(2)
بقلم نهال عبد الواحد
أخذ نفساً عميقاً ثم قال : وده ميعاد قرار مهم..... قررت إن شاء الله بعد أسبوع من إنهاردة وبالتحديد يوم واحد وتلاتين ديسمبر وأول يوم في السنة الجديدة ، كله هيكنسل مواعيده و دروسه.
فصاحت سلمى الإبنة : وااااو هنحتفل بالكريسماس...
فقاطعها سليم في حزم : إسمها السنة الجديدة ، وأصلا أنا عامل مفاجأة لسلمتي حبيبتي ، اللي هي مامتكم.
فأمسك بيدها و قبّلها وظل ممسكاً بها وأكمل : الست اللي حبتني بكل كيانها وإدتني عمرها كله و حياتها و وقتها وقلبها ، اللي وقفت جنبي في أسوأ وأصعب ظروفي واللي كان هينتهي فيها حاجة إسمها عبدالسلام الحسيني وقت ما كانش معايا إدتني كل ما تملك وكانت سبب مباشر في كل اللي وصلتله ، جبتكم للدنيا وشايلة همكم من أكتر من تلاتاشر سنة ولسه بتشيل ، من حقك يا سلمى في شوية راحة من الضغوط ، شوية تغيير ، ناخد فاصل صغير ونرجع نواصل تاني.
فضغطت بيدها على يده الممسك بها واحتلت ملامحها أجمل إبتسامة ؛ هكذا هو حريص دائماً على شكرها و الثناء عليها بأجمل الكلمات أمام أبناءه ، فحتى إن كان غير موجود بشكل دائم فليتوّج هذا الكيان الموجود وينصبه على عرش هذا البيت ويدعّمها بل تستحق أن تكون سلطانة حياته المتوجة على عرش قلبه.
الجميع يعلم وضعها و مكانتها ودائماً يؤكد عليها ويذكّرهم ولا يقبل أي شيء يضايقها أو يكدر صفوها .
إبتسمت له بعشق قائلة : مااتحرمش منك أبدا ، بس أول مرة تقول على مفاجأة ناوي تعملها.
فقهقه بمليء صوته قائلاً : بس أنا ما قولتش حاجة ، واللي قولته على أد كنسلة المواعيد وبس .
ثم تابع بجدية مجدداً : طبعاً زي ما قولت ، المفاجأة تخص ماما ، لكن ممكن تنولوا من الحب جانب بشرط مذاكرة من نار طول الأسبوع والأهم دور كل واحد ف البيت والأهم برضو إحترامكم لبعض ومش هسمح مرة تانية وبكرر إنكم تطاولوا على بعض حتى لو بحجة الهزار ، لأن ده طبعاً مجرد سخافة !
فتسآلت رقية : يعني يا بابي هتسيبونا لوحدنا وتتفسحوا ؟!
فنظر سليم لسلمى وغمز لها بطرف عينه ، ثم إلتفت لإبنته مجيباً : أولاً دي مش أول مرة ، ياما خرجنا لوحدنا وسبناكم ، دي حياتنا الشخصية و تخصنا لوحدنا ومن حقنا في مساحة خصوصية .
فتسآل سليم الإبن :طب نكنسل الدروس ليه بأه ؟!
فأجاب الأب : عشان ممنوع دخول أغراب وإحنا مش ف البيت يا خفيف.
ثم تابع بلطف : لكن ممكن أكافيء الشخص المنضبط ويجي معانا يغير جو ويفصل شوية عن جو المذاكرة.
فأردف يحيى : تمام يا سليم باشا.
فتابع سليم : إحنا هنقضي حوالي أربعة وعشرين ساعة بس ، يعني اللي هيجي يحط غيار على أد الأربعة و عشرين ساعة ، بلاش ألاقي الدولاب كله ، هه.... الكلام للبنات و أمهم...
فضحكت سلمى و إبنتيها ثم قالت : ما ببآش عايزة أغسل هناك ولازم كل يوم نظهر بطقم مختلف ، دي أسرة عبد السلام الحسيني مش أي حد.
فأجاب ضاحكاً : كل يوم ، مش كل ساعة....
فضحك الجميع فتسآلت سلمى الإبنة : يعني يا بابي خلال الأربعة وعشرين ساعة دول ، نجهز حاجة سواريه ومايوهات ؟!
- ممكن مايوهات وتاخدوا البرنس الجاكيت ، لكن ليه سواريه ؟!
فأجابت : يا بابي مش ليلة راس السنة !
- آااااااااااااه ! لا لا طبعاً ، إحنا مش بتوع سهرات ولا إحتفالات ، ولا من أنصار الخروج والتواجد في أماكن عامة في أي مناسبات أو أعياد أياً كان نوعها.
فتسآل سليم الإبن : أمال إحنا رايحين فين ؟ ده أي أوتيل هيكون في سهرات وإحتفال براس السنة !
فأجاب الأب : والله ! ماانا عارف ياابو العرّيف ، وبيبقوا لامين أشكال مايعلم بيها إلا ربنا.
فقال يحيي بإبتسامة : يا بني إفهم بيقولك المفاجأة في الأصل لماما ، يعني عمر ما هيكون مكان م اللي ف بالك ، لازم تكون مفاجأة بكل المقاييس.
فغمز له أبوه قائلاً : إبن أبوك..
فتسآلت سلمى : يعني المكان ده فول بورد ولا....
فأجابها : للأسف ولا .
فإبتسمت تتسآل مجدداً : وليه للأسف ؟!
فأمسك بيدها من جديد قائلاً : عشان المفروض مااتعبكيش ، بس إطمني مجهز برنامج كشافة هايل والكل هيساعدك.
فصاح سليم الإبن : كشافة ؟!! إيه يا حاج هنخيّم ف الصحرا ولا إيه ؟!
فإبتسم سليم باستفزاز : مش هريحك ، وبدل ما تسأل ما تنساش الشرط وشوف نفسك هتيجي ولا لأ أصلاً.
ثم نظر للجميع و رفع سبابتها قائلاً : وطبعاً السيئة تخص ، يعني اللي هيغلط هيتعاقب لوحده ، أكيد إنتم كبار وفاهمين.
فوقفت سلمى قائلة : تحب أصحيك الساعة كام.
فأجاب : لا لا ، مفيش وقت .
فتأففت قائلة : يعني جيت بدري وضيعت وقتك مع العيال....
فقاطعها : لا طبعاً ، ده هو ده الوقت المستغل ، ممكن تلحقيني بواحد قهوة قبل ماانزل يا قمر إنتِ.
ثم إلتفت لباقي أبناءه الذين يتابعون بتسلية فضحكوا جميعاً ، فإبتسم وقال : مش خلصتوا أكل ما تتفضلوا.
فأجاب سليم الإبن : مايصحش يا حاج ، إنتم الأول.
فرفع سليم حاجبه قائلاً : هو أنا هخاف منكم يعني ؟!
فقبل وجنتي زوجته وسار متجهاً للحمام وهو يقول : القهوة بسرعة...
كان لازال وجه سلمى مبتسماً ثم إلتفتت لأبناءها قائلة : اتفضلوا يلا كل واحد يشيل طبقه وعل مطبخ.
فجمعت بعض الأطباق و إتجهت نحو المطبخ ، فغمزت رقية أختها قائلة وهي تجمع الأطباق : والله بابي ده سكر.
فتسآلت سلمى : تفتكري تكون المفاجأة دي شكلها إيه ؟!
فأجاب يحيى : طب ما ننفذ الشرط ونروح نشوف بعنينا.
فقال سليم الإبن متأففاً وهو يجمع الأطباق : المهم إننا اتدبسنا ف شيل الأطباق.
جمع الجميع الأطباق و وضعها في المطبخ و نظفوا المائدة ثم اتجهوا لحجراتهم ، بينما سلمى صنعت القهوة و دلفت بها لغرفة النوم ، وكان سليم يغلق أزرار قميصه فوضعت القهوة جانباً ثم وقفت أمامه تغلقها له.
فأمسك بيديها وقبلهما معاً وقال : لمساتك الحلوة في حياتنا دي هي اللي بتديها طعم.
فتنهدت قائلة : بس إنت أساس الطعم يا حبي .
فرفع حاجبيه بإعجاب ، ثم أمسك بفنجان قهوته يشربه وأغمض عينيه يتذوقها بإنسجام فانفجرت ضحكتها بعذوبية ، فضحك على إثرها وقال مازحاً: مش أحسن كده بدل صوت الزعييء اللي مسمّع الحي كله.
فأجابت بغيظ: برضو!
فضحك مجدداً وضمها بقوة ، ثم أمسك وجهها بكف يده وطبع قبلة قوية على خدها بفكاهة ذات صوتٍ عالٍ ! وصاح بمزاح : بحب حبيبي يا ناس.
ثم استكمل ملابسه وصفف شعره ولحيته ونثر عطره و عانق زوجته وانصرف...
مر الأسبوع والجميع منضبط منفذين شرط والدهم دون أي جدال ، بينما أعدت سلمى ما سيحتاجونه من أطعمة و سبل للحياة لمدة يوم واحد كما أخبرها زوجها...
Noonazad 💕❤💕
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro