Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(7)

(بقلم :نهال عبدالواحد)

لم يتحمل الأب الصدمة سقط وتوفى في الحال أما نعمة زوجته أم ندى فقد صُدمت صدمة شديدة وفاة زوجها، ضياع كل شيء، والأهم ضياع ندى بلا رجعة، كيف صدقا و آمنا لذلك المحتال؟!
يا ترى ما مصيرك يا ندى؟!
قد ضاع كل شيء!

كانت الصدمة من شدتها أصابتها بجلطة ومنها بشلل فلم تعد تتحرك أو تنطق، لم تكن معها سوى جارتها وأختها زينب التي ظلت جوارها، أقامت معها تمرضها وترعاها وتفعل كل شيء لها حتى إنها لتحممها وتساعدها في تبديل ملابسها وأدق تفاصيلها مما آلمها ذلك بشدة.

وكل ما يشغل نعمة الآن هو ندى، كيف حالها؟
وماذا فعل بها؟ هل ضاعت للأبد؟
وهما من أضاعوها بثقتهما غير المبررة بذلك اليوسف ولم يدم الأمر طويلًا فما كانت إلا أيامًا قليلة حتى ذهبت نعمة لحيث ذهب زوجها و توفيت في الحال.

وصار لا أب ولا أم و لا أي أهل حتى ولا أموال!

حزنت زينب بشدة على فراقها لصديقتها و أختها، على كل ما فات، وكان الحزن من النصيب الأكبر لندى، فما مصيرها ؟
ولأين ذهبت ندى؟

ازداد قلق زينب فندى لا يُعلم لها عنوان ولا حتى لأي بلد ستستقر، صار مصير ندى بالنسبة لزينب مصيرًا مفزعًا، تمنت كثيرًا عودة سيف ربما يستطيع الوصول لأي شيء رغم أنها لا تعلم حقيقته لكن ذلك هو إحساسها أن سيف هو الحل، هو الأمل الوحيد، لكن من أين تأتي به؟

تزوجت ندى ويوسف، قضيا أحلى شهر عسل، شهرًا كاملًا بين دول أوروبا تتنزه في كل دولة، مرت أجمل الأيام، أيام التدليل و الرقة، أيام تنزهات وترفيه ومغامرات، كانت تسمع أجمل الكلام و أرقه لم تسمع منه يومًا توبيخًا أو حتى كلمة لا يرفض بها على أي شيء.

وانتهى شهر العسل، بالطبع فلكل شيء نهاية، استقر يوسف وندى في شقة في باريس تطل نافذتها على منظرًا بديعًا، وحتى تلك اللحظة ندى أسعد مخلوقة تعيش سعادة لا مثيل لها، سعادة من عالم الحكايات الكلاسيكية.

وبعد إستقرارهما في الشقة بدأ يوسف يخرج لعمله لكنه كان يغلق الباب موصدًا عليها بمجرد خروجه وكان يظل بالخارج طوال اليوم.

بدأ يوسف يتغير، لم يعد يوسف الرقيق الحنون، فهو يخرج ويتركها وحدها يومًا كاملًا بل أحيانًا عدة أيام وهي محبوسة في شقتها، لا هاتف أو كمبيوتر ولا أي وسيلة إتصال فليس لديها سوى حوائط الشقة التي حفظتها تمامًا.

كان يوسف دائمًا يعود مخمورًا يكاد لا يرى أمامه فيسقط نائمًا في أي مكان حتى بنفس هيئته دون أن يبدل ملابسه، ويظل هكذا حتى يستيقظ وحده متى أراد فهي لا تجرؤ على إيقاظه.

بعد أن يستيقظ يبدل ملابسه و يخرج من جديد فلا وجود لندى في حياته فحتى لا يحادثها.

مرت أيام وأسابيع على ذلك الوضع حتى صارت لا تستطيع التحمل فهي مسجونة و دائمًا وحدها.

وذات ليلة كانت جالسة في حجرة الجلوس فذلك المكان فيه جلستها ونومها وكل شيء، فهي لا تدخل غرفة نومها إلا إذا أرادت شيئًا منها، حتى إنها لتبدل ملابسها في الحمام ولا تعلم سر نفورها من تلك الحجرة التي من المفترض أن تكون مكان راحتها وحتى عندما ينام يوسف فيها لا تقربها.

وذات ليلة بينما كانت جالسة بمفردها كالعادة تحدث نفسها حينًا، تندم حينًا أخرى أو تعود بالذكريات إلى سيف، تحن إلى تلك الأيام و ربما قد حنت إليه.

أيام قد أزعجها قلة تنزهها معه كأي حبيبان لكن فلتنظر لحالها الآن فهي محبوسة سجينة مُهمَلة ترى الدنيا من خلف زجاج النافذة وغير مسموح بأكثر من ذلك.

بينما هي جالسة شاردة إذ فُتح باب الشقة كان يوسف كالعادة مخمورًا يتمايل يمينًا و يسارًا يكاد يتعثر ويقع ثم يتمالك نفسه ثم يتمايل ويصطدم بالأشياء مجددًا، لقد اعتادت على ذلك المشهد ولم يعد يفزعها، لكن طفح الكيل.

فصاحت بثورة: أنا تعبت م الحبسة دي، إنت اتجوزتني و حبستني هنا ليه؟ عشان تسجنني بين الحيطان!

أجاب يوسف بلا وعي: عايزة- إيه؟

- ماما وبابا وحشوني أوي ممكن تسمحلي أنزل أجازة وازورهم أغير جو ومش هخرج م البيت.

- لا.

-طب حتى أكلمهم ف التليفون.

- مفيش سفر، مفيش تليفون...

ثم قهقه، تابعت ندي بتوسل: طب حتى اتصل بيهم من تليفونك واكلمهم أدامك، دول زمانهم هيتجننوا عليّ.

- لا لا مش هيتجننوا، مفيش بابا و لا ماما...

وقهقه مجددًا، توسلت إليه بضيق: يا أخي فوق بأه وكلمني.

- ماما وبابا بح...

وقهقه بقوة أفزعتها، فتسآلت بخوف: إنت بتقول إيه؟

- بابا وماما ماتوا، بح، زعلوا يا عيني عشان ختك وخت كل فلوسهم... مساكين... لا مغفليييين...

وتابع قهقهاته، فصاحت بصدمة: إنت بتقول إيه؟! ماتوا! ماتوا إزاي؟!

- ماتوا كده.

قالها وألقى بنفسه على أحد الكراسي وهو يضحك بشدة.

- ما تقوم تكلمني زي ما بكلمك، إنت لوح ما بتحسش ولا إيه؟!

فقام يوسف فجأة نحوها جذبها من شعرها فصرخت وقال محذرًا: هتطولي لسانك عليّ يا قطة ولا إيه؟ هم أغبيا وأبوكي ده أكبر مغفل وبيصدق أي حاجة، واداني كل حاجة وانتِ فوق البيعة، خلي بالك إنتِ ما تعرفيش مين جو، يوسف الأولاني ده تنسيه، انسي اللي مش بيتنيلك كلمة، زي ما نسيتي حبيب القلب اللي كنتِ بتضحكي على عقله.

فافلتت نفسها من بين يديه وهي مصدومة وأهدرت بصدمة: إنت قصدك إيه؟!

ضحك باستهزاء وتابع بتهكم: أنا اللي بعت الفيديو يا أغبية...

- آه يا مجرم ياحقير أنا بكرهك طلقني يا حقير طلقني يا مجرم.

فجذبها من شعرها ثانية ثم دفعها بقوة فسقطت واصطدم رأسها بحافة المنضدة ففقدت الوعي أما هو بعد ما دفعها لم ينظر خلفه بل مضى يترنح حتى وصل إلى سريره، ألقى بجسده عليه وذهب في النوم.

في اليوم التالي بدأ يوسف يستيقظ ببطء ثم نهض،تحمم، أبدل ملابسه وذهب ليخرج كعادته فوجد ندى ملقاه على الأرض تنزف دما، لا يدري مصدر الدم، لا يدري ماذا حدث! فهو لا يذكر أي شئ من ليلة أمس فحملها وذهب بها إلى المشفى وبعد فحص الطبيب لها تبين أنها كانت حاملًا وحدوث النزيف يتطلب إجهاضًا فدخل يوسف للطبيب، تحدث معه منفردًا ثم أخرج من جيبه مبلغًا من المال وأعطاه له.

دخلت ندى غرفة العمليات، أجريت لها العملية، خرجت إلى غرفة، ظل يوسف جالسًا جوارها حتى أفاقت وما أن رأته تذكرت كل شيء فأشاحت بوجهها عنه.

تحدث يوسف بهدوء: حمد الله علي سلامتك! هو إيه اللي حصل أنا مش فاكر أي حاجة!

أهدرت ندى بتعب: طلقني، مش هعيش معاك ولا لحظة واحدة بعد كده، أنا عرفت حقيقتك يامجرم، إنت السبب ف موت بابا وماما، طلقني مش عايزاك.

وقف يوسف ونظر لها واجمًا قليلًا ثم غادر الغرفة،
وفي اليوم التالي جاء يوسف للمشفى، أخذ ندى يعيدها إلى البيت مرة أخرى وهم بالخروج فنادته: استنى عندك، أفتكر إني طلبت منك الطلاق، وبعد اللي حصل لا يمكن أعيش معاك.

أجاب بلامبالاة: أنا كنت شارب و مش فاكر حاجة ولا داري بنفسي لما زأتيك.

عقدت حاجبيها بتعجب وتابعت: زأتني! طب ماانت فاكر اهو! و كفاية إنك نصبت على أهلي وكنت سبب في موتهم، وبعدين مش بتدري بنفسك وانت شارب! ده انت على كده ممكن تموتني عادي وإنت مش داري!

- والله القانون لا يحمي المغفلين! مش ذنبي إن كلكم عيلة غبية ف بعض، آه صحيح، أنا فعلًا ممكن أموتك بس وأنا داري وقاصد كمان لو فضلتي كتير تتكلمي ف الموضوع ده، لو سمعت منك كرهتك ولا طلقني ولا كل الهري ده، انت هنا تسمعي الكلام وبس، وبلاش تخرجيني عن شعوري خصوصًا إنك تعبانة وقايمة من عملية، أنا نازل، الأكل ف التلاجة و علاجك أهو، باااااااااااي!

أشار لها بأصابعه وخرج مغلقًا الباب بالمفتاح من جديد، تركها في حزنها و وجعها تعض أناملها من شدة الندم، تبكي بكاءً حارًا ولا تدري على ماذا؟
على رحيل والديها!
على ضياع كل شيء!
على ضياع عمرها الحالي والقادم!
على ضياع حبها الوحيد!

كثيرًا ما توقع فراقهما ولم تصدقه، لقد صدق معها القول، لقد توسل إليها أن تسمعه وقد أبت فهي فعلًا كما قال لا تمتلك أي صبر وكان يلزمها درسًا تتعلم فيه كيف يكون الصبر!
لكن ذلك الدرس قاسيًا إلى متى ستصمد وتتحمل؟
ويا ترى كيف حالك يا سيف؟
هل توجعت؟
هل تألمت؟
أم قدرتك على الإحتمال ساعدتك على إجتياز المحنة؟
هل نسيتني؟
هل اكتفيت مني وتخطيتني؟
هكذا عاشت ندى حياتها مابين ندم، حسرة، لوم و حنين لأيام مضت ولن تعود....................

NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro