بارت 11
《سونوو (مقترحاً) : إسمعي، كنت أفكر.. ما رأيكِ لو تأتين الآن لقضاء بعض الوقت الممتع معي في منزلي؟》
وونهي (بصدمة) : ماذا؟!
《سونوو (مكرراً) : قلت هل يمكنكِ القدوم لمنزلي؟》
وونهي : كلا، لقد سمعتك، و لكنني قد تفاجئت قليلاً فقط
《سونوو : إذاً.. ما رأيكِ؟》
وونهي (لا تصدق) : هل تتحدث بجدية؟!
《سونوو : أجل، لمَ لا؟ هناك شيء أرغب في الحديث فيه معكِ وجهاً لوجه》
وونهي (تفكر) : بصراحة.. لا أعرف.. أبي ليس بالمنزل، و زوجة أبي لن تسمح لي بالخروج في مثل هذا الوقت المتأخر
《سونوو : فقط إكذبي عليها و أخبريها أنكِ ذاهبة للمبيت عند إحدى صديقاتكِ أو ما شابه》
الحجة التي إقترحها سونوو على وونهي قد شجعتها أكثر، فدعوته لها لمنزله، و فكرة كونها ستقضي وقتاً مع فنانها المفضل و فتى أحلامها على إنفراد جعلتها متشوقة للغاية و غير قادرة على رفض هذه الفرصة
《سونوو : إذاً؟ ما قولكِ؟》
وونهي : موافقة! سآتي لمنزلك الآن!
《سونوو : رائع! أنا في إنتظاركِ إذاً!》
وونهي : مسافة الطريق فقط
《سونوو : حسناً، إلى اللقاء》
وونهي : إلى اللقاء
نهضت حينها وونهي على الفور من على السرير لتفتح خزانة ملابسها لكي تبدل ثيابها بسرعة و تمشط شعرها و تضع بعض المكياج الخفيف السريع قبل أن تخرج من الغرفة
لتنزل وونهي من على الدرج، و تجد زوجة أبيها كارينا لا تزال مستيقظة، و جالسة في غرفة المعيشة أمام التلفاز و هي شاردة، إلى أن إنتبهت لقدوم وونهي
كارينا (بإستغراب) : إلى أين؟
وونهي (تحاول الكذب) : أممم.. سأذهب لمنزل صديقتي ايروها!
كارينا : في هذا الوقت؟
وونهي : أجل، لأنها.. أممم.. تقوم بحفلة مبيت! أجل!
كارينا : و لمَ لم تخبركِ في وقت أبكر من هذا؟
وونهي : لقد حاولت بالفعل الإتصال بي العديد من المرات و لكن شحن هاتفي كان نافذاً تماماً
كارينا : و لكن الوقت تأخر وونهي
وونهي : لا تقلقي علي، سأستطيع إيجاد سيارة أجرة، لستِ مضطرة لإيصالي
كارينا : حسناً، إنتبهي على نفسك
وونهي (سعدت) : رائع! شكراً جزيلاً لكِ!
إقتربت وونهي بسرعة نحو كارينا لتطبع قبلة شكر رقيقة على خد زوجة أبيها قبل أن تسرع نحو الباب و تغادر المنزل بنجاح بعد أن كذبت عليها
و لكن كارينا ظلت تفكر بعد رحيل وونهي، فهي لسبب ما لم تكن مرتاحة للأمر، كان لديها شعور حدسي في داخلها يخبرها أنه هناك شيء ما خاطيء و لكنها لم تستطع تحديد ماهيته
أما وونهي، فلقد وجدت سيارة أجرة بسهولة، لتركب فيها، و تخبر السائق أن يأخذها للعنوان الذي أرسله لها سونوو في رسالة مسبقاً، و الذي يكون عنوان منزله
**
وصلت وونهي لعند منزل سونوو، لتدفع الأجرة للسائق، و تنزل من السيارة، و تقترب بخطوات ثابتة نحو عتبة الباب بالرغم من نبضات قلبها المضطربة
لتأخذ نفساً عميقاً محاولةً السيطرة على نفسها قبل أن تتشجع و ترن جرس الباب، لتجد سونوو لم يتأخر في الفتح لها على الإطلاق
وونهي (ببعض الخجل) : مساء الخير
سونوو (إبتسم) : مساء النور، تفضلي بالدخول عزيزتي
دخلت وونهي للمنزل حين سمح لها سونوو بذلك، ليغلق خلفها الباب بينما كانت هي تنظر حولها بإعجاب لديكور منزله الذي أعجبها كثيراً
وونهي (بإنبهار) : واو أوبا! منزلك رائع للغاية!
سونوو (بلطف) : شكراً، خذي راحتكِ تماماً
وونهي (إبتسمت) : شكراً لك
سونوو (مقترحاً) : دعينا نجلس في غرفة المعيشة
وونهي (موافقة) : حسناً
قاد سونوو وونهي نحو غرفة المعيشة، ليجلس هو على الأريكة أولاً براحة، بينما ظلت وونهي واقفة أمامه قليلاً و هي تعبث بأصابعها ببعض من الخجل الذي يخالطه التردد
وونهي (بفضول) : إذاً.. ماذا أردتنا أن نفعل معاً؟
سونوو (مشيراً) : تعالي، إجلسي هنا
ربت سونوو على فخذه مرتين متتاليتين و هو يطلب من وونهي بكل بساطة أن تأتي و تجلس
وونهي (تفاجئت) : هنا؟! على حجرك؟
سونوو (بإبتسامة ساحرة) : أجل
وونهي : أممم.. حسناً
نفذت وونهي ما طلبه منها دون نقاش، لتقترب و تجلس على حجره فعلاً كما يجلس الأطفال، و لكن يبدو أن ليس هذا ما كان يريده
سونوو : ليس هكذا، بل هكذا
ساعد سونوو وونهي في تعديل جلستها، ليفرق ساقيها و يجعلها تجلس فوق فخذيه و هي تقابل وجهه كما لو كانت تمتطيه، لتضع يديها على كتفيه بينما وجهها يقابل وجهه مباشرةً في هذا الوضعية المحرجة
سونوو : هكذا أفضل بكثير
قال سونوو ليرفع بعدها يده اليمنى و يزيح بها شعر وونهي الناعم عن وجهها ليضعه خلف أذنها برفق، بينما كانت هي تائهة في عينيه اللامعة بالفعل
سونوو (بنبرة هادئة) : أنتِ جميلة جداً وونهي
إحمر وجه وونهي قليلاً حين غازلها سونوو تواً، فهي شعرت أنها تعيش حلم حياتها مع الشاب الذي تحبه
وونهي (بنبرة محرجة) : أحم، شكراً لك، أنت أيضاً وسيم جداً، بل أوسم شاب رأيته في حياتي
سونوو : ههه حقاً؟
وونهي : أجل حقاً
سونوو (مغيراً الموضوع) : الجو حار، لمَ أتيت بملابس كهذه؟
وونهي (بقلق طفيف) : ألم يعجبك زيي؟!
سونوو : في رأيي ستبدين أجمل بملابس أقل
وونهي (لم تفهم) : م-ماذا تقصد؟!
تجرأ حينها سونوو ليمد يده و يقوم بفتح أزرار قميص وونهي واحداً تلو الآخر ببطء بينما كانت تنظر هي إليه بإرتباك
لينجح بسهولة شديدة في نزع قميصها، ليرميه على الأريكة بجانبهما، و تصبح أمامه من فوق بحمالة صدرها فقط
سونوو (مبتسماً) : أرأيتِ؟ هذا أفضل لكلينا
وونهي : ربما
بالرغم من هذا الوضع الحميمي المريب، إلا أن وونهي كانت لا تزال تثق في سونوو تماماً في هذه اللحظة
سونوو (مغيراً الموضوع) : أميرتي، لدي سؤال لكِ
وونهي : ما هو؟
سونوو (يمرر أصابعه على عظمة الترقوة خاصتها) : هل.. عشتِ لحظات خاصة مع شاب ما من قبل؟
وونهي (لم تفهم قصده) : ماذا تعني؟ لم أفهم قصدك
سونوو (بتوضيح أكثر) : أقصد.. هل لمسكِ رجل ما من قبل؟
وونهي (بصدق) : لا
سونوو : و هل قبلتِ فتى من قبل؟
وونهي (بصراحة) : أيضاً لا
سونوو : فهمت
وونهي (بفضول) : لمَ كل هذه الأسئلة؟
سألت وونهي ببراءة و لكن سونوو لم يجيبها، إكتفى بالنظر إليها مباشرةً بنظرات غريبة لم تستطع تفسيرها
وونهي (بإستغراب) : لمَ تنظر إلي هكذا؟
كانت وونهي تتأمل أن تتلقى إعتراف حب أو قبلة عاطفية منه، و لكن نظراته الغريبة لم تكن توحي لها بذلك أبداً
سونوو : لا شيء، لأنكِ نقية جداً فقط
أجابها سونوو ببساطة بينما كانت يداه قد بدأت بتحسس جسدها بطريقة جعلتها تشعر بعدم الإرتياح، و لكنها لم تعطي رده فعل بسبب تشتتها حين قرب سونوو وجهه من وجهها أكثر
فهمت حينها أنه ينوي تقبيلها، و أنها على وشك الحصول على قبلتها الأولى الآن مع الآيدول المفضل لديها على الإطلاق، لذا لم تتردد في الإقتراب منه سامحةً له بأن يقبلها و هي تغمرها السعادة في هذه اللحظة
و بالفعل، قبلها سونوو على شفتيها قبلة عميقة و هادئة، بينما حاولت هي مبادلته إياها رغم إنعدام خبرتها في التقبيل، فهي كانت في هذه اللحظة معمية للغاية لكي تستطيع أن تدرك نوايا سونوو الحقيقية و معنى كلامه و الطريقة المتحرشة التي يلمس بها جسدها الآن
بدأت قبلة سونوو اللطيفة تتحول بالتدريج لقبلة أكثر قوة و شدة، بينما إستمرت يداه تجوب جسدها بجرأة أكثر، كانت وونهي ضائعة في هذه اللحظات الرومانسية معه فلم تدرك أن هناك شيء ما خاطيء، لقد ظنت أنه شغوف فقط و لم تتخيل أنه قد يحاول إيذائها
إزداد سونوو جرأة ليرفع يده اليسرى محاولاً لمس صدر وونهي جاعلاً إصبعه يتسلل تحت حمالة صدرها، بينما أنزل يده اليمنى برفق إلى سحاب بنطاله محاولاً إنزاله بهدوء دون أن يفصل القبلة التي كانت وونهي لا تزال هائمة بها
ليفصل حينها سونوو القبلة أولاً، لتفتح وونهي عينيها و تلمح جزئاً من سرواله الداخلي بعدما فتح سحاب بنطاله أمامها، بينما أمسك هو مؤخرتها بكلتا يديه محاولاً جعلها تفرق ساقيها أكثر فوقه لتحتك به بخفة من الأسفل
تجمدت حينها وونهي حين صعقتها لحظة إدراك، لتستوعب أخيراً ما يبدو أن سونوو يحاول فعله معها في هذه اللحظة
لتنظر في عينيه و هي تبحث عن أي إشارة توحي لها بالحب و الإهتمام الذي ظنت أنه يكن لها، و لكنها بدلاً من ذلك قد وجدت برودة و حدة، لتبتلع حينها ريقها بتوتر قبل أن تقول له
وونهي (ببعض التردد) : سونوو..
سونوو : ماذا؟
وونهي : هل يمكنك أن تتوقف؟
سونوو (لم يعجبه طلبها) : أتوقف؟!
وونهي : أجل
سونوو : لماذا؟ أتشعرين بعدم الراحة؟
وونهي : أجل، ما الذي تحاول فعله؟
سونوو : أحاول أن أخبركِ بشيء ما وونهي، و لكن من الواضح أنكِ لا تفهمينني
وونهي : و ما هو؟
سونوو (بجرأة) : أنني أريدكِ! أشتهيكِ بجنون حتى يكاد ينهكني ذلك!
وونهي (بتفاجؤ) : ماذا؟! ماذا يعني هذا؟!
سونوو (بنفاذ صبر) : اللعنة وونهي! لا تكوني غبية هكذا! أعني أنني أرغب بكِ بكل ما تحمله الكلمة من معنى! أريد أن أقبلكِ و ألمسكِ و أشعر بكِ بجواري!
وونهي (بصدمة) : ماذا؟! و لكنني لم آتي لهنا لأجل هذا!
حاولت حينها وونهي النهوض من فوق سونوو، و لكنه سرعان ما أمسك بكلتا يديها بقوة مانعاً إياها من الإبتعاد عنه
سونوو : اللعنة، أعلم ذلك، و لكن في نفس الوقت، لا يمكن لفتاة مراهقة أن تذهب لمنزل شاب أعزب بعد منتصف الليل و تتوقع ألا يحدث بينهما شيء من هذا القبيل!
وونهي : ظننت أنك معجب بي! ظننت أننا سنحظى ببعض اللحظات الرومانسية الجميلة!
سونوو (بسخرية) : ربما في أحلامكِ الوردية
لم تكن وونهي مصدقة، كانت مصدومة، لم تتوقع بتاتاً أن الشخص الذي وثقت فيه ثقة عمياء قد يتفوه بشيء فظيع لهذه الدرجة، لذا بدأت بالبكاء خلال إستمرارها في مقاومته
وونهي (مقاومة) : إبتعد عني!
سونوو : لا أستطيع منع نفسي وونهي، كما أنكِ الآن أمام فرصة ذهبية، ألست المغني المفضل لديكِ؟ ألست فتى أحلامكِ؟ ألم تتمني مثل بقية الفتيات أن يجمعكِ سريراً واحداً معي؟
وونهي (رافضة) : لا!
سونوو : ألم تخبريني قبل قليل أنكِ مازلتِ عذراء؟
وونهي : هذا لا يعني أنني أريدك أن تسرق عذريتي!
سونوو (بغضب) : توقفي عن المقاومة!
وونهي : قلت لك أتركني!
حاول حينها سونوو تقبيل شفتي وونهي بالقوة دون إرادتها، و لكنها كانت تحاول تدوير وجهها بعيداً لكي لا يتمكن من فعل ذلك، و كلما صمم أكثر كلما رفعت صوتها للصراخ أعلى
وونهي (صارخة) : النجدة!
سونوو (بتحذير) : لا تصرخي! لا أحد سيسمعكِ على أي حال!
حاول سونوو إخراس صراخ وونهي بطبقه لشفتيه على خاصتيها و هو يحاول إجبار لسانه على الدخول لفمها بقذارة
و في نفس الوقت، تمكن من قبلها على الأريكة، لتصير مستلقية تحته و هو يعتليها، و الدموع تسيل من عينيها بلا توقف و هي تحاول مقاومته و إبعاده عنها
أنزل سونوو بيده اليمنى سرواله الداخلي ليظهر لها جزئه السفلي العاري و يحاول أن يتموضع بين فخذيها و هو يمسك بكلتا يديها مثبتاً إياهما فوق رأسها بقوة بيد و باليد الأخرى يحاول نزع تنورتها عنها لكي يتمكن من فعل ما ينوي
فهمت حينها وونهي أخيراً بينما تصرخ و تبكي أن سونوو قد تعمد إستدراجها لمنزله بنية إقامة علاقة معها برضاها كالعاهرة أو إغتصابها دوناً عن إرادتها كقطعة قمامة سيرميها لاحقاً
و لكن هذا كان جزئاً من الحقيقة فقط، لأن الحقيقة الكاملة هي أن سونوو قد فكر في تصوير وونهي و هي تقيم علاقة معه لكي يبتزها و يهددها بعدما علم أنها ابنة رجل أعمال ثري جداً
رغم أن سونوو هو أيضاً غني بسبب عمله و ليس بحاجة لهذا المال، إلا أن حقيقته الخفية التي لا تعرفها معجباته هو أنه منحرف أخلاقياً
و خلال مقاومة وونهي المستمرة بلا كلل له، بسبب إجادتها وونهي لمهارات التايكوندو التي تذكرتها فجأه حينها، تمكنت من تحرير ساق من تحت سونوو كفاية بركله بكل ما أوتيت من قوة في منطقته الحساسة التي كانت مكشوفة لها
سونوو (صرخ بألم) : آه! اللعنة!
ترك سونوو وونهي فوراً بسبب ألمه الشديد، لتنتهز هي الفرصة لتنهض حينها و تأخذ قميصها الذي نزعه سونوو عنها من على الأرض، و تركض بأقصى سرعتها نحو الباب لتفتحه و تغادر المنزل هاربةً منه
سونوو (بغضب شديد) : تلك العاهرة الغبية!
لتركض وونهي مبتعدةً عن المنزل بسرعة تحسباً لإحتمالية قدوم سونوو ورائها، لتوقف أول سيارة أجرة رأتها أمامها في الشارع، لتركبها و تخبر السائق أن يتحرك بسرعة نحو عنوان منزلها
كانت وونهي تنتفض و ترتجف برعب، و يديها تحديداً ترتعشان من هول ما كان على وشك أن يحدث معها قبل قليل
لتقضي الطريق بأكمله في البكاء بهستيرية، محاولةً إخراج كل ما بداخلها من مشاعر متخبطة قبل أن تصل للمنزل لكي لا تنهار أمام أحد
**
و عندما وصلت وونهي للمنزل، فتحت الباب بمفتاحها الخاص بهدوء محاولةً ألا تصدر أي صوت على الإطلاق لكي لا يشعر أحد بعودتها لأنها من المفترض أن تكون بائتة في منزل صديقتها ايروها الآن كما كذبت على كارينا
و لكن سرعان ما شهقت وونهي و إنتفض جسدها من التفاجؤ حين أضاء أحدهم الضوء، لتجد أمامها كل من زوجة أبيها كارينا و ابن عمتها هيسونغ واقفان أمامها و يبدو على وجهيهما تعابير لا تبشر بالخير بتاتاً
كارينا (مكتفةً ذراعيها) : أين كنتِ وونهي؟!
هيسونغ (مكتفاً ذراعيه أيضاً) : و ماذا حدث لكِ؟!
وونهي (تحاول التهرب من الإجابة) : ل-لمَ مازلتما مستيقظان حتى الآن يا رفاق؟!
كارينا (بصرامة) : أنا و هيسونغ كنا ننتظر عودتكِ لذلك لم ننم، فنحن نعرف بالفعل أنتِ لم تكوني عند ايروها، فلقد إتصلت بها بعد مغادرتكِ و أخبرتني أنها لم تقم حفل مبيت ولا شيء!
هيسونغ (بحدة) : و الآن توقفي عن تغيير الموضوع و أخبرينا حالاً أين كنتِ في هذا الوقت المتأخر بحق الجحيم؟! و ماذا حدث معكِ؟!
وونهي (ببعض الخوف) : م-ماذا تقصد؟!
هيسونغ : أقصد أن وجهكِ منتفخ و عينيكِ محمرتان! يستحسن لكِ ألا تخبرينا أنكِ ثملة أو منتشية أو أي هراء لعين من هذا القبيل!
وونهي (مدافعة) : كلا، لست كذلك طبعاً!
هيسونغ (بغضب) : إذاً ماذا؟! أخبرينا حالاً قبل أن أفقد أعصابي!
كارينا (محاولةً تهدأته) : هيسونغ أرجوك، على مهلك عليها قليلاً
وونهي (بإستسلام) : حسناً حسناً! سأخبركما!
هيسونغ (بتحذير) : إذاً تحدثي بسرعة! و إياكِ أن تجرؤي على الكذب علينا!
وونهي (إنفجرت من البكاء) : لقد.. ذهبت لمنزل سونوو!
كارينا (عقدت حاجبيها) : كيم سونوو؟! المغني المشهور؟!
وونهي : أجل!
هيسونغ (بإنفعال) : واللعنة ما الذي كنتِ تفعلينه بمفردكِ في منزل شاب غريب في هذا الوقت المتأخر من الليل؟!
وونهي (شارحة) : لقد أعطاني رقم هاتفه بعد الحفلة، و إتصل بي و طلب مني الذهاب لمنزله لقضاء بعض الوقت معاً قليلاً، و لكن..
كارينا (بقلق) : و لكن ماذا؟!
هيسونغ (بتوقع) : حاول فعل شيء معكِ؟! حاول لمسكِ؟!
وونهي (ببكاء) : أجل، حاول لمسي و إرغامي على تقبيله!
هيسونغ : لقد حاول إغتصابكِ، أليس كذلك؟!
وونهي : أجل، و لكنني حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أقاومه، و لحسن الحظ تمكنت من الهرب منه و العودة إلى المنزل فوراً
هيسونغ (فاقداً أعصابه بغضب شديد) : ذلك اللعين القذر! سأجعله يندم على اليوم الذي ولد فيه!
وونهي (بخوف) : أرجوك ألا تؤذيه أوبا! لا تتسبب له بفضيحة قد تدمر سمعته و حياته المهنية للأبد! أتوسل إليك!
هيسونغ (صرخ فيها بعصبية) : و تتوسلينني لأجله أيضاً؟! هل جننتِ واللعنة؟! لقد كان على وشك إغتصابكِ و أنتِ مازلتِ خائفة على حياته المهنية اللعينة تلك؟!
كارينا (برفق) : وونهي عزيزتي، أأنتِ مستوعبة لما كان سيحدث إن لم تتمكني من الهرب منه؟!
وونهي (بعاطفية) : و لكن لم يحدث شيء و أنا بخير الآن
هيسونغ (بإعتراض) : ماذا؟! بخير؟! كلا! أنتِ لستِ بخير ولا لعنة! أنتِ تبكين و جسدكِ ينتفض من الخوف بسبب ما حاول فعله معكِ ذلك الحقير!
وونهي (بترجي) : أرجوك أوبا، أرجوكِ أوني، أرجوكما فقط ألا تخبرا أبي بما حدث و سأكون ممتنة كثيراً لكما
كارينا (محاولةً إنهاء الموضوع) : حسناً حسناً، و لكن عليكِ أن تعدينا أولاً ألا تكذبي علينا مجدداً، و ألا تخرجي مع شاب لا نعرفه و خصوصاً في الليل، أفهمت هذا؟
وونهي (أومأت بالإيجاب عدة مرات) : أجل أوني، أعدكما
كارينا (بحنان) : حمداً للرب على سلامتكِ عزيزتي
وونهي (بإمتنان) : هيسونغ أوبا، كارينا أوني، أنتما أفضل ابن عمة و زوجة أب قد تحصل عليهما أي فتاة في الدنيا بأكملها، أنا أحبكما كثيراً
كارينا (بإبتسامة) : نحن أيضاً نحبكِ
وونهي : تصبحان على خير
كارينا : و أنتِ أيضاً عزيزتي
صعدت وونهي لغرفتها على الفور بعدما أنهت كارينا الموضوع بهدوء دون الحاجة للإستمرار في الجدال فيه أكثر بكل بساطة
بينما رمى هيسونغ جسده على الأريكة ليجلس و هو يمسك برأسه بيده اليسرى التي إستندت على يد الأريكة محاولاً تمالك أعصابه، لتجلس حينها كارينا بجانبه بهدوء
كارينا (محاولةً تهدئته) : لا تغضب حبيبي، كل شيء بخير الآن، و وونهي في أمان، لم يصيبها مكروه
هيسونغ : لا أصدق أنها بكل هذه السذاجة
كارينا : هي بريئة جداً
هيسونغ : هذه ليست براءة، هذه سذاجة، بل و غباء أيضاً
كارينا : بسبب طريقة تربية شيهيوك لها
هيسونغ : واللعنة هذه هي المشكلة! و هذا ما يجعل دمي يغلي الآن! هو لم يكن مهتماً بها ليعلمها أي شيء عن هذه الحياة المقرفة!
كارينا : صحيح
هيسونغ : لقد دللها كثيراً! عيشها في عالم من الأوهام! كان يغرقها بالهدايا و يشتري لها بماله كل ما تشاء و كان يعاملها كما لو كانت أميرة! و لقد كبرت على هذا! تظن أن الحياة وردية و أن كل الرجال سيعاملونها بنفس الطريقة التي يعاملها بها والدها! لا عجب أنها صدقت كلامه المعسول بسهولة! و هو على الأرجح قد رآها صيدة سهلة!
كارينا : معك حق
هيسونغ : لا يمكنني الجلوس هكذا مكتوف الأيدي! أشعر أن حمل الإعتناء بوونهي يقع على عاتقي أنا! لأن خالي أكثر أنانية من أن يهتم بتربية ابنته الوحيدة حتى!
كارينا : أنا أيضاً أتحمل المسؤولية لأنه من المفترض بي أنني زوجة أبيها أي بمثابة والدتها
هيسونغ : صحيح، إنها في سن المراهقة حالياً، عليكِ أن تنتهزي فرصة قرابة السن بينكما و تحاولي التقرب منها كصديقة و أن تشرحي لها أن الفتيان يمكن أن يكونوا ذئاباً حقراء
كارينا (أومأت له) : حاضر، سأفعل ذلك، أعدك
هيسونغ (بإمتنان) : شكراً لكِ كارينا، لا أعرف ماذا كنت سأفعل بدونكِ
كارينا (إبتسمت له بخفة) : أحبك
هيسونغ : أنا أيضاً أحبكِ
إقتربت كارينا من هيسونغ لتطبع قبلة رقيقة على خده حينها، ليتنهد بعدها و يقول
هيسونغ : سأخلد للنوم الآن لأنني مرهق للغاية، تصبحين على خير
كارينا : و أنت أيضاً
نهض هيسونغ من على الأريكة أولاً ليصعد لغرفته، لتلحق به كارينا بعد دقائق و تصعد هي الأخرى للطابق العلوي، و لكن قبل الذهاب لغرفتها قررت طرق باب غرفة وونهي بخفة قبل أن تفتحه لتطمئن عليها
كارينا (بإطمئنان) : أأنتِ بخير عزيزتي؟
وونهي : أجل أوني، شكراً لكِ
كارينا : جيد، سأخلد للنوم إذاً
وونهي : مهلاً أوني
كارينا : أجل؟
وونهي (بصراحة) : أتعرفين؟ لقد شعرت الليلة أن هيسونغ أوبا بمثابة أخي الأكبر الذي لم أحصل عليه أبداً، لقد شعرت أنه سندي رغم غضبه مني بسبب ما فعلت، من الجيد أنكِ أخبرتيه ليتصرف و يحل محل أبي في غيابه
كارينا (إبتسمت لها) : سعيدة بسماع ذلك، فكلما ترابطت عائلتنا أكثر كلما شعرت بسعادة أكبر
وونهي : صحيح، تصبحين على خير أوني
كارينا : و أنتِ أيضاً عزيزتي
أغلقت حينها كارينا باب غرفة وونهي برفق لتخرج بعدما إطمئنت على ابنة زوجها، لتذهب لغرفتها أخيراً لترتاح بعد هذه الليلة الحافلة بالأحداث
**
و في صباح اليوم التالي، كان عطلة نهاية الإسبوع، و عاد شيهيوك للمنزل من الشركة، ليدخل لغرفة النوم و يسلم على زوجته كارينا
كارينا (إبتسمت بتصنع) : مرحباً بعودتك عزيزي
شيهيوك (إبتسم لها) : أهلاً عزيزتي، إشتقت لكِ كثيراً
إقترب شيهيوك من زوجته ليحاوط خصرها و يضمها إليه ليطبع قبلة سريعة على عنقها، و لكنه قد لاحظ شيئاً غريباً جداً جعله يعقد حاجبيه و يبتعد عن كارينا و يواجهها بالأمر فوراً
شيهيوك (بإنزعاج) : لمَ يفوح من فستانكِ أثر عطر هيسونغ؟!
رفعت كارينا حاجبيها بحركة عفوية في أقل من ثانية حين لم تتوقع الموقف، لتحاول على الفور أن تتمالك نفسها و تظل ثابتة و تتعامل مع الأمر بذكاء و هدوء
كارينا (بثبات) : حقاً؟
شيهيوك : أجل حقاً! و الرائحة قوية أيضاً!
كارينا (بتلقائية) : و لكنني لا أشم شيئاً
شيهيوك (بإنزعاج أكثر) : ربما أنفكِ مسدود أو ما شابه، و لكن أنفي أنا يعرف جيداً جداً الفرق بين عطر ابن أختي الرجالي المميز و جميع عطوركِ الأنثوية التي إشتريتها لكِ! لذا أنا لا أتخيل الأشياء هنا!
كارينا : ربما إلتصقت رائحته بملابسي فقط لأنني خرجت معه بالأمس
شيهيوك : خروجكِ معه بالأمس لا يفسر لماذا رائحته لا تزال تملأ ملابسكِ للآن!
كارينا : هو فقط يضع عطراً قوياً، هذا كل شيء
شيهيوك : ثم ألم آمركِ مسبقاً بعدم الإختلاط بهيسونغ كثيراً؟!
كارينا : أجل، و لكنك أيضاً قلت لي بالأمس أن أخرج مع أصدقائي، ففعلت
شيهيوك (بإستفزاز) : و منذ متى صرتِ تعتبرين هيسونغ صديقكِ واللعنة؟!
كارينا : منذ أنه أصغر مني بسنة واحدة فقط و يعتبر في مثل عمري، أي أنه أكثر شخص يصلح لأن يكون صديقاً لي في هذه العائلة
شيهيوك (بنفاذ صبر) : هذا يكفي! لا يهمني فرق السن اللعين بينكما ذاك! أنتِ زوجتي و هو ابن شقيقتي! و لا أسمح بأن تكون هناك صداقة تجمعكما على الإطلاق! أتفهمين هذا؟!
كارينا : ماذا كنت تتوقع مني أن أفعل بعدما تجاهلتني و رفضت الخروج معي و تركتني لتذهب لعملك الثمين دون حتى أن تهتم بمشاعري؟!
شيهيوك : و هل تعتقدين حقاً أن إنشغالي بالعمل يعطيكِ الحق في اللجوء إلى ابن أختي و الخروج معه و الإستمتاع بوقتكِ معه بدلاً مني؟! أتظنين أنه لأنني لم أوافق على الخروج معكِ صار بإمكانكِ أن تلجئي لرجل غيري من أجل الحصول على بعض الإهتمام؟!
كارينا (بغضب) : بدأت تتفوه بالهراء بجدية! لا أستطيع تحمل ذلك!
تخطت كارينا زوجها شيهيوك و فتحت باب الغرفة خارجةً منها بإندفاع، لتقابل أمامها سبب شجارهما هيسونغ و هو خارج من غرفته أيضاً في الطرقة
كارينا : إلى أين؟
هيسونغ : ذاهب للمقابر
كارينا : سآتي معك
و بالفعل، ذهبت كارينا مع هيسونغ و غادرت المنزل عنداً في شيهيوك الذي أمرها بعدم الإختلاط بهيسونغ كثيراً
لتأخذ كارينا سيارتها البيضاء لتوصل عشيقها هيسونغ للمقابر كما أراد أن يذهب فعلاً
**
و في مقبرة المسيحيين الكاثوليك حين وصلا، كان هيسونغ يقف أمام قبر والدته، بينما تقف كارينا خلفه على مسافة قريبة تاركةً إياه على راحته في هذه اللحظات الخاصة جداً بالنسبة له
كان المكان هادئاً للغاية، لا يسمع سوى همسات الريح بين الأشجار و صوت أوراق الشجر و هي تتحرك بخفة تحت أقدامهم
بينما يقف هيسونغ أمام قبر والدته، قرأ اسمها المحفور على الحجر، و عينيه مثبتتان عليه دون أن يرمش، و في يده باقة صغيرة من الزهور البيضاء، و لم يقل كلمة منذ وصولهما
بينما تقف كارينا في مكانها، صامتة بدورها، و لكنها تشعر بثقل الجو المحيط بهما و بحزن حبيبها الذي يمكنها رؤيته بوضوح في ملامح وجهه
كان هيسونغ شارداً و هو يتذكر موقفاً قديماً قد حدث معهم عندما كانت لا تزال والدته على قيد الحياة
Flash back
في غرفة مستشفى باردة و مضيئة بإضاءة بيضاء، حيث أصوات الأجهزة الطبية كانت تحيط بالمكان
كانت السيدة لي مستلقية على سريرها و وجهها شاحب، و لكنه كان لا يزال يعكس الطيبة و الهدوء
جلس هيسونغ على كرسي صغير بجانبها، ممسكاً بيدها بحذر كأنها شيء ثمين يخشى أن ينكسر، لتتحدث هي له أولاً قائلة
السيدة لي (بإبتسامة خفيفة) : هيسونغ بني، أشعر أنني أحتاج إلى أن أحدثك عن شيء مهم
هيسونغ (بقلق) : أمي، لا تتكلمي كثيراً، يجب أن ترتاحي
السيدة لي (بثبات) : إسمعني يا بني، هناك أشياء يجب أن أقولها لك، فأنا أشعر أن وقتي قد إقترب و أريد أن أتركك و أنت تعرف ما أتمناه لك
نظر إليها هيسونغ بعينين ممتلئتين بالدموع، و لكنه حاول كبح مشاعره ليبقى قوياً أمامها كرجل كبير
السيدة لي (بحب) : أريدك أن تكون سعيداً يا بني، مهما كانت الظروف صعبة، لا تدع الحقد أو الكره يسيطران على قلبك، حاول أن تسامح، حتى لو كان الأمر صعباً
هيسونغ (بحزن) : أمي..
السيدة لي (قاطعته) : أريدك أن تعمل بجد، و ألا تستسلم أبداً مهما كانت التحديات، و أنا أعلم أنك قادر على تحقيق كل ما تحلم به، و سأظل فخورة بك دائماً
توقفت قليلاً لتأخذ نفساً، ثم أضافت بنبرة دافئة بينما ضغط هيسونغ على شفته السفلية بأسنانه
السيدة لي : أريدك أيضاً أن تجد الفتاة التي تحبها، تلك التي ستجعل قلبك ينبض بالفرح،.. تزوجها، كون عائلة معها، و أنجب أطفالاً،.. ربما لن أتمكن من رؤية أحفادي و لكنني سأكون سعيدة بمعرفتي أنك وجدت السعادة
هيسونغ : الحب؟ كيف يمكنني التفكير في الحب و أنا خائف من الغد؟
السيدة لي : الحب يا بني هو الذي يعطيك القوة لمواجهة كل شيء، فالحب ليس ضعفاً بل هو ما يجعلنا نستمر
شعر هيسونغ بغصة في حلقه، و لكنه لم يتمكن من قول أي شيء سوى الإستماع
السيدة لي : إعتني بشقيقيك يوناه و يوجين،.. يوناه فتاة قوية و لكنها تحتاج دائماً إلى إحتوائك لها، خصوصاً بعد ما حدث مع ذلك الفتى المدعو سونغهان، لا تدعه يزعجها مرة أخرى، حسناً؟
هيسونغ : لن أسمح له بذلك أبداً!
الأم (بإبتسامة صغيرة) : و أنا واثقة من ذلك،.. أما يوجين، شجعه على أن يكون أكثر إجتماعية، لا تدعه ينعزل عن العالم
مدت يدها لتلمس وجهه برفق، و نظرت إليه بعينين مليئتين بالحب و هي تقول
السيدة لي : أنت قائد هذه العائلة الآن يا بني، أعلم أن العبء ثقيل جداً عليك، و لكنني واثقة أنك قادر على تحمل المسؤولية
لم يستطع هيسونغ حينها كبح دموعه أكثر، ليتركها تتدفق على بشرته أمام والدته و هو يعدها بتحقيق وصيتها
هيسونغ : أعدكِ بذلك يا أمي
End flash back
كانت الأفكار حينها في عقل هيسونغ عاصفة، ليؤدي ذلك الموقف لأن يتذكر موقفاً آخراً أكثر تعلقاً بخاله شيهيوك
Flash back
في إحدى الليالي الماطرة في منزل عائلة لي المتواضعة، قد عاد هيسونغ للمنزل من الخارج و لكن والدته لم تشعر بعودته
لذا قد هيسونغ سمع حديث والدته مع خاله بالصدفة حيث أنها كانت مشغلة مكبر الصوت ظانة أنها بمفردها في المنزل
السيدة لي (بنبرة متوسلة) : أرجوك يا شيهيوك! أنا لا أطلب الكثير، فقط القليل لأجل الأطفال، الوضع صعب جداً، هيسونغ المسكين يعمل في عدة وظائف بدوام جزئي طوال اليوم و لكن راتبه لا يكفي، و يوجين بحاجة لبعض الكتب الجديدة، أما يوناه فبحاجة إلى علاج لحساسيتها، و..
توقف صوتها للحظة، كان يبدو أنها تحاول السيطرة على دموعها، رغم أن هيسونغ لم يراها سوى من ظهرها و لكن هذا ما شعر به حينها
《شيهيوك (ببرود) : لقد قلت لكِ من قبل أن هذه مشكلتكِ أنتِ! أنا لست مسؤولاً عن قراراتكِ السيئة ولا أطفالكِ أيضاً! لديكِ ثلاثة أطفال، لماذا لم تفكري جيداً قبل أن تحملي بهم؟!》
فتح هيسونغ عينيه على إتساعهما عند سماعه لهذه الكلمات القاسية، و شعر بدماء الغضب تتدفق في عروقه
السيدة لي (بضعف) : إنهم بمثابة أطفالك أيضاً شيهيوك، فأنت حرفياً خالهم الوحيد! ألا يستحقون بعض المساعدة منك؟! أنا لا أملك أحداً غيرك في هذه الدنيا القاسية بعد وفاة زوجي يا أخي!
《شيهيوك (بنبرة ساخرة) : إذا كنتِ بحاجة إلى المال، لماذا لا تبحثين عن وظيفة بدلاً من الجلوس هكذا تتوسلين؟ هذه ليست مشكلتي》
السيدة لي (بإنكسار) : أرجوك، أنا و هيسونغ نعمل بالفعل و لكن دخلنا لا يكفي، و إذا لم أتمكن من دفع الإيجار هذا الشهر سيطردوننا من المنزل أيضاً
《شيهيوك (بلا مبالاة) : هذه مشكلتكِ، كما أنني ليس لدي وقت لسماع هذه القصص الآن، علي الذهاب》
السيدة لي (بصوت مليء بالخيبة) : و لكن.. يا شيهيوك..
و لكن الخط كان قد أغلق بالفعل، لتضع السيدة لي الهاتف جانباً و أخفت وجهها بيديها و هي تبكي، غير مدركةً أن إبنها الأكبر قد سمع كل شيء
Heeseung pov
ذلك الحقير النذل!
سأجعله يدفع ثمن كل شيء! كل كلمة أهان بها أمي! و كل دمعة ذرفتها بسببه!
أعدك بذلك بانغ شيهيوك! لن أدعك تتهنى بثروتك هذه أبداً!
End pov
و من هذه اللحظة بدأ غضب هيسونغ يتحول إلى رغبة شرسة في الإنتقام مشحونة بذكريات تلك اللحظة المؤلمة التي لن ينساها أبداً
End flash back
هيسونغ (محدثاً القبر) : كنتِ تستحقين أفضل من هذا يا أمي
أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقترب بهدوء و يضع الزهور أمام القبر ببطء
هيسونغ : أتمنى لو كنت أستطيع فعل شيء حينها..
صمت للحظة، ثم شد على قبضة بغضب مكبوت قبل أن يطلق العنان لمشاعره الدفينة
هيسونغ (لقبر أمه) : كل هذا كان بسببه هو! شقيقكِ الوحيد! بانغ شيهيوك! هو الذي ترككِ تموتين! ليستمتع هو بثروته التي ظل يجمعها و لم يعطي لنا منها أي شيء على الإطلاق!
كارينا (بصوت هاديء) : هيسونغ..
هيسونغ (مكملاً كلامه) : كنتِ تعلمين، أليس كذلك؟ كنتِ تعلمين أنكِ لن تبقي كثيراً معنا، و مع ذلك ظللتِ تبتسمين لنا! كنتِ تحاولين جعل كل شيء يبدو و كأنه بخير، و لكن كل شيء لم يكن بخير أبداً!
كارينا شعرت بتغير نبرة صوته من الحزن إلى الإنكسار، و رأت كيف تدمع عيناه ببطء، و لكنه كان يرفض السماح للدموع بالسقوط
هذه كانت أول مرة ترى فيها حبيبها بهذا الضعف المكشوف أمامها، لتقرر طمئنته و هي تقترب نحوه قليلاً
كارينا (بطمأنة) : هيسونغ حبيبي.. يمكنك أن تبكي.. لا بأس
إبتعد هو عنها خطوة بخفة، و كأنه يحاول التماسك أمامها، و لكنه في النهاية إستسلم
هيسونغ (بصوت مكسور) : لقد فشلت! لم أستطع إنقاذها! لم أستطع حتى أن أكون ابناً جيداً لها!
إنهارت دموعه أخيراً، و سقط على ركبتيه أمام القبر، بينما كان كتفاه يهتزان من البكاء، و يداه تغطيان وجهه
كارينا لم تتردد لثانية، فسرعان ما جثت بجانبه و إحتضنته من الخلف، لتلف ذراعيها حوله برفق و تحاول تهدئته
كارينا (بصوت حنون) : كلا، لم تفشل هيسونغ، كنت صغيراً، و لم يكن هناك شيء يمكنك فعله، و والدتك كانت تعرف أنك فعلت كل ما بوسعك، و هي بالتأكيد فخورة بك الآن
إستدار حينها نحوها، ليدفن وجهه في حضنها بحثاً عن الأمان و الإحتواء بعدما إستسلم تماماً لدموعه
هيسونغ : كنت أريد أن أفعل شيئاً.. أي شيء!
كارينا (تمسح على ظهره) : أنت فعلت كل شيء ممكن حبيبي، صدقني
رفع حينها رأسه لها ببطء، لينظر إليها بعينين حمراوين من الدموع و يقول
هيسونغ : هل تعتقدين أنها قد تسامحني؟
كارينا (بإبتسامة دافئة) : لا أعتقد أنها غاضبة منك أصلاً لكي تسامحك
أخذ حينها هيسونغ نفساً عميقاً و هو يحاول تمالك نفسه و التحكم في مشاعره التي فاضت، لتمد كارينا يدها و تمسح له دموعه بحنان و هي تنظر له بحب
هيسونغ (بإمتنان شديد) : شكراً لأنكِ هنا كارينا، بجدية لا أعرف ماذا كنت سأفعل لو لم تكوني بجانبي الآن
كارينا (بصدق) : و سأظل بجانبك دائماً حبيبي
نهض بعدها الإثنان من على الأرض، ببطء، لتمسك كارينا بيد هيسونغ و تسحبه معها بلطف مغادران
واصلا السير مبتعدين عن المقبرة، و كأنهما كانا يتركان خلفهما عبء الماضي تدريجياً، خصوصاً بعدما فضفض هيسونغ و أخرج ما في قلبه أخيراً
**
بعد مغادرتهما المقبرة بهدوء، كان الصمت يخيم على الأجواء بينهما، حيث كانت كلمات هيسونغ أمام قبر والدته لا تزال عالقة في ذهن كارينا، فشعرت بثقل مشاعره التي حملها لسنوات طويلة دون أن يشاركها مع أحد
ركب بعدها الإثنان سيارة كارينا، حيث جلس هيسونغ بجانبها في مقعد الراكب، لتدير كارينا المحرك و تبتعد عن المكان
كان هيسونغ طوال الطريق ينظر عبر النافذة إلى الأشجار المتمايلة بفعل الرياح، بينما كانت كارينا تحاول كسر هذا الصمت بلطف
كارينا (بصوت هاديء) : هل تشعر أنك أصبحت أفضل الآن؟
هيسونغ (بتنهيدة) : هاه.. لست متأكداً، و لكنني أشعر و كأنني قد أفرغت القليل من هذا الحمل أخيراً
أومأت له كارينا بالإيجاب، و لكنها كانت مترددة في طرح سؤالها التالي، و لكنها فقط أرادت أن تمنحه الفرصة للتعبير عن نفسه أكثر
كارينا : و لكن يبدو لي أن هناك شيئاً ما لا يزال يثقل قلبك
هيسونغ (بصوت خافت) : أجل..
كارينا : أيمكنك مشاركته معي؟
هيسونغ : أمي.. لا أظن أنها راضية عما أصبحت عليه
إلتفتت كارينا نحوه للحظة قبل أن تعيد عينيها للطريق، بينما ملامح وجهها كانت تعكس بعض الحيرة
كارينا : لماذا تقول ذلك؟
هيسونغ : هه، أنظري إلي كارينا، أنا أنفذ إنتقاماً طويل الأمد، أخطط للإطاحة بخالي، و أحاول الإستيلاء على ثروته، و الأسوأ من ذلك..
تردد هيسونغ لوهله و لم يكمل جملته على الفور، و لكن كارينا كانت تعلم تماماً ما الذي يلمح إليه
كارينا : و الأسوأ من ذلك.. أننا معاً؟
هز هيسونغ رأسه ببطء، ثم أدار وجهه نحوها و عيناه تمتلئان بمزيج من الحزن و الألم المكبوت
هيسونغ : لقد ربتني أمي على القيم و الأخلاق، لكنها لو تعلم ما الذي أفعله الآن، و كيف أنني وقعت في حب زوجة خالي، المرأة التي يفترض أنها محرمة علي، كيف يمكن أن تكون راضية عني؟ كيف يمكن لها أن تسامحني على هذا؟
توقفت حينها كارينا بالسيارة على جانب الطريق بهدوء، لتواجهه وجهاً لوجه حين صار الحديث أكثر جدية
كارينا : هيسونغ، حبنا لم يكن مخططاً له، لم نستيقظ يوماً و نقرر أن نخون أو نعيش في علاقة محرمة، أنت حتى وقتها كنت لا تزال تواعد صوفيا، لذا كل ما حدث كان خارجاً عن إرادتنا، و قلبك لم يخترني لأني زوجة خالك، بل إختارني لأني أنا، أليس كذلك؟
هيسونغ (نظر لها بتمعن) : لكن هل هذا التبرير يكفي؟ هل يكفي أن أقول أنني لم أستطع السيطرة على مشاعري؟
كارينا (بتنهيدة) : ربما لا يكفي، و ربما نحن مخطئون، و لكن لا يمكنك تحميل نفسك عبء كل شيء هكذا، والدتك كانت ستتفهم، ربما لم تكن ستوافق، و لكنها كانت ستفهم أنك لست ملاكاً، و أنك بشر قد أخطأ، و كانت ستظل تحبك رغم كل ذلك
ساد بينهما الصمت للحظة بعدما قالت كارينا جملتها الأخيرة، ليمسك هيسونغ بيدها التي كانت مستندة على ناقل الحركة بلطف
هيسونغ : أخشى ألا أستطيع أن أغفر لنفسي
كارينا (برقة) : ما بيني و بينك أكبر من أي خطأ هيسونغ، فلا تعذب نفسك، فأنا هنا معك، و سأظل بجانبك، و سأحبك دائماً كما أنت، فربما تدرك حينها أنك تستحق الغفران
إستمر الإثنان في النظر إلى بعضهما للحظة و هما يبتسمان بدفء، ليغرق هيسونغ في جمال عيني كارينا أكثر من ذي قبل، و يدرك كم يعشقها فعلاً
كارينا : لننطلق الآن، لا أريدك أن تفكر كثيراً
كانت كارينا على وشك أن تحرك ناقل الحركة تحت قبضته لتكمل القيادة مرة أخرى، و لكنها منعها قائلاً
هيسونغ : مهلاً
كارينا : ماذا هناك؟
هيسونغ (ملمحاً) : ألا تعتقدين أن علينا قضاء المزيد من الوقت معاً هنا قبل العودة للمنزل؟
كارينا : ماذا تقصد؟ لم أفهم
هيسونغ : أقصد أن عندي حاجة ملحة لكِ الآن حبيبتي
كارينا (بتفاجؤ) : الآن؟! في منتصف الطريق هكذا؟!
هيسونغ : أي طريق هذا؟ الأشجار تحيط بنا من كل الإتجاهات و لا يوجد أحد سوانا هنا
كارينا : مازال! لا يمكننا أن نجازف و أن نفعلها في الشارع فربما نحصل على غرامة مالية بسبب مخالفة الآداب العامة أو ما شابه!
هيسونغ (بتهكم) : هه، لا تقلقي، يمكنني رشوة الضابط بمال خالي و سيتركنا وشأننا
كارينا : أحياناً تكون غير معقول حقاً
هيسونغ (بإبتسامة جانبية) : و أحياناً أيضاً تكونين أنتِ لا تقاومين بتاتاً حبيبتي
كارينا : هيسونغ..
هيسونغ : أنا لا أمزح الآن كارينا، لا تدعيني ألح عليكِ أكثر من هذا و إلا أقسم أنني سأشدكِ حالاً لحجري و..
كارينا (قاطعته) : حسناً حسناً! يا إلهي! كم تصبح عنيداً أحياناً!
هيسونغ (بإبتسامة جانبية) : أحسنتِ حبيبتي
لم يضيع هيسونغ حينها لحظة واحدة، ليفك حزام الأمان خاصته و خاصة كارينا أيضاً ليسحبها بالفعل لحضنه و يجلسها على حجره بينما حاولت هي إحاطه خصره برجليها إستعداداً لما هما على وشك القيام به معاً للتو
و في نهاية العلاقة، إضطر هيسونغ للإنسحاب بسرعة قبل أن يصل إلى ذروته لأنه لم يكن يستخدام واقياً حيث أنه لم يكن مستعداً مسبقاً للأمر
لتعود كارينا للجلوس مكانها و كلاهما يرتب ملابسه و هما يلهثان بعد هذا التصرف الحميم
هيسونغ (بإمتنان) : شكراً لكِ حبيبتي، إحتجت ذلك كثيراً
كارينا : و الآن أشعر أن ساقاي تؤلمانني بسبب عنفك أثناء ما حدث للتو
هيسونغ (إبتسم) : أوه أنا آسف جداً حبيبتي، و لكنني أعلم كم تحبين عندما أفعلها بقوة و شغف
كارينا (محاولةً إخفاء إحراجها) : يكفي، دعنا نعود للمنزل الآن
قالت كارينا ناهية الموضوع قبل أن يبدأ هيسونغ في الحديث عن تفاصيل علاقتهما الحميمية، لتدير المحرك و تدعس على البنزين لتتحرك بالسيارة مجدداً في الطريق عائدين للمنزل أخيراً
**
و بعدما عادا للمنزل، لم يكن شيهيوك متفرغاً للشجار مع كارينا بسبب عنادها معه و الخروج مع هيسونغ مجدداً صباحاً لأنه ظل مشغولاً بمكالمات العمل الهامة إلى أن حان وقت النوم
و في منتصف الليل، كان المنزل غارقاً في سكونه المعتاد، الأضواء خافتة، و الظلام يغلف المكان قليلاً، و لم يكن يسمع سوى صوت عقارب الساعة المعلقة في الطابق السفلي
في تلك اللحظة، فتحت كارينا عينيها ببطء، و شعرت ببعض جفاف في حلقها، فقررت النزول إلى المطبخ لشرب بعض الماء
إرتدت روبها الحريري فوق قميص نومها، و خرجت من الغرفة بحذر كي لا توقظ زوجها شيهيوك النائم بجانبها
نزلت درجات السلم الرخامي بخفة، لكنها فجأه توقفت مكانها عندما رأت خيال شخص غريب يتحرك أمامها في الطابق السفلي
شعرت بقلبها يضرب بقوة داخل صدرها، لتحدق في الظل المتحرك خلف الأريكة في الصالة، لم تستطع رؤية ملامح الشخص جيداً، و لكنه لم يكن أحد أفراد العائلة
كارينا (لنفسها) : لص!
كانت هذه أول فكرة خطرت على بالها لتشعر برعشة تسري في جسدها، و بعدها لم تفكر أبداً في إيقاظ زوجها شيهيوك، بل تحركت بسرعة نحو غرفة هيسونغ
حاولت الدخول و لكنها تفاجئت بهيسونغ مغلقاً الباب على نفسه بالمفتاح من للداخل، لتطرق الباب بسرعة و بقوة هادئة و هي تهمس بصوت مرتجف من ورائه قائلة
كارينا (بنبرة مرتجفة) : هيسونغ! إستيقظ! هناك لص في المنزل!
لم تستغرق سوى ثانيتين قبل أن يفتح لها الباب بسرعة، كان شعره فوضوياً و عاري الصدر و يرتدي فقط بنطاله الرياضي، و لكنه ما إن رأى ملامح الفزع على وجه كارينا حتى إختفى أثر النعاس من عينيه فوراً
هيسونغ : أين رأيتيه؟!
كارينا (مشيرة للأسفل بخوف) : رأيته يتحرك في الصالة! إنه هناك الآن!
لم يتردد هيسونغ للحظة، ليلتقط هاتفه بسرعة ليعطيه لكارينا، ثم هرع نازلاً على الدرج بخطوات سريعة
هيسونغ : إتصلي بالشرطة!
كارينا : حسناً!
عندما وصل إلى الطابق السفلي، رأى ظلاً يتحرك بالقرب من أحد الأدراج و هو يبحث عن أي شيء يمكن سرقته
هيسونغ (صرخ عليه) : يا!
إستدار حينها اللص بسرعة و توتر، لم يكن يتوقع أن يتم كشفه بهذه السرعة، فحاول على الفور الهرب نحو الباب الخلفي، و لكن قبل أن يتمكن من التحرك إنقض عليه هيسونغ بقوة و أسقطه على الأرض بضربة قاسية على وجهه
كانت كارينا قد طلبت الشرطة بالفعل و هي ترتجف، و لكنها لم تعد للطابق العلوي، بل بقيت تراقب ما يحدث من بعيد بقلق شديد على هيسونغ
حيث كان هيسونغ فوق اللص و هو يسدد إليه اللكمات واحدة تلو الأخرى بغضب شديد كما لو كان يفرغ فيه غضبه من كل شيء في الدنيا
هيسونغ : أظننت حقاً أنكِ قد تفلت مني بهذه السهولة؟! الشرطة الآن في الطريق أيها القذر!
اللص (يصرخ و هو يحاول الإفلات) : تباً! دعني!
و لكن هيسونغ لم يكن ينوي التوقف، كان الغضب المتراكم داخله منذ سنوات قد إنفجر في هذه اللحظة بالذات، ليحطم أنف اللص من شدة اللكمات فبدأ الدم يسيل منه
و في تلك اللحظة، كانت أصوات الصراخ و الضرب قد أيقظت كل من شيهيوك و ابنته وونهي و يوناه و يوجين أيضاً من نومهم، ليخرجوا جميعهم من غرفهم في نفس الوقت بهلع
شيهيوك (و هو ينزل الدرج بسرعة) : ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟!
وونهي (بذعر) : يا إلهي! هناك شجار!
يوناه (بعينين متسعتين) : إنه هيسونغ! إنه يضرب شخصاً ما!
يوجين (يحاول الإستيعاب) : أهذا.. لص؟!
عندما وصلوا جميعاً إلى الطابق السفلي رأوا هيسونغ ممسكاً باللص على الأرض و الدماء تغطي وجه الرجل المسكين الذي بالكاد يستطيع الحركة الآن من شدة الضرب
شيهيوك (بصدمة و غضب) : ما هذا الهراء؟!
في تلك اللحظة، سمعوا صوت صفارات الشرطة في الخارج، حيث وصلت ثلاث سيارات شرطة و أوقفت عرباتها أمام القصر الكبير
ليندفع رجال الشرطة إلى الداخل بعد أن فتحت لهم كارينا الباب و هي لا تزال في حالة صدمة و خوف، و سرعان ما أمسكوا باللص و رفعوه عن الأرض عندما إبتعد هيسونغ عنه أخيراً
شرطي 1 (و هو يقيد يدي اللص) : لقد وصلتنا مكالمة طوارئ بشأن إقتحام غير قانوني، هل هذا هو الجاني؟
كارينا (تهز رأسها بسرعة) : أجل سيدي! هذا هو!
شرطي 2 : أنت من أوقع به، صحيح؟
هيسونغ : أجل سيدي، و كان سيهرب لو لم أوقفه
شرطي 2 : تصرفك كان جريئاً، لكن لا تحاول أن تكون بطلاً في مثل هذه الحالات مستقبلاً، فقد يكون مسلحاً مما كان سيعرضك للأذى
لم يرد هيسونغ، فقط أدار وجهه بعيداً و أخذ نفساً عميقاً محاولاً تهدئة نفسه قليلاً
شيهيوك (بإنزعاج) : تباً! من يجرؤ على إقتحام منزلي؟! يجب أن أعرف من وراء هذا!
كارينا (محاولةً تهدئة نفسها) : على الأقل قد إنتهى الأمر الآن، قبض على اللص، و الجميع صاروا بأمان
شرطي 3 : (بجدية) : سنقوم بالتحقيق مع هذا الرجل في المركز، و قد نحتاج أن يأتي أحدكم لاحقاً للإدلاء بشهادته
شيهيوك : حسناً
أومأ شيهيوك للشرطي برأسه، ثم شاهد كيف سحب رجال الشرطة اللص إلى الخارج إلى إحدى سياراتهم ذات الأضواء الحمراء و الزرقاء
و بعد دقائق، عاد المنزل إلى هدوئه المعتاد، و لكن التوتر كان لا يزال يملأ الجو قليلاً، حيث أن وونهي كانت لا تزال ترتجف، بينما إحتضنتها يوناه بلطف لتهدئتها
كارينا وقفت هناك و هي ترمق هيسونغ بنظرة مليئة بالإمتنان الذي خالطه الإعجاب، بينما إكتفى هو بالنظر نحوها بصمت دون أن يتحدث
يوجين : لن أنام مجدداً الليلة بعد هذا
يوناه : ولا أنا
شيهيوك (بغضب مكبوت) : هيا، فلنعد لغرفنا، لقد إنتهت المسرحية
تفرق الجميع و عاد كل فرد إلى غرفته كما أمر شيهيوك حينها، لتدخل كارينا الغرفة مع زوجها و تعاود الإستلقاء بجانبه على السرير
و لكنها قد لاحظت ملامح وجهه المتغيرة التي توحي بالإنزعاج بدلاً من الإرتياح بعد الإمساك بذلك اللص
Sihyuk pov
اللعنة! لمَ أراها بدأت تعتمد على هيسونغ كثيراً الآن؟! ما الذي يحدث بينهما؟!
End pov
كارينا : ما خطبك عزيزي؟
شيهيوك (بمباشرة) : كان يجب عليكِ إيقاظي أنا! كان من المفترض بي أن أحميكِ!
كارينا (بملل) : أوه أرجوك، لا تبدأ ثانيةً الآن
شيهيوك (بغيرة) : أنا هو زوجكِ كارينا! أنا الرجل الوحيد الذي يجب عليه حمايتكِ و ليس هو!
كارينا (مبررة) : و لكن من الطبيعي في هذا الموقف أن أستنجد بالشاب القوي و ليس بالرجل الكبير!
شيهيوك (بغضب) : أنا في بداية الخمسينات من عمري فقط! لست رجلاً عجوزاً مثلاً! أستطيع جيداً حماية هذا المنزل و كل من فيه!
كارينا (ببرود) : هيسونغ قد تكفل بالموضوع و إنتهى الأمر على أي حال
شيهيوك : و لكن يبدو أنكِ ناسية أن هيسونغ رغم كونه شاباً قوياً إلا أنه ليس زوجكِ!
كارينا (بلوم) : أتعلم؟! أرى أنك بدأت تغار منه بشدة على أمور صغيرة تافهة و سخيفة جداً!
شيهيوك : هل ترين حقاً أن هذا الموضوع صغير و تافه؟! لقد هرعتِ إليه بدلاً مني أنا كارينا!
كارينا (بنفاذ صبر) : يكفي! سأذهب للنوم في غرفة وونهي الليلة إلى أن تهدأ و تتوقف عن التفوه بالهراء! أنت على الأرجح ثمل و لا تعرف ما تقول أصلاً!
شيهيوك (بسخرية) : أوه و لمَ لا تذهبين للنوم في غرفة هيسونغ أفضل؟!
لم ترد كارينا عليه، لتخرج بعدها فوراً من الغرفة و تتجه لغرفة وونهي كما قالت، فهذه كانت أول مرة تنفصل فيها كارينا عن فراش زوجها شيهيوك منذ أن تزوجته، و السبب ليس سوى هيسونغ ابن أخته طبعاً
**
طرقت كارينا باب غرفة نوم وونهي بخفة قبل أن تفتحه قليلاً و تجد وونهي لا تزال مستيقظة عكس ما توقعت
كارينا : وونهي عزيزتي، مازلتِ مستيقظة؟
وونهي : أجل أوني، كنت أود مشاهدة حلقة من مسلسلي المفضل لكي أهدئ من روعي بعد ما حدث
كارينا : هل يمكنني النوم عندكِ في الغرفة الليلة؟
وونهي : أممم.. بالطبع، تفضلي
كارينا (بلطف) : شكراً لكِ عزيزتي
دخلت كارينا للغرفة و أغلقت الباب خلفها بهدوء، لتصعد على السرير بجانب وونهي بعدما أفسحت لها الأخرى مساحة لها لتنام بها
وونهي (بفضول) : ما الخطب؟
كارينا : لا شيء
وونهي : هل تشاجرتِ مع أبي مجدداً؟
كارينا (تنهدت) : هاه.. أجل
وونهي (زمت شفتيها بتعاطف) : لا عليكِ، لا تحزني، تعرفين أن أبي يصبح عصبياً جداً أحياناً
كارينا (أومأت لها) : أعرف
وونهي : إذاً.. تصبحين على خير
كارينا : و أنتِ أيضاً عزيزتي
كانت كارينا على وشك أن تخلد للنوم بعد هذه الليلة الممتلئة، و لكن وونهي كان لديها شيء ما تقوله لها
وونهي : أممم.. أوني
كارينا : نعم؟
وونهي : هل يمكنكِ أن تحتضنيني؟
كارينا : بالطبع عزيزتي
وونهي (بإمتنان) : شكراً لكِ
كارينا : على الرحب و السعة
و هكذا إنقضت الليلة، نامت كارينا بجوار ابنة زوجها وونهي و هي تحتضنها بحنان كما لو كانت أمها رغم فارق السن الصغير بينهما
**
و في اليوم التالي صباحاً، تحديداً في الشركة أثناء الدوام، كانت هاني تقف أمام هيسونغ في مكتبه بينما إرتسمت إبتسامة عريضة على وجهها بسبب فخرها بنفسها و مهاراتها
حيث كان هيسونغ يحمل في يده الآن إسطوانة تحمل في خباياها الملفات المهمة التي تتعلق بفضائح خاله شيهيوك التي طلب من هاني إحضارها له مسبقاً
هاني (بفخر) : إذاً؟ ما رأيك في مهارتي سيدي؟
هيسونغ (بإبتسامة جانبية راضية) : تستحقين مكافئة فعلاً
هاني (بمزاح) : و ماذا ستكون مكافئتي يا ترى؟ قبلة؟
هيسونغ (بسخرية) : هه، بالطبع لا
أخرج حينها هيسونغ هاتفه من جيبه، و قام بتحويل المبلغ المتفق عليه من حسابه إلى حساب هاني البنكي بنجاح
هيسونغ : و ها قد أوفيت بوعدي لكِ
هاني (بسعادة) : أنت أفضل منه بكثير حقاً
هيسونغ : أعلم ذلك
هاني (بفضول) : و الآن بعد أن حصلت على الملفات، ماذا ستفعل؟ هل خططت لخطوتك القادمة؟
هيسونغ (بثقة) : أوه لا تقلقي، خطتي تسير وفق خطوات محسوبة بدقة، أولاً حصولي على منصب مهم في الشركة مثل المدير المالي، و بعدها بدء التقرب من أعضاء مجلس الإدارة و بناء علاقات وطيدة معهم، ثم ضممتكِ لصفي و حصلت بفضلكِ على هذه الملفات المهمة، و الآن علي الحصول على نسبة أسهم في الشركة!
هاني : أوه! و كيف ستفعل ذلك؟!
هيسونغ : حان الوقت لأستخدم ورقتي الرابحة الأخرى.. كارينا!
(إنتهى البارت)
رأيكم؟
محاولة إعتداء سونوو على وونهي؟
تقمص كارينا و هيسونغ لدور أم و أب وونهي؟
شجار شيهيوك مع كارينا بسبب خروجها مع هيسونغ؟
عناد كارينا و الذهاب مع هيسونغ للمقابر؟
بكاء هيسونغ على قبر والدته؟
ما حدث من ظروف معهم في الماضي؟
إحتواء كارينا لهيسونغ أثناء لحظات ضعفه؟
تطور علاقة هيسونغ و كارينا؟
إستعانة كارينا بهيسونغ بدلاً من شيهيوك للقبض على اللص؟
غيرة شيهيوك الشديدة من هيسونغ أكثر؟
عدم نوم كارينا في فراش شيهيوك لأول مرة؟
ماذا سيفعل هيسونغ بهذه الملفات الآن؟
كيف سيستخدم هيسونغ كارينا في خطوته التالية؟
الأحداث؟
ماذا تتوقعون أن يحدث؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro