الفصل الخامس: دعوة غير متوقعة
مثُلت إيديث أمام إليوت حين استدعاها بشكلٍ مفاجئ.
كان خارجًا لمدة ثلاثة أيام يبحث بعض الأمور مع الأمير في العاصمة وحين عاد استدعاها فجأة.
كان سبب استدعائه لها الشائعة الجديدة التي انتشرت أنّ زوجة الدوق المجنونة تشعل النيران في حديقة القصر وتتلو تعاويذ لجعله يقع في حبّها.
بسبب الشائعة ذُعر وظنّ أنّها عادت لسابق عهدها.
خرج صوته فجأة:"ماذا فعلت غوين في غيابي؟ وإياكِ أن تفكري في الكذب عليّ."
كان هذا سهلًا بالنسبة للخادمة الشابة مقارنةً بأفكارها.
أخفت فرحتها داخلها وبوجه جامد أجابت:"اليوم الأول لك خارجًا سيدي قرّرت السيدة الخروج معي لشراء بعض المجوهرات،
قصّت جزءًا من شعرها بسبب النهايات المتقصفة، ثم أقمنا جنازة للخمس سنتيمترات التي تم قصهم وبنينا قبرًا لهم في الحديقة.
بعدها ذهبت لمكتبة القصر وأمضت اليوم تبحث عن كتبًا لكيفية تخطي الصدمة الناتجة عن فقدان عزيز لك لأن الخمس سنتيمترات كانوا كلّ شيء لها،
اليوم التالي علمت أنّك لم تأتِ بعد وكانت النقود معها نفذت فأمضت اليوم في مكتبة القصر كذلك.
اليوم الثالث هو الأصعب على سيّدتي
لقد بكت كثيرًا لأن ظفرها انكسر، وفستانها الجديد انقطع وكعب حذائها انكسر وسقطت ذبابة في شرابها المفضل وتبرّز غراب على قبعتها؛ جلست في غرفتها باقي اليوم تقول أنّ هناك مؤامرة كونية تُحاك ضدّها."
ضحك الآخر على الجزء الأخير من حديثها ساخرًا:"حسنًا لقد اتخذت قطة سوداء كحيوان أليف؛ هذا متوقع."
لم تخبره إيديث أبدًا ان سيدتها نزعت صورة زفافهما وأحرقتها ورقصت حولها بطريقة غريبة وهي تغنّي (ارجوك كن في الخارج ولا تعد أبدًا).
لدرجة أنّ باقي الخدم ظنّوا أنّها قد فقدت عقلها حقًا.
والآخر أعطى ملاحظة لنفسه ألّا يصدّق جميع الشائعات، لقد تغيّرت غوين ولم تعد كالسابق حقًا، على الرغم من أنّها تغيّرت للأسوأ وأصبح لسانها سليطًا وتنظر له بطريقة تجعله يريد سحب سكين وغرسه في بطنها، إلا أنّه أفضل مائة مرة من كونها مهووسة.
في ذلك الوقت كانت غوين في المكتبة تقرأ عن قوانين الزواج والطلاق.
《إذا رغب الزوجين بالطلاق عليهم تقديم ورقة لكاهن طلاق وكتابة أسبابهما وسينظر الكاهن فيها قبل أن يقرر هل هي أسباب تستحق الطلاق أم لا،
إذا رغبت الزوجة وحدها بالطلاق، يسمح لها إذا توفّرت هذه الأسباب،
إمساك زوجها متلبسًا بالخيانة في منزله ويجب ان يشهد كاهن على هذا إن لم يوجد كاهن فثلاثة شهود على الأقل.
أن يكون زوجها لا يفضّل الإناث، وحينها يجب أن يرى مجلس الكهنة زوجها في علاقة مع رجل ويكون هو الطرف الأسفل،
أو أنّ زوجها يقيم طقوس الانضمام للكهنوتية، وعندها يجب ان يظهر لمجلس الكهنة ما يثبت صدق حديثه.》
توقفت عند الخانة الأخيرة واردفت بانزعاج:"ما هذه القوانين الجاهلة؟
، وماذا تعني طقوس الانضمام للكهنوتية؟!"
رد مارغوس المستلقي على الطاولة بجوار الكتاب:" طقوس الانضمام للكهنوتية، أولًا يُقطع للرجل عضوه الذكري كي يكون طاهرًا ضد الشهوات
بعد تعافيه بأسبوع يحضر للبحر وفي يده عضوه المقطوع عند غروب الشمس ثم يُلقيه في البحر باتجاه الغروب..."
لم يكمل حديثه وسمع ضحكة غليظة طويلة تأتي منها ثم تقول:"كانت هذه نكتة جيدة حقًا، الآن أخبرني بالحقيقة."
نظرته كانت جادّة وهو يرد:"لكنّني أخبرك بالحقيقة."
توقفت عن الابتسام فجأة ونظرت له بنفس نظرته الجادة:"يُلقي عضوه في البحر؟"
:"باتجاه الغروب." أضاف.
هنا ضحكت بشدّة حتى وقعت من كرسيّها وهي تردف بين ضحكاتها:"أي نوع من الأديان هذا؟...
ينظر لعضوه ثم يقول، ناه أنا لا أحتاج إليه ويلقيه في البحر!... في البحر!"
بعد خمس دقائق من الضحك المتواصل على الأرض، نهضت أخيرًا وأخذت نفسًا عميقًا كيلا تضحك.
قالت:"عرفت إذن كيف سأحصل على طلاق، سأنتظر حتى ينام إليوت ثم أبتر أعزّ ما يملك بسكين المطبخ." ضحكت هذه المرة ضحكة غليظة مخيفة
:"هذه المرة الأولى التي أشكر الإله فيها كوني قِط." أردف مارغوس بخوف وهو يستمع لها.
عادت تؤنب نفسها:"اوه لا هذه فكرة سيئة، قد ينتقم ويقتلني أو أسوأ، يقصّ شعري."
:"أنتِ بحاجة لترتيب أولوياتك." ردّ عليها
:"الصلع اكثر إيلامًا من الموت لعلمك!" احتجت الأخرى قبل ان تغلق ذلك الكتاب الذي لم تستفد منه شيئًا وخرجت من المكتبة.
:"توصلتُ بالفعل لخطة تجبره على طلاقي ؛
هو يحب جويل عاجلًا أم آجلًا سيحضرها هنا ويخونني معها، وحينها سأتربص به، وأرشي ثلاث شهود لنمسك به متلبسًا
لندعو فقط أن يحدث هذا سريعًا." قالت بجدّية تامة حتى أنّها ضمّت يديها للصلاة حقًا.
سمعت صوتَ مارغوس خلفها:"أنتِ الزوجة الوحيدة في العالم التي تخطط لجعل زوجها يخونها."
:"هل تلومني؟ اللعين لا يريد الطلاق!" ردّت منزعجة حين تذكرت قوله بأنّه لن يريد الطلاق فقط لأنها تريد هذا.
أثناء توجهها للحديقة قابلته بوجهها متجهم يحمل مظروفين بيده.
سمعت صوت مارغوس المتحمس:"رائع! شجار آخر!"
:"لقد بُعِثت دعوات حفل عيد ميلاد جويل." بدأ يقول
لم تُبعث لغوينيفين السابقة أي دعوة لحفل عيد ميلادها وهذا مفهوم، هي تسعى وراء إليوت فبالتأكيد لن تهتم بإرسال دعوة لها.
وإليوت لم يكن يحضرها معه بالطبع.
ردّت عليه باستغراب:"عيد ميلاد سعيد لها؟ أظُن."
:"وهذه دعوتك." أعطاها المظروف وأكمل:"في الحفل على الجميع إحضار رفيق معه."
:"حسنًا.." قالت وأخذت المظروف ثم تابعت طريقها وسط تذمّر مارغوس بأنهما لم يتشاجرا!
قال مرة أخرى مستوقفًا إياها:"لقد اخترتُ رفيقتي بالفعل."
:"معلومة لستُ مهتمة بها ولكن لا بأس استمتعا." ردّت عليه فسأل مرة أخرى:"هل ستحضرين الحفل؟"
:"لم أحضر حفلات منذ وقت طويل لذلك أظن أنني سأحضر." قالت بتلقائية وفوجئت بردّه:"ستكونين وحيدة، بدلًا من التعرض للإحراج أقترح عليكِ ألّا تذهبي."
علمت الآن غرض الأخرى من إرسال دعوة لها، بالتأكيد رفيقها هو إليوت لذلك أرسلت لها دعوة ليتم إحراجها أمام مجتمع النبلاء.
غوينيفين السابقة كانت ستتعرض لهذا النوع من الإحراج، لكن الآن روح هذا الجسد لم تعد ملك غوينيفين،
في البداية لم تكن مهتمة بجويل او بإليوت
لكن الآن هي من لعبت بالنار، ستجعلها تقع في الحفرة التي حفرتها لها.
بابتسامة واثقة ردّت عليه:"مَن قال أنّني سأكون وحيدة؟"
بينما هو ضحك ساخرًا منها:"أتقصدين أنّكِ ستسألين رفيقًا للحفل؟ جميع النبلاء يعرفون أنّكِ مهووسة بي، لا أحد سيقبل الخروج مع مجنونة!" تركته صامتة وهي تحمل مارغوس بين يديها متجهة للحديقة ومعها دعوتها.
:"للأسف حديثه صحيح، سُمعتكِ وصلت حتى للعامة لن يقبل أحد أبدًا الخروج معكِ." قال مارغوس الذي قفز من بين يديها واستلقى على العشب.
جلست بجواره وفتحت الدعوة متمتمة:"لدينا أسبوع حتى موعد الحفل كي نقرّر هذا."
:"لو كنتُ بهيئتي البشرية كنت لأفكر في مساعدتك." أردف مارغوس قاصدًا مواساتها لكنّها شعرت أنّه يعبث كعادته وحسب.
تنهدت وهي تنظر مرة أخرى للدعوة:"يبدو أنّني لن أستطيع جلبك معي للحفلة، مكتوب يُمنع دخول الحيوانات الأليفة."
:"سأتشكل بهيئة عصفور وأدخل لهناك، لا شيء يستعصي على ساحر قوي مثلي." بتفاخر قال
:"إن تشكّلتَ بهيئة عصفور، أرجوك تبرّز على رأس إليوت." ردّت مترجية إياه لكنّه صدمها بردّه الجاف:"كلّا! أخبرتك لن أساعدك."
:"إنّها ليست مساعدة ستتبرز على رأسه فقط." توسلت مرة أخرى لقطها عديم القلب
=:"هذه مساعدة." أجاب بصرامة فرمقته بضيق.
توقفت عن توسله مرة أخرى حتى لا تكون هي الطرف الذي يتبرز على رأسه مارغوس في الحفل؛ هو نذل وليس مستبعدًا منه فعلها.
تنهدت وبدات تفكر بجدّية هذه المرة، بعيدًا عن الزواج المروع، الدوقة السابقة لديها سمعة مروّعة أيضًا، وبالنسبة للنبلاء في هذا العالم، السمعة هي كل شيء، هي التي توفر لك حلفاء أقوياء، وهي التي تُكسبك تأييد العامة والملك وأيضًا هي التي تجعل تجارتك رابحة وأراءك معترف بها.
لولا زوجها وأبيها كانت لتطرد من مجتمع النبلاء بكل تأكيد بغض النظر عن ثروتها.
هذه الحفلة ورغم كون الدعوة موجهة فقط لإحراجها إلا أنّها يمكن أن تكون خطوة في سبيل إصلاح سمعتها، بل وأفضل من ذلك،
إن استطاعت إقناع شخص واحد فقط بمرافقتها واستطاعت استغلال الشائعات السيئة لصالحها ستتمكن من إحراج إليوت فتجبره على تطليقها وتتمكن ببطء من تحسين سمعتها بين النبلاء والتخلص من لقب 'مهووسة إليوت المجنونة'
لديها فرصة لقلب كل شيء لصالحها أو أن تزيد الأمور سوءًا.
_____________
انتهت من التنزه ثم دخلت وأخذت معها إيديث وذهبت بصحبتها للسوق لتشتريا هدية لعيد ميلاد جويل.
بالطبع كعادة إيديث مؤخرًا مازالت منصدمة من أفعال سيدتها.
سيدتها ستذهب لشراء هدية عيد ميلاد للمراة التي دعتها فقط لتسخر منها أمام مجتمع النبلاء.
نظرت لسيدتها التي تجلس قبالتها وبجوارها قطها الأسود النائم بشفقة.
لقد أحبّت السيد إليوت بإفراط لدرجة أنّ حبّه دمّرها، والآن لأنها تحبّه ستجعل من نفسها أضحوكة بين المجتمع مجددًا.
كادت أن تقول شيئًا لكنّها تذكرت حين عرضت عليها تسريح شعرها حين كانت جويل في القصر فترددت.
إنها خادمة أولًا وأخيرًا ستحرج نفسها وحسب إن تكلّمت كالمرة السابقة، رغم أنها كانت على حق.
وصلوا لمحل المجوهرات.
جرت العادة أنّ أعياد ميلاد النبلاء يقدّمون قيمتهم من الهدايا،
عزمت غوين على تقديم هدية تحرج جويل بها، بعد كل شيء كانت ثروتها الضخمة سبب من أسباب الضغط على إليوت ليتزوجها.
دخلت المحل بفستانٍ بنفسجي بسيط نقوشه بيضاء قد تدلّت أكمامه على كتفيها وشعرها قد جُمع في كعكة مرتفعة واعتمدت البساطة في مساحيق تجميلها.
دخلت المحل الذي كان راقيًا للغاية، الأرض رخامية دائرية وهناك تماثيل عند مدخله وطاولة ضخمة من العاج المزين بنقوش دقيقة ذهبية.
استقبلتها المساعدة التي كانت ترتدي ثوبًا بسيطًا أبيضًا يحدّد قوامها وبنظرتها الحادّة رمقت غوين قبل أن تُردف:"نهار سعيد سيدتي، أيمكنني مساعدتك؟"
:"أريد أن أشتري هدية عيد ميلاد." أجابتها غوين وأرشدتها المساعِدة إلى الطاولة ريثما تجلب لها التشكيلات من الغرفة المجاورة، في ذلك الوقت رآها مدير المحل من باب المخزن وكان شابًا أربعينيًا يضع نظارة وهمس لمساعدته حين دخلت:"أخرجي أربع عُلب." ثم خرج يستقبلهم وقد لاحظت غوين أنّه يرتدي بذلة بيضاء بنفس لون فستان المساعدة.
انحنى لها قائلًا:"نهار سعيد سيدتي، أدعى راديتزا شرف لي أن تحُط قدمك محلّي المتواضع."
ابتسمت من نظافة بذلته المبالغ فيها وكذلك أسنانه وبشرته، لو كانت قد قابلت في حياتها السابقة بهذه النظافة لتزوجته.
كذلك ذوقه في اختيار تصميم محلّه يفوز، وهنا خطرت لها فكرة.
:"نهار سعيد لك أيضًا سيد راديتزا، بيني وبينك أنا سأحضر حفلة عيد ميلاد تقدّمها امرأة دعتني فقط لإحراجي، أريد هدية تخطف أنظارها وأنظار الموجودين في الحفل جميعًا، بالطبع محلٌ راقٍ مثل محلّك سيكون لديه ما أصبو إليه أليس كذلك؟"
:"بالطبع سيدتي." قالها ثم فكّر مَن مِن سيدات المجتمع النبيل لديها عيد ميلاد قريب، لم يكن بحاجة لوقت كثير ليحزر أنّها تتحدث عن ابنة وزير الملك المقرّب وثالث أكثر شخص مهم في المملكة بعد الملك وولي العهد، جويل سلايث.
إن كانت تتحدث عن جويل سلايث وتتحدّث عنها بهذه الطريقة يُستبعد تمامًا احتمال كونها بارونة أو ماركيزة، هي دوقة، الدوقة الوحيدة في دوقية لانكستر التي من المحتمل أن تعادي جويل سلايث هي زوجة الدوق المجنونة القبيحة، مهلًا هل هذه هي...
قطع أفكاره صوتها:"اوه اعذرني، لا أعتقد أنّك تعرفني فأنا لم آتِ إلى هنا كثيرًا، أدعى غوينيفين لانكستر، زوجة الدوق إليوت لانكستر." أنهت حديها بنظرة وابتسامة جانبية وكأنّها تقرأ أفكاره.
كان مظهره المنصدم مسليًّا لها، فرّت ضحكة خفيفة من بين شفتيها وهي تُردف:"من مظهر وجهك، أعتقد أنّك توقّعتَ امرأة مجنونة عثّة الطلة وفي يدها صورة إليوت."
في هذا الوقت دخلت المساعدة بالعُلب التي كانت تحتوي المجوهرات المختلفة ووجدت سيدها يعتذر متلعثمًا والأخرى بابتسامة ترد:"لا بأس لم أغضب حقًا." وتلتفت للخادمة التي تحمل العُلب وتضعها على الطاولة كي تختار منها.
في النهاية اختارت ثلاث قلادات ضخمة وبعض الأساور العريضة تاركة راديتزا سعيدًا بالتعاون معها واتفقا أن يغلفهم المحلّ بشكل جيد ويسلمهم بعد ثلاثة أيام ومضت وصلًا بالثمن المُستحق.
خرجت من المحل وهي تردف:" الآن تبقى الشخص الذي سيرافقني."
سمعت إيديث هذا وسألت فورًا:"ألن تذهبي كمرافقة للسيد إليوت؟" صدمتها إجابتها ببساطة:"كلّا، لديه مرافقة أخرى، كعادته، لهذا عليّ اختيار شخصٍ ليرافقني." صمتت غوين بُرهة والتفتت لإيديث التي كَسَت الصدمة ملامحها.
ابتسمت كون هذا أصبح معتادًا بالنسبة لها وقالت:"تبدين لطيفة حقًا بهذه النظرة على وجهك." ولم تكذب، مظهر الفتاة وشعرها كانا أكثر من مُلفتين لها، رأت في ذكريات غوين السابقة كم كرهت الفتاة لجمالها ورأت أنّ هذا غباء بحت.
احمرّ وجه الفتاة من المجاملة وسمعت صوت مارغوس الساخر:"أدعم قصة العشق هذه، متى ستتزوجان؟ كنتُ أعلم أنّ ميولكِ مشكوكٌ بها من رفضكِ المستمر للرجال." كان تود لو ترد عليه 'لن تكون أكثر إثارة للشبهات من ميولَك' لكن للأسف إيديث موجودة وهم بنصف الشارع، سيقولون عنها مجنونة إن رأوها تصرخ بوجه قط حول ميوله فآثرت تجاهله.
كانت إيديث في مزيج من التفاجؤ والخجل؛ لقد مدحتها سيدتها، رغم أنها كلمة بسيكة لم تعلم غوين كم أثّرت في الفتاة قبالتها التي اعتادت على رؤية الجميع يصرخون بوجهها حتى سيدتها.
ذهبت غوين للعربة ليعودا للمنزل وتُفكّر بطريقة اصطياد شخص ليكون مُرافقها؛ كانت واثقة حين حدّثَت إليوت عن حضورها برفقة رفيق، سيجعل منها مثارًا لليخرية إن لم تأتِ بواحد.
فكّرت في أنّها ثرية ودوقة دوقيتين ربما هذا يدفع بعض النبلاء بالمخاطرة وقبول كونهم رفقاءها، ستبدأ أولًا بأقل النبلاء منصبًا، البارونات، يجب أن بكون على الأقل هناك من يغريه مالها ويوافق الذهاب للحفل معها.
________________________
[يوم حفل عيد الميلاد صباحًا.]
استيقظ مارغوس على صوت صياح غوين وبكاءها بينما تمسك الرسائل التي تمّ بعثها لها.
لقد بعثت رسائل مكتوبة بخط يدها إلى مائة بارون وماركيز وفيكونت، العزّاب والمتزوجين
وتمّ رفضها جميعًا بحجج متنوعة بين أنّهم لديهم شركاء وهناك من أخبرها بأدب أنّه لا يريد منافسة الدوق.
:"مملكة لعينة، نبلاء لعناء، تبًا لكم جميعًا أيها الرجال الذين يصدقون الشائعات، إنّها خسارتكم يا حقراء، آمُل أن يقع على رؤوسكم فضلات ماعِز..." واستمرّت تشتم وتُلقي الخطابات التي تم بعثها لها.
دخلَت إيديث بصينية الطعام فوجدت خطابًا أُلقي في وجهها بالخطأ.
أدركَت الأخرى ما فعلته فأسرعت إليها تردف:"اوه، آسفة حقًا لم أدرك أنّكِ دخلتِ الغرفة."
السيدة تعتذر؟ تجاوزت الأخرى صدمتها سريعًا وردّت بابتسامة مُهذبة:"لا بأس سيدتي، ليس الأمر وكأنّني تأذيتُ أو ما شابه." اطمأنت الأخرى وذهبت تُكمِل لعنها مجتمع النبلاء.
الآن عرف مائة شخص على الأقل أنّها تخطط لحضور حفل عيد الميلاد بالإضافة لإليوت، إن تراجعت فستغدو أضحوكة، وإن ذهبت وحيدة فستغدو أيضًا أضحوكة.
هل يجب عليها الذهاب برفقة أحد الخدم؟ كلّا سيعرف أحدهم وستغدو بائسة.
تدمر أملها في الطلاق، وأيضًا تدمّر أملها في تحسين سمعتها، مَن يعلم متى ستُرسل لها دعوة لحضور أي حدث للنبلاء مرة أخرى، حتى في حياتها الجديدة مازال القَدر يكرهها.
خرجت إيديث بناءً على رغبتها، ثم استلقت على السرير تتمتم:"أنا حقًا سيئة الحظ للغاية!"
تنهد مارغوس عندما رأى وجهها المُحبط وتقدّم ناحيتها وقال:"أنا أقدّس الحيادية والعدل بشدّة..."
قاطَعته:"أعلم أعلم وأنّك لن تساعدني ولن تستخدم سحرك أبدًا لمساعدتي، فهمنا، لم أطلب منك مساعدتي بالأساس."
قاطعهم طرق الباب، نظرا لبعضهما قبل أن يُردفا في وقت واحد:"إليوت."
وبالفعل كان إليوت مَن دخل وابتسامة شماتة على وجهه، علِمَت أنّه علِم بأمر رفضها.
:"لقد أتيتُ فقط للتأكُد هل ستذهبين لحفل عيد ميلاد جويل؟" قالها
رأى مارغوس تردّدها في الإجابة بينما الآخر التقط خطابًا من الخطابات المُلقاة على الأرض وضحك.
:"كيف تجعلين من نفسك بهذا الرخص؟ لقد رفضكِ ابن بارون وأنتِ دوقة!" أردف ساخرًا وشعرت أنّها تريد أن تجعله يذهب للحفل بفك مكسور.
هنا سمعت صوت مارغوس:"سأساعدك." كان جادًّا بشدّة مما جعلها تلتفت له ولا تعطي لإليوت أي اهتمام.
عاد وجهها مرة اخرى لإليوت وأخبرته:"هل انتهيتَ من شماتتك الآن؟ هيا اخرج من غرفتي." بالصدفة لاحظ أنّ صورة زفافهما اختفت
:"أين صورة الزفاف؟" قال بجدية فنهضت عن سريرها وقالت وهي تدفعه خارج الغرفة كي تستطيع التحدث لمارغوس:"لقد أحرُقتها لأن رؤية وجهك كل يوم أمر فظيع لا أتمناه لألد أعدائي، هيا اخرج من غُرفتي، أتمنى من كل قلبي أن يعضّك كلب مسعور في رجولتك ويتبرز ماعز على شعرك، وتخطو على قدم شريكتك ويلاحقك دُب يظنك ابنه." حتى أصبح خارج الغرفة وأوصدت الباب في وجهه بينما إليوت واقف امام غرفتها كالتمثال لبضع ثوانٍ ثم شعر بالإحراج فذهب وهو يغمغم بشتائم لها.
تذكّر كلّ مرةٍ تشاجرا فيها أثناء خطبتهما وأتت تتوسله ليصالحها، لأنها لا تستطيع الصمود دون رؤيته، والآن هي تخبره أنّ رؤية وجهه أمر لا تتمنّاه لألدّ أعدائها!
ابتسم بجانبية ساخرًا، كيف يمكن لشخصٍ أن يتغيّر بهذه الطريقة في يومٍ واحد؟
منذ آخِر شجارٍ بينهما حين أحضر جويل للقصر وهي تغيّرت، هل تفعل ذلك عن عمد للانتقام منه لأنه كسر قلبها مِرارًا؟
التفتت غوين لمارغوس وقالت:"لقد قلت أنّك ستساعدني؟ كيف؟ هل تعرف شخصًا سيوافق أن يذهب برفقتي؟"
أشاح الآخر وجهه وهو يُردِف بخفوت:"أجل...إنّه أنا."
اتسعت عينا الأخرى وشرع مارغوس بالشرح:"الأمر وما فيه أنّني أستطيع التحول إلى هيئتي البشرية، لكن الأمر يأتي مع عواقب، أنا لا أستطيع البقاء بشريًا سوى لساعتين أو ثلاثة فقط، ولا أستطيع استعمال سحري لأن ذلك يقلّص مدة بقائي بالحالة البشرية، وأيضًا حين تنتهي الثلاث ساعات سأمضي أسابيع في استرجاع قوتي مجددًا.
الأمر يحتوي الكثير من المخاطرة، لكن لا بأس، سيستحق الأمر."
أنهى حديثه واستغرب نظرتها، قبل ان يتفوه بكلمة أخرى احتضنته وشرعت تدور به في الغرفة:"مارغوس أنا أحبّك، أنت مُنقذي، أنت الذكر الوحيد الذي أستلطفه أيًا كانت فصيلتك، شكرًا لك، شكرًا لك."
:"أيتها الخرقاء أنا لا أفعل هذا لأجلك! أريد أن أستمتع أنا أيضًا برؤية بعض الناس يعانون، ولا تقولي لأي شخص أحبّك في هذا العالم!
أفلتيني!" صرخ عليها لكنّها لم تستمع له.
نظرت لنظراته المُحرجة وأكملت بسخرية:"اوه هل قطّي اللّطيف يشعر بالإحراج، هذا ظري..." لم تُكمل الكلمة لأنّه عضها وقفز على الأرض فصرخت ألمًا.
وراحت تسحب كل ما قالته وتسبّه.
:"ارحميني من ازعاجك" قاطع مسبّتها له وقفز على السرير يلعق قائمته اليُمنى ويضيف:"على مظهرك أن يكون جديرًا بمرافقتي له، سأكون بهيئتي البشرية لمدة ساعتين فقط تذكري هذا."
لمدة ساعتين عليها أن تجعل شائعات كونها مجنونة تتوقف تمامًا، وتثير حفيظة جويل، وتعطي لإليوت كل الأسباب ليطلّقها.
______________________
STOP RIGHT HERE:-
انا عايزة مارغوس في حياتي 😭♥️
منظر إليوت هيبقى وحش لما يشوف مارغوس مع غوين XD.
برأيكم ليه مارغوس ميعرفش يتحول لبشري لأكتر من ساعتين او تلات ساعات؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro