الفصل الخامس و الثلاثون
مساء الخير على قرائي الغاليين
استمتعوا بالفصل
*
تشانيول :
مجرد غريبين جمعت بيننا رياح الحياة ، تبعتها و لم أتخلى عنها حتى حصلت عليها ، و كلما تذكرت كيف حصلت عليها و كيف صدقتني بكل سذاجة أشعر بالخوف من القادم ، بشخصيتي هذه لا يجب أن أخاف بل يجب أن أكون قويا و غير مرتبك حتى يمر كل شيء و يتم نسيانه
ريبيكا انتهيت منها ، أبلغت عن ذلك المكان الذي يتم بفضله خداع الكثير من الرجال الأغبياء ، أشعر بالغضب يملأني كلما تذكرت أنني كنت واحد من ألائك الحمقى ، الآن مرّ شهر فعلا على موت جدتي و الأجواء أصبحت أكثر هدوء حتى علاقتي و تمانا عادت للاستقرار و افتتحنا محل الورود و لكن بدون أي حفلات
صباح اليوم استيقظت و تركت تمانا لا تزال نائمة ، أخذت حمامي ثم خرجت و ارتديت ثيابي و هي لا تزال غارقة في النوم فاستغربت بينما أرتب ربطة عنقي و دنوت أقبل وجنتها ثم همست بقربها
" تمانا ألن تستيقظِ ؟ "
تحركت بانزعاج في مكانها و همست
" لا أشعر برغبة في الاستيقاظ "
ابتسمت لأبتعد و تحدثت
" غريب أمرك تمانا ..... "
فتحت عينيها و حدقت فيّ بغربة بعد أن اعتدلت قليلا في مكانها و تحدثت
" كم الساعة ؟ "
حدقت بساعتي التي على معصمي بينما أسير نحو السترة الموجودة فوق الأريكة و عندما هممت بأخذها أجبتها
" الثامنة و النصف "
" ماذا ؟ "
قالتها بفزع و عندما اِلتفت لها بينما أرتب سترتي هي أبعدت عنها الغطاء ، استقامت عن السرير و كانت ترتدي ثوب نوم أحمر قصير ، مرت من جانبي فشعرت أن بها شيء مختلف
" لما لم توقظني عندما استيقظت .... هكذا سوف أتأخر "
قالتها بتذمر فلم أجبها و وضعت كفيّ جيوب بنطالي و تبعتها لغرفة الملابس ، كانت تختار ملابسها فحدقت بها ، بصدرها ركزت نظراتي و شعرت أن نهديها قد كبر حجمهما ....... تبا لي هل جننت منذ الصباح ، التفتت لي ثم ركزت بنظراتي و عادت لتحدق بنفسها أين أحدق و بسرعة تركت كل شيء و وضعت ذراعيها على صدرها
" ما الذي تحدق به هكذا ؟ "
عندها عكرت حاجبي و ابتسمت بسخرية
" لا تكوني حمقاء تمانا ...... و لكن هناك شيء بك مختلف "
" ما الذي تعنيه ؟ "
" نهديك أصبحا أكبر "
عندها توسعت عينيها و غزت الحمرة وجنتيها ثم هتفت بلوم و تأنيب
" كيف تتحدث بصراحة هكذا ؟ "
و بملل أجبتها
" أرجوكِ توقفي عن حماقتكِ .... أنا زوجكِ و يمكنني قول ما أريد ، بل يمكنني فعل ما أريد "
أخذت ثوب الحمام و ارتدته بسرعة لتعقد حزامه و مرت بسرعة من جانبي لتدخل الحمام و تقفل على نفسها ثم تحدثت من خلف الباب
" يجب أن تغادر نحو عملك فقد تأخرت كثيرا ...... كثيرا "
" حمقاء "
قلتها و عندما مررت بجانب باب الحمام ضربته بقدمي و هي صرخت
" غادر تشانيول "
" سوف نلتقي مساء تام "
و عندما اقتربت من باب الغرفة هي فتحت باب الحمام و أخرجت رأسها فقط و أطلت
" نحن مدعوان للعشاء بمنزل رينيدا "
" تقصدين منزل لويس ابن خالي "
تنهدت بقلة حيلة لتنفي
" أيا يكن يجب أن تمر عليّ في محل الورود "
" حسنا سوف أمر عليك ولا أريد تأخير "
" متى تأخرت عليك ؟ "
و تبا لها أصبحت تجادلني كثيرا لذا خرجت و تعمدت أن أقفل الباب بقوة ، سرت في الممر و عند نزولي الدرج سمعت صوت خالي جون
" تشانيول "
تراجعت و سرت نحو غرفة الطعام فكان يجلس في مكانه الذي تعود عليه ، لم يتجرأ أحد الجلوس مكان جدتي
" صباح الخير خالي "
" صباح الخير تشانيول ..... هناك ما أريد أن أطلبه منك "
عندها سحبت مقعدي و جلست مقابلا له فقرب مني فنجان قهوة و تحدث بابتسامة
" تحبها بدون سكر أليس كذلك ؟ "
ابتسمت و أجبته
" بلى .... شكرا لك "
أخذته و ارتشفت منه القليل ثم وضعته و تحدثت بجدية
" أخبرني خالي ما الذي تريد مني أن أفعله ؟ "
ابتسمت ببعض التوتر و تحدث
" أعلم أن ما سأطلبه منك أمر لن يعجبك و لكن .... "
عندها أدركت أن الأمر له علاقة بابنه
" تحدث خالي و بدون قيود ... أنا أعتبرك أبا لي "
فتنهد و أجابني
" روبرت يعاني من أوقات صعبة في السجن ..... هناك أناس يتنمرون عليه و بين كل فترة و أخرى يتم ابراحه ضربا "
عندها أومأت
" فهمت خالي لست مضطرا لقول المزيد سوف أهتم بالأمر "
" شكرا لك .... "
" لا تشكرني خالي "
قلتها و ارتشفت ما تبقى بفنجاني من القهوة ثم استقمت و تحدثت
" بالمناسبة ما الذي فعلته بشأن الأستوديو الخاص بك ؟ "
" لا زلت أعمل .... "
" اذا احتجت تمويل و راعي لمواهبك تازيا موجودة "
" بالتأكيد سوف ألجأ لتازيا "
ابتسمت و رفعت كفي لأوح له و غادرت ، اقتربت من السيارة و السائق فتح الباب الخلفي فصعدت ليقفله هو ثم انطلقنا نحو المختبر، هذه الأيام أعمل على تصنيع عطر جديد و يجب أن يكون عطرا متفردا ، الأمر ليس سهلا و سيأخذ وقت ..... مشروع جديد سوف يجعل من تازيا تتقدم أكثر عندما نفتتح فرع العطور أيضا
*
تمانا :
كنت أقف تحت المياه و أغمض عيني عندما رن كلامه مرة أخرى بعقلي و لكنني نفيت و همست لنفسي
" و كأنك لا تعرفينه يا تمانا ..... إنه فقط يحاول أن يحصل على شيء من الصباح "
واصلت حمامي و بعدما انتهيت أخذت ثوب الحمام و ارتديته ، خرجت و حملت منشفة صغيرة أجفف بها شعري بينما أسير نحو غرفة الثياب ، أخرجت ثيابي فعلا هذه المرة و عندما ارتديت ثيابي الداخلية و وقفت مقابلة للمرآة حدقت بنهديّ ، لاحظت أن حجمهما كبير عما تعودت ، حسنا ربما خلل هرموني فقط
تجاهلت الأمر فلو ظللت أفكر بما يفكر به تشانيول سوف أتحول لمنحرفة مثله تماما ، ارتديت ثيابي و التي كانت عبارة عن ثوب بما أن الربيع على المشارف ، كان ثوبا أخضر طويلا و أكمامه كذلك طويلة ، أخرجت سترة من الجينز و حقيبة صغيرة بعدما ارتديت حذاء رياضي أبيض و خرجت لأجفف شعري
انتهيت بعدما وضعت بعض الزينة ثم حملت حقيبتي وضعتها بجانبية ، أخذت هاتفي و مفاتيح السيارة و وضعتهما بالحقيبة ثم غادرت الغرفة ، سرت بالممر ثم نزلت الدرج و رغم أنني متأخرة و لكن أشعر بالجوع و لن أخرج قبل آكل شيء
دخلت لغرفة الطعام و هناك خالي استقام و ابتسم
" تمانا "
" صباح الخير خالي ... "
" صباح الخير "
تقدمت و سحبت مقعدي لأجلس فتحدث
" تبدو شهيتك مفتوحة "
و بابتسامة أجبته
" أجل ..... أشعر بالجوع و في العمل لن يتسنى لي وقت لتناول طعامي "
" اذا كلي جيدا لأنك تبدين شاحبة "
قالها و خرج بعدما حمل سترته و أنا استغربت بينما أقرب مني صحن الجبن ، التفت و حدقت به حتى اختفى ثم التفت للطعام ، لم أكن شرهة يوما ما الذي يحدث لي ؟ .... أعتقد أنه يجب علي زيارة الطبيب ، وضعت كفي على رقبتي و نبست ببعض الخوف
" هل يعقل أنه اختلال في افرازت الغدة ؟ "
تنهدت ببعض التفكير ثم أكلت ، تناولت قطعتين من الخبز و الجبن و كوبين من العصير ثم أوقفت نفسي مرغمة لأستقيم و غادرت المنزل ، سرت نحو سيارتي و فتحتها لأصعد ثم غادرت ، كنت أقود و وصلت الهاتف مع السماعات و مثل كل يوم أنا سوف أحاول الاتصال بأمي
رن الهاتف كثيرا و هي لم تجب ، حاولت مع أبي كذلك و لم يجب فتنهدت ثم ركزت في القيادة حتى وصلت للمتجر أخيرا ، لقد وظفت شخصا ، إنه شاب و اسمه مايكل ، لديه معرفة كبيرة بالمزروعات و منذ أن عمل أفادني كثيرا ، لقد أوصت به السيدة لينيدا فهو من معارفها
أوقفت سيارتي في الموقف القريب من المتجر ثم نزلت لأقفل السيارة و اقتربت من المحل ثم دفعت الباب و دخلت
" مرحبا "
كان مايكل يضع مريلة بنية و يهتم بالزهور و التفت ليبتسم
" مرحبا سيدة تمانا "
عندها تنهدت بملل و تركت الباب لأواصل نحو الداخل بينما أبعد حقيبتي
" بربك مايكل كم مرة أخبرتك أن تقول تمانا ..... فقط تمانا "
ابتسم و أومأ ثم رأيته يذهب نحو المخزن و ما هي سوى لحظات حتى عاد و هو يحمل كوب قهوة ، قدمه لي بعد أن أبعدت سترة الجينز و علقتها
" بها كيسين من السكر كما تحبينها تمانا "
ابتسمت له و أخذتها منه
" شكرا لك مايكل .... "
التفت و سرت نحو الورود لألمسها بخفة ، ابتسمت بينما أرتشفت من القهوة و بدت لذيذة جدا ثم تحدثت
" أعتقد أنه يجب أن أزور السيدة ليندا "
التفت له و هو أومأ موافقا
" أجل فالورود تكاد تنفذ "
" لم أعتقد أننا سوف نحصل على زبائن بهذه السرعة "
" المكان مناسب تمانا ..... هناك فندقين قريبين بالاظافة لمستشفى و تدرين أن هاذين المنشأتين أكثر مكانين يستهلكان الورود "
" أنت محق .... "
سرت نحو المكتب الذي يتوسط المحل ، وضعت كوب القهوة على جانب و جلست ثم اطلعت على سجلات البيع ، فتحت الدرج و أخذت النقود ، قمت بعدها ثم أخذت المبلغ المتفق عليه مع السيدة لينيدا كدفعة أولى لكل طلبية و وضعته بظرف أبيض
اقترب مايكل و أنا تحدثت
" يجب أن أذهب للسيدة ليندا حتى تباشر بالزراعة فعملنا يتوسع و قد تتأخر في تزويدنا اذا لم نتحرك بسرعة "
" يمكنني أن أذهب بدلا عنك "
" لا مايكل أنت ابقى هنا و اهتم بالمحل و أنا سوف أذهب لها ..... معي سيارة و لن أجد صعوبة في الوصول "
عندها ابتسم و أومأ
" اذن كوني حذرة في الطريق "
استقمت و أخذت سترتي لأرتديها ، وضعت حقيبتي بجانبية ثم فتحتها و وضعت بداخلها ظرف النقود و سرت نحو الباب و عندما أمسكت بالمقبض و سحبته حتى يفتح هتف مايكل من خلفي
" تمانا نسيت كوب قهوتك "
التفت له و هو اقترب ليسلمه لي فأخذته و ابتسمت
" شكرا لك "
" كوني حذرة .... رافقتك السلامة "
ابتسمت و خرجت لأترك الباب ، اقتربت من السيارة و صعدت ، وضعت كوب القهوة في المكان المخصص له ثم وضعت حزام الأمان و عندما التفت كان مايكل يقف بقرب الواجهة و لوح لي بابتسامة فبادلته و انطلقت
*
باربارا
كلما حاولت فعل أمر إلا و فشلت به ، الآسيوي الحقير أخذ مني المعلومات و احتجزني أكثر هنا ، منذ زارني لم أعد أرى نور الشمس و أقسم أنه لو أتيحت لي فرصة سوف أنتقم منه و لن أوفر جهد ، أخرجت من جيب ثيابي الحقيرة عقد ذهبي كنت أحتفظ به و رفعته أمامي ليتحرك
" لا فائدة من بقائك بحوزتي ... "
ضممته بكفي ثم استقمت و اقتربت من الباب و طرقت عليه بقوة ، الحقيرة تجعل أيامي سوداء أكثر في هذا المكان و لكنها مرتشية و ما إن ترى النقود حتى تتحول إلى قطة وديعة ، مر بعض الوقت و فتحت النافذة الموجودة في الباب لتتحدث ببرود
" ما الذي تريدينه ؟ "
عندها رفعت العقدة و جعلتها تراه
" أريد خدمة "
" و المقابل ؟ "
" أنت ترينه بالفعل "
" لا أعتقد أنه كافي "
" سوف أسلمك رسالة عندما تسلمينها سوف تحصلين على مبلغ "
" سوف أفكر "
قالتها و أقفلت النافذة أما أنا طرقت على الباب بقوة
" عودي ..... تعلمين أنكِ ستفعلينها فلا تماطلي أكثر "
و لكنها غادرت و لم تعد ، حسنا افعلوا كل الأشياء السيئة بي و عندما تتسنى لي الفرصة سوف أنتقم من الجميع ، لأن الجميع تخلى عني و لم يعد لدي ما أخسره
*
تمانا :
بعدما قضيت وقتا على الطريق وصلت أخيرا للسيدة ليندا ، كعادتها وجدتها في المشتل تعمل و كانت سعيدة عندما أخبرتها أن أزهارها تلقى رواجا و أننا نحتاج لعمل مكثف من أجل القادم ، سلمتها ظرف النقود للدفعة الجديدة و هي كانت سعيدة ثم دعتني لمنزلها من أجل تناول طعام الغداء بما أنه كان وقته
وافقت حتى بدون أن أفكر و دخلت معها للمنزل ، كان منزلا بسيط ، به غرفة معيشة بسيطة و بألوان جميلة جدا و هادئة ، هناك درج خشبي مقابل للباب و الغرف في الدور الثاني من المنزل ، جلست على الأريكة و هي أبعدت سترتها و تحدثت
" ارتاحي قليلا و أنا سوف أجهز الطاولة "
ابتسمت لأومئ لها و وضعت سترتي التي كنت أحملها على ذراعي أيضا بجانبي ، أخرجت هاتفي و وجدت رسالة من رينيدا تذكرني بموعد العشاء ، وضعت الهاتف بقربي و أسندت نفسي على الأريكة لأحدق بالسقف ، شعرت بالتعب و أنني أحتاج قسطا من الراحة فأغمضت عيني في محاولة لاراحتهما
الهدوء و السكينة الموجودين في المكان ينشطان هرمون النوم للارتفاع و أنا تمنيت لو يمكنني أن أنام ، كنت أحاول ارغام نفسي على فتح عيني و لكن لم أشعر بشيء حولي حتى شعرت بكف السيدة ليندا تربت على كفي التي أضعها على بطني
فتحت عيني بغربة و هي ابتسمت لتتحدث
" يبدو أنكِ متعبة كثيرا تمانا "
اعتدلت بسرعة و حدقت حولي ثم رفعت شعري عندما خللت أناملي بمقدمته و نفيت
" آسفة لم أشعر بنفسي "
" أعتقد أنكِ تحتاجين للنوم "
" أنا أنام كثيرا سيدة ليندا "
قلتها و استقمت ثم سألتها
" أين الحمام "
" من هنا "
سارت قبلي و أنا تبعتها لتفتح لي الباب ، وقفت هناك أغسل كفيّ و هي وقفت و حدقت بي ، شعرت بنظراتها الغريبة علي فأخذت المنشفة و جففت كفي بعد أن انتهيت
" ما بك سيدة لينيدا ؟ "
" أعتقد أن بك شيء مختلف تمانا "
عندها تنهدت بملل و نفيت
" أنت أيضا سيدة لينيدا "
ابتسمت و سارت قبلي نحو المطبخ و أنا تبعتها مرة أخرى ، جلسنا و قربت مني صحن الحساء فأخذت الملعقة و بدأت آكل بنهم شديد و هي ضمت كفيها معا و حدقت بي
" تمانا أنا جادة .... هناك شيء بك مختلف "
و بعدم اهتمام أجبتها
" أعتقد أنني اكتسبت بعض الوزن فقط "
" الأمر ليس متعلق بالوزن .... حتى ملامحك هناك شيء تغير بها "
حدقت فيها بنوع من السخرية و هي ضربت ذراعي و بدأت بتناول طعامها ، ابتسمت و عدت لآكل المزيد فتحدثت من جديد بينما تأكل
" أخبريني هل تنامين كثيرا ؟ "
" أجل ..... أعتقد أن لدي خلل في الغدة و يجب أن أزور الطبيب "
" هل تريدين تناول سلطة ؟ لقد تبلتها بزيت الزيتون "
عندها نفيت بسرعة و هي قربتها مني فجأة فوضعت كفي على ثغري
" أبعديها سيدة ليندا ..... "
أغمضت عيني و شعرت بالغثيان فجأة لأضع كفي على معدتي و هي تحدثت بكل بساطة
" أعتقد أنكِ حامل يا تمانا ..... "
فتحت عيني بوسع لأحدق بها و هي ابتسمت ، شعرت أن ضربات قلبي تدق بسرعة و الدموع تجمعت بعينيّ لأنفي بينما أحاول رسم ابتسامة مجهدة على وجهي
" هذا غير ممكن "
" و لما غير ممكن تمانا ؟ "
دفعت المقعد و استقمت بسرعة لأسير نحو غرفة المعيشة ، تبعتني السيدة لينيدا و أنا أخذت سترتي و وضعت حققيبتي بجانبية و هي نبست
" تمانا هل أزعجتكِ ؟ "
التفت لها و نفيت لأبتسم و لكن دموعي غلبتني و هي اقتربت لتضمني فبادلتها و وجدتني أبكي بشدة
" ما بكِ تمانا لما كل هذه الدموع ؟ "
عندها أغضمت عيني و أجبتها بهمس أثقل قلبي
" لأنني عقيم سيدة لينيدا ..... حاولت كثيرا من قبل و لم أتمكن و عندما خضعت للفحص أُثبت أنني عقيم "
أبعدتني عنها و تأسفت نظراتها لتضع كفها على وجنتي و أنا نفيت
" لا تشفقي عليّ "
" أنا آسفة لم أعتقد أن الأمر بكل هذه الحساسية كما أني لم ... "
عندها قاطعتها بسرعة
" يجب أن أغادر قبل أن أتأخر "
" أنت لم تأكلي كثيرا ..... دعينا ننتهي من طعامنا "
" لدي الكثير من الأشغال سيدة ليندا .... أعدك أنني سوف آتي في يوم آخر و سوف أحضر حتى زوجي لنقضي بعض الوقت في هذا المكان "
" حسنا سوف أتشرف باستضافتكما "
أبعدت كفيها و خرجت بسرعة لأسير نحو سيارتي و أنا أشعر بعبرة تضغط على صدري ، وصلت هناك و فتحت الباب و السيدة ليندا كانت تقف عند باب منزلها فلوحت لي لأبادلها قبل أن أصعد
" اهتمي بنفسك سيدة لينيدا "
" و أنت كوني حذرة على طريق عودتك "
ابتسمت و صعدت لأقفل الباب ، وضعت حزام الأمان بعد أن وضعت سترتي و حقيبتي على المقعد بجانبي ثم شغلت المحرك و غادرت ، سلكت طريق العودة و بدت طويلة جدا لأن هناك شيء يضغط على صدري ، لا أريد أن أشعر بالأمل لأنه بالنسبة لي لا أمل ....... كثيرا ما حصل معي هذا الشيء و حتى عادتي كانت تتوقف و في النهاية كل شيء تحطم فوق رأسي لأنني عقيم ، مهما حاولت و مهما فعلت لن أستطيع الانجاب و هذه هي الحقيقة الثابتة بحياتي و التي لن تتغير
بعد ما يقارب الساعة على الطريق وصلت للمحل مساء ، توقفت بقربه و نزلت بينما أحمل حقيبتي و سترتي لأقفل السيارة و سرت نحوه ، دفعت الباب و دخلت و مايكل كان يهتم بزبونة ، التفت لي و أنا تحدثت
" مرحبا "
" أهلا "
تركته معها و وضعت أغراضي على المكتب ثم دخلت للمخزن ، أقفلت على نفسي و جلست هناك لأسمح أخيرا لنفسي أن أبكي ، في كل مرة أنا سوف أبكي ........كلما رأيت امرأة حامل ، امرأة تحمل طفلها و كلما امتنع تشانيول عن الحديث كونه يريد أن يكون أبا أنا سوف أبكي و لن تنتهي دموعي
مرت فترة و تحرك مقبض الباب و أنا حدقت به لأمسح دموعي و مايكل تحدث من خلفه
" تمانا ..... "
حاولت التحكم في صوتي و هو باصرار عاد ليطرق
" هل أنت بخير تمانا ؟ "
" مايكل رجاء أتركني بمفردي .... "
" هل تبكين ؟ "
" مايكل أرجوك "
قلتها بقلة صبر و صوت عاد البكاء ليسيطر عليه و هو تحدث
" حسنا تمانا لا تنزعجي .... سوف أكون في الخارج "
لم أجبه و هو غادر ، عدت للاختلاء بنفسي و حدقت أمامي بالاصيصات ، فجأة شعرت بالضعف و قلة الحيلة و عاد البؤس ليسيطر علي ، في هذا الوقت أنا أحتاج أمي و جدتي معي و لكن ولا واحدة منهما معي ، فأمي تأخذها عزة النفس و لا تريد حتى أن تسمعني صوتها لأنني رفضت ترك تشانيول و جدتي اختارت الموت لتستريح من كل شيء
مكثت وقتا طويلا هناك حتى هدأت و استقمت ، مسحت دموعي و حاولت أن أبدو بمظهري المعتاد حتى أنني أرغمتني على رسم ابتسامة على وجهي و عندما فتحت الباب كان مايكل يقف و يحمل بكفه كوب قهوة
ابتسم لي و قربه مني
" كوب قهوة حتى يحسن من مزاجك "
أخذتها منه و ابتسمت له ثم ربت على ذراعه
" شكرا لك مايكل "
أبعدت كفي عن ذراعه و خرجت لأتجاوزه ، سرت نحو واجهة المحل الزجاجية و وقفت لأحدق باسم والدة تشانيول الذي يزين الواجهة ....... محظوظة هي لأنها تمتلك ابنا مثله أحيا ذكراها بعد كل هذه السنين ، احتفظ بمشروعها الذي يبدو بسيطا للغاية لرجل مثله و في النهاية لم يسلمه سوى لشخص يثق به ...... كوني الشخص الذي يثق به هذا يجعلني سعيدة و لكن عند النظر للمستقبل سوف أكون حزينة و أنا أراه يسير بدون كف تمسك كفه بينما الجميع لديهم من يمسكون كفوفهم .
تنهدت و وضعت كوب القهوة على طرف الرف القريب مني ثم رفعت كفي و حاولت مسح دموعي و في تلك اللحظة اقترب مايكل و نادى اسمي
" تمانا "
التفت له و كفه بسرعة وضعها على وجنتي و احتضنها ليبعد دمعتي ، استنكرت تصرفه و تراجعت بسرعة للخلف و هو أبعد كفه و ابتسم بحرج و توتر ليتحدث
" آسف لم أقصد ..... أن "
و لكنني نهرته
" أرجوك مايكل أترك بعض المسافة بيننا ..... أنا لا أحب كل هذا القرب "
" آسف سيدة تمانا "
و لم أعترض على كلمة سيدة بل و اعتقدت أنه ما كان علي منذ البداية ازالة الكلفة بيننا فمايكل شاب صغير لم يتجاوز حتى الخامسة و العشرون من عمره و بالتأكيد سوف يتصرف تصرفات اندفاعية ، غادر بسرعة و أنا عدت ألتفت نحو الشارع بينما أضم ذراعي لصدري فرأيت تشانيول يقف هناك و يضع كفيه بجيوب بنطاله
فككت ذراعي و حدقت به و هو كانت ملامحه غاضبة للغاية ، صحيح أنه يقف هناك و لكن نظراته أشعر أنها تحرقني ، تملكني التوتر و لا أدري لما انتابني الخوف ، حدقت به بترجي فأبعد كفيه عن جيوب بنطاله و التفت ليسير نحو الباب ، دفعه بقوة و دخل
اقتربت ببطء و نبست بهمس
" تشانيول ..... "
التفت مايكل و ابتسم له
" مرحبا سيد بارك "
و لكنه لم يجبه و ترك الباب ليتقدم ناحيتي ، أغمضت عيني و كنت مستعدة لأي شيء سيء و لكنه تحدث بهدوء
" يجب أن نغادر تمانا "
فتحت عينيّ و رفعت نظراتي نحو نظراته ، لا يزال غاضب فابتسمت بخوف و ريبة
" حسنا حبيبي "
قلتها و بسرعة سرت نحو مكتبي ، أخذت سترتي و ارتديتها لأخرج شعري من تحتها ، أخدت حقيبتي و هو تحدث
" سوف نأخذ لهما باقة من الورد "
" بالتأكيد "
قلتها و التفت لمايكل و تحدثت
" ما يكل هلا نسقت باقة من أجلنا ؟ "
" بالتأكيد سيدة تمانا "
و عندما اقترب من رفوف الورود تشانيول تحدث
" أفضل أن تعملي عليها أنتِ تمانا "
التفت له و ابتسمت لأجيبه و لا زال التوتر يتحكم بتصرفاتي
" مايكل أفضل مني بهذا الأمر "
" لا بأس سيد بارك بسرعة ستكون جاهزة "
عندها خرج صوته بغضب و نوع من الصراخ
" قلت تمانا من ستنسقها "
حدقنا به و مايكل اعتذر
" آسف سوف أقضي بعض الأعمال في المخزن "
غادر بسرعة و أنا التفت و سرت نحو رفوف الورود ، كنت مشتة المشاعر و كل شيء تراكم داخلي لدرجة أنني لم أركز بنوع ولا حتى ألوان الورود ، وضعتها بحضني و عندما اكتمل عدد الورود التي تصنع الباقة التفت للطاولة التي نعمل عليها عادة ، وضعتها هناك و لففتها بعناية و عندما انتهيت ابتعدت قليلا و حدقت بها و هو اقترب ، حملها و أمسك بكفي و سحبني
كانت قبضته قاسية و لكنني لم أعترض لأنني أدري أنه غاضب و إن قلت شيء لن نكون بخير و في النهاية لا أحد مخطئ و لا حتى أنا ، فتح لي الباب الأمامي لسيارتي و مد كفه و أنا تخلصت من كفه و سملته المفاتيح ، أخذها و دفعني بنوع من القسوة لأصعد ثم أقفل الباب
سار نحو جهة القيادة و صعد ليقفل الباب بقوة مرة أخرى وضع حزام الأمان و التفت ليضع باقة الورود في الخلف و أنا وضعت حزام الأمان و انطلق فتحركت بعنف جراء سرعته ، وضعت كفي على مقبض الباب و تمسكت به بقوة و لم أجرأ على قول كلمة
مر الوقت و لم يخفف من سرعته ، كان يقود بسرعة و بجنون و يتوقف فجأة عند الاشارة حتى شعرت بالغثيان ، فتحت النافذة و التفت لها و قربت وجهي لأغمض عينيّ و حاولت استنشاق بعض الهواء و عندما شعرت أنني سأتقيأ لا محالة تحدثت بضيق
" خفف السرعة رجاء "
التفت له و هو توقف مرة أخرى بقوة لأتحرك في مكاني عندها سارعت بفتح الباب و لم أتمكن حتى من فتح حزام الأمان عندما أفرغت ما كان بمعدتي ، شعرت أن روحي سوف تخرج و هو لم يربت على ظهري و لم يهتم حتى لأمري
تنفست بقوة عندما انتهيت و رفعت رأسي ثم امتدت كفي نحو المناديل و أخذت بعضها و وضعتها على ثغري لأمسحه و أقفلت الباب ، أما هو بدون كلمة واصل القيادة و لكن هذه المرة عاد لتكون قيادة هادئة و متزنة
أسندت رأسي على المقعد و أغمضت عينيّ لأضع كفي على معدتي و أنا أشعر بالتشنجات القوية بها ..... أكره نفسي عندما يتحول لبارد بهذه الطريقة
*
تشانيول :
أي رجل هذا الذي سوف يحافظ على أعصابه و هو يرى أن دموع زوجته تمسح من طرف رجل آخر ، أساسا هي معجزة أنني لم أحطم وجهه و لم أصفع تمانا غاية اللحظة
تناولنا العشاء في بيت لويس ، خالي كان طوال الوقت يلقي النكات السخيفة و يضحك بصخب هو و رينيدا التي عادت لتكتسب الوزن ، لويس يخبرهما أن يتوقفا بقلة حيلة أما أنا فألتزم الصمت و تمانا لم ترفع حتى رأسها عن صحنها
شعرت بالضيق عندما رفعت نظراتي ناحيتها بينما تجلس مقابلة لي ، حملت كأسي و دفعت المقعد لأغادر الطاولة و خالي تحدث من خلفي
" تشانيول هل تضايقت ؟ "
و لكنني رفعت كفي و لوحت ثم فتحت الباب المؤدي للحديقة و خرجت ، وقفت هناك على الشرفة التي يوجد بها بعض الدرج الخشبي و أسندت نفسي على العمود ثم ارتشفت شرابي بهدوء حتى شعرت بخطوات خلفي و عندما وقف بجانبي كان لويس ، يضع كفيه بجيوب بنطاله و تحدث
" ما بك ؟ "
فأجبته بنفس السؤال بينما أحدق به و أحرك شرابي داخل كأسي
" ما بي ؟ "
" تبدو غاضبا للغاية .... تماما مثل البركان الذي سوف ينفجر بأي لحظة "
" لا شيء ...... "
قلتها و حدقت بكأسي و هو تحدث ليغير الموضوع
" أخبرني أبي أنك وعدته أنك ستهتم بموضوع روبرت "
رفعت نظراتي له و أجبه
" أجل ....... لقد طلبت أن ينقل من زنزانته المشتركة لواحدة بمفرده و يوجد بها بعض وسائل الراحة "
" لن أشكرك تشانيول "
" لا أنتظر شكرك لويس "
" أنت "
حدقت به فأشار بنظراته للداخل
" لماذا تُحزن تمانا ؟ "
عندها ابتسمت بسخرية و ارتشفت ما كان بكأسي دفعة واحدة ثم سلمته الكأس و دخلت ، اقتربت من تمانا أبعدت عن حضنها المنديل ثم أمسكت بمعصمها و سحبتها معي لتعترض رينيدا
" توقف تشانيول أين تأخذها نحن لم ننتهي بعد "
و لكنني لم أجبها فقط سلمت لتمانا سترتها و حقيبتها و خرجنا ، تركت كفها و نحن نقترب من السيارة و هي بدون اعتراض صعدت ، صعدت أنا كذلك و انطلقت نحو المنزل لكن كلما تذكرت تلك اللحظة التي كنت أقف بها أمامها و أبتسم أشعر بالنار تأكلني من أخمص قدمي إلى منابت شعري ، وقفت أمامها مدة كافية و هي لم تراني و لكنها رفعت نظراتها لذلك الشقي الذي تجرأ و مسح دمعتها ....... عندها ضربت المقود و صرخت
" تبا له "
" تشانيول "
" اخرسي تمانا .... فقط اخرسي "
التزمت الصمت و التفت ناحية الجانب الآخر ، التفت لها و رأيتها من خلال زجاج النافذة تمسح دموعها وتبا لها و لدموعها و لكل شيء يتعلق بها ، وصلنا للمنزل و توقفت في الموقف ثم سحبتها من داخل السيارة لداخل المنزل ، صعدت بقوة الدرج و لم أحاول مراعات خطواتها القصيرة حتى وصلنا لغرفة ففتحت الباب لأدفعها نحو الداخل بقوة
أقفلته بقوة و هي التفتت و صرخت في وجهي
" ما الذي تحاول فعله ؟ "
عندها وضعت كفي حول خصري و أشرت بسبابة كفي الثانية
" لا أريد أن أرى ذلك الولد في المحل "
و لكنها أجابتني بتحدي
" مايكل يحسن عمله و لايمكنني الاستغناء عنه "
و اللعنة عليها و على كلماتها التي تخرجني عن طوري و عقلي ، اقتربت منها أهاجمها بقوة لأمسك بوجنتيها و حدقت بعينيها
" لا يمكنك الإستغناء عنه ؟ ما الذي يفعله أكثر من مسح دموعك ؟ "
دفعتني بقوة عنها و صرخت
" ما الذي تهذي به ..... هل جننت ؟ "
" أجل جننت ..... جننت عندما أقول يجب أن يغادر و أنت تقولين لا يمكنك الإستغناء عنه "
أبعدت سترتي و رميتها بقوة على الأرض ثم فككت ربطت عنقي لتتبع السترة و هي تحدثت
" لن أتناقش معك الآن تشانيول لأننا سنخسر بعضنا "
قالتها و مرت من جانبي عندها أمسكت بمعصمها و سحبتها لأتمسك بذراعيها و قربتها إليّ فتحركت بانزعاج و نبست
" ابتعد عني "
" هل لمستي أصبحت تزعجك ؟ "
" أفق من جنونك "
قالتها بصراخ و حاولت دفعي و لكنني قوي للغاية و سرت أدفعها حتى تركتها تقع على السرير و بدأت بفتح أزرار قميصي و هي اعتدلت و حدقت بي لتنبس بشك و خوف
" ما الذي تفعله ؟ "
" اخرسي تمانا و سلميني نفسك "
أبعدت القميص و اقتربت و هي حاولت الهرب و لكنني أمسكت بها و ثبتها مع السرير لأقبها رغما عنها ، كانت تحاول تحريك كفيها و لكنني كنت أحكم قبضتي عليها و من شفتيها تنقلت لرقبتها و هي نبست ببكاء
" تشانيول استيقظ أرجوك ..... "
و لكنني شعرت بالضيق عندما سمعت صوتها و ضايقني فستانها أكثر فتركت كفها و سحبته لأجردها منه و هي لا تزال تحاول دفعي عنها و كلما أعربت عن عدم رغبتها بي زاد جنون رغبتي بها ..... أنت لي يا تمانا و لن تكوني لرجل غيري
كنت أسوأ من أي مرة ، تحولت و خرج ذلك الوحش المظلم الذي سحبته بهدوء و وضعته في ذلك الجزء العميق مني و لكنها بنفسها من أخرجته مرة أخرى و لم تزل الغشاوة عن عينيّ حتى شعرت بأظافرها تخدش ظهري بقوة فرفعت نفسي لأتنفس بقوة و حدقت بعينيها الحمراء و المليئة بدموعها
أغمضتهما بسرعة و سارت دموعها بسرعة على وجنتها و في تلك اللحظة عاد كل شيء ليرتب أمامي فرأيت عبوسها و تراجعها نحو الخلف عندما لمس وجنتها ، عندها فقط شعرت بمدى فضاعة ما فعلته و هي وضعت كفيها معا على صدري و دفعتني عنها
ضمت الغطاء لها و التفت توليني ظهرها ، أغمضت عينيّ و لعنت نفسي ثم فتحتهما و رأيتها تتمخض بكاء فوضعت كفي على كتفها و نبست اسمها
" تمانا ..... "
" لا تلمسني "
نهاية الفصل الخامس و الثلاثون من
" خلودٌ / تمانا "
أحم لا تتجاهلوا التصويت فالفصل القادم حاسم للغاية
إلى أن نلتقي مع فصل جديد كونوا بخير
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro