32
الحب، العشق، الهيام.. الفراق، الألم، الموت.. كلمات رغم فرقها الشاسع إلا أنها مرتبطة ببعض. كلمات جميلة تحمل بجانبها الآخر ألما و حرقة قلب. لقد كان هناك شخص على استعداد ليضحي بنفسه من أجلها، هناك شخص على استعداد ليمر بكل شيء من أجلها، و لكن هل هذا الأمر جيد؟ هل هذا الأمر سيفيد؟ هل سيفيد لعاشق العيش بعد معشوقه؟ هل سيفيد لعاشق تضحية معشوقه بحياته من اجله؟ لا بالحقيقة لن يفيد، في الحب هناك قاعدة نعيش معا او نموت معا، لذلك تضحية حبيب من أجل حبيبته تحضر الألم معها لا السعادة.
وقفت ايما بجسد متعب، منهمك، جروحها لم تشفى بعد و لكن ذلك لا يهم، لا شيء يهم و ما الذي قد يهم من بعده.
نظرت أمامها بعيون دامعة و مصدومة لا تزال غير قادرة على الاستيعاب، تريد شخصا أن يصفعها بقوة على وجهها لعلها تستيقظ من هذا الكابوس.
وضعت بيلا يدها فوق كتف ايما التي لا تزال واقفة أمام القبر بصدمة، فقط تنظر ببكاء و هي غير قادرة على فعل شيء آخر غير ذلك لتسمع صوت بيلا التي كانت تترجاها
" إيما عزيزتي، لنذهب هيا "
سقطت دمعة من عيني إيما التي سقطت على الأرض تنظر لتراب أمامها بعدم تصديق و هي تمسح فوقها لتقول بصوت مرتجف يظهر عدم تقبلها للامر
" كيف أذهب؟ كيف أفعل؟ انا لا يمكنني تركه هنا "
وضعت بيلا يدها على فمها قبل ان تمسح دموعها و هي تجلس بجانب ابنة خالتها لتقول بهدوء محاولة مساعدتها
" هيا عزيزتي، بقاءك هنا لا يفيد انت بحاجة لراحة "
رفعت ايما رأسها الى السماء المليئة بالغيوم و كأن السماء ايضا تشعر بحزنها و تشعر بها لتصرخ بقوة
" ااااااااه"
رمشت بيلا بعدم تصديق و هي تعود خطوة للخلف لتحرك إيما رأسها نفيا بينما تبكي، لا تستطيع التصديق، هذا شيء مستحيل. ضربت على صدرها عدة مرات و كأنه بهذه الطريقة سيخفف الألم الذي يكوي قلبها
" أنا السبب.. لقد كان بسببي.. انا من قتلته .. يا ليتني كنت أنا... يا ليته ظل هنا.. اتوسل إليك بلاك خذني إليك لا تتركني هنا.. لا تتركني لوحدي لا أحد لي غيرك.. لا أحد لي من بعدك "
نظرت ايما لاسم زوجها الموجود على القبر و هي لا تزال غير قادرة على تصديق ما حصل، بكت بيلا مع بكاء إيما و هي تعانقها من الخلف لتنظر الأخرى إلى التراب بصدمة قبل أن تدفع بيلا و تبدأ العبث بالقبر بيدها العارية و هي تكرر بجنون
" لا ترحل.. لا ترحل.. عد من أجلي.. أو خذني لك.. "
" يا إلهي.. إيما.."
سقطت دموعها متجاهلة الصوت و هي لا تزال تزيل التراب بغير هدف، و كأنها ليست بعقلها لتهمس بتوسل و ترجي
" أرجوك بلاك... انا اسفة حبيبي، انا هنا، عد من أجلي.. أرجوك "
" إيما عزيزتي.."
توقفت عن ما كانت تقوم به لتنظر ليداها الممتلئة بالتراب، لم يكن بإمكانها فعل شيء سوى البكاء لتضع رأسها بين يديها بينما تتحدث بهستيرية
" ألم تقل بأنك تحبني؟ ألم تقل بأنك لن تتخلى عني؟ ألم تقل بانني قلبك.."
سقطت دموعها بإرهاق و تعب حقيقي بينما ترفع رأسها للمرة الأخيرة تعيد النظر للقبر و كأنها تعاتبه لتضيف بغصة
" كيف يمكنك الرحيل.. لو كنت قلبك حقا لظللت معي أو أخذتني معك.. لأن القلب لا ينبض دون صاحبه "
" إيما.."
فتحت عيناها بقوة عند سماع شخص يصرخ باسمها لتجد بيلا تجلس بجانبها على سرير غرفتها و هي تحاول ايقاظها لتنظر الأخرى حولها بخوف و هلع و كأنها تحاول التأكد من أن ما حصل لم يكن حقيقة، أو هل كان كذلك؟ لا تعلم حقا
" إيما هل انت بخير حبيبتي؟ لقد كنت تبكين و انت نائمة "
عقدت ايما حاجبيها استغرابا و هي ترفع يدها اليمنى واضعة اياها على خدها لتجده مبتلا بالدموع، كان تنفسها سريعا للغاية و كأنها كانت تركض لاميال
" بخير؟ هل يقال على حالة شخص بمثل حالتي بخير.. لا أعلم"
همست إيما و هي تنهض من السرير متوجهة نحو الحمام، اغلقت الباب خلفها لتنظر الى نفسها بالمرآة. غسلت وجهها مرة و مرتين بالماء البارد و كأنها تحاول التأكد من أن ما حصل لم يحصل.
وقفت ثانية تنظر لنفسها أمام المرآة و هي غير قادرة على استيعاب ما حصل إلى الآن. لمدة أسبوع تستيقظ على نفس الحلم لا ليس حلم هذا يعتبر كابوسا، تذكرت عندما استيقظت بالمشفى منذ سبعة أيام مضت
فلاش باك
سمعت أصواتا حولها، و أشخاصا يتحدثون أو يصرخون لم تكن تستطيع التحديد لتبدأ بفتح عيناها بهدوء، ما أن نظرت لضوء الغرفة الساطع أعادت إغلاق عينها بقوة لتسمع صوت ايز يقول بقلق
" إيما صغيرتي.. هل تسمعيني؟"
حاولت من جديد لتفتح عيناها و هي تحاول التعود على الضوء الأبيض الموجود بالغرفة لتنظر للأشخاص الموجودين بالغرفة بعدم فهم
" ما الذي يحصل هنا؟ اين أنا؟"
همست إيما و هي تحاول الاعتدال فوق السرير ليساعدها إيفان فنظرت له بعدم فهم قبل أن يتحدث بهدوء و هو يضع مخدة خلف ظهرها
" لقد تعرضت لحادث ألا تذكرين؟"
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تسترجع ما حصل معها لتشهق بصدمة و هي تنظر حولها و كأنها تبحث عن شخص اخر لتتحدث بهستيرية
" بلاك.. بلاك.. أين بلاك؟"
لم يجب اي شخص منهم على سؤالها لتشعر بقلبها يتألم و هي تتذكر آخر كلماته لتنفي برأسها بينما تحاول الوقوف عن السرير
" أين بلاك؟ بلاك.. اتوسل إليك لا تخذلني.. لا تتركني.."
" عزيزتي انت لست بحالة تسمح لك بالنهوض "
تحدث ألكسندر و هو يقترب منها يحاول منعها من الوقوف، لتسقط دمعتها و هي تنظر له بعيون متوسلة
" يجب أن أراه.. انت لا تفهم الأمر "
وقفت من مكانها لتشعر بالدوار و بلحظة كانت بين يدي ماث الذي دعمها بسرعة لتتمسك به بخمول ليهمس لها بهدوء و هو يمسح على شعرها بحنان
" صغيرتي.. ما رأيك بالعودة لسريرك و بعدها آخذك لرؤية بلاك، انت لا تزالين متعبة "
تمسكت بيد ماث و كأنها تتمسك بأمل لتتحدث بتوسل و ترجي
" ماث.. خذني له.. راحتي معه.. اتوسل إليك "
نظر لها ماث بعجز ثم نظر نحو عائلته ليجد الجميع بنفس حاله، ترجيها لهم، و بكاءها، جعلهم غير قادرين على التحدث
" أرجوك.. "
أعاد ماث نظره نحو اخته ليتنهد بقلة حيلة قبل أن يحملها بين يديه بهدوء و هو يغادر الغرفة، تاوهت بألم و هي تشعر بجميع جسدها يؤلمها و كأن شاحنة مرة فوقها و لكنها ضغطت على شفتها السفلية بكل قوة تمنع صوتها من الخروج لكي لا يعيدها ماث نحو الغرفة
تحرك ماث نحو آخر الرواق، لتستوعب إيما بأنها كانت هنا من قبل، لقد كان هذا الطابق المخصص لكلوي، لا احد يصعد له غير افراد العائلة.
نظرت أمامها مباشرة لتجد عائلة روجر بأكملها هناك، ما عدى سيب و أمارا و اماندا. أنزلها ماث على بعد أقدام من الغرفة لتضع يدها على خصرها المتؤلم قبل أن تبدأ التحرك ببطء نحو الأمام لتشعر بيد ماث تمسكها، نظرت له بعدم فهم ليتحدث بهدوء
" سيكون بخير "
أومأت برأسها عدة مرات غير قادرة على التحدث و أكملت طريقها، قلبها كان سيخرج من مكانه، عيناها تبحث عنه إلا أن وقع نظرها على جسد جامد فوق السرير.
الشعور بتوقف النفس، الشعور بعدم اهمية شيء بالحياة، الشعور بالعجز.. هذا ما كانت تشعر به، لأول مرة كانت تنظر لزوجها بمثل هذه الحالة، لقد اعتادت على رؤيته قويا، شامخا.. و الآن كان ينام دون حركة
دخلت الغرفة لتسمع صوت الممرضة من حولها تقول شيء ما و لكنها لم تكن بوضع يسمح لها بفهم و استيعاب ما كانت تقوله، كانت تقترب منه بكل هدوء و دموعها تشق طريقها على خدها بصمت.
شعرت بيد دارك الذي وقف من الكرسي بجانب طفله و أمسك بذراعها يساعدها على الاقتراب من الكرسي ليجلسها بهدوء قبل أن يتحدث بعجز و كأنها امله الاخير
" لقد كان يقول بأنك دواءه يا إيما.. لذلك كوني دواءه.. عالجيه "
نظرت لدارك بعيون دامعة و منفتحة بقوة لتنظر نحو بلاك مجددا، ليمسح دارك فوق شعرها برقة قبل خروجه.
بالخارج
كانت انا تجلس بصدمة بجانب توم، لا دموع تسقط من عيناها و لا صوت خرج من فمها منذ سمعت بما أصاب اخاها. كان توم يمسك بيدها بين يديه و هو يهمس باذنها بأن كل شيء سيكون بخير ليظهر دارك الذي ركع أمامها و هو يمسك بوجهها ليهمس لطفلته بحنان
" حبيبة والدها.. اني خاصتي "
رفعت نظرها تنظر لوالدها الذي كان يحاول رسم القوة على وجهه بالرغم من المه لترتجف شفتيها قبل أن تلقي بنفسها بحضنه و هي تبكي بقوة بينما تتمسك به
" أبي.. أبي.. إنه بلاك يا أبي.. بلاك الذي كان دائما سندي يا أبي.. ها هو الان ينام دون حراك .."
عض دارك شفته بقوة و هو يشعر بأنه مقسم لألف قطعة، من جهة انا التي كانت بصدمة قوية منذ سماع خبر حادث بلاك، و من جهة زوجته أمارا التي اغمي عليها منذ أن توقف قلب بلاك لأول مرة عندما احضروه المشفى، و من جهة سيب الذي لا يمكنه العودة للبلد و لا يستطيع البقاء هناك
" بلاك أقوى من ذلك، لا تنسي أبدا "
وقف كريس من مكانه ليجلس بجانب دارك قبل أن يحمل جسد انا التي تعلقت بعنقه و هي لا تزال تبكي ليضعها على الكرسي و هو يمسح دموعها بكف يده
" أميرة روجر لا تبكي لأن البكاء لا يليق بعيناها الجميلتين "
أغمضت عيناها محاولة السيطرة على مشاعرها و دموعها لتشعر بشخص يحملها و هو يضع وجهها بصدره فوق قلبه لتضع يدها حول خصره عالمة بأنه توم
ساشا كانت تبكي بصمت و هي تجلس على الكرسي بينما سام يمسح على شعرها بحنان و هو يردد
" سيكون بخير ساشا.. بلاك دائما ما يكون بخير "
" بلاك ليس بشخص يسقط هكذا يا سام "
تنهد بقوة لان كلامها حقيقي، لقد كان يقوم بعلاج نفسه بالمنزل لوحده عندما يتأذى بعملية ما، او تساعده ايرينا و لكنه لم ينم على سرير المشفى بين الاسلاك أبدا
" هو بلاك لذلك لا تقلقي "
كانت سيليا تجلس على الكرسي و يداها تعانق بطنها و كأنها تطلب السند من طفلتها. بعد أن أوصل ماث إيما كان يقف بجانب إيفان ليقع نظره على تلك المنكمشة على نفسها و شعر بالحزن الشديد من أجلها، فالجميع كان يساند بعضهم البعض و هي كانت لوحدها ليبدأ الاقتراب منها
" مرحبا "
رفعت سيليا رأسها تنظر نحو ماث بعيون حمراء بسبب الدموع لتبتسم بوجهه ابتسامة حزينة قبل أن تعيد نظرها نحو طفلتها ليجلس الاخر بجانبها
" لماذا تجلسين لوحدك ؟"
مررت يدها على بطنها بهدوء قبل أن تنظر للجميع ثم أعادت نظرها إلى بطنها دون النظر له حتى لان صراخه عليها من اجل روز لا يزال يتكرر باذنها فأجابته بهمس
" لأنني و رغم كل شيء لا انتمي الى هناك "
فتح ماث فمه يحاول قول شيء و لكن صدمته اوقفته لتنظر نحوه أخيرا و هي تضيف
" قد تظن بأنني ظلمتك بقلة ثقتي يا ماث، قد تظن بأنني كسرت قلبك.. و لكن هذه أنا و هذا ما كنت عليه لسنين "
رمش بعينيه و هو ينظر لعيناها التي كانت تظهر كسر قلبها لتضيف مانعة إياه من التحدث
" فقدت ثقتي بالجميع، حتى بنفسي.. لقد فقدت ثقتي عندما اكتشفت خيانة أمي لأبي مع ابن عمه"
تصلب جسد ماث فهذه الحقيقة يسمعها لأول مرة لتمسح سيليا دمعتها قبل أن تكمل
" فقدت ثقتي عندما اكتشفت بأنني لست ابنة أبي، بل ابنة عشيق امي "
" سيليا.. انت لم.. يا إلهي.. "
تمتم ماث بعدم تصديق فهذا شيء لم يتوقعه أبدا، بينما سيليا مسحت فوق بطنها و هي تجيب على ما بعقله و كأنها تستطيع معرفة ما يدور بتفكيره
" لم أخبرك، أليس كذلك؟ و لكن هكذا كانت علاقتنا يا ماث، لمدة أربع سنوات انت لم تتحدث عن عائلتك و انا لم أتحدث عن عائلتي. هكذا كنا، و لكنني فتحت قلبي لك، سلمتك جسدي لأنني أحببتك بطريقة جعلتني أثق بك من بين الجميع "
مرت قشعريرة على طول جسد ماث الذي شعر بالعديد من المشاعر بسبب كلمتها البسيطة هاته، هل حقا وثقت به بعد أن فقدت ثقتها بالجميع؟
" وثقت بك يا ماث، حقا فعلت.. و لكن عندما ادخل مكتبك و أجد فتاة تخبرني بأنها خطيبتك، ثقتي ستنهز.. عندما تقبلك الفتاة امامي و انت لا تتحرك، ثقتي ستنهز من جديد.. عندما أجد امرأة عارية على سريري و انت بمنشفة ثقتي ستنكسر تماما "
" لقد كانت راما كاذبة.. لقد.."
حاول ماث الشرح و هو لأول مرة يستوعب ما مرت به سيليا و ما شعرت به يومها لتقاطع كلامه قائلة
" لقد كانت كاذبة، خدعتني اعترف.. و لكن اريدك ان تعلم بأنني كشخص لا يثق باحد منحتك ثقتي و لكن غضبك لكوني تربية على يد عائلة روجر جعلك لا ترى ذلك "
" سيليا.. انا.. "
مسح ماث على وجهه و هو يفكر بما يجب عليه أن يقوله لها ليشعر بها تمسك بيده لينظر لها بعينين متفاجئة لتهمس له
" أريدك أن تعلم شيءا واحدا ماث، أحببتك عندما كنت معك و أحببتك عندما فقدتك، أعلم بأن كلامي لا يفيد أحدا و لكن أردتك أن تعلم هذا "
ظل ماث ينظر لها عاجزا عن الكلام لتقف سيليا بهدوء و هي تمسك ببطنها المنتفخة لتتوجه نحو نيك الذي كان ينظر لها من بعيد لتجلس بجانبه فقبل جبينها و هو لا يزال ينظر لماث المنصدم
كان إيفان ينظر بين الجميع و هو يبحث عن سارة و لكن لا أثر لها ليعقد حاجبيه بعدم فهم و هو يتصل بها بينما يتوجه إلى خارج المشفى
" أين أنت يا سارة؟"
كانت سارة تجلس على الكرسي بحديقة المشفى و هي تعانق جسدها، هاتفها يرن بجانبها و لكنها لم تحمله أو تنظر له حتى لتشعر بشخص يقف أمامها
" سارة حبيبتي ماذا تفعلين هنا لوحدك ؟"
نظرت نحو إيفان بهدوء و كلمات راما تتردد باذنها، و لم تنتبه لذلك الذي جلس بجانبها و هو يمسك وجهها بين يديه و جعلها تنظر لداخل عينيه ليقول بقلق
" حبيبتي ما الأمر؟"
ارتعش جسدها بسبب كلماته و هي تدعي بداخلها بألا يكون هو نفس الشخص الذي قتل تيو لتقول بصوت جامد
" هل كان انت؟"
عقد إيفان حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بعدم فهم ليسألها من جديد
" لم أفهم، عن ماذا تتحدثين ؟"
" هل كان انت من قتله يا إيفان؟"
رمش بعينيه و هو ينظر لها و الخوف احتل داخله، جزء منه أخبره بأنها تعلم بحقيقة ما حصل مع تيو و جزء آخر يخبره بأنها تتحدث عن شيء آخر ليتنهد و هو يغمض عينيه كمحاولة لسيطرة قبل أن يتحدث
" من؟"
" تيو.. هل كان انت من قتله يا إيفان؟"
أغمض عينيه بقوة لا يستطيع النظر لها حتى ليشعر بها تبتعد عن يديه و تذهب بعيدا.
عندما رأت سارة كيف أغمض عينيه غير قادر على النظر لوجهها حتى علمت بأن ما قالته راما كان حقيقة، لقد كان إيفان الشخص الذي أحبته هو نفس الشخص الذي قتل عريسها يوم الزفاف
عادت سارة إلى الداخل لتجلس بجانب ايريس التي كانت تعانق كاي و هي تبكي بصمت بينما كاي يمسح دموعها بهدوء
" ايري حسنا يكفي "
همس كاي و هو يقبل جبينها لتسقط دموعها من جديد و هي تتحدث كمحاولة لشرح ما تشعر به
" رؤية بلاك هناك شيء لا يصدق، لا أستطيع تخيل الأمر حتى "
" سيكون بخير، إنه بلاك بالنهاية "
اجابها كاي و هو يدعي بداخله أن يكون على صواب، بلاك يعتبر اخا للجميع، فهو دائما ما كان يفكر بعائلته قبل تفكيره بنفسه، و هذا ما جعل الجميع يتعلق به بالرغم من كونه شخص بعيد عن الجميع
كان مارك يتكئ على الحائط ينظر نحو باب غرفة بلاك و هو شارد ليشعر بيد توضع فوق كتفه. بدون أن يستدير أمسك مارك يد بيلا و قربها من شفتيه مقبلا إياها لتمرر يدها من فمه إلى خده و هي تقول بهدوء
" هل انت بخير مارك؟"
حاول غصب ابتسامة ليضعها على فمه و لكن ملامح وجهه كانت تدل بوضوح على مشاعره ليقول بكذب
" أنا بخير لا تقلقي "
نفت بيلا برأسها و هي تمسك بوجهه بين يديها لتضع جبينها ضد خاصته و هي تهمس برقة و مساواة
" أستطيع أن أعرف بأنك لست كذلك "
تنهد مارك بقوة و هو يدفن وجهه بعنقها لتشعر بيديه تضغط على ظهرها قبل أن تسمع صوته الهادئ يقول
" انت لا تفهمين بيلا، بلاك كان دائما السند و الدعم للجميع، لم نراه يوما بمثل هاته الحالة "
مررت بيلا يدها على شعره بحنان و هي تخبره بثقة
" سيكون بخير "
" يجب أن يكون كذلك، إذا سقط بلاك، سقط عمي دارك و هذا يعني سقوط الجميع "
مسحت بيلا فوق شعر مارك بينما عقلها توجه يفكر بابنة خالتها و كيف ستكون حالتها لو حصل شيء ما لبلاك.
بالجهة الأخرى كانت إيمي تجلس محتضنة والدتها، فقد عادت للقصر لتسألهم عن سبب رحيل سيب ليصلهم خبر حادث بلاك.
للمرة الألف اتصل سيب يطمئن على صحة أخيه الذي إلى الآن لم يظهر اي رد فعل مما جعل الجميع على اعصابهم.
وقف دارك وسط قاعة الانتظار ينظر للجميع بعجز غير عالم لما يفعله، فالجميع كان بحالة صدمة حقيقة. خطى اتجاه غرفة زوجته التي يتم اعطاءها حقن مهدئة فهي لم تتوقف عن الصراخ و البكاء منذ معرفتها بحادث بلاك
بغرفة بلاك، كانت إيما تجلس على الكرسي و هي تنظر لجسد الشخص الذي تحبه مرتبط بالعديد من الاسلاك، لا تعلم كم من الوقت قد مر و لكنها كانت تشعر بالأشخاص يدخلون و يغادرون غرفته.
مررت يدها على ملامح وجهه بهدوء و دموعها لم تتوقف للحظة واحدة عن النزول، لتسمع فجأة صوتا غريبا يصدر من الآلة الملتصقة به لتفتح عيناها بصدمة و هي تنفي برأسها
" بلاك.. لا تفعل هذا.. أرجوك لا.."
دخل الطبيب و الممرضات ليبعدوها قليلا قبل البدء بعملهم، لتحاول الاقتراب من جديد و لكن يد دارك منعتها من ذلك لتنظر مجددا نحو زوجها بقلب سيخرج من مكانه بسبب الخوف.
اخبرهم الطبيب بسوء حالته و أن احتمالية نجاته قليلة و لكنها قررت الثقة ببلاك فهي تعلم بأنه لن يخدلها لتقترب من جسده الساكن
" بلاك، بلاكي.. "
سقطت دموعها و هي تمسك بيديه الباردة بين يديها، خائفة من كل شيء. قلبه قد توقف للمرة الثالثة و الطبيب رفض إنعاش قلبه مخبرا إياهم بأن لا شيء ينفع
كانت تجلس على الأرض و هي تبكي ممسكة بيده تقبلها بقوة و هي تهمس بحرقة
" المنا قديم بلاك، أعلم ذلك.. تعذبنا أعلم ذلك.. و لكن لا ترحل.. لا تتركني... انا هنا.. انا معك و لن اتركك لا تتركني اتوسل إليك.."
توقف الجميع ينظر لها، حالتها سيئة، دموعها ملأت وجهها و الالم ظاهر بصوتها
" حبك شيء كالتنفس بالنسبة لي، اتوسل إليك لا تقطع نفسي، لا تتركني من بعدك "
وقفت من مكانها لتقترب من جسده الساكن لتمسح على وجهه قبل أن تضع جبينها ضد خاصته و هي تهمس بحرقة أكبر
" بدونك انا أموت، إذا لم يكن هناك بلاك فلا وجود لايما "
اقترب مارك من إيما ليضع يده على كتفها و لكن سرعان من أخذت سلاحه موجهة إياه على رأسها لتنظر نحو الطبيب بغضب و هي تشير له
" انقذه أو اقتل اثنين.. اعده أو سيغادر اثنين من هنا"
" إيما.."
فتحت زمام الأمان من المسدس لتقول بنبرة جامدة كليا
" معه أو بدونه، أفضل أن أرحل و حبي بقلبي و لا أبقى ابكي من بعده..أفضل أن أرحل و رائحته فوق جسدي و لا أعيش و انا أحاول تذكر رائحته.. اترك كل شيء.. كل شيء من أجل بلاك "
عاد الطبيب نحو بلاك يعيد عملية الإنعاش للمرة الأخيرة، مرة، مرتين و لكن لا شيء. جسده يرتفع مع الآلة و يسقط و لكن لا شيء آخر و بدون أن تفهم ما يحصل كان السواد يملئ عيناها لتسقط أرضا مغمى عليها.
فتحت عيناها للمرة الثانية لتجد نفسها بنفس الغرفة الأولى، نظرت لسقف الغرفة بهدوء قبل أن تبدأ بالبكاء بحرقة و هي تتذكر كيف لم يتفاعل جسده مع محاولات الطبيب لتشعر بيد امها تمسحها على شعرها بقلق
" ابنتي ما الامر؟ هل يؤلمك شيء؟"
لم تجبها الأخرى بشيء، فقط تبكي بألم ليدخل إيفان الغرفة بسرعة مع أخيه و والده لينصدموا من حالتها ليقول الكسندر و هو يمسح على وجهها بقلق
" إيفان اتصل ببيلا سريعا.. إيما هل تسمعيني؟ "
دقائق فقط قبل أن تفتح بيلا الباب و تسرع نحو ايما و هي تفحصها و لكن لا شيء، إذا لماذا تبكي
" إيما.. هل ضلوعك لا تزال تؤلم؟ هل اعطيك مسكن ألم؟"
لا إجابة، و كأن ايما قد دخلت بصدمة قوية، تبكي دون فعل شيء، و هذا ما أثار خوف الجميع. أبعدت بيلا خالتها قليلا لتقف عوضا عنها و هي تمسح على وجهها و هي تقول بجدية
" بلاك بخير يا إيما "
نفت الأخرى بعدم تصديق و هي تبكي بقوة أكبر بينما تجيبها بألم
" كاذبة.. لقد.. لقد توقف قلبه أمامي.. لم يعد.. هو لم يعد "
امسكتها بيلا تحاول جعلها تعتدل بالسرير ليساعدها ماث من الجهة الأخرى لتمسك بيلا بوجه ابنة خالتها جاعلة منها تنظر لداخل عينيها لتقول بجدية
" لقد اغمي عليك إيما.. احضرك مارك إلى هنا و لكن بلاك قد تم إنعاش قلبه.. هو عاد "
رمشت ايما عدة مرات و هي تحاول جاهدة استيعاب كلام بيلا لتهمس لها بصوت مرتجف
" انت لا تمزحين معي أليس كذلك؟"
ابتسمت الأخرى و هي تمسح دموع ايما لتقول بثقة
" لا أفعل، هو لا يزال نائما و لكنه لم يمت "
حاولت الوقوف من السرير مجددا لتمنعها بيلا و هي تقول بسرعة
" حتى لو ذهبت لن تستطيعي دخول غرفته، لا أحد يدخل غرفته لذلك ابقي مكانك "
أزالت إيما ابرة المحلول من يدها و وضعت قدميها على الأرض قبل أن تتمسك بيد بيلا و هي تقول بجدية
" سانظر له من نافذة الغرفة.. فقط خذيني إلى هناك"
" هذا لن يفيد احدكما بشيء، لذلك عودي لمكانك "
أعادت بيلا التحدث بهدوء لتنظر لها الأخرى بغضب و هي تشير لقلبها قبل أن تتحدث
" بل سيفيد، رؤيته يتنفس ستفيد قلبي، معرفة أنه حي ستفيد روحي "
وقفت بيلا عاجزة عن الرد أو النطق بحرف واحد لتتمسك بيد إيما و هما يتوجهان نحو غرفة بلاك.
وقف نيك ينظر نحو ايما التي اقتربت من زجاج الغرفة الفاصل بينهما ليقول بهدوء
" ابنتي كان يجب أن ترتاحي قليلا "
وضعت يدها فوق الزجاج و كأنها تلمسه لتقول بصوت مرتجف
" راحتي هنا "
تنهد نيك قبل أن يمسح على شعرها من الخلف بحنان و يقبل رأسها بهدوء ليعود مكانه.
بعد مدة طويلة من الوقوف كانت تشعر مرة بعد مرة بشخص يعطيها شيء ما، مرة ماء و مرة قهوة و مرة طعام و لكنها كانت ترفض بأدب دون إبعاد عيناها عن ذلك الذي بالغرفة.
أحست بالتعب الشديد و الإرهاق فهي أيضا قد تأذت بسبب الحادث و لكنها لم ترد فتح فمها، فإن قالت اي شيء سيتم إعادتها إلى غرفتها، لذلك جلست على الأرض بتعب و هي تعقد قدميها أمامها بينما رأسها يتكئ على ركبتيها لتشعر بيد شخص تمسح على ظهرها.
رفعت رأسها تنظر بجانبها بعيون متعبة لتجد ماث يبتسم بهدوء قبل أن يتحدث
" هل نذهب لغرفتك؟"
نفت برأسها و هي تعيد رأسها مكانه ليقول من جديد و هو يحاول اقناعها
" سنعود مرة أخرى "
لم تجبه فهي كانت تعلم بأنه يقول هذا فقط ليجعلها تغادر.
رفع رأسه بتعب ليجد سيليا تتوجه إلى المصعد و بدون أن ينتظر لدقيقة لحق بها. كانت سيليا تقف أمام المصعد بانتظار قدومه لتشعر بشخص يقف أمامها، نظرت له لتجد ماث لتعيد نظرها أمامها من جديد
دخل ماث المصعد و لكنها ظلت مكانها لتبدأ الأبواب بالانغلاق و لكنه وضع قدمه مانعا ذلك لينظر لها بعدم فهم و هو يسألها
" الن تصعدي؟"
نظرت للمصعد و تنفست الصعداء قبل أن تدخل بصمت و هي تقف بالجانب بعيدة كل البعد عن ماث الذي تفاجىء بسبب ذلك.
توجه المصعد إلى الاسفل، تحديدا إلى المطعم لتغادر دون قول كلمة واحدة ليلحق بها من جديد و هو يحاول معرفة ما الذي ستفعله
دخلت سيليا المطعم و هي تبحث عن شيء ما غير منتبهة لذلك الذي كان يلحق بها و هو يشعر بفضول لمعرفة ما تريد
فجأة وقفت أمام ثلاجة الحلويات لتبتسم باتساع و هي تشير نحو كيك الشوكولا بالفراولة ليفتح ماث عينيه بقوة، و كأنه يستوعب الأمر هي تشتهي ذلك.
أمسكت الكيك و توجهت إلى طاولة بالزواية لتبدأ بالأكل بكل استمتاع ليجلس ماث أمامها مما جعلها تفتح عيناها بصدمة بينما الشوكة لا تزال بداخل فمها ليضحك بخفة بسبب ذلك قبل أن يتحدث بمرح
" هل تشتهين الكيك؟"
أبعدت الشوكة الفارغة من فمها لتحمحم قبل التحدث بهدوء
" منذ بداية حملي "
انصدم ماث الذي لم يكن له فكرة عن الموضوع ليقول بعدم معرفة
" هل.. ممم هل تريدين شيء آخر؟"
أخذت سيليا قضمة أخرى و وضعتها بفمها لتنظر لوجهه و كأنها تفكر بشيء قبل أن ترفع كتفيها بعدم اهتمام و هي تجيبه
" لا، بالعادة عندما اشتهي شيء اخرج لشراءه "
" انت لم تخبريني سابقا "
قال ماث و كأنه يحاول الدفاع عن نفسه لتنظر لوجهه بحزن مضيفة
" علاقتنا لم تكن جيدة ماث، و الآن علاقتنا صارت أسوء بكثير من السابق "
فتح ملف فمه ليتحدث ليقاطعه صوت روز التي اقتربت منهما و هي تنحني لتقبل ماث من شفتيه بخفة مما جعله يفتح عينيه بقوة و هو ينظر لسيليا التي انزلت نظرها نحو طبقها
" ماث عزيزي اشتقت لك "
" روز ما.."
حاول التحدث و لكن وقوف سيليا من مكانها منعه، مسحت فمها بهدوء قبل أن تغادر دون النظر خلفها ليمسك بروز من يدها بغضب و هو يقول
" ما الذي تحاولين فعله؟"
" ما الأمر ماث؟ أظن بأنني أخبرتك بما أريد، انا أحاول جعلك تعتاد على وجودي "
قالت روز و دموع التماسيح بعيناها، فهي كانت متوجهة للمطعم لتتفاجىء برؤيتها لماث و سيليا مع بعضهم فقررت التدخل.
" روز أخبرتك أن تعطيني وقتا، لماذا لا تفهمين ؟"
نزلت دموعها ليتنهد ماث و هو يغادر قبل أن ينظر للكيك الذي بالكاد لمسته سيليا. وقف أمام المصعد و فجأة عاد ليطلب نفس الكيك ليغادر نحو الأعلى.
شعرت روز بالغضب لتمسك بشعرها بين يديها، كان الطابق الذي يوجد به أفراد العائلة لا يمكن الصعود إليه بدون بطاقة، و كان الغضب يسري بداخلها لكون ماث كان هناك أيضا مع سيليا لتقول بحقد
" لن أسمح لك بأخذه، ماث لي لوحدي "
وقف ماث بالطابق ينظر للكيك بيده بدون أن يعلم كيف سيعطيها ذلك، ليحالفه الحظ و هو يرى سيليا تخرج من الحمام بعد أن غسلت وجهها ليتكهن بأنها كانت تبكي
" سيلي.. "
همس ماث و هو يركض ناحيتها لتضع يدها على بطنها بينما تنظر للأرض، رؤيته مع روز جعلتها تتذكر ما أخبرتها به عند معاينتها، و جعلها تتذكر أيضا صراخ ماث بوجهها بسبب روز دون أن يعطيها وقتا لتشرح نفسها
" أنا لن أتخلى عن ابنتي ... لن أفعل "
وقف ماث ينظر لها بعدم فهم ليعقد حاجبيه استغرابا و هو يحاول وضع يده على كتفها ليقول برقة
" لماذا قد تتخلي عن طفلتك؟ هي طفلتك و لا أحد قادر على ابعادها عنك "
رفعت سيليا رأسها تنظر ناحيته بعيون مرتجفة، كلماته اسعدتها و اراحتها لتقول بصوت مرتعش
" لقد أخبرتني بأنها ستأخذ طفلتي "
الجملة سقطت على ماث كالصاعقة ليقول بعدم تصديق
" من قال ذلك؟ هل تتحدثين عن روز؟"
كلماته التي وجهها لها سابقا عندما كان يدافع عن روز مرت بعقلها لتعض شفتها السفلية بخوف من أن يكون يتلاعب بها مع روز لكي يأخذوا طفلتها لتقول بسرعة
" قالت بأنها ستأخذ طفلتي و تأخذك.. انا خسرتك من قبل و لكن اذا خسرت طفلتي أموت أقسم لك "
فتح ماث فمه يحاول قول شيء و لكن صدمته اوقفته ليقترب منها و لكن صراخا من جانب غرفة بلاك منعهم ليسرعوا إلى هناك
كانت إيما تجلس على الأرض شاردة و هي تتذكر كل لحظة لها مع بلاك، سيئة أو جيدة المهم بالنسبة لها هو أنه كان هناك معها.
" ما الذي تفعلينه هنا؟"
صوت أمارا الغاضب أخرجها من شرودها لترفع رأسها بهدوء و هي تطالعها بعدم فهم لتشعر بيد أمارا تمسكها من ذراعها و هي توقفها من الأرض لتصرخ بغضب
" انت السبب بما حصل مع ابني، لماذا أتيت؟"
" أمارا حبيبتي "
تمتم دارك و هو يزيل يد زوجته من ذراع ايما التي كانت شاحبة كليا، لتدفعه أمارا و هي تصرخ بغضب حاد
" لا دارك.. لا تفعل.. هي السبب بكون بلاك ينام بالغرفة بدون حراك، هي السبب لوصول ابني لهذه الحالة "
" أمارا طفلتي توقفي "
تحدث نيك بصوت عال و هو يقترب ليقف أمامها مباشرة لتضحك بسخرية و هي تمرر يدها على شعرها بعصبية لتضيف
" اتوقف؟ هل تريد مني أن اتوقف؟ هاته التي تدافع عنها.. لا بل هاته التي تدافعون عنها هي السبب بما حصل مع بلاك "
قالت و هي تشير للجميع ليصمت الآخرين فكلامها حقيقي من ناحية، لتكمل الأخرى بغضب و هي تقترب من ايما التي كانت تنظر للأرض بعيون متسعة
" والدك أخذ مني ايثان، و انت الآن تفعلين نفس الشيء "
سقطت دمعة من عيني إيما التي كانت تنفي برأسها عدة بحالة جنونية ليسرع لها إيفان و هو يعانقها لتصرخ بوجه أمارا بغضب
" لا تشبهيني به، انا اموت إن حصل شيء لبلاك "
" إيما عزيزتي.."
تمتم إيفان و هو يمسح على شعرها بحنان لتنظر لها أمارا بحدة قبل أن تجيبها
" إذا موتي، ابني لا يزال بين الحياة و الموت و حسب ما أرى انك لا تزالين تتنفسين "
" أمارا "
صرخ دارك و هو يعانق جسدها بينما يرفع زوجته بحضنه و هو يبتعد لتتسلل ايما من بين يدي إيفان و هي تلحق بهم لتصرخ من خلفهم بغضب
" هل تظنين وقوفي هنا دليل على كوني حية؟ هل تظنين النفس الذي أخذه من بعد بلاك نفسا؟ إذا كنت تظنين ذلك فأنت مخطئة "
ضربت أمارا يدي زوجها لتنزل من حضنه و لكنه منعها من التحرك لكونه يحبسها بين ذراعيه لتصرخ رغم ذلك
" مخطئة؟ رأيت ابني يتعذب لأيام بسببك، رأيت ابني يحترق بسببك و لم تهتمي به .. "
" لم أهتم.. تقولين بأنني لم أهتم.."
صرخت ايما و هي تقترب من أمارا و دارك لتضيف من بين دموعها التي بدأت بالنزول بدون اذنها
" ابنك الذي سلمته قلبي كسره بين يديه و لم ينظر خلفه، ابنك عاملني معاملة عاهرة وضيعة و تركني بمنزل والدي بعد أن أخذ عذريتي و لم ينظر خلفه، ابنك قطع النفس الذي اتنفسه و لم ينظر خلفه، ابنك كسر كرامتي، قلبي روحي... و لم ينظر خلفه "
صمتت للحظة تنظر أمامها بعتاب و ألم قبل أن تضيف
" و لكنني احبه.. أحببته و انا أعلم بأنه لا يجب أن أفعل، أحببته و انا أعلم بأن هذا الحب لن ينفع.. أبكي كل ليلة و انا اضع رأسي فوق مخدتي، اتقلب بالسرير و لكن ذلك لا يساعد.. أشعر بأنني قذرة لكوني أحب الشخص الذي دمرني "
" ارحلي اذا .. لا داع لأن تحبيه بعد الآن.. غادري "
قالت أمارا بلهجة باردة لتسقط دمعة ايما التي ضحكت بعدم تصديق و هي تعيد شعرها للخلف بعصبية لتضيف
" لم تسمعي ما قلته.. لم تستوعبي شيءا "
" كل ما استوعبه هو بسببك ابني بين الحياة و الموت "
بزقت أمارا كلامها لتقترب منها إيما و هي تنظر لداخل عينيها بجدية لتقول
" بل كان يجب أن تستوعبي بأن بلاك لي و سيظل كذلك إلى آخر نفس بحياته "
نظرت لها أمارا بغضب قبل أن ترفع يدها و تصفعها بكل قوة مما جعل الجميع ينصدم ليصرخ دارك و هو يمسك يد زوجته
" ما الذي فعلته؟"
" لو أنك احببته لما فكرت بنفسك قبل تفكيرك به، اعلمي جيدا يا إيما بأن بلاك قطعة مني، قد تكونين من يحب و لكنني والدته، الزوجة يمكن أن تتغير و لكن الام لا تتغير "
" إيما عزيزتي لنذهب "
قال ماث و هو يضع يده على كتف أخته المتصلبة لتتحرك معه بهدوء و كأنها بصدمة بسبب ما قالته أمارا.
اقترب إيفان من الاثنين ليحمل ايما بحضنه و هو يتوجه نحو غرفتها ليخبر والديه بأنهم سيرحلون. وقف ماث ينظر نحو أمارا بعتاب ليقول ببرود
" تتحدثين بهاته الطريقة لكونك تعرفين جيدا بأن ابنك الذي تفتخرين به قادر على رمي الجميع خلفه من اجل من صفعتها "
حاولت أمارا فتح فمها و لكنها قررت تجاهله لتبعد يدي دارك عنها قبل أن تتوجه لغرفة ابنها النائم.
اقترب ماث من سيليا التي كانت تستند على الحائط ليضع بين يديها علبة الكيك دون أن ينطق بحرف واحد ليغادر خلف عائلته التي توجهوا للمصعد
كانت بيلا لا تزال تحاول استيعاب ما حصل منذ قليل، لتبدأ بالضحك بقوة مما جعل نظر الجميع يصبح عليها قبل أن تصفق بقوة و هي تقول
" برافو عرض رائع حقا، من يراه سيظن بأن ابنك المظلوم بالقصة لا الظالم "
" بيلا ما اللعنة؟ اخرسي هذا ليس وقت سخريتك "
تمتم مارك و هو يضع يده على فمها لتبعد يده عنها و هي تقول بسخرية
" ماذا؟ هل كذبت؟ هل أخطأت؟ بالحقيقة لا، الخطأ كان خطأكم جميعا "
" ما الذي تقصدينه؟"
تحدث نيك بنبرة مشوشة لتبتسم الأخرى و هي تومئ برأسها بينما تضيف
" لو ان أحد منكم تدخل و اوقف بلاك لما حصل ما حصل منذ البداية"
رمش الجميع بصدمة، فكلامها صحيح، الجميع كان يعلم برغبة بلاك بالانتقام و زواجه من إيما كان برهان قوي على ما بباله لتضيف بيلا بحدة
" ما دام تم دفع الثمن بالماضي، ما دام تم اخذ روح مقابل روح لماذا انتقم ابنكم من ايما؟ لماذا لم يفكر بأخذ سلاحه و مواجهة جون بدلا من التلوي "
" نحن لم نكن نعلم بالأمر "
تحدث كريس و هو ينظر لزوجة ابنه سليطة اللسان التي استدارت تنظر نحوه بملامح غير مصدقة و هي تقول
" كان الأمر واضحا وضوح الشمس، بلاك كان بحاجة لافراغ غضبه بشخص ما و لكنه لجأ إلى أضعف شخص، لجأ إلى شخص لم يكن له علاقة بالأمر من اي ناحية سوى كونها الابنة المتخلى عنها "
" بيلا اخرسي "
تمتم مارك من جديد و هو ينظر لتغير ملامح أفراد عائلته لتصرخ الأخرى بحدة و هي تجيبه
" لن أفعل.. لماذا قد أخرس؟ لأنني أقول الحقيقة؟ هل لأنني واجهتكم بمخاوفكم يجب علي أن أخرس؟"
" بيلا.. "
حاول مارك التحدث و لكن صوت ساشا الهادئ منعه ليستدير الجميع ينظر لها و هي تقول
" هي على صواب.. نحن علمنا بأن إيما كانت ابنة جون و كانت على اسم ألكسندر و رغم ذلك لم يفكر أحد منا عن سبب ذلك بل نظر لها الجميع على أنها ابنة قاتل و مغتصب "
صفقت بيلا بيديها و هي تشير نحو ساشا لتقول بجدية و هي تزيل رداء الطبيب خاصتها رامية إياه أرضا
" ما دام الخطأ خطأ عائلتي، ما دام انتم الملائكة و نحن الشياطين، انا سأكون بمنزل والدي لا أريد أن أفسد برائكتم بسيئاتي "
" انت لن تذهبي إلى مكان "
قال مارك و هو يمسك بيدها لترفع حاجبها و هي تنظر له بعيون متحدية قبل أن تقول
" عزيزي لا تلعب دور الزوج العاطفي معي، كلانا نعلم بأن زواجي منك شيء لا اتقبله "
" بيلا.. "
حرك مارك رأسه يمينا و يسارا بغضب قبل أن يتحدث
" لا داع لكل هذا "
" حقا لم يكن هناك داع لأن تضيف زوجة عمك ملحا فوق جروح ايما و لكن لا أحد منكم تحدث، ظللت تنظرون بصمت كالقطط "
أبعدت يده عنها لتعطيه ظهرها و هي تغادر قبل أن تقول ببرود
" اسألوا انفسكم خطأ من كان منذ البداية بعدها ألقوا اللوم على الآخرين "
" بيلا..بيلا.. "
صرخ مارك من خلفها و لكن ذلك لم يوقفها، بل توجهت نحو المصعد مغادرة الجميع بعد أن ألقت ما بداخلها
" هي على حق "
نظر الجميع نحو ساشا التي كانت تتحدث بنبرة حزينة و هي تشعر بالذنب بسبب كل ما حصل لتقول
" نحن كنا نعلم بأن غضب بلاك لم يخمد حتى بعد موت ليام ابن جون، نحن كنا نعلم بأن حادثة كلوي أعادت احياء غضبه من جديد و لكننا قررنا التجاهل و كأن شيء لم يحصل "
مرر كريس يده على وجهه و هو يقترب معانقا صغيرته التي كانت تتحدث بغير تصديق و بدأ يمسح على ظهرها خائفا من دخولها إحدى نوبات اختناقها ليقول
" حسنا صغيرتي، يكفي، كل شيء على ما يرام الآن "
وقفت انا من مكانها و هي تنظر للجميع بعيون حمراء بسبب الدموع و الغضب لتقول بهستيرية
" الانتقام، الانتقام، الانتقام.. هذا ما كانت عليه حياتنا دائما.. تم قتل أخي الصغير و لكنكم قمتم بإخفاء الأمر عنا بكل بساطة، تم تدريبنا على القتال و استعمال الأسلحة بالرغم من أن القصر يعج بالحرس من كل مكان، و كل هذا بسبب الانتقام "
" انا صغيرتي اهدئي "
قال دارك و هو يحاول الاقتراب منها لتصرخ بغضب و هي تضيف
" اهدء؟ كيف سأهدء؟ فقدت اخيين لم أعرف عنهم شيءا، و الثالث ينام بين الاسلاك لا أحد يعلم عن وضعه .. "
" اناستازيا روجر اغلقي لعنتك حالا "
صرخت أمارا بجنون و هي تقترب من ابنتها الصغيرة لتمسكها من ذراعيها محركة إياها بقوة و هي تقول بحدة
" بلاك لن يصيبه شيء، اتسمعين؟"
أسرع دارك يبعد زوجته عن طفلته التي كانت ترتجف بسبب صراخ والدتها بوجهها ليعانق دارك ابنته و هو يقبل جبينها برقة بينما ينظر لامارا التي فقدت أعصابها ليقول بجدية
" أمارا تحكمي بنفسك "
زفرت أمارا و هي تحاول معانقة انا التي التصقت بوالدها لتتركهم و هي تقف أمام زجاج غرفة بلاك من جديد لتقول بهدوء على عكس داخلها
" لقد فقدت طفلين، وضعت قطعتين من قلبي تحت التراب لذلك لا أحد منكم قادر على فهم ما أشعر به "
نظرت لهم أمارا بعيون دامعة و هي تضيف بحرقة
" أنا لا أستطيع وضع شخص آخر تحت التراب، ليس انا، ليس سيب، و اكيد ليس بلاك "
" يا إلهي، طفلتي .."
تمتم نيك و هو يعانق أمارا التي انفجرت تبكي بين يديه ليصمت الآخرين غير عالمين ما الذي سيقولونه.
بقصر خوسيه
توقفت سيارة إيفان الذي نظر من المرآة نحو أخته التي لم تتحرك من مكانها منذ أن وضعها ليتنهد بقلة حيلة قبل أن ينزل ليفتح باب السيارة من جانبها و يركع أمامها و هو يضع يده على خدها قائلا
" إيما صغيرتي هيا لندخل "
نظرت نحو القصر بعيون باردة لتنظر نحو إيفان دون النطق بكلمة، ليحاول حملها و لكن صوت جون القلق قاطعه و هو يسرع ناحيتها ليبدأ بالنظر لها و فحصها بينما يسأل
" لماذا اخرجتها من المشفى يا إيفان؟ لقد مر يومين فقط. هي لا تزال بحاجة الى العلاج "
نظر إيفان نحو عمه بنظرات غاضبة و كأنه يريد لكم وجهه و لكنه تراجع عن ذلك و هو يستمع لصوت ايما البارد و هي تقول
" و ها قد جاء والدي القلق "
نظر لها جون بقلق فهي عادت لنبرتها الباردة معه لتبعد يده عنها و هي تخرج من السيارة ثم وقفت أمامه لتقول بهدوء
" انت تعلم بأن كل شيء كان بسببك منذ البداية أليس كذلك؟"
" إيما.."
تمتم جون و هو يحاول قول شيء لترفع يدها أمام وجهه و هي تنظر له قبل أن تتحدث بجدية
" أنا سامحتك.. انا حقا سامحتك "
عقد الجميع حاجبهم بسبب ما قالته لتضيف مكملة بصوت جامد
" بعد أن وصلت لحالتك سامحتك، بعد رؤيتي لبلاك بين الحياة و الموت سامحتك، و لكن.. اتركني.. ابتعد عني.. ارحل كما رحلت من قبل.. تخلى عني كما تخليت سابقا "
ارتجفت عيون جون بصدمة و هو يستمع لما تقوله ابنته ليقول بألم
" لا تفعلي هذا يا إيما، انا والدك.. قد لا أكون الوالد الذي تريدين او تحلمين به و لكنني والدك "
" و لأنك والدي انا اعطيك فرصة، انا اسامحك و لكنني بحاجة لإعطاء نفسي فرصة، انا حقا بحاجة للعثور على نفسي التي ضاعت بينكم "
" ما الذي تقصدينه يا إيما؟"
تحدثت ايزا و هي تستند على ألكسندر الذي نظر نحو إيما و كأنه استوعب ما تقوله لتبتسم بوجههم بهدوء قبل أن تأخذ نفسا عميقا و هي تقول
" انتم عائلتي رغم كل شيء، و لكنني أحتاج مساحة، احتاج ان اجد نفسي، احتاج ان اقف على قدمي، احتاج ان أعالج جراحي "
اقتربت لتعانق ايز بقوة و همست لها بهدوء
" انت الام التي اعرف، انت الام التي أحببت.. انا لن أتخلى عنك و لكن اتركيني لعلي أعود كما كنت "
سقطت دموع ايزا و هي تمسح على شعر طفلتها بينما تنظر لنظرات الجميع لتقول بجدية
" تذكري دائما بأن لك عائلة تحبك يا إيما، انت لست لوحدك انت جزء منا "
ابتسمت إيما و هي تعانق الباقي، قبل أن تقف أمام جون و هي تمسح دموعه لتقول بثقة
" لديك طفلة أخرى بحاجتك، لا تتخلى عنها، كن معها، أحبها، اعطيها ما حرمنا منه انا و ليام، قد تكون ابنة جوليا التي تكره و لكنها ابنتك أيضا "
عانقته بقوة و هي تمسح على ظهره بينما تستمع لبكاءه لتقول بهدوء
" أخبرها بأن لها أخت، أخبرها بأنني لا الومها على ما حصل، و لكن أخبرها بأن أختها بعيدة و أنها ستأتي من أجلها عندما تكون مستعدة لذلك "
قبلت جبين جون قبل أن تجلس بسيارة إيفان الذي توجه بها نحو منزل ماريانا.
بالمشفى
كان الوضع غريبا، فئة من الأشخاص كانت تدعم أمارا و تجد بأنها على صواب، بينما الفئة الأخرى كانت تقف بصف إيما و تجد بأنها أيضا على صواب و هذا ما جعل الجميع متوترين.
تم احضار بلاك و إيما منذ ثلاثة أيام، استيقظت ايما بعد مرور أربع و عشرين ساعة على عكس بلاك الذي لا يزال نائما.
تعرض بلاك لنزيف داخلي و جروح خطيرة و ذلك يعود لكونه لم يكن يرتدي حزام الامان و بسبب اصطدام سيارة ايما بخاصته و من جهة السائق تحديدا.
كان الجميع لا يزال بحالة صدمة حقيقة بعد أن شرح لهم بيتر حارس ايما حقيقة ما حصل ذلك اليوم.
بعد أن هدأ الوضع و كان الجميع يجلس بانتظار عودة بلاك لوعيه اتصل سيب من جديد لينظر دارك إلى هاتفه بقلة حيلة قبل أن يتحدث
" سيب.. "
" أبي أخبرني بأنه قد استيقظ اتوسل إليك "
صرخ سيب من الجهة الأخرى من الهاتف ليغمض دارك عينيه قبل أن يتنهد و هو يقول
" لم يعد لوعيه بعد "
" اللعنة.. اللعنة.. أريد أن أعود لماذا تمنعني من ذلك"
صرخ سيب بغضب ليتحدث دارك بجدية
" بقاءك هناك من اجل سلامتك، لا تناقش الأمر أكثر من ذلك "
" اخي بالمشفى منذ ثلاثة أيام و أنا لا أستطيع أن أكون منعه لأنك تضع حرسا لعينا يمنعني من ذلك "
" أهدء سيب، لنعرف حالة بلاك أولا و سأخبرك.. "
قاطع كلامه صوت والدته التي تحدثت بعدم تصديق و هي تنظر لزجاج نافذة غرفة بلاك
" لقد فتح عينيه "
" ماذا؟"
صرخ الجميع و هم يتوجهون لتأكد ليجدوا بأن اماندا على حق، بلاك قد فتح عينيه حقا ليقول سيب بصراخ من الهاتف و هو لا يفهم ما الذي يحصل
" ما الذي حصل؟"
" لقد عاد بلاك، لقد استيقظ "
تحدث دارك بفرح و عيون دامعة و هو يحمد الله على عودة ابنه ليسمع صراخ سيب السعيد من الجهة الأخرى قبل أن يتحدث
" أخبره بأنني سأركل مؤخرته اللعينة بسبب ما قام به "
ضحك دارك بقوة و هو يجيب ابنه المجنون
" متأكد من أنك ستفعل "
" أنا سأعود بأقرب وقت يا أبي "
تنهد دارك و هو يومىء برأسه بينما ينظر نحو سام و ايرينا اللذان توجها لفحص بلاك ليقول بجدية
" أنهي الصفقة يا سيب و عد "
" سأفعل "
أغلق دارك و هو يشاهد سام الذي خرج من الغرفة و الابتسامة تشق وجهه ليقول مبشرا إياهم
" إنه بخير، فقط بعض الألم بسبب الحادث و صداع"
" هل نستطيع رؤيته؟"
قالت أمارا بحماس و هي تمسح عيناها ليقول سام باعتذار
" مع الأسف لا، يجب أن نتابع حالته هاته الليلة و يجب أن يظل تحت المراقبة و لكنكم تستطيعون رؤيته غدا "
أومأت برأسها و هي تنظر لزجاج الغرفة حيث عدلت ايرينا السرير لينظر لهم بلاك من داخل الغرفة و هو يبتسم ابتسامة رقيقة بينما عينيه تمر على الجميع و كأنه يؤكد لهم بأنه بخير
" عزيزي، انا و سام سنراقب حالتك الى الصباح، اذا شعرت بأي شيء أخبرني "
نظر بلاك نحو ايرينا بعد أن أبعد عينه عن عائلته ليقول بصوت مبحوح
" أين إيما؟"
بلعت ايرينا ريقها لا تعلم ما الذي ستقوله، لتقترب من بلاك و هي تضع اللاصق على جبينه بعد أن طهرت جرحه لتقول دون النظر إلى عينيه
" هي بحالة جيدة، لقد تم إخراجها صباحا "
رمش بلاك و هو يستمع لما تقوله ايرينا بينما ينظر لها بعيون تخبرها عن عدم تصديقه ليقول بصوت مجهد بينما يعيد إغلاق عينيه بسبب التعب
" أريد رؤيتها عندما أستيقظ.. احتاج رؤيتها "
عضت ايرينا شفتها السفلية و هي تمسح على شعره بلطف بينما تنظر له و هو يعود ليغفى من جديد فهو لا يزال لم يستعد طاقته
خرجت ايرينا و نظرت للجميع قبل أن تقول بجدية
" إنه يسأل عن إيما "
بمنزل ماريانا
كانت إيما نائمة بسريرها بينما كابوس موت بلاك يظهر أمام عينيها، لا تعلم لماذا و لكنها حلمت به يموت و هذا شيء لا تستطيع تقبله.
جلست على سريرها و هي تلهث بقوة و العرق يملئ وجهها و صدرها بينما تنفسها سريع و كأنها كانت تركض بسباق لتسمع صوت جرس الباب لا يتوقف
نزلت الدرج بصعوبة بينما تضع يدها على خصرها المتؤلم قبل أن تفتح الباب لتجد بيلا تقف أمامها
" مرحبا أيتها الهاربة "
" ما الذي تفعلينه هنا؟"
دفعتها بيلا قليلا و هي تدخل لتضع الأكل فوق الطاولة و هي تجلس على الأريكة بينما عيناها تمر على المنزل بإعجاب لتقول
" امك حقا كانت سيدة ذات ذوق "
أغلقت ايما الباب و هي تتوجه ناحية بيلا لتجلس مقابلها قبل أن تكرر من جديد
" إذا لماذا أتيت؟"
ابتسمت بيلا بثقة و هي تفتح علب الأكل لتشير لهم و هي تجيبها
" أتيت لاطعامك "
" لدي مطبخ، أستطيع إطعام نفسي "
أشارت ايما للمطبخ خلفهما لتنفخ بيلا بملل قبل أن تنظر ناحية ايما من جديد و هي تقول بجدية
" لا تفعلي يا إيما، لا تنسي لقد اتفقنا على أن نكون معا دائما "
أغمضت ايما عيناها محاولة السيطرة على نفسها لتفتحهم من جديد و هي تطالع بيلا التي كانت دائما اختا لايما أكثر من كونها قريبة
" لقد كنت بجانبي عند وفاة والدتي، لقد أمسكت بيدي و أخبرتني بأنك ستكونين معي، و انا الآن أريد أن أمسك بيدك أيضا و أخبرك بأنني معك رغم كل شيء "
" أنا تعبة يا بيلا "
قالت إيما و هي ترفع قدميها على الأريكة لتعانق ساقيها بيديها قبل أن تريح رأسها فوقهم بهدوء و هي تضيف
" حاولت أن أبقى قوية، حاولت أن احارب و لكنني خسرت، ابتعاد بلاك عني يكسرني أكثر من اي شيء آخر "
" انت تحبينه يا إيما "
تمتمت بيلا و هي تنظر نحو ابنة خالتها التي ابتسمت بهدوء و هي تجيبها
" هل تخبريني أم تخبرين نفسك؟"
" الأمر... لقد ظننتك متعلقة به لكونه أول رجل بحياتك "
شرحت بيلا لتضحك الأخرى بقوة قبل أن تكمل
" لقد أحببته منذ أن رأيته لأول مرة. لا أعلم كيف حصل ذلك، ظننت الأمر مجرد إعجاب غبي و لكن عندما كنت معه كنت اميل إليه دون إرادتي "
" انت غارقة حقا "
قالت بيلا و هي تضع المخدة بحضنها لتضحك ايما بسخرية و هي تومئ لها
" حالتي صعبة، و الآن امه طردتني و منعتني من رؤيته، يال حظي "
" لقد تكفلت بأمر إجابتهم لا تقلقي، و بالنسبة لحاله أستطيع الاتصال بالمشفى "
قالت بيلا بهدوء و هي ترفع كتفها بعدم اهتمام لتتنهد ايما قبل أن تسالها
" حقا ما الذي تفعلينه هنا؟ من أخبرك بعنوان المنزل؟"
" بعد أن غادرتم لحقت بكم، و لكن خالتي أخبرتني بأنك قد طلبت مساحتك و إيفان من أعطاني العنوان"
" ألست عروس جديدة تحتاج البقاء مع زوجها؟"
تحدثت ايما و هي تنام فوق الأريكة لتضحك بيلا بسخرية و هي تجيبها
" أي عروس و انا بدورتي الشهرية "
" مارك المسكين "
قالت إيما قبل أن تنفجر كلتاهما ضحكا، لتتحدث بيلا بهدوء
" لقد أخبرته بأنني لست عذراء "
" و؟"
تحدثت ايما تنظر نحو ابنة خالتها التي رفعت كتفيها بملل و هي تجيبها
" لم يهتم للامر، بل تزوجني "
" سيقتلك عندما يكتشف كذبتك "
" لا لن يفعل، سيكون مشغولا بمضاجعتي لا تقلقي "
ضحكت ايما و هي تغمض عيناها بتعب لتتوجه لها بيلا و هي تضع غطاءا فوقها و تقبل جبينها بهدوء.
بالمشفى
مرت أربعة أيام منذ استيقاظ بلاك، و كان يستعيد طاقته يوما بعد يوم و لكن ما كان يغضبه هو عدم ظهور ايما و عدم تحدث شخص عنها
" هل استطيع ان أعلم ما الذي حصل مع زوجتي و اللعنة؟"
تحدث بلاك ببرود و هو ينظر نحو عائلته الذين يحتلون غرفته لينظر له والده بملل فهذه تكون المرة المليون الذي سأل فيها عن إيما منذ استيقاظه
" هي بخير "
" ارحتني حقا.. "
قال بلاك بسخرية قبل أن يضيف بجدية
" أريد رؤيتها "
نظر دارك نحو زوجته و كأنه يخبرها أن هذا بسببها، لتتحرك من مكانها و هي تقترب من سرير ابنها لتجلس بجانبه و هي تمسح فوق شعره لتقول
" عزيزي، ايما أيضا تضررت بسبب الحادث و الآن هي ترتاح بمنزلها "
قفز بلاك مكانه فعوضا عن كون كلام إمارا مريحا كان مقلقا ليقول بسرعة و هو يضع يده على صدره الذي تألم بسبب حركته
" هل هي بخير؟"
" هي بخير بلاك، أقسم لك. جروحها كانت طفيفة مقارنة بخاصتك، أخذها أهلها إلى المنزل لكي ترتاح فجو المشفى كما تعلم كئيب "
تحدثت ايرينا و هي تنظر ناحية أمارا التي نظرت لها بشكر، فكلامها سيساعد بلاك على أن يهدأ قليلا
تنهد بلاك براحة قبل أن يتأوه بألم بسبب ألم ضلوعه ليضع رأسه على مخدته و هو يغمض عينيه.
" هيا، لنتركه يرتاح قليلا "
قالت ايرينا و هي تشير للجميع لكي يغادروا. وقف دارك أمام أمارا بعد اغلاق باب غرفة بلاك ليقول بجدية
" لقد سأل عن إيما قبل أن يسأل عن نفسه و حالته، إلى متى ستقومين بالصمت؟"
نظرت له أمارا ببرود و هي تفكر بأن طردها لايما كان شيء لمصلحة طفلها لتقول بثقة
" سيتوقف عن السؤال بعد يومين "
" يا إلهي، هل تمزحين أمارا؟"
قال كريس بسخرية و هو ينظر ناحية أمارا و زوجته التي كانت تساند كذبتها ليقول معاتبا ايرينا
" تعلمين بأنه عندما سيعلم الحقيقة سينفجر بامارا أولا ثم بك ؟"
" أنا لم اكذب، هي بخير و بحاجة إلى راحة حقا "
قالت ايرينا بجدية مما جعل كريس يقلب عينيه و لكن صوتا قاطعهم لينظر الجميع نحو كلاي الذي كان يقترب منهم
" إذا أين روميو خاصتنا ؟"
قال كلاي بتسلية و هو ينظر للجميع ليشير نيك نحو غرفة بلاك ليمرر كلاي نظره حول الباقي قبل أن يتحدث
" سأدخل لرؤيته "
اومئ دارك برأسه بهدوء و هو يمسك يد أمارا مبعدا إياها قليلا قبل أن يكمل عتابه نحوها.
فتح كلاي باب غرفة بلاك و دخل بينما لا يزال يحاول استيعاب ما سمعه بالخارج.
" ما الذي تفعله هناك؟"
تحدث بلاك بملل و هو ينظر لذلك الذي كان يستند على باب الغرفة و هو يحاول أن يسمع ما يحصل بالخارج ليشير له كلاي بالسكوت قبل أن يقترب منه
" لقد تفوقت على روميو يا رجل، ما معنى أن توقف سيارتك أمام خاصتها لتنقذها"
" كلمة أخرى و سادعسك بسيارتي وعد"
تحدث بلاك ببرود و هو يحاول الاعتدال بمكانه ليقول كلاي بجدية
" كيف حالك؟"
" كما ترى، كل ضلعة لعينة بجسدي مدمرة "
ضحك كلاي و هو ينظر له، ليجد صدره و يده اليسرى ملتفة بالشاش الأبيض ليقول بسخرية
" لقد قاموا بتحنيطك مثل مومياء لعينة "
" لاغادر المكان أولا، و أعدك سيقومون بنفس الشيء معك "
أجابه بلاك ليضحك كلاي و هو ينفي برأسه قبل أن يضيف
" إذا أين جولييت؟"
" أخبروني بأنها غادرت، لم أراها "
همهم كلاي و هو ينظر نحو بلاك الذي كان يتابع ما يقوم به صديقه ليحمل هاتفه و يتصل برقم ما
" ما الذي تفعله؟"
رفع كلاي يده أمام وجه بلاك مخرسا إياه قبل أن يتحدث
" هل هذا هاتف ايما ؟"
" نعم من معي؟"
قالت بيلا بهدوء و هي تجيب على هاتف ايما ليبتسم الاخر باتساع و هو يضيف
" كلاي، صديقها هل يمكنك جعلي أتحدث معها ؟"
اعتدل بلاك مكانه و هو يحاول سماع ما يقال على الجهة الأخرى من الهاتف ليقلب كلاي عينيه قبل فتح المكبر.
" هي نائمة، لحظة سأذهب لاتحقق منها "
توجهت بيلا نحو غرفة إيما لتنصدم من رؤيتها تعاني من كابوس جديد و هي تتقلب بالسرير لتصرخ بخوف و هي تسرع ناحيتها ناسية اولاءك اللذان على الهاتف.
" يا إلهي إيما "
انتهاء الفلاش باك
" اتصل مجددا "
صرخ بلاك و هو يحاول الوقوف من سريره ليمنعه كلاي الذي لعن نفسه على فكرته بينما يعيد محاولة الاتصال لتجيب بيلا و أخيرا
" ما الذي حصل معها بيلا؟'
قال بلاك بمجرد إجابة بيلا لترمش الأخرى بعدم تصديق و هي تهمس
" بلاك؟ هل استيقظت؟"
عقد بلاك حاجبيه و ضيق عينيه و هو للهاتف، فحسب كلام والدته ايما و عائلتها يعلمون باستيقاظه
" منذ خمسة أيام "
" يا إلهي.. "
تمتمت بيلا ليقاطعها بلاك من جديد و هو يسأل عن إيما التي لا يسمع لها صوت
" أين ايما؟ ما الذي يحصل؟"
" انتظر "
توجهت بيلا مغادرة غرفة إيما التي كانت بالحمام لتنزل نحو الأسفل قبل أن تتحدث
" هي بالحمام الان، لقد .. بالحقيقة هي تعاني من كوابيس منذ عودتها من المشفى "
" ما قصدك بكوابيس؟"
تمتم بلاك بعدم فهم و هو يجلس على السرير من جديد بينما يضع يده فوق اضلعه المتألمة لتتحدث بيلا بهدوء
" بعد أن طردتها أمارا، كانت إيما تعاني من كوابيس طوال الوقت.. "
" ماذا فعلت امي؟"
" انت لا تعلم؟"
قالت بيلا بعدم تصديق و هي تضع يدها على فمها ليقول بجدية
" أخبريني كل شيء "
تنهدت بيلا بهدوء قبل أن تبدأ إخباره بكل ما حصل منذ احضار كلاهما إلى المشفى إلى حين مغادرة بيلا المشفى لينظر كلاي و بلاك لبعضهم البعض بعدم تصديق
" ساتكفل بالأمر "
" حسنا ايما ستكون سعيدة عندما..'
" بيلا، لا تخبري إيما عن استيقاظي "
" ماذا؟"
قال كل من بيلا و كلاي ليقلب الآخر عينيه بعدم اهتمام و هو يؤكد عليها من جديد
" فقط لا تفعلي "
" حسنا "
أغلقت بيلا الخط ليستريح بلاك فوق سريره بهدوء لينظر له كلاي بعدم تصديق و هو يقول بتعجب
" إذا هذا كل شيء؟"
" ماذا تقصد؟"
" الن تفعل شيء؟ اي شيء؟"
نظر له بلاك ببرود قبل أن يغمض عينيه ليرمش كلاي بعدم تصديق
بمنزل ماريانا
توجهت إيما نحو الأسفل لتجد بيلا تتحرك يمينا و يسارا و هي تتمتم بشيء ما لتسألها بعدم فهم
" ما بك؟ هل جننت أخيرا؟"
" لا، ليس بعد، هل انت بخير؟"
تجاهلت ايما الاجابة و هي تتوجه نحو المطبخ لتحمل كأس ماء بارد ترتشف منه بهدوء قبل أن تقول
" الن تغادري؟"
" هل تطرديني الآن؟"
تحدثت بيلا بسخرية و هي تنظر نحو ايما التي رفعت كتفيها بعدم اهتمام و هي تجيبها
" أعلم بأنك هنا لأن تخافين على صحتي، و لكنني بخير حقا "
اقتربت بيلا من ناحيتها لتمسك وجه ايما بين يديها و هي تنظر لها بحنان قبل أن تتحدث
" كما تريدين، اذا اردت شيءا اتصلي بي "
" هل تم نقل كل شيء نحو الهاتف الجديد ؟"
قالت إيما و هي تشير نحو هاتفها الذي فوق الطاولة لتومئ لها بيلا مؤكدة ذلك و هي تقول مع رفع حقيبتها
" كل شيء عزيزتي، حتى صورة الخلفية خاصتك "
غمزتها بيلا و هي تغادر و هي تبعث لها قبلا طائرة لتحرك إيما رأسها بعدم تصديق
توجهت نحو رفوف الكتب الموجود بمنزل والدتها و حملت مذكراتها من جديد، و بدأت تقرأ كل ما كتبته ماريانا، فقد كانت تتحدث عن عائلتها و حبها لهم، تحدثت عن حبها للقراءة و العزف، عن حبها لجون و عن فرحتها عندما علمت بحملها، تحدثت عن حبها لطفلتها حتى دون أن تراها.
" و انا احبك يا أمي "
قالت إيما بغصة و هي تمرر يدها على جملة " أحبك ايما، أحبك صغيرتي "
بقصر روجر
عاد الجميع إلى القصر بعد أن طلب منهم بلاك المغادرة، لتتوجه سيليا نحو غرفتها و لكنها توقفت بمنتصف الطريق و هي تنظر نحو غرفة كلوي التي كانت تشاهد التلفاز بهدوء لتتوجه ناحيتها
" مرحبا "
نظرت كلوي نحو سيليا و ابتسمت لها و هي تجيبها
" مرحبا سيليا "
اقتربت سيليا من الأريكة التي كانت تجلس عليها كلوي لتجلس بجانبها و هي لا تزال تنظر لها لتقول بهدوء
" كيف حالك؟"
" بخير، كنت اشاهد برنامجي المفضل "
ابتسمت سيليا و هي تومىء لها لتضع كلوي يدها فوق بطن سيليا المنتفخ لتقول بإعجاب
" انت حامل "
ابتسمت سيليا و هي تمرر يدها على بطنها بحنان بينما تقول
" اجل، سيكون لدي فتاة "
" حقا؟"
قالت كلوي بعيون متحمسة لتومئ لها سيليا، ثم سألتها
" أين زوجك؟"
اختفت ابتسامة سيليا تدريجيا بسبب سؤال كلوي البسيط لتقول بهدوء
" هو ليس هنا "
" هل ابنتك لا تحتاج لوالدها أيضا؟"
نظرت لها سيليا و هي تمرر يدها على بطنها بينما عقلها شرد بكون أن ماث أيضا يحق له رؤية ابنته و معرفة كل شيء عنها. تذكرت كيف تفاجئ عندما علم بأمر ما تشتهيه و كيف احضر لها الكعكة التي تريد
" تحتاجه طبعا "
ابتسمت كلوي و هي تمرر يدها فوق بطن كلوي من جديد لتضحك سيليا و هي تمرر يدها على شعر كلوي.
بمنزل ماريانا
حل منتصف الليل، كانت ايما منكمشة على نفسها و هي تبكي بعد أن استيقظت من كابوس جديد لتسمع جرس الباب.
مسحت دموعها و توجهت حافية القدمين لفتح الباب و هي تفكر بطرد بيلا حرفيا هاته المرة. عندما فتحت الباب شهقت بصدمة وجدت بلاك الذي كان يبدو بحالة يرثى لها.
كان بلاك يقف أمام باب منزل ايما و هو يرن جرس الباب لتفتح الباب، ليشاهد صدمتها و هي تعود خطوة للخلف و كأنها رأت شبحا.
كانت حافية القدمين، عيناها حمراء مما يدل على أنها كانت تبكي، شفتيها ترتجف و كأنها تحاول قول شيء.
" بلاك "
قالت إيما من بين دموعها عندما رأته يقف عند باب منزلها، كان هناك ضمادة على جانب جبينه و يده بها ضمادة أيضا مع بعض الرضوض الأخرى بوجهه.
ابتسم بلاك و هو يهمس لها
" يا روح بلاك "
أمسك وجهها بين يديه و خلل يده بشعرها مقربا إياها منه لتهمس بين دموعها
" انت بخير؟ لقد استيقظت ؟"
ابتسم الآخر و هو يمرر عينيه على وجهها ليتوقف نظره عند شفتيها لتقول بعدم تصديق
" انت لن تقبلني.. ليس و انت بهذه الحالة"
ظهرت ابتسامة صغيرة ماكرة على شفتيه ليقترب أكثر و يهمس لها بينما عينيه تتحرك من شفتيها إلى عينيها
" ما رأيك ؟"
عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها لتجيبه عندما رأت التحد بعينيه
" ستفعل "
اقترب منها أكثر و همس بتخدر و شفتيه التصقت بخاصتها دون تقبيلها
" أجل سأفعل "
همست ايما و هي مغمضة عيناها بينما تستعيد كلام أمارا برأسها
" هذا ليس .."
" أمر جيد؟"
همهمت و هي غير قادرة على فتح عينيها ليجيبها بثقة
" و اللعنة هو كذلك "
و قبل أن تتحدث أمسك بها مقربا إياها منه و هو يقبلها بجوع و حب لتتعلق بجسده كغريق يتعلق بطوق نجاته مما رسم ابتسامة على شفتي بلاك قبل أن يعيد إدخالها إلى المنزل.
وضع يده السليمة على عنقها يقربها منه أكثر ليقبلها بقوة و كأنه يريد جعل نفسه يتأكد من أنها بخير، و انها معه حقا
أغلق الباب خلفه و هو لا يزال يعيدها للخلف ليمرر يده على وجهها مما جعلها تغمض عيناها لتسمع صوته الهادئ و هو يهمس باذنها
" حبي لك حب مدمر، حب أخذ مني نفسي و كياني. أحبك فوق الحب حبا، و اعشقك فوق العشق عشقا و مهووس انا بك فوق الهوس هوسا. اذا أخبروني أن حبك سيسبب موتي سأموت بسلام و أترك الحياة فقط انت، انت لا اتركك"
سقطت دموعها و هي تستمع لكل كلمة يقولها لتقف على أصابع قدمها و هي تضع شفتها فوق خاصته و كأن قبلتها هي أصدق إجابة على كلامه ليبتسم و هو يبادلها قبلاتها
نظرت لعينيه المظلمة بسبب الرغبة بعيون عاشقة، لتمرر كف يدها على وجهه و هي تنظر لكل خدش ليغمض بلاك عينيه تاركا إياها تفعل ما تريد.
شعر بيدها تفتح أزرار قميصه ليبتسم بمكر و هو ينظر لها ليجدها لتمرر يدها فوق الشاش الأبيض الملتف حوله مما أعاد الدموع لعيناها ليمسك وجهها بين يديه و جعلها تنظر لداخل عينيه ليقول بثقة
" لا يؤلم.. لا شيء يؤلم.. من أجلك انا على استعداد لكي اكرر الأمر و لو علمت بأن ذلك سيكون نهايتي "
سقطت دموعها و هي تمسك بيده بين يديها بينما تتوجه نحو السلالم ليصعد خلفها بصمت و هو ينظر لها دون التحدث لتفتح باب غرفتها.
اقترب كلاهما من السرير ليجلسا فوقه لتزيل قميصه محاولة عدم ايذاءه و هي تمرر يدها على جروحه بينما تهمس بحرقة
" هل تتألم؟"
أغمض بلاك عينيه و هو يشعر بيدها الرقيقة أمر فوق جسده العار بينما نبرة صوتها القلقة جعلته يريد إعادة الكرة من جديد فقط ليرى قلقها الذي لا تستطيع التحكم به
" لا يؤلم "
همس مغمضا العينين ليشعر بها تقبل سائر جروحه مما جعله يتنفس بصعوبة و هو يحاول السيطرة على نفسه ليمسك بيدها و هو يجعلها تستلقي على السرير و جسده يضغط على خاصتها ليسقط حمالة فستان نومها و هو يمرر أصبعه على بشرتها
" هل تشعرين بالالم؟ دوار؟ صداع؟ أي شيء ؟"
أغمضت ايما عيناها معيدة رأسها الى الخلف، فاقدة القدرة على التحدث لتنفي برأسها ثم سمعت صوته الجاد
" جيد، لأنني على وشك ممارسة الحب معك بكل طريقة لعينة "
فتحت عيناها بصدمة و هي تنظر له بعدم تصديق لتجده يزيل فستانها بهدوء لتقول لاهثة بسبب المشاعر التي تنفجر بداخلها
" ألست متعبا؟ لقد استيقظت اليوم و انت.. "
اخرسها فمه الذي بدأ تقبيل عنقها بكل هدوء و هو يترك عضة صغيرة بكل مكان تمر منه شفتيه
" خمسة أيام.. لقد أصبحت قادرا على ممارسة الحب معك، لذلك لا تحاولي منعي فلا شيء سينفع "
خمسة أيام؟ انصدمت بسبب ما قاله و كانت على وشك التحدث و لكن شفتيه امتلكت خاصتها، و هو يعلم بأنها كانت على استعداد لمجادلته و الصراخ بوجهه
ابتسم بلاك و هو يشاهد استسلامها و سكونها أسفله، ليزيل سرواله بسرعة راميا إياه بعيدا بينما عاد يقبل كل جزء من جسدها.
تقوس ظهر ايما و هي تمسك بشعره من الخلف مقربة إياه منها و هو يقبل عنقها، صدرها، بطنها و كل جزء على من جسدها.
" أرجوك بلاك "
ابتسم بلاك ضد بطنها لتعض شفتها السفلية بكل قوة محاولة منع تاوهها و لكن شيء كهذا مستحيل بسبب ما يقوم به. كان يلمس و يقبل كل جسدها بوقت واحد مما جعلها غير قادرة على التفكير بشكل صحيح
كل ما تريده هو الحصول عليه و الباقي ستفكر فيه بوقت لاحق، على الأقل ليس و هو عار فوق جسدها و يداعب اللعنة منها
" بلاك ما الذي تفعله ؟"
همست إيما و هي تمسكه من شعره مقربة إياه منها لتقبله بقوة ليبتسم و هو ينظر لعيناها التي كانت نصف مغلقة بسبب حركة يديه على جسدها
" أنا هنا احاول إعطاءك المتعة و لكنك تتذمرين "
" لا تفعل.. انت تدفعني للجنون.. انا احتاجك الآن "
عدل بلاك جسده و هو ينظر لداخل عيناها، و قبل أن تتحدث كانت تصرخ بسبب المتعة بينما تقوس ظهرها شاعرة به يملئ داخلها ببطىء
سارت شفتيه على كتفها، عنقها، بينما لا يزال مستمرا بتحريك جسده بكل رقة، مما جعل ايما غير قادرة على التفكير بشيء سوى التمسك بكتفيه بقوة
قبلها بشغف و عنف و هو يزيد من سرعة حركاته بينما عينيه لم تبتعد عن خاصتها و كأنه يحاول التأكد من أنها معه حقا ليسمع تاوهها باسمه و هي تعيد رأسها للخلف
" بلاك.."
" انظري لي ايما.. أحتاج رؤية عينيك بيبي "
كيف يمكن لصوته أن يكون ناعما عند نطقه باسمها بينما جسده الصلب يتحرك بداخلها، نظرت له لتجد أن عينيه قد اظلمت أكثر و هو يتحرك بقوة أكبر مما جعلها تعض كتفه وهي تصل لنشوتها لتسمع صوته العال يصرخ باسمها و هو يحصل على نشوته.
تنفس الاثنان بقوة و هما ينظران لبعضهم البعض ليستلقي بلاك فوقها قليلا و هو يتكئ على يديه من الجانبين ليشعر بها تعانق جسده و هي تقبل عنقه برقة
لم يتحرك أي منهما من مكانه لفترة قبل أن يستلقي بلاك بجانبها و هو ينظر لها بعيون تحمل كل الحب بداخله.
أمسكت ايما وجهه بين يديها لتمسح على خده و هي تقول بثقة
" إن ضاقت بك الدنيا و شعرت بأنك لوحدك فأنا سأكون لك امك، أختك، زوجتك، حبيبتك و ابنتك. "
ابتسم بلاك و هو ينظر لها لتكمل بجدية
" ألجأ إلي لأنني سأكون دواءك بلاكي، و انت ستكون دوائي سنكون مرهما لبعضنا البعض "
" لنكن كذلك "
قال بثقة و هو يقبل يدها التي على خده لتقبل أنفه و هي تؤكد
" لنكن، فقط لا تتخلى عني مهما حصل لأنني لن أتخلى عنك بعد الآن "
قبل انفها و عيناها، ثم خدها و شفتها الى ان بدأت بالضحك ليقول بثقة
" لن أتخلى عنك فأنت روحي و لا أحد قادر على التخلي عن روحه"
عانقته بقوة و هي تضع رأسها على صدره ليقبل رأسها و هو يجذب غطاء السرير فوقهم ليضع رأسه بعنقها مغمضا عيناه
الصباح، كان بلاك لا يزال نائما بالغرفة، بينما كانت إيما قد استيقظت منذ مدة، كانت تنظر له و كأنها تحاول إخبار نفسها بأنه حقا بخير، و هو هنا معها.
بعد الحادث الذي أصابهم، كانت تعلم بأنها لن تستطيع العيش لو أصابه شيء، هو الخيط الذي يصلها بهذه الحياة و اذا رحل سترحل معه. لذلك قررت عدم التفكير بأي شيء آخر و التمسك به و بحبه بكل ما تملك من قوة
سمعت صوت جرس الباب لتنظر نحو بلاك الذي تقلب بالسرير دلالة على انزعاجه لتحمل روب الفستان خاصتها و هي ترتديه بسرعة قبل التوجه نحو الباب قبل أن يستيقظ بلاك.
وقفت ايما امام الباب و هي تقول بسرعة متخيلة بأن بيلا قد حضرت كعادتها للاطمئنان عليها
" بيلا أخبرتك بأنني بخير لا داع ل.. "
تصنمت ايما مكانها و شحب وجهها و هي تنظر لأمارا التي كانت تقف مقابلها
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro