Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

36


الثقة هي قطعة الاحجية الأهم بأي علاقة، الحب لوحده لا ينفع. اذا لم يقف الشخص الذي تريده بجانبك و يثق لك بأشد الظروف فلا حاجة لوقوفه بجانبك مرة أخرى.

اجتمعت الدموع بعيني إيما التي كانت لا تزال تضغط على جرح أختها بكف يدها بقوة، لم تستطع فتح فمها بحرف واحد، نظرة بلاك لها كانت غريبة و مخيفة لتجده يقترب بسرعة و هو يبعد يدها عن عنق كلوي يحاول تحسس نبضها الغير موجود لينظر نحو الجثة بألم قبل أن يهمس

" قتلتها ؟"

سقطت دموعها و ضحكت بسخرية وسط بكاءها و هي تنفي برأسها عدة مرات غير قادرة على السيطرة على دموعها و لا على مشاعرها، تشعر و كأنها سقطت بداخل دوامة

" لماذا فعلت ذلك ؟"

نظر لها بعيون مصدومة لتعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي بدأت بالنزول لتبعد يده من على عنق كلوي و تعود لضغط بقوة كمحاولة لإيقاف النزيف لتقول بهدوء على عكس داخلها المحترق

" بلاك انت لا تعي ما تقول، اتصل بالاسعاف "

ضحك بلاك بسخرية و هو يمسح على وجهه ليقول بجمود

" عن أي إسعاف تتحدثين، هي ميتة، لقد ماتت "

نفت ايما برأسها و هي تبكي، كان الذنب سيقتلها لكونها لم تكن و لو ليوم اختا لهاته الصغيرة بين يديها لتشعر بشخص يمسكها من يدها و يوقفها لتجد بلاك آخر لا يمت لشخص الذي أحبته بصلة و هو يقول بجدية من بين أسنانه

" كرهتها منذ علمت بأنها أختك، لذلك قتلتها "

أبعدت يده من فوق ذراعها لتصرخ بوجهه بغضب و عصبية فهي ليست قادرة على سماع حرف واحد منه

" يا إلهي بلاك ما الذي تقوله؟ هل تقصد بأنني قتلت اختي؟"

ارتجفت شفتي بلاك للحظة و مرت بعض المشاعر بعينه لبرهة، كانت مشاعر مختلطة بين الأسف و الاعتذار لشيء لم تفهمه قبل أن يصرخ بغضب و كأنه تحول لشخص اخر

" لماذا ايما ؟ لماذا و اللعنة؟ لقد كانت طفلة "

صراخه كان عال و قوي، كانت قادرة على سماع خطوات الاقدام نحوهم و لكنها لم تكن بوضع لتهتم لتمسكه من تلابيب قميصه و هي تحركه بجنون بينما تصرخ

" لقد كانت اختي؟ اتسمع؟ اختي..هل جننت يا بلاك؟ لماذا تفعل هذا بي؟"

" يا إلهي.."

سمع الاثنان شهقت شخص ما و جون الذي أسرع نحو كلوي ينظر لحالها و لكنها لم يتحركا بل ظلا على حالهم و صراخهم قبل أن يتحدث بلاك بجمود

" هل تذكرين قبل يومين في بيت المزرعة؟ هل تتذكرين عندما سألتك عنها ماذا قلتي؟ لقد قلتي بأنك لا تريدين وجودها بحياتك لقد قلت بأن اختفاءها أفضل من وجودها ظننتك متؤثرة و لم أصر أكثر "

سقطت يداها من على عنقه متذكرة ذلك اليوم، حسنا هي غاضبة من جوليا و جون و فرانك و أدريان و لا تريد رؤية كلوي و لكنها لا تريد موتها أيضا

" ما الذي تقوله انت؟ هل تتهم ابنتي؟"

صرخ ألكسندر و هو يدير بلاك ناحيته و لكنه ظل ينظر لها بعيون باردة جعلت من قلبها يرتجف

" كلوي، طفلتي استيقظي "

همس جون و هو يبكي و يمسح على شعر صغيرته الباردة ليحاول ماث و إيفان إبعاده و لكنه كان بحالة جنون و هستيرية غريبة

" ب..بلاك "

همست بانكسار و كأن قلبها قد تم كسره بين يديه لمئة قطعة، أختها توفت لا بل قتلت، هي متهمة بقتلها، والدها بحالة جنونية و الآن زوجها الحبيب لا يثق بها

" ارحلي "

تمتم ببرود و هو يبعد نظره عنها ليتوجه لجثة كلوي مبعدا إياها عن جون الذي كان يحاول التخلص من بين يدي ماث و إيفان ليسمع الجميع أصوات سيارات الشرطة

" ما اللعنة؟ "

صرخ دارك بغضب فبوجود الشرطة لا يمكنهم إخفاء الأمر فيما بينهم

" ألكسندر يجب أن تخرج ايما من هنا "

اومئ ألكسندر و هو يضع يده على كتف ايما المتجمدة التي ابعدته بكل هدوء و وقفت أمام بلاك مانعة إياه من مغادرة الغرفة لتقول بكره يشع من عيونها

" من بين الجميع ظننت بأنك ستصدقني و لكن لا شيء يكون كما نظن "

نظر بلاك نحو كلوي الباردة بين يديه و نظر نحو زوجته المدمرة أمامه ليقول بجدية

" غادري، فقط ارحلي الشرطة هنا "

ضحكت بسخرية و هي تمسح الدموع من على وجنتها ليتلطخ وجهها بدماء شقيقتها قبل أن تضيف بنبرة جامدة كليا

" انت الآن أثبت لي أنني كنت لوحدي بعلاقتنا فلو كنت الآن مكاني لكنت صدقتك "

وقف رجال الشرطة أمامهم و الخادمة تركض خلفهم ليتحدث أحدهم ببرود و هو يكرر نظره بين الجميع

" لقد اتانا بلاغ ضد السيدة ايمانويلا روجر بتهمة قتلها لكلوي دومينيك "

نظر نيك نحو ألكسندر الذي تقدم نحو الشرطي و هو يحمل شارته ليبدأ التحدث معه بهدوء قبل أن يقاطعهم صوت إيما التي قالت دون إبعاد عيناها عن خاصة بلاك

" انت من اهديتك قلبي يا بلاك انت من وثقت بك، ما دام انك قبلت و أخذت قلبي لتحافظ عليه"

سقطت دمعتها و مدت له يدها بعيون مجروحة لتضيف بانكسار

" خذ بيدي لا تتركني"

ظل بلاك ينظر ليدها بشرود و لكنه لم يتحرك لتبتسم و هي تقترب منه لتمسح على شعر كلوي و وجهها ثم قبلت جبينها لتهمس لها بحزن

" ليكن المكان الذي رحلت له أفضل من هذا العالم يا اختي الصغيرة "

اقتربت من الشرطي لتقول ببرود

" انا ايمانويلا روجر و تلك التي تم قتلها تكون أختي و أنا من وجدتها قبل الجميع، أظن بأن هذا يجعلني متهمة أليس كذلك؟"

نظر الشرطي نحو ألكسندر و الذي أخبره بأن ما حصل كان حادث و بأنه رئيس الاستخبارات ليصرخ إيفان و هو يركض نحو أخته

" ما الذي تفعلينه انت؟"

نظرت نحو بلاك الذي لم يحرك ساكنا و لم يتحدث حتى لتقول بسخرية

" أثق بأن الشرطي الغريب سيثبت برائتي على عكس بعض الأشخاص "

ذهبت ايما مع الشرطة ليحاول ألكسندر و إيفان اللحاق بها و لكن صراخ ماث منعهم و هو يحاول جعل جون يعود لوعيه

" جون.. اللعنة جون ما بك؟ "

" اذهب مع إيما لا تتركها لوحدها "

قال ألكسندر لايفان الذي ركض إلى الخارج و خلفه سارة و توم بكون سارة محامية و توم متدرب ليركض سام نحو جون يفحصه على عكس بلاك الذي غادر بهدوء

" لقد توقف قلبه، علينا نقله إلى المشفى بأسرع ما يمكن "

كانت كالجثة الهامدة تتحرك بطواعية مع الشرطة دون أن تجادل أو تعترض، دخلت التحقيق رفقة سارة و إيفان و أجابت كالصنم عن كل ما حصل معها ليتم وضعها بزنزانة إلى حين انتهاء التحقيق.

تعرض جون لأزمة قلبية فأي شخص بحالته لم يكن ليصمد، موت ابنته الصغيرة و الادهى اتهام ابنته الكبرى بالقتل

لامت عائلة روجر بأكملها بلاك بسبب ما قام به ضد إيما و لكنه لم يهتم بل كان يجهز بكل برود جنازة كلوي.

كان الجميع يقف بالمقبرة ينظرون إلى التراب الذي يغطي ذلك الجسد المدفون و الذي صار بعيدا عنهم دائما. إنها لحظة الوداع حقا

تساقطت حبات المطر فوق رؤوسهم و لكن لا أحد تحرك، فقط ينظرون لمن كان جزءا منهم و ها هو يغادرهم إلى الأبد.

اقترب بلاك ببدلته السوداء و نظارته الشمسية التي كانت كفيلة بجعل مشاعره مبهمة، كان يحمل وردة حمراء وحيدة بيده لينظر نحو القبر بهدوء قبل أن يتنهد بعمق و هو يضع الوردة فوق التراب ليقول بنبرة صوت غريبة

" الوداع صغيرتي "

بعد الدفن اختفى بلاك من جديد و لم يهتم لصراخ اي شخص بوجهه. بعد أسبوعين انتهى التحقيق و صدرت براءة إيما لكون الخادمة شهدت رؤية كيف شخص يغادر غرفة كلوي قبل دخول إيما لها

كانت حالتها سيئة، شاحبة بجسد هزيل و متعب، لتجد الجميع يقف عند مخفر الشرطة ما عدا بلاك، جون و ايز ليعانقها الجميع بقوة و هم يواسونها و يخبرونها بأنهم معها و يصدقونها

" اين بلاك؟"

صمت الجميع لا أحد قادر على إجابتها على هذا السؤال لتضحك بسخرية و هي تنظر لهم

" هو حقا يظن بأنني قمت بذلك"

" ايما ابنتي انظري لي.. "

أمسكت أمارا يدها و جعلتها تنظر لداخل عينيها قبل أن تمسح على شعرها بلطف و هي تقول بهدوء

" كلوي هي بمثابة ايثان لبلاك، لقد اعتبر كلوي منذ أن ولدت على يديه كتعويض لأخيه الميت و بأنها مسؤوليته. بلاك يحبك حقا هو فقط مشتت "

ضحكت بسخرية و هي تنظر لحماتها التي تحاول جعلها تفهم حالة زوجها الغريبة ليقول إيفان ببرود

" ثقي بي ابنك وغد و ليس مشتت "

" إيفان أغلق فمك "

صرخ ألكسندر بغضب ليقلب إيفان عينيه قبل أن يتقدم دارك من إيما و هو يريد أن يخبرها بشيء ما

" إيما صغيرتي يجب أن تستمعي لي جيدا.. "

" لا سيد دارك، بل انت من اريدك ان تستمع لي جيدا. أريد منك ان تخبر ابنك بأن الحب بدون ثقة لا يعد حبا بل مجرد وهم ها انا الان استيقظت من وهمي و الشكر له لولاه لظللت اعيش بخيال طوال حياتي "

غادرت نحو ماث الذي كان يفتح باب السيارة لها ليتوجه إلى المشفى مع إيفان و ألكسندر.

" اين هو ؟"

تحدثت بصوت مهزوز، مشاعر مجروحة و قلب مفطور ليمسك ألكسندر يدها بقوة و هو يخطو إلى الأمام بينما هي تلحق به دون إضافة كلمة واحدة.

وقفت تنظر لغرفة العناية المشدد، كان وجهه شاحبا، و ملامح وجهه تدل على تعبه و جرحه لتشعر بالأسى عليه و كأن شخصا يمسك قلبها بين يديه و يضغط عليه بقوة

" هل استطيع الدخول إليه ؟"

سألت ألكسندر الذي استدار ينظر لطبيب و كأنه يطلب منه تركها تدخل ليتنهد الآخر قبل أن يتحدث بجدية

" عشر دقائق فقط لا أكثر، حالته الصحية حرجة للغاية "

أومأت دون إضافة حرف و هي تلحق بالممرضة التي اعطتها الثياب التي يجب عليها ارتدائها قبل الدخول للعناية المركزة.

اقتربت من جسده بخمول دون أن تبعد نظرها عن وجهه ليفتح الآخر عينيه بتعب و يبتسم لها بصعوبة ثم رفع يده ناحيتها، أسرعت إليه لتمسك بيده و هي تضغط عليها بقوة ليهمس لها

" انا.. اثق.. بك.. انت.. لم.. تفعلي.. ذلك.. انا.. اثق.. بك.. أميرتي "

سقطت دموعها و هي تنظر له لتقبل يده بقوة و كأنها تشكره لتشعر بجسده يرتعش مما جعلها تخاف و تقلق أكثر لتقول بتوسل

" جون جون ما بك؟ ما الذي يحصل؟"

لم يجبها بل ظلت حالته تسوء لتضغط على الجرس بجانب السرير و لم تمكث دقيقة أخرى لترى دخول الطبيب و الممرضين يهرولون ناحيته لتضع يدها على فمها بصدمة قبل أن تنظر له، كان ينظر لها دون إبعاد عيناه من خاصتها و كأنه يريد ان يطبع صورتها بعقله لتهمس له بحسرة

" أبي "

آخر شيء رأته كان ابتسامته الضعيفة و سقوط دمعته و كأنه كان ينتظر سماع تلك الكلمة فقط قبل أن يغمض عينيه نهائيا ليعلن الطبيب وفاته.

هل هذه مزحة؟ هل هذا كابوس؟ إذا كانت مزحة فهي غير مضحكة، و اذا كان كابوسا هي حقا تريد الاستيقاظ منه. خسرت أختها و والدها من دمها لتصبح يتيمة بحق.

كان رؤيتها ضبابية تشاهد ألكسندر و ايز يبكيان فوق جسد جون البارد، تشاهد إيفان و ماث يتحدثان معها و لكنها لا تسمع شيءا، و كأن هناك شيء يغلق اذنها ليعم الظلام حولها ثم سقطت على الأرض مبتعدة عن كل شيء

فتحت عيناها بعد مدة لتسمع شخصا يهمس لها باعتذار بنبرة متؤلمة، كانت تريد أن تنظر لذلك الشخص و تعرف من يكون و لكن اجفانها كانت ثقيلة لدرجة جعلتها غير قادرة على ذلك لتشعر به يقبل جبينها و دموع تسقط على وجهها لتعود الى النوم من جديد

استيقظت أخيرا لتجد سام يعدل من محلول طبي مرتبط بيدها لتحاول التحرك من السرير و هي تضع يدها على رأسها المتؤلم

" يا إلهي إيما، لقد استيقظت أخيرا "

نظرت له بعدم فهم ليتحدث بهدوء و هو يعدل المخدة خلف ظهرها

" لقد مر أسبوع و انت نائمة، لقد كنت قلقا جدا خصوصا مع حالتك "

" هل اخبرت أحدا؟"

فتحت عيناها بقوة و هي تسأله برعب لينفي برأسه و هو يقول معاتبا لها

" لم أفعل، بالحقيقة كنت سأخبر الجميع عن حالتك و لكنني لم أستطع بسبب الوعد الذي قطعته لك "

" اشكرك سام، حقا أشكرك.. آخر شيء أريده حاليا هو نظرات الشفقة "

قبل يدها و هو يمسح على شعرها بحنان ليقول

" لقد كان الجميع يأتي لرؤيتك طوال الأسبوع "

" هل حضر؟"

قالت ببرود لتجد ملامح سام تتغير للاسف مما جعلها تضحك بسخرية و هي تغمض عيناها بهدوء.

تقدم أفراد العائلة منها يسألون عن حالها، و حضر جميع أفراد عائلة روجر و جدها و أدريان لرؤيتها و تعزيتها و لكنها كانت باردة بحديثها، باردة بنظراتها، باردة حتى بمشاعرها مما جعل القلق يسيطر على الجميع

" أريد الذهاب الى المقبرة "

همست لايفان الذي كان يقود السيارة بعد أن أصرت على مغادرة المشفى، ليومئ لها بهدوء و هو يتوجه الى المقبرة دون النطق بحرف واحد

أمسك بيدها و اسندها و هو يخطو اتجاه قبر عمه لتجلس على الأرض و هي تمسح على التراب بعيون دامعة

" أبي حبيبي، أعتذر على كل شيء، أعلم بأنني كنت سيئة بآخر فترة و جعلتك تتعذب و تعاني و لكنني كنت مدمرة بسبب كل شيء. تلك الحقيقة كانت حملا كبيرا على قلبي الضعيف لاحملها "

وضع إيفان يده على كتفها و كأنه يواسيها لتسقط دموعها و هي تعانق القبر قبل أن تتحدث

" انا حقا اسامحك يا أبي، كان ذنبك بأنك أحببت لدرجة الجنون و كان هذا ذنبي أيضا، ارقد بسلام مع أمي و كلوي، كن مرتاحا اينما كنت. احبك للغاية "

قبلت اللوحة الخشبية التي تحمل اسمه ليساعدها إيفان على الوقوف و هو يقبل جبينها لتهمس له من جديد

" كلوي؟"

" لقد تم دفنها بمقبرة روجر يا إيما "

أومأت برأسها و كأنها تخبره بأنها تعلم بالأمر لتقول من جديد

" لنذهب إليها "

أمسك بيدها و خرج كلاهما من مقبرة خوسيه متجهين نحو مقبرة عائلة روجر لتجد قبرا رخاميا صغيرا يحمل اسم كلوي خوسيه مما جعلها تعقد حاجبيها

" لقد اصر السيد نيكولاس على وضع كنيتها الأصلية على القبر، انت لم تري كيف انفجر بهم بلاك يومها و لعن الجميع. لقد كان كالمجنون بحق "

تجاهلت آخر كلامه و هي تقترب من القبر لتجلس على حافته

" كلوي الصغيرة، أختي العزيزة. أختك إيما تعتذر عن كونها لم تكن اختا كما يجب، أعتذر على كوني لم اعانقك و أخبرك بأن لا ذنب لك فأنت أيضا مجرد ضحية كما كنت انا. اتمنى ان تسامحيني فأنا لا أستطيع مسامحة نفسي، بالرغم من كل شيء لم أتمنى يوما موتك أو تعرضك للأذى، رؤيتك الآن تحت التراب تعذب روحي. انت ملاك صغير تعرض للأذى بدون سبب و عوضا عن الوقوف بجانبك أدرت لك ظهري "

عانقها إيفان و هو يبكي ليوقفها من مكانها و هو يمسح على وجهها

" انت و هي كنتم ضحايا ايما، انت كنت مجروحة بسبب بلاك الذي قرر الانتقام من كلوي عن طريقك و هذا شيء لا أحد يلومك عليه ثقي بي "

" انا أموت إيفان "

بكت و هي تعانقه ليمسح على شعرها لا يعلم لما قالت ذلك، هل بسبب حزنها يا ترى؟

مر شهر على كل ما حصل، كان جميع أفراد عائلة روجر يحرصون على القدوم كل يوم تقريبا إلى قصر خوسيه من أجل الاطمئنان على إيما. بلاك كان يظهر و يختفي بالقصر و الشركة و لم يتحدث مع اي أحد، بل لم يهتم لأحد حتى، بروده كان غريب فهو بارد أكثر من عادته.

انطونيو و أدريان سافرا من أجل علاج أدريان و طلبا منها القدوم معهم و لكنها رفضت بأدب.

كلاي كان صديقا و قريبا لها بحق فقد كان يحضر دائما لرؤيتها و الاطمئنان عن حالتها

كانت شاردة الذهن و هي تنظر نحو سيليا التي تحمل ميلا الصغيرة بحضنها و تداعبها بينما ايز تجلس بجانبها و السعادة بادية على وجه الثلاثة.

رن جرس الباب ليدخل كلاي مع ميرا و ديف الذي ما أن رأى إيما حتى صرخ بفرح و هو يركض ناحيتها ليعانقها

" خالة إيما، لقد اشتقت لك كثيرا كثيرا كثيرا "

ابتسمت إيما ابتسامة حقيقة و هي تبادله العناق بينما تخبره بهدوء

" و انا اشتقت لك كثيرا كثيرا كثيرا "

ضحكت ميرا و هي تجلس بجانب ايما لتمسك بيدها بقوة قبل أن تعزيها

" البقاء لله إيما، يجب أن تكوني قوية، أستطيع فهم شعورك فأنا خسرت والدي و أخي بحادث سيارة عندما كنت بالخامسة عشر "

ابتسمت لها إيما و عانقتها بينما كلاي جلس بجانبهما و هو يضع ديف بحضنه بينما ينظر لميرا التي و لأول مرة تتحدث عن أهلها.

" ديفي انظر لديهم طفلة ذات خدود لطيفة "

قال كلاي مشيرا لميلا لتتوسع عيون ديف و كأنه حصل على هدية فركض من حضن والده إلى جانب سيليا ليجلس بجانبها و عيونه تلمع بفرح لتتوجه له ميرا التي علمت بأن كلاي يريد التحدث مع إيما على انفراد

" إذا حبيبتي كيف حالك ؟"

ابتسمت بسخرية و هي تنظر ليدها بهدوء قبل أن تتنهد و تجيبه

" اتنفس كما ترى "

" حسب رؤيتي انت بالكاد تتنفسين، حالة كل لعين منكما أسوء من الاخر "

ارتجف جسدها بأكمله بسبب جملته و علمت جيدا من الشخص الآخر الذي يتحدث عنه و لكنها تعمدت عدم التحدث عنه أو سؤاله ليمسك كلا بيدها بقوة لدرجة جعلها ترفع رأسها لتنظر نحوه

" إيما، عزيزتي الموت شيء سنعيشه جميعا لذلك لا تفكري كثيرا، لا تقتلي نفسك و انت على قيد الحياة "

نظرت له دون التحدث ليتنهد و هو يضع يده على كتفها مقربا إياها منه ليعانقها بخفة قبل أن يضيف

" اعتذر من أجل كلوي الصغيرة، و لكنني لا أستطيع أن اعتذر من أجل والدك. أعلم بأنه من الممكن أن تعتبري بأن تصرفي أنانية و لكن ثقي بي تصرفي طبيعي بعد ما شيء عشته على يده. انت ظلمت لكونهم لعبوا بحياتك و لكن الآن يجب أن تتحلي بالقوة، لا تضعفي "

أومأت برأسها عدة مرات غير قادرة على التحدث ليقترب منهم ديف من جديد و هو يقول بحماس بينما جلست ميرا بجانب ايما و هي تبتسم على حماس ديف

" أبي لقد حملت ميلا الصغيرة بحضني إنها رائعة هل نستطيع أخذها معنا أرجوك أرجوك "

قال ديف بتوسل و هو ينظر لهم بعيون جرو صغير ليضحك الجميع على كلامه

" انظري لطفلي منذ الآن بدأ يفكر بخطف الفتيات الجميلات افتخر بك اسدي "

ضربت ميرا يد كلاي بخفة و الذي بدوره ابتسم لها بهيام ليحمر خدها فحمحمت و هي تنظر ناحية ديف محاولة أن تشرح له

" صغيري، ميلا طفلة صغيرة يمكنك القدوم لرؤيتها متى ما أردت و لكن لا تستطيع أخذها لأنها ابنتهم "

وضع الصغير يده على ذقنه و كأنه يفكر بشيء ما لتبتسم ميرا على تصرفه قبل أن تحمل كأس ماء لترتشف منه

" أبي بما أنه قد أصبح لدي أم فأنا أريد واحدة ايضا"

اتسعت عيون كلاي بفخر بينما حركت ايما رأسها بخفة على عكس ميرا التي بزقت المياه من فمها و هي تحاول السيطرة على الكحة التي اصابتها ليضحك كلاي بقوة و هو يقول غامزا لميرا

" سأبدأ المحاولة منذ اليوم ما رأيك ميرا، ديفي الصغير يريد واحدة "

أحمر وجه ميرا أكثر و هي تنظر نحو الأب و الابن اللذان ينظران لها لتتوقف الكلمات بحلقها لا تعلم كيف ستشرح الصغير الآن لتنظر نحو كلاي بغضب

" صغيري لا يمكن فقط إنجاب طفلة.."

قاطعها ديف و هو يجلس بحضن والده الذي قبل رأسه بحب

" أعلم بأن الطفلة تكون ببطن الام أولا ثم تحضر "

" ابني الذكي "

قال كلاي بفخر ليجن جنون ميرا أكثر فهو يدعمه عوضا عن اسكاته لتضع إيما يدها على فمها و هي تشاهد ديف الذي اقترب من ميرا و هو يحرك يده على بطنها المسطحة و كأنه يفحصها

" بطنك صغيرة جدا ميرا، أين أختي؟"

ضحك كلاي بقوة فابنه دائما ما يحرص على مفاجئته لتدمع عيون ايما من الضحك و هي تغطي فمها لكي لا تزعج ميرا أكثر ليقول كلاي شارحا لايما

" انا و ميرا تزوجنا "

" ماذا؟ حقا؟"

قالت بعدم تصديق و استوعبت الآن لما يصر ديف على وجود أخت له ليهمس لها كلاي بأذنها

" لقد رفعت العاهرة دعوة حضانة و كان الزواج الحل الأمثل "

" و كأنني لا أعلم بإعجابك بها، لقد أخبرني بلا.."

توقفت عن الحديث و أغلقت فمها و كأنها لا تريد ذكر اسمه أو حتى التحدث عنه ليلعن كلاي تحت أنفاسه و لكن سرعان ما صرخت ميرا بصوت منخفض

" لا ديف أختك ليست هنا "

" لماذا لا تكون؟"

أصر ديف لتضع ميرا يدها على وجهها مخفية إياه مما جعل كلاي يبتسم لخجلها و هو يمسك ابنه مبعدا إياه عنها ليسأله

" إذا هل ميلا جميلة؟"

" لو تراها يا أبي، إنها رائعة سأتزوجها عندما أكبر "

" تتزوج حفيدة رئيس الاستخبارات، هل شبهت عمك بلاك أم ماذا؟"

" ما قصدك؟"

تحدث ديف بعدم فهم ليمسح كلاي على شعره مخبرا إياه بلا شيء لينظر ديف نحو ايما بحماس و هو يقول

" خالة ايما هل ميلا لك؟ هل استطيع ان اتزوجها عندما أكبر؟"

رمشت ايما بعينيها و بلعت ريقها و هي تنظر نحو الصغير لتقول بهدوء

" لا إنها ابنة اخي، و أنا موافقة على زواجك منها منذ الآن "

صفق ديف بحماس ثم اضاف ببراءة

" و انت أليس لديك طفلة؟"

عضت شفتها السفلية بكل قوة ثم ابتسمت بهدوء ليقاطعه كلاي قائلا

" لا حبيبي هي ليس لديها عمك بلاك لا يريد أطفالا أبدا"

اومئ الطفل و هو يركض خلف ميرا التي توجهت للجلوس بجانب سيليا و ايز بسبب خجلها لتقول ايما بعدم فهم

" ما قصدك بلا يريد أطفالا أبدا ؟"

عقد كلاي حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لعيناها التي كانت تطالبه بتصريح طويل

" ألا تعلمين؟"

" أعلم ماذا؟"

" بعد موت ايثان بلاك قرر بأنه لا يريد أطفال أبدا، ظننت بأنك تعلمين ذلك "

ظلت ايما جامدة مكانها، فهذه حقيقة جديدة تكتشفها و لكنها لم تتحدث أو تستفسر عن الموضوع أكثر من ذلك.

اكتمل الشهر و بعد أن تحدث الجميع مع إيما و وقوفهم بجانبها قررت بأن تعود لحياتها فهي لن تظل تعيش بالحزن طوال حياتها.

ارتدت بنطالا ازرق و قميص صوفي أبيض و وضعت مساحيق تجميل خفيفة على وجهها قبل أن تعقد شعرها على شكل ذيل حصان ثم توجهت إلى المشفى حيث كان سام ينتظرها

ما إن كانت تدخل المشفى حتى تصنمت و هي تشاهد بلاك يغادرها، كان قميصه الأبيض ملطخ بدماء، و يده اليمنى ملفوفة بشاش طبي.

نظر الاثنان لبعضهما البعض لبرهة قبل أن يتحرك بلاك دون التحدث لتلحق به ممسكة بيده ليتوقف مكانه

" هل تصدق بأنني قتلتها ؟"

نظر لها بعيون لا تعلم كيف تصفها، كانت تشعر و كأنه يعتذر منها و لكن ذلك سرعان ما يختفي ليعود البرود يغلف عينيه

" لا يهم ما أصدق الجميع .."

ضربت صدره بكف يدها بغضب ليعض شفته و انتبهت لوجود شاش طبي آخر على صدره و لكن غضبها منعها من السؤال لتقول بعصبية

" لا يهمني الجميع انت.. انت من يهمني لذلك أخبرني"

نظر حوله بسرعة قبل أن يمرر يده على وجهه و هو يهمس

" ايما.."

" هل تصدق حقا بأنني قمت بذلك"

كان على وشك الاقتراب منها و لكنه تصنم مكانه للحظة و شحب وجهه قبل أن يتحدث ببرود غريب

" لقد رأيتك؟"

ضحكت بسخرية و هي تنظر له لتصفق بيدها و هي تقول

" هل رأيتني امرر السكين على عنقها ؟"

" كان السكين بيدك، لقد كنت وسط الدماء "

" هل هذه ثقتك بي يا بلاك أين ذهب كلامك أين اختفت وعودك هي كانت اختي أيضا "

كان يريد الذهاب و لكنها وقفت أمامه من جديد ليصرخ بوجهها بغضب

" انت كرهتها"

التمعت الدموع بعينها لترتجف عيونه مما جعلها غير قادرة على فهمه لتقول بغصة

" هل تظن بأنني قد اقتلها لأني كرهتها ؟"

صمت لا يريد التحدث فقط ينظر لعيناها التي كانت تبكي

" اجبني هل لهذه الدرجة لا تعرفني "

أغمض عينيه دون النطق بحرف لتقول بحسرة و هي تتوجه إلى داخل المشفى بعد أن قالت ببرود

" اظنني انا من لا اعرفك "

وضع يده على وجهه يمسح بقسوة قبل أن ينظر لظهرها و هي تبتعد ليتنهد و هو يدخل سيارته مغادرا.

" إيما هل انت بخير؟"

قال سام و هو يركض ناحية ايما التي كانت تبكي بدون صوت فقط الدموع تتساقط على وجنتيها لتنفي الأخرى برأسها و هي تعانقه ليتنهد بقلة حيلة قبل أن يوجهها إلى مكتبه.

انتهى الفحص و كانت على وشك الخروج من المشفى رفقة سام الذي بجانبها ليقول بجدية

" إيما الن تخبري أحدا؟"

كانت على وشك التحدث و لكن رسالة وصلتها على الهاتف قاطعة ذلك لتعقد حاجبيها استغرابا و هي تقرأ ما بعثه لها نيك لتقول بسرعة

" يجب أن أذهب الآن، نتحدث فيما بعد "

توجهت نحو الشركة و هي تفكر بما هو هذا الأمر الخطير الذي يريد نيك التحدث معها به، فتح أحد الحرس باب سيارتها و توجهت إلى الداخل رفقة آخر لتقف أمام باب غرفة الاجتماعات و قبل فتح الباب سمعت صراخا من الداخل و صوت بلاك كان من بينهم

فتحت الباب ليسكت الجميع لينظر لها بلاك للحظة قبل أن ينظر لوالده و يصرخ

" ما الذي تفعله هذه هنا؟"

" هذه؟"

ضحكت بسخرية و هي تشير لنفسها ليقترب منها كريس مقبلا خديها و هو يقودها نحو كرسي بينما يخبرها بأن لا تهتم لأمره

" أجلس مكانك بلاك"

تحدث نيك ببرود ليقلب بلاك عينيه قبل الجلوس على أحد الكراسي ليكون مقابل ايما مباشرة. سأل الجميع عن حال ايما و كيف أصبحت على عكس بلاك الذي كان يغمض عينيه و يعيد رأسه للخلف

وضع سيب صندوقا صغيرا أمام بلاك، بينما وضع مارك اخرا أمام ايما ليقول نيك بجدية

" هذه هديتي لكما "

" هدية ماذا؟"

قالت إيما بعدم فهم و هي تفتح الصندوق على عكس بلاك الذي لم يسأل و بدأ يفتح صندوقه بملل ليصرخ الاثنين فجأة و هما ينظران لبعضهم البعض

" ما اللعنة؟"

صندوق إيما كان يحتوي على صورة لبلاك و كلوديا هي تعانقه عند القبر اما بصندوق بلاك فكان هناك حذاء طفل صغير

" هل خنتني أيها العاهر؟"

صرخت ايما بغضب دون أن تهتم لما يوجد بصندوقه ليصرخ هو بالجهة الأخرى

" هل انت حامل؟"

نظرت نحو يده التي تحمل الحذاء الصغير لتعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها قبل أن تتحدث و هي تنظر لنيك

" هل هذا هو الامر الطارئ سيد نيكولاس؟ تخبرني عن خيانة العاهر الذي يعتبر زوجي؟"

رمت الصورة على الطاولة و حملت حقيبتها لتغادر و لكنه كان أسرع منها و امسكها من ذراعها ليكرر

" هل انت حامل؟"

" هل تتذكر الاختطاف الذي تعرضت له بسببك انت و عائلتك قبل مدة وجيزة؟"

صمت و هو ينظر لها بعدم فهم لتمسك الحذاء الأبيض من يده و تنظر له قبل أن تتحدث بهدوء

" على ما يبدو لقد كنت حامل، و لكنه رحل "

أبعدت يده من فوق ذراعها و غادرت و هي تنظر الحذاء الصغير و تبكي إلى أن دخلت سيارتها.

لم ترى ايما اي أحد بعد ما حصل بالمكتب، توجهت لمنزل والدتها و ظلت هناك لوحدها و لكن كلاي أجبرها على الذهاب إلى الشركة لكونها تعتبر عضوا منهم

كانت تذهب إلى الشركة شاحبة الوجه مما جعل الجميع يشك بهل هي مريضة. سكرتيرة بلاك كانت دائما ما تخبره بأنها صادفت إيما تستفرع و تبكي بالمرحاض و لكنه لم يهتم، كان يظل على حاله ينظر إلى النافذة الكبيرة بمكتبه.

بعد يومين، كان يستعد للخروج من القصر ليلفت انتباهه إيري التي كانت تتحدث مع غلوريا و ايرينا عن أعراض الحمل التي اتعبتها كالتقيء و التعب مما جعل بلاك يستعيد برأسه كلام السكرتيرة عن ايما بالشركة ليشهق و كأن كهرباء صعقته ليخرج من القصر بسرعة متوجها إلى منزلها و هو يضرب المقود

" هل كذبت علي؟ كاذبة.. كاذبة "

توقف امام المنزل بسرعة و دخل دون اهتمام يبحث عنها بعينيه ليتوجه الى غرفتها، فتح باب غرفتها و دخل بسرعة لتقفز من السرير و تنظر له بصدمة و عدم فهم و قبل النطق بحرف واحد شهقت و فتحت عيناها على وسعها عندما سمعت ما قاله

" انت حامل ؟ "

" هل انا حامل؟ لماذا تكرر هذا السؤال دائما؟"

صرخت بغضب ليقترب منها و هو يقول من بين أسنانه المبشورة بغضب

" لا تتذاكي، تعلمين بانني لن أقبل بطفل من واحدة مثلك "

ارتعش جسدها بسبب ما قاله لتشعر بالدموع و لكنها دفعتها بعيدا و هي تقول ببرود

" هل طفل من واحدة مثلي شيء سيء؟"

" لا تتذاكي و اجيبيني"

صرخ لتضحك بسخرية و هي تنظر له

" لماذا، ماذا ستفعل لو كنت حامل؟"

" اللعنة اللعنة"

صرخ و هو يضع يده على رأسه لترفع ايما حاجبيها و هي تقول بسخرية بينما تنظر لحاله

" يبدو بأن حملي منك حقا شيء سيء"

دون ان يهتم لها حمل هاتفه و طلب ايرينا لتأخذ الهاتف من يده بسرعة و هي تقول

" ماذا تفعل؟"

" بما انك تتجاهلين الاجابة ساكتشف لوحدي"

بلعت ريقها و نظرت إليه بهدوء قبل أن تجلس على سريرها و تقول

" لست كذلك، لقد أخبرتك سابقا"

" ماذا عن حالتك بالشركة هاته الأيام؟"

قال بشك و هو ينظر لها لتضحك بسخرية و هي تقول بتحد

" انا لست حاملا و لن احمل طفل شخص مثلك"

" ما اللعنة التي تقصدينها؟"

صرخ بلاك بغضب مما جعلها تبتسم باتساع بينما تكرر ببرود

" حتى و لو كنت حاملا ساجهضه لا تخف"

" انت لا يمكنك إجهاض طفلي"

صرخ و هو يشير لها فضحكت بقوة و هي تنظر له بعدم تصديق

" ما بالك بلاك، تصرخ غضبا لتعرف أن كنت حاملا و تصرخ غضبا لأنك تظن بأنني كذلك و تنفجر بوجهي عندما أخبرك بالاجهاض، ماذا تريد هل تريد مني أن اكون حاملا أم لا ؟"

نظرت لعيونه بهدوء و هي تشاهد تردده في الإجابة ثم نظر بعيدا و هو يقول

" لا لا أريد"

بلعت ريقها لتنظر له ثم أومأت برأسها عدة مرات قبل أن تتوجه لفتح باب غرفتها كإشارة له للمغادرة بينما تقول بجدية

" لست كذلك تستطيع أن ترتاح، و الآن غادر منزلي "

ظلت ايما بسريرها تنظر لسقف طوال الليل، تغير بلاك و قسوته شيء أغرب من الغرابة، كيف يمكن لشخص أن يتحول بين ليلة و ضحاها، و الكثير للاهتمام علاقته مع كلوديا التي صارت و كأنها أقوى.

اختفى بلاك من منزل إيما و لم يظهر إلا بعد أسبوع، امسكه نيك من تلابيب قميصه و هو يردد

" هل انت عاهر؟ هل انت وغد؟ ما الذي جعلك تتصرف بهذه الوضاعة مع إيما؟ ألم تكن ستموت من أجلها؟"

ضحك بلاك بسخرية و هو يسقط يد جده ليعدل قميصه و هو يقول ببرود

" اظنني اشبهكم بهذا عائلتي العزيزة، كل شخص منكم تصرف بحقارة أكثر مني على ما اعتقد "

ضحك كريس و هو يضرب خد بلاك بقوة ليبزق الآخر الدماء من فمه و هو يقول لكريس بسخرية

" سأسمح لك بهذا لمرة واحدة عزيزي، ارفع يدك بوجهي من جديد و حينها سترى "

" انت أسوء من والدك.. انت شيطان "

قال كيفن بعدم تصديق ليضحك بلاك بقوة و هو يفتح يديه أمامهم

" هذا اسمي، هذا لقبي Diablo يبدو أنكم نسيتم ذلك"

فجأة صرخ سام و لأول مرة و هو يقترب من بلاك تحت نظرات الجميع المنصدمة، فسام أكثر شخص جيد بالعائلة على عكس بلاك اسوؤهم

" هل تعلم بأن إيما حامل أيها الوغد؟"

قلب بلاك عينيه و هو ينظر لسام ليقول بعدم تصديق

" ها قد عدنا لسيرة الحمل من جديد"

" هي حامل بطفلك الا تهتم؟"

صدم الجميع لبرهة و نظروا نحو سام و كأنهم يطالبون باستفسار ليقول بلاك بملل

" لا هي ليست كذلك لقد أخبرتني "

ضحك سام بعدم تصديق و أسرع نحو الدرج تحت نظرات الجميع ليعود بعد فترة مع بعض التحاليل بيده ليمدهم لبلاك و هو يقول بجدية

" انا طبيبها بعد حادث الخطف اكتشفت بأنها حامل و لكن الحمل يؤثر سلبا على حياتها هي يمكن أن تموت اذا أنجبت "

ظل بلاك جامدا ليقول بصوت غريب و كأنه يريد إقناع نفسه

" هي ليست حامل اصمت "

أخذت ايرينا الأوراق و بدأت بقرائتها لتقول بهدوء

" هي حامل يا بلاك "

نظر له سام و كأنه يخبره لقد قلت ذلك ليضيف

" إيما حامل و هي تعلم جيدا بأن الحمل قد يقتلها و لكنها لم تتخلى عنه بل تشبثت به بقوة، بالرغم من حقارتك معها منذ موت كلوي و هي لا تزال تتشبث بحملها واحدة أخرى مكانها كانت اجهضت الطفل منذ اتهامك لها "

ظل بلاك متصنما لينفي دارك برأسه و هو يحاول الاقتراب من ابنه الذي خرج بسرعة من القصر ليصرخ دارك بوجهه

" اللعنة عليكم جميعا، انتم لا تعلمون شيءا "

" لا نعلم ماذا؟"

تحدث كريس ليتجاهله دارك و هو يلحق بابنه غير مهتم باجابتهم، اوقف سيارته امام قصر خوسيه ليجد بلاك يتشاجر مع إيفان بينما ينادي ايما

" إيما .. اخرجي "

أسرع دارك نحو ابنه و ابعده عن إيفان بمساعدة ماث ليهمس شيءا باذنه، كان على وشك أن يقول شيءا لوالده عندما سمع صوتها البارد

" ماذا تريد؟"

ابعد يد والده و هو يقترب منها لترفع يدها أمامه تمنعه من التقدم، بلع ريقه و هو يقول

" أخبريني الحقيقة هل انت حامل؟"

" ايما ؟"

صرخ ألكسندر من الخلف و هو يقف خلفها لتمرر يدها على شعرها بعصبية قبل أن تتحدث

" و هل يهمك الأمر ؟"

" اجيبي على سؤالي "

صرخ بلاك لتضحك بسخرية و هي تنظر له بعيون جامدة

" لا دخل لك بلاك منذ أن شككت بي لقد فقدت الحق بأن تسألني اي شيء "

حاول التحدث و لكنها توجهت إلى الداخل ليبدأ بلاك بالصراخ محاولا اللحاق بها و لكن ماث و إيفان منعاه من ذلك ليلمحها تخرج من جديد، اقتربت منه بهدوء لتمسك بيده ثم وضعت صورة لأشعة الطفل

" هذا الشيء الوحيد الذي ستلمحه من طفلي أو طفلتي احتفظ به جيدا عندما تشتاق له انظر لها عزيزي "

" توقفي مكانك "

صرخ بلاك عندما لمحها تريد الدخول إلى الداخل لتستدير ناظرة له بعيون باردة قبل أن تقترب منه من جديد

" اتعرف يا بلاك وجودك و عدمك لم يعد بشكل فرقا بالنسبة لي "

" ماذا؟"

" قلبي لم يعد يرفرف عند سماع صوتك و لا عند رؤيتك لا مشاعر واحاسيس تتفرقع بداخلي بسبب حضورك "

قالت بجمود فنظر إليها بعدم تصديق و هو يقول

" ما الذي تتحدثين عنه ؟"

" انا لا اكرهك و لكن الشيء المخيف أنني لا أحبك يا بلاك، و كأن حبي لك اختفى نهائيا و هذا شيء مخيف"

حاول الاقتراب و لكنه كان مترددا ليقول بجدية

" ما قصدك ؟"

" انت أصبحت بالنسبة لي شخص مجهول، و المجهول فقط هو من لا نحمل له مشاعر و هذه حالتي معك حاليا"

" ما.."

كان على وشك التحدث و لكنها قاطعته بتقبيله و ابتعدت لتقول ببرود و هي تنظر لداخل عينيه

" لا شيء أقسم لك، لا قلب يدق بقوة، لا يد تتعرق، لا نبض ينفجر انت حرفيا لا شيء بالنسبة لي. أظن بأنك مت بداخلي و الأفضل انت من قتلت نفسك "

ظل بلاك جامدا مكانه ليمسكه دارك من يده و هو يأخذه فلا حاجة للبقاء أكثر،طوال الطريق كان بلاك ينظر لصورة الأشعة بيده ليقول دارك

" الن تخبرها ؟"

ظل بلاك صامتا دون إبعاد عيناه عن الصورة ليكرر دارك من جديد

" أعلم بأنك لا تريد العودة إلى القصر، هل اخذك لبيت المزرعة؟"

لم يجبه بلاك بل ظل على حاله ليوقف دارك السيارة و يمسكه من كتفيه جعله ينظر له ليقول بجدية

" انت أقوى من ذلك، ما دمت قد بدأت بالأمر يجب أن تنهيه، لا تضعف من أول عتبة "

" سيكون لي طفل "

همس بلاك بصوت مرتعش قبل أن يعانقه والده بقوة و هو يقبل رأسه. ظل دارك يقود السيارة بدون هدف إلى أن لمح بلاك نائما أخيرا ليتنهد و هو يمسح على شعره

بالصباح، كانت ايز تبكي و هي تعانق ايما بينما إيفان وضع حقائبها بسيارة الأجرة

" سأشتاق لك كثيرا "

قبلت ايما والدتها، و قبلت الجميع فقد قررت بأنه قد ان أوان الرحيل، لا حاجة لها للبقاء، قلبها متعب و هي بحاجة لتعالج نفسها، بقاءها هنا يزيد الأمر سوءا فقط

" اتصلي بنا عندما تصلي صغيرتي "

تحدث ألكسندر و هو يقبل جبينها لتعانقه قبل أن تعانق الجميع و تغادر، فجأة اخبرت السائق الذهاب الى مكان قبل المطار

وقفت أمام قصر عائلة روجر تنظر له بهدوء، تذكرت أول مرة وقفت هنا أمام هذا القصر حيث دخلت بفستان زفاف و غادرته بفستان زفاف، يال سخرية القدر

توجهت إلى الصالة حيث كان الجميع هناك لتخبرهم عن سفرها ثم عانقت الجميع لتصل إلى دارك الذي همس بأذنها

" بيوم ما ستفهمي كل ما حصل، يومها أريد منك أن تفكري جيدا "

نظرت له بعدم فهم ليبتسم بوجهها، ثم توجهت إلى غرفة بلاك. كان يقل بالشرفة ينظر إلى الخارج لتقف خلفه مباشرة، علمت بأنه شعر بوجودها و لكنه لم يستدر لرؤيتها حتى لتضحك بسخرية و هي تنظر لظهره

" انا سأرحل "

لم يستدر ظل على حاله لتومئ برأسها و هي تضيف

" أخبرك لأنك والد طفلي فقط "

لا إجابة، واقف كجماد ينظر إلى الخارج و هذا جعلها تنظر إلى فوق محاولة إيقاف دموعها

" الوداع بلاك روجر، كانت قصتنا حلم و ها قد حان وقت الاستيقاظ "

بدون أن تضيف حرفا واحدا غادرت.

كانت تقف بالمطار بفستانها الأسود تنظر أمامها بهدوء لا يصف ربع العاصفة الموجودة بداخلها ثم انزلت رأسها للاسفل تنظر لبطنها بنظرات باردة خالية من أي مشاعر لترفع رأسها بشموخ و هي تخطو خطواتها باتجاه الطائرة، باتجاه حياة لا عائلة خوسيه بها و لا عائلة روجر و لا حتى عائلة دوفار، حياة لا بلاك بها و حبها، حياة لا شخص بها غيرها هي و طفلها فقط.

بقصر روجر وضع دارك يده على كتف بلاك الذي استدار ينظر له بعيون حمراء بسبب الدموع ليتنهد دارك بهدوء و هو يعانق ابنه الذي سقط أرضا و هو يبكي بحرقة.

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro