بارت 6
و في نهاية الرقصة، وجدا نفسيهما في وضعية عاطفية، جبهتيهما متلاصقتين، و أعينهما مغمضة، و كأن العالم قد إختفى من حولهما، و لم يبقى سوى صدى الأغنية و القمر و قلباهما المتسارعين
و في ذلك الهدوء النهائي، إستشعرا كل ما في داخلهما، ليشعرا بأن القمر وحده كان يشهد على شغفهما و مشاعرهما السرية هذه
لم يستطع حينها هيسونغ التحكم في مشاعره أكثر، و شيئاً فشيئاً إقتربت شفتيه من شفتيها، و لكنهما قد ترددا للحظة
هل سيأخذ هيسونغ هذه الخطوة الجريئة و يقوم بتقبيل كارينا فعلاً؟ و هل ستسمح له كارينا بدمج شفتيه مع خاصتيها في قبلتهما الأولى أصلاً أم لا؟
حسناً، يبدو أن الإجابة هي لا، لأن كارينا قد إبتعدت عن هيسونغ تدريجياً و هي تبتسم له إبتسامة جانبية واثقة قبل أن تغادر المكان
تاركةً إياه وحده مع البحر و القمر و النسيم البارد الذي كان يرتطم ببشرته، ليضع يديه في جيبه و يطلق تنهيدة متضايقة قليلاً بسبب تعمدها للمماطلة في الرد على محاولاته للتقرب منها بثقل
**
و حين عادت كارينا لغرفتها في الفندق و دخلت من بابها، حتى وجدت زوجها شيهيوك مستيقظاً على عكس ما توقعت
كارينا (بلطف متصنع) : أوه عزيزي! ما الذي أيقظك؟
شيهيوك : أردت دخول الحمام فقط
كارينا : أوه فهمت
شيهيوك : أين كنتِ؟
كارينا (مبتسمة) : نزلت لأتمشى على الشاطيء و أشم بعض الهواء النقي قليلاً
شيهيوك : في هذا الوقت؟
كارينا : أعاني من الأرق، على الأرجح بسبب فرق التوقيت
شيهيوك : فهمت
إقتربت حينها كارينا نحو زوجها شيهيوك أكثر بدلاً من وقوفها عند الباب هكذا، لتجلس بجانبه على السرير
كارينا (بإهتمام مزيف) : لماذا لم تنم مجدداً؟ هل هناك شيء ما يشغل بالك؟
شيهيوك : أجل
كارينا : ما هو؟
شيهيوك : كنت أفكر في هيسونغ
كارينا (بإهتمام صادق) : هيسونغ؟ لماذا؟ هل حدث شيء ما؟
شيهيوك (بجدية) : ليس بعد، و لكنني مازلت لا أستطيع الوثوق به تماماً
إعتدلت حينها كارينا في جلستها على السرير لكي تستمع بإصغاء لما سيقوله شيهيوك، فهي مهتمة جداً بما سيقول بينما تنظر له بمزيج من الإهتمام و القلق
كارينا : و لكن لماذا؟ ألم تعينه كمدير مالي لشركتك الآن؟ فكيف لا تثق به؟ أنا لا أفهم شيئاً
شيهيوك : أنتِ بالفعل لا تفهمين شيئاً
كارينا : إذاً إشرح لي من فضلك عزيزي
تجاهلت كارينا إهانة شيهيوك غير المباشرة لها و أرضت غروره بردها الذكي بنية سحب الكلام منه بسلاسة لكي تعرف المزيد من التفاصيل
شيهيوك (شارحاً) : كان توظيف هيسونغ كمدير مالي للشركة قراراً مدروساً بعناية، لم يكن دافعه الثقة أو الإيمان بقدراته بل على العكس تماماً، كان بدافع الحذر
كارينا : الحذر؟
شيهيوك : هيسونغ ابن شقيقتي المتوفاة بمثابة قنبلة موقوتة تمشي على الأرض، كل خطوة يخطوها تذكرني بغضبه الذي يشتعل في عينيه كلما نظر إلي كأنه يلومني على موت والدته في كل ثانية، و بالطبع لا يمكنني تجاهل هذه الكراهية التي يحاول إخفاءها خلف قناع من الإحترام المصطنع، ليس عندما يتعلق الأمر بمثل هذا الشاب الذكي و الطموح، و لكن الطموح و الذكاء مع الغضب؟ مزيج خطير، أي أنه خطر لا يمكنني تركه يتجول بحرية دون أن يكون تحت عيني مباشرة
كارينا : و لكن لماذا منصب المدير المالي تحديداً؟
شيهيوك : كان اختياري لهذا المنصب تحديداً قراراً إستراتيجياً، أردت إبقاءه قريباً بما يكفي لأراقبه، قريباً لدرجة أنه لن يكون قادراً على فعل شيء ضدي دون أن أكتشفه، أي أنه في هذا المنصب ستكون كل تحركاته محصورة ضمن نطاق رؤيتي، و إن كان سيحاول سرقة المال أو زرع بذور التمرد بين أعضاء مجلس الإدارة فسأكون أول من يعرف
كارينا (إستوعبت) : أوه
شيهيوك : هذا المنصب يمنحه شعوراً زائفاً بالقوة، سيعتقد أنه قريب من إتخاذ القرارات الكبرى و لكنه في الحقيقة مجرد قطعة شطرنج أضعها حيثما أريد أنا
كارينا : و لكن طالما وجود هيسونغ غير مريح بالنسبة لك لهذه الدرجة فلماذا لم ترفض وجوده منذ البداية؟
شيهيوك : طرد هيسونغ أو رفض إستقباله لم يكن خياراً، هذا كان سيجعله أكثر خطورة، فإذا تركته خارج الشركة سيجد طريقة أخرى لضربي من الخارج، و ربما تكون تلك الطريقة أكثر قسوة و أقل توقعاً، و لكن هنا داخل أسوار شركتي سيظل تحت عيني و سأبقيه مقيداً و سأتحكم في كل خطواته و أراقب كلماته و أتعرف على تحركاته قبل أن يتمكن من التصرف حتى
كارينا : واو
شيهيوك (بسخرية) : عندما أراه يجلس في الإجتماعات معنا و هو ينظر إلي بنظراته الحادة لا أرى سوى طفل غاضب يبحث عن فرصة للإنتقام، و ها أنا ذا، أخطط لإبقاء ذلك الطفل مشغولاً و مقيداً بما يكفي حتى لا يتمكن من توجيه غضبه نحوي
كارينا : إذاً أنت لا تثق به على الإطلاق؟
شيهيوك : لا، بالطبع لا، الثقة كلمة لا وجود لها بيننا، فأنا أعلم أن هيسونغ يعتقد أنني سبب معاناة عائلته و سبب وفاة والدته، قد لا يقول ذلك مباشرةً و لكنه يظهر في كل فعل يقوم به، و أنا أعلم أيضاً أنه يخطط لشيء ما، و لكنني مستعد، و سأكون دائماً سابقاً إياه بخطوة أمامه، و إن حاول فعل شيء ما مهما كان صغيراً سأكون هناك لإيقافه على الفور قبل أن يخطو خطوته التالية
كارينا : ما هي خطتك معه إذاً؟
شيهيوك : إبقاؤه قريباً تحت سيطرتي حتى أتمكن من تحديد نقطة ضعفه، فكل شخص لديه نقطة ضعف حتى هو، ربما كبرياؤه؟ أو ربما غضبه؟ مهما كان سأستغل ذلك لصالحي، و سأجعله يعتقد أنني أضع ثقته فيه، بينما في الواقع أنا فقط أحكم قبضتي عليه
كارينا : كما تفعل الآن؟
شيهيوك : أجل، فهيسونغ ليس مجرد موظف في شركتي، إنه تهديد، تهديد لنفسي و لشركتي و لعائلتي، لذا إن أثبت لي أنه لا يمكن السيطرة عليه، لن أتردد في التخلص منه بالطريقة التي أراها مناسبة
كارينا (بتملق) : فهمت، كم أنت ذكي عزيزي، بل عبقري
أغلقت حينها كارينا الموضوع حين حصلت على ما يكفيها من معلومات بإحتضانها لشيهيوك و النوم بين ذراعيه برومانسية كما يجب عليها أن تفعل كونها زوجته
و لكنها في نفس الوقت كانت تفكر في إدراك شيهيوك لمدى خطورة شخص غاضب و ذكي مثل هيسونغ بالقرب منه
لتفهم في النهاية أن الدافع الأساسي وراء كل قرارات شيهيوك هذه ما هو إلا خوفه الشديد من إنتقام هيسونغ
**
أما عند هيسونغ، هو أيضاً قد عاد لغرفته، ليجد أن شقيقه يوجين مازال مستيقظاً و لم ينم بعد
هيسونغ : أوه، مازلت مستيقظاً؟
يوجين : أجل
هيسونغ : ظننتك نمت بمجرد أن غادرت الغرفة
يوجين : كنت أنتظر عودتك لأتحدث معك في موضوع ما
هيسونغ (بفضول) : ماذا؟
سأل هيسونغ ليضع حينها يوجين هاتفه على جنب و يعتدل في جلسته إستعداداً لمواجهة هيسونغ بما يريد أن يقول
يوجين (بنبرة جادة) : إسمعني جيداً هيسونغ، لقد كنت أراقبك اليوم ظهراً حين كنا عند المسبح، و لم يعجبني ما رأيته
هيسونغ (بسخرية) : و ماذا رأيت يا ترى؟ كنا جميعاً نجلس حول المسبح و نستمتع بوقتنا كعائلة سعيدة وحسب
يوجين (بمباشرة) : يا! لا تتظاهر بالغباء معي! لقد رأيت الطريقة التي كنت تنظر بها لكارينا نونا، و كأنك لم تكن تستطيع أن تبعد عينيك عنها، كان الأمر غير مريح و غير لائق، و هذا ليس صحيحاً
هيسونغ : أوه حقاً؟ و كيف تظنني كنت أنظر إليها إذاً؟
يوجين (بصراحة) : نظراتك بدت كأنها تمزق ثيابها! كأنك تعريها بعيونك! كأن خيالك حينها قد ذهب إلى حيث لا ينبغي له أن يذهب!
إضطر يوجين أن يواجه هيسونغ بألفاظ صريحة بما أنهما شابان مثل بعضهما و لا يوجد فتيات في الغرفة معهما، و لكن إختار هيسونغ أن ينكر
هيسونغ (بإنكار) : أنت فقط تتوهم يوجين
يوجين (بإنزعاج) : أوه حقاً؟! أنا أتوهم فقط؟!
هيسونغ : أجل، لأنني لم أنظر لها بهذه الطريقة
يوجين (عقد ذراعيه) : حقاً؟! إذاً إشرح لي لماذا كنت تحدق في صدرها كلما إنحنت؟! و لماذا كنت تغير وضعية جلوسك لتحصل على رؤية أفضل كلما تحركت؟! ها؟! أخبرني!
هيسونغ (بإنفعال) : اللعنة يوجين! هل كنت تراقب كل تحركاتي هذا الصباح أم ماذا؟!
يوجين (بتوبيخ) : أجل كنت أفعل! إضطررت لمراقبتك عن كثب لأنه من الواضح أنك لم تكن تفكر بشكل سليم!
هيسونغ : و لكنني قلت لك أنني لم أنظر لها بهذه ال-..
يوجين (قاطعه) : توقف عن الإنكار هيسونغ! أنت شقيقي الأكبر و أعرفك جيداً كما أعرف نفسي، لذا الإنكار لن يفيدك بشيء لأنني لن أقتنع بأي كذبة ستقولها!
هيسونغ : و ماذا تريد مني الآن إذاً؟!
يوجين (بعقلانية) : أريدك أن تعقل! ألا تتذكر عندما كانت تعلمنا أمي دائماً أن نحترم النساء؟ كارينا الآن جزء من عائلتنا و بمثابة أخت كبرى لنا
هيسونغ (بإستحقار) : إنها زوجة خالنا الشابة، مجرد زوجة تزيينية للتظاهر أمام الناس
يوجين : لا يهم ما تعتقده عنها، مازالت فرداً من عائلتنا على أي حال، لذا يجب عليك أن تتوقف عن النظر إليها و كأنها مجرد.. سلعة
هيسونغ (مكرراً) : سلعة؟!
يوجين : أجل، أنت تنظر إليها بشهوة و هذا خاطيء، عليك أن تتذكر أنها متزوجة من خالنا، و أنت مضطر لإحترام ذلك بغض النظر عن مشاعرك نحو كلاهما
هيسونغ : ربما لم أستطع التحكم بنظراتي و لكنه بسببها، فلقد بدت مثيرة جداً، كما أنها كانت مجرد نظرات مختلسة لمرة واحدة فقط، و هي لم تلاحظ، لذا كل شيء على ما يرام
يوجين (بتفاجؤ) : هل تقول لي بجدية الآن أنها بدت مثيرة؟!
هيسونغ (مبرراً) : أجل، أوليست هذه الحقيقة؟ إنها جميلة و مثيرة للغاية، كما أنها في المنزل دائماً ما ترتدي فساتين قصيرة حين أكون موجوداً بالجوار، بدأت أعتقد أنها تفعل ذلك عمداً لكي تلفت إنتباهي
يوجين (بعدم تصديق) : إستمع إلى نفسك! أنت الآن حرفياً تختلق الأعذار و تبرر لي تحرشك النظري بها صباحاً! هل جننت أم ماذا؟!
هيسونغ (بإنزعاج) : يا! تحدث معي بإحترام فأنا مازلت شقيقك الأكبر رغم كل شيء!
يوجين : يا! لا تجرؤ على أن تحدثني عن الإحترام بينما تنظر أنت لكارينا بطريقة غير لائقة!
أخذ حينها هيسونغ نفساً عميقاً ليضبط نفسه لثانية حين لم يستطع الرد على جملة يوجين التي أفحمته
يوجين : قلت لي أنها لم تنتبه و لكن ألم تفكر في كونها ربما تعرف بالضبط ما تفعله؟
هيسونغ : ماذا تعني بذلك؟!
يوجين : فكر في الأمر، إنها امرأة شابة متزوجة و تعيش في منزل واحد مع شابين بينما ترتدي بإستمرار ملابس قصيرة و مثيرة، هل تعتقد حقاً أنها بهذا الغباء لكي لا تدرك مدى التأثير الذي تحدثه؟
هيسونغ : مازلت لا أفهم قصدك، ماذا تحاول أن تقول؟
يوجين (بوضوح) : أعني أنها قد تكون تحاول إغواءك يا هيسونغ
هيسونغ (بإبتسامة جانبية ساخرة) : و لمَ قد تفعل شيئاً كهذا؟
يوجين : لماذا تعتقد؟ ربما تشعر بالإهمال من خالنا، أو ربما تشعر بالوحدة، لا أعرف بالضبط، و لكن بغض النظر عن أسبابها، مازال الأمر خاطئاً لأنها امرأة متزوجة، و يجب عليك أنت أن تتوقف عن المساهمة في ذلك الهراء الذي تقوم هي به
هيسونغ : لا تقلق يوجين، أنا لا أفكر بهذه الطريقة أبداً
يوجين (بعدم إقتناع) : حقاً؟ أهذا يعني أنك لم تفكر أبداً في تجاوز حدودك معها من قبل؟
هيسونغ (متهرباً من الإجابة) : نحن أقرباء بالمصاهرة
يوجين : أعلم ذلك، و لكن هذا الرد لا يجيب على سؤالي لذا سأسألك إياه مجدداً بطريقة أوضح،.. هل فكرت في كارينا من قبل بطريقة غير لائقة أو رومانسية؟
هيسونغ (بإنزعاج) : يا! صرت مزعجاً حقاً يوجين! قلت لك بالفعل أنني لا أفكر بهذه الطريقة! لذا دعنا نتوقف و ننهي الموضوع بالفعل!
يوجين : يا! لا تحاول إسكاتي! عليك أن تدرك جيداً أنها خطيرة عليك! و أنا خائف من أنك ستفعل يوماً ما شيئاً ستندم عليه و حين تعود لرشدك سيكون الأوان قد فات!
هيسونغ (بهدوء) : لن يحدث شيء، لا تقلق
يوجين : و لكن ماذا لو حدث؟! ماذا لو وقعت في فخها دون أن تشعر؟!
هيسونغ : لن أفعل، أنا لست غبياً
يوجين (بسخرية) : هه، آمل ذلك حقاً
هيسونغ (بتحذير) : فقط إهتم بشؤونك الخاصة و لا تتدخل في حياتي الشخصية مجدداً لأنني لن أسمح لك بأن تكلمني بهذه الطريقة غير المهذبة مرة أخرى! أفهمت؟!
يوجين : لقد حذرتك هيسونغ!
قال يوجين الجملة الأخيرة الناهية لهذا النقاش أو بالأحرى الجدال المشحون بين الشقيقين قبل أن يخلد كلاهما للنوم و تنتهي حينها هذه الليلة الحافلة
**
و في صباح اليوم التالي، كان أفراد العائلة على وشك التجمع على إحدى طاولات مطعم الفندق
و لكن كارينا قد تمكنت من الإمساك بمعصم هيسونغ و سحبه معها لإحدى الممرات لكي تتحدث معه على إنفراد كما أخبرته
هيسونغ (بفضول) : لماذا تريدين الحديث معي على إنفراد هكذا؟ ماذا حدث؟
كانت تقف كارينا و كأنها تحاول جمع شتات أفكارها، لتنظر إليه بخليط من الجدية و القلق و تقول
كارينا : أردت أن أتحدث معك عن شيء مهم، شيء قاله لي خالك ليلة البارحة
رفع هيسونغ حاجبيه بفضول، و عقد ذراعيه أمام صدره بثقة محاولاً التظاهر بالملل و إخفاء إهتمامه
هيسونغ (ببرود) : و ما شأني بما يقوله خالي ذاك؟
كارينا (بجدية) : الأمر يتعلق بك هيسونغ
أدرك حينها هيسونغ من تعابير وجه كارينا و لغة جسدها أن هناك شيئاً خطيراً وراء كلماتها، و لكنه ظل محافظاً على هدوئه
هيسونغ : تفضلي، أنا أسمعكِ
كارينا (دخلت في الموضوع) : حسناً.. شيهيوك يراقبك، إنه لا يثق بك أبداً بل يراك كتهديد مباشر له و لشركته
هيسونغ : هذه ليست أخباراً جديدة، أعرف جيداً أنه لا يثق بي، و لكن لماذا بالضبط تخبرينني بهذا الآن؟
كارينا : لأنه أوضح لي أنه وظفك كمدير مالي فقط ليبقيك تحت عينيه، فهو يعتقد أنك تحمل كراهية كافية للإنقلاب عليه أو سرقته، لذا أراد أن يحد من تحركاتك من خلال هذا المنصب
هيسونغ (بتهكم) : تشه، كم هو مثير للسخرية! يعتقد أن بإبقائي قريباً منه سيمنعني من الحصول على ما أريد؟
كارينا (بتحذير) : أردتك فقط أن تعرف الحقيقة، لأنه يبدو لي أن خطته ليست فقط لإبقائك تحت المراقبة، بل أيضاً لتدمير أي فرصة قد تفكر فيها في التحرك ضده
نظر هيسونغ حينها إلى الأرض لبضع ثوانٍ و كأن الأفكار تتصارع في رأسه، ثم رفع رأسه نحوها فجأه بينما عينيه مشتعلة بإنزعاج و غضب مكبوت
هيسونغ (بحدة) : و هل أخبركِ بما ينوي فعله إن إكتشف أنني أفكر فعلاً في الإنقلاب عليه؟
كارينا : كلا، و لكنه واثق جداً من أنه يسيطر عليك، و يظن أنه يستطيع إحكام قبضته عليك إلى الأبد، و حتى إن لم ينجح في ذلك فسيضطر حينها للتخلص منك بطريقة أو بأخرى
هيسونغ (بإبتسامة جانبية ساخرة) : هذا ما يعتقده و لكنه مخطيء
كارينا (بنبرة متعاطفة) : أخبرتك بهذا لأنني شعرت أنه يجب عليك أن تعرف، لا أريدك أن تكون في موقف ضعيف أمامه
هيسونغ : هذا غريب
كارينا : ما الغريب؟
هيسونغ (بشك) : أخبريني بالحقيقة كاملة، لمَ قررتِ مساعدتي فجأه على الرغم من أنكِ تنافسينني على هذه الثروة؟
كارينا (بدهاء) : هممم.. دعني أقول أن لدي أجندة خاصة بي، و ربما نستفيد منها نحن الإثنان إن عملنا معاً خلف ظهر شيهيوك
هيسونغ : أوه إذاً لقد غيرتِ خطتكِ و تريدين أن تكوني حليفتي الآن؟
كارينا (مبتسمة) : أفضل طريقة لتهزم بها عدوك هي بأن تجعله حليفك
هيسونغ : أوه أعجبتني هذه المقولة، لن أنكر
كارينا : كما أن ذلك الرجل الخمسيني بالتأكيد لا يستطيع إرضائي في أشياء شاب مثلك سيستطيع إرضائي فيها
هيسونغ : ماذا تقصدين؟
إنحرفت كارينا بتغييرها للموضوع بإنسيابية، لتقترب حينها من هيسونغ إلى أن لامس ظهره الحائط لتحاصره عليه
حاوطت رقبته بكلتا ذراعيها بدلع، لتقترب أكثر من وجهه و تحديداً أذنه لكي تهمس له بنبرة مثيرة قائلة
كارينا (بهمس) : أقصد.. في الفراش
قالت كارينا لتبتعد عن أذن و وجه هيسونغ لتقابله و تنظر في عينيه مجدداً و لكنها مازالت متشبثة به بذراعيها حول رقبته
كارينا (مكملةً كلامها) : إنه كبير في السن و مرهق دائماً، بالكاد يستطيع مجاراتي، و أنا امرأة شابة لديها إحتياجات، لذا بالتأكيد شاب قوي مثلك هو القادر على تلبية كل رغباتي و منحي كل إحتياجاتي، صحيح؟
تضاعفت درجة حرارة جسد هيسونغ و تقطعت أنفاسه و تسارعت نبضات قلبه حين فهم قصد كارينا و إلى ماذا تلمح
كارينا : لذا ما رأيك لو نعقد إتفاقاً؟ نطيح بخالك معاً، ثم نقسم ثروته، و بعدها نصبح أكثر من مجرد حلفاء
إقتربت كارينا مجدداً من أذن هيسونغ بينما حاول هو أن يبتعد عنها أو على الأقل يقول شيئاً ينهي هذا التوتر بينهما و لكنه قد وجد نفسه عاجزاً عن إتخاذ أي رد فعل
كارينا (تهمس بإثارة) : يمكنني أن أصبح أي شيء تريده، يمكنني أن أكون شريكتك، واجهة إمبراطوريتك، حبيبتك، و زوجتك أنت!
إبتعدت كارينا مرة أخرى عن أذن هيسونغ لكي تنظر له في عينيه لترى مدى تأثيرها عليه بينما عينيها الجميلتين تتوهجان بمزيج من الجرأة و الأنوثة الساحرة جاعلةً هيسونغ يتردد للحظة قبل أن يرد عليها قائلاً
هيسونغ : و ماذا تطلبين في المقابل؟
كارينا (بجرأة) : قبلة!
و في تلك اللحظة، شعر هيسونغ أن العالم بأكلمه قد توقف، و سقطتا عيناه دون إرادة منه على شفتيها الورديتين اللتان كانتا تناديان شفتيه
حاول أن يشيح بنظره و لكنه لم يستطع، ليبتلع ريقه بصعوبة، و يتوتر أكثر بسبب نظراته الثابتة نحوه كما لو كانت تتحداه أن يجرؤ على تقبيلها في هذه الأثناء
هيسونغ : سأفكر في الأمر
خرجت هذه الكلمات من بين شفتي هيسونغ بصعوبة بالغة، و لكنه قد نجح في إنهاء الموضوع و الإبتعاد عن كارينا ليسبقها للحاق ببقية أفراد العائلة
فهو كان على حافة الهاوية تماماً هذه المرة، و كان يدرك جيداً أنها بكلمة أخرى ستجعله يسقط لا محالة
لتلحق كارينا به و ينضما بعدها لبقية أفراد العائلة على الفطور، ليتفاجئا بشيهيوك يخبرهم أنه مضطر للسفر لليابان لأجل العمل لمدة إسبوعين تقريباً و لن يكمل معهم رحلتهم
لم تكن كارينا مهتمة أبداً حتى قال شيهيوك الخبر السيء بالنسبة لها، و هو أنه سيأخذ هيسونغ معه إلى هناك
ليرفض بقية أفراد العائلة إكمال الرحلة بدون شيهيوك و هيسونغ، لذلك قرروا أن يأخذوا أول طائرة عائدة لبلدهم مجدداً بعد أن ينتهوا من تناول الإفطار
**
[سيؤل، كوريا الجنوبية]
و حين عاد أغلب أفراد العائلة لبلدهم الأم مجدداً، كان يوجين في المدرسة، و كان جالساً في مكانه في الفصل يتأمل زميلته ليسو الجالسة في المقعد الأمامي الموازي له
حيث كانت ضحكتها أشبه بالموسيقى التي تلامس أعماق قلبه، ليأخذ نفساً عميقاً، و يقرر أن هذا اليوم سيكون اليوم المنتظر، و سيفصح أخيراً عن مشاعره لها
يوجين : ليسو
ليسو (إلتفتت له) : أجل يوجين؟
يوجين (بصوت متردد و لكن عازم) : هل يمكننا التحدث بعد إنتهاء الحصة بمفردنا؟ الأمر مهم
حاول يوجين أن يبدو هادئاً و طبيعياً، و لكن قلبه كان ينبض بشدة، لتنظر إليه ليسو بإستغراب لثانية قبل أن تجيبه بإبتسامة بسيطة
ليسو (مبتسمة) : بالطبع
كان ردها البسيط كافياً ليجعل قلبه يقفز من الفرحة، و لكنه رغم ذلك حاول أن يظل متماسكاً و يبتسم لها بخفة فقط
**
و بعد إنتهاء الحصة الدراسية، ما إن رن الجرس حتى أسرع يوجين بفتح حقيبته و سحب وردة حمراء كان قد خبأها مسبقاً، ليقف بعدها عند باب الفصل ينتظر خروج ليسو
و عندما خرجت، أخذ نفساً عميقاً و تقدم نحوها بخطوات ثابتة رغم إرتعاش يده الخفيف و هو يقدم لها الوردة بلطف
و في نفس الوقت، كانت وونهي تراقبهما من بعيد بترقب، لتعطي يوجين إشارة تشجيعية بيدها لكي يكمل ما بدأه بشجاعة و ألا يتراجع الآن
يوجين : ليسو.. أعلم أن ما سأقوله قد يبدو مفاجئاً، لكنني أردت أن أخبركِ به منذ وقت طويل
صوته أصبح أكثر هدوءً و ضعفاً، و لكنه إستمر في الكلام بشجاعة دون أن يتراجع
يوجين : أنا.. أنا معجب بك، ليس كصديق فقط، بل أكثر من ذلك
أعطى حينها يوجين ليسو الوردة لتأخذها منه، و لكنه لم يكن قد إنتهى من إعترافه بعد
يوجين : أردت أن أسألكِ.. هل تودين الخروج معي في موعد؟ ربما يوم الجمعة بعد المدرسة؟ هناك مقهى لطيف بالقرب من الحديقة
ليسو (بخجل) : يوجين.. لقد فاجأتني حقاً
إبتسم يوجين بخجل عندما سمع ردها البريء، و شعر ببصيص أمل يتسلل إلى قلبه
يوجين (بصدق) : أنا آسف إذا ضايقتكِ ليسو، و لكنني أردت أن أكون صادقاً معكِ بشأن مشاعري
ليسو (بإبتسامة خجولة) : هذا لطف منك يوجين
جعلت كلماتها قلبه ينبض بسرعة، لكنه لم يكن متأكداً مما إذا كانت تعني القبول أو المجاملة فقط
يوجين (بترقب) : إذاً.. هل يعني هذا أنكِ ستخرجين معي؟ يوم الجمعة في المقهى؟
ليسو (تهز رأسها بخجل) : حسناً
أضاء حينها وجه يوجين بإبتسامة مشرقة على الفور، و لم يستطع أن يخفي سعادته
يوجين (بحماس) : حقاً؟! شكراً لكِ! أعني!.. نعم! حسناً.. أممم.. رائع! إذاً سأراكِ يوم الجمعة، إتفقنا؟
ليسو (أومأت له بالإيجاب) : أجل، إتفقنا
لوح لها بيده، ثم إستدار بسرعة ليتوجه إلى حصته التالية، و هو يشعر أن قلبه على وشك الإنفجار من السعادة
بينما كانت وونهي تبتسم له بسعادة و تخبره بحركات شفاهها أنها فخورة به و سعيدة لأجله كثيراً
**
و في يوم آخر خلال هاذين الإسبوعين، كانت يوناه جالسة في الحرم الجامعي مع صديقتها المقربة جيمين
كانت يوناه تري جيمين على هاتفها صوراً لها مع ابنة خالها وونهي بينما تحدثها عن آخر أخبارها
يوناه (شارحة) : الصورة في أعلى اليمين في عيد ميلادها الماضي، و الصورة في أعلى اليسار في المطبخ، و الصورة في الأسفل يميناً في غرفتها حين كنا نجرب بعض مستحضرات التجميل معاً، و الصورة في الأسفل يساراً حين كنا خارجين معاً للعب في مدينة الألعاب
جيمين : إسمعي يوناه، أنا لست مهتمة كثيراً بوونهي بل بكارينا، هل لديكِ بعض الصور لها؟
يوناه : كارينا؟ كلا، ليس لدي صور تخصها على هاتفي، و لكننا قد نتفرج معاً على صورها من خلال حسابها على الإنستاغرام
جيمين (بحماس) : إذاً هيا أريني!
و بالفعل، خرجت يوناه من معرض الصور و إنقلت إلى تطبيق إنستاغرام لكي تبحث عن حساب كارينا و تتفرج على الصور التي عليه مع صديقتها جيمين
يوناه (بحماس) : أنظري إلى هذه الصور جيمين، ألا تبدو كارينا مذهلة؟ لا يمكنني أن أصدق أن خالي قد تزوج من فتاة شابة و جميلة مثلها
جيمين (بإندهاش) : يا إلهي! إنها جميلة جداً! واو!
يوناه (مادحة) : إنها ليست جميلة فقط بل و لطيفة أيضاً
جيمين (بإهتمام) : حقاً؟ هل لديها شخصية جيدة أيضاً؟
يوناه : أجل، هي ودودة للغاية، دائماً ما تكون مهذبة و لطيفة، و ليست متعجرفة مثل بعض الفتيات الثريات اللاتي نراهن هنا في الحرم الجامعي، حتى أنها تعامل الخادمة الأجنبية في المنزل بإحترام
جيمين (قاصدةً صدرها) : لاحظت من الصور أنها تفضل إرتداء الملابس الكاشفة
يوناه : صحيح، كارينا لديها أسلوب جريء بعض الشيء في الموضة بالفعل
جيمين (ضاحكة) : أي فتاة جميلة مثلها بالتأكيد سترغب في إستعراض جمالها و أنوثتها
يوناه (بموافقة) : بالضبط، هي تعرف أنها جذابة، و ليست خائفة من أن تظهر ذلك قليلاً، و لكنها ليست مغرورة أيضاً بل واثقة من نفسها
جيمين (ممازحة) : أراهن أن شقيقاكِ يعانيان كثيراً من العيش معها تحت سقف واحد هههه
فهمت يوناه قد جيمين على الفور كون كارينا مثيرة جداً، و لكنها لسبب ما لم تضحك مثلما ضحكت جيمين
يوناه (ببعض التردد) : حسناً.. تعرفين أخي هيسونغ..
جيمين (بفضول) : أجل؟ ماذا عنه؟
يوناه (بصراحة) : دائماً ما يختلس النظر إليها، أراهن أنها لو لم تكن زوجة خالنا لكان قد طلب مواعدتها على الفور
جيمين (تضحك) : هههههه، مستحيل
يوناه : لقد رأيته العديد من المرات يحدق بها عندما يظن أن لا أحد منتبه
جيمين : أوه
يوناه : أما بالنسبة ليوجين، فهذا الطفل يكبر، و كارينا لديها قوام صعب تجاهله
جيمين : لا أعتقد أن يوجين قد يفكر بهذه الطريقة
يوناه : صحيح، يوجين لا يفكر هكذا، و لكن هيسونغ لا يحاول حتى إخفاء الأمر أحياناً، فلقد رأيته يسترق النظرات إليها عندما كانت تتشمس بجانب المسبح من قبل، حيث كان يقرأ كتاباً، و عندما خرجت كارينا مرتدية زي بيكيني من قطعة واحدة، أسقط كتابه على الفور
جيمين : أوه هل تعتقدين أنه إرتبك و أسقط الكتاب بسبب مدى جمالها؟
يوناه : هممم، الأمر كان أشبه بأنه ترك الكتاب يسقط عمداً، لأنه كان يجلس على إحدى الكراسي بجانب المسبح، و عندما إلتقط الكتاب رفع نظره ببطء ليحدق بها
جيمين : حركة خبيثة!
يوناه : أعلم، إنه جيد في هذا
جيمين : أجل، لطالما أخبرتيني أنه خبير في التحديق بالفتيات
يوناه (قلبت عينيها بملل) : كلما تكون هناك فتاة جميلة بالجوار، طبعاً
جيمين : أخبرتيني عبر الهاتف أنه قد إنفصل عن حبيبته صوفيا يوم عيد ميلاد وونهي؟
يوناه : أجل صحيح، لقد تواعدا لمدة سنة تقريباً، و بعد أن إنفصلا في حفلة عيد ميلاد وونهي بدت صوفيا محبطة بينما بدى هيسونغ لا مبالٍ أبداً
جيمين : أهذا يعني أنه لم يحبها بصدق حقاً؟
يوناه : لا أعتقد أنه فعل، لطالما كنت أشعر أن هناك فجوة بينه و بين صوفيا في علاقتهما
جيمين (بتفهم) : و لابد أن صوفيا قد سئمت منه و من بروده معها في العلاقة
يوناه : بالتأكيد، هي فتاة لطيفة حقاً و لكن المشكلة كانت في هيسونغ، كان بارداً جداً معها، و كانت تخبرني أنه لم يكن يعبر لها عن مشاعره مثلما يفعل أي حبيب طبيعي مع حبيبته
جيمين (بفضول) : كم عدد حبيباته السابقات بجانب صوفيا؟
يوناه (تعد على أصابعها) : لنرى.. هناك صوفيا بالطبع، ثم هناك هيوون و سومين و مينجونغ و جولي و غاؤل و يونجين، و ربما أخريات نسيت أمرهن
جيمين : إذاً هن سبعة تقريباً
يوناه : أجل، هيسونغ للأسف لديه عادة الإنجذاب إلى الفتيات ثم فقدان الإهتمام بسرعة
جيمين (بسخرية) : هذا واضح جداً
يوناه : لم يخض علاقة جادة واحدة أبداً، كل ما يفعله هو أنه يغازلهن ثم يسحرهن ثم يفقد إهتمامه و يمضي قدماً بعدما يتعلقن هن به
إضطرت حينها الفتاتان أن تنهيا الحديث فجأه حين رن منبه هاتف جيمين مذكراً إياه بموعد المحاضرة التالية
**
مر هذين الإسبوعين أخيراً، و مع كل ثانية كانت تشعر كارينا فيها أن حوائط المنزل الواسع تضيق عليها مع وحدتها أكثر و أكثر
Karina pov
ليالٍ طويلة و هادئة تمر ببطء.. كأن الوقت قرر أن يتوقف ليعاقبني على كل ما أشعر به..
شيهيوك ليس هنا، المنزل فارغ بدون صوته، و مع ذلك لا أشعر بشيء، لا فراغ، لا إشتياق، لا غياب يثقل صدري
أهو أمر غريب؟ أم أنني أنا الغريبة؟ فكيف يمكن لامرأة ألا تفتقد زوجها؟ و ألا تشعر بوجود فجوة عندما يرحل؟
و لكنني أشعر بشيء آخر.. شيء أقوى، يلاحقني و يعذبني..
إشتياق ليس في محله.. و لكنه يأسرني..
هيسونغ..
مجرد اسمه يجعل ذهني كعاصفة، و يملأني بالحنين.. و لكن لماذا؟
كل زاوية في هذا المنزل تحمل بصمته، كل خطوة أخطوها تذكرني به، طيفه حاضر رغم غيابه، كأن روحه تملأ المكان بينما روحي تبحث عنه بلا وعي
أتذكر تلك الإبتسامة العابثة، و تلك النظرة الساحرة التي تخترقني بلا إستئذان
و لكنه ليس هنا، و لكنني مع ذلك أراه في كل شيء
أرى صورته حين أنظر إلى إنعكاسي في المرآة، و حتى عندما أحاول النوم يظهر في أحلامي
هو قريب جداً مني و لكنه بعيد بما يكفي ليجعلني أتوق إليه أكثر
أشعر بالخوف من هذا الإشتياق.. الخوف من أن أكون قد فقدت السيطرة على قلبي
كيف سمحت لنفسي بأن أتورط بهذا الشكل؟ فهيسونغ ليس لي، و لكنه يملكني الآن
متى سيعود؟ متى سأراه مجدداً؟
أشتاق له أكثر مما أجرؤ على الإعتراف
لكني لا أستطيع أن أهرب من الحقيقة..
أحتاج إليه أكثر مما أحتاج لأي شيء آخر.. أحتاج إليه بطريقة تؤلمني كل لحظة..
و مع ذلك، لا يبدو أنني أريد أن أشفى من هذا الألم أبداً
End pov
توجهت كارينا لغرفة هيسونغ منتهزة فرصة إنشغال يوناه و يوجين و وونهي في المطبخ في الأسفل و هم يعدون بعض الكعك
و ما إن فتحت الباب و دخلت و أغلقته خلفها و إنفردت مع نفسها في غرفته، حتى أخذت تطالع كل شيء يخصه
سريره، دولابه، أغراضه، مكتبه، جهاز الكمبيوتر خاصته، حتى سقطت أنظارها على ورقة مطوية كانت موضوعة على مكتبه لتلتقطها
فتحت كارينا الورقة لتأخذ في قرائتها بصمت بعينيها، لتتفاجأ كثيراً حين أدركت أنها جواباً غرامياً لها لم يجرؤ هيسونغ على إرساله لها أبداً
《عزيزتي كارينا..
أعلم أن كتابة جواب غرامي لكِ هو شيء خاطيء، و مجرد التفكير بكِ يعصف بكل ما أؤمن به من مباديء، و لكنني عاجز عن تجاهل مشاعري نحوكِ..
من اللحظة التي إلتقت بها أعيننا، شعرت نحوكِ بشيء لم أعرف تفسيره و لم أستطع مقاومته في نفس الوقت..
كلما رأيتكِ تشتعل في داخلي مشاعر أعجز عن تفسيرها، مشاعر تتنافى مع الواقع و القيم..
و لكنني رغم ذلك مازلت أكتب لكِ هذا الجواب متجاهلاً أي حسابات..
فكل نظرة، و كل ضحكة، و كل كلمة، و كل همسة، و كل لمسة منكِ تجعلني أسيراً لرغبة محرمة..
أحاول إخفاء ذلك الصراع الذي يمزقني، أحاول كبح مشاعري، و لكنني أفشل..
أعلم أنني يجب أن أكون أقوى و أعقل من هذا، و أن أقاوم هذه المشاعر، و أن تظل مدفونة في داخلي، و لكن مشاعري تغلبني، و قلبي يرفض الإنصياع..
أنتِ قصتي السرية التي لا يعرف عنها أحد..
هيسونغ》
و فوراً بعد الإنتهاء من قراءة هذه الرسالة حين علمت كارينا حقيقة مشاعر هيسونغ نحوها حتى أخذت ورقة من إحدى دفاتره و سحبت قلماً من أقلامه لتبدأ بكتابة جواب غرامي له بدورها
《حبيبي هيسونغ..
لا أعرف كيف أبدأ أو ماذا أقول، و لكن أعجبني كثيراً كونك أرسلت لي جواباً غرامياً مثلما كان يفعل العشاق في الماضي، مثلما يعجبني كل شيء آخر تفعله دائماً..
أعلم أن ما يجمعنا خاطيء، و أن مجرد كتابة هذه الكلمات لك هي جريمة في حق واقعنا، و خيانة في حق زوجي الذي يكون خالك..
و لكن قلبي ينبض بشدة كلما تذكرت كلماتك، لأدرك أكثر و أكثر مع الوقت أنك تملك قلبي بشكل لا أستطيع الفرار منه..
أفكر بك في كل لحظة تمر، و تطاردني صورتك في أحلامي، كأنك تسكن روحي..
أنا أيضاً لا أستطيع كبح مشاعري أكثر من ذلك، لذا مهما كانت عواقب ما بيننا، لست نادمة على ولا لحظة، ولا أي شعور، ولا أي كلمة..
أنت خطيئتي الجميلة، حبي الممنوع، و رغبتي المحرمة..
لك قلبي و كل نبضة فيه..
كارينا
💋》
ختمت كارينا جوابها الغرامي بقبلة على الورقة بأحمر شفاهها، لتقوم بطيها و وضعها لهيسونغ على مكتبه في بقعة يستطع رؤيتها منها بوضوح
لتخرج بعدها من غرفته بحذر كي لا يراها أحد من المتواجدين في المنزل حالياً و تعود لغرفتها مجدداً
**
و بعد عدة ساعات، كان الوقت قد تأخر و صار بعد منتصف الليل بالفعل
كانت كارينا جالسة بمفردها في غرفتها على سريرها البارد الذي لا تتشاركه مع أحد الليلة أيضاً و هي مترددة، هل تتصل بهيسونغ أم لا؟
و لكنها في النهاية قد قررت أن تتصل به حين غلبها الإشتياق و مشاعرها كذلك
《هيسونغ (رد) : كارينا؟》
كارينا : أحم.. مساء الخير هيسونغ
《هيسونغ (بإستغراب) : لماذا تتصلين في مثل هذا الوقت المتأخر؟ هل حدث شيء؟》
كارينا : كلا، لم يحدث شيء
《هيسونغ (بقلق) : أأنتِ بخير؟》
كارينا (مطمئنة إياه) : أجل أجل، أنا بخير، لا تقلق
《هيسونغ : إذاً ما الأمر؟》
كارينا (بصراحة) : أنا.. كنت قلقة عليك قليلاً، لذا أردت أن أسمع صوتك و أطمئن عليك فقط
《هيسونغ : أنا بخير، ماذا عنكِ؟ هل الأمور على ما يرام في المنزل؟》
كارينا : أجل، و لكنني بصراحة أشعر بالفراغ بدون وجودك في المنزل، و مع كل يوم يمر، أجد نفسي أفكر فيك أكثر
ساد الصمت بينهما للحظات حين كان يستوعب هيسونغ ما تقوله كارينا له حينها، لتكمل قائلة
كارينا : لقد إشتقت لك
هذه الكلمة البسيطة منها جعلته يرتبك و لا يعرف ما يقول أو يفعل، لهذا لم يجد حينها ما هو أنسب من أن يتجنب الرد عليها من الأساس
《هيسونغ : لا تقلقي، سنعود غداً مساءً》
كارينا : حقاً؟
《هيسونغ : أجل》
كارينا : لم يخبرني شيهيوك بموعد عودتكما، لهذا لم أكن أعلم مسبقاً
《هيسونغ : أرادها أن تكون مفاجئة》
كارينا : فهمت
عاد الصمت بينهما مجدداً في المكالمة، ليقرر حينها هيسونغ إنهائها بلطف و ود بسيط
《هيسونغ : هيا أخلدي للنوم و إرتاحي و أنتِ مطمئنة البال》
كارينا : سأفعل
《هيسونغ : بالمناسبة..》
كارينا : ماذا؟
《هيسونغ (بإمتنان) : شكراً لأنكِ أسمعتيني صوتكِ》
كارينا : على الرحب
《هيسونغ : تصبحين على خير》
كارينا : و أنت أيضا
إنتهت حينها المكالمة، ليخلد بعدها بطلينا للنوم بعدما كان آخر شيء سمعاه هو صوت الطرف الآخر
**
و في اليوم التالي، عاد كل من هيسونغ و شيهيوك من رحلة عملهما أخيراً كما قال هيسونغ لكارينا في المكالمة البارحة فعلاً
و لكنهما قد عادا في توقيت متأخر بعد منتصف الليل، لذلك لم يكن هناك أحد مستيقظ سوى كارينا فقط و البقية نيام
لذا إستقبلت كارينا زوجها شيهيوك و هيسونغ بترحيب لطيف، ليصعد شيهيوك على الفور لغرفة نومه بهدف النوم لأنه مرهق بشدة من السفر
بينما كان هيسونغ مازال يمتلك بعض الطاقة، ليصعد لسطح المنزل لكي يجلس بمفرده قليلاً، و لكن كارينا قد لحقت به لتنضم إليه و تجلس معه
كارينا (مبتسمة) : حمداً للرب على سلامتك
هيسونغ : شكراً لكِ
كارينا (بإهتمام) : كيف كانت رحلتكما؟
هيسونغ : كانت مليئة بالعمل على آخرها، لم يكن لدينا أي وقت للراحة، خصوصاً أنا، فلدي بعض الخطط السرية المرتبطة برغبتي في الحصول على الثروة كما تعلمين
كارينا : أجل أعلم، و لكنني لم آتي لكي أتجادل معك حول هذا الأمر بل لأطمئن عليك بصدق
هيسونغ : تطمئنين علي؟
كارينا : أجل، لمَ لا؟ لم أكن أكذب حين أخبرتك أنني إشتقت لك كثيراً بالمناسبة
هيسونغ : حسناً.. سأعترف.. أنا أيضاً إشتقت لكِ..
مازالت نبرة هيسونغ باردة و خالية من المشاعر قليلاً و هو يقترب من كارينا أكثر رغم محتواها العاطفي
هيسونغ (مكملاً جملته) : أكثر مما ينبغي علي
Karina pov
في لحظات الصمت بيننا أشعر أننا نتحدث و نفهم بعضنا دون الحاجة للكلمات
End pov
إرتسمت إبتسامة خفيفة على شفتي كارينا و هي تنظر لهيسونغ في تواصل بصري قد جمع بين عينيهما المتلألأتين
كارينا : و أنا أيضاً.. إشتقت لك زيادة عن اللزوم
هيسونغ : لا يجب علي أن أشعر نحوكِ بمثل هذه المشاعر و لكن..
كارينا : و لكن ماذا؟
هيسونغ : أنا..
كارينا (أكملت عنه) : أنت لا تستطيع إنكار الأمر أكثر من هذا، حقيقة أن كلانا يعرف بالضبط ما يشعر
هيسونغ : و لكن ماذا إن كنت لم أعد أستطيع إنكار الأمر أكثر فعلاً؟
كارينا : إذاً سنكون نلعب بالنار
هيسونغ : و لكن من يقترب من النار يحترق
كارينا : إذاً فلنحترق معاً
ما إن قالت كارينا هذه الجملة حتى حاصرها هيسونغ حينها فجأه على باب السطح جاعلاً ظهرهاً للباب و وجهها مقابلاً لوجهه
كان وجهه قريباً جداً من وجهها لدرجة أنها شعرت بأنفاسه الساخنة عليه بينما ألصق جسده الصلب بجسدها الطري جاعلاً نبضات قلبها تتسارع بمزيج من الإثارة و القلق
هيسونغ : ربما أرغب في الإستيلاء على كل شيء ملك لخالي، ماله، ثروته، شركته، مكانته، نجاحه، و لكن هل أنا حقير لدرجة أن أسرق منه زوجته الشابة أيضاً؟
نظرت له لثانية نظرة ترقب لخطوته التالية، لينزل يديه لفخذيها و يرفعها مثبتاً إياها ضد الباب جاعلاً إياه تلف ساقيها حول خصره
ليقوم حينها بإطباق شفتيه على شفتيها بقوة في قبلة شغوفة أخرج فيها كل مشاعره و رغبته التي كان يكبتها لمدة طويلة أخيراً
و سرعان ما حاوطت كارينا ذراعها الأيمن حول رقبة هيسونغ بينما لمست وجهه برقة بيدها اليسرى مستجيبةً له و مبادلةً إياه القبلة بنفس الشغف و القوة
فصلت بعدها هي القبلة أولاً، ليدفن هيسونغ وجهه في رقبتها مقبلاً عنقها و هو غير قادر على التوقف أبداً طالما بدأ
كارينا (هامسة) : لمَ أنت غاضب هكذا؟
هيسونغ (بنبرة مثارة) : لست غاضباً بل متلهف إليكِ حد اليأس، أرغب فيكِ و أحتاجكِ بشدة لا تحتمل
إحتك جسد هيسونغ بجسد كارينا حينها ليثبت لها كلامه و يريها كم هو يريدها و يحتاجها في هذه اللحظة، لتفهم هي قصده
هيسونغ : أنتِ تقودينني للجنون كارينا
تسللت يد هيسونغ تحت فستان كارينا ليتحسس جسدها، فيقرر سحب سحاب فستانها، و يجعلها تخلعه تماماً، لتصبح أمامه بحمالة صدرها و سروالها الداخلي فقط حينها
أدرك هيسونغ حينها شيئاً مهما جداً و هو يحدق في هذا المنظر الجميل الذي بين ذراعيه، و هو أن كارينا لم تمنعه أبداً حتى الآن، مما جعله يتوتر لوهله
هيسونغ : يا! ما خطبكِ؟! أخبريني أن أتوقف! إمنعيني كارينا!
و لكن رغم ما قاله هيسونغ إستمرت كارينا في النظر إليه بترقب و ثبات دون أن ترد عليه، ليعاود تكرار ما قاله لها مجدداً
هيسونغ : أطلبي مني أن أتوقف الآن و إلا لن أستطيع أن أتوقف أبداً إن إنجرفت أكثر من هذا!
كارينا : لا!
فاجئت كارينا هيسونغ بردها، و لكن فاجئته أكثر بسحبها له من ياقة قميصه و تقبيلها له على شفتيه مبادرةً أولاً هذه المرة، ليبادلها هيسونغ القبلة قبل أن تفصلها هي مجدداً
كارينا : لا أريدك أن تتوقف أبداً!
هيسونغ : هل أنتِ مستوعبة لمعنى ما تقولينه كارينا؟!
كارينا : أجل هيسونغ، أنا مدركة تماماً لما أطلبه منك الآن
هيسونغ : اللعنة!
لعن هيسونغ قبل أن يقوم بحمل كارينا و الإتجاه بها نحو إحدى الأرائك لينزلها عليها لتستلقي عليها كما لو كانت سريراً، ليعتليها مغطياً جسدها بجسده
لتنتهز كارينا فرصة قربه الشديد منها هذه و تقوم بسرعة بفك أزرار قميصه واحداً تلو الآخر بجرأة، لتساعده على خلعه ليصبح حينها عاري الصدر ببنطاله فقط
لينهض حينها هيسونغ من فوقها و يبدأ بفك حزام بنطاله بيد واحدة أمامها جاعلةً إياها تشعر بإثارة و إستعداد أكثر لما سيحدث بينهما بعد لحظات من الآن
و بعد لحظات، كان كلاهما عاريان لا يرتديان شيئاً، و لكن هيسونغ مازال حذراً بشأن الأمر حتى آخر لحظة
هيسونغ : أنظري إلي كارينا
كارينا (نظرت في عينيه) : هممم؟
هيسونغ : لقد كنت أحلم بهذه اللحظة بيننا منذ وقت طويل، و لكن هل أنتِ متأكدة أنكِ ترغبين في هذا أيضاً؟
كارينا : أجل
هيسونغ : هل أنتِ متأكدة حقاً أنكِ تريدينني أن أفعلها؟!
كارينا : أجل هيسونغ، هيا، إفعلها!
و بكلمة سحرية واحدة فقط من كارينا، صار جسديهما حينها متصلين كواحد، و شفتيهما كذلك أيضاً في قبلة عاشقة أخرى
غرزت كارينا أظافرها بقوة في ظهر هيسونغ بسبب قوة ما يفعلانه و جسديهما يتعانقان معاً بهذه الطريقة تحت أضواء النجوم
كارينا : أعترف أنني أعرف أن هذا خاطيء! و لكنني لم أعد أستطيع مقاومتك بعد الآن! كما لو كنت مدمنة إياك! و ما نفعله الآن خطيئة! و لكنني لم أعد أهتم! أنا أحبك هيسونغ! و أحتاجك! و أريد أن أكون معك في كل لحظة! و أرغب في لمساتك و أحضانك و قبلاتك لي بشدة!
هيسونغ : أنا أيضاً أحبكِ حد اللعنة كارينا! و أشعر بالغيرة الشديدة من ذلك الخنزير السمين على إمتلاككِ! أرغب بشدة أن أخطفكِ منه و أجعلكِ ملكي أنا للأبد! حتى لو كان الثمن أن أخون عائلتي بأكملها! لا أهتم!
كارينا : أنا أيضاً لا أهتم! لا أهتم لكوني زوجة خائنة! و لا أهتم لحقيقة أننا نعد أقرباء بالمصاهرة! و لا أهتم بأي شيء قد يشكل عائقاً أمامي و يمنعني من أن أكون معك! فكل ما يهمني الآن في هذه اللحظة أننا عاشقان يعشقان بعضهما بجنون!
هيسونغ : أهذا يعني أنكِ تنتمين لي؟
كارينا : أجل هيسونغ! منذ أول لحظة رأيتك فيها علمت أن قلبي قد سبقني بالهروب لعندك! هو ينتمي لك بالفعل حبيبي!
هيسونغ : إن علم خالي بهذا الأمر سيتبرأ مني و يطلقكِ و يلقي بكلينا في الشارع
كارينا : إذاً لن نسمح له بأن يشك فينا و لو لثانية واحدة حتى، لا هو ولا البقية أيضاً
هيسونغ : أنتِ محقة
و مع كل ثانية و كل دقيقة تمر، أخذهما الإندماج أكثر و أكثر في ما كانا يفعلانه حينها
كارينا (مستمتعة) : أوه.. هيسونغ.. أنت جيد في هذا حقاً.. يعجبني هذا الشعور كثيراً.. أحب كل لمسة تلمسني بها.. لم أشعر بمثل هذه المشاعر أبداً معه.. لا يمكنني أن أقارنه بك أصلاً.. لذا لا تتوقف أرجوك.. إستمر حبيبي
هيسونغ : حديثكِ بهذه الطريقة يجعلكِ تبدين أكثر إثارة، خصوصاً مع إعترافكِ بتلك المقارنة الخاسرة بيني و بينه، تجعلني أشعر أنني الرجل الوحيد في حياتكِ
كارينا : إعتباراً من هذه اللحظة أنت كذلك بالفعل حبيبي
هيسونغ : قوليها مجدداً
كارينا : أنا صرت أكرهه بينما أحبك أنت هيسونغ!
هيسونغ : اللعنة!
أزاد حينها هيسونغ من سرعته أكثر، و ظلا هكذا لمدة تزيد عن نصف ساعة، إلى أن وصلا معاً للذروة أخيراً، جاعلين السماء تشهد على هذه الخيانة التي إقترفاها للتو بسبب شهوتهما
لينتهي هيسونغ و يرتمي على الأريكة بتعب، و يأخذ كارينا في حضنه معانقاً إياها من الجانب جاعلاً رأسها يستقر بأمان على صدره بينما كان كلاهما يلهث بشدة بسبب ما فعلاه للتو
أخذت كارينا بعض اللحظات لكي تستوعب أنهما أخلاقياً قاما للتو بإقتراف الخيانة بينما دينياً قاما بإقتراف خطيئة الزنا الكبرى
لاحظ هيسونغ صمت و شرود كارينا و تعابير وجهها غير المبشرة، ليقرر حينها سؤالها بنبرة حنونة قائلاً
هيسونغ (بحنان) : هل أنتِ بخير؟
كارينا (إنتبهت له) : ها؟ ماذا تعني؟
هيسونغ (بقلق صادق) : أقصد، هل ألمتكِ؟ كنت عنيفاً بعض الشيء، لذا هل تألمتِ حين تعمقت كثيراً؟ هل كان الأمر أكثر من سعة تحملكِ؟
سؤال هيسونغ ذاك كان مليئاً بإهتمام و حنان لم تشعر بهما كارينا في حياتها من قبل، فجعلها تدرك للتو كم هو كان مهتماً بأن تستمتع معه و أن يشبع لها كل رغباتها مثله تماماً، على العكس من زوجها شيهيوك الذي كان لطالما يتصرف بأنانية شديدة في هذا الأمر تحديداً
كارينا (إبتسمت) : كلا، أنا بخير، لا تقلق
هيسونغ : هل أنتِ متأكدة؟
كارينا (بإمتنان) : أجل، هذه كانت واحدة من أجمل اللحظات التي مرت علي في حياتي بأكملها، شكراً لك
هيسونغ : أهذا يعني أننا صرنا في علاقة الآن؟
كارينا : هممم.. أعتقد هذا
نهضت حينها كارينا من بين حضن هيسونغ و بدأت بإرتداء ملابسها مرة أخرى بسرعة، ليفعل هو الآخر المثل
كارينا : يجب أن نعود لغرفنا بسرعة قبل أن يلاحظ أحد غيابنا، خصوصاً شيهيوك، إن إستيقظ و لم يجدني بجانبه في السرير سيقلق كثيراً
هيسونغ : و لكن هل يمكننا فعلها مجدداً لاحقاً؟
كارينا : ماذا تقصد؟
هيسونغ : هل يمكننا الممارسة معاً مرة أخرى؟
سأل هيسونغ ببعض التردد مترقباً بشدة رد كارينا التي كانت قد إنتهت أخيراً من إرتداء فستانها مجدداً، لتقترب منه بشدة و تحاوط رقبته بذراعيها و تقرب شفتيها من أذنه لتقول له
كارينا (هامسة) : بالطبع حبيبي، فأنت من هذه اللحظة صرت عشيقي السري
أنهت كارينا جملتها لتطبع قبلة أخيرة على رقبة هيسونغ مودعةً إياه قبل أن تهرب و تنزل بسرعة للطابق السفلي عائدةً لغرفتها
كانت نبضات قلب كارينا جنونية لا تستطيع أن تهدأ، بينما عقلها مازال لا يستطيع إستيعاب ما حدث للتو، أنها مارست الحب مع هيسونغ
أجل، هذا صحيح، لقد خانت زوجها للتو، مع ابن أخته الأكبر، و إرتكبت خطيئة الزنا، و لكنها لا تبدو نادمة على الأمر على الإطلاق رغم هذا، ولا هيسونغ أيضاً
ليعود هيسونغ هو الآخر لغرفته و يغلق الباب على نفسه و يستند على الباب بظهره و هو يحاول أن يتحكم بنفسه و بمشاعره التي سيطرت عليه تماماً قبل قليل
فهو قد تخطى حدوده، و لم يكتفي فقط بتقبيل كارينا هذه المرة بل مارس معها أيضاً، و أصبح عشيقها السري، و صارت هناك بينهما منذ هذه اللحظة علاقة خيانة سرية من خلف ظهر خاله شيهيوك و بقية أفراد العائلة
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
مواجهة يوجين لهيسونغ؟
ما قاله شيهيوك لكارينا عن هيسونغ؟
قرار كارينا بأن تصبح حليفة لهيسونغ؟
إعتراف يوجين بحبه لليسو؟
حديث يوناه مع صديقتها المقربة جيمين؟
إشتياق كارينا لهيسونغ أثناء غيابه؟
جواب هيسونغ الغرامي لكارينا؟
جواب كارينا الغرامي لهيسونغ؟
إعتراف كل من هيسونغ و كارينا بحبهما للآخر أخيراً؟
الخطيئة العظمى التي إرتكباها هيسونغ و كارينا معاً؟
دخول هيسونغ و كارينا في علاقة عاطفية سرية خيانة لشيهيوك؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro