Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

(5)

( بقلم:نهال عبدالواحد)

وبعد حديث طويل دار بينهما استأذنت ندى، اتجهت إلى شقتها، جلس سيف وحده يفكر فهو يعلم أنها لا تمتلك الصبر، ثقتها فيه ليست بالدرجة التي يريدها وبسهولة يمكن التفريق بينهما وإلى أن يحدث العكس يجب أن يبقى هذا الإحتمال نصب عينيه، إحتمال الفراق.



لم يحدث أبدًا أن أحببت بهذا العمق
لم يحدث أبدًا أني سافرت مع إمرأة لبلاد الشوق
وضربت شواطئها كالرعد الغارق أو كالبرق
(نزار قباني)




مرت الأيام ندى بالفعل تتدرب وكان سيف يتابعها من بعيد فهو يعلم أنها لا تصلح، لكن ترك لها فرصة التجربة وربما تحدث المعجزة و تتطور فجأة.

تمت الشراكة بين أبيها ويوسف، استلمت عملها كسكرتيرة وأبلت فيه بلاءً حسنًا و لأول مرة تجد ما يشغل وقتها.

وفجأة اختفى سيف دون أن يخبرها بأنه سيسافر و طوال تواجد ندى في العمل، كانت تحت نظر ومتابعة دقيقة من يوسف فهو يلاحظها بدقة بالغة لكن ذلك لم يلفت إنتباهها فكانت تؤدي عملها فحسب.

وذات يوم طلبها يوسف في مكتبه، طرقت الباب و دخلت، تسآل بعملية: هه! إيه الأخبار؟

أجابت ندى: دي الريبورتات اللي ترجمتها يا فندم، اتفضل حضرتك.

نحّاها جانبه دون أن ينظر فيها وابتسم قائلًا: تمام جدًا، حقيقي طول الفترة اللي فاتت شغلك كان هايل.

تابعت ندى بخجل: ميرسيه يا مستر يوسف.

- وعشان كده اتفضلي ده ليكِ...

قالها مقدّمًا لها لفة كبيرة، أمسكتها، نظرت إليها في دهشة فطلب منها أن تفتحها ففعلت، وجدته فستانًا للسهرة قصير، حذاء ذات كعب عالي مناسب للفستان ازادت دهشتها رغم إعجابها الشديد بالفستان.

فأكمل: مفيش داعي للإستغراب كل الحكاية إن في دينر مهم بكرة وطبعًا لازم تظهري بمظهر يليق، وبصراحة لاقيتها فرصة أعبر بيها عن شكري وإعجابي بشغلك.

فقالت بإحراج: ميرسيه أوي واتمنى إني أفضل على طول عند حسن ظنك.

- تمام تحبي أعدي عليكِ بكرة إمتى عشان تكوني جهزتي تمامًا وعلى فكرة بكرة أجازة ليكِ عشان تقدري تستعدي براحتك.

- حضرتك قولي عل ميعاد وأنا هبقى جاهزة.

- إحنا أهم ناس ف الدينر يعني نيجي وقت ما نيجي، عمومًا ده رقمي ووقت ماتجهزي كلميني وهتلاقيني ف إنتظارك.

فشكرته وانصرفت وفي اليوم التالي بالفعل استعدت، كانت حقًا فاتنة ومثيرة، سعدت بها أمها كثيرًا، جاء يوسف بسيارة فاخرة تحت المنزل، ذهبا لمكان راقي و رائع لم تصدق أنها ستجلس يومًا في مثل هذا المكان.

كان كل شيء رائع و ملفت لكن العجيب أن المكان فارغ تمامًا من المدعويين وذلك أدهشها كثيرًا فدخلا وجلسا على منضدة في وسط المكان وحولهما إضاءة خافتة موسيقى هادئة.

تلفتت ندى حولها وتسآلت بدهشة: أمال فين باقي الناس؟!

أجاب يوسف مرتسمًا على وجهه إبتسامة ساحرة: مفيش ناس، كل ده معمول ليكِ تقديرًا لشغلك ومجهودك معايا.

أردفت ندى بخجل: بس يعني...

قاطعها: ندى إنتِ أميرة، ملكة، سلطانة، يعني هو ده مكانك، هو ده اللي يليق بيكِ، مش حاسة بقيمتك ولا إيه ؟! إنت جوهرة ولازم نفضل نقدرها.

كانت ندى تستمع لذلك الكلام وهي في خجل شديد وحمرة غزت وجنتيها زادت جمالها رغم إعجابها بذلك الكلام وبالجو كله، زاد إحراجها وخجلها عندما وقف بجوارها، انحنى نحوها مآدًّا يده طلبها للرقص تمامًا مثلما كان يحدث في الأفلام الكلاسيكية القديمة، بنفس الرقة، نفس الهيئة فقد كان يوسف لطيفًا معها لدرجة لم تشعرها بالوقت.

حتى أخيرًا عادا إلى المنزل في منتصف الليل، كانت سعيدة للغاية خاصةً عندما همت بالنزول فجاءها يوسف مسرعًا فاتحًا لها باب السيارة برقة شديدة، سلمت عليه، أمسك بطرف يدها مقبلًا لها، ثم ودعته وصعدت.

كان سيف واقفًا بالأعلى وقد رأى كل شيء لكن ظل صامتًا دون أن يعقب، قرر ألا يتحدث.

اشتقت إليك فعلّمني أن لا أشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق

مرت عدة أيام ولم تنتبه ندى لوصول سيف إلا ذات يوم صعدت إلى سطح البيت في المساء، بعد قليل جاء سيف فرأته وسعدت جدًا.

أهدرت ندى بسعادة: سيف، حمد الله على سلامتك وحشتني أوى!

ابتسم سيف ابتسامة لم تخرج من أعماقه وتابع: الله يسلمك! أخبارك إيه وأخبار شغلك؟

-وقتي كله بين الكورسات والشغل ومستر يوسف مبسوط جدًا من شغلي.

-جميل ربنا يوفقك!
وفجأة صوت رنين رسالة من هاتف ندى.

أومأ سيف لها قائلًا: افتحي وشوفيها لو حابة، عادي يعني.

-أنا أسفة أوي، بس يمكن تكون حاجة تخص الشغل.

فتحت الهاتف على الفور، وجدت مقطعًا من الفيديو مرسل إليها على الواتساب ففتحته و وجمت واتسعت عيناها بصدمة.

كان الفيديو لسيف يجلس في مكان يشبه الملهى الليلي، يشرب الخمر جواره فتاة جميلة بلبس فاضح، يضحكان، يمزحان، تسند عليه حينًا، تتعلق في رقبته حينًا أخرى بل وكانت في وسط ضحكاتهما تقبّله.

رأى سيف وجهها يتغير بدرجة كبيرة فسألها بدهشة: ندى مالك في إيه؟

صاحت بغضبٍ حارق: بأه انت كنت مسافر ف شغل! اختفيت فجأة كده عشان مهمة مش كده! وأنا الساذجة الهبلة اللي المفروض أصدقك!

عقد سيف حاجبيه بعدم فهم وتابع: جرى إيه يا ندى! آه كنت ف مهمة.

- الله الله عل مهمات وعل شغل! مش انت ده؟

وضعت المقطع أمام وجهه، نظر في الفيديو وقال: أيوة أنا، بس مش زي ماانت فاهمة.

- لا يا عيني حقيقي بتتعب وعمرك على كفك زي ما بتقول!

قالتها بتهكم، تابع سيف: إنتِ فاهمة غلط.

-الموضوع مش محتاج فهم واضح زي عين الشمس.

- ندى ده حد بيوقع بينا، في حد من مصلحته إننا نسيب بعض.

- والله! ماحدش أصلًا يعرف مشاعري ناحيتك.

- خليكِ واثقة فيّ، ده انا قايلك ومفهمك حتى لو شوفتي بعينك ما تصدقيش لحد ما أفهمك، وحتى لو مافهمتكيش لازم تكوني مصدقاني.

نبست بقهر: آسفة جدًا.

أهدر بتوسل: أرجوكِ إسمعيني هفهمك...

قاطعته بجمود: لا عايزة اسمعك و لا عايزة اشوفك ولا عايزة اعرفك تاني.

تركته، انصرفت، لم تلتفت إليه مهما توسّل إليها أو نادى عليها.................


NoonaAbdElWahed

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro