الفصل التاسع
تدق الباب و تهمس هل من أحد يشعر بالملل هنا ؟
يلي مالل يجي على الفصل
* *
استمتعوا
تشانيول :
الحياة رقعة شطرنج ، و القوي فيها هو الملك أما الضعفاء ليسوا سوى جنود مسخرين حتى يموتوا ليعيش الملك ..... و أنا لست ضعيف و لست جندي لأي أحد ، أنا ملك ، ملك و لن أتنازل عن هذا اللقب و لو تحولت إلى وحش لا يعرف معنى الرحمة
ارتديت سترة بذلتي الرمادية و حملت ساعتي لأضعها على معصمي الأيسر عندها سمعت طرقا على باب الغرفة فالتفت و أجبت
" تفضل "
فتح الباب و لم تكن سوى الخادمة التي تحدثت باحترام
" الفطور جاهز و السيدة تنظرك "
" أنا قادم "
غادرت لتقفل الباب خلفها و أنا اقتربت مرة أخرى من طاولة الزينة و أخذت الدعوة ، وضعتها بجيب سترتي الداخلي بعدها غادرت غرفتي ، نزلت و عندما دخلت لغرفة الطعام لم تكن هناك سوى جدتي ، ابتسمت لها و ألقيت عليها التحية بينما أتقدم ناحيتها
" صباح الخير جدتي "
" صباح الخير ابني "
اقربت و قبلت وجنتها لأجلس و هي ضمت كفيها معا و تحدثت
" كيف هي التحضيرات ؟ "
" جيدة ...... عملت أمس حتى وقت متأخر "
" أدري "
قالتها لتربت على كفي ثم ابتسمت و أمالت رأسها
" ماذا عن حبيبتك ؟ "
ابتسمت و نفيت ، جدتي تعتقد أن ايجاد حبيبة سهل جدا ، إنه أمر بغاية الصعوبة لأن الخليلة سهلة العثور فهي تستعمل لليلة و ينتهي أمرها ، أما الحبيبة فهذه كلمة كبيرة و لكن سايرتها ، لأن هناك شخصية مرشحة بقوة لهذا المنصب
" ربما قريبا جدا سوف تتعرفين عليها "
و ببهجة تحدثت
" اذا هناك واحدة بالفعل ؟ "
" إنها صعبة يا جدتي "
" اشتري لها هدية غالية "
" علاقتنا رسمية جدا "
" لحظة تبدو امرأة جيدة لأنك تتحدث عنها هكذا "
" لا أدري جدتي .... "
" أريد رؤيتها "
" لا تتحمسي جدتي الاعجاب من طرفي أنا فقط "
توسعت عينيها و باستغراب نبست
" هل أنت جاد ؟ "
" أجل ..... لقد حدث موقف جعلها تكون صارمة تجاهي "
عندها بدى الحماس على وجهها و حتى صوتها
" لقد أحببتها و تبدو المناسبة لك "
" ليس لهذه الدرجة جدتي "
" غيور "
قالتها لتحمل كوب الماء بجانبها و شربت منه ، وضعته بجانبها و ما هي سوى لحظات حتى دخل خالي يسير بتعب و جلس على المقعد المقابل لي بجانب جدتي و تحدث
" صباح الخير "
" صباح الخير خالي "
و لكن جدتي لم تجبه و كأنه ليس بجانبها ، إنها غاضبة منه لأنه كل يوم يخيب ضنها عندما يعود ثملا ، بعده بلحظات دخت زوجته و ألقت التحية ، تحية خاصة
" صباح الخير أمي "
قالتها بتحدي بينما تحدق بي و تبتسم بطريقة مستفزة و جدتي ردت
" لا أعتقد أنني وحدي من يجلس في هذه القاعة "
" صباح الخير "
عادت لتلقي تحيتها على الجميع ، أحب كيف تسيطر جدتي عليها ، دخل ذلك الروبرت و بعده لويس و الذي دائما ما يكون صوته مرحا ، شرعنا في تناول الفطور و جدتي تحدثت
" بالمناسبة تشانيول هل رأيت الدعوة ؟ "
ابتلعت اللقيمات الموجودة بفمي لأومئ ثم ارتشفت القليل من الماء الموجود في كوبي
" أجل ..... رأيتها "
" أنت سوف تحضر عن مجموعتنا لهذا وضعتها بغرفتك "
و لكنني وضعت الكوب و أجبتها
" كان يمكن أن يحضر روبرت فهو يمتلك علاقات طيبة مع مجموعة ROIYALE ..... أولست تحسن الفرنسية يا روبرت ؟ "
قلتها بابتسامة و هو حدق نحوي بكره و والده أطل عليه ليسأله باستغراب
" متى عشت بفرنسا ابني ؟ "
" جون توقف عن الغباء "
قالتها تلك الأفعى التي رمقتني بكره و جدتي تحدثت
" يكفي ..... أنا من يحدد أدوار الجميع تشانيول "
حدقت بي بتأنيب و لكنني تجاهلت ذلك و لويس تنهد يحمل فنجان القهوة و تحدث
" اذا ابن عمتي متى يمكننا التعرف على حبيبتك ...... لقد مر أسبوع "
قالها على سبيل المزاح و تغيير الجو و لكن روبرت الحقير تحدث
" لا يبدو أن الأمر سيكون قريبا ...... سمعت أن العديد من الناس يتداولون اشاعات حول ميوله "
عندها أجبته بهدوء أعصاب لم يتوقعه
" لطالما كانت الاشاعات أكاذيب "
ضحك بصخب و أنا ابتسمت ، يعتقد أنني لا أعلم عن أسراره و لكن إن تجرأ و أزعجني سوف أنشر فضائحه المقيتة و أتركه يصفي حسابته مع جدتي ، حملت المنديل و مسحت فمي لأستقيم و جدتي تحدثت
" هل ستغادر الآن ؟ "
" أجل .... يجب أن أمر على المختبر أولا "
غادرت و كلام روبرت لم يزعجني رغم أنه مستفز ، هل تعلمون لما ؟
ببساطة لأنني أعلم حقيقة نفسي ، أعلم أنني رجل ولدت من صلب رجل حتى و لو لم أكن راضي عن هذا الرجل لتخليه عني ، أن يرميك أحد بشيء ليس موجود بك هو أمر غير مزعج و إن أظهرت انزعاجك حوله للغير فأنت تخبرهم أن الأمر صحيح ....... و أنا حاليا أسعى خلف امرأة أقل ما يقال عنها فتنة تسير على الأرض ، فتنة اتضح أنها تعاني من نقص كبير ، هذا النقص الذي سيخدمني و يجعلني أستغلها بدون أدنى خوف أن تستخدم ذلك السلاح الأنثوي ضدي ...... فجميع الرجال تم تكبيلهم بخدعة الحمل
استقليت سيارتي و غادرت نحو المختبر و أنا أفكر أن أمنح مزيدا من الوقت لتمانا ، أبين لها أنني لست مصرا على تواجدها بحياتي بقدر اصراري على تواجدها بمختبري ، يمكنني جلب أكفأ الكميائيين و من حيث أريد و لكن تصادف و صنع القدر ذلك القرب بيني و بينها و أنا سوف أستغله حتى أجعلها تستسلم لي ......
*
تمانا :
كنت أتناول فطوري عندما سمعت خطوات رينيدا الثقيلة تقترب لتدخل للمطبخ و سرعان ما ألقت التحية
" صباح الخير تمانا "
" صباح الخير رينيدا "
أخذت كوب ماء و شربته ثم حدقت بي و ضيقت عينيها
" إلى أين أنت ذاهبة ؟ "
استقمت و أخدت حقيبتي و سترتي الجلدية السوداء و معها وشاحي لأجيبها
" إلى العمل "
" هل قبلت العمل في مختبر TAZIA ؟ "
قالتها ببهجة و لكنني نفيت بابتسامة
" لقد فكرت جيدا و الوضع جعلني أشعر بعدم الراحة .... "
" يا فتاة هذه مقدمة سيئة "
" نعم .... أنا لن أقبل بالوظيفة و مثلما أتت هذه سوف تأتي غيرها "
وضعت كفها على قلبها و تركت نفسها تجلس على المقعد و أنا غادرت لأسمعها تصرخ من خلفي
" أنت مجنونة و غبية يا تمانا .... "
لم أهتم لصراخها و وقفت بجانب الباب لأرتدي سترتي فوق فستاني الذي كان من الجينز ، كنت أرتدي تحته قميصا خيطي بعنق أسود اللون لأن الثوب كميه عبارة عن خيطين ، كما أن الجو بارد في الخارج ، حذاء رياضي أسود و وضعت الوشاح حول رقبتي ثم حمت مفاتيح المنزل و خرجت
نزلت الدرج ثم أخذت خطواتي نحو موقف الحافلة ، السماء كانت مليئة بالغيوم و الرياح بدت شديدة نوعا ما ، رفعت كفي و خلللت مقدمة شعري بأناملي لأرفعه عن وجهي ، ابتسمت و لا أدري لما أنا أشعر بالسعادة ، ربما لأنني أدركت أنني شخص ذا ثوابت و من المستحيل أن يساهم أي اغراء في تغيير رأيي بأي شيء ....... أسعى لأن أكون أحد الأشخاص الصالحين في الحياة
وصلت بعد مدة للمحطة فوقفت حتى أتت الحافلة و استقليتها ، جلست في مكان قريب من النافذة و كنت أحدق حولي ، سياتل مدينة كبيرة و جميع من يبحث عن النجاح يصنعها مقرا لعمله و لكن هنا الكبير يأكل الصغير ...... القوي يمسح أي وجود للضعيف
و بينما أنا شاردة في تفكيري سمعت صوت هاتفي فأخرجته و أنا عازمة على قول جوابي بكل ثبات " لا " إلا أنني عندما حدقت باسم المتصل شعرت بالاحباط ، لما يفعل بي هذا الآن ؟ كنت متأكدة من أنه سيفعل أمرا كهذا ....... أنا خائفة من فتح الاتصال و لكن يجب أن أواجه مصيري و خوفي فلطاما آمنت أنه أكثر شيء تخاف منه سوف يحدث لك و أنا تجنبت التفكير في هذه اللحظة كثيرا و لكن هاهي آتية لا محالة
فتحت الاتصال و هو تحدث
" مرحبا تمانا "
" لما تتصل بي رونالد ؟ "
قلتها بصوت ضعيف يحاول تصنع القوة و هو أجابني بثبات
" أحتاج أن ترسلي لي بعض الأوراق "
" نحن انفصلنا و لم يعد يجمعنا أي شيء "
" إنها خدمة "
" بشأن ماذا ؟ "
" بشأن ملكية المنزل ..... طفلتي ولدت و أريد تغييره لأنه سيكون ضيقا علينا و تعلمين أن الاجراءات تأخد وقتا لذا وددت أن أباشر بها و أنت لم تتنازلي عن نصف المنزل رسميا ، كما تعلمين دفعت أكثر منك فيه "
" سوف أرسل لك الوثيقة "
قلتها بسرعة و كنت سوف أقفل الخط لكنه تحدث ، أرجوك لا تفعل
" تمانا "
" ماذا ؟ "
" لم تسأليني عن الطفلة "
" لا أريد أن أعلم عنها شيئا "
" لقد أسميتها "
و لكنني قاطعته بسرعة
" لا أريد أن أعلم رونالد ..... أرجوك "
بسرعة أقفلت و شعرت أن سكاكين سامة تنهش روحي ، بسمتي و ثقتي التي شعرت بهما للتو حلقتا بعيدا ، لقد سرق مني جميع أحلامي ، حتى الاسم الذي كنت قد اخترته لطفلتي هو أخذه لطفلة امرأة أخرى ، لا أستطيع سوى أن أكون أنانية و أشعر بالألم ...... من حقي أن أبكي و أرفض أن يؤخذ مني كل شيء أو أجبر على منحه
توقفت الحافلة بعد مدة في المحطة القريبة من المصنع و أنا نزلت ثم سرت في طريقي و كانت خطواتي سريعة ، كنت أريد الوصول و الاستغراق في العمل حتى أنسى كل ما يوجد حولي ، حتى ينسى عقلي وجود قلبي فالأمر محبط و صعب للغاية
وصلت للمصنع و توجهت نحو خزانتي ، وضعت حقيبتي داخلها و أخذت الثياب الواقية و ارتديتها ثم النظارات و وضعتها لأضع على شعري غلاف أيضا و بعدها اتجهت نحو عملي
اليوم هناك عمل كثير و بعض المحاليل خطيرة لذا يجب أن أتوخى الحذر ، مر الوقت و كان العمل يسير بسلاسة ، حتى التوجيهات التي كنت أقدمها لباقي العاملات كانت في محلها رغم تضايق بعضهن و لكنه عملي و واجبي
اقتربت من أحد المحاليل القوية و عندما حملته وقعت مني الزجاجة ، بسرعة رفعت الكمامة على وجهي و انحنيت حتى أجمع زجاجها و لكن الزجاج مزق القفازات التي كنت أضعها و المحلول وصل إلى كفي فشعرت بأناملي تحرق
استقمت بسرعة لأبعد كفي فسمعت صوت المدير خلفي يصرخ
" أخبرتكم أن تتوخوا الحذر "
اقترب و عندما وقف قربي و حدق بي جيدا تحدث بقلق
" هذه أنت تمانا ؟ "
" أجل ..... آسفة سيدي "
و لكنه نفى بسرعة و أمسك بكفي
" هل أصبت بأذى ؟ "
" ليس كثيرا "
عندها حدق حولي و تحدث لبقية العاملات
" نضفن الفوضى و كنّ حذرات..... مفهوم "
" لا بأس يمكنني تنظيفها فأنا من افتعلتها "
" تعالي معي تمانا "
و هذا أكثر ما أكرهه فالآن سوف يبدأن ألائك العاملات بالحديث خلف ظهري ، أساسا منذ بدأت العمل و المدير وضعني بمركز أعلى من مركزهن و أصبحت المسؤولة عن توجيههن نظرات الكره لا تنفك تبتعد عني ......... في الواقع أنا بداية اعتقدت أنني حصلت على الوظيفة بسبب مؤهلاتي و لكن لاحقا تبين أن الوظيفة لا تحتاج سوى شهادة معهد في الكمياء ، و أنا أحمل شهادة عليا ....... المدير وظفني لكي يضايقني بمغازلته ، الوغد
دخلنا لمكتبه و جعلني أجلس على المقعد ، أخرج علبة الاسعافات الأولية ثم اقتربت ليجلس القرفصاء أمامي و أمسك بكفي و قرب كفي منه ، يتصرف بطريقة تزعجني للغاية ، حدق بأصابعي الظاهرة من تحت القفازات ثم رفع نظراته ناحيتي
" أنظري لما فعلته بهذه الأصابع الجميلة "
سحبت كفي بسرعة و تحدثت بضيق
" سيدي لو سمحت "
و لكنه مرة أخرى أمسك بها و شد عليها ليقربها ، نفخ عليهم و تصرفاته بدت مجنونة قليلا و أنا سحبت كفي بقوة و استقمت و هو كذلك استقام
" سوف أهتم باصابتي بنفسي "
ابتعدت عنه و حاولت الخروج من مكتبه و لكن ما إن بلغت الباب حتى أمسك بذراعي و جعلني ألتفت له ، تمسك بذراعي الآخر و بطنه الكبيرة لامستني و حدق فيّ بطريقة شهوانية و هذا أرعبني
" تمانا أنت تغضبينني كلما صددتني .... "
" دعني "
قلتها بضيق و لكنه فقط أمال رأسه و اقترب مني و أنا لم أجد أمامي سوى حركة واحدة تنقذني ، لقد ضربت منطقته بركبتي و حرست أن تكون الضربة قوية ثم دفعته بقوة فتركني بسرعة و وقع أرضا ليتلوى و أنا بسرعة فتحت الباب و غادرت ، أبعدت تلك الثياب و عندما وصلت بقرب الخزانة ألقيتهم بداخلها و أخذت أغراضي لأغادر بسرعة ...... هل كان ينقصني تحرش أحد بي ؟
ركضت في الشارع و كنت أتمسك بدموعي ، لا أريدها أن تعبر حدود عينيّ و تخبرني أنني لست سوى ضعيفة ، تبا لحياتي التي أصبحت جحيما .... كلما حاولت الابتعاد و اثبات ذاتي إلا و وجدت شيئا سيئا بانتضاري
حدقت خلفي و عندما لم أرى أثرا له توقفت عن الركض ، وقفت وسط الشارع و رفعت كفي لأحدق بأناملي و أنا ألهث أنفاسي بقوة و خوف ، أريد النجاة من هذه الدوامة الكبيرة و العميقة ، أريد أن يعود الهدوء لحياتي ........ عندها سمعت صوت هاتفي
أخرجته فكان المتصل السيد بارك ، لما يتصل الآن ؟ لما يضغط علي بهذه الطريقة السيئة و في هذا الوضع البائس ؟
مسحت دموعي التي تدحرجت رغما عني بظهر كفي التي تحمل الهاتف و حقيبتي وضعتها على ذراعي ثم أجبت
" مرحبا "
" هذا أنا بارك تشانيول "
" أدري "
" اذا ..... ما كان قرارك ؟ "
حدقت بالسماء و شعرت بالضغط و الضيق ، تنهدت ثم أغمضت عيني و هو تحدث
" أرجو أنك فكرت جيدا ..... نحن نحتاج لخبرتكِ "
فتحت عيني و تنهدت بعمق مرة ، قراري يحتاج شجاعة كبيرة و أجل فلأمضي بهذا الطريق ، لقد حاولت و لكن تبين أنني فعلا غبية و ساذجة ، سأحاول التمسك بمبادئي و بتديني و بالتأكيد الله سيحميني ........ حركت رأسي كأنه يقف أمامي و أجبته
" أنا ....... موافقة "
*
تشانيول :
أحيانا الثقة الزائدة تكون نقمة على صاحبها لذا أنا حتى اللحظة التي اتصلت فيها بتمانا كنت أضع نسبة كبيرة أنها سترفض الوظيفة و لكن مرة أخرى فاجأتني هذه المرأة بقبولها ، استقمت من على مكتبي و التفت لأسير ناحية طاولة يوجد عليها بعض الاصيصات النباتية و بقربها توجد صورة لي مع جدتي و صورة أمي في شبابها ، فوضعت كفي على الطاولة و تحدثت
" هل أنتِ متأكدة ؟ "
" أجل ...... و لكن هناك بعض التحفظات "
" يمكننا تعديل العقد "
" حسنا ...... "
" اذا ..... هل نتقابل ؟ "
" ألا يفترض أن تصلني رسالة من شؤون الموظفين من شركة TAZIA ؟ "
ابتسمت ثم عدت لأجلس على مقعدي
" أنا المسؤول عن المختبر "
" و لكنه تابع لـ TAZIA "
" يجب أن نتقابل لأنك الوحيدة التي سوف نغير في بنود عقدها "
" اختر المكان "
" نفس المطعم الذي تقابلنا فيه أمس "
و لكنها اعترضت مرة أخرى ........ رائع يا تمانا ، استمري و لتتراكم ديونك لدي حتى تقضيها كلها دفعة واحدة و بليلة واحدة
" ألا يمكن أن يكون المكان بسيط ...... مقهى عادي "
" اذا اختاري أنت المكان و راسليني "
" أنا لا أعرف سياتل جيدا و لكن سوف أتدبر أمري "
و قبل أن تقفل تحدثت مرة أخرى
" أين أنت ؟ "
" لماذا ؟ "
" سوف أمر و نذهب للمختبر مباشرة "
" فقط أرسل لي العنوان "
" أرسلي لي موقعكِ "
قلتها و أقفلت الخط بدون أن أمنحها فرصة للاعتراض ، استقمت لأضع هاتفي بجيب بنطالي ثم حملت سترتي و ارتديتها و بعدها خرجت ، وقفت مساعدتي بسرعة و تحدثت
" سيدي "
" أجلي مواعيدي "
" إلى متى ؟ "
" لا أعلم "
قلتها و غادرت ، استقليت المصعد و ما هي سوى دقائق حتى كنت في الردهة الأرضية و أتوجه نحو الباب ، رأيت سيارتي تتوقف و السائق نزل ليفتح الباب الخالفي ، صعدت و هو أقفل الباب ثم صعد بمكانه و بهذه اللحظة سمعت صوت هاتفي فأخرجته و موقعها وصلني و السائق تحدث
" إلى أين سيدي "
فأخبرته عن العنوان و هو انطلق ، فضلت عدم الذهاب بمفردي حتى تشعر بمزيد من الأمان ، استغرقنا وقتا حتى وصلنا للشارع و أنا حدقت حولي الى أن رأيتها تجلس في موقف للحافلات فتحدت
" أوقف السيارة "
" حسنا سيدي "
أوقف السائق السيارة و أنا فتحت الباب و نزلت ، سرت بضعة خطوات إلى المكان الذي كانت تجلس فيه ، ترتدي حذاء رياضي أسود ، فستان من الجينز يبدو قديم الطراز و سترة جلدية ، وشاح تضعه حول رقبته و تتركه مفتوحا بدون أن تلفه حولها ، أما خصلاتها فتحركها نسمات الرياح في هذا اليوم البارد ............ و أنا وجدت رغبتي هي ما تحركني نحوها
وقفت و هي رفعت نظراتها ، وقعت نظراتي على أصابعها و التي كانت حمراء و عليها جرح كبير فاستغربت و اقتربت لأجلس بقربها ، لن أمسك بكفها و لن أظهر القلق الزائد ......
" هل أنت بخير ؟ "
حدقت بأصابعها و أومأت
" أجل .... حادث صغير "
" هل دائما تتعرضين للحوادث الصغيرة ؟ "
فحدقت بي ، ساد الصمت بيننا و نبست بهدوء
" ما الذي تريده مني ؟ "
" العمل "
" عدني أنه سيكون العمل فقط "
" لا أستطيع وعدك لأنني رجل لا يخلط حياته الخاصة بعمله "
فتنهدت و حدقت أمامها
" أشعر بالسوء "
" لماذا "
" لأنني أتيت لأغير حياتي و لكن وجدت أن الحياة هي من تريد تغييري "
" سايري تياراتها العالية "
" أحاول الآن أن أفعل ذلك "
عندها استقمت و أشرت لها بكفي نحو سيارتي
" هل نغادر ؟ "
نظرت نحوها و رأت سائقي عندها أومأت و استقامت لكن قبل أن تخطو أي خطوة تحدثت
" آسفة ..... "
" لماذا ؟ "
" لأنك تكسر القوانين من أجلي "
" لا بأس عملك الدؤوب يستحق "
سرت قبلها و شعرت بها تتبعني و عندما وصلنا بقرب السيارة أشرت للسائق أن يبقى في مكانه و أنا من فتح لها الباب الخلفي فصعدت و أقفلته ثم درت حول السيارة و صعدت بقربها
" إلى المختبر "
التزمت الصمت و ابتعدت عنها قدر ما يمكنني ، حتى أنني لم أحاول النظر اليها و هذا كله حتى تشعر بالأمان و تبعد عنها الأفكار السيئة ......... أحتاج لمعجزة أخرى حتى أقنعها أن تكون حبيبتي ، ربما وقتها سوف تستسلم لي أيضا و ننتهي من هذا الصخب داخل رأسي كلما رأيتها
وصلنا بعد مدة لننزل و كانت سباقة في فتح الباب لنفسها ، و كلما هي قامت بحركة أنا حاولت دراستها أكثر ، و اتخذت حذري في تعاملي معها أكثر ، دخلنا و تم استقبالنا من خلال الموظفين الموجودين هناك ، سرت و هي كانت تسير بقربي و تحدق حولها فالمختبر بني بمواصفات عالمية و تصميم خاص و مختلف
وقفنا قرب المصعد فضغطت على الزر ليفتح الباب ثم صعدنا و عندما أقفل الباب علينا هي سألت
" المختبر لم يبدأ الانتاج بعد ؟ "
" لا ..... لكن ننوي البدأ قريبا "
أومأت و وصلنا بعد مدة ليفتح الباب فخرجنا و سرت قبلها
" سوف نذهب أولا لمكتبي حتى نناقش العقد و بعدها سوف أدلك على مكتبك "
" حسنا سيدي "
قالتها فوجدتها غريبة و أنا توقفت لألتفت لها
" سيدي ؟؟؟ "
" نحن بمقر العمل "
عندها ابتسمت و أومأت لها ثم أكملت سيري و هي خلفي ، فتحت الباب و دخلت لتدخل هي خلفي ، أشرت لها أن تجلس على المقعد المقابل للمكتب و أنا جلست على مقعدي ثم حملت سماعة الهاتف و تحدثت
" جوزيف هلا أحضرت لي العقد الذي تم تجهيزه للسيدة تمانا أندرسن ؟ "
أقفلت الخط و هي حدقت حولها و أنا مرة أخرى وقعت نظراتي على أصابعها ، تبا أريد تقبيلهما و لكن بفعلة حمقاء كتلك سوف أدمر كل شيء
" أعتقد أنك تحتاجين إلى علاج فوري "
حدقت بهم و ما إن حاولت ثنيهم حتى ظهر على ملامحها الألم و تبا لها ، تبا لأنها تجلعني أفكر بطريقة سيئة فاستقمت بسرعة و هي تحدثت من خلفي عندما توجهت إلى خزانة
" عندما أعود للبيت سوف أعالجهم "
فتحت درج الخزانة أين كان يوجد علبة للاسعافات الأولية ثم اقتربت لأضعها على الطاولة أمامها و أشرت لها
" يمكن استخدامها هنا قبل أن يزيد الوضع سوءا "
الأمر ليس أنني لا أريد مساعدتها أو الاقتراب منها ، بل الاقتراب و الشعور بأنفاسها قريبة هو كل ما أريده حاليا و لكن لا أريد أن أكون مبتذلا ، لا أريد أن أظهر أمامها بمظهر العاشق الغبي فأنا لست عاشق و هي لن تكون سوى مهرة في ليلة سأتملكها بها
فتحتها و أنا عدت لأجلس على مكتبي و أراقبها ، وضعت عليهم المعقم ثم المرهم و أنا تحدثت
" كيف حدث الأمر ؟ "
و هي رفعت نظراتها ناحيتي لتجيبني
" حادث عمل "
" هل لديك عمل ؟ "
" كان ...... لقد تركته "
قالتها و بدت متضايقة للغاية و في تلك اللحظة طرق الباب ففضلت عدم السؤال أكثر عن خصوصياتها
" تفضل "
فتح جوزيف الباب و دخل ، وضع الملف بقربي ثم حدق بها و أعاد نظراته لي
" هل تريد شيئا آخر سيدي ؟ "
" لا ، .... يمكنك المغادرة "
غادر و أنا فتحت الملف و أخذت نسخة من العقد لأسلمها لها و احتفظت بواحدة أخرى بقربي
" يمكننا البدأ بمناقشة ما تريدين "
و هي تحدثت بدون أن تحدق بالنسخة التي معها ، بل نظرت ناحيتي و بجدية
" أعتقد أن الامتيازات الممنوحة لي أكثر من حقي "
" نحن نتعامل مع موظفين المميزين بهذه الطريقة "
" أنا لم أعمل و لم أثبت جدارتي حتى الآن لذا لا يمكنني قبول كل هذه الامتيازات "
" غريبة أنت ِ ..... من يرفض كل هذه العروض ؟ "
" أنا لست غريبة ..... أنا لي مبادئ و لن أحيد عنها "
" قبولك بامتيازات وضعت في العمل قبل أن تأتي لا يعني أنك ستحيدين عن المبادئ "
و في الواقع الكثير من الامتيازات أضفتها حتى أجعلها توافق بدون تفكير و لكن هاهي تعاكس توقعي و حتى تفكيري
" لن أكون مرتاحة "
" حسنا اذا أخبريني عن ما لا تريدينه ؟ "
" السيارة ..... و الشقة الفاخرة "
" السيارة حسنا و لكن الشقة ...... أعتقد أنك تحتاجين لواحدة "
عندها حدقت بي بطريقة بدت غريبة و سرعان ما تداركت نفسي
" أعني كنت تقيمين بواشنطن و انتقلت منذ أسبوع لابد أنك تقيمين في فندق "
" أنا أقيم في منزل صديقة .... "
" لا تنوين البقاء هناك إلى الأبد "
" ليس إلى الأبد .... إلى أن أرتب أموري "
" الشقة جاهزة "
" لا أريدها .... سوف أتدبر أمري "
" مع أن الأمر يبدو غريب و لكن حسنا .... افعلي ما تريدين "
" شكرا سيدي ... و آسفة لأنني متطلبة "
" على العكس أجدك غير متطلبة بتاتا "
ابتسمت بمجاملة لتسأل
" متى يمكنني البدأ ؟ "
" لما لا نرى مكتبك و مكان العمل ثم نتحدث في الأمر ؟ "
" حسنا "
استقمت و هي كذلك و بعدها تجولنا في المختبر و عرفتها على كل الأقسام ، وقتها لا أدري لما نسيت أنها هنا لهدف اخماد رغباتي و تحدثت بجدية حتى بدون أن أدرك أنني أفعل ذلك ، و هي كذلك أظهرت من الجدية ما جعلني معجب بشخصيتها و ما جعلني متأكد أنها هي الفتاة المناسبة لتلعب دور حبيبتي أمام جدتي ، بشخصيتها هذه جدتي سوف تسلمني مباشرة رئاسة المجموعة
*
تمانا :
من يمتلك مبادئ بالحياة يلقب بالغبي ، من يمتلك قلبا نقيا يلقب بالساذج و من يرفض جميع المغريات لن يكون بنظر الجميع سوى أحمقا ....... و كل ما يقال أنا لن ألتفت له ، ما دمت أشعر بالرضى و الراحة فأنا لن ألتفت لكلام أي أحد ، رينيدا نعتتني بالكثير من الالقاب عندما أخربتها أنني تخليت عن الامتيازات التي شعرت أنها ليست من حقي
لم أهتم لها و باشرت عملي ، رونالد أرسلت له الوثيقة التي تثبت تنازلي عن نصف المنزل رسميا و بدأت أتعودت على روتين حياتي الجديد ، السيد بارك لم يقترب مني ، أقصد هو يقابلني و لكن من أجل ضروريات العمل لا غير و هذا جعلني مرتاحة ..... كثير من الناس تحدث بينهم مواقف تجعل من سوء التفاهم ظاهر و هو ربما اعتقد أن الجميع سواسية
اليوم الأحد و هي أول عطلة نهاية أسبوع منذ بدأت بعملي الجديد ، استيقظت باكرا و أخذت حمامي ، جففت شعري ثم وقفت أمام خزانتي و بين أثوابي بحثت عن واحد أسود ، أخرجت واحدا كميه لمنتصف الزند و طوله للركبتين ، كان أسود غير متكلف ، أخرجت معه معطف أسود طويل و بعدها حذائي الأسود ذو الكعب الغير مرتفع كثيرا
تجهزت و ارتديت ثيابي ، أخذت هاتفي من الشاحن و وضعته بحقيبتي ، وضعت معطفي على ذراعي و خرجت من الغرفة ، المنزل كان في حالة هدوء و أنا استغربت فرينيدا لم تعد بوقت مكبر أمس و أنا لم أستطع انتضارها كثيرا فذهبت للنوم
اقتربت من غرفتها و طرقت الباب
" رينيدا ..... رينيدا هل أنت مستيقظة ؟ "
عندها جاءني صوتها من خلف الباب
" ماذا تريدين تمانا ؟ "
" اليوم الأحد و نحن تحدثنا عن ذهابنا للكنيسة معا "
" لن أستطيع الذهاب "
" هيا ارم الكسل عنك و استيقظ "
" قلت لن أستطيع "
عندها شعرت بالغضب منها ففتحت الباب و تقدمت أدخل
" أنت فتاة غير .... "
عندها توقفت و أنا أرى منظرا ...... منظرا قليل الحياء ، التفت بسرعة و غادرت الغرفة لأقفل الباب خلفي بقوة ، توقفت هناك و عكرت حاجبيّ بينما أنفي و لا أصدق أن رينيدا تفعل هذا حقا ........ و بدون زواج ؟
نهاية الفصل التاسع من
" خلودٌ / تمانا "
إلى أن نلتقي مع الفصل التالي أسعدوني بالتصويت و التعليقات حتى نلتقي سريعا
سلام
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro