Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(1)

بقلم نهال عبد الواحد

- إنت يا بني آدم قوم شوف اللي وراك ، وإنتِ يا هانم خشي ذاكري ، وإنتو بطلوا خناااااق ، إيه المورستان ده ! وإيه البيت اللي زي الزريبة ده !!

هكذا تصيح سلمى ، كلمات أي أم مصرية ! وهي تركض من حجرة لأخرى ، وتجمع من هنا قصاصات ورق ومن هناك دفاتر ملقاة بإهمال ، وقد تزامن ذلك مع فتح باب الشقة....

صوت مفاتيح تحفظه وإيقاع خطوات تعشقها ورائحة عطر أدمنتها منذ عمرٍ آخر.... منذ أعوام وسنوات طويلة ، تعلّقت بذلك العطر قبل أن تعرف صاحبه... قرابة ثلاثين عاماً !

وقف سليم يعبث بسلسلة مفاتيحه حول إصبعه وهو رافعاً حاجبيه ويده الأخرى بداخل جيب سترته ، فإلتفتت إليه سلمى فاقتربت منه كعادتهما يتعانقا ؛ فساعات العمل خارج البيت قد ألهبت حرائق شوقه.

وبعد ذلك العناق ، قبّل جبهتها بعمق ثم رفع حاجبيه بعبث وقال بمزاحٍ ساخر : في واحد في أول الشارع وقفني بالعربية وسألني ، هي المدام صوتها مش واصله إنهاردة ليه ؟!

فاغتاظت سلمى ولكزته في كتفه قائلة : والله ! بتعيب كمان ؟!

وجذبت يديها بسرعة لتبتعد فأمسكهما معاً وثبتها حتى لا تتحرك وهو يقهقه ضاحكاً : إهدي يا هبلة وبطلي شعننة بأه.

- بتتريق عليّ يا سليم ! دي أخرتها !
طلعت زي باقي الرجالة !

- ماهو أنا راجل ، مش باين ولا إيه ؟!

فزفرت مغتاظة ، فتسآل بهدوء : طب فهميني ، في إيه ؟ يا حبيبتي أنا خايف عليكِ ، إنت طول الوقت مشدودة وكل حاجة على أعصابك كده !

- الإمتحانات عل الأبواب ومش بيذاكروا وآجي أسأل ألاقي إستهبال ، مخليين البيت زي الزريبة كل واحد رامي حاجته في ناحية زي ماانت شايف ، والبيت مش باين عليه نضافة ، غير خناقهم ليل ونهار مع بعض ، أنا تعبت بجد يا سليم ومش مستحملة.

فربت عليها بهدوء ثم جلس على أقرب كرسي وجذبها وأجلسها على قدمه ومسّد على ظهرها بلطف ، وأمسك بكفها وقبّل باطنه ، ثم أهدر بهدوء : حبيبتي ، ممكن بالراحة ، كل حاجة بالراحة ، عارف والله إن كل حاجة عليكِ ،وإني سايبك ومشغول في شغلي ، بس بحاول أتابع من بعيد.

- يا حبيبي عارفة الله يعينك ! ومش عايزة أتعبك زيادة بمشاكلهم ، بس تعبت.

- لا إتعبيني يا سلمى ، أنا أبوهم يعني مشارك في المسئولية زيّ زيك ، دوري مش أخلفهم وبس وأرميلك شوية فلوس ، وشغلي ده حاجة أساسية وطبيعية ؛ العادي إني أشتغل وأصرف عليكِ وعلى البيت كله.

ثم قال : فين شغلك إنتِ بأه يا هانم ؟! مش عندك دفليه الشهر الجاي ؟!!

فأومأت برأسها أن نعم مجيبة: مش ملاحقة يا سليم ، هعمل إيه وأنزل أتابع إمتى ؟! أنا يادوب رسمت التصميمات بطلوع الروح....

فقاطعها : ده إنتِ يا سلمى ، شغلك وكيانك اللي لازم تفضلي محافظة عليه وما تفرطيش فيه ، سلمى بصيلي كده.

قالها وهو يدير إليه وجهها بطرف إصبعه ، ثم تابع : أولاً الولاد كبروا ، اتفطموا من زمان يعني ، كل واحد يعرف يعتمد على نفسه كويس ، شغل البيت أم علي موجودة .

- يا سليم ، أم علي كبرت و صحتها ما تصدش عل هلكة البيت دي !

- طب إهدي حبيبتي عشان خاطري ، صحتك يا قلبي إحنا من غيرك ولا نسوى والله !

ثم أسند برأسه على حجرها وتنهد قائلاً : سلمى ، إنتِ بأيتي أمي بعد أمي الله يرحمها ! إنتِ كل حاجة ف حياتي ، أمي وحبيبتي وصحبتي وبنتي اللي مجنناني ، و بزعل أوي لما بشوفك متعصبة كده .

ثم رفع رأسه قبل أن تهمّ بنطق كلمة متابعاً بإبتسامة : ششششششششششش ! إهدي و هتصرف... يا ترى الغدا جاهز ؟!

- لسه شوية ، إنت جيت بدري إنهاردة.

- أنزل تاني يعني ؟!!

- لا طبعاً ، خش إتمدد شوية لحد ما اخلص.

- أمال فين اللي بتزعقيلهم دول ؟!

- إتخفوا ف أوضهم ، عايزين كل علقة و علقة وبالذات الزفت سليم.

- الزفت سليم ؟!!!

فوضعت يدها على فمها بحرج ، ثم قالت : مش قصدي والله ! ده الواد إبنك.

- وإنتِ مرات أبوه ؟!

فضحكت قائلة :طب خلاص ، خش ارتاح دلوقتي عبال ما اخلص.

فتنهد وتركها متجهاً لحجرة النوم بينما أسرعت هي نحو المطبخ تكمل طبخ الغداء ، فقد تأخرت اليوم بحق !

وبينما تقف تقطع خضروات السلطة اقتحمها كعادته بذراعيه تطوقا خصرها يلصقها بصدره ويهبط مقبلاً عنقها وإحدى وجنتيها فتبتسم وهي تستند بظهرها على صدره كما إعتادت وتستمتع بأنفاسه الدافئة تلفح عنقها .

ثم يمد يده يلتقط بأصابعه قطع من الفلفل الملون أو قطع من الخيار ويتناولها ، فتضحك قائلة : وبعدين في القطة اللي هنا دي !

فيجيبها ضاحكاً : عمرك شوفتي قطة بتخطف سلطة ؟! القطة بتخطف حتة لحمة ، سمكة....

فصدع صوتها بضحكاتها العذبة فقبّل وجنتها وسند عليها بلحيته يمسد بها على خدها الرقيق ، وقال بتنهيدة : قلبي يا ناس على ضحكته الحلوة ، ربنا يديمها يا حبيبي !

ثم تسآل : هو إمتحان الولاد إمتى ؟!

فأجابت : سلمى وسليم يوم خمستاشر و رقية يحيى يوم تسعة.

فهمهم : إمممممممم !

- بتفكر في إيه ؟!

- بفكر فيكي طبعاً..
وضحك.

- عليّ برضو ؟!

- سبيها في وقتها يا قلبي.

ثم تابع : المهم أرجوكي ركزي في شغل الدفليه، سلمى يهمني نجاحك إنتِ ، بفرح لما ألاقي إسمك بيكبر ، مش عايزك تحبسي نفسك فينا وبس.

- حاضر يا حبيبي ، ياريت كل راجل يشجع مراته كده و يقف جنبها وما يبآش أناني يعوزها لنفسه و ولاده وخلاص.

وفجأة صدع صوت هاتفها فأردفت : شوف مين كده ؟!

فأمسك سليم بهاتفها وقرأ : مامي رغد...

فتأففت : أووووووووووووف ! إقفل الصوت واقفل التليفون ، دي ست لكاكة وأنا مش فايقالها ، شكاوي شكاوي شكاوي ، من ولادها ، من زمايل الولاد ف الكلاس والمدرسة ، من المدرسين ، من جوزها ، حاجة فراغ ! أستغفر الله العظيم !

- وهي تقول جوزها وإنتِ تقولي جوزك !

- فشر ، هو في زيك إتنين ياقلبي ، عايزة أقولك بسيبها تكلم نفسها ، بحط التليفون لحد ما تخلص لك وأول مااسمعها بتقول ألو كام مرة أعرف إنها خلصت ، يا عم دي عالم فاضية لا عندي ودن ولا خُلق ولا دماغ لكل ده ، وبعدين مامتي الله يرحمها نصحتي نصيحة بعمل بيها لحد إنهاردة ، قالتلي جوزك مفيش زيه إوعي ف يوم تتكلمي عنه أدام أي واحدة ، وإوعي تسمعي كلام الحريم.

- الله يرحمها ! حبيتها ولسه بحبها ، كانت زي الملاك عمر لسانها ما قال غير الحكم والكلام المفيد وبس.

- طب يلا عشان الغدا جاهز.

وضعت سلمى الغداء على طاولة السفرة ، ثم نادت على أبناءها الأربعة سليم ، سلمى ، رقية ، يحيى .

كان سليم الأب يجلس عند رأس الطاولة وسلمى الأم بجانبه والجميع يقترب فيسلم على أبيه ويجلس مكانه اليومي ، ثم بدؤا جميعاً الطعام في صمتٍ لا يُسمع إلا أصوات الملاعق والشوك تعبث بالأطباق .

لكن فجأة صاح سليم الإبن : هي شوربة العدس دي كل يوم  ؟!

فأجاب يحيى وهو يتناولها بإنسجام : دي لذيذة أوي ، خدها واتدفا.

فتكمل رقية: على فكرة في حاجات تانية ممكن تاكل منها.

فنظرت أمها لسلمى إبنتها قائلة : ما نفسكيش تقولي حاجة إنتِ كمان ؟!!

فأومأت سلمى الإبنة برأسها أن لا وعلى وجهها إبتسامة عريضة .

فصاح سليم بجدية : الأكل عليه أدب ولو ماما عملت تراب تسفوه من سكات.... فاهمييييين ؟!

فصارت أعينهم جميعاً بداخل أطباقهم بينما عينا سليم تتابعاهم في صمت ، ومؤكد أنهم يشعرون بتلك المراقبة.

إنتهى سليم من طعامه لكنه ظل مكانه ينتظرهم حتى بدؤا يتلكؤن في طعامهم فعلم أنهم قد إنتهوا ، فأهدر بحب مقبلاً يد زوجته : تسلم إيديكي حبيبتي ، تعبينك معانا كل يوم.

- يا حبيبي تعبك راحة ، هتنام شوية ولا هتنزل على طول.

ثم رفعت عينيها إليه فوجدته ينظر نحو أبناءه فصمتت ، فتسآل : هه ، إيه أخباركم يا ولاد ؟!

فأجابوا معاً بصوتٍ مكتوم : الحمد لله !

- الحمد لله على كل حال ، ماشاء الله ! عندي إتنين إعدادية وإتنين أولى إعدادي ، كبار يعني !

فأكملت سلمى الإبنة: يا بابي مااسمهاش إعدادية ، إسمها....

فقاطعها : إسمها عفريت أزرق ، أياً كان إسمها ، سموها ودلعوها زي ماانتو عايزين ، المهم يكون كل واحد بيعمل شغله تمام وبيقوم باللي وراه.

فأجاب سليم الإبن : كله تمام يا حاج.

فتابع سليم بصرامة : ده أساسي ، لام يكون كله تمام ، ماانا ما بصرفش كل المصاريف دي في مدارس و كورسات ودروس ، وبعد كده مش كله تمام.

ثم قال : من إنهاردة ماما مالهاش دعوة بحد فيكم ، مفيش حاجة إسمها ذاكريلي ، سمعيلي ، ولا عايز أسمع كلمة ذاكرت ؟! ولا خش ذاكر ولا قوم شوف اللي وراك ، بتعرفوا تعتمدوا على نفسكم ، يبقى مع نفسكم ، مش هتذاكروا من نفسكم براحتكم ، بيني وبينكم تقديراتكم و درجاتكم وعلى الله أشوف درجات دون المستوى.

ثم تابع : سلمى دي ، مامتكم يعني ، دي روحي ، حبيبتي ، ما احبهاش تزعل ولا تضايق ولا احب حد يزعلها ولا هقبل بده ، يعني السخافات اللي بتحصل مش مسموح بيها ، مش مكسوفين على دمكم وإنتوا شُحُطة كده وبتتخانقوا ؟!

فأردفت رقية : يا بابي هم اللي بيغلسوا علينا وياخدوا حاجاتنا و يضربونا....

فقاطعها رافعاً صوته : يإيه ؟! يضربوكم ؟! بناتي أنا يضربوا ؟!! إوعى تكون فاكر إنت وهو عشان كبرتوا بآيتوا رجالة البيت ، لا ، ولا ليكم أي حق تمدوا إيدكم على إخواتكم البنات ، ولا ليك حق تزعق وتجعر بصوتك اللي فرحان بيه عشان طلعلك شنب إعدادي المعفن ده ؟!

فأجاب سليم الإبن : ماهم كمان بيغلسوا.

فتابع سليم : عيب أوي المهزلة دي و شغل الأطفال ، إنتو بتكبروا ولا بتصغروا ؟!
لا الصبيان يمدوا إيدهم على البنات ولا البنات تقلل من إخواتها الصبيان ، إنتو كلكم إيد واحدة ، إخوات دم واحد ، قلبكم على بعض ، ده آخر إنذار وتحذير ليكم بعد كده هقلب وإنتو ما جربتوش قلبتي شكلها إيه ؟ ما تطلعوش العربجي اللي جوايا !

فهمست سلمى : هتقولي على قلبتك !

لكن يبدو أن سليم قد سمعها فلكزها بقدمه في ساقها من أسفل الطاولة فنظرت له بطرف عينيها بطريقة جعلته كاد ينفجر ضاحكاً لكنه تماسك حفاظاً على هيبة الموقف.

ثم قال : وبما إنكم كبار ، فكل واحد يشيل مكانه ، جيت من برة علّق هدوم ، حط المتوسخ في باسكت الغسيل ، الطبق اللي جنابك بتاكل فيه دخله المطبخ و نضفه من بواقي الأكل في باسكت الزبالة ، قص الورق و أدواتك لمها ، سريرك سويه ، الفوضى اللي شايفها دي لو اتكررت مش هيحصل كويس ، الكلام للبنات و الصبيان ، مفهووووووم  !

فأجابوا معاً : حاضر يا بابي.

أخذ نفساً عميقاً ثم إبتسم قائلاً : ودلوقتي ده ميعاد قرار مهم................

...................................

Noonazad 💕❤💕

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro