بارت 4
بعد بضع الوقت خلال حفلة عيد الميلاد، و وسط أصوات الموسيقى العالية و صخب الإحتفال الذي كان يملأ المكان
كانت كارينا تقف لوحدها تتأمل ما يدور حولها و تحاول الإنسجام في الجو بإبتسامة حين شعرت فجأة بيد تمسك بذراعها برفق و لكن بإصرار ساحبةً إياها إلى زاوية مظلمة بعيدة عن أعين الآخرين
كان ذلك هيسونغ، بإبتسامته الغامضة و نظراته الساحرة بالنسبة لها، و بهدوء و براعة حاصرها قبالة الحائط، و قرب وجهه من وجهها حتى إستطاعت أن تشعر بأنفاسه الدافئة تلامس بشرتها، ليهمس في أذنها بصوت منخفض مغوٍ ليقول
هيسونغ (هامساً بإثارة) : تبدين جميلة جداً الليلة في هذا الفستان القصير نونا، يجعلكِ أكثر إثارة من المعتاد، و لكنكِ في الحالتين مثيرة جداً على قلبي
كانت تحاول كارينا أن تظل ثابتة و ألا تنهار، خصوصاً أن قلبها كان ينبض بقوة و تدافعت الحرارة عبر جسدها لمجرد إقتراب هيسونغ منها بهذا الشكل
و قبل حتى أن تستوعب كلماته الساحرة كلياً، إنحنى هيسونغ أكثر بهدوء ليقبل عنقها بجرأة مفاجئة، جاعلاً جسدها يقشعر و عينيها تنغلقان في لحظة ضعف لم تستطع مقاومتها
و لكن هذه اللحظات لم تستمر طويلاً، حيث أن كارينا قد إبتعدت رفضاً ببطء متردد محاولةً ألا تستسلم له بهذه السهولة
نظرت في عينيه لوهله بوجهها المحمر و أنفاسها التي تعبر عن تسارع نبضات قلبها داخل صدرها قبل أن تهرب منه مسرعةً نحو غرفة نومها
لتظل على هذا النحو لبقية الحفلة، حابسةً نفسها في الغرفة مدعيةً أنها تشعر بالتعب و لم تحتك بأي أحد مجدداً لكي لا يروا حالتها الفوضوية التي تسبب بها هيسونغ بتصرفه الجريء ذاك قبل قليل
و لكن أهم شخصين لم ترد كارينا أن يروها في هذه الحالة هما زوجها شيهيوك و هيسونغ نفسه
**
و في المساء، قرابة منتصف الليل، أي بعد إنتهاء حفلة عيد ميلاد وونهي و خلود أغلب أهل المنزل للنوم
كان شيهيوك يجلس في مكتبه الخاص و هو يعمل على بعض الأوراق المهمة في الشركة و يفكر في بعض الأمور الأخرى مع نفسه قليلاً في هذا الهدوء
حتى مر هيسونغ من عند عتبة باب مكتبه، و كان يبدو أنه يراقبه متردداً قليلاً في الدخول أم لا، و قد لاحظ شيهيوك ذلك
شيهيوك : هل هناك خطب ما هيسونغ؟
هيسونغ : كلا، لا شيء
شيهيوك : إذاً تعال، دعنا نتحدث قليلاً
رغم أن هيسونغ أنكر أن هناك أمر ما، نفذ أمر خاله و دخل للمكتب فعلاً و لكنه ظل واقفاً و لم يجلس
شيهيوك : لمَ لا تجلس؟
هيسونغ : لا أريد
شيهيوك : على راحتك إذاً
نهض حينها شيهيوك من مكانه الذي هو كرسي مكتبه المريح، ليقف قبالة هيسونغ مباشرةً و هو ساند قليلاً على المكتب بأسفل ظهره
شيهيوك (بمباشرة) : إسمع يا فتى، أنا على دراية تامة بمدى كراهيتك لي، و لكن دعني أؤكد لك أن كراهيتك لي ليست نابعة سوى من عدم معرفة، فوالدتك التي تكون شقيقتي الوحيدة لم تخبرني أبداً عن أزمتها المالية
هيسونغ (ببعض الهجومية و الحده) : و لكنك أيضاً لم تكترث لتسأل أصلاً، كما لو لم يكن لديك شقيقة أبداً في الأساس
شيهيوك (محاولاً إقناعه) : الحياة تلاهي هيسونغ، و أنا كنت مشغولاً، كنت أبني إمبراطوريتي و أحاول جعل شركتي تنجح، و كنت أحاول أيضاً تربية ابنتي الوحيدة كأب أرمل، فلم يكن لدي أي فكرة عن مرض والدتك، قد أكون أخاً سيئاً و لكن ليس لديك الحق لتلومني على هذا
هيسونغ (ببعض الإنفعال) : بل على العكس! لدي كل الحق لألومك، فوالدتي توفيت بسببك أنت!
شيهيوك : و كيف تظن أنني شعرت حين وصلني خبر وفاتها؟! كنت محطماً! و لكنني أيضاً كنت غاضباً منها لأنها لم تخبرني عن مرضها! فلطالما كانت عنيدة، مثلك تماماً، لم تكن تحب أن تكون عبئاً على أحد، كان لديها كبرياء، و أرى أنك ورثت هذه الصفة منها أيضاً
هيسونغ (بتهكم) : أنت لا تعرف أي شيء عني
شيهيوك : صحيح، ربما لا أعرف الكثير عنك و لكنني على الأقل أحاول، و الدليل هو أنني تكفلت بك أنت و شقيقاك و جعلتكم تنتقلون للعيش معي هنا لكي أصرف عليكم، أليس هذا كافياً؟
هيسونغ : الأمر ليس بهذه البساطة، بعض الجروح لا تلتئم أبداً
و في هذه اللحظة، كانت كارينا مارةً بالصدفة من جانب المكتب، و لكنها توقفت حين سمعت صوت هيسونغ، لكي تتسحب و تختبيء خلف الحائط و تأخذ في التصنت عليهما و الإستماع لما يقولانه
شيهيوك : و أنا آسف لأجلك هيسونغ، آسف لأنني خذلتك، و آسف لأنني لم أستطع إنقاذ والدتك، و آسف لأنني لم أعرف كم كنتم تحتاجون إلي
هيسونغ : يمكنك أن تتأسف كما تشاء، و لكنني مازلت لن أسامحك أبداً
شيهيوك : إذا لن تقبل إعتذاري فعلى الأقل قدر حقيقة أنني أحاول تعويضكم الآن، لا تجعل الكراهية تعمي بصيرتك
هيسونغ (بمحاسبة) : الأمر لا يتعلق بذلك فقط، بل أنت أيضاً ذهبت و تزوجت من فتاة شابة في عمر ابنتك!
شيهيوك (بإنزعاج) : يا! حياتي الشخصية ليست من شأنك أبداً أيها الفتى!
هيسونغ (بإنفعال) : توقفت عن مناداتي بالفتى فأنا لست طفلاً! أنا في الثالثة و العشرين من عمري! أي أنني رجل!
شيهيوك : أوه حقاً؟ إذاً تصرف كواحد! و تحدث معي بإحترام كرجل بالغ يعرف حدوده جيداً و ليس طفل صغير غاضب!
هيسونغ : أتسائل حقاً لمَ تزوجت منها
شيهيوك : قلت لك أن زواجي أمر لا يخصك! لقد تزوجت كارينا لأنني كنت أرغب في الرفقة! و لكن لمَ يهمك الأمر لهذه الدرجة على أي حال؟ أتشعر بالغيرة؟
هيسونغ (بتفاجؤ) : الغيرة؟!
شيهيوك (بإستفزاز) : أجل، بسبب كراهيتك الشديدة لي لا تستطيع تحمل كوني سعيداً مع زوجتي الشابة الجميلة
شكر هيسونغ الرب في داخله أن خاله لم يكن يقصد الغيرة بالشكل الذي فكر فيه للتو لوهله، ليتدارك الموقف فوراً و يرد قائلاً
هيسونغ (بتقرف) : أنت مخطيء تماماً، زواجك منها ذاك يجعلني أشعر بالإشمئزاز!
شيهيوك : إخرس! أنت لا تعرف شيئاً! كما أن كارينا ليست طفلة صغيرة قاصرة بل امرأة بالغة تعرف ما تفعل جيداً!
إبتسم حينها هيسونغ إبتسامة جانبية ساخرة بتهكم و عدم إتفاق لأنه يعرف جيداً حقيقة كارينا و السبب الحقيقي لزواجها من خاله
شيهيوك (بنفاذ صبر) : إسمع هيسونغ! لقد تساهلت كثيراً معك بسبب شعوري بالذنب و تقديري لمشاعر حزنك على والدتك! و لكنني لن أتهاون مع عدم إحترامك لي بعد الآن! لذا لا تختبر صبري! أفهمت؟!
هيسونغ (بلهجة حادة) : عليك أنت تحذر مني يا خالي! إحذر جيداً جداً! أنت و تلك العاهرة التي تزوجتها!
شيهيوك (بغضب) : أيها اللعين! كيف تجرؤ؟!
في هذه اللحظة قام شيهيوك بصفع هيسونغ على وجهه بقوة بسبب قلة أدبه و عدم إحترامه و سبه لكارينا للتو أيضاً
شيهيوك : أغرب عن وجهي حالاً!
نظر حينها هيسونغ لشيهيوك بحقد و غضب دفين قبل أن يخرج من المكتب بسرعة متجهاً نحو غرفته دون أن ينتبه لكارينا التي كانت حرفياً تقف خارجاً بجانب الباب
**
و في صباح اليوم التالي، يوم جديد تماماً ليس له علاقة بالذي قبله بأي شكل من الأشكال
إستيقظ أفراد العائلة الستة و قاموا بعمل روتينهم اليومي، ليجتمعوا معاً على مائدة الطعام لتناول الفطور الذي أعدته لهم الخادمة سيريا بمفردها
سيريا (بأدب) : بالهناء و الشفاء جميعاً
كارينا (بلطف) : شكراً لكِ سيريا
سيريا (إنحنت بخفة) : على الرحب و السعة سيدتي
شيهيوك : هيا تفضلوا بتناول الطعام
أذن شيهيوك للبقية بأن يبدأوا في تناول الطعام بعدما ذهبت سيريا، ليبدأوا في الأكل أولاً قبل الحديث
و لكون كارينا تجلس قبالة هيسونغ، وجدت نفسها من بين الحين و الآخر تخطف نظرات سريعة له حيث كان هو مشغولاً في تناول طعامه متجاهلاً إياها و البقية
كانت كارينا مستغربة و تشعر بفضول متزايد بسبب برود هيسونغ هذا الصباح، كانت تفكر في إحتمالية كونه مازال منزعجاً من صفع شيهيوك له البارحة، حتى قاطع حبل أفكارها صوت زوجها شيهيوك متحدثاً فجأه قائلاً
شيهيوك : إذاً.. ما هي خطط الجميع لليوم؟
يوناه : لدي محاضرات كثيرة اليوم، ربما أتناول الغداء مع صديقتي المقربة أثناء إحدى الفواصل
وونهي : و أنا سأذهب مع ايروها بعد المدرسة لشراء طلاء أظافر جديد من لوني المفضل لأنه قد نفذ
يوجين : أما أنا فسأذهب للمكتبة للدراسة قليلاً
كارينا : بمفردك؟
يوجين : أجل، لا أحب الدراسة الجماعية لأنها تجعلني غير قادر على التركيز
كارينا : أوه فهمت، لابد أنك مجتهد جداً
شيهيوك (لهيسونغ) : ماذا عنك هيسونغ؟
هيسونغ : ماذا عني؟
شيهيوك : هل لديك خططاً لليوم؟
هيسونغ : بعدما تركت العمل بدوام جزئي.. كلا
شيهيوك : ممتاز، إذاً ستأتي معي للشركة اليوم
هيسونغ (ببعض الإستغراب) : ماذا؟
كارينا (بحماس) : أوه هذا رائع عزيزي! ستقوم بتوظيف هيسونغ عندك في الشركة كما إقترحت عليك؟
شيهيوك : هذا صحيح
يوناه (برضا) : واو! هذا رائع حقاً! تهانينا على الوظيفة الجديدة مقدماً هيسونغ هههه
كان يبدو الجميع تقريباً سعداء بهذا الخبر عدا هيسونغ الذي لم يبدي سوى رده فعل باردة دون أن يعلق أو يعترض على الأمر، مما جعل كارينا تشعر بالفضول أكثر نحوه
كارينا (مغيرة الموضوع) : على أي حال، أخطط اليوم للذهاب للكنيسة
يوناه : أوه، أنتِ مسيحية أيضاً؟
كارينا : أجل، أتبع الطائفة الكاثوليكية، حتى أن اسمي "كارينا" أتى من اسم المعمودية الخاص بي "كاتارينا"
يوناه : أوه مثير للإهتمام حقاً
كارينا : أعتبر نفسي متدينة إلى حد ما، فأنا أواظب على الصلاة و حضور القداس كل يوم أحد، و أتناول، و أقوم بالإعتراف و طلب المغفرة من الكاهن، كما أنني دائماً ما أقوم بصلاة رسم الصليب أيضاً
وونهي (بفضول) : و كيف تكون هذه؟
كارينا : هكذا
أرت حينها كارينا وونهي كيفية القيام بصلاة علامة الصليب عملياً، فبدأت بوضع أطراف إصبعي السبابة و الوسطى معاً على جبهتها، منتقلةً إلى منتصف صدرها، لتحركهما إلى كتفها الأيسر أولاً ثم إلى كتفها الأيمن
كارينا : أرأيتِ؟ إنها سهلة جداً
وونهي (بإنبهار) : واو!
كارينا (ضحكت بخفة) : ههه
وونهي (لشيهيوك) : أبي، هل يمكنني الذهاب مع كارينا أوني للكنيسة في إحدى المرات؟
شيهيوك (رافضاً) : لا
وونهي (بحزن) : أوه
هيسونغ (مغيراً الموضوع) : على أي حال، مادمت سأذهب للشركة اليوم علي أن أقوم بتغيير ملابسي لشيء لائق أكثر
شيهيوك : صحيح، قم بإرتداء بذلة رسمية
هيسونغ : حسناً
نهض حينها هيسونغ أول شخص من على مائدة الطعام ليصعد لغرفته بنية تغيير ملابسه، لتهديء حينها كارينا من حماسها قليلاً حيث أنها شعرت لوهله أنها فقدت طاقتها الإيجابية بمجرد مغادرة هيسونغ
**
و بعد عدة ساعات في اليوم، تحديداً في شركة شيهيوك، إنتهى إجتماع مجلس الإدارة بتعيين هيسونغ ليس فقط كموظف عادي في الشركة بل كمدير مالي للشركة بأكملها، أي "CFO"، مما جعل الجميع تقريباً يتفاجئون و بما فيهم هيسونغ نفسه
غادر الجميع المكتب بعد إنتهاء الإجتماع كما أمرهم شيهيوك بما فيهم هيسونغ أيضاً، ليبقى بمفرده في الغرفة برفقة موظف الموارد البشرية الخاص بالشركة
الموظف : سيدي
شيهيوك (ببرود) : ماذا؟
الموظف (ببعض التردد) : أتفهم أنك ترغب في توظيف ابن أختك عندك في الشركة، و لكن إعطاءه منصب المدير المالي دفعة واحدة؟
شيهيوك (بإنزعاج) : و هل تظن أنك لديك الحق في محاسبتي على قراراتي؟!
الموظف : العفو سيدي، لم أقصد ذلك طبعاً
شيهيوك : قد يكون هيسونغ شاباً صغيراً في السن، و لكن لديه الإمكانيات و المهارات الكافية ليكون المدير المالي لشركتي
الموظف : و لكن كيف تعرف ذلك سيدي؟ ملف سيرته الذاتية لا يذكر أنه قد عمل في شركة من قبل على الإطلاق
شيهيوك (بتكبر) : لدي طرقي الخاصة، لذا لا تجرؤ مرة أخرى على التحدث و كأنك تعرف أكثر مني، فأنا أعرف ما أفعل جيداً!
الموظف (إنحنى بخفة) : أعتذر منك سيدي
غادر حينها موظف الموارد البشرية المكتب هو الآخر، ليترك حينها شيهيوك بمفرده و هو يفكر في قراره الذي إتخذه للتو
Sihyuk pov
لنرى إذاً كيف ستتصرف أيها النكرة!
End pov
**
أما عند زوجة شيهيوك الشابة كارينا، حين حل قليلاً المساء الهاديء، كانت هي بالفعل داخل الكنيسة كما قالت صباحاً، حيث كان الضوء الخافت للشموع يضفي جواً من السكينة
تقدمت كارينا ببطء نحو غرفة الإعتراف بينما قلبها يخفق بشدة، فقد كان قرارها بالإعتراف ثقيلاً عليها، و لكنها كانت تبحث عن التوجيه و عن طريقة تخلصها من هذا الشعور المحرم الذي كان يأخذ في التزايد أكثر و أكثر
جلست خلف الستار الذي يفصلها عن الكاهن، و أخذت نفساً عميقاً، بينما من الطرف الآخر جاء صوت الكاهن الهاديء ليسألها برفق بعدما طلبت منه التوبة
كارينا (بضعف) : إغفر لي يا أبتي، فلقد أخطأت
الكاهن (بهدوء) : ابنتي، ما الذي تحمله روحكِ من أثقال اليوم؟
كارينا : أبتي، أنا.. أنا أحمل في داخلي شعوراً أخجل من الإعتراف به، فهو شعور لا أستطيع السيطرة عليه، و لكنه يحرقني من الداخل
الكاهن (برفق) : أسمعكِ
كارينا (ببعض التردد) : الأمر متعلق بأحد أقاربي، ابن أخت زوجي هيسونغ،.. لا أعلم كيف بدأت هذه المشاعر و لكنني أشعر بأنني منجذبة إليه بطريقة لا تليق بامرأة متزوجة
الكاهن (فهم قصدها) : أجل
كارينا : أحاول أن أبعده عن تفكيري، و لكن كلما رأيته.. أضعف! أشعر أنني أخون زوجي في قلبي، حتى لو لم أفعل شيئاً فعلياً
استمع الكاهن لإعتراف كارينا بصمت و إصغاء، ثم قال بصوت دافيء يشوبه الحزم رداً عليها
الكاهن : يا ابنتي، في بعض الأحيان تختبرنا الحياة بأمور صعبة تجعلنا نضعف، و لكن تذكري أن الرب يرشدنا حتى نعود إلى طريق الصحيح، و لقد أتيتِ إلى هنا بالفعل، و إعترافكِ هذا هو الخطوة الأولى نحو التحرر من هذا الشعور المحرم
أخذت كارينا حينها نفساً عميقاً، و كأن كلمات الكاهن كانت تهديء من اضطرابها قليلاً، و لكن ليس كلياً بعد
كارينا : و لكن كيف أبتعد عن هذه المشاعر؟ كيف أقوي قلبي لكي لا أضعف أمامه؟
الكاهن : بالصلاة يا ابنتي، و الإقتراب من الرب بقلب نقي، و تذكري حبكِ و ولاءكِ لزوجكِ، و تذكري وعودكِ أمام الرب، حتى لو كان زوجكِ ذاك لا يعتنق نفس ديانتكِ، أي قاومي أفكاركِ هذه بالصلاة و التفكر فيما يبعدكِ عن هذا الشعور، فالحب الحقيقي لا يشوبه رغبة خاطئة، و متى ما شعرتِ بتلك الأفكار توجهي على الفور للصلاة له ليمنحكِ القوة
مسحت حينها كارينا دموعها التي انهمرت بهدوء تزامناً مع كلام الكاهن، و شعرت بثقل يُرفَع عن كاهلها و لو قليلاً، فهي كانت تشعر في داخلها ببعض العار و الخجل من نفسها
كارينا (أومأت بالإيجاب) : شكراً لك يا أبتي
شكرت الكاهن بصوت خافت، و خرجت من غرفة الإعتراف بروح أشد عزماً على مواجهة هذا الشعور، عازمةً على إستعادة نقاء قلبها و وفائها
لتجلس حينها كارينا على إحدى المقاعد الخشبية أو الأرائك في الصفوف الخلفية لصحن الكنيسة المقابل للهيكل، بينما يديها متشابكتان أمامها، و رأسها منحنٍ في خشوع
همست بصوت منخفض و هي تغلق عينيها، محاولة كبت المشاعر المتضاربة التي تتصارع داخلها و التواصل بصدق مع الرب قائلةً
Karina pov
يا إلهي، أنا لا أستطيع السيطرة على أفكاري، أشعر بالخجل من نفسي، أشعر أنني خنت الثقة التي وضعتها بي
أعلم أنني متزوجة، و أن من أفكر فيه ليس لي
و لكن لماذا؟ لماذا كلما أراه أشعر و كأن قلبي يخونني؟
هناك شيء في حضوره يجعلني أضعف، و خصوصاً في تلك النظرة الجريئة التي تقتحم روحي دون إذن
أشعر أنني أفقد السيطرة، و أخاف أن أقترف خطيئة عظيمة
أعلم أنه اختبار لإيماني، لذا أرجوك أن تمنحني القوة لأغلق قلبي أمام هذا الشعور، و لأبتعد عن هذا الطريق المحفوف بالمخاطر
ساعدني على أن أظل مخلصة، و ألا أضعف أمامه، و أمام هذا الإعجاب المحرم
و أنا أعدك بأنني سأبذل قصارى جهدي لأقاوم
فقط ساعدني في ألا أنسى، و ألا أخون
End pov
نهضت حينها كارينا من مقعدها بعد الصلاة، و قلبها مثقل بالندم و الألم، و لكنها شعرت ببعض الراحة
لتتابع طريقها لخارج الكنيسة، عازمةً على المحاولة، و لو كان الطريق صعباً، لتبتعد عن هذا الإعجاب المحرم كما قالت
**
لاحقاً في نفس الليلة، بعدما عاد جميع أفراد العائلة للمنزل بعد مشاويرهم المتفرقة اليوم
كان شيهيوك في غرفة نومه برفقة زوجته الشابة كارينا يقوم بتغيير ملابسه لملابس منزلية مريحة، بينما كانت هي تجلس على السرير و تتحدث معه بإهتمام واضح
كارينا (بفضول) : كيف سار تعيين هيسونغ في الشركة اليوم؟
شيهيوك : ممتاز، لقد قمت بتعيينه مديراً مالياً للشركة
كارينا (بتفاجؤ) : ماذا؟ المدير المالي دفعة واحدة؟
شيهيوك : أجل، قد يكون صغيراً في السن و لكن لديه الإمكانيات، لذا لا تقلقي عزيزتي، أنا أعرف ما أفعل جيداً
كارينا (ببعض الإستغراب) : لماذا تخطط بالضبط؟
شيهيوك : هممم.. دعيني أقول أنني أعطيك هيسونغ مركزاً مهماً كخطوة محسوبة بدقة شديدة
كارينا (بفضول) : كيف؟
شيهيوك : هيسونغ يكرهني كثيراً و على الأرجح يرغب في الإستيلاء على الشركة كجزء من أحلامه و طموحاته الشابة، و لكنه لن يدرك أنه سيكون في الأساس يعمل لصالحي
كارينا : و كيف هذا؟
شيهيوك (بفخر بنفسه) : بإعطاءه لهذا المركز سيكون قد وقع في فخي و صار تحت عيناي بشكل كامل، سيخضع لإشرافي و مراقبتي له بشكل مباشر، لذلك لن يستطيع أن يخرج عن طوعي أبداً
كارينا : أوه.. و هل تعتقد أن هذا سينجح حقاً؟
شيهيوك (بثقة) : أجل، لأن هيسونغ سيحاول أثبات نفسه كمدير مالي جدير
كارينا : ربما أنت محق
شيهيوك : أنا كذلك، ثقي بي، لعبت هذه اللعبة لسنين طويلة، قبل مولد هيسونغ حتى، هو يظن أنه يستطيع التغلب علي، و لكنه في النهاية مجرد جندي في لعبة الشطرنج خاصتي و أنا هو الملك
قاطع حوار كارينا و زوجها شيهيوك طرق أحدهم على الباب فجأه، ليأذن له شيهيوك بالدخول شفهياً
شيهيوك (بصوت مسموع) : أدخل!
ليفتح الباب حينها و يظهر أن الطارق كان وونهي، لتبتسم لها كارينا بلطف فور أن رأتها
كارينا (مبتسمة بلطف) : ما الأمر عزيزتي وونهي؟ هل هناك خطب ما؟
وونهي (بلطف) : أتيت لأخبركما أنني أعددت سهرة أفلام عائلية و كل من هيسونغ و يوناه و يوجين يجلسون في الأسفل، لذا أتيت لكي أدعوكما للإنضمام إلينا
شيهيوك : شكرا على الدعوة يا صغيرتي و لكنني مرهق جداً و ليس لدي طاقة لشيء لا داعي له كهذا
وونهي : أوه هيا أبي، أرجوك
شيهيوك : قلت لا وونهي
وونهي (نظرت لكارينا) : كارينا أوني
إستعانت حينها وونهي على الفور بزوجة أبيها كارينا لكي تؤثر على والدها و تجعله يوافق، و بالطبع كون كارينا تلعب دور زوجة الأب المثالية حاولت إقناع شيهيوك بالموافقة لأجل وونهي
كارينا : أوه هيا عزيزي، سنستمتع بوقتنا معاً كعائلة واحدة، و إن شعرت بالإرهاق في منتصف الفيلم فقط إنهض و أخلد للنوم
وونهي (متفقة) : أجل
شيهيوك (تنهد بإستسلام) : هاه.. حسناً
وافق شيهيوك أخيراً لتسعد حينها وونهي كثيراً و تشكر كارينا على مساعدتها لها
وونهي (بإمتنان) : شكراً جزيلاً لكِ أوني
كارينا (ضحكت بلطف) : هههه على الرحب و السعة يا عزيزتي
**
و أخيراً، نزلت وونهي برفقة والدها شيهيوك و زوجته كارينا، لينضموا للأشقاء الثلاثة الذين كانوا جالسين بالفعل في غرفة المعيشة في إنتظار بدء السهرة
بالطبع كانت يوناه متحمسة كثيراً للأمر، بينما كان يوجين لا يمانع، و لكن كان هيسونغ بالتأكيد جالساً رغماً عنه و هو لا يطيق ثانية يحتك فيها بخاله شيهيوك ولا بزوجته كارينا أيضاً
جلس حينها شيهيوك على أريكة منفصلة بمفرده بينما جلست زوجته كارينا بجانب هيسونغ على الأريكة المشتركة، لتقوم حينها وونهي بتشغيل فيلم كرتون "Inside out 2" الجديد و تجلس على الأرض
و خلال إشتغال الفيلم، وضعت كارينا ساقاً فوق الأخرى بأنوثة عفوية مظهرة فذخيها المثيران بسبب فستانها القصير الذي كانت ترتديه
لفتت هذه الحركة منها إنتباه هيسونغ بالطبع، و بسبب قربهما من بعضهما أكثر من اللازم لم يستطع الشاب أن يتحكم في نظراته الجريئة التي إستقرت على بشرتها الحليبية
Heeseung pov
اللعنة! هي مثيرة جداً!
End pov
تسارعت نبضات قلب هيسونغ بالتدريج بسبب حركة كارينا المغرية دون أن تقصد هذه، و كان يحاول أن يشيح بنظراته بعيداً و يركز على الفيلم، و لكنه لم يقدر
لذلك إضطر في أن يعتدل في جلسته قليلاً لكي يبتعد و يترك مساحة أكبر بينه و بين كارينا لعلها تساعده على التوقف عن التحديق في هذه المنطقة المثيرة بالنسبة له
لعن في داخله مرة أخرى و حاول أن يعير تركيزه للفيلم، و لكنه وجد عيونه تتجه مجدداً نحو جسد كارينا رغم إرادته ليبتلع حينها ريقه ببعض التوتر خوفاً من أن يلاحظ أحد من الجالسين نظراته
بدأ عقله بالتدريج بتخيل أفكار غير لائقة مثل ما قد يكون تحت هذا الفستان القصير، فتحركت يده اليمنى ببطء متردد آخذة في الإقتراب من فخذي كارينا بسرية، و حين كان على وشك لمسها، تحدث خاله شيهيوك فجأه جاعلاً إياه يسحب يده بتراجع بسرعة
شيهيوك : لا أستطيع الجلوس معكم أكثر من هذا، أنا مرهق جداً و بحاجة للنوم
وونهي : فهمت يا أبي، لا مشكلة
كارينا (متدخلة) : مهلاً لحظة، قبل أن تذهب عزيزي، لدي شيء مهم أقوله أولاً
شيهيوك : ما هو؟
أغلقت حينها وونهي صوت التلفاز مؤقتاً لكي يستمع الجميع بإصغاء و إهتمام لما تريد كارينا قوله الآن
كارينا (بإبتسامة) : كنت أفكر، بما أننا حصلنا على أول سهرة أفلام عائلية معاً فلمَ لا نحصل أيضاً على أول رحلة عائلية لنا معاً أيضاً؟
وونهي (بحماس) : واو! هذه فكرة رائعة جداً أوني!
يوناه (متفقة) : أجل!
يوجين (متفق أيضاً) : صحيح!
كارينا (لشيهيوك) : أرأيت عزيزي؟ الأطفال يرغبون في الذهاب في رحلة أيضاً
هيسونغ (لكارينا) : و لكن إلى أين سنذهب؟
كارينا : إلى فلوريدا
يوجين : واو!
يوناه : إنها واحدة من أجمل الأماكن في العالم لقضاء عطلة صيفية!
وونهي (لشيهيوك) : أجل أبي! أرجوك لا ترفض!
كارينا (لشيهيوك) : أجل عزيزي! دعنا نحجز تذاكر أول طائرة متجهة لفلوريدا في الغد!
وونهي : أجل!
شيهيوك (موافقاً) : حسناً حسناً، موافق
ما إن وافق شيهيوك حتى صرخت وونهي بحماس و فرح و شاركها سعادتها كل من يوناه و يوجين و كارينا نفسها صاحبة الفكرة
تقابلت حينها عيني هيسونغ و كارينا في زحام هذه الأجواء الإحتفالية السعيدة، لتفصل كارينا ذلك التواصل البصري و تقول للبقية بصوت مسموع
كارينا (بإبتسامة) : إتفقنا إذاً! سنسافر جميعاً لفلوريدا غداً!
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
حديث هيسونغ المشحون مع خاله شيهيوك؟
صفع شيهيوك لهيسونغ على وجهه؟
مشاعر كارينا المتزايدة نحو هيسونغ؟
ذهاب كارينا للإعتراف و الصلاة في الكنيسة؟
تعيين شيهيوك لهيسونغ كمدير مالي للشركة؟
خطة شيهيوك و نيته وراء تعيين هيسونغ عنده؟
شعور هيسونغ بالشهوة نحو كارينا؟
محاولة هيسونغ الوشيكة للمس كارينا و التحرش بها؟
إقتراح كارينا للسفر في رحلة عائلية لفلوريدا؟
ترى ما هي غاية كارينا من هذه الرحلة العائلية؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro