Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل الرابع: طلاق

:"سيّدتي غوينيفين، تريد الطلاق."

وقعت الكلمات على مسمعه فترك الأوراق ونظر لإيديث متمتمًا بخفوت:"ماذا؟"

ارتبكت المسكينة أكثر وتلعثمت:"لقد...لقد قالت لي أن، أن أخبرك... هي تريد الطلاق."

رمش الآخر مرّتين غير مُصدّق لما يسمعه، بعدها ابتسامة ساخرة علت وجهه وأردف:"فهمتُ ما يحدث هنا، هذه حيلة أخرى لتحظى باهتمامي!

أخبريها عمل جيد، كدتُ أصدّق أنّها تريد الطلاق حقًا،
لكن حيلة كتلك لن تجعلكِ تحصلين على اهتمامي." أنهى حديثه مشيرًا للخادمة بأن تبتعد وتتركه في عمله.

حديثه كان مُقنعًا للخادمة أيضًا فهي أيضًا لن تصدّق أنّها قد تفكّر في الطلاق،

حين تصنّتت عليها بعد طرد تيريز وكانت تحادث نفسها كلّ ما ذَكرَته كان الموت.

هي تفضّل الموت على الطلاق.

_________________________

:"لماذا الطلاق؟" سأل مارغوس فجأة حين بينما كان على السرير بجوار غوين.

:"ظننتُ أنّك ستأخذ قيلولة." خرج صوتها فرد :"فضولي منعني من النوم."

:"حسنًا، أن أعيش بجسد غوينيفين لا يعني أنّ عليّ الالتزام بمشاعرها، من الأساس هذه علاقة فاسدة، ممّا أخبرتَني وممّا رأيتُ في ذكرياتها حتى الآن.

وأيضًا لا سبب يدفعني الآن باستكمال العيش مع رجل لا أشعر ناحيته بأي شيء لمجرّد أنّ نفسي السابقة كانت تحبّه بجنون."

:"في حياتك السابقة كانوا يلحّون عليكِ للزواج، وفي هذه الحياة لم يمضِ يوم حتى على معرفتك بأنّكِ متزوجة وتطلبين الطلاق، أخُلقتِ لتكوني عزباء للأبد؟" أردف مارغوس بسخرية جاعلًا إياها تنظر له بضيق

بعدها أردف وهو يحكّ أذنه بقائمته الأمامية:"لكن الطلاق في هذا العالم ليس سهلًا كما في عالمِك."

نبرته كانت خبيثة أثارت ريبتها وقبل أن تسأله دخلت إيديث الغرفة وقالت:"سيدتي، السيد إليوت يخبرك أنّه كاد يصدّق فعلًا أنّكِ تريدين الطلاق، وأيضًا أنّ هذه الحركة لن تفلح في جذب انتباهه."

صوت مارغوس الضاحك سخرية منها رنّ في عقلها،
جاعلًا إياها تغضب بشدّة.

نهضت من السرير وجذبت مارغوس من ذيله قائلة:"ذلك اللعين من كثرة غروره فقد عقله بالفعل، أنا ذاهبة إليه، تعالَ مارغوس."

:"لا تجرّيني من ذيلي واحمليني بشكلٍ لائق! هذا ضدّ حقوق القِطط!" صرخ بها مارغوس فتركته يسير بمفرده وخرجا من الغرفة.

بالطبع إيديث لم تسمع مارغوس ولو سمعته ما كانت لتكون أكثر صدمة من الآن،
سيّدتها، لقد سبّت السيد إليوت ونعتته باللّعين.

:"ياللهول!" تمتمت  بهذا قبل أن تركض وراءها وقطّها.

بينما غوين قد توجهت وبجوارها مارغوس الذي كان متحمّسًا للغاية إلى مكتب إليوت.

كان مارغوس يردف بحماس وهما يسيران:"كان عليّ إحضار بعض التسالي،
لكن سيكون مثيرًا للشك ان يأكُل قِطٌ التسالي،

لطالما حضرت شجاراته مع غوينيفين السابقة، كانت مملّة، طرف يصرخ وطرف يبكي،

أمّا شخصيتك هذه، سيصرخ عليكِ فستسبّينه بأمه
سيحاول ضربك فستردين له بكسر ذراعه،
شجار مليئ بالحركة والتشويق."

تجاهلت حديث الذي بجوارها، هي بالفعل غاضبة لأنّ نبرة مارغوس في السابق وكأنّه يوحي لها بأنّها لن تتطلّق،

هي قرّرت العيش من جديد، ستستفيد من أخطاء حياتها السابقة وأخطاء غوينيفين وتبدأ صفحة جديدة في عالم جديد، لو بقت في حياة غوينيفين فسينتهي بها الأمر منتحرة وإن اختلفت الأسباب،
أو في حياة بائسة.

لذا فالخطوة الأولى نحو حياة أفضل ومستقبل لا تكون فيه مدهوسة بشاحنة او منتحرة، لا تكون فيها معرّضة للانتقاد بسبب وزنها أو سمعتها هي الطلاق من إليوت.

وصلت للمكتب ودفعته بقدمها بقوّة جاعلة إيديث تشهق من الصدمة، حتى إليوت قد صُدِم وسقط القلم منه.

ليس من طريقة فتحها الباب التي لم يعهدها منها أبدًا، وإنّما أيضًا بسبب مظهرها.

لقد اهتمت بنفسها!
لا يتذكر حتى آخر مرة رآها بشعر مصفف وزي نظيف بلون مريح للعين.

دلفت للدّاخل

:"كيف تجرؤين..." صاح فقاطعته:"أريد الحصول على طلاق!"

:"أنا حقًا لستُ بمزاج لشجار آخر اليوم." أردف
وردّت:"انا أيضًا لا أحبّ الشجار، خاصةً أنّ أعصابي تعِبت من يوم واحد."

جلست على الجرسي المقابل للمكتب بهدوء وقالت:"نحن يجب أن ننفصل، علاقتنا سيئة للغاية، حتى أنّ علاقة الفأر بالقط أفضل منها،
تواصلنا سيئ لدرجة أنّني اتواصل مع قطّي بطريقة أفضل، قرار زواجنا كان قرارًا خاطئًا وكِلانا يعلم ذلك،

بدلًا من الاستمرار في علاقة كهذه من المهم لكلينا ان يجد مَن يحبّه ويحتويه."

:"لكنّكِ تحبينني أنا." أجاب إليوت بسخرية وكظمت الأخرى غيظها للحفاظ على هيئتها الحكيمة:" رُبما كنتُ أفعل..."

قاطعها:"ليس رُبما، أنتِ مازلتِ تفعلين، أنتِ مهووسة بي لدرجة أنّكِ أصبحتِ مجنونة..."

:"حسنًا كنتُ افعل والآن توقفتُ عن ذلك وتوقفتُ عن محبّتك أيضًا." قالت بنبرة غاضبة.

بينما الآخر مازالت السخرية تعلو وجهه ورد:"حتى لو افترضتُ أنّكِ توقفتِ عن حبّي فجأة -وهذا ليس حقيقيًّا-
أتظنّين لأنّكِ توقفتِ عن حُبّي يمكننا ان نتطلق؟ بهذه البساطة؟"

:"أجل، ما من سبب يجعلنا نستمر في هذا، أنت بالأساس لا تحبّني، أنا اعلم والخادمة تعلم وحتى قِطّي مارغوس يعلم." ردّت ببساطة حتى الآن هو لا يستطيع تصديق أنّ غوينيفين هي مَن تتحدّث معه.

أوليس من المفترض أن تبكي وتنتحب حين تصل لجملة 'أنتَ لا تحبّني.'؟

:"أجل أنتِ محقة في هذا الشان، أنا لا أحبّك وأشمئز منكِ." أجابها وصدمته ابتسامتها:"حسنًا هذا رائع، يمكننا أن نتطلق الآن!"

وهنا، سقطت إيديث مرة أخرى من الصدمة.

خرج صوت مارغوس الذي لم يسمعه سوى غوين:"أفيقي أيتها الخادمة المصدومة سيفوتك أفضل جزء!" 

سمعت صوته الحانق عليها:"لماذا يجب أن أمتثل لما تريدين؟
أردتِ الزواج منّي ففعلتِ، والآن تريدين الطلاق وتظنّين أنّني سأسمح لكِ بهذا؟

أنتِ دمّرتِ حياتي وتأتين لي لتقولي أنّكِ غيّرتِ رأيك والآن تريدين الطلاق؟
تريدين منهم أن يطلقوا شائعات عن أنّني مستحيل المعاشرة لدرجة أن الساذجة المهووسة به تريد الطلاق منه؟

في أحلامك!"

ساد صمت قبل أن يقول مارغوس:"يا فتاة هذا ممتع، أتمنى لو كان معي تسالي الآن."

نظرت لمارغوس قبل أن تسمع صوته مرة أخرى:"اخرجي من مكتبي، وأَخرِجي هذا القط القذر من قصري!"

:"لا تجرؤ على مناداة مارغوس بالقط القذر أيها المضطرب!" صاحت به وضحك هو ساخرًا:"انا مضطرب؟ إذًا فماذا تكونين أنتِ؟"

:"بإرادتك او بدونها سأحصل على طلاق، إليوت لانكستر، وسأجعلك تتعفن هنا بكراهيتك لي." قالت ثمّ توجهت لخارج المكتب ووراءها مارغوس يردف بحماس:"هو خاسر، كيف يجرؤ على نعتي بالقذر؟"

:"لمعلوماتك انا لا أكرهكِ غوين، أنتِ لا تستحقين أن أحمل تجاهك مشاعر كُره، الشيء الوحيد الذي أشعر به تجاهك كلما وقعت عيناي عليكِ هو الاشمئزاز."
سمعت كلماته وبالتأكيد هي ستقتل نفسها لو خسرت امامه في معركة ردود،

أجابت:"نفس الشيء معي، كنتُ أملك تجاهك مشاعر في الماضي لكن الآن ادركت كم كان ذوقي مشكوكًا به،
الآن لا املك سوى أن أشعر نحوك بالشفقة، أنت ضعيف لدرجة أنّك تفضل المعيشة مع امراة مجبر عليها، على أن تتخذ قرارًا، جبان يرفض حسم أمره."

خرجت من المكتب أمام نظراته ونظرات إيديث المنصدمة، تداركت إيديث نفسها وركضت وراءها، ومعهم مارغوس الذي كان يعبّر عن سعادته بهذا الشجار.

عادت لغرفتها وارتمت على سريرها قائلة:"هذا يكفي لليوم، سآخذ قيلولة." خرجت إيديث مغلقة الباب خلفها.

بجوارها انكمش مارغوس على نفسه وقبل أن ينام قال:"انا أعرف أنّكِ دافعتِ عنّي فقط لكي تغيظي زوجك، لكن هذا رائع!"

:"لا تقُل عنه زوجي." أردفت بنعاس.

:"هناك طريقة أخرى لتأخذي الطلاق، ساخبرك إياها حين نستيقظ من النوم." تمتم قبل أن يسقط نائمًا.

ابتسمت بعينين ناعستين قبل أن تردف بدورها:"ربما هذا حُلم، لا أستطيع تخيّل كونه حقيقة."

أخرجت منديلًا قماشيًا كان على السرير وبلّته ببعض الماء ثم مسحت مكياجها ثم نزعت فستانها وبقيت بالبطانة الداخلية له.

عادت ترتمي مرة أخرى على السرير وأغمضت عينيها لتنام بعمق.

كان هذا أكثر ممّا يمكن تحمّله ليوم واحد، لربما هذا حُلم وستعود لعالمها حين تستيقظ.

________________________

:"صباح الخير سيّدتي." استيقظت على صوت إيديث توقظها.

شعاع شمس تسلّل لغرفتها وصوت العصافير الذين أرادت إعدامهم اخترق آذانها.

تثاءبت فاتحةً عينيها ببطء ووجدت مارغوس في وجهها يقول:"لقد نمنا حتى صباح اليوم التالي، أتصدقين؟"

:"سيدتي لقد ذهب السيد إليوت في جولة حول عاصمة الدوقية لتفقد أحوال التجار." قالت إيديث مجددًا.

إذًا هذا بالفعل ليس حُلمًا، وما حدث البارحة ليس حُلمًا.

أخبرت إيديث أن تجهز لها حمّامها فغادرت الأخرى لتفعل ما طُلِب منها، ثم التفتت لمارغوس الذي قال بحماس:" ماذا ستفعلين؟
أنتِ الآن وحدك في هذا القصر الكئيب الضخم، أنا متحمس!"

ماذا ستفعل الآن؟ هذا السؤال أيضًا كان يجول بخاطرها.

استقامت متجهة للمِسرحة لتضع بعض الزيت لشعرها وقناع وجه.

خرجت إيديث من حمام الغرفة وأخبرتها أنّ الحمام جاهز فأشارت لها أن تخرج وتُغلق الباب.

والآن لم يعد سواها هي ومارغوس في الغرفة،
قالت:"بالتأكيد سأحصل على طلاق، الآن عليّ التركيز على الاهتمام بشعري وبشرتي وشراء فساتين أفضل من المهرجان المُقام في الخزانة."

نظرت للصورة الكبيرة المعلّقة وأكملت:"وأريد أن اعرف لماذا لم ينزعوا هذه الصورة البشعة."

:"لقد خافوا من أن تستيقظي وتغيري رأيك وفي هذه الحالة ستعاقبينهم، لقد كانت غوينيفين السابقة تفعل هذا." أجابها مارغوس

تنهدت بضيق بينما يسرد عليها مارغوس قواعِد السلوك في هذا العالم، عاداته وتقاليده،
أبرز النبلاء الذين تربطهم صلة بها.

بالتأكيد هذا العالم مختلف تمامًا عن عالمها، لكن ليس جوهريًا، لديهم أغلب النباتات التي تعرفها في عالمها، حتى الحيوانات، رغم أنّ مارغوس أخبرها بوجود شيء يدعى الحيوانات الأسطورية لكنّهم في كهوف بعيدة عن المناطق المأهولة.

سبب عدم تقدّم العالم حتى الآن هو كما قال مارغوس يستعينون بالسحر.

وهناك نقابة السحرة وموجودة في دوقية ماجينلاك. 

البشر الطبيعيون ممنوعون من استخدام السحر، ومحظور عليهم تعلّمه وكان ذلك قانونًا وُضع منذ ألف عام
إلّا سحر الشفاء وهذا السحر يقتصر فقط على نسبة من الكهنة وليس الجميع.

والذين يستخدمون السحر العادي هم الأقزام والجان، وهذان جنسان يعيشان في هذا العالم بالاضافة للبشر، ورفض مارغوس إفصاح أي شيء آخر،
ووجدت أنّ ذلك مريب لكنّها لم تفكّر كثيرًا بالأمر.

سألته عمّ إذا كان قزمًا أم لا فكانت إجابته أنّه ليس من شانها،
سألته هل الهيئة البشرية التي حدّثها بها في اول لقاء بينهما هي هيئته الحقيقية فكانت إجابته أنّه ليس من شأنها.

رفض الإفصاح عن كلّ شيء يخص السحر او يخصّه وكانت حجّته أنّها لن تحتاج هذه المعرفة في شيء. 

واهتم فقط بإخبارها عن النبلاء وعاداتهم بحجّة أنّها لن تتعامل في حياتها مع الملك او السحرة وبالطبع دوقية ماجينلاك لا يدخلها أحد إلّا بإذن الملك

ووظيفة السحرة الأساسية هي حماية المملكة مع الجيش، وعدد السحرة في العالم خمسين ساحرًا لا أكثر موزعين ممالك وامبراطوريات العالم العشر.

___________________________

أتت الظهيرة وتناولت الغداء مع مارغوس، عرفت أسماء الخدم من رفيقها ذو الفراء واستدعتهم،

لم تطلب منهم أن ينزعوا الصورة هذه المرة ولكن طلبت طلبًا أكثر غرابة منه:"حضّروا لي عَربة، سأذهب للتسوّق."

باستثناء إيديث كان الجميع مصدومون، وهي ارتدت مُضطرّة فستانها الذي كانت به البارحة؛ لأنّه الوحيد الصالح للارتداء بدون أن تكون أضحوكة.

بعدها أخرجت باقي الفساتين من الخزانة وأمرت بحرقهم جميعًا.

صفّفت شعرها بشكل ضفيرة كبيرة ثم طبّقت قناع وجه وبعدها مستحضرات تجميل هادئة لتبرز الفستان.

أخذت إيديث معها ومارغوس معها وبعض العملات الذهبية والفضية، وانطلقت نحو السوق.

كانت الشوارع ممتلئة بالناس الذين يترددون على مختلف المحلّات.

《مجوهرات وهدايا غارو أرقى أنواع المجوهرات، نعمل مُنذ عام 500سات.》

《سيوف السلطة، أمتن وأجود السيوف تجدها لدينا.》  

قرأت غوين لافتات بعض المحال قبل أن تقف عربتها في مكان مناسب ونزلت مع إيديث التي حملت مارغوس بين يديها.

العملة الذهبية بخمسمئة عملة فضّية، والعملة الفضّية تساوي خمسة عشر عملة نحاسية.
العملة النحاسية هي أقلّ العملات قيمة،
وكانت تمتلك غوين ثلاثمائة عملة فضّية وخمس عملات ذهبية.

بالطبع غوين السابقة لم تأتِ يومًا للسوق وكلّ فساتينها احضرتهم معها من شتاينوود، لم تخرج أبدًا ولم يرها سكّان لانكستر سوى مرتين خلال عامين؛

ولأنّ جويل ابنة الوزير دائمًا ما تظهر برفقة إليوت ظنّ العامة أنّهما مخطوبان، وبسبب شائعات أنّ زوجة الدوق الأولى المهووسة مجنونة، لم يكن أحد ليفكّر بأنّ هذه النبيلة المجهولة التي دخلت محلّ الملابس وأخذت تختار هي نفسها زوجة الدوق المهووسة.

كان إليوت وجويل يتفقدان أحوال السوق والبضائع النّاقصة عندما قالت جويل فجأة:"أريد شراء قطعة مجوهرات كهدية لجلالة الأميرة، تعالَ معي لنختارها."

:"لقد انتهينا من تفقد المنتجات الزراعية بأي حال، فلنذهب." أضاف إليوت وابتسمت الأخرى باتساع.

تجولا حتى محلّ المجوهرات لكن قبل أن يدخلاه سمعا نميمة البائعين أنّ هناك نبيلة مجهولة في محلّ ملابس نارتيد أتت تختار الفساتين فجأة.

تبادل إليوت وجويل النظرات قبل ان يقرّرا الدخول للمحل، حتى وإن كانت ابنة بارون فالنبلاء معروفون، كيف تكون نبيلة مجهولة؟

الفكرة الأولى التي خطرت على بال كلًّا منهما أن تكون محتالة.

دخلا المحل ووجد في وجهه إيديث تحمل قطًّا أسودًا.

تمتم إليوت:"إيديث وهذا القِط؟ لا تخبروني أنّ..."
لم يُكمل حديثه لأنّه يمع صوتها بالفعل تخرج من غرفة تبديل الثياب بفستانٍ ذهبي اللّون مفتوح الصدر وتقول متبجحة:"إيديث، مارغوس!
انظرا لعظمة جسدي، هذا الفستان أيضًا يليق عليّ! كنتُ متخوفة من أن يكون..."
قطعت حديثها عندما رأت إليوت أمامها برفقة جويل

بدا الضيق على وجه الآخر والصدمة على وجه رفيقته.

قالت بسخرية:"ماذا تفعل هنا؟ أتريد شراء فستان؟ لن يليق بك البذلات تبدو أفضل."

لم تتصرف كالمرة السابقة حين رأت جويل معه، تخطى إليوت تفاجؤه بمظهرها وطريقة حديثها معه وتجاهلها لجويل وقال
:"ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"

في ذلك الوقت أتى صاحب المحل مسرعًا بعد أن أخبره أحد المساعدين أن الدوق إليوت اتى بصحبة ابنة الوزير يهتف:"تحيّاتي سيادة الدوق، وجميلة الجميلات جويل سلايث، لقد حلّ على المحل بركة الآلهة عندما أتيتما،

هل أتيتَ لطلب فستان لخطيبتك الجميلة."
ضحكت جويل بخفة بينما ظهر صوت غوين خلف الرجل:"أنت أيها البدين ألم أخبرك أن تحضر لي فستانًا باللون الأسود؟"

:"سيدتي مع احترامي لكِ ولمكانتكِ مهما كانت، لكن هذا هو الدوق ويجب عليّ الترحيب به بما تقتدي تقاليدنا، لذا عليّ خدمته أولًا، آمل ألّا أكون أسأتُ لكِ بأي شكل." أجاب الرجل باحترام وضحك مارغوس عاليًا ما إن سمع حديثه.

التفت الرجل لإليوت وجويل مرة أخرى ويأمر المساعدين بجلب أفضل الفساتين لهما.

:"لقد أسأتَ الفهم أنا لستُ هنا لأشتري، انا أتيت فقط للتحقق من هوية النبيلة المجهولة." أجابه إليوت يرمق غوين التي نظرت حولها ترى مَن تلك النبيلة المجهولة التي يتحدث عنها بنظرة حادّة.

اقترب من غوين وعاد يوجه سؤاله بصوتٍ خفيض كيلا يسمعهما باقي العامة:"والآن أنتِ لم تجيبي على سؤالي، ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"

:"أتيتُ للسيطرة على العالم بقطّي اللطيف." أجابته بسخرية ثم زجرته:"بحقك إليوت ماذا يفعل الناس في متاجر الأزياء؟! هل كان غير مسموحٍ لي أن أشتري بعض الفساتين؟"

:"أنا لم أقصد هذا، لكنّكِ لا تخرجين في العادة! أخرجتِ اليوم كي تتعمّدي إحراجي!" قال فرفعت حاجبها وردّت:"مَن منّا يتعمّد إحراج الآخر؟ أنت لم تصحح للرجل حتى خطأه بأن جويل ليست خطيبتك،

ماذا كنت تنتظر؟ أن أبكي وأنتحب وأقول للناس هذا الوغد زوجي وحدي؟ أنت حتى لم تنكر الشائعات حتى أصبح العامة يظنّونها حقيقة!

بالنسبة لي أخبرتُك بالأمس لم يعد الأمر يعني لي شيئًا إن كنت تريد الزواج منها افعل، لكن كلّ ما أريده الطلاق."

ارتبك إليوت أمام قوة حجّتها، وقطع التواصل البصري معها، لأول مرة كانت غوين على حق.

بينما الأخرى تركته وذهبت محتارة بين فستانين أحدهما أزرق والآخر الأسود الذي طلبته سابقًا.

:"أي الفستانين أفضل؟ الأزرق السماوي أم الأسود والذهبي؟ هذا أصعب من اختيار شريك حياتي." أردفت

ذهبت جويل ناحيتها وقالت:"لم ترحبي بي غوين."
:"آسفة حقًا كنت أريد القاء التحية عليكِ لكن الفساتين اخذت انتباهي، تبدين رائعة جويل!" أجابت بابتسامة جعلت إليوت يقف مندهشًا، هل هذه هي غوين التي لطالما عرفها؟ تبدو طبيعية!

بينما غوين فلم تكن مهتمة بعلاقة جويل وإليوت كثيرًا، كانت تعرف أنّ جويل فقط أتت لتغيظها وهو أمر متوقع،
جويل يبدو عليها الإعجاب بإليوت ويبدو أنّ الآخر معجب بها، الشائعات حتى وإن كانت كاذبة فلا دخان بلا نار، بالتأكيد رأوا ما يجعلهم يصدّقون أنهما مخطوبان وكان الأمر آخر اهتماماتها.

ردت جويل بصوتٍ عالٍ نسبيًا ليسمعها الجميع:"غوينيفين زوجة الدوق إليوت  بنفسها تُثني عليّ، هذا حقًا شرف لي."

سمع صاحب المحل الجملة وذهب اللون من وجهه كذلك الزبائن الذين كانوا يثنون على قصة حب الدوق وجويل.

سُمعت همهمات حول الثلاثة، وإيديث أسقطت مارغوس من الخوف من ردة فعل سيدتها.
صفع إليوت مقدّمة رأسه بخفة خوفًا من ان تهاجمها غوين.

بينما الأخرى ابتسمت باتساع وهي تقول:"أوه أنا لم أقل إلّا الحقيقة فحسب."

:" أرى أنّكِ تشعرين بالحيرة في اختيار الفساتين، إليوت أخبرني أنّ فستاني الأخضر رائع، ما رأيك بشراء فستان أخضر؟" قالت جويل مرة أخرى.

علمت غوين ما تخطّط الأخرى، ورغم أنّه لا يعني لها شيئًا إلا أنّها أيضًا أرادت تبدو بمظهر رائع.

التفتت لإليوت بنفس الابتسامة وقالت:"عزيزي انا محتارة بين هاذين الفستانين، أيهما أفضل من وجهة نظرك؟"

اتسعت عيناه بتفاجؤ لكن رأى أن يجيبها فحسب، حمحم وأشار ناحية الأزرق قائلًا:"ال..الأزرق."

التفتت للبائع تعطيه الفستان الأسود:"سأشتري الأسود." ونظرت بجانبية لجويل تخبرها:"لا تعتمدي على رأي إليوت كثيرًا في الفساتين؛ ذوقه هو الأسوأ." لم تنسَ أن ترمق فستان الأخرى باحتقار أمام العامة الذين كانوا يرون الأمر.

ضحك مارغوس بشدّة وكأنّه يحضر عرضًا كوميديًا وابتسامة جافة أعطاها إليوت إياها قبل أن يقول:"تعالي جويل لنذهب من هنا." وتبعته جويل للخارج تاركانها.

سارت جويل بجانبه وقالت تواسيه:" الأزرق كان جميلًا، لقد أرادت إغاظتي فحسب."
ابتسم لها الآخر ثم تذكّر حديثها السابق عن أنّه من تعمّد إحراجها، كان يغضبه كونها على حق أكثر من أي شيء.

هو لم يتعمّد ذلك حقًا، لكن جزءًا منه كان يخبره بأنّها لطالما أحرجته لماذا سيعطي اهتمامًا لمشاعرها الآن؟

وجزء آخر تمنّى لو كانت جويل حقًا خطيبته، وربما هذا ما يجعله صامتًا حين يسمع عن أنّهما مخطوبان.

وقفا أمام فاترينة محل مجوهرات يبعد ثلاث محالٍ عن محلّ الملابس الذي خرجت منه غوين وراءها إيديث تحمل ما اشتروه.

كانت تمسك بقائمتي قطّها الأماميتين ترقص وتغنّي
:《ضربتُ جدّي بالعصا فضربني بالكتاب
دفعته ليقع من الشرفة فدفعني من الشباك،
أخبر أمّي أنني... فتاة لم تعرف الآداب
فأخبرت أنا جدتي... عن بيتي والأخريات
في الحفل أعطى الجميع حلوى... وأعطاني البازلاء.》

:"أي نوعٍ من الأغانِ هذه؟" أردف مارغوس وهو يشعر بالدوار من كثرة دورانها به.

ضحكت على منظره وتركته يترنّح يمنة ويُسرة ويقول:"أنتِ شريرة، لقد تعمّدتِ فعل ذلك لأنني ضحكتُ عليكِ!
ليس ذنبي أنّ حظّكِ أسوأ من مزارع حصد قمحه فتجمّع عليه الطيور نسفوه."

لم تُدرِك أنّ زوجها وجويل ينظران لها، والتفتت لإيديث تردف:"يكفي تسوق لليوم؛ أنا حقًا جائعة، أتساءل ماذا حضّر الطباخ؟ أتمنى أن يكون حضّر فطائر الدجاج، أعشقها!"

أكملت دندنة حتى وصلوا لمكان العربة وانطلقوا للقصر.

منظرها المرح كان شيئًا لم يره إليوت من قبل،
لم يعتد كونها لم تمنحه أي اهتمام حقًا.

لكنّه لم يكره الأمر مع ذلك لكن لا يزال غريبًا عليه، لم تبدُ عليها الغيرة أو أي شيء، حتى نظرتها له لم يعتدها.
لم يكره هذا التغيير، رؤيتها طبيعية وتعيش حياتها بطبيعية بغير كونها مهووسة به هو أمر رائع للطرفين وفقط يود لو تستمر على حالها هذا ولا تعود لسابق عهدها أبدًا.

لم يلاحظ كونه يبتسم حتى سمع جويل:"لماذا تبتسم؟"
:"لم أدرك أنّني أبتسم حتى." قال ضاحكًا ثم عندما رأى نظرتها الحائرة تابع:"لن تفهمي الأمر، لا يهمّ الآن على كل حال لندخل كي تشتري الهدية."

وفي ذلك اليوم شائعة جديدة ظهرت بالأرجاء، الدوق وخطيبته كانا يختاران مجوهرات باهظة.
وغطت هذه الشائعة على جميع الأقاويل التي تناولت ظهور زوجة الدوق.

_____________________________
STOP RIGHT HERE:-

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro