوال الوقت." تغيّرت نبرتها الحالمة لأخرى حانقة:"وفي النهاية أتزوج إليوت!"
ظلّت تلعن في رأسها غوينيفين السابقة التي وقعت في حب إليوت بدلًا من الأمير،
تذكّرت بعدها الشائعات التي تدور حول محبوبها اللطيف وصلّت داخليًا أن تكون كاذبة.
عادت لغرفتها وما إن دخلت سمعت سعالًا خفيفًا قادمًا من مارغوس القابع على السرير.
:"هل أنتَ واثق من أنّك بخير؟" أردفت والآخر فقط أومأ لها أثناء سعاله.
:"هذا ليس مظهر شخصٍ بخير أتعلم هذا؟" أضافت مرة أخرى تنظر للمريض بجوارها.
فكّرت هل تطلب له طبيبًا؟ لقد كان جيدًا قبل أن تتركه، ماذا حدث فجأة؟
انتهى الآخر من السعال وقال يطمئنها:"أنا حقًا بخير، الأمر وما فيه أنّ هذا يحدث لأنني ضعيف حاليًا وقمتُ بالكثير من التعاويذ التي أضعفتني أكثر،
التخاطر وإنقاذ روحك وشفاء غوين واعطاءك ذكرياتها وأخيرًا محاولة التجسد بشكلي الأصلي، هذا فقط، لا تقلقي."
لقد وقع بلسانه، ابتسمت غوين على أفكارها؛ كونه ضعيفًا يجعله أقلّ حرصًا.
:"ستجعلني أشعر بالذنب." أضافت ولكنّه رد:"لماذا ستشعر الضحية بالذنب؟ أنا من أحضركِ إلى هنا في المقام الأول، وأنا من عرض الذهاب معك للحفلة أيضًا، ولم يكن لأجلك؛ لذا توقفي عن قول أشياء غبية."
ابتسمت غصبًا عنها قبل أن تُردِف:"أرحتَني أنّ الأمر ليس خطيرًا؛
أنت عجوز لذلك أقلق لسلامتك كثيرًا؛
لن أعرف ما سأفعل بدون القِط سليط اللسان رفيقي."
:"أنا لن أموت أيتها اللّعينة، وماذا تعنين بعجوز؟!" خرج صوته الصارخ فردّت:"عفوًا؟ عمرك ألف عام ولا تريدني أن أناديك عجوزًا؟ أتحسب نفسك في ريعان الشباب؟"
:"انتظري فقط خمسين عامًا وحينها سنرى مَن منّا العجوز." رد فضحكت:"ألن تكون أنتَ أيضًا لأن عمرك سيكون ألفًا وخمسين عامًا؟"
:"لا تتحدّثي معي!" خرج صوته غاضبًا قبل أن يعطيها ظهره وينام بينما هي تابَعت الضحك.
________________
حين حلّ الصباح أمرت إيديث أن تُجهز طعامًا كثيرًا لقطّها بسبب خموله لليوم الثالث على التوالي.
وحين حلّت الظهيرة أخبرها إليوت أنّهما سيذهبان للعاصمة لمقابلة الأمير.
بالطبع تركت مارغوس في القصر وتركت إيديث تعتني به، وظل الأخير يلعنها ويسبّها بسبب ذلك.
وانطلقت بفستان أنيق مع إليوت ومن الواضح أنّهما سيكونان وحدهما في العربة.
هذه أوّل مرة يكونان في نفس العربة منذ زفافهما، ممّا جعل إيديث متحمّسة كثيرًا.
أمسكت مارغوس بين يديها وتمتمت بصوتٍ حالِم وهي تلوّح مودّعة لسيّدتها مع زوجها خارج القصر:"يبدو أنّ الدّوق سيقع في حب سيدتي أخيرًا."
بالطبع لم تسمع صوت مارغوس الساخِر:"أتمنى لو يفعل لأسمع صياح غوين."
هنا خرج صوت خادمة سمينة قليلًا تقول:"ولكن السيدة جويل تليق بسيّدي إليوت أكثر، يكفي جنونًا مع الدّوقة المجنونة التي تفسد حياة الناس."
هنا صرخت فيها إيديث:"سيّدتي ليست مجنونة!
إن لم يقع الدّوق في حبّها فهي خسارته!
سيّدتي جميلة وذكية ومراعية وأيضًا الأمير بذاته رقص معها دونًا عن الجميع، وشخص من دوقية ماجينلاك سافر فقط لأجلها، إن لم يسرع الدوق ويجعلها تقع في حبّه مجددًا سيرى أنّ هناك آخرون يصطفون ليأخذوا مكانه "
تمتم مارغوس مرة أخرى بانزعاج:" آذيتِ أذني، ألا يمكنكِ الدفاع عنها بصوتٍ منخفض؟!"
في ذلك الوقت كان الصمت يخيم على عربة غوين وإليوت أثناء طريقهما للقصر الملكي.
المسافة إلى هناك تأخذ من أربع إلى خمس ساعات.
ستجلس خمس ساعات بهذا الصمت المريب بجانب إليوت.
كان الوضع غريبًا، صحيح أنّهما تحدّثا معًا من قبل، وكونهما يعيشان تحت نفس السقف ويزوران غرف بعضهما أحيانًا -على الأغلب عندما يريدان شيئًا ما أو للشجار-
لكن أن تجلس خمس ساعات وحدك تمامًا مع شخصٍ لا تُفضّله أمر غريب.
استمرّ الصمت مدّة طويلة، كانت تتجاهل وجوده وتنظر من نافذة باب العربة الصغير لترى الطريق، وكذلك هو كان يتجاهلها ويقوم بكتابة بعض الرسائل ولا يصدر أي صوتٍ سوى صوت احتكاك عجلات العربة بالأرض وصهيل الأحصنة.
وقفت العربة دقائق عند اسطبل خيول لتشرب الأحصنة ولإعطاء الفرصة إن كان أحدهما يريد الذهاب للحمّام.
كان هذا حين سمعت صوته فجأة:"احتمال أن نفشل وألّا نجد الكتاب كبيرة بالفعل، والأمير لن يتساهل معنا."
:"إنّها فرصتي لأحاول إثبات أنّني مفيدة في شيء غير الأكل والنوم؛ لذا سأتجاهل جملتك المتشائمة." ردّت بحزم
لم يُعقب على حديثها وتابع:"حتى لو أعطانا الأمير الإذن لدخول ماجينلاك، نحن لا نعرف من أين نبدأ،
لقد حاولت التصفح عن الكاتب، ميرلين ذاك، لكن لم أجد شيئًا مفيدًا غير أنّه كان يلقب نفسه بأعظم ساحر وأنّه اختفى فجأة."
هنا تمتمت غوين:"برأيك، لماذا اختفت سيرته هكذا؟"
:"حسنًا لا أحد يستطيع حقًا أن يعرف عن السحرة طالما لسنا من ماجينلاك." أجاب الآخر وكانت تلك آخر حديثهما وخيّم الصمت مرة أخرى.
مهما حاولت تجاهُل الأمر ما زال الأمر يؤرقها، ماذا فعل مارغوس حتى يكون منسيًّا هكذا؟
وصلا للقصر الملكي أخيرًا، وفي غرفة الاجتماعات وجدا جويل أمامهما تجلس منتظرة الأمير.
أشاح إليوت بوجهه وجلس على كرسي بعيد نسبيًا عنها، وهي الأخرى أشاحت بوجهها وحاولت صرف نظرها عنه.
بالطبع في موقف كهذا، في المنتصف بين اثنين متحابّين لا يستطيعا الاجتماع معًا ستشعر بالتعاطف قليلًا، وبالغرابة أنّك في نفس الغرفة معهما.
وهذا كان شعور غوين لمدة عشر ثوانٍ حين رأت الوضع، بعدها قررت فعل شيء فقط لتغيظهما بلا أي سبب، لن تُنكِر الأمر، هي تشعُر بالسعادة حين ترى آخر يغضب بسببها،
هذه إحدى هواياتها: جعل الناس يكرهونك.
جلست بالقرب من إليوت ومالت عليه تقول بصوتٍ خافت:"هل هي ستشاركنا المهمة؟"
نظر لها الآخر بطرف عينه قبل أن تقترب منه أكثر لتغيظ الأخرى وحسب وتهمس له بسخرية:"لا تفهمني خطأً، أنا أسأل لكي أعرف هل سأدخل إلى غرفتك بالكعك كالمرة السابقة أم لا،
يالزوجي المسكين مفطور الفؤاد."
ابتسامة غاضبة أعطاها إياها قبل أن يقترب بدوره ويهمس:"لا تقلقي يا زوجتي العزيزة، سأكون بخير لأن زوجتي التي تم رفضها أكثر من مائة مرة خبيرة في أمور فطر الفؤاد، ستواسيني."
بالنسبة لجويل البعيدة عنهما كانا يتهامسان كالمقرّبين، وهذا أثار استغرابها؛ لم يحدث وأن تعاملا هكذا أبدًا، هو كان يشمئز من الاقتراب منها!
ردّت غوين عليه:"فقط لأذكرك لم يكن كل هذا ليحدث لو أنّك وافقت على طلب الطلاق ذاك اليوم."
في تلك اللحظة دخل الأمير ليسمع صراخ إليوت الذي فقد أعصابه:" أخبرتك لن أطلّقك! لذا توقفي عن تلك الحركات البغيضة"
والأخرى انفعلت:"إليوت أيها الرجل عديم الاحترام، كيف تصرخ في قصر غير قصرنا؟"
استقام إليوت وصرخ عليها مجددًا:" يبدو أنّني نسيت آداب الرجل النبيل، اعذريني، العيش معكِ لأسبوع كفيل بأن ينسيني اسمي حتى فما بالك لو العيش لأكثر من عامين!"
:"توقف عن لعب دور الزوج المضطهد لقد عرضت عليكَ الطلاق بالفعل وأنت رفضت، ثلاث مرات رفضت!" واستمرّت الأخرى الغاضبة بالفعل أن خطتها في إغاظة جويل فشلت.
حاولت بالفعل جويل استجداء أحد الخدم ليهدئهما لكن الأمير أشار لها ألّا تفعل، وجلس بقرب الباب وهو يبدو مستمتعًا بما يراه.
:" أنتِ مجنونة وتدفعينني للجنون، أنا لستُ سعيدًا في هذه العلاقة!" ضرب إليوت بقدمه على الأرض
واستقامت الأخرى تصيح:" لا تستطيع أن تتحدث جملتين بدون أن تصرخ كالثور، أتفخر بصوتك المزعج لذلك تعذّب آذاني به؟
حسنًا فهمنا، أنت وصلت لمرحلة البلوغ أخيرًا مُبارك، صوتك غليظ بالفعل أحسنت أيها البالغ، هل يمكنك الحديث بدون صراخ الآن!"
في تلك اللحظة، لم يتمالك الأمير نفسه وارتفعت قهقهته فانتبها له.
احمرّ وجهيهما تلقائيًا عندما لاحظاه وأدركا أمرًا، لقد استمع الأمير لهما بالتأكيد.
همست لنفسها:"ياللفضيحة!"
:"كلّ هذا بسببك." كان هذا رد إليوت الهامس الذي سمعها.
__________________________________
STOP RIGHT HERE:-
مارغوس ريأكتد ساد انه محضرش الفايت الجامد ده.
يا ترى مين الشريك الوحش فعلا في علاقتهم؟ غوين ولا إليوت؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro