(9)
(بقلم : نهال عبدالواحد)
قامت ندى بإعداد عشاء كما طلب منها يوسف ثم أعدت نفسها وارتدت الفستان،بالرغم من جمالها إلا أنه جمال حزين وفي عينيها شجن كبير.
جاء الضيف بالفعل، جلس مع يوسف يتحدثان في أمور شتى، كانت ندى تسمعهم، رغم أنها تفهم الفرنسية إلا أنها كالمغيبة تسمع، لا تستوعب شيئًا،
أعدت الطعام و مائدة العشاء، طلب منها يوسف أن تقترب لتسلم على الضيف و يُدعى جيمي.
ما أن جاءت وقفت أمامه حتى انتابها شعور غريب كأنها قد شعرت به من قبل! وتلك العيون التي تحدق بها كأنما رأتها من قبل! ولماذا تنجذب نحوها هكذا؟!
لكن لم يطول الأمر كثيرًا فقد تركتهما، جلست تكمل مشاهدة التلفاز لكنها لا تشاهد شيئًا، كل ما تفكر به هاتين العينين!
كان جيمي ينظر نحوها بدقة شديدة رغم جلوسها بعيدًا عنه وقد لاحظ يوسف نظرات جيمي لندى.
بينما ندى جالسة كانت تشعر بثمة عينٍ لازالت تحدق بها فالتفتت فوجدته لازال ينظر إليها، أربكها ذلك بشدة كادت أن تخلع قلبها من مكانه.
تركت ندى المكان، ذهبت للداخل في حجرة النوم رغم كرهها لها إلا أنها اضطرت للمكوث فيها حتى ينصرف ذلك الضيف، الأفضل أن ينصرف معه يوسف أيضًا.
وبعد قليل دخل إليها يوسف، وصاح باعتراض: إيه اللي دخلك هنا والراجل لسه بره؟ إيه مفيش ذوق خالص؟
أجابته بتبلد: لا وانت الصادق مفيش رجولة ولا نخوة.
فلطمها على وجهها لطمة مدوية ثم قال: هو أنا بقولك تعملي إيه! خليكِ ذوق و اتعاملي بلطف مع الراجل.
-وأنا لا هطلع ولا عايزة اقعد معاه ولا أشوفه ولا أشوفك انت كمان.
فلطمها ثانيًا، فصاحت ببكاء: يا أخي ارحمني و اعتقني لوجه الله، أنا تعبت منك، قرفت منك ومن عيشتك.
فلطمها ثالثًا، وكلما تحدثت لطمها حتى تورم وجهها من جديد و امتلأ بكدمات توًا.
كان بمجرد دخول يوسف للحجرة خلف ندى قام جيمي متحركًا في أرجاء المكان، يتلفت، يبحث و يتفحص بعينيه في كل مكان، ما أن اقترب من باب الحجرة حتى سمع حوارهما رغم كونه بالعربية كما سمع صوت اللطم ثم عاد سريعًا وجلس مكانه.
مر بعض الوقت ثم خرج يوسف وحده بعد أن فشلت محاولاته أن يخرج ندى خاصة بعد تورم وجهها بفعل لطماته القوية.
جلس يوسف أو جو مع جيمي ثم غادرا الإثنان معًا، وبعد عدة أيام من تلك الليلة بينما ندى جالسة تشاهد التلفاز وقت الظهيرة جوارها طبق من الفاكهة، فهكذا كان طعامها طوال اليوم تضعه بجوارها وتأكل منه متى شاءت.
وفجأة سمعت صوت مفتاح الباب يُفتح وذلك ليس من عادة يوسف أن يحضر ظهرًا، تمددت وتصنعت النوم وأغمضت عينيها حتى لا تراه.
وبعد قليل فتحت عينيها من جديد فإذا بها تتفاجأ بجيمي ومعه شخص آخر يقفان أمامها ففزعت وهبت من مكانها على الفور وهي تحدث نفسها بصوتٍ مسموع: يا خربيتك يا يوسف وبيت اللي يعرفك باعتلي رجالة يا عرة الرجالة!
ثم وقفت أمامهم وسحبت سكينة من طبق الفاكهة وتحدثت بالفرنسية بتوعد: من يقترب مني سأقتله، هيا اذهبا!
لكن صدمت وصعقت عندما تحدث جيمي بالعربية: اهدِي يا ندى ما تخافيش.
ومن صدمتها سقطت السكينة من يدها ولا تدري إن كان حلم أم حقيقة.
إنه صوت سيف وهذه هي نظرته، تلك النظرة التي حيرتها يوم جاء إلى هنا، ذلك الإحساس هو إحساسها به لكن صورته مختلفة تمامًا، ظلت واجمة فترة من الوقت حتى قطع سيف ذلك الصمت قائلًا بمرارة: آخر مكان اتصور الاقيكِ فيه، و آخر راجل أتوقعك تتجوزيه!
تابعت ندى بصوت متحشرج يعلن عن إقتراب بكاءها: ده طلع نصاب وحابسني هنا وبيذلني و يعذبني، ده كان السبب ف موت بابا وماما بحسرتهم وياريته يكون كدب ف دي.
ثم قالت بندم: أنا عارفة إني كنت السبب ف وجعك و ألمك بس الفيديو ده يوسف هو اللي بعته هو الـ...
فقاطعها سيف بجمود: من فضلك أنا جاي هنا لحاجة معينة وما عنديش وقت أضيعه.
ثم جلس وأخرج الحاسوب الخاص به، كان يجلس مع مساعده يتحدثان بهمس وكان يضغط بسرعة عليه.
كان سيف ومساعده يحاولان اختراق نظام المراقبة الموجود بالشقة و إيقافه طوال تواجدهم ثم تشغيله بعد خروجهما وقد فعلا.
بدءا في التفتيش في كل أجزاء المنزل بدقة وهدوء، حرصًا أن يكون كل شيء في مكانه تمامًا حتى في حجرة النوم بحث في كل مكان حتى في حقائب الملابس الفارغة وأثناء التفتيش في أحدها وجد السلسلة التي قد احضرها لها يومًا ما لها، فنظر إليها نظرة طويلة بألم شديد ثم وضعها في علبة الاكسسوارت الخاصة بندى ثم أعادا كل شيء كما كان.
خرجا من الحجرة وفتحا الحاسوب مرة أخرى للتأكد من ضبط وتوصيل نظام المراقبة عنده ثم التأكد من أن الكاميرات لم تلتقط صورًا لهما وقد تأكد.
كانت ندى جالسة مكانها تبكي في صمت فلم يكن هذا هو سيف الذي تعرفه ألهذا الحد قد كرهها!
انتهى سيف من كل شيء هو و مساعده، هَمّا بالخروج فنادته ندي: سيف! هتساعدني أهرب من هنا!
أجاب بجمود دون أن يلتفت إليها: إسمي جيمي، سلسلتك اللي فيها الساعة إياها ف علبة الإكسيوريز بتاعتك.
ثم فتح الباب وأغلقه خلفه من جديد كما كان وندى كما هي واقفة واجمة لا تصدق أنه هو لكن إحساسها لا يكذب فقد شعرت بجاذبية غربية نحوه منذ أن رأته لأول مرة، تلك النظرة تعرفها جيدًا حتى وإن اختلف شكله وهيئته لكن تعامله اختلف تمامًا.
معه كل الحق لقد وجعته بغبائها ورغم تأكدها من أنه لازال يحبها، لكن ربما تكون هذه هيئته في المهمات فقد قال قبل ذلك أن كل ثانية محسوبة فمؤكد أنه لن يضيع وقته.
لكن لا إنه يتجاهلها، لا يريد النظر إليها على أية حال فالمهم حاليًا هو الهروب من هنا لكن لأين تذهب و لمن؟
لا يهم تعيش هي وطفلتها معًا، ستعمل وتكد حتى تكبّرها، ظلت تفكر وتفكر، تتضارب الأفكار، تتضارب المشاعر دون أن تستقر على أيٍ منها.
أكتر حاجة توجع في لحظة الفراق
حبيبك تلمحه
ودموعه رافضة تطلع و كأنه حالاً فاق
علي إيد بتدبحه
وكأن ده عادي لا وأقل كمان م العادي
و الوقت ف كله ف عمر الواحد راح عل فاضي
وما بين لقي وفراق كأننا في سباق
ده بيبكي هو مفارق وده فارق وماهوش فارق
مين فينا وفي بوعده وما خانش الإتفاق
واتبقي ف مطرحه
طريق مفتوح و باااااااب
وصوت طالع بخوووووف
بيعلق الأسباب علي شماعة الظروف
خلاص مفيش جراح خلاص الوقت فات
معقول في حد مااااااااات هتعرف تجرحه
NoonaAbdElWahed
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro