الفصل العاشر
عيدكم مبارك سعيد و كل سنة و أنتم بخير
*
استمتعوا
تمانا :
كل منا له جانب روحي يجب أن يغذيه ولا يتركه ، ربما مرّ عليّ وقت كنت متهاونة و غير ملتزمة ، أشعر بالذنب لأنني كنت سيئة و وضعت رونالد في قائمة أولوياتي ، كل شيء كنت أقوم به من أجله هو ....... لست نادمة على ذلك لأن تلك المرحلة التي مرت من حياتي كانت اختبار و أنا فشلت ، قد يعتقد البعض أن الفشل هو أسوأ النتائج و لكن دعوني أخبركم بشيء مهم
التجارب الفاشلة هي مكسب في مخزن حياة كل واحد منا ، ربما البعض يرى أن الفشل نهاية الحياة و لكنني أرى أنه بداية جديدة و فرصة للوقوف و الالتفات حتى أرى جميع خطواتي و أحدد أين كانت أخطائي ، فرصة لكي أعيد توثقة صلتي بجانبي الروحي و أشدد أكثر على التزامي و لأجل هذا أنا أرى تصرف رينيدا شنيع للغاية
و رغم هذا أنا لن أقول شيء لأنني تحدثت معها كثيرا و أخبرتها أن العلاقات خارج اطار الزواج شيء محرم و أن العلاقة الزوجية شيء مقدس جدا ولا يجب أن نعبث به و لكنها تقول عني غبية و رجعية .....
كنت قبل أيام قد بحثت عن كنيسة جيدة و تأكدت من سمعتها عندما سألت بعض السكان القريبين من هنا ، لذا اليوم قررت القدوم في وقت مبكر حتى أحضى بوقت طويل في هذه الأجواء الدينية العميقة
بعد مدة من السير أنا وصلت و كان بعض من سكان الحي يتوافدون ، اقتربت من بوابة الدخول و قبل أن أدخل توقفت و فتحت حقيبتي ، أخرجت اشار الدونتال الأبيض الصغير و وضعته على شعري ثم دخلت ، كانت الصفوف الأمامية ممتلئة لهذا جلست في أقرب مكان متاح ، كان قريبا من المقاعد الخلفية و لكن الناس كانوا جديين و الشعائر كانت تصل أصواتها للجميع
جمعت كفيّ معا و أغمضت عيني و وجدتني أردد معهم بدون أن أحمل أي كتاب لأنني تعودت منذ صغري و كلها ترسخت بقلبي و عقلي
بمرور الوقت في ذلك المكان أنا كنت أشعر أن روحي ترتاح رويدا ، رويدا و السكينة تحل على قلبي إلى أن انتهى القداس و حاولت التعرف على بعض النساء و هن كن ودودات معي و هكذا شعرت أنني أحرزت تقدما جديدا في حياتي ..... تقدما و خطوات اجابية في طريقي الطويل و المجهول
خرجت من هناك و أبعدت اشار من على رأسي ، وضعته داخل حقيبتي ثم أخذت هاتفي و أنا في طريقي للمتجر اتصلت بأمي ، كنت أضع حقيبتي على كتفي و أمسك بها بكفي بينما أسير في طريقي و هي بسرعة أجابت
" تمانا "
" مرحبا أمي "
" أهلا عزيزتي ..... كيف حالك ؟ "
" بخير أمي .... ماذا عنك أنت و أبي ؟ "
" نحن بخير كذلك ..... لقد كنا بالقداس و سنعود للمنزل بعد قليل "
عندها ببهجة أخبرتها عما كنت أقوم به كذلك
" و أنا أيضا كنت بالقداس و الآن سوف أمر للسوق أولا ثم أعود للمنزل "
" هل عدت للتردد على الكنسية ؟ "
" أجل ..... أخبرتك أنني عندما أبتعد سوف أرتب حياتي "
" عزيزتي أنا سعيدة من أجلك "
" و أنا سعيدة من أجل نفسي يا أمي "
صمت الكلام بيننا و شعرت أن هناك شيء تود قوله و لكنها متردد فبادرت أنا
" أمي .... يبدو أن هناك شيء تودين قوله "
" اليوم في الكنسية"
تنهدت و كنت أعرف إلى ما ترمي
" هل التقيتما برونالد ؟ "
" أجل ..... اليوم سوف يعمد طفلته "
توقفت و رفعت رأسي نحو السماء المليئة بالغيوم و حولت عدم البكاء ، جاهدت في حبس دموعي و عدم النظر للأرض كي لا أساعدها على الخروج ، علي التمسك بالشموخ ، يجب أن أنظر دائما نحو السماء
" لابد من فعل ذلك يا أمي "
" لقد آلمني قلبي "
" إنه أمر عادي أمي ..... هو وجد حياته و أنا كدلك وجدت حياتي "
" تمانا لا أزال مصرة أن تجدي شخصا يستحقك ، هناك الكثير من الرجال من لديهم أطفال و يبحثون عن أمهات لأطفالهم "
" أمي "
" لا تقولي أمي ..... لطلما كنت حنونة و لم تكوني أنانية "
" لا أريد أن أكون أما لطفل أحد غيري ..... إنه شعور بائس يا أمي فلا تجبريني ، وجود رجل في حياتي لم يعد بذات الأهمية "
" تمانا لا تكوني عنيدة .... المرأة لن يصونعا سوى رجل ، إنه يبعد عنها أعين الطامعين و مخالبهم "
" يمكنني أن أدافع عن نفسي بنفسي "
" آه يا ابنتي ...... أنا يجب أن أقول هذا الكلام كل مرة "
" أدري أنه واجبك و لكن لا تضغطي عليّ "
" حسنا لن أفعل فقط لا تفقدي ابتسامتك الجميلة "
عندها وجدت نفسي أبتسم و عدت لمواصلة سيري بهدوء
" و أنت اعتني بنفسك و بأبي "
" حسنا حبيبتي .... كوني بخير و اتصلي بنا "
" حسنا أمي إلى اللقاء "
أقفلت الهاتف و تعمدت نسيان ما أخبرتني به عن رونالد ، يجب أن أقنع قلبي مثلما اقتنع عقلي أنني انتهيت منه ، واصلت سيري و بعد مدة وصلت للمتجر الكبير و هناك أخذت سلة و بدأت بدفعها ، أخرجت هاتفي و الذي كنت قد سجلت عليه كل النواقص أمس ليلا
توقفت في ممر الألبان فأخذت علبتين من الجبن ، زجاجة من الحليب و بعض الزبادي لرينيدا ، واصلت طريقي نحو ممر اللحوم ثم أخذت احتياجاتنا و اليوم أنوي أن أطهوا للعشاء أجنحة الدجاج لذا أخذت كيسا ، نحتاج كذلك للخضر و هكذا دفعت السلة و بحثت حولي عن ممر الخضر و عندما رأيته أمامي و كنت سوف أتقدم نحوه سلة اصطدمت بسلتي فأوقفتني
رفعت رأسي و تفاجأت بمن رأيته أمامي لأهمس
" سيد بارك "
حدقت حولي مستغربة وجوده هنا و هو ابتسم و كان يرتدي ثيابا رياضية
" سيدة تمانا "
تراجع بسلته نحو الخلف و أفسح لي المجال ثم أشار لي و تحدث
" تفضلي "
ابتسمت بمجاملة و شكر ثم سرت ليسير هو بجانبي و كنت لا أزال مستغربة حتى تحدث هو
" لابد أنك مستغربة من وجودي هنا "
شددت على مقبض السلة و توقفت ليتوقف هو أيضا و أومأت
" أجل ..... شخص مثلك لم أعتقد أنه يتسوق لبيته "
ابتسم حتى ظهرت غمازته و لأول مرة ألاحظها ثم التفت لي و تحدث
" ولا أنا "
" ما الذي تعنيه سيدي ؟ "
" لماذا سيدي و نحن لسنا بالعمل ؟ "
" لأنك رئيسي في العمل ولا يجب أن أسقط الكلفة "
" حسنا ..... و أنت لمن تتسوقين ؟ "
" لبيتي "
" تقصدين بيت صديقتك "
" أجل "
قلتها و عدت لأسير و هو شعرت به يسير معي و كنت أحدق حولي و أصبحت مشتتة ، الخضار أمامي ولا أذكر أيا منها كنت أريد
" و أنا مثلك أتسوق من أجل بيت صديقي "
توقفت و التفت له فواصل
" لديه فتاة صغيرة و أنا أزوزرهما كثيرا في أيام العطل "
" هذا جيد "
التفت بسرعة و أخذت بعض الطماطم و البصل و وضعتها في السلة ثم شعرت أن تواجدي هنا معه أمر خاطئ فالتفت و تحدثت
" أعتذر سيد بارك يجب أن أغادر "
قلتها بسرعة و التفت حتى أدفع السلة و لكنه أوقفني و تحدث
" في الواقع كنت أريد الاتصال بك في وقت ما من هذا الصباح "
شعرت أن هناك شيء سيء ، هل سيعود لعرضه ذاك ؟ و لكنه تحدث بسرعة
" إنه يخص العمل "
عندها شعرت أنني تنفست الصعداء ، تنهدت فعلا و لكن لم أجعله يرى ذلك و التفت له لأبتسم
" يخص العمل ؟ "
" أجل ..... كما تعملين نحن في مرحلة متقدمة للاعداد للمنتج الذي سوف نطلقه بافتتاح المختبر "
" أجل .... هل هناك عمل اضافي ؟ "
" نوعا ما يعتبرعمل "
" لم أفهم "
" أنت تعرفين شركة ROIYALE الفرنسية للمكياج أليس كذلك ؟ "
" بالتأكيد "
" إنها المنافس الأقوى و الأشرس لنا و هي سوف تطلق منتجا جديدا لم يكشف عنه حتى اللحظة "
" هل سوف تحضر ؟ "
" أجل لقد وصلتني دعوة و يجب على ممثل الشركة و المختبر الحضور "
" حسب علمي أنت تمثلهما معا "
" و لكنك كمختصة تمثلين المختبر أكثر ..... تدرين سوف يتحدثون عن أمور علمية و مهما كنت متيقضا ستغيب عني بعض الأمور "
وجدتني مرة أخرى أشد بتمسكي على السلة و تساءلت باستغراب
" اذا هل أنت تسألني الآن أن أحضر معك ؟ "
" أجل ..... كممثلة لمختبر TAZIA للتجميل "
تنهدت و شعرت بالضياع ، رفعت كفي و وجدتني أضع بعض خصلاتي خلف أذني
" هل حضوري اجباري ؟ "
" ليس اجباري و لكنه واجب من ضمن واجبات عملك "
اذا لابد من الحضور ، أومأت و ابتسمت بمجاملة
" حسنا ..... سوف أحضر بما أنه ضمن عملي "
" الحفل سيكون اليوم مساء "
" حسنا سوف أتجهز مساء "
ابتسم مرة أخرى و اقترب ليضع كفع على ذراعي و تحدث
" شكرا لك تمانا ..... أنت فعلا موظفة ثمينة "
لم أستلطف حركته تلك و لا اقترابه المفاجئ مني فتراجعت للخلف و ابتعدت عن كفه
" إنه واجبي سوف أؤديه "
" آسف يبدو أنني تصرفت بعفوية "
ولا يبدو أنه شخص عفوي ، حتى مع التزامه معي ، المسافة التي يصنعها عندما نكون في العمل و حديثه اللبق كلها لا تجعلني أصدقه خصوصا عندما أتذكر يوم طلبه ذاك ، ربما الجميع و المجتمع تغير و أنا كنت أعيش داخل قوقعة و لكن هذا لا يعطي الحق لأي أحد أن يعتدي على كرامتي بتلك الطريقة المهينة
ابتسمت بطريقة بدت مجاملة منزعجة و تحدثت بعدها
" لا بأس يجب أن أغادر "
بسرعة حركت سلتي لأدفعها لكنه مرة أخرى نادى اسمي بدون ألقاب
" .تمانا ............ أرسلي لي عنوان منزلك حتى آتي لكي أقلك مساء "
و ها أنا أجدني واقفة أريد الرفض و لا أستطيع التصريح بذلك
" عنوان منزلي ؟ "
" أجل ...... "
" حسنا "
ابتسم و أنا هربت من أمامه بسرعة ، كنت رافضة لفكرة أن يقلني ، هكذا سوف نكون وحدنا و هذا أمر سيء ، هو لا يزال يرمقني بنظرات غريبة و هذه النظرات تجعلني أشعر بعدم الراحة و عدم الأمان
*
تشانيول :
صدقيني يا مهرتي الفاتنة ، يا سمرائي الساحرة أنه سوف يأتي يوم و أخبرك دعينا نتخلص من جميع ثيابنا و نردتدي ثوب الرغبة ، أغطيك بقبلي و تسحرين بلمستي ، يومها لن تتهرب عينيك من نظرتي ، يومها سوف تهربن مني إلى حضني و تهمسين احضني مزيدا ولا تبعد أنفاسك عني
كل شيء يدور حولها منذ بدأت العمل أعلمه ، أعلم كل شيء يخصها و لكنني ما زلت حذرا بشأن عفويتي أمامها و أحاول أن أبدو شخص عادي ، أحاول محو تلك الصورة التي أخذتها عني و التي لا تزال تظهر عدائها نحوي في كل تصرف صد تقوم به تجاهي بسببها
أنا اليوم قررت الركض في منطقتها فأوقفت سيارتي في موقف سيارت تابع لمتجر كبير ، و منذ أن خرجتْ من المنزل كنت خلفها و لكنها لم تنتبه لوجودي ، لقد كانت تسير و هي ترسم على وجهها ابتسامة بدت مطمئنة و راضية ، جعلت الجميع يرون فتنة الخالق فيها و أنا وددت لو يمكنني وضع أصابعي على وجنتيها لتغطية غمازتيها ، مجرد ثقبين بوجهها يزيدان من فتنة النظر لها ..........
و بعد مصادفتها داخل المتجر هي غادرت بسرعة تهرب مني ، إنها تجعلني ألمح نقطة ضعفها ، أنا ألمس جرحها و الذي لن يكون سوى نقطة اجابية بالنسبة لي لأنني معها سوف أكون حرا ...... معها سوف أرتوي من رغبة سمعت كثيرا أنها لن تطفئها سوى امرأة واحدة
حدقت بالسلة و وجدت أنني اشتريت الكثير من الأغراض و التي لا أدري ما الذي سأفعله بها و هكذا عدت لأجعل كذبتي حقيقة ، دفعت ثمن الأغراض ليضعهم البائع في كيس ، أخرجت بطاقتي لأدفع و هو كان يمضغ علكة و على ذراعيه يوجد الكثير من الوشوم ، ابتسم لزميله و تحدث بينما يشير له بعينيه بعيدا
" هاي ..... ويلي هل رأيت تلك الجميلة التقية ؟ "
كنت أعيد البطاقة لمحفظتي عندما توقفت و رفعت نظراتي ناحيته و ملامحي كانت متجهمة فاقترب من صديقه ذاك و تحدث من جديد
" جسدها رائع يا رجل .... تبا انها تجعلي مثار بمجرد رؤيتها "
و الآخر أجابه
" سمعت أنها متدينة جدا لذا لا تحاول الاقتراب منها "
لكنه ضرب صدر صديقه بظهر كفه و هو لا يزال ينظر تجاه الأروقة و يتجاهل وقوفي هناك
" محاولة صغيرة من يدري ربما تكون بحاجة لمسة و توافق "
عندها لم أتمالك نفسي و وجدتني أجذبه من مقدمة ثيابه فجأة ، قربته مني و رمقته بنظرات حارقة و هو ابتسم بطريقة بدت مستغربة
" ما بك سيدي ؟ "
" أعد ما قلته الآن ؟ "
" سألتك إن كنت تريد شيء "
" أقصد حديثك عن الفتاة السمراء "
" تقصد الجميلة التقية ؟ "
فتحدثت بسخرية مستهجنة
" و تطلق عليها لقب أيضا ..... "
" هل هي حبيبتك ؟ "
و بغضب و شد على كلماتي بكره أجبته
" أجل ..... هي امرأتي و تحدث عنها مرة أخرى بتلك الطريقة القذرة و لن تجد بجسدك شيء يخولك العبث مع الحسناوات أيها الذكر "
توسعت عينيه و أنا دفعته بقوة حتى وقع من على مقعده و صديقه توسعت عينيه ثم حدق بي و أنا رفعت كفي و بسبباتي أشير لهما
" اذا علمت أنكما حتى حدقتما بها سوف تدفعان الثمن "
حملت الكيس و أنا لا أزال أخصهما بنظراتي المهددة ثم غادرت ، استقليت سيارتي الرياضية و التي كنت أوقفها من البداية في موقف المتجر الكبير ، وضعت الكيس بقربي و لبثت هناك حتى رأيتها تغادر و تبعتها من بعيد حتى لا تشعر بوجودي و حاولت التفرس في ملامح وجهها و لم يبدو عليها أي انزعاج لأنني كنت سوف أعود و أحطم وجهه القذر
بعد أن رأيتها تصعد الدرج أنا غادرت نحو منزل جوزيف ، لم يكن بعيدا جدا فهو يقع في نفس الجزء من المدينة ، توقفت هناك و وضعت كفي على بوق السيارة و ماهي سوى لحظات حتى خرج و هو يحمل لولا ، بدت نظراته منزعجة فأملت رأسي و حدقت حولي لأرى جيرانه ، بعضهم يفتحون الأبواب و يقفون و البعض يقفون خلف النوافذ ....... حمقى و ينزعجون بسرعة
وضع لولا قرب الباب ثم تقدم لأفتح النفاذة و هو دنى ليسند ذراعيه عليها و تحدث
" لما تزعج الناس في يوم عطلتهم ؟ "
لكنني أجبته بكلام مخالف
" لقد تسوقت من أجلك أنت و لولا "
قلتها و أشرت للكيس بقربي فأخذه و حدق فيه بغربة ليعود و يسألني
" من أخبرك ؟ "
" أنا أردت ذلك "
قلتها ثم أقفلت النافذة و لوحت للولا لأغادر ، قدت نحو منزل جدتي لأن اليوم عطلة و هي لن تقبل أي أعذار للاعتذار عن الفطور مع أن الوقت متأخر ولا أعتقد أنهم مازالوا ينتظرون
وصلت بعد مدة لتفتح البوابة و أنا دخلت لأتوقف في الموقف ثم نزلت من السيارة عندها رأيت جدتي تقف بقرب نافذة مكتبها و عندما رأتني ابتسمت و أنا بادلتها ، أدري أن ما يهمها ليس الطعام بقدر ما يهمها أن تجمعنا جميعا و توثق العلاقات بيننا و لكن هذا أمر مستحيل الحدوث
دخلت و مباشرة توجهت نحو مكتبها لأطرق الباب ثم فتحته فوجدتها لا تزال تقف قرب النافذة ، ابتسمت لي أكثر و أنا أقفلت الباب و تقدمت
" صباح الخير جدتي "
قلتها و قبلت وجنتتيها و هي أجابتني
" صباح الخير ابني "
ابتسمت و وضعت كفي على وجنتيها
" كيف هي صحتك ؟ "
" جيدة .... ماذا عنك لما لم تأتي للفطور ؟ "
ابتسمت و سحبت كفي لأضعهما بجيوب بنظالي الرياضي
" كان لدي موعد مهم .... لا يحتمل التأجيل "
ابتسمت جدتي ثم سحبتني معها لنجلس على الأريكة و تحدثت بينما تحدق بعينيّ
" تبدو سعيدا هذه الأيام .... ألا تنوي تعريفي عليها "
" نحتاج لمزد من الوقت يا جدتي "
" هل هي من عائلة مرموقة ؟ "
" لا .... إنها من عائلة متوسطة و لكن ذوي سمعة جيدة "
" لا يهم الثراء .... كل ما يهمني أن تكون امرأة جيدة و تحبك "
و أمام تحبني توقفت ، أجل أنا سوف أجعلها تحبني و لكن أنا لن أحبها، أنا فقط سوف أصنع بها انتصاري و مجدي و بعدها كل منا يذهب في طريقه
" أخبريني عن صحتك و ماذا أخبرك الطبيب في آخر زيارة لك له ؟ "
" أنا بخير "
" و التحاليل هل كلها كانت جيدة ؟ "
" أجل ..... جدتك لا تزال بصحة جيدة و سوف تضايقك "
ابتسمت و بعد حديث طال معها أنا استقمت و هي تحدثت
" أنت سوف تذهب الليلة للحفل أليس كذلك ؟ "
" بلى ..... سوف نرى هذا المستحضر الجديد الذي سوف يطلقونه و لما أتوا إلى هنا ليفعلوا ذلك "
" كن يقضا "
" لا تقلقي جدتي "
قلتها ثم سرت نحو الباب و عندما فتحته و قبل أن أغادر هي تحدثت
" من سيارفقك للحفل ؟ "
التفت لها و ابتسمت بدون أن أجيبها و هي فهمت ما أعنيه ثم لوحت لها و غادرت ، اتجهت نحو الباب و عندما اقتربت سمعت صوت باربارا تتحدث
" لا يهمني ما ستقوم به يا جون و لكن روبرت يجب أن يكون هو الرئيس التالي لتازايا "
" لا ترهقيني يا بارابار و غادري ..... أمي لن تضع مكانها سوى شخص يستحق و من الآن واضح جدا من سيأخذ مكانها "
" يالك من رجل متخاذل ، تقضي حياتك في اللهو و معاقرة الشرب ...... رجل فاشل و الآن تتخلى عن ابنك و لكن تأكد أنني سوف أفعل أي شيء لأمنع ابن الآسيوي من اعتلاء مكان تلك العجوز "
قالتها بصراخ و غادرت غرفة البيانو القريبة من الباب عندها رأتني و لكنها لم تهتم لوقوفي هناك و خالي ظهر من خلف الباب يجلس و يحمل كأس شراب ، حدق به ثم ارتشفه دفعة واحدة ليرميه على الأرض بقوة و عندما رفع رأسه لمحني أقف هناك
ابتسمت و لوحت له لأغادر ، سنرى من سيكون الملك و من سيتم اعدامه بتهمة الخيانة يا أفعى ........ أيتها العجوز الساقطة
*
تمانا :
جلست بغرفة المعيشة و كان النهار قد تناصف ، أكياس الأغراض كانت أمامي على الطاولة و معطفي الأسود بجانبي على الأريكة و ماهي سوى بعض الدقائق حتى سمعت باب غرفة رينيدا يفتح ، كانت تخرج من الغرفة هي و ذلك الرجل الذي كان معها
لقد كان يسير متمسكا بها و يقبلان بعضهما و لم يعلما حتى أنني موجودة ، نظفت صوتي و استقمت و هما ابتعدا عن بعضهما ، حدقا بي و رينيدا ابتسمت و أنا في مكانها شعرت بالخجل فرأيتها تقترب و تسحبه معها
لقد كان طويلا يملك شعرا أشقر و لحية شقراء كذلك ، حسنا رينيدا سمينة و لكن طولها لا يجعلها تبدو سيئة المظهر و هذا الرجل يبدو جسده بقربها مناسب لها ......... أعني ليس فيل بجانب قرد ، سوف تقتلني لو علمت ما الذي يفكر به عقلي الآن
" مرحبا ..... آسفة عما بدر مني سابقا "
قلتها و أنا أشعر بالخجل و هو حك رقبته من الخلف و ريندا تحدثت
" لا بأس تمانا ..... سوف أعرفك ، هذا لويس "
و هو قدم كفه لي فبادلته و تحدثت
" مرحبا سررت بمعرفتك سيد لويس "
عندها واصلت هي
" لويس هذه صدقتي منذ الطفولة ..... تمانا "
" و أنا كذلك سعيد بالتعرف عليك سيدة تمانا "
ابتسمت له و هي تحدثت مرة أخرى بينما تسحبه
" سوف أودع لويس و أعود "
" حسنا خذا راحتكما "
عندها غمزت لي بطريقة قذرة فتنهدت و صرفت عنها نظري ، جلست مرة أخر على الأريكة بينما خرجت هي معه تودعه ، مرت دقيقتين و سمعت الباب يقفل و بعدها ظهرت لتقترب و تجلس بقربي ، تركت نفسها تنستند على الأريكة ثم أمالت رأسها و تحدثت
" هل تعتقدين أنه يجب أن أبدأ حمية ؟ "
ابتسمت و ربت على كتفها
" كان يجب أن تبدئها منذ زمن "
اعتدلت و كشرت
" لا أريد رجل لن ينظر لجمالي الداخلي ........ فكم مرة نخدع بذلك الجمال الكاذب "
شعرت أن كلامها صحيح و ينطبق علي ، جميلة المظهر من الخارج مشوهة من الداخل ، مظهر امرأة و بداخلها فارغ ، داخلها لا يوجد سوى الصدى و عندما لم أجبها هي التفت لي بسرعة و اقتربت
" تمانا لا تنزعجي أنا لم أقصد أنك "
و بسرعة قاطعتها عندما رفعت نظراتي لها
" لا بأس رينيدا ..... أنا فهمت ما عنيته و لكن لا أستطيع إلا مقارنة نفسي بكل ما يوجد حولي "
" عزيزتي "
قالتها و اقتربت لتضمني عندها ابتسمت و تمسكت بها و لكن تذكرت ما رأيته عندما فتحت غرفتها صباحا فضربت ظهرها
" كيف تجرئين على فعل شيء محرم "
فابتعدت عني لتزمَّ شفتيها بضيق
" يالك من قديمة الطراز ..... الجميع يفعل هذا الآن ، استيقظي "
" رينيدا هل أنت مدركة أن ما يفعله الناس لا يجب أن يكون صحيحا دائما ؟ "
" لقد أخبرتك من قبل أن البراءة و النقاء حلقا منذ زمن "
" كل منا له نظرته في الحياة ...... و لكن لا يجب أن تكوني سهلة يا رينيدا "
" تمانا رأسي يؤلمني من الشرب فاذا لديك طاقة لا تصرفيها على الحديث و جهزي لي شيئا يخلصني من هذا الغثيان "
استقمت لأسير نحو المطبخ بينما أحمل الأكياس
" سوف تندمين لأنك لا تتقبلين النصيحة "
دخلت للمطبخ و هي تحدثت بصوت عالي من خلفي
" على العموم لويس ليس سوى تجربة مثل كثير من التجارب سبقوه "
عندها ضربت جيبيني بكفي و نفيت عندما وضعت الأكياس
" و كأنني أتحدث مع جدار "
شرعت في تجهيز فنجان قهوة ثقيلة لها و بعد لحظات حملته و خرجت ، وضعته بقربها على الطاولة ثم جلبت لها مسكن و وضعت بقربها كوب الماء و عدت للجلوس و هي ابتلعت القرص ثم حدقت بي
" هل ذهبت للكنيسة ؟ "
" أجل ..... "
" لماذا تبدين منزعجة ؟ هل ضايقك أحد هناك ؟ "
" لا ..... على العكس الناس هناك ودودون لغاية "
" اذا لما تبدين شاردة ؟ "
أخذتْ الفنجان و ارتشفت منه القليل و أنا أجبتها بعد تنهد
" أنا مرغمة للذهاب إلى حفلة الليلة "
وضعت الفنجان بسرعة و توسعت عينيها
" من دعاك ؟ و أين ؟ "
" انها تخص العمل ..... السيد بارك قال أنني يجب أن أذهب فالشركة المنافسة لتازيا سوف تطلق منتجا جديدا "
" بداية جميلة .... "
" أي بداية ؟ "
قلتها و نظرت اليها باستغراب و هي ضمت كفيها معا و أجابتني
" بداية علاقة غرامية ...... ألا تشاهدين في الأفلام أن البطل و البطلة و بعد التعرض لموقف ما من حبكة الكاتب سوف يحدث بينهما تقارب ، اما قبلة أو عناق و بعدها لن يطلع عليهما الصباح إلا و هما بأحضان بعضهما "
عندها استخدمت كفي و ضربت رأسها الغليظ ذاك
" فتاة حمقاء "
صرخت بألم لدرجة أغمضت عيني و اعتقدت أنها سوف ترد لي الضربة
" فتاة معقدة ..... غبية ولا تريدين اغتنام الفرصة بينما أكثر الرجال رغبة للمواعدة موجود على مقربة خطوات منك "
عندها بقهر صرخت بوجهها
" هل يجب أن أكتب على جبيني أنني اكتفيت و أنني عقيم لتري كيف سينفر الجميع مني ؟ ...... الجروح بقلبي لم تلتئم بعد لذا شكرا رينيدا على نصائحك و لكن لن أنفذ أيا منها "
قلتها و استقمت لآخذ حقيبتي و معطفي و عندما اقتربت من الغرفة صرخت بغضب من خلفي كعادتها
" ماذا سترتدين ؟ "
" اهتمي بشؤونك فقط رينيدا "
قلتها و دخلت لأقفل الباب بقوة ، أخرجت الهاتف من الحقيبة و أرسلت له عنوان المنزل ، ثم اقتربت من الخزانة و فتحتها ، جميع أثوابي عادية ولا أعتقد أنها تناسب الحفلات ، حدقت بنفسي ثم اقتربت من المرآة و وقفت أمامها
" أعتقد أن ثوبي هذا مناسب ..... بسيط و أنيق "
خلعته لأرتدي ثياب المنزل و أخذته لغرفة الغسيل ، وضعته بالآلة و بعد مدة أخرجته و وضعته ليجف ثم ذهبت للمطبخ متجاهلة رينيدا التي كانت تتمدد على الأريكة و تشاهد التلفاز
لم يمر كثيرا من الوقت حتى شعرت بها تدخل و تجلس على أحد المقاعد و أنا تحدثت بدون أن ألتفت لها
" لا أريد أن تتحدثِ بأمر يخص الحفلة "
" متعنتة "
" مثلك يا رينيدا "
التزمت الصمت ثم فجأة هي اقتربت مني و عندما شعرت أنها بذاك القرب التفت لها فقربت وجهها أكثر
" أي ثوب سترتدي ؟ هل نختار واحد من الانترنت ؟ "
ابتسمت لها حتى صدقت و بادلتني هي أيضا ثم أجبتها
" لا ....... لدي ثوب أسود "
" هل أنت ذاهبة لجنازة ؟ "
" أنا ذاهبة للعمل "
عدت للانتهاء من تحضير الطعام و هي كانت حولي تتذمر و أنا تجاهلتها لأقصى حد ، حتى عندما جلسنا نأكل لم تتوقف عن ثرثرتها ، جلسنا أمام التلفاز و تذمرت من جديد
" ألن تبدئي بتجهيز نفسك ؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا "
" لو كنت مكانك كنت استغرقت اليوم كاملا ........ هل أنت متأكدة أنك أنثى ؟ "
رميتها بجهاز التحكم و استقمت لأذهب لغرفتي بعد أن أخذت الثوب الأسود و الذي كان قد جف ، وضعته على السرير و عندما أخذت الهاتف وجدت رسالة من السيد بارك ، يقول أنه سيمر عند السابعة مساء
حدقت بالساعة و كانت الخامسة و النصف و هذا ما جعلني أجلس بقرب طاولة الزينة خاصتي بعد أن كويت الثوب ، عبت بشعري قليلا و لكي أغير مظهر الكنيسة و أنا أرتدي هذا الثوب فقد رفعته ، تدلت بعض الخصلات على جانبيه و بعدها أخذت كحلا بني ، وضعت منه القليل ، مسكارا و كريم أساس حسب بشرتي و بعدها أخذت ملمع شفاه و قبل أن أضعه فتح الباب و رينيدا تقدمت
" حسنا جمالك سيغطي ما تلبسينه و لكن لن تضعي من ذلك "
أخدت ملمح الشفاه و وضعت بيدي في مكانه أحمر شفاه أحمر
" ضعي من هذا ...... إنها حفلة و ليس لك حجة "
أومأت و أخذته لأضع منه فضمت ذراعيها لصدرها و ابتسمت
" تبدين جميلة جدا تمانا "
ابتسمت و وضعته أمامي
" شكرا رينيدا "
استقمت و أخدت فستاني الأسود ثم حدقت بها
" أخرجي حتى أرتدي ثوبي "
" يا الهي ارحمني "
قالتها و سارت نحو الباب لتقفله بقوة و أنا ارتديت الثوب ، أخرجت حذاء أسود بكعب عالي و تجنبت ارتداء جوارب سوداء كالتي كنت أرتديها صباحا ، عدت أقترب من المرأة و حدقت بنفسي لأبتسم ، أبدو عادية جدا و غير متكلفة ، لن ألفت الانتباه في ذلك المكان المليء بالمظاهر
الوقت يمر بسرعة عندما تشر ع المرأة في التجهز فلم أشعر بمروره سوى بعد أن رنّ هاتفي الذي كان على السرير فالتفت له بينما كنت لا أزال أقف بجانب المرأة ، تنهدت و اقتربت منه و عندما حملته لم يكن سوى السيد بارك فأجبته
" مرحبا سيد بارك "
" مرحبا ..... لقد وصلت فهل أنت جاهزة ؟ "
" أجل سوف أخرج فورا "
" أنتظرك "
اقتربت من معطفي و أخدته و أخذت حقيبتي و عندما خرجت صادفت رينيدا مرة أخرى تحمل حقيبة يد صغيرة سوداء لماعة فأخدت مني حقيبة يدي و تحدثت
" لا أصدق أنك كنت سترتكبين جريمة كتلك بحقك مظهرك "
أخذتها منها و وضعت بها هاتفي ثم اقتربت و قبلت وجنتها
" شكرا لك ..... لم أمتلك واحدة مناسبة "
" أنا هنا "
لوحت لي و أنا ارتديت معطفي و أخدت منها الحقيبة و غادرت ، أقفلت الباب خلفي و نزلت الدرج و قبل أن أصل للأسفل لمحته هناك يقف خارج السيارة و يضع كفيه بجيوب بذلته السوداء ، كان يوليني ظهره و عندما أصدر حذائي الصوت هو التفت لي
نهاية الفصل العاشر من
" خلودٌ / تمانا "
أتمنى أنه أعجبكم و أنتظروا القادم فهو يحمل الكثير و انتقال للأحداث الجديدة
لا تتجاهلوا التصويت و التفاعل حتى ينشر فصل آخر
كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro