Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

39


كان الهدوء هو الشيء الوحيد الموجود بداخل السيارة، هدوء تام و غريب نوعا ما. بلاك الذي ما إن سمع تلك الكلمات تصدر من فم إيما لم ينتظر، بل لم يكن يقدر على ان ينتظر و يستمع لشيء آخر، حمل سترته و توجه إلى الخارج مسرعا فما كان بيدها شيء سوى اللحاق به.

" بلاك إلى أين سنذهب؟"

لم يجبها بحرف بل ظل ثابتا على حاله، عينيه مركزة على الطريق أمامه و يديه تضغط على مقود السيارة بقوة جعلتها تتأكد من أنه حاليا يقوم بكل ما يمكنه ليتحكم بأعصابه

" بلاك يجب أن نتحدث أولا.. "

" اخرسي "

قاطع كلامها صوته البارد و نبرته القاسية لتبلع ريقها بصعوبة و هي تستدير ناظرة إلى الخارج من نافذتها، كانت تعقد يديها حول صدرها و هي تفكر بكل ما حصل. هي تعلم بأنها مخطئة بإخفاء ايثان عنه و لكنه مخطئ بكسرها و رميها خارج حياته بعد كل ما عاشاه معا.

" لا يحق لك أن تغضب مني يا بلاك"

فلتت ضحكة ساخرة من بين شفتيه لينظر ناحيتها لبرهة قبل أن يعود لينظر أمامه و هو يخبر نفسه بأنه يجب عليه الصبر و التحكم بأعصابه إلى أقصى حد ممكن لكي لا يقتلها

" توقف و اللعنة، لا يجب عليك الغضب مني و لا يحق لك لومي. ما الذي كنت تريد مني أن أفعله؟ هااا أخبرني، ما الذي كنت تتوقع مني فعله؟ لقد أخبرتني بلسانك بأنك لا تريد طفلا مني، لا لحظة لا تتشرف بأن أكون والدة طفلك أليس كذلك؟ ألم تكن أنت..."

قاطع صراخها و عتابها إيقافه لسيارة بسرعة فائقة لتتمسك بالمقعد بسرعة خوفا من اصطدام رأسها بالزجاج الأمامي ثم نظرت بسرعة نحو بلاك الذي كان خارج السيطرة و هو يضرب المقود بقوة و هو يصرخ بجنون و غضب مطلق

" اخرسي .. اخرسي.. اخرسي ... "

كانت على وشك التحدث و الصراخ، لكن فتحه لباب السيارة و خروجه منها منعها من ذلك، نظرت إليه يبتعد عن السيارة بخطوات ثابتة و لكن بنفس الوقت سريعة لتفتح ايما عيناها بصدمة و هي تنظر لمنزلها.

" متى وصلنا لهنا؟ اللعنة بلاك انتظر "

شتمت و هي تلحق به بسرعة، لتقف أمامه مباشرة مانعة إياه من الوصول لباب منزلها ثم قالت بهدوء و جدية بينما عيناها تنظر لخاصته بثبات

" يجب أن نتحدث أولا "

مرر بلاك يده على فمه و كأنه يحاول تمالك اعصابه، لانه بالاخير هذه إيما و هو لا يمكنه قتلها

" نتحدث عن ماذا بالضبط عزيزتي؟"

ضحكت ايما بسخرية و هي تنظر له بعدم تصديق قبل أن تمرر يدها على شعرها بعصبية و هي تقول بسرعة ساخرة

" برأيك؟"

" هل أنجبت توأم؟ هل هناك طفل آخر لا أعلم عنه؟"

تحدث بلاك بكل برود دون إبعاد عيناه عن خاصتها لتفتح الأخرى فمها بصدمة تامة قبل أن تصرخ بسرعة نافية كلامه

" طبعا لا، هناك ايثان و حسب "

" جيد "

أغمضت عيناها محاولة السيطرة على أعصابها و تمالك نفسها لتتنفس بعمق قبل أن تفتح عيناها من جديد و هي تقول

" بلاك انت لا يمكنك.."

توقفت عن التحدث عندما لم تجد بلاك أمامها، استدارت بسرعة عندما سمعت صوت باب منزلها يفتح بالمفتاح لترمش بعدم تصديق و هي تقترب منه غير مصدقة لما تراه

" هل لديك مفتاح منزلي ؟ منذ متى؟ "

رفع بلاك كتفيه بعدم اهتمام و هو يخطو داخل المنزل الذي اعتاد السكن به طوال سنة غيابها، وجوده بمنزلها بين أغراضها كان يجعله يشعر بأنها موجودة هنا أيضا، بأنها لم ترحل أبدا. 

نظر حوله بلهفة و قلبه يطرق بقوة و هو يبحث بعينيه عن ذلك الصغير الذي سيجمعه بحبيبة قلبه إلى الأبد، قطعة منه و منها. ايثان بلاك روجر طفله و طفل إيما.

" بلاك أخبرتك بأنه يجب أن نتحدث أولا "

قاطع بحثه صوت ايما الجامد التي رمت حقيبتها على الأريكة بغضب و اقتربت منه بكل هدوء، لينظر نحوها بعيون تحمل لهفة غريبة و جديدة كطفل كان ينتظر عيد ميلاده لفترة طويلة فقط من أجل حصوله على هديته، و بالنسبة لبلاك ايثان اجمل هدية حصل عليها

" لاراه أولا و بعدها نتحدث "

عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يدور برأسه، كيف يكون بهذه اللهفة و الإصرار بعد أن طلب منها عدم إنجاب طفل منه؟ هناك شيء غريب بين حالة بلاك حاليا، و حالته قبل رحيلها منذ سنة.

" بلاك.."

" أعدك بأنني سأخبرك كل شيء، فقط اسمحي لي أن أراه قليلا "

رمشت بعينيها عدة مرات و هي تستمع لنبرة صوته المتوسلة و عيونه اللامعة ليضيف بجدية كطفل صغير يقف أمام والديه

" أقسم لك "

تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمرر يدها على وجهها، بينما بلاك كان واقفا ينظر لها بصمت لتنادي على شخص ما من الداخل

" سيدة روبسون، سيدة روبسون "

ظهرت بعد برهة قصيرة امرأة كبيرة بالسن، بشعر رمادي و ملامح وجه تظهر بوضوح حنيتها لتبتسم ايما بوجهها قبل أن تقول بحنان

" أين ايثان يا سيدة روبسون ؟"

" وضعته بسريره منذ برهة "

اجابتها السيدة روبسون بينما عيناها كانت تطالع بلاك بابتسامة واسعة و كأنها تعرفه ليعقد الآخر حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بعدم فهم فهذه أول مرة يراها

" أنت بلاك أليس كذلك؟"

فتح بلاك عيناه بقوة و نظر نحو إيما التي صرخت بقوة و هي تركض نحو السيدة روبسون لتقف أمامها بينما تقول بسرعة

" تستطيعين الذهاب الآن سيدة روبسون، لا داع لبقاءك أكثر من هذا"

" و لكنني لم أجهز العشاء بعد عزيزتي "

اعترضت السيدة روبسون لتقول ايما بسرعة و هي توجهها نحو الباب بينما تحمل حقيبتها و سترتها لتعطيها إياها و هي تقول بجدية

" لسة جائعة، لن اكل "

ضحكت السيدة روبسون و هي ترتدي سترتها بينما تمرر نظرها بين بلاك و إيما باستمتاع تام

" استمتعوا بوقتكم، ليس كثيرا لا تنسوا بأن هناك طفل بالمنزل "

عض بلاك شفته السفلية بقوة يحاول منع ضحكته من الظهور عندما لاحظ صراخ ايما على السيدة روبسون من جديد و هي تخرجها إلى الخارج ليتسلل نحو الدرج متوجها إلى الطابق الثاني

بينما ايما كانت تقف مع السيدة روبسون خارج باب المنزل و هي تنظر لها بعتاب لتمرر السيدة روبسون يدها على شعر ايما بكل حنان قبل أن تتحدث

" أعلم بأنه نفس الشخص الذي تبكين من أجله ليلا. إن ايثان نسخة طبق الأصل عنه "

" سيدة روبسون.."

حاولت ايما التحدث و لكن السيدة روبسون قاطعتها و هي تضيف بجدية

" صورته تحت مخدتك ايمانويلا عزيزتي، ترشين عطره على ثيابك قبل نومك، حتى ايثان الصغير أصبح مدمنا على رائحة عطر والده فهو لا ينام بدونها "

تنهدت ايما و اخفضت رأسها تنظر نحو الأسفل و كأنها لا تريد مواجهة نظرات السيدة روبسون، خائفة من أن تقوم نظراتها بفضحها اكثر من هذا

" سيمر.. كل شيء سيمر، سيأتي يوم و استيقظ دون أن أشعر بشيء "

ابتسمت لها السيدة روبسون و هي تقبل خديها لتوديعها قبل أن تضيف بجدية

" نظرته تؤكد لي بأن ذلك الرجل عاشق لك إيما، هو ينظر لك و كأنك قمر وسط النجوم بالرغم من لمعانهم إلا أنه يفضل النظر لك فقط"

صمتت ايما لا تعلم لماذا قد تجيبها لتتحرك السيدة روبسون مبتعدة و هي تلوح لها

" لو كان عاشقا لما تركني "

همست إيما لنفسها و هي تضع يدها على قلبها الذي كان يطرق بقوة و كأنه سيخرج من مكانه لتعود ادراجها نحو الداخل و هي تتحدث بجدية مطلقة

" بلاك يجب..."

توقفت عن الحديث عندما لم تجده بأي مكان لتفتح عيناها بقوة قبل أن تركض باتجاه الدرج.

عند بلاك، بعد خروج ايما و السيدة روبسون من المنزل كان يعلم بأن هذه فرصته ليتسلل نحو الطابق الثاني. لفت انتباهه باب غرفة مع رسمة سحابة يزينها اسم ايثان بالمنتصف و قد كانت الغرفة الملتصقة بغرفة نوم ايما. هذه الغرفة لم تكن هنا سابقا، هل جهزتها ايما بعد قدومها؟

بدأ يخطو بارتجاف نحو الغرفة و هو يشعر بأن قلبه سيتوقف حرفيا، فمنذ أن علم بخبر حمل إيما و هو يتخيل اللحظة التي سيرى فيها طفلهم أو طفلتهم.

فتح باب الغرفة بهدوء، ليجدها مزينة بالأبيض و الأزرق بشكل أنيق يتوسطها سرير صغير. كان هناك لعبة فوق السرير تدور مع إصدار صوت موسيقى لطيف و لكن الشيء الذي رجف قلب بلاك له كان صوت ضحكات صغيرة.

اقترب بلاك أكثر و أكثر ليقف مباشرة أمام السرير مقابل طفله الذي كان يرفع يديه و كأنه يريد الوصول إلى اللعبة و هو يضحك مع صوت الموسيقى

امتلأت عيناه بالدموع بينما ينظر لصغيره، نظر له نظرة شاملة، كان صغيرا جميلا و لكن يشبهه كما قالت إيما من قبل.

استدار نظر ايثان الصغير من اللعبة نحو بلاك الذي حبس أنفاسه تماما ما أن التقت عيناهما، كانت عيناي ايثان نسخة من عيناي ايما حقا.

لاحظ بلاك أن صغيره كان يمد يديه نحوه و هو يبتسم و كأنه يطلب منه حمله ليمد يده المرتجفة إليه، عض شفته بقوة قبل أن ينظر بلاك يده نحو ايثان الذي امسك بيده الصغيرة اصبع والده بقوة

وقفت ايما عند باب غرفة ايثان لتتصنم من منظر بلاك الذي كان يبكي و منظر ايثان الذي كان يبتسم و هو يمسك بيد والده.

اقتربت منهما لتقف خلف بلاك، نظرت لصغيرها الذي ابتسم باتساع لرؤياها لتبتسم له بالمقابل مع عيونها اللامعة بسبب الدموع المتجمعة بداخلها ثم نظرت نحو بلاك الذي لم يبعد نظره و لو لبرهة من على ايثان لتهمس له

" يريد منك ان تحمله "

استدار بلاك ينظر لها قبل أن ينفي برأسه و هو يردد بقلق

" لا أعلم كيف.. قد.. قد اؤذيه.. "

همس آخر كلمتين و هو ينظر لطفله الذي كان لا يزال مبتسما و هو ينظر لهما لتنحني ايما نحو ايثان و تحمله بحضنها، قبلت رأسه بحب و حنان تحت نظرات بلاك المعجبة تماما بهذا المنظر أمامه لتقترب منه و هي تقول بجدية واضعة إياه تحت الأمر الواقع

" يدك اليمنى خلف رأسه و اليسرى تحت جسده "

" لا استطيع.. "

همس بلاك بخوف و هو ينظر لطفله بحضن ايما لتقترب منه أكثر ثم وضعته بحضنه دون إبعاد يديها لتقول بهدوء و جدية و هي تعدل طريقة حمل بلاك لايثان

" هذا شيء غريزي يا بلاك، أنت والده و يجب أن تحمله "

ابتسم بلاك و هو يستمع لكلماتها لينظر نحو ايثان الذي صار بحضنه الآن فابتسم بين دموعه و هو يهمس له

" мой маленький ангел "
- ملاكي الصغير -

ابتسم ايثان و كأنه قد فهم و استوعب ما قاله بلاك، ليقربه بلاك من وجهه مقبلا رأسه بحنان بالغ ثم وضع رأسه بعنق صغيره يشم رائحته ليبتسم بقوة و هو ينظر لطفله الذي ابتسم بسبب الحركة و وضع يده على خذ والده

" رائحته مثل رائحتك يا ايما ''

ابتسمت و هي تنفي برأسها لتمرر يدها على شعر ايثان بحب و هي تجيبه

" بل مثل رائحتك صدقني "

نظر لها بلاك و ابتسم قبل أن ينظر نحو ايثان من جديد.

ظل كلاهما بغرفة الطفل ينظران نحو صغيرهم الذي بدأ يغلق اعينه بهدوء موضحا تعبه و حاجته لنوم لتقترب ايما من بلاك و تأخذ ايثان من حضنه لتضعه بسريره

" لم أكن لاتحرك أبدا، كان يمكن أن ينام بحضني "

قبلت ايما يد صغيرها و وضعت الغطاء حول جسده بهدوء لتستدير نحو بلاك الذي يقف خلفها يطالع ايثان النائم بحماس لتهمس له

" أعلم بانك لن تتحرك و لكنه يتحرك بنومه، من الافضل ان يبقى بسريره "

عقد بلاك حاجبيه و رجفت شفته السفلية كطفل صغير حزين ليقول باعتراض

" و لكن.. "

وضعت يدها على فمه بسبب صوته العال لتنظر نحو ايثان الذي كان لا يزال نائما قبل أن تخرج بلاك من الغرفة و تتوجه نحو الأسفل مع بلاك خلفها

" يجب أن نتحدث يا بلاك "

نظر لها مطولا قبل أن يومىء برأسه و هو يتوجه ليجلس مقابلها على الأريكة. عقدت ايما يديها على صدرها و ظلت تطالعه بصمت قبل أن تقول بجدية

" إذا؟ الن تتحدث؟"

رمش الآخر بعينيه و هو ينظر لها بهدوء لتضيف بسخرية تامة

" كيف تحولت من شخص يأبى الحصول على طفل مني إلى والد حنون؟"

أغمض بلاك عينيه عندما تذكر كلماته الجارحة لها قبل سنة ليعض شفته بقوة ثم أخفض رأسه نحو الأسفل خجلا و ندما

" أنت شككت بي، رميتني بعيدا عندما كنت احتاج لك أكثر من اي شخص آخر، كيف هنت عليك يا بلاك؟ كيف طاوعك قلبك أن تقوم بما قمت به ؟"

" كان من أجلك "

همس بهدوء و هو ينظر نحو عيناها مباشرة لتضحك الأخرى بقوة و هي تصفق بيدها قبل أن تتحدث

" من أجلي؟ حقا بلاك؟"

مسح على وجهه بقلة صبر لا يعلم كيف سيخبرها و لكن يجب عليه أن يفعل، ليتنهد بعمق قبل أن يضيف

" لو لم اعاملك بتلك الطريقة، لو وقفت بجانبك، لو لم ابعدك لكنت الآن ميتة "

عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده لتقول بعدم استيعاب

" ميتة؟ ما قصدك؟"

" كان يجب أن أقوم بكل شيء لكي احميكي، لم أكن لاقف مكتوف الايدي، كنت لتكوني ميتة بحق يا إيما"

" التنفس لا يعني الحياة يا بلاك ثق بي، انا مت حقا بسبب ما قمت به "

نظر نحوها بهدوء، عيناها كانت باردة و لكن بنفس الوقت كانت تحمل مشاعر ألم، خيانة، كسر.. هذا لوحده كان كفيلا بحرق قلبه أكثر

" قمت بكل ذلك من أجل الحفاظ على حياتك، بالنسبة لي حياتك كانت أهم من مشاعرك وقتها يا إيما "

ظلت تنظر له بدون النطق بحرف واحد، كلامه مبهم و لم تستوعب منه اي شيء، حتى طريقة تحدثه كانت غريبة

" ارتورو، كان الشخص الذي قتل كلوي و بنفس الوقت يكون الشخص الذي خطفك من قبل "

" لحظة، لحظة، ارتورو من؟ لماذا اختطفني سابقا؟ و الأهم من كل هذا، لماذا قتل كلوي؟"

تحدثت ايما و هي تتكىء على قدميها، تنظر نحو بلاك بجدية و غضب و عدم فهم مطلق. كلامه غريب فهو حاليا قام بربط حادثتين غريبتين ببعضهما البعض

" ارتورو يكون زعيم المافيا الألمانية، أو كان كذلك. بعد أن مات ابنه الوحيد بسبب توم و آنا و علم بأنني غطيت الامر قرر الانتقام. و بما أن جميع أفراد العائلة لديهم حماية كنت انت الهدف الأسهل، و ليضرب عصفورين بحجر واحد علم بأنك زوجتي و علم بعلاقتنا فأصبحت الهدف الرئيسي بالنسبة له "

كانت إيما صامتة كليا، تستمع بهدوء لكل ما يقوله دون أن تبدي أي رد فعل ليمسح بلاك على وجهه بقوة و هو يضيف

" بعد أن انقذتك منه، ظننت بأنه قد مات بالمواجهة التي حصلت يومها، و لكن على ما يبدو أنه قد هرب. علم من كلوديا بأن كلوي تكون نقطة حساسة بالنسبة لي و بنفس الوقت انت تكرهينها لذلك.. "

" قرر قتلها بدون رحمة "

اتمت ايما كلامه بكل برود ليومئ بلاك برأسه بصمت و هو يتمم

" كان يضع قاتلا حولك، بكل مكان، لم يكن هناك حل آخر سوى إبعادك عني نهائيا، بهذا لن تظلي هدفه الرئيسي "

اقترب بلاك ليجلس بجانبها هاته المرة، أمسك بوجهها بين يديه و هو ينظر لها بعيون تبين حبه العميق لها ليقول ببحة مرتجفة

" لم أكن لاخسرك من أجل ما حصل يا إيما، لم أكن لاضحي بحياتك أبدا، كان يجب أن احميك و لو قمت بإبعادك عني "

نظرت له بصمت قبل أن تفتح فمها لتقول بهدوء على عكس قلبها الذي كان يشتعل بداخلها

" انت حميتني بكسر قلبي "

رمش بلاك بعينيه و هو يستمع لما تقوله، نبرة الخذلان كانت واضحة بكلامها، كان يستطيع أن يشعر بذلك.

" الأمر لم يكن هكذا بالحقيقة .. "

تحدث و هو ينفي برأسه لتقاطعه ببرود و هي تسقط يديه عن وجهها

" جعلتني أعاني بحملي و ولادتي لوحدي.. كنت مريضة و كنت تعلم بذلك، كان يجب أن يعيش أحدنا فقط انا أم ايثان "

فتح بلاك عينيه بصدمة فهو يعلم بأنها مريضة و لكنه لا يعلم إلى أي درجة

" تمسكت بطفلي بكل ما أوتيت من قوة، ظللت أتبع تعاليم الأطباء بحذافيرها من أجل طفلي بالرغم من معرفتي أن نسبة بقاءنا نحن الاثنين على قيد الحياة هي 10 بالمئة فقط "

" ماذا؟"

همس بلاك بعدم تصديق بسبب ما سمعه لتقف من مكانها بسرعة و هي تتحرك أمامه ذهابا و ايابا بينما تخلل يدها بداخل شعرها بعصبية لتضيف

" بعد موت أدريان، تعرضت لحادث، طلب مني الأطباء أن اجهض الطفل، كنت بالشهر الرابع فقط من الحمل، لم أستطع فعل ذلك خصوصا بعد أن سمعت قلبه و رأيته. حذرني الطبيب عن سوء حالتي و بأنها أصبحت أسوء بعد الحادث و لكنني اصريت، كنت واثقة من أن طفلي سيكون قويا و لن يسمح بترك والدته. اضطررت للبقاء بالسرير لشهور، فقط نائمة لا أتحرك و لكن ذلك لا شيء من أجل طفلي و لو عاد بي الزمن لقمت بذلك من جديد أتعلم لماذا؟"

صرخت بآخر كلامها بغضب و عيون حمراء بسبب الدموع لينفي بلاك برأسه مع سقوط دمعته

" لأن الشخص لا يمكن أن يكون قويا لوحده، انا وثقت بطفلي و تحملت من أجله، لو أنك وثقت بي و أخبرتني بكل ما حصل كنت لارحل كما تريد بدون الحاجة لكسر قلبي، و لكن انت.. انت فضلت جعلي أعاني و اقاسي وحيدة ببلد غريب لأنك أردت حمايتي "

رمش بلاك لا يعلم ما يقول، كان يظن بأنه الوحيد الذي تعذب بهاته السنة و لكن على ما يبدو أن عذابهما مشترك

" هل تعلم بأن فعلتك هاته.. ما قمت به كان أسوء من ما عشته سابقا"

" ايما لا تقولي هذا ارجوك "

تحدث بلاك و هو يقترب منها لترفع يدها أمامه مانعة إياه من الاقتراب بينما تضيف بخيبة أمل كبيرة

"هل تريد أن تعرف السبب؟ السبب انت، انت لم تثق بي و ابعدتني دون أن تسأل عني "

" حبيبتي .."

أمسك بلاك بيدها و هو يحتضن جسدها و يقربها منه لتنظر لعيونه بغضب و هي تتحدث بسرعة بينما تحاول التحرر من بين يديه

" لا لا لا.. لا داع لتبدأ بلاك، حقا. ألم تفضل ابعادي اذا لاخبرك بشيء انا الان من تبعدك "

" ما قصدك ؟"

تحدث بلاك بجدية و هو يمسك بذقنها ليجعلها تنظر له لترفع رأسها بغرور و هي تجيبه بثقة كبيرة

" قصدي كما تركتني من قبل ارحل الآن فقد تعودت على التنفس بدونك "

ابتسم بلاك بحزن و هو يعلم بأنها كاذبة، ثم وضع يده على خدها و ألصق جبينه على جبينها ليهمس لها بهدوء و هو مغمض العينين

" انا لم اتعود، و لن اتعود. انت هي النفس و كل شيء غيرك محرم "

عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على تنفسها و دموعها التي تهدد بالنزول لتقول بهدوء

" لا تيأس عزيزي سيأتي يوم تستيقظ من نومك و انت تعلم بأن لا أحد يستحق فقط انت.. انت من تستحق "

نظر لها بعيون مشتاقة، كان يعلم بأن كبريائها عال و رأسها يابس و لن تستسلم و تحن بسهولة

" الن تعطيني فرصة Мой ангел؟"

ضحكت بسخرية و هي تدفعه بعيدا عنها لتقول بتحد

" و هل اعطيتني انت فرصة Diablo؟"

" ايما.."

رفعت يدها أمامه تمنعه من التحدث لتنفي برأسها عدة مرات قبل أن تضيف بجدية مطلقة

" اخرج بلاك. غادر فقد سبق و قمت بذلك من قبل "

امال بلاك رأسه على الجانب ينظر لها بتوسل ليقول بحزن

" لا تفعلي هذا يا إيما "

" لماذا؟ و انت فعلت ذلك من قبل "

" تنتقمين مني؟ أليس كذلك؟"

" بلاك ما حصل ليس لعبة، انت لم تكسر لعبتي لانتقم منك، انت كسرت قلبي، و لمعلوماتك فقط انت قمت بذلك لأكثر من مرة "

مسح بلاك على وجهه بسرعة، لا يعلم ما الذي يجب عليه قوله او فعله، هي محقة، كانت دائما الطرف الذي يتاذى بالاخير لا يستطيع لومها

" أخبرتك سابقا أنه إذا كانت هناك سعادة بحياتي ساعطيها لك و لابقى انا بالحزن، و هذا ما قمت به من أجل حياتك كان يجب أن أقوم بما قمت به "

ضحكت ايما بسخرية و هي تشير نحوها لتجيبه

" لمعلوماتك بلاك انا كنت حزينة كل هذا الوقت كنت ابكي و احترق و اتمنى الموت لأن من أحببته لم يصدقني"

" Мой ангел.. "

اقترب منها ليقف أمامها مباشرة، ظل الاثنين صامتين ينظران لبعضهم البعض بصمت قبل أن تقطع ايما ذلك الصمت قائلة بكل برود

" انا اكرهك بلاك"

ضحك بلاك بسخرية و هو ينفي برأسه و يردد بثقة تامة

" تتحدثين من وراء قلبك"

ضحكت الأخرى بسخرية و هي تقترب منه أكثر ناظرة لداخل عينيه

" ها انا انظر لداخل عينيك و اقولها بدون تردد، انا اكرهك بلاك "

" انت تحبيني، و ستحبيني الى اخر يوم بحياتك "

تحدث بلاك بكل ثقة لتبتسم بوجهه بهدوء قبل صفعه. مرر بلاك يده على وجهه بهدوء لينظر نحو ايما المبتسمة بعدم تصديق

" اذا هل يمكننا التحدث الآن بجدية بعد صفعك لي؟ هل اعتبر بأنك قد ارتحت قليلا؟"

" لا عزيزي، لم اصفعك لتتحدث بجدية بل صفعتك لأنني أردت ذلك فقط "

كان على وشك أن يتحدث ليسمع كلامها صوت بكاء ايثان من الجهاز الصغير على الطاولة ليسرع الاثنين نحو غرفته. توجهت له إيما بسرعة لتحمله بينما كان بلاك متلبكا و متوترا و هو ينظر لبكاء طفله بعجز

" لماذا يبكي؟ هل نأخذه للمشفى؟"

كانت إيما تطبطب بخفة على ظهر ايثان الذي بدأ يهدأ لتنظر نحو بلاك بعدم تصديق

" هل تريد أخذه للمشفى لأنه بكى فقط؟"

" اكيد، لماذا سيبكي بدون سبب؟ يبدو أن هناك شيء يؤلمه "

تجاهلته ايما و هي تتوجه للاسفل مع ايثان بحضنها و بلاك خلفها لتقول بسخرية دون النظر له حتى

" هو طفل عزيزي، و من الطبيعي أن يبكي بدون سبب "

اومئ بلاك برأسه بهدوء بالرغم من عدم ارتياحه كليا ليقترب منها يريد حمل ايثان لترفض قائلة

" كان يجب أن أخبرك عن ايثان و فعلت، هذا الشيء الوحيد الذي كان يجب علي القيام به لا داع لأن تكلف نفسك شيءا فوق طاقتك "

" هل انت مجنونة؟ هو ابني و قطعة من قلبي، لا يمكنك إبعاده عني، لا يمكنك فعل هذا ايما هو ابني و انا اظل والده "

رفعت حاجبها بتحد و هي تضحك بسخرية لتحرك ايثان من الجانب الايمن لتحمله على الجانب الايسر و هي تقول بصوت طفولي لطفلها الذي ينظر حوله بهدوء

" هيا صغيري ابصق على والدك لأرى، قال بأنه لا يمكنني، هيا ابصق عليه لأرى "

قلب بلاك عينيه بعدم تصديق و هو يأخذ الطفل من بين يديها ليقول بقلة حيلة

" مجنونة أقسم بأنك كذلك "

" أجل عزيزي الجنون تعلمته منك "

اجابته ايما و هي تعدل طريقة حمله لايثان ليبتسم بهدوء عليها.

جلس الاثنين على الأريكة، بلاك يداعب ايثان الذي يضحك باتساع و ايما الذي تنظر لهما

" باعني ما أن رأى والده "

" انظري إيما و كأنه يعرفني مسبقا "

تحدث بلاك بسبب تعلق ايثان به لتبتسم بدون إرادة منها لهذا المنظر الذي أمامها قبل أن تجيبه من غير أن تنتبه

" هو متعود على رائحتك، أكيد لقد تعرف عليك "

" ماذا؟"

فتحت ايما عيناها بصدمة و هي تستوعب بأن كلامها كان مسموعا و ليس فقط بعقلها لتقول بسرعة

" لا شيء، اعطيني إياه يجب أن اطعمه "

اومئ بلاك برأسه بهدوء و هو يقبل طفله عدة مرات قبل أن يمده لها، حملته و قبلته بحنان لتتوجه إلى الدرج و لكن قبل ذلك أشارت نحو باب المنزل و أضافت

" ضع المفتاح الاضافي الذي تملك و غادر يا بلاك "

دخلت غرفتها بتعب، كل شيء قاله جديد عليها، من جهة قلبها ينبض فرحا لأنه فعل كل شيء من أجلها و من أجل سلامتها و من جهة قلبها مكسور و محطم بسبب عذابها و ما عاشته، تشعر و كأنه تمت خيانتها كان من الممكن أن يشرح لها كل ما حصل، كانت لتتفهم الوضع و لكنه لم يثق به و فضل ابعادها

ارضعت ايثان الذي نام مباشرة بعد أن شبع، قبلته و وضعته بغرفته، توجهت إلى غرفتها لتستحم و ترتدي ملابس منزلية فبعد ذهاب السيدة روبسون لا يمكنها الخروج من المنزل لكي لا يظل ايثان لوحده.

كانت تقوم بتنشيف شعرها عندما سمعت صوت انكسار من الأسفل

" ما الذي يحصل هنا بالضبط؟"

همست لنفسها و أسرعت نحو الأسفل لتجد بلاك بقميصه فقط، سترته على الأريكة و هو يقف بالمطبخ. أغمضت عيناها و فتحتها عدة مرات و كأنها تريد أن تتأكد مما تراه أمامها

" ما الذي تفعله بلاك؟"

كان بلاك يزيل الطبق المكسور من الأرض لينظر لها بتصنم، كانت جميلة بشعرها الأسود الطويل المبتل، ملابسها المثيرة. يا إلهي كم اشتاق لها فكر بداخله ليسمع صوتها من جديد

" إذا انتهيت من النظر لي اريدك أن تخبرني ما الذي تفعله؟"

وقف بلاك من مكانه و توجه يلقي الطبق المكسور بحاوية القمامة بينما يحاول السيطرة على نفسه ليجيبها بهدوء

" جهزت الأكل من أجلنا، و عندما كنت اضع الطبق على الطاولة سقط ..."

" بلاك أرى جيدا ما الذي يحصل حولي، انا اقصد ما الذي لا تزال تفعله هنا؟ بمنزلي ؟"

غسل يديه و استدار ينظر لها بابتسامة هادئة قبل أن يجلس على الطاولة و هو يشير لها بالجلوس أيضا و هو يقول

" يجب أن نتحدث، هذا ما قلته سابقا و انا اريد نفس الشيء. سنتحدث يا إيما "

نظرت له باستنكار قبل أن تحرك رأسها يمينا و يسارا بعدم تصديق

" لقد تحدثنا يا بلاك، و انتهينا "

" لا لم ننتهي بعد "

أشار نحو الكرسي أمامه ليضيف بجدية

" اجلسي ايما "

" لن أجلس، و انت ستخرج من منزلي حالا "

تمتمت بغضب و هي تضرب رجلها أرضا لينظر لها ببرود و هو يكرر

" اجلسي إيما "

" اكرهك، اتسمع "

صرخت و هي تتوجه لتجلس على الكرسي بينما تعقد يديها أمامها و تنظر له بنظرات قاتلة، ليضحك على تصرفها ثم ملأ طبقها و وضعه أمامها

" لنأكل أولا و بعدها سنكمل حديثنا ''

" عن أي حديث تتحدث انت؟ لا شيء لاقوله و لا أريد سماع شيء خصوصا منك "

" كلي "

قال بلاك و هو يقرب الطبق منها لتعيده إلى الخلف و هي تجيبه بعناد

" لا أريد تعني لا أريد "

ضرب يده على الطاولة بقوة ليهتز كل شيء بما فيهم ايما التي شهقت بصدمة ليتنهد بعمق و هو يقول محاولا إعادة سيطرته على نفسه

" كلي يا إيما "

رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تبدأ بالاكل بصمت. انهت طبقها كله لتنظر نحو بلاك الذي كان ينظر لها بصمت و هو يرتشف نبيذه

" الم تأكل؟"

ابتسم و هو ينفي برأسه و يرتشف من كأسه لتنظر أمامها لكأس العصير لتقول بعدم فهم

" أين كأس النبيذ خاصتي؟"

" أنت ترضعين يا إيما، لا نبيذ لك "

" و لكن.. اكرهك بلاك "

" أخبرتني بهذا من قبل، الان سنتحدث عن شيء جديد "

ظلت تنظر له بهدوء ليضع كأسه على الطاولة و ينظر لها بسكون

" متى كنت ستخبريني عن ايثان؟ أم لأن كلاي هددك قررت فعل ذلك؟"

فتحت فمها بصدمة بسبب كلامه، كيف عرف بتهديد كلاي لها

" كيف عرفت بأن كلاي قد هددني ؟"

ضحك بلاك و هو يرفع هاتفه أمامه بسخرية لتقلب عينيها بعدم تصديق و تلعن كلا من كلاي و بيلا

" اتصل بي و قام تهنئتي على طفلي "

" هل ذلك الوغد قريبي أم قريبك؟ لماذا يقف بصفك دائما؟"

" هل كنت ستخبريني عن ايثان؟ نعم أم لا؟"

كرر بلاك لتمسح ايما على وجهها بتعب، ثم توقفت و نظرت له بعيون هادئة

" لا أعلم، حقا لا أعلم، لم أفكر بذلك. بعد ما قلته لي عن عدم رغبتك بأي طفل مني، لم يكن لي لا الشجاعة و لا الرغبة بأن أخبرك"

اومئ بلاك برأسه بصمت و هو يرتشف من كأسه لتضيف

" مرات كنت مصرة على عدم اخبارك أبدا، و لكن بأغلب الأوقات كنت أريد لطفلي أن ينعم بحب والده و عاطفته "

" هل.. هل فكرت باخباري من قبل؟"

قال بلاك بعيون تحمل شكا لتومئ له بهدوء

" عندما مات أدريان أردت الاتصال به، بعد أن انتكست حالة جدي أردت أن اتصل بك، عندما تعرضت لحادث أردت أن اتصل بك.. دائما ما أردت أن اتصل و لكن عندما اكون على استعداد للقيام بذلك تظهر الذكريات السيئة أمام عيني و تمنعني."

عادت إلى الخلف و وضعت يديها بحضنها و كأنها تحمي نفسها بتلك الحركة و هي تضيف بشرود

" عندما كانت ولادتي كنت سأتصل بك، كنت أريدك بجانبي.. كنت خائفة، خائفة من أن أموت و اترك ايثان لوحده، و خائفة من أن أعيش و يموت صغيري، اردتك بجانبي و لكن كلامك كان يتردد بأذني، لا تتشرف بأن أكون اما لطفلك يا بلاك، ذلك كسرني أكثر من اي شيء آخر "

" أخبرتك بحقيقة ما حصل، انا لم اقصد ذلك، لقد كان من أجل.."

تحدث بلاك يحاول جعلها تفهم وضعه لتقاطعه مكملة بجدية

" من أجل سلامتي. و انا من أجل سلامة طفلي حاربت، بعد الولادة تعرضت لنزيف حاد و ظللت بغيبوبة لأسبوع كامل، أول شيء نطقت به عندما استعدت وعيي كان اسمك.."

ضحكت بسخرية على نفسها عندما تذكرت ذلك و أكملت

" الشيء الذي أعطاني القوة لصمود كان رؤيتي لصغيري الذي حارب ليكون بهذا العالم، لقد جعلني اكتشف بأن الأمومة شيء قوي، شيء يدفعك للعيش من جديد و انا حاليا اعيش من أجل ايثان "

" و انا عانيت يا إيما، هل تظنين بأنه قد كان من السهل علي أن أرى المرأة التي أحب تبتعد عني بل و تكرهني؟ هل تظنين بأنه كان من السهل عدم رؤية طفلي الذي ولد؟ انا تعذبت بالجحيم من أجل أن تظلي انت على قيد الحياة، كنت اتمنى الموت كل يوم و لا أجده، كنت احلم بك كل ليلة، طيفك لا يفارقني، لا انام لأنني أعلم بأنني ساراكي بحلمي و ستختفين بمجرد أن استيقظ، لمرات عديدة تمنيت النوم بغيبوبة لاظل احلم بك"

ظلت صامتة لم تنطق بحرف ليعض شفته المرتجفة بقوة و هو يضيف

" لقد مت حقا بعد أن أخبرني إيفان بأنك ميتة، لقد.. لقد شعرت بأن روحي أخذت مني، انا من أجلك قمت بكل شيء و بالاخير أتى إيفان ليخبرني بكل برود عن موتك انت و الطفل، ذلك جرحني، كسرني بل و دمرني"

نظر لها و نظرت له، كان الصمت سيد المكان، كلاهما عانى و كلاهما تعذب، فما هي الخطوة الجديدة

" انا اسامحك على كل شيء يا بلاك.."

" ماذا؟ حقا؟"

همس بلاك بأمل بسبب ما قالته ليبتسم بوجهها و لكن سرعان ما اختفت ابتسامته بسبب إضافتها

" حقا اسامحك و لكن لا مجال للعودة، طريقنا معا يأخذنا نحو الهاوية دائما. انا أريد أن أعيش بسلام، أريد أن نتطلق، لن امنعك عن ايثان أبدا فهو بالأول و بالاخير يظل طفلك أيضا، و لكن هذا كل ما لدي "

بلع بلاك ريقه و هو يستمع لما تقوله، هل يموت المرء و هو على قيد الحياة؟ أجل يموت.

اومئ بلاك برأسه بهدوء و حمل سترته ليتوجه إلى الخارج دون النظر خلفه أو حتى النطق بحرف واحد.

وضعت إيما يداها على وجهها و بدأت تبكي بألم و حرقة بينما تستعيد تذكر ذكرياتها السيئة طوال بعدها عنه.

فقد كانت تستيقظ كل ليلة تبكي و تصرخ منادية باسمه، محطمة، مدمرة، بائسة و يائسة هذه كانت حالتها منذ أن غادرته و رحلت.

فلاش باك

" بلاك.. بلاك.. "

بكت ايما و هي تضع يدها على وجهها تخفي عيونها بينما شهقاتها العالية توضح جرحها الكبير و دمارها، لا تستطيع أن تنساه و من المستحيل أن تتخطاه، بكل شيء كان جيدا اذا ما الذي غيره

" كيف طاوعك قلبك يا بلاك؟ كيف فعلت ذلك؟"

بكت بحرقة و هي تتكور بسريرها على شكل جنين لتعانق قدميها بقوة مقربة إياهم إلى حضنها و هي تبكي بصمت لتشعر بحركة صغيرة بداخلها، طفلها الصغير معها، هي ليست وحدها

" لا تتخلى عني يا طفلي، لا تفعل، انت كل ما تبقى لي اتوسل إليك تمسك بوالدتك جيدا، انا مستعدة لتخلي عن حياتي من أجلك فقط أنت لا ترحل "

مررت يدها على بطنها بحب قبل أن تأخذ حبة من دوائها فحالتها الجسدية كانت سيئة و بسبب سوء حالتها النفسية أصبح الدمار اثنان، قلبها مدمر و جسدها لا يتحمل.

بعد موت أدريان، كانت الشخص الذي تحمل مسؤولية انطونيو جدها، و بيوم تعرضت لحادث سيارة و هي بطريقها للمشفى من أجل رؤية جدها.

حالتها كانت سيئة و طلب منها الأطباء ضرورة إجهاض الطفل من أجل صحتها فستعاني جدا و لكنها كانت مصرة و مصممة على انجابه، هو صغيرها فكيف يريدون منها أن تقتله؟

جوش الذي كان طبيب جدها، وقف بجانبها تلك المدة، لم يتركها لوحدها و حرص على صحتها. ظلت لشهور بالمشفى إلى أن جاء يوم الولادة، كانت تبكي خوفا و ألما، حملت هاتفها و كتبت رقم هاتفه و لكنها لم تستطع أن تتصل، لم تتجرأ.

بعد أن استيقظت من غيبوبتها أخبرها الطبيب بأن طفلها حاليا تم وضعه بالحاضنة بعد انجابها مباشرة و لكنه كان مقاتلا صغيرا و تحسنت حالته.

حملها لصغيرها كان كفيلا بجعلها تعد نفسها بأن من بعد الآن لا شيء يهم، فقط هي و ايثان.

جدها الذي كان مريضا بالمشفى، رأى إعجاب جوش بها و طلب منها أن تعطيه فرصة بعد أن أخبره جوش بأنها قد رفضته بأدب و أخبرته بأن لا مجال للحب بحياتها

من أجل جدها، الذي أصر عليها عدة مرات وافقت على طلب جوش لزواج منها و لكنها لم تتقدم خطوة بعلاقتهم، لم تكن تكذب عندما أخبرته بأن لا مجال للحب بحياتها و ذلك يعود لحب بلاك الذي لا يزال يعيش بداخلها

بعد أن تحسنت حالتها بدأت العمل بشركة جدها و كان هذا مساعدا لها فقد جعلها تطور من نفسها و تصبح أقوى و لكن مع الأسف الشديد كانت تبكي كل ليلة على سريرها و هي تستعيد كل شيء حصل معها، فجروح الماضي كانت عميقة لدرجة لا تجعلها ترتاح

انتهاء الفلاش باك

توجه بلاك إلى القصر، دخل غرفته و استلقى على سريره ينظر إلى السقف. لا يعلم لكم من الوقت لم يتحرك من مكانه إلى أن سمع صوت باب غرفته يفتح ليقف دارك أمامه

" الن تتعشى معنا؟"

أدار بلاك وجهه ينظر لوالده قبل أن يتحدث بهمس

" لست جائعا "

اقترب دارك و جلس على حافة السرير، وضع يده على جبين ابنه يتحسس حرارته ليقول بشك

" حرارتك ليست مرتفعة، إذا لماذا انت هادىء؟ ما بك؟ هل رأيت إيما؟"

ابتسم بلاك فوالده أكثر شخص يعرفه حقا ليعتدل بجلسته قبل أن يتحدث بلهفة

" لقد رأيتها و رأيته يا أبي؟"

" من هو؟ من رأيت؟"

" ابني، لدي طفل، ايما لم تجهض بل .. لقد أنجبت طفلا جميلا للغاية، جميل لدرجة لن تستطيع التوقف عن النظر إليه "

فتح دارك عينيه و وضع يده على فمه بصدمة ليبتسم بلاك و هو يضيف ببحة

" ايثان، لقد أسمته ايثان... ايثان بلاك روجر "

ارتعشت عيون دارك و امتلأت بالدموع، من جهة سيب اسمى طفله هو ايمي باسم ألكس على ذكرى توأم بلاك الميت، و الآن إيما اسمت ابنها هي و بلاك باسم ايثان على ذكرى توأم سيب الميت

" ايثان.. ايثان بلاك روجر "

كرر دارك وراء طفله و هو يشعر بالسعادة ليبدأ بلاك بوصف صغيره و كيف حمله بحضنه و داعب يديه و قبله

" أشعر بالكمال يا أبي، الشعور اللي مر بداخلي عندما حملته لا يوصف حقا. لقد احبني أيضا و ابتسم لي طوال الوقت، حتى أنه قد نام بحضني بسلام "

مرر دارك يده على شعر بلاك ليقول بجدية و حنان ابوي

" و من لا يحبك يا بلاك "

توقف بلاك عن الابتسام، و ظهر الحزن بعينه ليمرر يده على شعره بعصبية قبل أن يهمس بسخرية

" من أحبها لا تحبني، لقد طلبت الطلاق من جديد بل و أخبرتني بأنها تريد أن تعيش بسلام بالمقابل لن تحرمني من ايثان "

" انتما لا يمكنكما أن تتطلقا، هل أخبرتها بذلك؟ هي لن تستطيع أبدا أن تتطلق منك يا بلاك. و بالنسبة لحبها لك انا أستطيع أن ابصم لك بأن إيما لا تزال غارقة بحبك "

تنهد بلاك بحزن و أسى و هو يستلقي على سريره ليغمض عيناه براحة، ثم نام بعد لحظات.

بعد مرور يومين، كان بلاك يذهب إلى منزل ايما بعد مغادرتها إلى الشركة، يظل يلاعب ايثان و يغادر قبل عودتها.

حاله و حالها كان قاسيا، و كانت السيدة روبسون تشعر بالأسى على الثلاثة.

دخلت إيما كعادتها لتتوجه مباشرة لصغيرها، حملته و قبلته عدة مرات و كما حصل معها منذ يومين كانت تستطيع شم رائحة بلاك من على طفلها

كانت تلاعب ايثان الذي كان يبتسم لها ليرن هاتفها

" مرحبا جوش "

" حبيبتي كيف حالك؟"

نظرت ايما نحو ايثان و مررت يدها على شعره بحنان قبل أن تجيب

" بخير شكرا لسؤالك كيف حالك ؟"

" انا بخير، لدي خبر لك "

" خبر؟ هل جدي بخير؟"

" اجل، أجل بخير الحقيقة سنكون هناك بعد أسبوع"

" ماذا؟'

صرخت ايما بصدمة ليبدأ ايثان بالبكاء، فحملته بحضنها و هي تحاول اسكاته

" تفاجأت أليس كذلك؟"

" هل هذا هو الخبر؟"

" لا بالحقيقة المفاجئة هي أن الجد انطونيو قام بتجهيز زفافنا، سيكون بعد أسبوع مباشرة ما رأيك؟ أليس رائعا؟"

" و لكن انا لازلت متزوجة.. "

" الجد أنطونيو اتصل بزوجك السابق شخصيا و أخبره عن رغبتك بالطلاق و زوجك وافق و أخبره بأن الأمر سيتم بيومين "

رمشت بعينيها عندما سمعت ما قاله جوش و لم تجبه، بل ظلت مصدومة. تجاهلت نداء جوش لها و أغلقت الخط لتجلس على الكرسي مصدومة كليا

" و لكن كيف؟"

كانت شاردة لتجلس أمامها السيدة روبسون التي كانت بطريقها لذهاب إلى منزلها

" ما الامر عزيزتي؟ لماذا تبدين شاحبة ؟"

" سأتطلق بعد يومين و اتزوج بعد أسبوع "

قالت إيما بسخرية لتسقط دمعتها التي حاولت جاهدة منعها من السقوط، فتنهدت السيدة روبسون و هي تطبطب على يد ايما بمساواة

" أخبرتك من قبل عزيزتي، يجب ان تتحدثي مع جدك، قد يكون يحبك للغاية و يريد مصلحتك و لكن القلب لا سلطان عليه، لا يمكنه أن يطلب منك الزواج من جوش لأنه أعجب به "

" بلاك وافق على الطلاق "

همست إيما و كأنها غير قادرة على تفهم الأمر لتجيبها السيدة روبسون

" بلاك يريد ما تريدين يا ايما، انت أخبرته بأن سعادتك برحيله لذلك رحل، هو يريد سعادتك فقط و لو كانت على حساب تعاسته "

" و لكن.. و لكن...'

لم تستطع التحدث أكثر لتبدأ بالبكاء و هي تعانق طفلها الذي كان يبكي لبكاءها.

صعدت غرفتها و نامت بعد مدة من البكاء و ايثان بحضنها، استيقظت على صوت الجرس لتبتعد عن جسد صغيرها و تسرع نحو الباب قبل استيقاظه

دخل كلاي الغاضب من الباب لتنظر له بعدم فهم ليتحدث

" كيف تفعلين هذا يا إيما؟"

مسحت عيناها بقوة تحاول الاستيقاظ و إبعاد النوم عنها

" ما الذي فعلته؟"

" بسببك تم انحاء بلاك عن الزعامة"

" ماذا؟"

قالت بصدمة ليغمض كلاي عينيه لعله يسيطر على أعصابه قبل ان يضيف

" الطلاق، الطلاق بينكما مستحيل أنا اخبرتك من قبل يا إيما و لكنك استهزأت بالأمر، لكي يحقق بلاك رغبتك كان يجب عليه أن يتنحى من الزعامة، هو ولد من أجل منصبه يا إيما و من أجلك.. بسببك تخلى عن ذلك"

" و لكن انا لم اطلب منه ذلك"

قالت بعدم فهم فهي حقا لا تفهم ما الذي يحصل

" طلبت الطلاق يا ايما، الزعيم الذي يكون غير قادر على الحفاظ على عائلته الخاصة كيف سيحافظ على الجميع "

ظلت صامتة تنظر نحو اللاشيء بدون التفوه بحرف ليضيف كلاي بخيبة أمل كبيرة

" لم أتوقع أن تصلي لهذا الحد يا ايما، أخبرك عن السبب الذي جعله يقوم بما قام به و لكنك ظللت مصرة على موقفك و الآن ها هو يخسر من جديد "

غادر كلاي دون الاستماع لردها لتجلس على الأرض مصدومة، لا تعلم ما الذي يجب عليها القيام به، لماذا لم يفكر أحد بها، أم لأن بلاك كان أمامهم و هي لا اذا يجب أن يتعاطفوا معه.

مر الأسبوع اخيرا، لم ترى بلاك أبدا، فقط كان يتعمد الحضور بعد رحيلها، بالرغم من أنها كانت تتأخر بالرحيل كل مرة و لكنها لم تراه. وصلتها أوراق الطلاق حقا، و حرفيا تم طلاقهما. و الان حضر جوش و جدها و كان كلاهما يحضران لحفلة الزفاف

" ايما ما رأيك بهذا الفستان؟"

أشار جدها لفستان زفاف أبيض فخم، لتقبل يد ايثان و هي تنفي برأسها مجيبةإياه

" أخبرتك بأنني لن أرتدي فستانا ابيض، أبدا "

" و لكن انت عروس "

" لا عليك سيد دوفار، لا داع لتجبرها لترتدي ما تريد هي ستكون العروس "

تحدث جوش و هو يقبل يدها لتبعدها عن خاصته ثم توجهت إلى الطابق الثاني بحجة إطعام ايثان.

يوم الزفاف، كانت ايما ترتدي فستانا ذهبيا أنيق، و تنظر نحو المرآة بسكون، لا تشعر بالسعادة و لا الفرح، و فجأة مرت ذكرى زواجها ببلاك، تذكرت كيف كانت سعيدة و تطير فرحا إلى أن حصل ما حصل

استيقظت من شرودها على صوت همس خلفها بهدوء، و هو يقف خلفها مباشرة ينظر لها من المرآة

" لا يمكنك أن تكوني أجمل "

رجفة مرت بسائر جسدها، قلبها ينبض بقوة، دموعها تجمعت بعيناها و غصة تكونت بحلقها

" بلاك "

انحنى بهدوء و وضع رأسه بالمنطقة بين عنقها و عظمة ترقوتها ليقبلها بهدوء قبل أن يبتعد

" هل أحببته؟ "

استدارت و نظرت له بعيون واسعة، كان نظره لا يزال مثبتا أمامه و وجهه جامد لا يظهر اي مشاعر و لكنها كانت تعلم، كانت متأكدة من أن قلبه حاليا يصرخ ألما و غيرة لتبتسم بهدوء قبل أن تجيبه

" لم أفعل و لن أفعل يا بلاك "

نظر لها بعيون تحمل العديد و العديد من المشاعر التي لم يستطع التحكم بظهروها، لتضيف بثقة دون قطع اتصال أعينهم

" كنت انت من أحب يا بلاك، و ستظل إلى الأبد الشخص الذي أحب. انا وقعت بحبك بطريقة تجعل من المستحيل لي الخروج من دوامة حبك، أعلم جيدا بأنني اغرق، و أعلم جيدا بأنني أموت و لكنني لا أستطيع التوقف عن حبك "

ابتسم بلاك و هو ينظر لها بنظرات كانت كفيلة بجعلها تعلم بأن حبه لها كحبها له أو يفوق خاصتها، اقترب منها بكل هدوء ليقبل جبينها برقة و هو يضغط بشفتيه على بشرتها لفترة من الوقت قبل أن يهمس لها

" ثقي بأنني غرقت قبلك، و مستعد لأن اغرق من أجلك من جديد. من قال بأنك بكفة و العالم بكفة مخطئ انت بالنسبة لي العالم و الكفتين "

ابتسمت بحزن و هي تمرر يدها حوله معانقة إياه بقوة لتضع رأسها على صدره، شعرت بجسده يتصلب لدقيقة قبل أن يرفع يديه مبادلا لعناقها ليسمعها تضيف

" هذا قدرنا يا بلاك، هذا حبنا، لقد علمنا منذ البداية بأنه حب لا ينفع، علمنا بأنه حب مدمر و لكننا تمسكنا به، أظن بأنه حان الوقت لتركه يرحل "

لم يجبها بل اكتفى بتقبيل شعرها و هو يمرر يده على رأسها بحنان لتعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها و أحاسيسها قبل ان تمسك بكف يدها قميصه من الخلف و هي تضيف

" أعلم بأنني لا أحب جوش و لن أحبه أبدا، و لكنني أيضا أعلم بأنه سيفعل ما بوسعه للحفاظ علي و على سعادتي، بعيدا عن الأذى، بعيدا عن الموت و الأحزان"

سقطت دمعة من عيني بلاك و لم ينطق بحرف، ظل على حاله يستمع لها لتضيف بغصة بصوتها

" سأنجح بتخطي كل شيء، سأنجح ببناء حياة جديدة "

علم بأنها كانت تحاول إقناع نفسها و ليس إقناعه ليقبل رأسها بهدوء ثم ابعدها لينظر لعيناها اللامعة بسبب الدموع

" لا تحبي من بعدي يا إيما "

نفت برأسها عدة مرات غير قادرة على التحدث ليقبل جبينها من جديد و هو يهمس لها بثقة

" كان شرفا لي الوقوع بحبك ايمانويلا خوسيه "

عضت شفتها بقوة قبل أن تبلع ريقها بصعوبة و هي تجيبه

" كان شرفا لي الوقوع بحبك بلاك روجر "

ابتعد عنها يطالعها بعيون تحمل العديد من المشاعر التي لم يكن قادرا على النطق بها ليستدير للخروج، ثم توقفت خطواته عند باب الغرفة ليقول دون الالتفات نحوها

" كوني سعيدة "

غادر لتظل مكانها متصلبة، تريد البكاء و الصراخ، تريد اللحاق به، و لكن قدميها تأبى التحرك، لا تستطيع حقا.

فتح جدها الباب مبتسما ليقترب منها و يقبل جبينها ليقول بحب

" أنت جميلة للغاية صغيرتي ايمانويلا "

أومأت برأسها و هي تضغط بيدها على باقة الورد لتضع يدها بيده و هو يوجهها نحو القاعة. كان كل تفكيرها على بلاك، لم تستطع تخيل نفسها بأنها حقا ستتزوج غيره، هي لا تريد و لا تستطيع

وقفت بجانب جوش الذي ابتسم بسعادة و هو يقبل يدها لتسقط دمعة من عينيها و هي تخفض رأسها بسرعة

جلست بجانبه على طاولة عقد القران، ليبدأ الموظف المسؤول عن الزفاف بالتحدث، كانت شاردة تماما تشعر بالاسف و الاسى على حالها و حال بلاك و الأهم على حال ايثان.

لم تكن قادرة على الاستماع لأي شيء، كانت بغير عالم لا تريد فعل هذا، هي غير قادرة على فعل هذا، قد يكون بلاك دمرها و لكنه فعل من أجلها و ليس كما ظنت طوال سنة

" الآن سنبدأ مراسم حفل زفاف.. "

كان المسؤول يتحدث بهدوء لتهمس بصوت منخفض عندما استعادت وعيها

" لا أستطيع "

كانت تنظر أمامها لتشعر بيد جوش على خاصتها، كانت الدموع تسقط من عيناها بدون توقف ليبتسم الآخر برقة و هو يمسح دموعها ليقول بهدوء

" اذهبي إليه يا إيما "

فتحت عيناها بصدمة و عدم فهم ليبتسم بوجهها و هو يضيف

" لم أره من قبل و لكن ما أن لمحت شخصا يقف بآخر الحفل ينظر لك بعيون تحمل عذاب الدنيا بأكملها عرفت بأنه هو بلاك "

استدارت تنظر حولها لعلها تلمحه ليجيب جوش على ما يدور برأسها

" لقد رحل، ظل ينظر نحوك كثيرا و لكنك لم ترفعي راسك أبدا فرحل "

عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي تأبى التوقف عن النزول لتهمس بألم و أسف

" انا آسفة جوش "

" بل انا الاسف إيما، ثقي بي أنا شاكر لأنك استيقظت من هذا الوهم قبل فوات الأوان فلا أحد منا يستحق هذا العذاب "

نظرت له بصمت ليبتسم لها و هو يكرر بثقة

" هيا الحقي به "

أومأت برأسها و وقفت بسرعة لتضع باقة الورد على الطاولة و تركض نحو الخارج تاركة مهمة شرح كل شيء لجدها لجوش

كانت تركض لتلمح شخصا يتوجه نحو سيارته و عرفته ما أن رأته لتبتسم و هي تركض نحوه

كان بلاك يتحرك نحو سيارته و هو يشعر بثقل كل خطوة يخطيها ليسمع صوت خطوات أقدام خلفه، استدار بسرعة ليتصنم عند رؤيته لايما نفسها تركض ناحيته بفستان زفافها

" أظن بأنك نسيت شيءا "

نظر لها بعدم فهم لتقترب منه بهدوء، وقفت أمامه مباشرة لتصفع خده بكل قوة مما جعله يفتح عينيه بصدمة

" هذا لأنك تركتني أعاني بسبب كل ما قمت به "

" ايما.."

قاطعته و هي تضع يدها على عنقه مقربة إياه منها تمر نظرها بين عينيه و شفتيه ثم همست له

" و هذا لأنك قمت بكل شيء من أجلي "

كان على وشك التحدث عندما وضعت شفتيها على خاصته تقبله بكل حب و اشتياق و كل المشاعر التي تتجمع بداخلها ليبادلها قبلتها بسرعة و هو يقربها منه أكثر.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro