4
كانت كايلا تشعر بأنها فوق السحاب، لقد جعلها كلارك تشعر بكل تلك المشاعر التي لطالما تجنبتها، و لكنها للأسف الشديد كانت تعلم بل و متأكدة من أنه لا يريد الدخول علاقة معه أو مع غيرها، هو يفضل ممارسة واحدة لا غير. قاعدة غبية يسري عليها دائما
بالرغم من الألم الذي كانت تشعر به بعدة مناطق بجسدها إلا أنه كان ألم لذيذ. أحست به يقف من السرير و يشعل الأضواء لتغمض عيناها و لكن سرعان ما فتحتها بصدمة عندما سمعت صوته المصدوم
" انت عذراء ؟"
فتحت عيناها و نظرت له و هي تبحث بيدها عن غطاء السرير لتضعه حول جسدها ثم قالت ببرود عكس مشاعرها المرتجفة
" كنت عذراء "
" انت تعرفين ما اقصد كايلا لا تلعبي معي "
قال بعدم تصديق و هو يحرك يده بداخل شعره بغضب أو ارتباك لا يعلم حقا، فهو لم يتوقع ذلك أبدا خصوصا ليس بعد تصرفاتها و كلامها معه، سمع صوتها الساخر ليعود إلى الواقع
" و انا لا العب كلارك انا كنت عذراء و أظنك تعرف ذلك جيدا"
" انا اعرف ما قمنا به و لكنك لم تقولي يوما بأنك عذراء"
قال بنبرة و كأنه يؤنبها، هي كانت عذراء و هذا ليس أمر بسيط أو هين لتستخف به
" لم أفكر بأنه سيهمك بشيء "
قالت بسخرية و هي تعيد شعرها للخلف بيدين مرتجفتين، آخر شيء فكرت به كانت رد فعله الغريبة هاته
" بل سيهمني كايلا، هذه عذرية جسدك "
صرح بلوم و هو ينظر لها كان يعلم بأنها تمثل أمامه الآن و لكنه لا يعلم كيف يجعلها تسقط قناعها الذي تتمسك به
" حسنا، اذا لو علمت أني عذراء لم تكن لتضاجعني ؟"
صمت لمدة لا يعلم ما يجب عليه قوله لتضيف بجدية
" أجل كنت لتفعل، ما بيننا كان رغبة و انقضت لا داع لكل هذا كلارك. انا لن اطلب منك الزواج بي و لا الوقوع بحبي لا تقلق "
أكدت له و هي تعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها و أحاسيسها التي شعرت بأنها تخونها
" و لكن انت... انا.."
" لا عليك كلارك، عذريتي ليست بالأمر الغريب أو الغير طبيعي جميع النساء يكونوا عذرى "
كان يمرر يده على شعره بعدم تصديق و هو يردد بعدم تصديق
" عذراء يا كايلا انت كنت عذراء"
كانت تشعر بالألم يعتصر قلبها مع كل كلمة يقول، حسنا هي تعلم بأن الأمر قد صدمه و لكن ما حصل قد حصل و لا شيء سيغيره الأمر الآن.
كانت تنظر له يتحدث و كأنه يشمئز منها أو مصدوم لا تستطيع أن تعرف حقا. هل هو لا يفضل ممارسة الحب مع عذراء بل المضاجعة كايلا لم تكن ممارسة حب لا تنسي ذكرت نفسها.
قالت ببرود و هي تتكئ على السرير بعد أن أخفت جسدها بغطاء السرير الأبيض
" لقد كنت عذراء يا كلارك، لا داع لكل هذا حقا تستطيع الرحيل الان لقد انتهت الممارسة الواحدة و انا بحاجة إلى النوم الآن "
عدلت جسدها على السرير من جديد و أغمضت عيناها مولية إياه ظهرها دون إضافة كلمة أخرى.
كان يقف مكانه متصنما، اولا اكتشف بأنها كانت عذراء اللعنة لذلك تألمت و لذلك كانت ضيقة بشكل لذيذ تصلب جسده من جديد بسبب تفكيره و لكنها طردته الآن حرفيا، لقد كان هو من يترك النساء لا العكس و لكن ها هي المرأة التي لا يزال يريدها تطرده من الغرفة بالرغم من أنه كان أول من يلمسها.
أزال الواقي و رماه ليحمل ملابسه و يرتديها بسرعة بينما ينظر لتلك التي تغمض عيناها ليتحرك الى الحمام، بعد دقائق اقترب منها لتفتح عيناها عندما شعرت به يقف أمامها مباشرة
" خذي، ضعي هذه المنشفة بين ساقيك سيخف الألم"
بدون النطق بحرف واحد، قامت بما أمرها به، بينما كانت عينا كلارك على تلك البقعة الحمراء التي تزين غطاء السرير الأبيض و هي أكبر دليل على عذريتها.
" لا تتصرف و كأنني أول فتاة عذراء تنام معها كلارك"
أبعد عينيه عن السرير و نظر لها ليتنهد بعمق و هو يجيبها
" اجل، بالحقيقة انت كذلك كايلا "
" جيد، لقد استطعت أن أكون الأولى بالنسبة لك بشيء ما "
قالت بسخرية تحاول جعله يبعد تلك الملامح عن وجهه لتشعر بيده تمسح على شعرها بهدوء ليقول
" يجب أن تأخذي دواء لمنع الحمل، فالواقي لا يكون مضمونا مئة بالمئة "
لم تجبه فلا حاجة لذلك، أغمضت عينيها متجاهلة إياه.
تنهد و هو ينظر لها قبل التوجه إلى الخارج يريد أن يعطيها فرصة لتفكير فهي قبل ساعة فقط كانت عذراء و الآن لا و هذا بفضله
توجه لغرفته المجاورة لخاصتها و هو يفكر بأنه لم يشك يوما بأن تكون عذراء و ذلك بسبب كلامها و جرأتها و لكن على ما يبدو ليس كل شيء يبدو كما نراه.
كان يشعر بالفخر لأنه أول من لمسها فهو لا يستطيع التفكير بشخص آخر يلمس كايلا أو يقبلها و لكنه يشعر أيضا بشيء غريب بداخله لم يستطع تحديده
بالصباح استحمت كايلا و هي تشعر بتغيير غريب بها، ثم جهزت نفسها و توجهت للاستقبال لأنها لم تستطع طرق باب غرفة كلارك و أكيد ليس بعد رد فعله الغريب البارحة
وقفت أمام الفتاة الجميلة من الاستقبال لتسألها برسمية
" هل سيد كلارك ألفونتينو بالمطعم ام لا يزال بغرفته؟"
" لقد رحل انستي"
عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول جاهدة فهم ما تقوله الفتاة لتعيد سؤالها
" رحل اي عاد إلى غرفته أم رحل إلى الخارج ؟"
" لا انستي السيد ألفونتينو قد غادر الفندق هذا الصباح و قد توجه إلى المطار باكرا، لقد دفع ثمن غرفكم و قال بأن نخبرك عن موعد طائرتك مساءا "
كانت كايلا مصدومة فهي لم تستوعب شيء بعد كلمة غادر الفندق هذا الصباح هل لهذه الدرجة اشمئز منها؟ أحست بدموعها و لكنها أجبرت نفسها على الابتسام ببرود لتومئ برأسها قائلة
" متى موعد رحلتي؟"
" بعد ثلاث ساعات من الان انستي "
" حسنا ساطلب منك بعث أحد لإنزال الحقائب من غرفتي مع سيارة أجرة توصلني إلى المطار اذا كان هذا ممكن"
" السيد ألفونتينو قد ترك سيارة باسمك.."
" قلت سيارة أجرة لو سمحت "
قاطعتها ببرود لتومئ الأخرى فهي مجرد عاملة و لا تريد مشاكل.
عادت كايلا إلى غرفتها و رتبت ثيابها بينما عقلها ليس معها، سمعت طرقا على الباب لتتوجه لفتحه. كان أحد الخدم من الفندق يقف هناك
" هل انت بخير انستي؟"
سألها الرجل بتهذيب لتشعر أخيرا بالدموع على خدها يبدو بأنها كانت تبكي دون شعورها. مسحت دموعها بكف يدها لتومئ برأسها بهدوء
" أجل، الحقائب جاهزة هل يمكنك إنزالها؟"
" في الحال انستي "
أكد العامل و تحركت كايلا مغلقة باب الغرفة خلفها لتضع كل شيء بداخل هاته الغرفة قبل مغادرتها، من الآن و صاعدا كل شيء قد تغير و هذا يبتدأ بها
بإيطاليا
كان كلارك بالسيارة السوداء التي أخذته من المطار إلى المنزل الذي لم يكن يرغب بالقدوم له أبدا.
كان كل تفكيره بكايلا، كان يريد اعطاءها بعض الوقت لتفكر بما حصل بينهما و هو أيضا كان بحاجة لذلك.
لم يعلم كيف سمح لها بلمسه دون أن يشعر بالقرف أو الاشمئزاز، لم يعلم لماذا جسده كان يشتعل من لمستها الرقيقة و قبلتها الناعمة.
شيء واحد كان متأكدا منه و هو بأن كايلا سانتوس تغيره حقا، و هذا شيء لم يكن يظن بأنه قد يحصل بكل حياته.
توقفت السيارة أمام القصر الكبير، الذي بالرغم من جماله كان كلارك يكرهه و يكره سكانه الذين يعيشون بداخله. تنهد و خرج ببرود ليطرق الباب الذي كان قد اقفله بقوة قبل أن يرحل عن هنا كليا
فتح الباب لتقف تلك المرأة أمامه بابتسامة و هي تقول بعدم تصديق
" انت هنا "
لم يجبها بل ظل ينظر لها بنظرات غريبة و لكن سرعان ما عاد لصوابه ليدفعها بهدوء و هو يتقدم إلى الداخل ليسمع صوتها من خلفه و هي تقول بجدية
" إنه بانتظارك، ستجده بغرفته "
لم ينظر لها و لم يتحرك من مكانه بل ظل ينظر حوله لهذا القصر الذي يعرفه جيدا و هو يفكر بأن كل شيء بحياته تغير بسبب هذا المكان، و اصحاب هذا المكان.
بنيويورك
كان قد مر أسبوعين كاملين على غياب كلارك، حاولت كايلا التصرف و كأن الأمر لا يعنيها و لما قد يعنيها هي كانت تعلم القاعدة اللعينة و وافقت اذا لماذا تحزن؟
انبت نفسها فهي كانت تعرف بأن قلبها اللعين قد انجذب لشخص الذي لا يجب أن ينجذب له أبدا، هي كانت منجذبة لكلارك بشدة لدرجة أنها كانت خائفة من أن تكون واقعة بالحب معه.
تنهدت و هي تتكئ على الكرسي مغمضة عيناها لتسمع صوت سكرتيرة السيد تشارلز التي كانت قد أصبحت صديقة لها منذ قدومها إلى هنا
" هانا تفضلي "
" كايلا هل رأيت الأخبار؟"
عقدت الاخرى حاجبيها استغرابا و هي تنفي برأسها لتقوم هانا بإخراج هاتفها و هي تضيف
" هناك صور كثير لسيد ألفونتينو مع عارضة الأزياء روز بإيطاليا و ذلك ليس ليوم واحد بل طوال الأسبوع، و الجميع يشك بأنهم على علاقة فالسيد ألفونتينو ليس بالشخص الذي يظهر مع امرأة واحدة"
كانت كايلا غارقة بالصور التي بين بيديها، كان هناك عدة صور لكلارك مع عارضة الأزياء الإسبانية الجذابة ذات الشعر الأشقر.
نظرت لابتسامته و ابتسامتها و هما ممسكان بأيدي بعضهم البعض، أو يتحدثان بسلاسة مما جعل قلبها يؤلمها و كأن يد تمسك به و تعصره لتعلم بأن الأوان قد فات و هي قد أحبته حقا.
غبية انت يا كايلا لعنت نفسها، فهي لم تكن تريد أن تقع بحبه و لكن غيرتها عليه جعلتها تعترف باسوء كوابيسها هي حقا قد غرقت و لا مجال للعودة الآن
" كايلا؟"
خرجت من شرودها على صوت هانا التي كانت تقف بجانبها و هي تمسح دمعتها التي سقطت بدون أن تعلم حتى لتبتسم و هي تقف من مكانها بسرعة
" اعتذر عن ذلك حقا، لقد تذكرت أمرا ما"
" هل انت بخير؟ هل تبكين بسبب الصور؟"
سألتها هانا بتوتر لتضحك كايلا باصطناع و هي تجيبها
" هل انت مجنونة أم ماذا؟ لماذا سابكي بسبب صور كهاته؟"
تنهدت الأخرى و هي تومىء بهدوء قبل أن تغادر عندما سمعت صوت السيد تشارلز يناديها
" سأذهب عزيزتي، أراك لاحقا "
" أراك لاحقا "
أجابت كايلا بهدوء قبل أن تضع يدها على فمها عندما أقفلت هانا الباب لتطلق العنان لدموعها التي تأبى التوقف عن النزول لتهمس لنفسها
" تستحقين هذا كايلا، انت تستحقين "
رن هاتفها لتقرأ اسم والدتها، منذ عودتها و هي تتجنب التحدث معها و لكن لا يمكن التهرب إلى الأبد.
أجابت لتسمع صراخ امها التي كانت تؤنبها على عدم إجابتها لها منذ وقت
" انا بخير امي، كنت مشغولة فقط "
" كايلا، الن تعودي؟ حسنا انت تستطيعين الاعتماد على نفسك و لكن والدك يحتاجك و لا تنسي خوان "
أغمضت عيناها عند سماع اسم خوان، الشخص الذي تعتبره أخ لها و لكن عائلتهم تريد تزويجهم لذلك غادرت إيطاليا دون النظر خلفها.
" امي.."
قاطعتها والدتها و هي تقول بسرعة محاولة إقناعها بأي شكل من الأشكال
" هيا كايلا، تعلمين بأن شركة والدك ستكون تحت امرتك حالما تعودين لايطاليا و لا تنسي بأن خوان لا يستطيع الانتظار أكثر. لقد طبعت بطاقات الخطوبة حتى، ينقص عودتك فقط "
أغمضت كتيلا عيناها بقوة محاولة السيطرة على نفسها قبل أن تصرخ أو تقول شيء لا يجوز، الجميع يضغط عليها دون الاهتمام بما تريده هي.
والدها يريد منها إدارة شركته، والدتها تريد تزويجها من خوان، خوان لا يريدها أن تعمل، كلارك.. كلارك لا يريدها أبدا. تنفست بعمق و هي تتذكر الصور التي ارتها هانا لتتخذ قرارها
" حسنا أمي، سأعود "
أغلقت الهاتف في وجه امها التي كانت تصرخ بفرح لتدير عيناها حول المكتب و هي تعلم بأن لا هي و لا كلارك سيكونان قادران على العمل مع بعضهم البعض بنفس المكان، خصوصا بعد ما حصل بينهم.
توجهت إلى السيد تشارلز و سلمته استقالتها لتعانق هانا و السيد تشارلز اللذان كانا عونا لها بهذه المدينة التي لا تعرف أحدا بها.
عاد كلارك أخيرا إلى نيويورك و هو يعلم جيدا بأنه قد قام بالأمر الصحيح، توجه بالصباح إلى شركته و هو متحمس لرؤية شخص قد اشتاق له حقا، كايلا.
ابتسم لمجرد تذكر اسمها ليدخل الشركة بحماسه المعتاد.
وقف جاك الذي كان يجري كعادته ليرحب به، توجه كلاهما إلى المصعد و جاك يخبره بمواعيد اليوم و لكن كلارك لم يستمع لشيء. كان يعلم بأنه يريد رؤية كايلا، ليس و كأنه يحبها و لكن هي الوحيدة التي تحرك شيءا ما بداخله، شيء لا يريد أن يتوقف عن دغدغة مشاعره الجامدة منذ زمن.
توجه إلى الطابق الثالث ليتحرك مباشرة إلى مكتبها و هو يفكر ماذا سيقول أو حتى ماذا سيفعل عند رؤيته لها.
و لكن لمفاجأته كان مكتبها فارغا، عقد حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لجاك الذي رفع كتفيه بعدم معرفة
" سيد ألفونتينو "
سمع صوتا من خلفه ليستدير، كانت فتاة ما و لكنه لم يكن يعلم يوما بأنها تعمل بشركته اصلا
" كايلا ليست هنا، لقد غادرت "
" غادرت؟ إلى منزلها؟"
سأل بعدم فهم لتنفي هانا و هي توضح له
" لا، بل غادرت الشركة نهائيا.."
" ماذا ؟"
قاطعها صراخه الذي صدر منه بدون أن يستطيع إيقافه حتى لتجفل هانا فاتحة عيناها بخوف لتضيف بتوتر و خوف
" لقد استقالت قبل يومين و غادرت "
" لماذا؟ هل هناك سبب؟"
" أخبرتني بأنها ستتزوج لذلك غادرت لتعود إلى بلدها "
تتزوج، سقطت الكلمة على قلب كلارك كسهم اخترق داخله بقوة. لم يكن يجب أن يحزن أو يتألم و لكنه فعل، زواج كايلا كان آخر شيء يفكر به.
هي كغيرها من الناس، الجميع يخون، الجميع يغدر كان يظنها غير الباقي و لكنها أثبت له العكس. كان يقي نفسه بالابتعاد عن الجميع و لم يحسب حساب تعلقه بكايلا بمدة قصيرة، و ها هي أيضا تظهر على حقيقتها.
كايلا سانتوس غدرت به كما فعل جميع الأشخاص بحياته.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro