8
خرجت ساشا من غرفتها بعد أن أحست بعدم رغبتها بالنوم، تسللت بهدوء إلى الخارج لتقف أمام المسبح و تنظر له بشرود، خيالها كان يأخذها لعالم آخر، عالمها الجميل.
دائما ما كانت حياة ساشا طبيعية و هادئة، وقعت بحب سامويل منذ أن كانت طفلة صغيرة و لكنها لم تجرأ يوما على الاعتراف بذلك، كان قلبها ينبض بقوة كلما رأته أو وقفت بجانبه، تحس بروحها تحلق عاليا إن حدثها و لكن ما الفائدة من كل هذا لو أنه لا يعلم بمشاعرها حتى.
تنهدت بقوة و نظرت لسماء لتسمع صوتا من خلفها، صوت تعرفه جيدا بل تحفظه، صوت الشخص الذي تعشقه، سامويل.
" ما الذي تفعله صغيرتي هنا بهذا الوقت؟"
تحدث بحنان و هو يقترب منها ليحمر وجهها خجلا. ارجعت بعض خصلات شعرها خلف أذنها قبل أن تجيبه بهدوء و هي تحاول السيطرة على مشاعرها و أحاسيسها، فكلمة صغيرتي من شفتيه دائما ما كانت تأثر عليها.
" لا ..لا شيء.. لم .. أستطع النوم "
خرجت كلماتها على شكل تأتأت بسبب توترها ليقترب بقلق و يمسك بوجهها بين يديه و ينظر لها
" هل انت بخير صغيرتي؟"
عضت شفتها تمنع شهقتها من الظهور لتومئ برأسها و هي تتفادى نظراته، ابتسم و هو يقبل رأسها ليتحدث بمكر لطيف
" من يراك هنا يقول عاشقة"
شهقت عندما سمعت ما قاله و وضعت يدها على فمها ليضحك على خجلها قبل أن يمرر يده على شعرها
" امزح صغيرتي"
ظلا صامتين لفترة، قبل أن يصله شيء على هاتفه و سبب ظهور ابتسامته التي تعشقها. نظرت له بتردد لتساله
" ما الذي حصل؟"
وضع هاتفه بجيبه و تنهد قبل أن يتحدث
" سأخبرك بسر صغيرتي "
أومأت برأسها عدة مرات ليهمس لها و هو ينظر لداخل عينيها
" لقد وقعت بالحب"
أحمر وجهها بسبب ما قاله و بسبب نظرته لتعض شفتها السفلية قبل أن تسأله
" احمم.. ح..حقا؟"
" أجل وقعت بالحب منذ أن رأيتها، حسنا لم يكن من أول نظرة و لكنها استطاعت جعلي أحبها "
بلعت ريقها لتنظر له و هي تكافح دموعها لتبتسم بألم بعد أن علمت بأنه يتحدث عن واحدة أخرى لتهمس بانكسار
" الحب جميل و لكنه بنفس الوقت أليم، فهو بلاء نعشقه و لا نكتفي منه"
اومئ برأسه بهدوء و هو شارد و يبتسم، لتحس بالدموع تملئ عينيها. الشخص الذي تعشقه كان واقعا بعشق أخرى، و أتى ليخبرها بذلك أيضا. يا له من قدر.
بلعت ريقها عندما نظر لها بجدية و سألها
" كيف تعلمين هذا صغيرتي؟ هل انت عاشقة؟"
نزلت دمعتها و هي تنظر لداخل عينيه ليعقد حاجبيه بقلق لتتحدث بهدوء يخفي وراءه ألم كبير
" أنا أعيش ألم الحب لا الحب، لأن من أحبه يحب غيري. و لا يعلم بوجودي حتى "
اقترب منها ليمسك بوجهها بين يديه و يمسح دموعها بابهامه ليتحدث بهدوء
" لا تهدري دموعك على شخص مثله، فهو الخاسر بالنهاية "
أومأت برأسها عدة مرات و هي تبتعد عنه لتدخل القصر، نظرت لمكانه لتجده يتحدث على الهاتف و هو يبتسم.
أحست بألم بقلبها و كأنه انكسر حقا، بدأ تنفسها يصعب و لم تعد قادرة على التنفس بشكل طبيعي، تحركت بصعوبة إلا أن وصلت لغرفة انا.
فتحت الباب و تحدثت بصعوبة من بين أنفاسها
" انا.. ساعديني.."
قفز توم و انا من السرير عند رؤيتهم لحالتها ليسرع توم لامساكها قبل أن تهوى على الأرض بينما انا توجهت تبحث عن دواءها. ساعداها على أخذه و بعد مدة عاد تنفسها طبيعيا. أغلق توم الباب و جلس على السرير مقابلهما، لتمسك انا بوجه ساشا و تحدثها بحب
" حبيبتي، ماذا هناك؟ ماذا حصل؟"
كانت نبرة الخوف و القلق بادية جدا بصوتها و هي تشاهد شحوب وجه ساشا و ارتعاشات جسدها لتنظر لها الأخرى بهدوء و دموعها تأبى التوقف عن النزول لتهمس بانكسار
" إنه عاشق"
عقدت انا حاجبيها بعدم فهم ليتحدث توم بهدوء
" هل تتحدثين عن سامويل؟"
نظرت له لتبتسم بألم و تومئ برأسها مؤكدة كلامه. وقفت انا بغضب و هي تلعن سامويل و هي تحاول الخروج، ليمنع توم خروجها من الغرفة
" الوغد اللعين، ساقتله"
أمسكت انا بيدها و هي ترتمي بحضنها لتعانقها الأخرى بقوة مانعة إياها من الذهاب
" لا تفعلي، لا ذنب له. هو يحبها كثيرا، لقد أخبرني بحبه لها يا انا، لقد رأيت الحب بعينيه، تلك العينين التي نظرت لها لسنوات املة أن تحبني، انا أتألم كثيرا، افعلي شيءا، انا اموت اني"
ظلت تبكي و انا تبكي معها لتنام ساشا أخيرا. وضعتها على الأريكة و رتبت نومها و هي تمسح على شعرها ليعانقها توم من الخلف بقوة لتسقط دموعها التي كانت تحاول منعها
" إنها اختي و صديقتي الوحيدة يا توم، هي الملاك بهذا البيت و ها هي تتعذب بسبب ذلك الوغد اللعين"
مسح على رأسها و قبلها لتغمض عيناها و تعانقه بقوة و هي تهمس ضد عنقه
" توم، اقتلك اذا خنتني. انا لست ساشا، انا لا أسمح بحقي و لا ادوس على قلبي، اقتلك قبل أن يفعل أبي و اخوتي ذلك "
ضحك بحب و هو يحملها متوجها إلى السرير ليضعها و ينام بجانبها
" اقتل نفسي قبل أن أفكر بفعل ذلك. انا لا أستطيع خيانتك و لو بالأحلام "
ابتسمت و هي تضع يدها على صدره لتنام و يغفو بعدها.
يوم جديد، صباح جديد. تحركت ايريس بمكانها و هي تحس بكل جسدها يؤلمها، نظرت حولها و كأنها تتأكد من أن ما حصل البارحة حقيقي و ليس مجرد حلم أو خيال. ظهرت ابتسامة على شفتيها و هي تشاهد كيفن النائم على بطنه بجانبها و يبدو مسالما، مررت يدها على شعره بهدوء لتقبله بخفة و تنهض بهدوء من السرير كي لا يستيقظ. حملت ثيابها و لبستها بسرعة و خرجت على رؤوس أصابعها إلى أن وصلت غرفتها. رمت حذائها أرضا و تحركت الى الحمام و هي تبتسم بالمية و لكن الباب الذي فتح جعلها تشهق بخوف
" امي؟"
تحدثت بتعجب لتغلق ايرينا الباب و تجلس على سرير ابنتها، ضربت على السرير بهدوء تحتها على الجلوس بجانبها لتبلع ايريس ريقها و تتوجه إلى أمها التي كانت تطالعها فقط
" كيف نمت البارحة؟"
رمشت ايريس بعينيها قبل أن تجيبها
" ج..جيد.. لقد استيقظت لتو "
نظرت ايرينا خلفها لسرير ايريس المرتب و أعادت نظرها لابنتها من جديد لتتحدث
" سريرك مرتب على غير العادة"
حاولت ايريس التحدث لكن والدتها قاطعتها
" لا تفعلي، لا تكذبي، ليس علي، انا صديقتك قبل أن أكون والدتك"
" امي.. انا.."
" اعلم بأنك قضيت الليلة مع كي"
شهقت ايريس بصدمة و نظرت لوالدتها و هي تبلع ريقها بخوف
" امي.. انا.. الحقيقة.."
" لقد رأيتك و أنت تغادرين غرفته صباحا يا ايريس"
اخفضت رأسها خجلا لتجعلها ايرينا تنظر لها
" ايري.. حبيبتي، انا أعلم بأنك تحبينه و هو يحبك و لكن بالنسبة لي أفضل لو تقوما بالزواج سريعا. انت تعرفين والدك"
" امي، كي يحبني و انا احبه، لقد وعدني. سنتزوج قبل عيد ميلادي"
مسحت على شعرها و قبلت رأسها قبل أن تخرج من الغرفة، توجهت ايرينا لغرفة ساشا و لكنها لم تجدها، استغربت و لكنها توجهت إلى غرفة انا فهما لا يفترقان، التقت بغلوريا التي كانت تبحث عن توم
" غلوريا ماذا هناك؟"
تنهدت غلوريا قبل أن تجيبها
" ابحث عن توم، منذ الصباح و لا أجده "
" هل سألت سيب؟"
نفت برأسها عدة مرات
" انا لست مجنونة لادخل غرفة سيب و هو نائم"
ضحكت ايرينا و فتحت باب غرفة انا لتشهق غلوريا و تدفعها إلى الداخل لتغلق الباب بسرعة. نظرت لها ايرينا بعدم فهم و لكن سرعان ما شحبت أيضا من المنظر الذي أمامها.
كانت انا نائمة بحضن توم الذي يعانقها بقوة و هم غير عابئين بشيء. نظرت للخلف لتجد ساشا نائمة على الأريكة، توجهت لها ايرينا بسرعة
" ساشا.. ساشا.. طفلتي، هل انت بخير؟ استيقظي"
فتحت ساشا عيناها بصعوبة على صوت أمها، و فجأة تذكرت كل ما حصل البارحة لتومى برأسها بدون صوت.
كانت ستسالها عما تفعله هنا و لكن صوت غلوريا قاطعها
" توم انهض، هيا بسرعة قبل أن يحضر دارك أو سيب. توم اللعنة استيقظ، ستموت إن حضر أحدهم أيها الوغد، هيا تحرك"
هزته ليفتح عينيه بملل، نظر لوالدته لفترة و أعاد رأسه لعنق انا التي رحبت به بسرعة و تضمه لتضرب غلوريا رأسها بملل و استسلام
" اللعنة انهم حقا نائمين "
تقدمت ايرينا من توم تحاول مساعدة غلوريا بايقاظه و لكن لا امل، لتتحدث ساشا بصوت مبحوح
" أبعدوا انا عنه و سيستيقظ تلقائيا "
توجهت ايرينا لانا لتوقظها و بعد عدة محاولات استيقظت أخيرا، لتنصدم من وجودهم بغرفتها، فتحدثت بصدمة
" ما الذي يحصل منذ الصباح؟"
ضحكت غلوريا بسخرية و هي تشير لتوم الذي كان يبحث بيده عن جسد انا دون فتح عينيه لتشهق بعد أن اكتشفت من ان الصباح قد حل.
قفزت فوقه ليصرخ بألم و هو يفتح عينيه
" اللعنة ما الذي يحصل هنا؟"
تحدث و هو ينظر لانا التي تجلس فوقه و غلوريا و ايرينا يقفون عند رأسه بينما ساشا على الأريكة. بلع ريقه و اقترب من انا ليقبلها بعمق قبلة الصباح غير عابى لصدمة الآخرين لينهض بهدوء من السرير و يغادر الغرفة و كأنه لم يفعل شيءا.
" ما الذي يحصل هنا؟"
تمتمت غلوريا بعدم فهم لتنظر ايرينا بصدمة بينما انا عانقتها بقوة و هي تبتسم، لتضحك على تصرفها.
" غلوري، حبيبتي انا و توم نحب بعضنا"
ضحكت و هي تبادلها العناق، فانا دائما ما كانت مدللة الجميع، و كيف لا و هي ابنة دارك روجر نفسه.
" لا تخافي حبيبتي، لن يدوم طويلا. ليعلم أحد أفراد عائلتك بالأمر و ستودعين هذا الحب و توم ايضا"
نهضت انا بملل من السرير و تحدثت ببرود
" ما دمت أنا راضية عنه، لن يحصل له شيء "
حركت غلوريا رأسها بعدم تصديق و هي تنظر لانا التي توجهت إلى الحمام. أمسكت ايرينا بيد ساشا التي كانت شاردة مكانها
" صغيرتي، هل انت بخير؟"
نظرت لامها و ابتسمت قبل أن تعانقها بقوة و هي تجيبها
" بخير حبيبتي، لا تقلقي "
على الساحل
فتحت سارة عيناها و حركت جسدها المتشنج لتنظر حولها بصدمة، ثم توقفت عيناها على وجه إيفان النائم بهدوء، مالت برأسها و هي تشاهده بهدوء لتحرك يدها باتجاه شعره المبعثر لتعيد تصفيفه. أغمضت عيناها بملمس شعره و وجهه، لتتذكر الماضي و اول مرة رأته بها.
كان أول يوم لها بالجامعة، و كانت متأخرة لتصادف إيفان الذي كان يتوجه بشموخ إلى داخل الجامعة غير عابئ للجميع و لا لنظراتهم الحالمة له. تعترف بأنها اعجبت به كأي فتاة اخرى بالجامعة و لكن من المستحيل أن يجتمعا و خصوصا بعد أن علمت ابن اب عائلة هو، لذلك قررت التغاضي عن الأمر و بهذا دخلت بعلاقة مع تيو.
تنهدت و هي تتذكر تيو بينما يدها لا تزال على خد إيفان الذي كان قد استيقظ منذ مدة و ظل ساكنا يشاهد شرودها ليتحدث أخيرا
" خذي صورة، فهي تظل أطول "
شهقت بهلع عند سماع صوته لترتب جلستها و تزيل يدها بسرعة لتتحدث
" أي صورة، لقد كنت ازيل شيءا من على وجهك فقط"
رفع حاجبه بسخرية و هو يومئ برأسه بهدوء ليحرك السيارة و يغرقا بصمت طويل كعادتهم.
بقصر فرناندز
تململت بيلا بسريرها لتفتح عيناها أخيرا، نظرت لجانبها لتجد المكان فارغا، نظرت إلى الغرفة و لكن لا وجود لماركوس. أعادت رأسها على المخدة لتتنهد بملل و لكن سرعان ما رن هاتفها
" مرحبا؟"
" صباح الخير Mia Bella"
عضت شفتها و هي تستمع لصوت ماركوس على الجهة الأخرى لتجيبه بهدوء
" أي خير و انا اسمع صوتك بعد أن فتحت عيني مباشرة"
ضحك بقوة على كلامها و قرر مجاراتها
" لماذا حبي، انت لم تكوني تقولي هذا و انت نائمة بحضني البارحة بملابسك الداخلية المثيرة"
رفعت حاجبيها و ضحكت بمكر لتجيبه بدلال
" أظن أن ليلتك لم تمضي جيدة عزيزي "
تنهد و هو يعيد رأسه للخلف على كرسي السيارة ليجيبها
" اللعنة يا فتاة، لقد جعلتي الأمر صعبا، و خصوصا بتحريك مؤخرتك النصف عارية ضد عضوي "
أحمر وجهها و اعتدلت بالسرير لتجيبه بغضب
" أيها المنحرف اللعين، ما اللعنة التي تقولها؟"
" عزيزتي، انتصاب عضوي خير دليل على كلامي. اذا لم تصدقي أستطيع أن أبعث لك صورة"
شهقت بقوة من كلامه لتجيبه
" ساقطع عضوك ذلك و بعدها سنرى ماذا ستفعل بدونه، و ماذا ستصور"
ضحك بسخرية على كلامها ليتحدث و هو يفتح دفترا ما
" و لكن هذا ليس ما كتب عندي"
عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده
" ما الذي تقصده؟"
" المنحرف المثير أليس هذا ما لقبتني به؟"
تحدث بمكر لتقفز من سريرها تبحث عن مذكراتها و لكنها مفقودة لتتحدث و هي تغمض عينيها بعدم تصديق لتزفر بغضب و هي تضع يدها على شعرها
" سرقت مذكراتي أيها اللعين"
" اعترف حبيبتي، نومك ثقيل لذلك أعطيت لنفسي حرية التصرف و التحرك بغرفتك. اعترف أيضا بأنني سرقت صورة لك، اللعنة تبدين مثيرة كالجحيم ساضعها بغرفتي"
عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على نفسها لتتنهد و هي تجيبه بجرأة
" بما أننا انتقلنا بسرعة، سألقاك بالمشفى منحرفي المثير"
اعتدل بجلسته و هو ينظر أمامه ليضحك بمكر و هو يجيبها
" نلتقي بالمشفى قطتي الجريئة"
أغلقت الهاتف لتقفز مكانها بفرح، فدائما ما كان الجميع يخاف منها و يهرب عندما يعرف ابنة من هي، مما جعلها تريد أن تحصل على شخص من المافيا لكي تصبح حياتها مثيرة، و لقاءها بمارك كان شيءا فوق الحسبان.
وصلتها رسالة على هاتفها لتفتحها و تضحك لصورة التي بعثها مارك. كانت صورة لها نائمة بحضنه و هو يعانقها لتقبل الصورة و تتوجه إلى الحمام.
بقصر خوسيه
وصل إيفان أخيرا بعد أن أوصل سارة، دخل ليجد الجميع على الطاولة ليتوجه لمكانه ليتحدث والده مشيرا لماث
" لقد قال دارك بأن الحفلة ستكون اليوم، يجب أن تجهز نفسك لكي نذهب لأخذ زوجتك"
اومئ ماث برأسه بهدوء بينما كانت ايزا تنظر بحزن لتتحدث أخيرا
" هل سنرى ايما؟ هل ستكون هناك ايضا؟"
اومئ ألكسندر برأسه لتظهر ابتسامتها و لكن وجه ماث كان غير قابل للقراءة ليهمس له إيفان
" اخي ماذا هناك؟"
نظر له و تنهد محاولا السيطرة على أعصابه ليمرر يده على شعره
" لقد انتظرت هذا منذ أربع سنوات و لكن انظر لما يحصل الآن؟"
" ألا تحب سيليا؟"
ضحك باستهزاء و نظر لاخاه بهدوء
" إنها ليست مسألة حب يا إيفان، إنها مسألة خيانة و عدم ثقة. هي تعلم بأنني أحبها أكثر من حياتي و لكنها لم تثق بي لتخبرني عن علاقتها بأهل روجر. أحسست بأنني غبي عندما اكتشفت ذلك، لو كانت تحبني حقا لما كذبت، العلاقة لا تعتمد على الحب فقط بل على الثقة، و هي لم تثق بي"
اومئ إيفان برأسه بهدوء و هو يضرب كتف أخيه بخفة ليبتسم الآخر بألم.
بقصر روجر
خرجت ايريس من الحمام بمنشفة الاستحمام فقط، لتسمع تصفيرة جعلتها تشهق مكانها. استدارت لتجد كي على السرير و هو ينظر لجسدها بمكر و يمرر لسانه على شفته السفلية بهدوء و كأنه يتلذذ بما يراه.
" هل أعجبك ما تراه؟"
سألته و هي ترفع حاجبيها ليبتسم مقتربا منها
" جدا، و لكنني أفضل لو أزلت المنشفة لاريك مدى إعجابي و حبي"
قبل عنقها لتضحك و هي تدفعه للوراء و تتوجه أمام المرآة لتضع المرطب على جسدها تحت نظرات كي الجائعة لها
" أعلم مدى حبك و إعجابك بي، و ألم منطقتي يشهد على ذلك "
ضحك و هو يقترب منها ليضع يده على خصرها من الوراء لينظر كلاهما الى المرآة ليضع رأسه على كتفها و يهمس باذنها
" لا أزال لا أصدق ما حصل البارحة. أتعلمين بأن عند استيقاظي و عندما لم أجدك بجانبي فكرت بأن كل ما حصل كان حلم و لكن دماء عذريتك جعلتني اكتشف بأن الحلم كان حقيقة"
شهقت لتستدير له بسرعة
" اللعنة نسيت ذلك، هل ازلته؟ ماذا لو رآه الخدم؟"
قبل أنفها لتبتسم
" لقد ازلته حبيبتي، و لكن بالمرة القادمة لا تتحركي من السرير إلا أن استيقظ"
عضت شفتها بدلع و وضعت يدها على كتفه تمررها برقة لتهمس له
" و هل هناك مرة قادمة؟"
" عزيزتي، بعد ما حصل البارحة هناك مرات و مرات قادمة، انا لن أتنازل بعد اليوم"
ختم كلامه بقبلة قوية و شغوفة بادلته إياها و لكن سرعان ما اوقفته قبل أن يفقد السيطرة لتخرجه من الغرفة كي تكمل استعدادها.
استيقظت ايما على صوت الباب، لتجد بلاك يتوجه إلى الحمام و يبدو و كأنه كان يركض كعادته، نهضت من السرير متوجهة إلى الخزانة لتأخذ بعض الملابس التي اعطتها انا لتجهز نفسها.
كانت تقف أمام المرآة عندما خرج بلاك من الحمام مرتديا منشفته فقط لتتنهد و هي تشاهده من المرآة مما جعله يبتسم ببرود و يتوجه للاستعداد.
كانا سيخرجان من الغرفة ليرن هاتفها، تعجبت و توجهت لحمله لتبتسم و هي تجيب
" مرحبا حبي"
رفع بلاك حاجبه استغرابا ليتوجه إلى جانبها و يقف بهدوء متابعا مكالمتها، كانت تتحدث بحرية ناسية وجوده حتى لتشهق عند إغلاق الهاتف عندما وجدته وراءها
" ماذا يحصل؟"
سألته لينظر لها ببرود و يجيب
" مع من كنت تتحدثين؟"
رفعت حاجبيها و ضحكت بعدم تصديق
" ما شأنك؟ هل صدقت حقا بأننا متزوجين أم ماذا؟"
ضحك بشر ليلصق ظهرها بالحائط بقوة حتى شهقت من الألم مغمضة عيناها بسبب الألم و هو يلوي يدها ليهمس لها بجدية و برود
" نحن حقا متزوجين عزيزتي، لا يهمني الطريقة أو كيف و لكن يجب عليك احترامي. انا لست الوغد الذي خاف من والدك و هرب، انا شخص يواجه والدك يوميا لذلك تعلمي طريقة تحدثك معي كي لا تتاذي. و الان زوجتي العزيزة، مع من كنت تتحدثين؟"
بلعت ريقها لتنظر له ثم تتحدث بتحد و هي تدفعه للوراء
" أعلم جيدا من انت، و لا يهمني، لا تظن بأن ما تفعله سيخيفني لذلك حاةل السيطرة على يديك. و كما قلت طريقة زواجنا، زواجنا غير طبيعي لذلك لا تلعب دور الزوج الذي يغار أمامي، و لكن لفضولك و لرقة قلبي سأخبرك زوجي العزيز، كنت أتحدث مع بيلا "
ضحك على كلامها و سحبها له لتشهق و هي تجد ذراعيه حولها بتملك ليهمس أمام شفتها بمكر
" أستطيع أن أجعل زواجنا طبيعي، و الآن إن أردت، لا تظني ان نومك سيمنعني من فعل ما أريد، capiche؟"
أومأت برأسها عدة مرات و هي تنظر لداخل عينيه
" capiche"
ضحك على إجابتها ليقترب مقبلا إياه مما جعلها تفتح عيناها بصدمة و هي غير قادرة على استيعاب ما يحصل لتصرخ عندما عض شفتها بقوة لتلعنه بسرها
" هذه عقوبة لطول لسانك "
غمزها لتنظر له بحقد تجاهله ليمسك بيدها جارا إياها خلفه.
كان الجميع على مائدة الافطار، كل بعالمه الخاص و تفكيره العميق. نظرت ساشا لسام الذي يجلس مقابلها ليبتسم لها عندما لاحظ نظراتها و لكنها لم تستطع أن تبادله الابتسامة بل اخفضت رأسها بهدوء. مارك كان يبتسم و هو يبعث رسائلا إلى بيلا التي كانت مرة تغضب و تلعنه و مرة تتحداه. توم و انا كانا يتبادلان النظرات دون أن يرى أحد . سيليا كانت شاردة بماث الذي لا يحدثها و يبدو بأنه لا ينوي مسامحتها قريبا. سارة كانت تفكر لو تقارن بين تيو و إيفان و لا تعلم السبب. ايما كانت تتذكر كلام بلاك صباحا فهو ينوي إتمام الزواج حقا، و هي لا تريد أن تقيم علاقة دون حب نظرت له لتجده يشرب قهوته ببرود. سيب كان ينظر لايميلي الشاحبة دون أن ينزل عينيه.
و فجأة قطعت أفكار الجميع بدخول ايريس التي كانت تعرج ليقف كريس بسرعة
" ايري، ماذا حصل لك؟"
تحدث ليبتسم كي و هو يشاهدها و يحرك حاجبيه بمكر
" لا شيء أبي، لقد تعثرت فقط"
لم يستطع كي التحكم بضحكته لينفجر مما جعل الجميع ينظر له بعدم فهم ليتحدث
" اعتذر.. اعتذر.. حبيبتي بالشفاء، انتبهي لنفسك جيدا"
وجه كريس ايريس إلى جانبه ليمرر كي لسانه على شفته السفلية بهدوء لتضرب رجله أسفل الطاولة كي يصمت.
تحدث سيزار أخيرا ليجذب انتباه الجميع
" بما أن اليوم سنقيم حفلا على شرف زواج بلاك و ايما، و سيليا و ماث، فأنا أريد أن أعقد خطوبة ايميلي بستيف اليوم"
نظرت إيميلي لسيب الذي كان لا يزال ينظر لها دون أن يهتم بكلام والدها، ليتحدث دارك و هو يعيد رأسه للخلف
" سيزار عزيزي، اظننا اتفقنا بأن ايميلي ستتزوج بسيب و لا أحد غيره"
نظر سيزار لدارك و تحدث بهدوء
" ستيف شخص جدي و يحب إيميلي و تقدم لخطبتها بينما سيب هددني حرفيا، ما رأيك انت؟"
" ادعم ابني طبعا"
تحدث ببرود ليقلب الاخر عينيه على برود دارك و سرعان ما دخل ستيف قاطعا حديثهم
" صباح الخير جميعا"
كان يحمل بيده وردا و ينظر لايمي التي كانت تنظر لسيب الهادئ على غير العادة. تحدث سيزار و هو يتقدم منه، تحدث توم بسخرية
" أحضر وردا أيضا، الابله "
نظر له سيزار بجدية ليرفع توم كتفيه بملل
" مرحبا بني تفضل"
أشار بيده للكرسي بجانب ايمي، و قبل أن يجلس صرخ بألم و هو يسقط أرضا بسبب الرصاصة اخترقت ذراعه.
نظر لسيب الذي كان ينظر له و كأنه سيقتله ليبلع ريقه.
" ما الذي تفعله سيب؟"
صرخ سيزار و هو يساعد ستيف ليوجه سلاحه على سيزار الذي عقد حاجبه و ينظر له
" أخبرتك من قبل بأننا نحب بعضنا و سنتزوج، لذلك لا تحاول اللعب بذيلك معي، لأن حبل الصبر لدي ضعيف و قصير جدا، و لكن إن كنت مصرا لهذه الدرجة لدي الحل "
أكمل كلامه و هو يزيل حماية مسدسه لتصرخ كاميليا و سامويل يقترب من والده بينما الآخرين يجلسون بهدوء فمن لا يعلم بجنون سيباستيان روجر.
"سيب"
همست ايمي
" سيب لا تفعل"
تحدثت كامي ليتجاهلهما مما جعلها تبكي فيبدو بأن سيب فقد عقله حقا،كان سيطلق النار لتصرخ ايمي بألم و هي تمسك بطنها و تنظر لسيب
" سيب... ابني.. افعل.. شيءا.."
شهق الجميع بسبب ما قالته ليسرع سيب لها بعد أن رمي سلاحه فوق الطاولة ليحملها بين ذراعيه بعد أن شاهد فستانها الوردي صار أحمر بالدم ليصرخ و يلعن سيزار و هو يتوجه الى المشفى تحت صدمة الجميع، ليهمس سيزار بصدمة
" هل..قالت ابني؟ هل ... هي حامل؟"
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro