2_فيرونيكا ويلسون
مرحبا للجميع 💞
كيف حالكم ...اشكر كل من دعم الحزء الأول واخبركم أنني حتما سأكون عند حسن ظنكم👑
استمتعوا ...احبكم💞
______________________________________
في اليوم الذي يليه غادر حيدر العراق بعد دراسة جد دقيقة مع الشريف حسين لما سيفعله
كان مشغولا بالتفكير بمحبوبته التي اتجهت إلى القاهرة في الصباح الباكر
سيشتاق إليها حتما ...إنما سيبقى على تواصل معها من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية
دخلوا الحدود البريطانية ليكونوا على اراضيها
نظر حيدر في الارجاء ليجد رجلا يبدو في بداية ستيناته يتقدم نحوه
" أنتَ حيدر جلال الدين " تحدث الرجل ليومئ له حيدر ببرود
" أنا هو آرنولد ويلسون ...احببت أن أستقبل السفير العراقي بنفسي" بادر حيدر بالمصافحة حالما علم انه السيد ويلسون
" شكرا جزيلا سيد ويلسون تشرفت بمعرفتكَ" عبر عن سعادته
" بالتاكيد لن نكمل حديثنا هنا تفضل معي ايها الشاب" صرح آرنولد ليلحق به حيدر
وصلا منزل السيد ويلسون ليجلسوا على الأثاث الفخم بينما يتحدثون مع شرب الشاي الانجليزي
" عرفت من لورانس انكَ نصف بريطاني ...وأنكَ تمتلكُ معلومات جد مهمة للمملكة المتحدة لتحكم سيطرتها على بلاد الرافدين ودحر الدولة العثمانية" قال لينظر له حيدر بتمعن
" بالطبع بريطانيا هي وطني الأول ومنحتني كل شيء وسيكون من دواعي سروري أن اقدم لكم المعلومات اللازمة لاستعمار العراق" نظر له آرنولد بحدة
" كلمة استعمار ثقيلة جدا في الوقت الحالي" عبر عن انزعاجه الشديد
فمع انه مع السيطرة الكاملة لبريطانيا على العراق إلا ان المستعمرين يسفكون الدماء دائما
وهو بالتأكيد لا يريد هذا ، يريد ان يحكم قبضته على العلاقات الاقتصادية بين الدولتين
خصوصا بعدما تم اكتشاف النفط
سيعقد صفقة مع الشعب وهي تحريرهم من الدولة العثمانية والسيطرة على النفط مقابل ارواحهم
هذا النفط قادر على صنع المستحيل ...لان الباحثين صرحوا بأنه سيكون عنصر الحياة والتطور التكنولوجي
سيجعل هذا النفط بريطانيا تجلس على عرش العالم
"أعذرني إنما مخططاتكَ هي استعمار بحد ذاته ...وإن لم يكن فماذا تسميه" ضحك حيدر بسخرية
اعجب آرنولد بصراحته رغم وقاحته
نظراته حادة ...كانت نظرات شخص واعٍ وكلامه كلام رجل حقيقي
" كما قلت هذه هي امكر خطة ستمكننا من احتلا الأراضي العراقية في وقت قياسي" كان يشير الى الخريطة ويشرح مميزات الرقعة الجغرافية
" الفاو ...انها رقعة ممتازة لدخول الجيش كما ان موقع العراق بين الهند واوروبا سيسهل دخول عناصر الجيش الليفي" تحدث لينظر له حيدر باستغراب
" استخاطر بكل الجيش؟" استغرب
" بالطبع لا لست ساذجاً ...الجيش الليفي مكون ثلثيه من الهنود والثلث الاخر بريطانيين" كان حيدر مندهشا لوضاعة هذا الرجل
هو سيلقي بالهنود الذين اجبروهم قسرا على القتال ان يكونوا في الصفوف الامامية ليحتمي بهم العناصر البريطانية الجبانة
" ايقاتل الهنود معكم بالرضا" تحدث ليضحك آرنولد بقوة
" يا فتى لا احد يريد الموت المحتم" تحدث بين ضحكاته
ومع كل كلمة يزداد احتقار حيدر لهذا الصعلوك عديم الرحمة
كيف لبشر ان يكون بهذه القسوة
وبينما ينغمسان في السياسة والتخطيط أتى ذلك الصوت ناعما خلفكم
" أبي ...لقد عدت" التفت حيدر لينظر لتلك الفتاة الشقراء التي تبدو في العشرين من عمرها
كانت خارقة الجمال مع عينان زرقاوان وقوام ممشوق وبشرة خمرية
اشاح بوجهه عنها ...أنه فعليا ليس وقت النظر الى النساء
تقدمت لتحتضن والدها الذي بادلها بحفاوة
" سيد حيدر هذه ابنتي فيرونيكا ...فيرونيكا هذا حيدر السفير العراقي " لاحظ نظراتها التي تبدو عليها الاستغراب
فهي لم تلتقي قبلا بكثير من الشباب سمر البشرة خارقي الوسامة
" تشرفت بمعرفتكِ آنسة ويلسون" قال مسرعا لتصافحه
انزعجت بعض الشيء عندما لاحظت انه يتحاشى النظر إليها
فهي معتادة على جذب الانتباه في اي مكان يكون فيه رجال لجمالها الأخاذ
كانت تبدو كايقونة
عندما لاحظت كون جذب انتباهه شيء شبه مستحيل بقيت تنظر بجرأة الى عظلات يده التي يعيقها القميص
كان شيئا مميزا بالنسبة لناظريها كونه شاهق الطول ولديه لحية خفيفة تزين محياه
فالشباب هنا نادرا ما تجدهم بهذا المظهر الرجولي
وخلال زيارات والدها والزيارات اليه حتى لاحظت مدى وسامة العديد من الشباب الشرقيين
خصوصا عند سن الثلاثين الذي يفقد فيها الشاب البريطاني في الغالب وسامته
" استأذن بالذهاب ...أنا تعب جدا " فاض كيله عندما تخطت حدودها بنهش تعاليمه بوقاحة
" إلى اين ...انتَ ضيفي ستبقى في منزلي الى ان نتم مهمتنا وننهي دراساتنا ...حتى اني أمرت العاملات ان يجهزوا لكَ غرفة" عارض آرنولد بشدة ليبصر ابنته الوقحة شبه فرحة
" لكنني فعلا امتلكُ منزلاً هنا في المملكة اشكركَ كثيرا إنما..." قاطعه آرنولد
" بلا لكن او إنما ستبقى يعني ستبقى ...ايها العامل ارجوكَ خذ حقائب السيد حيدر إلى غرفته ،تصرف وكانكَ في منزلكَ بني " صرح ليزفر حيدر بضيق
ما اللعنة التي حلت عليه هذه الشقراء مزعجة
ومن نظراتها علم انها قليلة حياء ايضا
ليكن الله في عونه عسى ان يتخلص منها باسرع وقت ممكن
___________________________________
مع مغادرة سلمى بغداد كانت سعيدة جدا كون حيدر قد ودعها البارحة
ترخي راسها على الشباك لتشرد متذكرة كلامه الغزلي الجميل ...انه فعلا مجنون
تذكر بوضوح زجرها ورفضها له في بادئ الامر
إلا أنه أصر على الارتباط بها وإثبات انه ليس غريبا بالمرة
سرق قلبها كرجل حقيقي ذو كلام ثابت
يحترمه الرجال وتتمناه النساء
كان هذا بالتاكيد حيدر جلال الدين الخاص بها
لا تزال تتذكر كلام الفتيات وكيف انه قال للجميع انه يحبها
كن يشتغلن من الغيرة ويهمسن دائما " هل هذه من أسرت قلب حيدر باشا ...ليست بذلك الجمال"
كلما تتذكر ابتسامتها المنتصرة بوجهه كلما رفضته تضحك بخجل
كونه رغم كل ذلك ظل ينظر لها بحب
بعد الكثير والكثير من الوقت والاحاديث الشيقة مع نفسها لعدة ايام
وصلت سلمى القاهرة وقد بدت منفتحة اكثر من بغداد
نساؤها جميلات ورجالها محترمون
انها مصر حقا
نزلت مع ألم شديد يتخلل ظهرها لتنقل الحقائب الى فندق الجامعة
مع بعض الفتيات كان الامر سهلا بعض الشيء
التقطت الفتيات اوراق التسجيل والتصريح الدراسي لدفعتهم للدراسة في القاهرة
اتجهوا لإدارة الجامعة بهمة
كان كل شيء بالنسبة لسلمى كالحلم الجميل
فهذا المكان سيروي عطشها الفيزيائي خصوصا والعلمي على حد سواء
بعد ختم تصريحاتهم وتسجيلهم في فندق الجامعة وشرح الشروط اللازمة والمسموح به
خرجن سعيدات بكل شيء
كانت سلمى تتجول في الممرات وتتفحصكل شيء بعناية غير مصدقة
لترتطم بجسد صلب كاد يوقعها ارضا
تعثرت قليلا إنما لم تسقط ... لترفع عينيها على شاب يبدو اجنبيا بعض الشيء
كان شعره اشقرا وعيناه زرقاء وقد تيقنت انه ليس عربيا حتى
" انا آسفة سيدي ...لم اقصد حقا انا جديدة في المكان و..." كانت متوترة جدا ليقاطعها
" لا عليكِ لا بأس أنا من لم يكن منتبها " لاحظ توترها الشديد ليغير الموضوع
" بالمناسبة أنا ايضا جديد ...ادعى هيكتور ويلسون وساكون مدرسا للغة الانجليزية لدفعة هذه السنة" مد يده للمصافحة إلا انها تجنبته
كان محرجا للغاية من تصرفها
" اهلا سيدي انا ادعى سلمى آدم الدين ...وانا من ضمن الدفعة العراقية الوافدة للدراسة هنا" تحدثت بتوتر لكنها اصطنعت الشجاعة
" لا داعي لمناداتي بسيدي فأنا تخرجت قبل سنوات قليلة فحسب وجئت من بريطانيا للتدريس " تلعثم بتوتر
" حسنا حسنا تشرفنا يا هيكتور ...استأذن بالذهاب أراكَ لاحقا " همت بالمغادة لينظر لها تبتعد
" رؤيتي لهذه الحسناوات يبرز بوضوع ابداع الخالق ...يا إلهي هل لدى العراق هذا الكعك كله" همس لنفسه بشرود
نعم انه هيكتور آرنولد ويلسون
إبن آرنولد وشقيق فيرونيكا
على عكس شقيقته الصغرى كان هيكتور يبرز جل اهتمامه بالعلوم والدراسة ويحث الناس ايضا عليها
وتندما سمع بشحة مدرسي اللغة الانجليزية في القاهرة تطوع هو للتدريس
كان شديد الإهتمام بالأدب والشعر العربي وحتى الخط والكتابة فبدأ بتعلمها في سن العشرين
الى أن اتقنها وعاصر الشرقيين
توجه هيكتور مثله مثل الجميع إلى غرفته لأخذ قسط من الراحة
فغدا هي بداية العام الدراسي
وعلى هيكتور ان يثبت جدارته في التدريس واتقانه للغتين العربية والانجليزية
بعدها سيتمكن من محاصرة إيرادات والده واثبات انه مخطئ عندما نعته بعديم الطموح
فقط لانه رفض ان يكون عسكريا يحتل الدول تحت اسم التحرر
عندما تنقل في الشرق أدرك هيكتور كم انهم لا يحتاجون أحدا ليتطوروا
فهم يملكون العلم وهو اقوى سلاح بنظره
*
*
*
*
في مكان آخر في الجامعة حيث سلمى وتفكيرها في حيدر وقراءة رسائله مرارا وتكرارا لاعادة ذكريات هذه الرسائل
كانت تشعر بالملل فتارة تشرب القهوة وتارة تتعرف على فتيات اخريات من الدفعة
الى ان استسلمت للنوم بعد الكثير من المناقشات في رأسها
_________________________________
" من حيدر الى الشريف حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فإني قد اختتمت مع المندوب السامي البريطاني آرنولد ويلسون خطة استعمار العراق بدءا من البصرة الفيحاء وتحديدا الفاو
فإنه سيرسل جيشا لاحتلالها عبر اسطول سيرسوا في الخليج
آمل من جنابكَ عدم إثارة الرأي العام حتى لا نثير شكوك الاعداء
اكتفي بإثارة الوازع الديني عند عشائر الجنوب وسيكون هذا مثاليا لتتداركَ الدولة العثمانية الأمر
عندها نضرب عصفورين بحجر واحد من خلال اتهام الدولة بالتقصير والتحالف مع البريطانيين الذين سنتهمهم ايضا بمحاولة الاستعمار وإدخال الفجر والفسوق الى الوطن ...في أمان الله "
كتب حيدر هذا بحقد شديد ليغلق الرسالة ويتجه الى إيريك
هذا الشاب هو من دفع إليه حيدر ليبيع ضميره ويكون الواصل بينه وبين الشريف من خلال ايصالها للبريد
المصيبة انه يعمل لدى السيد ويلسون منذ وقت طويل وقد غدر به
اي نوع من البشر هؤلاء
وبعد يوم طويل أتاح لنفسه القليل من الراحة ليفتح ازرار قميصه بإهمال
ارخى جسده على السرير وفي باله مئة فكرة وفكرة بسبب التوتر الذي يعيش به
في هذه الحالة سيكون حيدر مستعدا للموت في اي وقت فهو في خطر محدق
إن اكتشف آرنولد هذا يوما فقد لا يتوانى في اطلاق رصاصة تخترق راسه
وهو أيضا لن يتوانى في قتله إن علم ...هذا ما يتطلبه الاستقلال والحصول على الحرية
حتى لو اضطر لتلويث يديه
كاد يغلق عينيه لولا ضغط احدهم على مفبض الباب
كانت تلكَ الشقراء المزعجة
" مرحبا" قالت بنعومة
" هناكَ قاعدة تنص على طرق الباب قبل الدخول "نظر لها بحدة
كان متعباً جدا
"فكرت في التعرف عليكَ فحسب ...لم تتسنى لنا الفرصة ايها الضيف " قالت بببساطة لتتطاير نظات الاستحقار من عينيه
يراها وقحة فحسب
" ليس الآن انا متعب اذهبي ولا تدخي مرة أخرى دون طرق الباب ايتها الصغيرة" كانت تنظر له يغلق ازرار قميصه لتغطيه عضلات بطنه المسطح
غضبت كثيرا لانه نعتها بالصغيرة
" وكم عمركَ لتناديني بالصغيرة " قال بغضب
" اذهبي وإلا اخبرتُ والدكِ يا صغيرتي الوقحة" زجر بها لتقترب منه بنظرات سخط
" وماذا اتوقع من شرقي متحجر العقل مثلكَ بالطبع هذا الكلام الجاف الذي تحاورون به جميع نسائكم المسكينات" صرحت بغضب واقفة
نظر لها بشبح ابتسامة شفقة على حالها
نهض بطوله الشاهق لتبدو صغيرة جدا بقربه
" حسنا هل هذا ما تريده الآنسة الغربية من الرجل الشرقي " تحسس وجهها بنعومة ساخرا
" لنرى الآن ...قصيرة جدا" قالها وهو يدور حولها متفحصا كل جزء من جسدها
" بياض شاحب ...غير جذاب" اردف باستعلاء مستمر بتفحصها
" شفتان رقيقتان لا يصلحان للتقبيل ...آسف لستِ من نوعي اخرجي الآن" اختتم كلامه بقساوة ويو يرمي بجسده على السرير بينما تراقبه هي بغل
كانت تنظر بكراهية ...لم تكن تريد هذا
لقد فهمها بشكل خاطئ تماما ،لم عليه قول هذا الكلام الجارح
" اللعنة لا تنظري إلي أنا أشفق عليكِ ...اتقارنين نفسكِ حتى بجمال فتاتي " اغمض عيناه بعدما غرز هذه الكلمات الجارحة في صدرها
" ساريكَ ماذا ستفعل بكَ هذه البشعة ...لن يطول الأمر حتى اجدكَ تتوسل الصفح عن هذه الكلمات" خرجت غاضبة لتصفق الباب خلفها
ابتسم بتعب مشيحا بنظره عنها
" كنت اعرف ان هذه الفتاة مشكلة " همس ليغط بالنوم بعد وقت قصير
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro