Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

الفصل التاسع: نهاية مهمة الأمير.

عند بوابة بيضاء ضخمة محاطة بسور عملاق يصل طولها لثلاثمائة مترٍ في الهواء وقفت العربة التي يجلس فيها الأربعة.

رحلة الوصول إلى تلك البوابة فقط استغرقت ثلاثة أيام مع محطات توقف متعدّدة وحانات مختلفة للمبيت.

خرج من البرج بقرب البوابة حارسين ضخمين يسألون السائق عن هويته وهوية الزائرين وهل لديهم تصريح كتابي من أحد أفراد العائلة المالكة، وإذا كان لديهم مَن سيزورون؟ هل لديهم مرافق من العائلة المالكة؟

في ذلك الوقت خرج إليوت ببذلته الزرقاء وسيفيه مع فيديل المرتدية فستانًا باللون الوردي الهادئ شعتر العائلة الملكية ومعه التاج الموضوع على شعرها المُنساب يعرّف عن هويتها بدون الحاجة لأن تفتح فمها بشيء
واهتما بأمر الحراس تاركين غوين التي ارتدت نفس الفستان الذي اختاره مارغوس لأجلها يوم الحفل ونفس الجديلة الكبيرة التي اعتمدتها ذلك اليوم.

و جويل التي ارتدت فستانًا ضيّقًا باللّون الأبيض المزين بنقوش خفيفة سوداء عند أكمامه الشفافة، مكشوف الصدر قليلًا ورفعت شعرها في شكل كعكة مرتفعة زادت مظهرها جمالًا، وحدهما في العربة.

حملت إيديث مارغوس بين يديها وخرجت، بينما خرج باقي الخدم من العربتين التابعتين لهما أيضًا، باينكرو مرافق إليوت
وخادم أصلع في الخمسين من عمره
وأخرى قصيرة قليلًا ذات وجه أحمر وشعر متوسط الطول صففته كذيل حصان وتلك كانت خادمة جويل.

ذهب باينكرو إلى إيديث ما إن رآها وأردف:"هل هناك أوامر لي؟"

:"إذا كنت تقصد لو كان السيد إليوت أخبرني أن أنقل لك شيئًا، فكلّا، لا توجد أوامر لك."

بدا مُطمئنًا عندما سمع هذا وبعدها أردف فجأة كأنّه تذكّر أمرًا:" صحيح، لقد نسيت!" ثم أخرج من جيبه بعض مكعبات الحلوى المغلفة في ورقة، وضع يده خلف رقبته بحرج وهو يتابع:"لقد أعطاني خادم الأميرة بعض الحلوى من القصر الملكي، تذكّرتُ اخوتكِ الصغار فاحتفظتُ بها لهم."

ابتسمت إيديث قبل أن تضع مارغوس أرضًا وتأخذ منه الحلوى:" عيد ميلاد نوب بعد غدٍ بالفعل، سيكون سعيدًا بها، شكرًا باينكرو!"

ثم أخبرته أن ينتظر قليلًا وعرعت لداخل عربة غوين، لم تمضِ ثوانٍ حتى خرجت تحمل زجاجة خضراء وتقدّمها له مردفة:"لقد أخبرتني سيدتي أن أحتفظ بزجاجة النبيذ هذه، لكنّني لا أشرب، خُذها تسلّيك أثناء حراستك للطريق ليلًا." فشكرها الآخر وأخذ الزجاجة منها.

ووقفا يتحدثان عن أطرف الأشياء التي حدثت في الطريق، وعن الحانات التي توقفوا وأمضوا ليلتهم فيها، وكيف أنّهما قلقان من الشائعات بعد أن أمر الدوق إليوت بأربع غرف منفصلة.

بملل استمع مارغوس لمحادثتهما، يبدو أنّ الخادمين
يعرفان بعضهما، نظر ناحية عربة غوين فوجدها قد خرجت هي الأخرى وتنظر لهما مبتسمة، ذهب ناحيتها وجلس أرضًا قبل أن تحمله هي وتُردف بصوتٍ منخفض:"هل يمكنك أن تتحول لشكلك البشري مرة أخرى؟"

:"ما الذي تفكرين فيه؟" قال مارغوس فردّت عليه:"لا شيء، فقط فكّرتُ في أنّه سيكون جيدًا لك أن تكون قادرًا على أن تعيش كبشري وليس كقِط."

تنهد متمتمًا:"لا أتذكر حتى آخر مرة كنتُ فيها بشكلي الأصلي..." توقف عن الحديث بُرهة والتفت إليها:"مهلًا لحظة...كيف عرفتِ أنّ شكلي الأصلي بشري؟ أنا لم أخبركِ بهذا!"

:"حين كنتَ مريضًا بعد الحفل، زلّ لسانك." بابتسامة جانبية أخبرته وقبل ان يتحدّث الآخر سُمِع صوت السائق يخبر مَن في الخارج أن يعود للعربة، سيدخلون دوقية ماجينلاك الآن.

بالتأكيد كانت الدوقية مختلفة كثيرًا عن أي مدينة أو دوقية أخرى في المملكة،

الجميع يرتدي رداءًا كالذي ارتداه مارغوس حين كان بهيئته كبشري، الاختلاف الوحيد كان في الألوان،

أشكال المنازل أيضًا غريبة، هي تبدو كأكواخ دائرية صغيرة ذات لونٍ يعبّر عن حالة صاحبيها، البشر منازلهم كانت منازلهم مطلية باللون الأخضر أو البني

الأقزام، وكان يبلغ طولهم على الأكثر متر ونصف أو متر، يمتلكون مخالبًا، ذوي أعين كأعين القطط وبآذان مدبّبة، كانوا يطلون منازلهم باللّون الفضّي.

والجان، وهؤلاء كانوا يعيشون في قصور بيضاء ذات قُبب ذهبية، يشبهون البشر إلى حدٍّ ما إلّا في بشرتهم الشاحبة وآذانهم المدبّبة كآذان الأقزام، ولديهم أنياب لا تظهر غالبًا.

وصلت العربة أمام قصر نقابة السحرة، أو كما يدعونه مجلس السحرة الأعلى، ومُنع الخدم والحيوانات من الدخول، ووقتها حاولت غوين بكافة طاقتها كتم ضحكتها وهي تسمع شتائم مارغوس للأقزام الذين أخبروهم هذا.

اتفق الجميع أنّ إليوت وجويل ومعهم فيديل سيجتمعون مع الدوق جيرين، وستنتظرهم غوين في غرفة الاستقبال خارج مكتبه

برغم أنّ طريقة الأميرة في قول هذا قاسية، فقد ذكرت أنّها ستحرجهم وحسب إن دخلت وتحدّثت، ووافقها الاثنان لأنّ ردود افعال غوين وطريقة حديثها لا تليق بالنبلاء وغير متوقعة في أغلب الأحيان، والدوق جيرين هو القائد الأعلى للسحرة لا مجال للخطأ أمامه.

هي لم تكن تريد مقابلة جيرين بأي حال، ستعمل بنصيحة مارغوس ولن تقابل جيرين أبدًا،

دخل الثلاثة بالفعل خلف أحد الخادم من الجان، وجلست هي في غرفة الاستقبال.

مرّت عشرين دقيقة وهي وحدها، شعرت بجفاف حلقها وأرادت بعض الماء وحين طلبت أحد الخدم ليجلب لها الماء نظر لها باحتقار قبل ان تقول أي شيء وأردف:"شقراء!" ثم ابتعد.

رمشت مرتين، من الواضح أن الشُقر ليس مُرحب بهم هُنا، هذا يفسر مغازلة الجميع لجويل والأميرة ونظراتهم المحتقرة لها.

:"أوغاد!" تمتمت قبل أن تلمح شخصًا من الجان بشعرٍ فضّي طويل يصل إلى نصف ظهره يجمعه مشبك في منتصفه كذيل حصان
زيّه قد انقطع قليلًا، متسخ، وينزف قليلًا من فمه، يسير متجهًا للغرفة يحمل في يده عصًا طويلة ذهبية، يسير بها.

هتفت به:"أنت أيها الخادم!" توقف الشخص فجأة وتوجه ناظريه ناحية الأريكة على يمينه حيث تجلس هي.

تابعت وهي تستقيم من مكانها وتخرج منديلها:"ياللهول أنت تنزف، هذه الدوقية لا تعرف حقوق الخَدم، تفضّل أوقف دماءك."

عينيه الورديّتين اللّتان تحدّقان بها بذهول وسط رموشه البيضاء أذهلتها، كسرت التواصل البصري وهي تردف:"ياللهول، لا يمزحون بشأن جمال الرجال هنا، أشعر أنّني أبدو كمسخ مقارنة بك." اتسعت عينا الآخر بمزيد من الدهشة بينما الأخرى تتابع وهي تمسك كُمّ ثوبه:"تبدو متعبًا تعالَ اجلس قليلًا ولننتظر أحد الخدم ليجلب لك كوب ماء، هل انت بخير؟ لماذا لا تتحدث؟ هل أنت أبكم؟ هل أنت مصاب في فمك ولا تستطيع التحدث؟"

لم تكن تفكر حين رأته سوى أنّها لو رأت إيديث بهذا المنظر ستعاملها بهذه الطريقة، بينما الآخر فور جلوسه تمتم:"عفوًا أيتها السيدة، لا تبدين من هنا."

ابتسمت في الحال ما إن سمعته يتحدث أخيرًا:"أنا دوقة لانكستر، غوينيفين زوجة الدوق إليوت، هو بالداخل مع ابنة الوزير والأميرة يقابلون الدوق جيرين."

صمتت برهة وتابعت:"أنتَ أفضل خادم في هذا القصر البغيض، جميعهم ينظرون لي باحتقار لأنني شقراء، أولاد العاهرة يظنّونني قبيحة وهم إن نظروا في المرآة ستنكسر من قبحهم."

استدركت نفسها ونظرت إلى المنديل الذي لم يأخذه منها بعد وأردفت:"لماذا لا تأخذ المنديل؟ أنت خجول؟ لا تكُن خجولًا أنت مصاب!" أمام عينيها المصرّتين أخذ المنديل منها ومسح الدماء التي كانت حول فمه قائلًا:"شكرًا أيتها الدوقة."

حمحم أمام ابتسامتها وتابع:"أنا بخير، لستُ مصابًا."
تنهدت براحة ثم أردفت:"جيد، انتظر هنا حتى يأتي أحد الخدم الآخرين ويجلب لنا كوب ماء." تمتمت حانقة بصوت مسموع:"آمل فقط ألا يكون ذلك الوغد الذي نعتني بالشقراء وكأنها مسبة وذهب."

ابتسامة قصيرة ارتسمت على شفتيه قبل أن يردف:"أنتِ لستِ من هنا."

:"أخبرتك أنا زوجة..." كادت تكمل لولا أن قاطعها:"قصدتُ هالتكِ، تلك الهالة مختلفة، لم أرَ مثلها من قبل."

لم تفهم شيئًا وهذا بدا على حاجبها الذي ارتفع وملامح الحيرة على وجهها فاتسعت ابتسامته وتابع:"إذا سمحتِ لي بالسؤال، لماذا لم تدخلي مع الدوق والآنستين؟"

:"لم يريدوا أن أدخل، وأنا لم أكن أريد مقابلة ذلك الدوق جيرين.." ارتفع حاجبيه بخفة بعد تلك الجملة بينما الأخرى أكملت:" لا تفهمني خطأً بما أنّه سيّدك، هو رئيس مجلس السحرة وهراء هراء هراء، والسلوك يكون مهمًّا في حضرته، لو أنّني ذكرتُ كلمة بالخطأ لن يعطينا معلومات عن كتاب ميرلين."

:"كتاب ميرلين؟!" خرجت من فمه باستنكار فأجابته:"لقد كلّفنا الأمير بمهمة بحث وإحضار ذلك الكتاب له، وبما أنّه تم إخفاؤه من أعضاء مجلس السحرة..." قاطعها مرة أخرى:"مهلًا مهلًا، كيف تعرفون ذلك يا مَن مِن خارج ماجينلاك؟"

:"لا يمكنني إخبارك عزيزي، حتى لو كنت وسيم وبشرتك كالملائكة، لا يمكنني." قالت بنبرة مازحة قليلًا قبل أن يدخل أحد الأقزام ويتصنّم مكانه حين يرى الاثنين على الأريكة،

قبل أن يقول القَزم أي شيء خرج صوت الخادم:"أحضِر كوب ماء للضيفة، هيا اذهب!"

هرع القزم بسرعة بينما التفتت له غوين تشكره فرد عليها:"لكن أيتها الدوقة، هل أنتِ واثقة أنّ الكتاب ليس أسطورة وحسب؟"

:"لا يمكنني التحدث في هذا مع خادم." قالت ثم أسرعت توضح:"لا أقصد أن أقلّل منك بالطبع، لكن هذه المعلومات لا أشعر أنّه من الصواب مشاركتها."
رفع الآخر حاجبه مستنكرًا؛ بعد إخباره بكلّ هذا تتذكر الآن انها في مهمة ملكية ولا يجب عليها مشاركة المعلومات؟!

أخذت نفسًا وتابعت:"على أي حال، وأنا أخاف قليلًا من سيّدك، لذلك فضّلتُ ألّا أذهب."
كان واضحًا له أنّها لم تتعرّف عليه بعد.

قبل أن يتحدّث ظهر الخادم مع كوبٍ من الماء في كأس من الكريستال وهو يقول:"تفضّلي سيدتي، أتريد شيئًا آخر، سيد جيرين!"

:"هاه!" خرجت من فمها قبل ان تُسقط الكأس من يدها والتفتت للجالس بجوارها الذي لم يكن سعيدًا بما سمع من القزم.

:"اذهب من هنا." أمر الخادم الذي همّ بالانحناء لالتقاط الكأس فأسرع الأخير بينما قفزت الأخرى من الأريكة تصرخ:"هل ما قاله ذلك القزم صحيح؟
أنتَ ماذا؟!"

تنهد وهو يبدو عليه الضيق قليلًا وقال:"أجل أنا الدوق جيرين، لكن..."

:"لماذا لم تخبرني؟! ظننتُ أنّك خادم! أي دوق بحق الجحيم يسير في قصره بملابس ممزقة؟ كيف تكون هنا؟
من المفترض أن تكون بالداخل مع إليوت!" استمرت بالصياح ويبدو على وجهها الرعب،

هذا هو الذي حذرها مارغوس بشأنه، ويبدو من حديث مارغوس أنّه قوي ومخيف، نظرته الحادة التي وجّهها لها أرعبتها من الداخل وعادت تقول:"اسمع أنا آسفة حسنًا؟
انسَ ما حدث، لقد كنتُ غبية لعدم تعرّفي عليك أنا اعترف، كان هذا غبيًّا حتى بالنسبة لي."

تجمّع القليل من الخدم يراقبون من بعيد ما يحدث في قاعة الاستقبال، كانت خائفة من ان يحوّلها لضفضع كما كان يهددها مارغوس او أسوأ الأمور، أن يكتشف حقيقة كونها ليست من هذا العالم وحينها ستموت وفقًا لشروط التعويذة، أو ان يأخذ منها مارغوس.

نظر لقدميها اللتان كانتا ترتجفان وتنهد من جديد وهو يقف قائلًا:"اسمعي..." لم يكمل جملته وهمّت بالابتعاد فانزلقت في الماء الذي سكبته وقبل أن تقع أمسك بها من يدها وجذبها نحوه.

اصطدمت بصدره وابتعدت مرة أخرى بسرعة، فسمعته:"قفي مكانك ولا تتحدثي بكلمة أخرى." فعلت كما قال وعاد جالسًا على الأريكة كما هو وأشار لها بالجلوس كما كانت.

نظر للخدم الذين كانوا يختبئون ليشاهدوا ولم يحتج أن يرفع صوته بكلمة ليجعلهم يختفون.

ثم نظر مرة أخرى للخائفة بجواره:"أنا لم أستطع إخباركِ بحقيقتي لأنّكِ لم تكفي عن الحديث، لم تعطيني فرصة لأخبركِ باسمي."

:"آس..." قاطعها قبل أن تعتذر وتابع:"لقد كنتُ في طريقي حين أخبرني مساعدي أنّ هناك ضيوفًا ينتظرونني في مكتبي وقتها أنتِ أوقفتني."
نظر لمنديلها في يده وابتسم قائلًا:"وكنتُ بهذه الهيئة لأنني كنت أجرّب تعويذة جديدة،

والآن هل لديكِ أسئلة أخرى؟"

ابتلعت رمقها وهزّت رأسها بالنفي بينما هو ملّ بعد لحظات عندما أدرك أنّ سلوكها تغيّر فور معرفتها بهويته،
قرأ عدم رغبتها في البقاء معه في عينيها ولأنّه رجل ذو كبرياء، بعد أن حَضَرَ مساعده مع معطف نظيف له ارتداه وألقى المتسخ، لم ينظر لها مرة أخرى وقرّر الدخول إلى مكتبه ومقابلة الدوق والأميرة وابنة الوزير، سيعرف منهم أفضل من تلك الثرثارة بأي حال.

فور تركه لها جلست تنتحب داخليًّا، من الواضح أنّه لن يجعلهم يحصلون على أي معلومة تخصّ الكتاب بسبب سلوكها.

على الجانب الآخر كان جيرين بصحبة النبلاء الثلاثة، لم تتحدث الأميرة وعلِم أنّها فقط أتت كمرافقة كي يُسمح لهم بمقابلته.

لم يشعر باهتمام كون الدوق وابنة الوزير تعمّدا عدم إخباره بكيف عرفوا بشأن كون الكتاب مخبّئًا لكنّهما بَدوا أقل ثقة بمعلوماتهما مقارنة بغوين.

بعد أن استمع بصبر قال:"لكنّكما لم تجيباني، لماذا يرغب الأمير بالكتاب؟"

تلعثم الاثنان ولم يعطياه ردًّا مقنعًا، بالفعل كان يرغب برفض طلبهم، وهو بالفعل ما حدث،
بابتسامة مصطنعة أخبرهم:"الكتاب هو أسطورة قديمة في الحقيقة، لقد اختفى الكتاب حين مات ميرلين." واستقام يخبرهم بتهذيب أنّه مشغول منهيًا الاجتماع.

خرج الثلاثة كما دخلوا، وقد فشلت مهمتهم في إحضار ذلك الكتاب البغيض للأمير.

ما إن خرجوا حتى سمع صوت غوين من مكتبه تحدّثهم:"إذًا ماذا قال؟ أين الكتاب؟ هل هو في مكانٍ بعيد؟ هل هو..."

قاطعها إليوت حانقًا:"لا يوجد كتاب، ولا تخبريني بخرافات على أنها حقيقة مرة أخرى، الكتاب اختفى حين مات ذلك الساحر ميرلين."

اتسعت عينا جيرين حين سمع صياحها به:"الخرافات هي ما تخبرني أنت به الآن، ميرلين نفسه على قيد الحياة لم يمُت!"

خرج جيرين خلفهم وقال بصوتٍ ساخر مسموع لها:"كان هناك الكثير من الدجالين الذين يقولون مثل هذا."

أكثر ما كرهته في ذلك الموقف حيث يلومونها وجيرين يسخر منها ويتهمها بالدجل، هو همس الأميرة لإليوت انّه مخطئ باتباع كلام مجنونة.
هنا خطرت لها فكرة خطِرة،
مارغوس ليس معها حاليا، وليس عليها أن تخبره سوى بمقتطفات ليصدّقها وحسب،

في النهاية الكذبة المثالية هي التي تكون قد زُيّنت ببعض الحقيقة.

وضعت خوفها داخلها وابتسمت بجانبية:"أنا لستُ دجالة، بإمكاني التأكيد لك، لقد احتجزتم ميرلين، أو ربما من فعل ذلك أجدادكم، بما أنّ ميرلين عمره أكثر من ألف عام.

أتريد دليلًا آخر؟ حتى لو كان ميرلين بذاته معنا لم يكن ليعرف مكان الكتاب لأنّه تم تخبئته، على الأرجح من فعلوا ذلك سحرة لهذا أتينا إلى هنا."

بنظرة متحدّية أجابها:"تبدين عالمة بكلّ شيء، حسنًا أيتها العالمة بكل شيء، إذا أخبرتني أين نحتجز -كما تزعمين- ميرلين، سأخبرك شيئًا أو شيئين حول الكتاب."

شبكت ذراعيها أمام صدرها، ميرلين الحقيقي هو ذلك القط مع خادمتها، ابتسمت وهي تجيب:"لستُ مضطرة لإخبارك، لأنّه ليس هناك بأي حال."

ضحك على إجابتها واقترب منها وهو يهمس:"خطأ، لقد احتجزته بنفسي في السجن تحت القصر."

:"منذ متى لم تتفقد سجنك؟" همست له في المقابل
ابتعد بضع سنتيمترات وتابعت هي حتى لا يسمعهم من حولهم:"ابعث أحدهم إلى ذلك المكان الذي تزعمه، وأراهنك على حياتي سيكون خاليًا."

كان سيضحك منها ولكن لكي يحرجها ويخرسها همس لمساعده أن يذهب للنفق تحت القصر، في فقاعة الطاقة التي يحتجزون فيها ميرلين والذي على الأرجح أنّه مات فيها وتبقى فقط هيكله العظمي.

لوّح المساعد بالعصا حوله فأخرجت بريقًا ثم اختفى.

كانت كرفقتها مذهولة بما حدث، وتساءلت في نفسها هل يستطيع مارغوس أن يفعل هذا أيضًا؟

راقب جيرين وجهها الذي كان مهمومًا يفكّر في شيء ما وأردف ساخرًا:"هل أنتِ قلقة من خسارتكِ للرهان؟ لا تخافي، إن كنتِ صادقة لن آخذ حياتك."

لقد كانت تفكر في الحقيقة في الغداء، هل سيتناولون الغداء في ماجينلاك أم في الطريق، وماذا ستكون الأطباق التي سيقدّمونها لها، وأي نوعٍ من اللّحم ستأكل، لكن بالطبع اختارت عدم قول هذا حتى تعطيه انطباع أنّها مهتمة بأمر إيجادهم لميرلين أم العكس.

في ذلك الوقت كان المساعد يضيئ طريقه بعصاه التي تبعث توهجًا في النفق المظلم والزنزانات على يمينه ويساره، وقف أمام حائط سدّ النفق قبل أن يضع يده عليه ويتمتم بتعويذة فتحرّكت قوالب الطوب يمينًا ويسارًا كاشفة عن الغرفة الموجود بها ما يشبه الفقّاعة الزجاجية ينبعث منها اشعاع أحمر

لكن جلّ ما كان فيها هو الأصفاد وهناك كسر كبير في جانبها.

اتسعت عينا المساعد برعب قبل أن يعيد الحائط كما كان ويلوّح بسرعة بعصاه ليعود أدراجه ويخبر سيّده.

ظهر فجأة أمام جيرين فابتسم الآخر بانتصار، لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته حين مال عليه وهمس له بأنّ ميرلين ليس موجودًا، وفقاعة الطاقة في الحقيقة مكسورة.

اتسعت عينا جيرين ثم بعنف جذب غوين من ياقة ثوبها قائلًا بحنق:"أيتها الدوقة كيف عرفتِ؟" جاعلًا إياها تخاف مجدّدًا.

لم يعرف إليوت والفتاتين عمّ يتحدث لكن هذا لم يمنع إليوت من التدخل بينهما وهو يقول:"حسبُك أيها الدوق جيرين، كيف تمسك زوجتي هكذا؟!"

تركها ووقف إليوت بجوارها متجهمًا فأردف له:"زوجتك تعرف شيئًا لا يفترض بها معرفته، شيئًا يورطها في جريمة عقوبتها الموت."

نظر لها إليوت بصدمة قائلًا:" ماذا فعلتِ؟" بملامح باكية أجابت:"كنتُ فقط أفكر في الغداء، لم أعرف أنّه يقرأ الأفكار."

تدخّل جيرين وجذبها بقوّة من يدها يبعدها عن إليوت مهسهسًا لها من بين أسنانه:"كيف عرفتِ بشأن ميرلين؟"

مظهره بالفعل مرعب لها لكنّها قرّرت التظاهر بالشجاعة والتمسك بخطتها،
ردّت بصوتٍ خفيض غلبه الخوف:"إن...إن ساعدتني في إحضار الكتاب سأخبرك شيئًا أو شيئين عن كيف عرفتُ الأمر، أعدك."

سرقت جملته في السابق، ابتسم بجانبية وهو يحدّق بعسليّتيها، جاعلًا إياها ترتعش خوفًا، فكّرت أنّه علم حقيقتها، وأنها ستموت، أو علم أنّ ميرلين برفقتها وهذا أسوأ.

جفلت على جملته التي لم يسمعها غيرها:"حسنًا، سأحضر لكِ الكتاب." وترك يدها أخيرًا آمِرًا الجميع أن ينتظروا في أماكنهم ثم دخل مكتبه برفقة مساعده.

لم يكن هناك غيرهم في غرفة الاستقبال فهرع إليوت نحوها وبغضب قال خافضًا صوته:"ما الذي فعلتِه؟ لماذا كان غاضبًا هكذا؟"

انضمت الأميرة له حانقة:"ما هذا السلوك؟
أتعرفين مع مَن كنتِ تقفين الآن؟ ربما أخي فقد عقله بسبب شعوره بالذنب على أخيكِ الميت فكلّفكِ بهذه المهمة، لكن أنا لستُ كآرثر وإن تأثرت علاقة المملكة بدوقية ماجينلاك سأحاكمك ولا أهتم إن كنتِ معاقة عقليًا، أو معتوهة."

أضافت جويل:"أنتِ تفعلين هذا لتنتقمي منّي أليس كذلك؟ لأنّ زوجك الذي إنتِ مهووسة به أحبّني بدلًا منكِ، ولأنّ رعايا دوقيّتكِ يحبّونني أكثر؟

لهذا بدأتِ في أمور الدراسة ودفعتِ لخادمتك ان تدافع عنكِ بشكل مثير للشفقة
لماذا أنتِ بتلك الأنانية، قد يفصل الأمير أبي من منصبه إن فشلنا في هذه المهمة، لكن بالطبع أنتِ لا تهتمين،

لماذا تغارين هذا القدر منّي!"

وقتها سُمع صوت جيرين يقول:"حسنًا أيتها الدوقة هذا هو كتاب ميرلين الذي تبحثين عنه." التفت الأربعة إليه، كان يحمل كتابًا قديمًا من الجلد مغلّف بغطاء كريستالي شفاف بنفسجي اللّون.

وعقدت الدهشة لسان الجميع، لم يفهم إليوت ماذا فعلت غوين، لكن المؤكد أنّ الدوق جيرين لم يكن ليعطيهم الكتاب أبدًا، وغيّر رأيه بسببها.

تقدّم ناحيته ليأخذه شاكِرًا فأبعده وقال:"كلّا الدوقة وعدتني أن تُخبرني كيف تعرف معلوماتها."

التفت الجميع لها وهم لا يفهمون الأمر بينما هي أبعدت تفكيرها عمّا سمِعَته من الثلاثة الذين أتوا معها وتقدّمت ناحيته،

هنا أتت الخطوة الأخيرة في خطتها، وسط رغبتها بأن تعتزل بمفردها ولا ترى بشريًّا من الإحراج، أجبرت نفسها على وضع ابتسامة المنتصر وأجابته:"في الحقيقة أيها الدوق جيرين،
لم أكن أعلم، لقد حالفني الحظ فقط!"

:"عفوًا؟!" صوت جيرين المستنكر جعلها تبذل مجهودًا أكبر في كذبتها:"كما أخبرك، لقد تعمّدتُ إخبارك بعكس ما تقول، ولكن كي أقنعك مثّلت السلوك الواثق لأعطيك انطباعًا أنّني أعرف ما أقول، -رغم أنّي لم أكن أعرف حقًا-

أغلب معلوماتي كانت أساطير قرأتها في كتاب 'أساطير ماجينلاك.' مع بعض التجويد من مخيّلتي،

لأكون صريحة معك، أنا أعرف أنّك لن تقتلني لو اتضح أنّني كاذبة."
بالطبع كل هذا كان كذبًا لقد كادت تبلّل نفسها من الخوف وخلف ابتسامتها الواثقة تخفي قلبها المضطرب ونفسها الداخلية التي تنتحب وتصلّي أن يصدّق الأمر.

كي تُحكِم كذبتها، أجبرت نفسها على الضحك قائلة:"بحقك أيها الدوق جيرين، أنا لم أخرج قط من قصري في لانكستر، كيف برأيك سأعرف أي شيء يخص ماجينلاك؟ أنا فقط كنتُ محظوظة."

ساد صمت للحظات، وجهه لا يُسفِر عمّ يدور داخل رأسه بينما الأخرى تراقب بوجه يصطنع الثقة، وبداخلها هي خائفة ومرتعبة من فكرة أن يكشف كذبتها.

أخيرًا ابتسم بجانبية ومدّ الكتاب لها وهو يقول:"أنتِ بالتأكيد كنتِ تأخذين دروسك من الشيطان، إنها أول مرة يخدعني أحدهم هكذا، تفضلي الكتاب، وسأبعث للأمير أن يعيده فيمَ بعد."

لم تصدّق نفسها، لقد انطلت الكذبة عليه حقًا!
همّت ان تقول شكرًا لك بابتسامة واسعة لكن خرجت من فمها:"أنا أحبّك!"

:"عفوًا؟!" قال جيرين مرة أخرى لكنها لم تكن قد التفتت إليه بعد ان أخذت الكتاب بل توجهت إلى جويل، لقد نجحت خطتها وحان وقت الانتقام ممّ فعلوه منذ قليل

قالت بنظرة استعلاء:"ويا جويل، ماذا كان ذلك الآداء المبالغ فيه منذ قليل؟ نحن لسنا في عرض مسرحي مبتذل، نحن في مهمة إن نسيتِ."
أنهت حديثها ناظرة لإليوت باحتقار،

ورفعت الكتاب بيمناها أمام فيديل بنظرة انتصار وحاولت فتحه ليكتمل مشهد الانتصار لكن الغلاف الكريستالي كان قطعة واحدة غير قابلة للفتح.

سمعت خلفها ضحكة جيرين وهو يقول:"يبدو أنّني نسيتُ إخبارك،
الكتاب ملعون ولا يستطيع أحدٌ فتحه سوى مَن كتَبه." نظرتها المنزعجة جعلته يبتسم باتساع وهو يردف:"لا تتصرفي هكذا، اعتبريه تعادلًا."

لقد أفسد اللعين مشهد انتصارها.

في النهاية انحنى إليوت وشكره على كرمه ثم توجهوا للخارج رافقهم الخدم في طريق خروجهم بينما هو تلاشت ابتسامته وأردف لمساعده:"اجعل أحد المساعدين ينادون باجتماع لمجلس السحرة في الغد، وأنت، راقب تلك الدوقة ولا تجعلها تغيب عن ناظريك."

انحنى له مساعده قبل أن يتحول لعصفور أخضر اللّون ويخرج من إحدى نوافذ القصر.

عاد جيرين لمكتبه الواسع مغلقًا الباب خلفه، وبعد لحظات سُمع صوت انكسار أشياء من مختلف الخامات وتهشّمها.

استمر صوت التحطم لمدة ثلاثين دقيقة قبل أن يتوقف تمامًا،
وسط الزجاج والخشب والمعدن المتناثر، الكراسي والأريكة الذين تحطّموا تمامًا، الكتب متناثرة في كل مكان، طاولة المكتب الرخامية مكسورة نصفين. والمكتبة التي كانت موجودة واقعة على الأرض وانكسر كل رفوفها.
يجلس جيرين يلهث من التعب، جبهته تندّت من العرق.

ابتسم وسط لهاثه متمتمًا:"إذًا قد تحرّر الشيطان من أسره، سأحرص هذه المرة على قتلك وليس أسرك فقط، ميرلين!"

______________________

ما إن خرجوا من ماجينلاك حتى شعرت بالخدر يسري في جسدها بالكامل، هذه كانت المرة الأولى لها أن ترتعب هكذا، مهما حدث في المستقبل لن تذهب مرة أخرى لهذا المكان المريع.

غطّت في النوم على كتف إيديث التي ابتسمت وغطتها بوشاحها، ومثّلت أنها لم تلاحظ ابتسامة إليوت الخافتة على مظهرهما.

بعد أن تأكّد أنّها غرقت في النوم خرج صوته الهادئ:"جلالتك، أيمكنني أن أطلب منكِ ألّا تنعتيها بالمجنونة مرة أخرى؟
هي ليست مجنونة، والأمر يسيئ لي كذلك."

:"لقد خرجتُ عن أعصابي حين رأيتُ الدوق جيرين يستشيط غضبًا بها، ماجينلاك ليست مثل أي دوقية عادية وأنت تعرف هذا." صوت الأميرة المنزعج وهي تجيبه جعل مارغوس ينظر إلى غوين بقلق، لقد قابلت جيرين!

خرج صوت جويل بعد مدّة:"لماذا لا تلومها على التقليل من قدرنا هناك؟ لقد كان الدوق جيرين واقفًا يسمع حديثها لي!"

صمت إليوت محكمًا قبضته على الحقيبة التي تحمل كتاب ميرلين.

رحلة العودة كانت أقلّ مشقّة من رحلة الذهاب، لم تتحدّث مع أيٍّ من النبلاء الثلاثة، وحين كانت مع مارغوس وحدهما في العربة أخبرته بكلّ ما حدث.

كانت تتوقع أن يفتخر بها او يكون سعيدًا بما حقّقته لكنّها تفاجأت بتحذيره لها أنّ تلك كانت أسوأ فكرة في الوجود وهي محظوظة أنّه صدّقها فحسب، وعليها في المستقبل أن تلتزم بحديثه فقط ولا تشغّل عقلها مرة أخرى.

بالطبع كان ردّ غوين على هذا أنّها ركلت مؤخرته خارج العربة فأكمل سبابه عليها.

لم تلاحظ ذلك العصفور الأخضر الذي كان يتبع عربتها من بعيد.

في الحانة التي اتخذوها كمحطة توقف أخيرة اتفقوا أنّهم سيعودون إلى القصر الملكي في العاصمة ويعطوا الكتاب للأمير، قبل أن يدخل كلٌّ منهم لغرفته.

راقب مساعد جيرين ذا الشعر الأخضر غوين النائمة بعمق وهي تحتضن قطّها، وبديهيّ أنّه لم يهتم حين استيقظ القِط وخرج من فتحة باب الغرفة، ولم يهتم بالخادمة التي خرجت تقابل خادم إليوت 'باينكرو' مع الاثنين الآخرين ليحتفلوا خارج الحانة بانتهاء المهمة.

جلس على الغصن المقابل لنافذة غرفتها وأخرج ورقة وقلم يكتب بها أنّها لا يوجد أي شيء مشكوك بها لليوم الثاني منذ أن غادرت ماجينلاك.

طقطق بأصابعه فإذا الرسالة تبخّرت وعاد يراقبها مرة أخرى.

لم ينتبه أحد للقِط الذي بدا وكأنّه يعرف طريقه جيّدًا إلى غرفة إليوت، ومن حظّه -أو تدبيره-
أنّ باينكرو لم يوصد الباب، فتح الباب وتوجه للحقيبة التي تحمل كتابه، أخرج الكتاب وحدّق به بابتسامة قبل أن تخترق يده الغلاف الكريستالي ويُخرِج الكتاب منها،

قلّب بين الصفحات حتى وصل لصفحة مكتوب على رأسها 《 ولقد أخبرني معلّمي الراحل كيفية كسر الأختام.》 وأخرج مخلبه يُمزّق الصفحة ويحملها بين فكّيه.

ثم أعاد الكتاب إلى غلافه الكريستالي، ومنه إلى الحقيبة، وخرج.

عاد للغرفة ولم يهتم مساعد جيرين بقط اصطاد شيئًا بين فكّيه، لكن القِط انتبه له وتعمّد أن يجلس في زاوية الغرفة المظلمة كي لا يُعلم أنّه يراقبه،
ولم تسلم منه عينيه.

انتظر حتى أهمل المساعد مراقبة غوين وانشغل بتحوّله لطائر كيلا يكشف أمره الحراس وابتسم بجانبية واضعًا الورقة التي سرقها في حقيبة فساتين غوين المتسخة.

علِم أنّه من السحرة المتقدمين، وأنّ ذلك الساحر يراقب رفيقته النائمة، وبالتأكيد تم بعثه لأنّ كذبة غوين لم تنطلِ على جيرين.

لكنّه لن يخبر رفيقته أي شيء الآن، من الجيد أنّهما لم يتحدثا في الغرفة اليوم، سيحاول التصرف كقط فعلي كيلا يشك به الساحر، وسيجد طريقة لتحذير غوين فيما بعد.

________________________

في الصباح التالي، بعد تناول الجميع فطورهم ذهبوا في الطريق إلى القصر الملكي، ولم يلاحظ أحد كون الكتاب الذي بحوزتهم يفتقد صفحة، لم يكونوا يستطيعون ان يلاحظوا كونهم لا يستطيعون إخراج الكتاب من غلافه الكريستالي.

راقب مارغوس ذلك الطائر الذي يتبع عربة غوين وتأكد من استحالة سماعهم من المسافة التي يطير بها نحوهم ثم قال لغوين فجأة:"أنتِ مُراقبة!"

:"ماذا؟" همست غوين ومثّلت أمام الجميع أنّ هناك شوكة دخلت في قدم قطها ورفعته كي تسمعه.

تابع مارغوس مشيرًا بعينيه للطائر:"ذلك الطائر الأخضر هو في الحقيقة ليس طائرًا، لقد رأيته يتحوّل لهيئته الحقيقية الليلة الماضية وكان يراقبكِ أثناء نومك."

:"ياللهول!" هتفت غوين وحين توجهت النظرات حولها أسرعت تقول:"لا عليكم لقد تذكرتُ أمرًا ما."

أكمل مارغوس:"لا تقلقي لديّ خُطة، لن نتحدث معًا أو نحتك بأحدنا الآخر حتى تنتهي مراقبته لكِ،

بالتأكيد هو من مساعدي جيرين وأُرسِل خلفك لأنّه لم يصدقك؛ لهذا أخبرتك أن تتجنبي جيرين بأي شكل."

وضعته أرضًا وهي تبتسم بتوتر وتردف:"لم أستطع رؤية شيء سأعرضه للطبيب لاحقًا."

________________

بعد أسبوع تمّت تمضيته في السفر ذهبت فيديل لغرفتها وطالبت خدمها بتجهيز حمّامٍ دافئ لها بينما مَثُل الثلاثة أمام آرثر الذي نظر للكتاب ذي الغلاف الكريستالي بملامح جامدة لثوانٍ قبل أن يردف:"حسنًا، أنا مُنبهر." ابتسم لغوين وتابع:"لقد أحضرتم لي شيئًا بلا فائدة، ما فائدة الكتاب إن لم أتمكن من فتحه؟ أضعه للزينة؟!

ولكن لأنّ غويني وعدتني وأوفت بوعدها سأتغاضى عن الأمر."

خرج صوت إليوت أخيرًا:"اسمح لي جلالتك، ماذا كان الهدف من إيجاد الكتاب؟"

:"سأهدّد به امبراطور إيكاروسيا بالطبع، ذلك المجنون يظنّ أنّه يستطيع فرض شروط السلام التي يريدها." أجاب آرثر ببساطة وكان الأمر منطقيًّا؛

المملكة لديها الكثير من الأعداء وما هم فيه هو فقط فترة سلام مؤقتة، ولكي تضمن أفضل شروط لسلام مملكتك وانتهاء المفاوضات لصالحك عليك إظهار قوتك أمام خصمك، أو إيهامه أنّك تمتلك القوة الكافية لسحقه.

لم يسأل آرثر كيف حصلوا على الكتاب، قبل أن ينهي الاجتماع وجّه حديثه إلى غوين بابتسامة وأردف:"أنتِ لم تخبريني بردّك بعد، هل تحبّين المسرح؟"

تذكّرت جملة الأميرة وردّت:"جلالة الأمير، أنت لستَ مضطرًا لتعاملني معاملة خاصة لأجل أخي راث." تلاشت ابتسامته وفورًا نظر إلى إليوت برهة

قبل أن تعود ابتسامته وقد ترك مكتبه واقترب منها:"مَن قال شيئًا سخيفًا كهذا؟ أنا أعاملكِ هكذا لأنّكِ..."

:"شقيقتك، جلالة الأميرة فيديل هي مَن أخبرتني." نظر للأرض وصمت فابتسمت بحزن كون الأمر بالفعل حقيقة، الآن لو أنّه كان يستغلّها للقرب من مارغوس او لمغازلة إليوت ما كانت لتشعر بالأسى هكذا.

:"أنا لا أحتاج شفقتك جلالة الأمير، لو أنّك تدعوني باعتباري صديقة سأقبل بكل سرور ولكن ليس بصفتي أخت راث الذي تشعر بالذنب تجاه فقدانه." أنهت حديثها وانتهى الاجتماع.

أثناء خروجها خفق قلبها بشكل غريب، وأعادت ذكريات غوينيفين السابقة لها ذكرى لأخيها راث وهو يكفكف دموعها حين كانت طفلة تبكي من حيوانٍ روّعها

وحديثه وهو يهدئها عاد على سمعها:"لا تقلقي غوين، أنا هنا، لا تخافي."

حاولت طرد الذكرى التي جمّعت دموعها في عينيها، هذه ليست ذِكراها، وراث ليس بأخيها، كلّ تلك الأشياء مشاعر غوينيفين السابقة، كانت تؤنب نفسها بشدّة على موت أخيها.

بالفعل نجحت في طرد الذكرى حين تذكرت كيف كان إليوت وجويل والأميرة يحتقرونها في ماجينلاك،
نفس النظرات التي كانت تُرمق بها في حياتها السابقة، نفس نبرة الاستحقار.

وكأنّ ما زاد عليها فقط هو تغيير اسمها بينما مازالت حياتها كالسابق، تنهدت وتمتمت لنفسها:"تبًا لهم." ثم توقفت عن التفكير فيمَ حدث.

ذكّرت نفسها بجملتها لإليوت :الشفقة على الذات لن تزيد الأمر إلّا جحيمًا، هي تريد حياة مريحة، لذا لن تكثر التفكير.

ولديها أمر ذلك الساحر الذي يراقبها وكيف يمكنها التخلص منه، ليس لديها الوقت للشعور بالأسى على حالها.

لكن بالطبع لديها الوقت لتفكر في الأطباق التي ستطلبها من طباخ القصر حين تعود.
_____________________________

Stop Right Here:-

غوين قبل م تعرف ان اللي معاها هو جيرين: يخربيت جمالك هو ده وقته.

غوين بعد م عرفت: يخربيت الرعب.

رجولة إليوت لما الاميرة وجويل يهينوا غوين: أنا هريحلي حبتين

رجولة إليوت لما جيرين مسكها من فستانها: لا ده كده الموضوع بقا شخصي! مش مالي عينك ولا ايه يا نجم؟

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro