بارت 1
في صباح يوم صيفي مشمس، و في ذلك المنزل الفاخر ذو الطابع الثري و الحديث، كانت تجلس بطلتنا الجميلة كارينا في غرفتها أمام مرآتها تقوم بوضع بعض مساحق التجميل بينما تتحدث مع صديقتها المقربة القديمة ييجي عبر الهاتف فاتحةً مكبر الصوت مستغلةً عدم وجود زوجها شيهيوك في المنزل حالياً
حيث إتصلت ييجي بكارينا لكي تطمئن عليها و تعرف آخر أخبارها، لتطلعها كارينا على ملخص سنة كاملة من الزواج برجل الأعمال الثري بانغ شيهيوك الذي يكبرها بأكثر من عشرين عاماً
《ييجي (عبر الهاتف) : يا فتاة، لابد أنها كانت أفضل سنة مرت عليكِ في حياتكِ》
كارينا : من المفترض
《ييجي (بعدم فهم) : ماذا تقصدين؟》
كارينا : أقصد أن هناك إلتواء في الحبكة، فأنا لم أخطط للإيقاع بأحد رجال الأعمال الأثرياء و خاطرت للدخول لحفلاتهم الراقية بلا دعوة لكي أصطاد واحداً منهم و عرضت نفسي لخطر الإستجواب إن أمسك بي رجال الأمن لأجل هذا
《ييجي : ماذا تعنين؟》
كارينا : أعني أنكِ لن تصدقي مدى الملل الذي أعيش فيه ييجي، فبانغ شيهيوك ذاك دائماً مشغول في عمله، كأنه مدمن عمل، و حين يكون في المنزل لا يفعل شيئاً سوى العمل على بعض الأوراق المهمة للشركة أو النوم، أي أن الشيء الوحيد المسلي الذي أقوم به هو التسوق بالبطاقة السوداء التي أعطاها لي
《ييجي : و لكن أنظري للجانب المشرق يا فتاة، أنتِ تتمعتين بثروته و حياة الترف التي يعيشكِ فيها كما كنتِ ترغبين تماماً》
تنهدت كارينا بعدم رضا غير متفقة مع ييجي، لتبدأ في وضع الماسكارا و هي تكمل كلامها قائلة
كارينا : حسناً، لديكِ وجهة نظر، ملابس كثيرة و مجوهرات ثمينة و سيارة فارهة و منزل كبير هو كل ما حلمت به فعلاً و لذلك تزوجت ذلك الدب السمين، و لكنني مازلت أشعر بفراغ و ملل قاتل ييجي
《ييجي : و لكن لماذا؟》
كارينا : ليس و كأن هناك الكثير للقيام به هنا على أي حال، فقط أذهب للتسوق و أهتم بنفسي
《ييجي : و لكن بأمواله يمكنكِ القيام بأي شيء تريدينه مهما كان》
كارينا : صحيح، و لكن المال لا يشتري الرفقة وقت الوحدة، أليس كذلك؟
《ييجي : إذاً المال لا يشتري كل شيء كما يقولون في الأفلام》
كارينا : يبدو ذلك، فلقد إعتقدت أن المال هو كل ما أحتاجه، و لكنني إكتشفت أن السعادة أهم بكثير من الثروة
《ييجي : أي أنكِ لستِ سعيدة معه؟》
كارينا (قلبت عينيها بملل) : أوه أرجوكِ، لا تدعيني أبدأ في الحديث عن علاقتنا الحميمية في السرير الآن
《ييجي : أوه؟ ما الأمر؟》
كارينا : إنه فظيع!
《ييجي : لا يشبع لكِ رغباتكِ؟》
كارينا : بالطبع لا! على الإطلاق! هو يظن نفسه لا يزال في العشرينات و لكنه في الحقيقة ليس لديه أي فكرة عن كيفية إشباع رغبات امرأة!
《ييجي : هل تقصدين أنه يأخذ رغباته كلها منكِ و بعدها يترككِ حين ينتهي دون الإكتراث لرغباتكِ أنتِ؟》
كارينا : أجل بالظبط! و هذا ليس عدلاً أبداً! يا ليتني قمت بإصطياد رجل أعمال شاب في العشرينات أو الثلاثينات من عمره أفضل
《ييجي : أتعتقدين أن هذا الأمر مؤثر على عدم قدرتكِ على الحمل للمرة الثالثة على التوالي؟》
كارينا : ربما، أعني، لقد حاولت أن أحمل منه ثلاث مرات متتالية حتى الآن و لكنني فشلت، بدأت أشك حقاً أن ذلك الخمسيني يعاني من عقم و لم يخبرني بالأمر لكي يخدعني
《ييجي : قلتِ لي من قبل أنه يعاني من أمراض السكري و إرتفاع ضغط الدم، و هذه الأمراض قد تؤدي للعقم فعلاً》
كارينا : يبدو أن علي الحفاظ على مكانتي بمفردي كوني لن أستطيع إنجاب ولي العهد إذاً
《ييجي : قلتِ لي من قبل أيضاً أنه يعاني من أمراض في القلب بسبب سمنته المفرطة》
كارينا : صحيح، كما أنني تصنتت عليه مسبقاً حين كان يتحدث مع طبيبه على الهاتف، و سمعته يخبره أنه قد يصاب بأزمة قلبية في أي لحظة إنفعال و يسقط أرضاً ميتاً فوراً
《ييجي : و هذا يعني أنكِ حينها سترثين و ستكون نصف ثروته و أملاكه لكِ》
كارينا : تماماً
《ييجي : إذاً كل ما عليكِ فعله هو الصبر و إنتظار تلك اللحظة فقط هههه》
كارينا : هههه، أنتِ محقة
وونهي (منادية) : كارينا أوني!
صدح صوت ابنة زوج كارينا وونهي من بعيد منادية عليها فجأة، لتضطر حينها كارينا أن تنهي المكالمة مع ييجي
كارينا : علي الذهاب الآن ييجي، ابنة زوجي تناديني
《ييجي : حسناً، و لكن عديني أننا سنكمل كلامنا لاحقاً》
كارينا : بالطبع عزيزتي، أعدكِ
《ييجي : إلى اللقاء إذاً》
كارينا : وداعاً
ودعت كارينا صديقتها المقربة ييجي قبل أن تغلق الخط و تترك هاتفها في غرفتها، لتخرج من الغرفة و تتجه نحو مصدر صوت ابنة زوجها وونهي
كارينا : أين أنتِ وونهي؟
وونهي (بصوت مسموع) : أنا هنا أوني! في غرفتي!
إتجهت حينها كارينا لغرفة وونهي، لكي تفتح الباب و تدخل، لتجد وونهي تقف بطريقة غريبة و يبدو على وجهها الخوف و القلق
كارينا : ما الأمر؟
وونهي (بخوف) : أوني! أحتاج لمساعدتكِ! بدأت أنزف فجأه بشكل غزير! و لا أعرف لماذا حتى! أرجوكِ ساعديني بسرعة! أنا خائفة جداً و لا أعرف ما يجب علي فعله الآن!
كارينا (بإستغراب) : نزيف؟
وونهي : أجل!
كارينا : أين؟
وونهي : النزيف يخرج من بين فخذاي! وجدت سروالي الداخلي فجأه مليء بالدماء! لم يسبق لي أن حدث معي شيء كهذا أبداً من قبل!
كارينا : مهلاً، دعيني أرى
إقتربت حينها كارينا بأعصاب هادئة عكس وونهي تماماً، لترى ملابس وونهي الملطخة بالدماء بينما كانت تشعر وونهي بمزيج من الخوف و الإحراج
لتدرك حينها كارينا ما يجري هنا الآن، لقد حصلت وونهي للتو على أول دورة شهرية لها على الإطلاق
كارينا (بنبرة مطمئنة) : أوه عزيزتي، لا تخافي، أنتِ فقط حصلتِ على أول دورة شهرية لكِ، هذا كل شيء
وونهي (لم تفهم) : دورة ماذا؟! دورة شهرية؟!
كارينا : أجل
وونهي : و ما هي الدورة الشهرية تلك؟!
كارينا (بإستغراب) : ألا تعرفين ما تكون الدورة الشهرية؟
وونهي : كلا
كارينا : ألم تدرسي أي شيء عنها مسبقاً في مادة الأحياء؟
وونهي : كلا، لم يخبرني أحد عن هذا الأمر من قبل أبداً
كارينا : أوه، فهمت
وونهي : إذاً ما خطبي؟! لماذا أنزف هكذا؟! هل سأموت؟! أرجوكِ إشرحي لي!
كارينا : إهدأي قليلاً عزيزتي، لا تخافي، إنها شيء طبيعي جداً، يحدث للفتاة حين تصبح امرأة بالغة رسمياً
وونهي (بدأت تطمئن) : إذاً هي شيء عادي؟ ليست خطيرة؟ و لن أموت؟
كارينا (ضحكت بخفة) : هههه، بالطبع لا عزيزتي، أنتِ بخير تماماً
وونهي : حسناً، و لكن لماذا تحدث أصلاً؟
كارينا : إنها علامة نضوج الرحم، الآن صار مستعداً لكي يحمل الأجنة بداخله
وونهي : أي أنني الآن أستطيع الحمل مثل الفتيات الكبيرات مثلكِ؟
كارينا : أجل، بالضبط
وونهي : و كم من الوقت سأظل أنزف هكذا؟ ربع ساعة؟ نصف ساعة؟ ساعة؟
كارينا : حوالي خمسة أيام
وونهي (بصدمة) : ماذا؟! خمسة أيام؟!
كارينا : في الواقع المدة تختلف من فتاة لأخرى، و لكن المتوسط هو خمسة أيام
وونهي (بهلع) : و كيف لي أن أعيش مع هذا النزيف المستمر لخمسة أيام متواصلة؟!
كارينا : ستسخدمين الفوط الصحية بالطبع
وونهي : و كيف أستعملهم؟
كارينا : فقط ستلصقين واحدة في سروالكِ الداخلي، و ستقومين بتغييرها كلما شعرتِ أنها قد امتلئت بالدماء
وونهي (بإمتنان) : فهمت، شكراً جزيلاً لكِ على مساعدتي أوني، أنتِ أفضل زوجة أب قد يحصل عليها أي شخص
كارينا (إبتسمت) : على الرحب و السعة عزيزتي
وونهي (ببعض الإحراج) : هل يمكنكِ فقط القدوم معي للحمام لكي تساعديني و تعلميني كيفية التعامل مع الأمر عملياً؟
كارينا : بالطبع، هيا بنا
خرجت كارينا مع وونهي من الغرفة و توجهتا نحو الحمام، بينما كانت وونهي تشعر بالإمتنان الشديد نحو كارينا
فهي قد حرمت من حنان الأم طوال حياتها منذ أن توفيت والدتها و هي تلدها في غرفة العمليات، حيث رفض والدها شيهيوك حينها التضحية بالجنين
فكان هذا الموقف هو واحد من أكثر المواقف التي شعرت فيها وونهي أن كارينا رغم فرق السن الصغير بينهما إلا أنها فعلاً تعوضها عن غياب والدتها في حياتها كونها زوجة أبيها
**
و بعد مرور نصف ساعة كاملة في الحمام مع درس كيفية التعامل مع الدورة الشهرية، نزلت كل من كارينا و وونهي للطابق السفلي حيث تقبع غرفة المعيشة حين سمعتا شيهيوك يعود للمنزل أبكر بكثير من موعده فجأه
لتجده كارينا جالساً على الأريكة و هو يمسك وجهه بكلتا يديه و يسند كوعيه على فخذيه، لتقوم بتفعيل وضعية تمثيل دور الزوجة الشابة المثالية و تقترب منه لكي ترحب به برومانسية و دلع
كارينا (مبتسمة) : أوه عزيزي، لقد عدت
جلست كارينا على يد الأريكة لتعانق زوجها شيهيوك من الجانب و تطبق قبلة رقيقة على شفتيه قائلة
كارينا (بنبرة أنثوية) : إشتقت لك كثيراً
إنضمت لهما حينها وونهي، لتجلس على الأريكة المقابلة و هي بالكاد تستطيع الحراك خوفاً من أن يتسرب الدماء من فوطتها الصحية التي وضعتها للتو
كارينا : لدي لك خبر رائع عزيزي، وونهي حصلت على دورتها الشهرية الأولى
إبتسمت حينها وونهي بإحراج طفيف، و لكن سرعان ما إختفت هذه الإبتسامة حين إستغربت هي و كارينا حين رفع شيهيوك رأسه و معالم الحزن و الضيق ترتسم على وجهه
وونهي (بقلق) : هل أنت بخير أبي؟
كارينا (بقلق مصطنع) : هل كل شيء على ما يرام في العمل عزيزي؟
شيهيوك : العمل بخير، و لكن قد آتاني خبر سيء اليوم
كارينا : ماذا حدث؟
شيهيوك : لقد.. توفيت شقيقتي
وونهي (بصدمة) : ماذا؟! توفيت عمتي؟!
كارينا (بإستغراب) : مهلاً، لديك شقيقة أصلاً؟!
شيهيوك : وصلني خبر وفاتها حين كنت في الشركة هذا الصباح، قالوا أنها توفيت البارحة بعد صراع طويل مع أمراض الكلى
وونهي : أي أنها ماتت بسبب الفشل الكلوي؟!
شيهيوك : أجل
كارينا (بإستغراب لوونهي) : تعرفين ما هو الفشل الكلوي و لكنكِ لا تعرفين ما هي الدورة الشهرية؟
وونهي : عرفته فقط من مسلسل يحكي عن حياة الأطباء أوني
شيهيوك : على أي حال، هيا إذهبا لكي تحضرا حالكما، سنذهب للجنازة في الكنيسة الآن
كارينا (بإستغراب) : في الكنيسة؟ ألست معتنقاً للديانة البوذية؟
شيهيوك : أنا كذلك، و لكن شقيقتي و أبنائها الثلاثة يعتنقون الديانة المسيحية مثلكِ
كارينا : أوه، فهمت
شيهيوك : إذاً هيا بسرعة، لا أريد أن نتأخر
وونهي : حاضر أبي
نهض حينها الجميع لكي يقوموا بتغيير ملابسهم لملابس سوداء اللون إستعداداً للذهاب لجنازة شقيقة شيهيوك الوحيدة
**
و على الجانب الآخر في نفس الوقت، في إحدى الكنائس المنتمية للطائفة الكاثوليكية، كان الأشقاء الثلاثة هيسونغ و يوناه و يوجين في جنازة والدتهم الراحلة يأخذون التعزية
إنتهت أغلب مراسم الجنازة بالفعل، و الآن يجلس الحضور في بعض لحظات الصمت و الحداد، و بالطبع كان الأبناء الثلاثة يجلسون في أول صف
كان هيسونغ شارد و غارق في حزنه المدفون و رأسه يفكر في مليون شيء في وقت واحد، حيث أن المسؤولية الآن صارت محملة كلياً على عاتقه أكثر من السابق
كانت شقيقته يوناه تجلس بجانبه، و لكنها كانت تلتفت كل دقيقة حولها لترى من الذي أتى و من الذي ذهب، لتلمح خالها شيهيوك يقف على عتبة بوابة الكنيسة لتتسع عينيها
يوناه : هيسونغ! أنظر! الخال شيهيوك هنا!
سرعان ما خرج هيسونغ عن شروده حين سمع اسم خاله شيهيوك على لسان شقيقته يوناه، ليلتفت وراءه ليراه فعلاً و يغضب بشدة
كان هيسونغ على وشك أن ينهض بغضب لولا أن أمسكته شقيقته يوناه من ذراعه أولاً لتقول له
يوناه : أرجوك أن تحترم وفاة أمي و ألا تقوم بأي تصرف متهور
و لكن هيسونغ لم يرد عليها، و نهض فعلاً بإندفاع و غضب نحو خاله شيهيوك، لتتبعه يوناه على الفور هي و يوجين
ليرى شيهيوك هيسونغ و هو قادم نحوه و عيناه تحرقانه من الغضب، و لكنه كان متوقعاً لهذا و مستعداً لمواجهته، بينما كانت كل من زوجته كارينا و ابنته وونهي تقفان خلفه على جانبيه الأيمن و الأيسر
هيسونغ (بإندفاع و غضب) : كيف تجرؤ على أن ترينا وجهك مجدداً بعد كل ما فعلته؟!
يوناه (تحاول تهدأته) : هيسونغ! أرجوك إهدأ!
شيهيوك (و الدموع في عينيه) : بني..
هيسونغ (قاطعه) : لقد تركتنا و لم تكترث لنا لسنين! أشك حتى أنك كنت تعرف عنا أي شيء أو إن كنا لا نزال أحياء أو متنا! أنت حتى لم تطمئن على شقيقتك الوحيدة و لو لمرة واحدة! لكنت حينها قد علمت أنها تقوم بغسل الكلى و بحاجة للمال لأجل ذلك! و بسبب عدم قدرتنا على سداد ديوننا للمستشفى لم يقوموا بغسل الكلى لها مما أدى لفشل كلوي و وفاتها! و الآن و بكل وقاحة لديك الجرأة للقدوم إلى جنازتها هكذا بمنتهى البساطة؟!
شيهيوك (بحزن) : هيسونغ بني، أرجوك إسمعني، أنا-..
هيسونغ (قاطعه مجدداً) : كلا! لا أريد أن أسمعك أبداً! هيا إرحل من هنا حالاً! أخرج قبل أن ألقيك خارجاً بنفسي!
يوجين (متدخلاً) : لا تتحدث معه هكذا هيسونغ! إنه خالنا رغم كل شيء!
هيسونغ : كلا! أنا ليس لدي خال! كما أن شخصاً مثله لا يستحق الإحترام أصلاً على أي حال!
كانت كارينا تشاهد ذلك الشاب الطويل الذي يقف في وجه زوجها بكل ثبات و شجاعة رغم حرقة قلبه على وفاة والدته و هي صامتة و مركزة
فعلى الرغم من مدى سوء الموقف الذي يحدث الآن، إلا أنها كانت معجبة جداً بمدى إصرار ذلك الشاب المدعو هيسونغ على موقفه تجاه زوجها شيهيوك
شيهيوك (مبرراً) : فقط إسمعني هيسونغ، أنت معك حق، لقد تخليت عن عائلتي منذ زمن بعيد، و لكنني هنا اليوم لكي أصلح خطأي، حتى لو كنت قد تأخرت قليلاً
هيسونغ (بسخرية) : هه، قليلاً؟!
شيهيوك (بندم) : أنا نادم فعلاً من كل قلبي على كل ما فعلته لكم، على تركي لكم، على عدم إكتراثي، على كل شيء
هيسونغ : نادم؟! و ماذا أفعل بندمك ذاك؟! هل سيرجع ندمك أمي للحياة مجدداً؟! هل سيعوض ندمك أمي على كل لحظة ألم و ضغط نفسي و معاناة مرت بها في حياتها قبل أن تتوفى بسبب أن شقيقها الوحيد فاحش الثراء كان أكثر أنانية من أن يقدم مساعدة و لو بسيطة لأجلها هي و أبنائها الثلاثة؟!
شيهيوك : أعلم أنني مهما قلت من كلمات لن تشفي جروحكم على وفاة والدتكم، و لكنني هنا اليوم لكي أثبت صدق أسفي و ندمي، و لذلك قررت أن أعتني بكم جميعاً من الآن فصاعداً
رفعت حينها كارينا حاجبيها في حركة سريعة عندما سمعت قرار زوجها الفجائي ذاك، و لكنها مازالت لم تتدخل أبداً
يوجين : ماذا تقصد خالي؟
شيهيوك : أقصد أنني من الآن فصاعداً سأتكفل بكم لكي أعوضكم عن كل لحظة كنت بعيداً فيها عنكم، لكي أصلح أخطاء الماضي
فرح حينها كل من يوناه و يوجين للحظة، و لكن يبدو أن رده فعل هيسونغ كانت معاكسة تماماً لخاصتهما
هيسونغ : و هل تظن أن بإمكانك إصلاح الأمور هكذا بهذا السهولة؟! لم تحزر! فنحن لا نريد شيئاً منك ولا من أموالك الطائلة اللعينة هذه! فنحن لسنا متسولين كي تعطف علينا!
حين رفض هيسونغ بشده إضطر حينها شقيقاه أن يتدخلا في الحوار بسرعة بشكل أكثر جدية لكي يغيرا رأيه
يوناه : لا تكن هكذا هيسونغ! الخال شيهيوك نادم بصدق و يسعى لتعويضنا عن الماضي!
يوجين : أجل هيسونغ! نحن لن نستطيع العيش بمفردنا هكذا! نحن بحاجة إليه!
يوناه : هذه فرصة مثالية للجميع! له لكي يصلح خطأه و لنا لكي نعوض عن الماضي!
يوجين : أرجوك ألا ترفض هيسونغ!
صمت حينها هيسونغ لوهله بعدما توسل إليه شقيقاه أن يوافق، ليتنهد حينها و يعيد نظره لخاله شيهيوك مجدداً ليقول له
هيسونغ (بحده) : حسناً إذاً، سنعطيك فرصة، و لكن هذا لا يغير أي شيء بيني و بينك أبداً! مازلت لا أسامحك!
شيهيوك : أعرف، و أنا متفهم لمشاعرك هيسونغ، و أعدك بأنني سأسعى لأثبت لكم أنني نادم بصدق، و سأسعى أيضاً للحصول على غفرانك
هيسونغ : سنرى بشأن هذا
شيهيوك : سأقوم بعمل إتصالاتي على الفور لكي ينقلوا أغراضكم كلها من منزلكم لمنزلي
يوناه : ممتاز
أخرج حينها شيهيوك هاتفه من جيبه ليطلب بعض الأرقام و يتحدث معهم براحة خارج الكنيسة، فهو بالفعل سينقل أبناء أخته الثلاثة للعيش معه في منزله من الآن فصاعداً
أما بالنسبة لكارينا، فهي كانت لا تعرف إن كان قرار إستضافة هؤلاء الثلاثة في المنزل قراراً صائباً حقاً أم لا، و لكنها بكل تأكيد كانت تشعر بالفضول حول العيش تحت سقف واحد مع ذلك الشاب ذو الشخصية القوية
**
و بعد مرور ساعات، إنتهت الجنازة، و تم الدفن، و بدأ العمال على الفور في نقل أغراض الأشقاء الثلاثة من منزلهم القديم لمنزل شيهيوك، بينما قاموا بتوضيب بعض الغرف لأجل كل واحد فيهم على أعلى مستوى
صارت الساعة الآن قرابة الخامسة و النصف عصراً، و بدأت الشمس بالغروب قليلاً، ليصل أخيراً الأشقاء الثلاثة لمنزلهم الجديد الذي سيعيشون فيه من الآن فصاعداً، منزل خالهم شيهيوك
و ما إن نزلوا من السيارة و رأوا المنزل من بعيد حتى ذهلوا من مدى جماله و فخامته، و لكن هيسونغ قد أخفى مشاعره على عكس شقيقاه
يوجين (بإعجاب) : واو! رائع!
يوناه (بإنبهار) : رائع فقط؟ إنه مدهش!
هيسونغ (ببرود) : أجل أجل، كان هو يعيش في منزل فخم بينما كنا نحن نعيش في علبة أعواد ثقاب
يوناه : هل يمكنك أن تتوقف عن هذا؟
هيسونغ : توقفا أنتما عن الثرثرة و إضاعة الوقت و ساعداني في حمل الحقائب، أنا مرهق حد اللعنة
يوجين : حسناً حسناً
و بالفعل، أخذ كل واحد منهم حقيبة أغراضه، لكي يستعدوا للدخول للمنزل، و لكن يبدو أن هيسونغ قد خطرت على باله فكرة ما أولاً
هيسونغ : يا، إسمعا
يوجين : ماذا؟
يوناه : ماذا هناك؟
هيسونغ : يجب أن تعرفا جيداً أننا هنا لأجل حقنا و فقط
Heeseung pov
لقد عشت حياة مليئة بالحرمان، و الآن حان الوقت لكي آخذ ما أستحقه
End pov
يوناه (بعدم فهم) : عن أي حق تتحدث؟
هيسونغ : أقصد حقنا في الثروة
يوجين : الثروة؟!
هيسونغ : أجل! الميراث!
يوناه : يا، عن أي ميراث تتحدث؟ ليس لدينا أي حق في الميراث
هيسونغ (عقد حاجبيه) : كيف؟
يوناه : أوه هيا، ظننت أنك الأذكى بيننا، لأن القانون الكوري لا يعطي لأبناء الأخت حقاً في الميراث إن كان للرجل زوجة و أبناء، و هو لديه الإثنان
هيسونغ (بإستغراب) : الإثنان؟!
يوجين : أنظر من يثرثر و يضيع الوقت الآن، هيا فقط دعونا ندخل
يوناه : أجل أجل، هيا بنا
دخل حينها الأشقاء الثلاثة من بوابة منزل خالهم شيهيوك الفخم، ليلمح حينها هيسونغ على الفور تلك الفتاة الشابة الجميلة التي تقف في الشرفة في الأعلى و تشاهدهم كما لو كانت تنتظرهم
هيسونغ (قاصداً كارينا) : من هذه؟
يوناه : هذه كارينا، زوجة خالنا شيهيوك
هيسونغ (بصدمة) : زوجة من؟!
يوجين : ماذا بك؟ هل صدمت؟
هيسونغ : بالطبع صدمت! إنها تقريباً في نفس عمري! كيف له أن يتزوج من فتاة شابة تصغره بكل هذه السنين؟!
يوناه : حسناً، هذه حياته الشخصية و لا يجب علينا التدخل فيها
رغم أن كل من يوناه و يوجين أخذا الموضوع ببساطة، إلا أن هيسونغ سرعان ما فهم على الفور سبب زواج فتاة شابة مثل كارينا تلك بخاله شيهيوك
لقد فهم على الفور أنها صائدة ثروة، مما يعني أنها بكل تأكيد تشكل خطراً عليه و على خطته في الحصول على حق في الثروة و الميراث
سبقه شقيقاه بعده خطوات للأمام، بينما وقف هو لثانية لكي ينظر لكارينا التي كانت لا تزال تقف في الشرفة مرة أخرى، لتتقابل عيناهما معاً لأول مرة على الإطلاق رغم المسافة
و لكن نظرات هيسونغ لكارينا كانت تختلف تماماً عن نظراتها هي له، حيث أن كل ما كان يفكر فيه حينها في هذه اللحظة تمتم به لنفسه قائلاً
هيسونغ (لنفسه) : لكي أستولي على الثروة يجب علي أن أطيح بتلك المرأة أولاً
(إنتهى البارت)
رأيكم في البداية؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية هيسونغ؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية كارينا؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية شيهيوك؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية وونهي؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية يوناه؟
إنطباعكم الأولي عن شخصية يوجين؟
كلام كارينا مع ييجي عن حياتها الزوجية؟
دور كارينا مع وونهي كزوجة أب؟
رده فعل هيسونغ الحادة مع خاله شيهيوك؟
إنتقال الأشقاء الثلاثة للعيش في منزل خالهم؟
رغبة هيسونغ في الإستيلاء على الثروة؟
مشاعر هيسونغ السلبية نحو كارينا؟
ما هي توقعاتكم للقادم؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro