31
هناك أنواع من الصدمات التي نتعرض لها بحياتنا، و لكن الصدمة التي تعرض لها جميع أفراد عائلة روجر الآن كان من أقوى الصدمات التي مرت عليهم.
نظر الجميع لبعضهم البعض بملامح تعبر عن جميع مشاعرهم المتضاربة كليا، كلمة أبي التي ترددت بالمكان بصوت كلوي ذات الثلاث عشر سنوات كانت لا تزال ترن بداخل آذانهم، و لصدمتهم الكبرى عانقت جون من بين الجميع، هذا حقا كان شيءا لا يستطيعون تخيله.
" كلوي ابتعدي عنه حالا "
قال بلاك بنبرة صوت جامدة جعلت من الصغيرة ترتجف خوفا و هي تبتعد عن حضن جون الذي نظر لبلاك بعدم تصديق فهو تحدث بنبرة قد ترهب شخصا بالغا فما بالك بطفلة
" و .. لكن .. بلاك.."
فتحت كلوي فمها تحاول قول شيء ليقاطعها صوت بلاك العال و الذي يدل على أنه قد فقد أعصابه
" ادخلي إلى الداخل و اللعنة! حالا! "
ارتعش جسد كلوي كليا بسبب صراخ بلاك بوجهها لتتجمع الدموع بعينها، نظرت حولها و كأنها تبحث عن شخص ما يساعدها و لكن الجميع كان بحالة صدمة تماما. لم يتحرك اي احد، لتقترب اماندا من بين الجميع و هي تمسك بيدها لتقول بصوت حنون
" هيا حبيبتي، ساخذك لغرفتك "
نظرت كلوي لاماندا و بعدها لجون الذي لم يبعد عينيه عنها و هو يبتسم لها بهدوء لتهمس بصوت منخفض لاماندا و لكن همسها لم يكن منخفضا جدا فمن حولها استطاعوا سماع ما تقول
" و لكن.. ابي.. "
ضغطت اماندا فوق يد كلوي عندما لاحظت بلاك يضغط على شفتيه و كأنه الآن يحاول بكل ما يملك من طاقة عدم الصراخ و الانفجار بوجه شخص ما لتقول مسكتتة إياها
" هيا عزيزتي، لقد عدتي من المشفى الآن و انت بحاجة لراحة "
نظرت كلوي لجون الذي ابتسم لها و هو يلوح بيده لها لتبتسم بوجهه بهدوء و هي تحاول جاهدة الا تنظر نحو بلاك الذي ارعبها لتلحق باماندا إلى الداخل دون إضافة حرف واحد
كان الهدوء و الصمت يحتلان حديقة قصر روجر كليا، الجميع يقف متصلبا مكانه لا يعرفون ماذا سيقولون أو يفعلون ليقاطعهم صوت ايما الجامد التي كانت صدمتها أقوى من صدمة الباقي، فعلى ما يبدو حياتها بأكملها مجرد لعبة بيد من حولها
" هل اغتصبت ابنتك ؟"
فتح جون عينيه بقوة و هو يستمع لما قالته إيما ليقف من مكانه بسرعة و هو ينظر لها بعدم تصديق كحال ألكسندر الذي فتح فمه بسبب ما تقوله ايما لتنظر لداخل عيني والدها و هي تقول بقرف و اشمئزاز
" هل اوصلتك الحقارة لدرجة اغتصاب ابنتك و اللعنة ؟"
لم تعلم ما الذي حصل بعد ذلك، شعرت بوجهها ينقلب الى الجهة الأخرى بسبب صفعة شخص ما و صراخ من حولها، عندما استعادة صوابها وجدت بلاك فوق جون يضربه بقوة و هو يلعنه.
كان جون قد صفعها لعدم قدرته على تحمل كلامها أكثر من ذلك، لينقض عليه بلاك الذي فقد أعصابه و بدأ بضربه لعدم قدرته أيضا على تحمل كل ما يحصل حوله.
ظلت ايما تنظر لهم بسكون و كأن شيءا يمنعها من التحدث أو ابعادهم عن بعض، كانت واقفة كالصنم تشاهد زوجها يضرب والدها بينما عمها يحاول تفريقهم.
ليقول ألكسندر بصراخ و هو يحاول سحب بلاك من فوق جسد اخيه
" كلوي ابنته، لم يكن هو من اغتصبها، لم يكن جون "
تصلب جسد بلاك و هو يستمع لما يقال حوله، هذا حقا شيء لا يصدق، شيء لم يكن يتخيله من الأصل
" ما اللعنة التي تتفوه بها انت؟ هل جننتم ؟"
تحدث بلاك و هو يضغط على أسنانه المبشورة بغضب ليقف من فوق جون الذي كان يتأوه ألما بسبب ضربات بلاك التي لم ترحمه ليكرر الكسندر بجدية و صوت أعلى
" لم يكن جون "
اقترب ألكس من أخيه الصغير يساعده على الوقوف، فهو من البداية كان الشخص الذي يقف مع جون رغم كل شيء. عقد بلاك حاجبيه بعدم فهم و هو يمرر يده على شعره بغضب و عصبية محاولا فهم اللعبة التي يحيكها الاخين خوسيه
" هو من أحضرها يومها.. لقد نطق بتلك الكلمات.. "
تمتم بلاك بصوت غاضب لا يستطيع تخيل أو لا يريد تصديق بأن جون بريئ من تهمة اغتصاب كلوي
" هل تقصد الكلمات التي نطقتها عندما رميت إيما أمام باب قصرنا؟"
قال ألكسندر بنبرة تجمع بين الغضب و السخرية، ليسمع كلاهما صوت إيما الهامس و هي تعيد تلك الكلمات بنبرة خالية من الحياة و كأنها تعيش ذلك الموقف من جديد فقط واقفة تنظر إلى اللاشيء و هي تنطق بكل كلمة بعد الأخرى
" إنها لك.. لقد أخذت ما أريد و لم أعد اريدها.. خذها فهي لا تنفعني بعد الان "
نظر جون لأخيه بصدمة و هو يستمع لما تقوله ابنته، بينما بلاك شعر بغصة بحلقه بسبب كلامها و نبرة صوتها التي تدل على أن وزن تلك الكلمات لا يزال يؤثر عليها إلى الآن
" ألكس ما الذي تقوله إيما؟ ما الذي حصل؟"
نظرت ايما لبلاك بمشاعر غريبة، كانت تقف بين الشعور بأنها ظالمة بسبب والدها و بين أسفها على نفسها فهي تظل مظلومة لعدم قيامها بأي شيء منذ البداية لتقول مع رسم ابتسامة ألم على شفتيها المرتجفتين
" العين بالعين و السن بالسن و البادىء اظلم.. هذه كانت كلماتك يومها يا بلاك "
نظر لها بلاك بعيون متوسلة، متأسف لما حصل و ما قام به لتنظر نحو ألكسندر الذي أخفض رأسه ينظر إلى الأرض و كأنه لا يريد مواجهة عيون اخيه الذي أتمنه على طفلته و لا عيون ايما التي عانت من كل شيء بالرغم من عدم قيامها بأي شيء
" أليس كذلك يا أبي؟ ام انني نسيت شيءا؟"
سألت إيما بسخرية و هي تنظر إلى ألكس لينظر لها كلا الاخين بعد سماع كلمة أبي من فمها لتضحك بسخرية تحاول إخفاء ألمها بابتسامتها و هي تصحح لنفسها
" اعتذر، أعتذر لا زلت لم اتعود إلى الآن على هذا التغيير الشيق الذي طرأ بحياتي "
تنهدت بصوت عميق مخرجة النفس الذي كانت تحبسه بداخلها منذ مدة طويلة لتقول بتفكير بينما تمرر نظرها بين الثلاثة الواقفين أمامها
" الآن استوعب كلامك يومها "
عقد بلاك حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها و كأنه يحاول قراءة أو فهم ما يدور برأسها
" لقد أخبرتني يومها بأن ذنبي كان لكوني ابنته، أخبرتني بأنك لم تحبني بل كان كل شيء مجرد لعبة انتقام و انتهى وقتي. لقد كان كل شيء بسبب جون، و أنا بنظر الجميع كنت ابنته الوحيدة فقط أنا التي لم تكن تعلم حقيقتها "
نظر ألكسندر بصدمة نحو عائلة روجر التي يبدو بأنهن علموا منذ البداية بسر إيما الذي اخفاه هو و جون عن الجميع ليهمس بصدمة و عدم تصديق
" و لكن.. كيف؟ كيف.. عرفوا بذلك؟"
ضحكت إيما بسخرية و هي تتوجه عائدة إلى داخل القصر بجسد متعب بحق، مشاعر مشتتة، قلب مكسور لتجلس على الكرسي مغمضة عيناها بسكون
بالخارج انقض بلاك على جون ليبدأ كلاهما بضرب بعضهم البعض، جون الذي كان غاضبا بسبب ما قام به بلاك لابنته و بلاك الذي كان كارها لجون
" ابعدوهم عن بعض، إن قتله الآن ايما لن تسامحه أبدا "
قال دارك بنبرة جامدة و هو يلحق بوالده إلى داخل القصر ليتوجه الباقي لابعادهم عن بعض ليقول كريس بصوت جاد و هو يشير باصبعه إلى ألكس و جون
" أنتما، طفيليات خوسيه أدخلوا القصر نيكولاس يريد الحديث معكم "
" كريس.. "
قال بلاك بصوت عال و هو يحاول التحرر من بين يدي سيب و مارك ليرفع كريس كتفيه و هو يقول بجدية
" فكر بزوجتك و أدخل القصر "
نظر بلاك لجون بسخط، ليتحرر من بين يدي سيب و مارك و هو يعدل حالته المبعثرة ليمسك بذراع جون عندما مر هو و اخيه بجانبه
" هذا لأنك صفعتها "
حاول جون فهم كلام بلاك ليشعر بيده تلتوي بقوة مما جعله يصرخ بألم حقيقي و هو يمسك بذراعه، و يده اليمنى تحديدا ليبزق بلاك بالأرض أمامه قبل الدخول و خلفه سيب و مارك اللذان تركا ألكسندر يساعد اخيه ليلحق بهم
خطى بلاك إلى داخل القصر و توجه بنظره يبحث عنها ليجدها تجلس على كرسي و هي معيدة رأسها الى الخلف، ليتنهد بينما يقترب ليجلس بجانبها
شعرت بوجوده منذ البداية فهالته و رائحته المميز شيء لا تستطيع أن تخطئ به، و لكنها تعمدت البقاء على حالها مغمضة عيناها لا تريد لأحد رؤية الدموع بعينها
دخل جون و ألكس بعد فترة قصيرة ليجدوا الجميع جالس بحالة تأهب واضحة، كانت ملامح أفراد العائلة تدل و بوضوح على عدم رغبتهم بوجود جون معهم و لكنهم قرروا الصمت لأن نيك من طالب بدخولهم
اعتدل نيك بمكانه بهدوء و هو يشير بيديه نحو الأريكة ليتوجه كلا الاخين للجلوس فوقها بينما عينيهم توقفت على تلك التي لم تتحرك أبدا ليقاطع شرودهم صوت نيك البارد
" لماذا كلوي نادتك بأبي؟"
نظر جون نحو نيك و تنهد بقوة قبل أن يتحدث بجدية
" لأنها ابنتي "
ضرب دارك الطاولة بقدمه ليقف من مكانه و هو يصرخ بغضب
" كلوي تكون ابنة جوليا، و جوليا كانت زوجة فرانك هذا مستحيل "
" سيد روجر اهدأ قليلا "
تحدث ألكسندر بنبرة جامدة و هو يقف من مكانه يواجه دارك ليصدر صوت جون من الخلف قائلا
" بالحقيقة جوليا كانت زوجتي أولا "
" ما اللعنة ؟"
صرخ بلاك بغضب و هو يحاول الاقتراب من جون ليقف أمامه سيزار و كيفن مانعين إياه من ذلك ليقول جون بهدوء متجاهلا غضب الجميع
" سأخبركم بكل شيء "
اعتدل بمكانه و هو يضع يديه على قدميه ليقول ببرود
" جوليا كانت زوجتي و لكن بالرغم من زواجنا ظلت على علاقة مع فرانك في حين أنني كنت بعلاقة مع ماريانا "
فتحت إيما عيناها فقط عند ذكر اسم والدتها، لم تتحرك بل ظلت ساكنة تستمع فلا شيء سيصدمها بعد كل ما حصل
" متزوج من جوليا؟ مستحيل "
تمتم دارك بعدم تصديق فهذا شيء لم يكن أحد يعرف عنه، دوم كان صديق دارك و شريكه بالعمل غير ذلك لم يكن من الممكن لأخت عضو من المافيا ان تتزوج أخ رئيس الاستخبارات
" ماريانا؟ من هي ماريانا؟"
تمتم كريس و هو ينظر نحو جون ببرود لينطق الآخر و هو ينظر نحو طفلته الجامدة
" ماريانا دوفار تكون والدة ايما "
" هل قلت دوفار؟ هل ماريانا ابنة رجل الأعمال انطونيو دوفار؟"
صرخ كيفن بصدمة ليومئ الآخر برأسه دون التحدث ليضيف بجدية
" كل شيء ابتدأ عندما رأيت ماريانا قبل سنوات "
هدأ الجميع و جلسوا بامكانهم يستمعون بعناية لما يقوله جون فعلى ما يبدو هناك أشياء لا يعرفونها
" كنا أربعة أصدقاء، انا و أدريان و فرانك و جوليا. صداقتنا كانت غريبة فهي كانت تجمع أشخاص مختلفين عن بعض من أبناء مافيا إلى أبناء شرطة و رجال أعمال محترمين "
تنهد جون و كأنه يحاول السيطرة على أعصابه و مشاعره فهذه القصة لا يعلم بها أحد و لكنه بحاجة للبوح بها
" كان ذلك قبل دخول ماريانا حياتي، كنت على علاقة بجوليا و تزوجنا وقتها "
" يا إلهي. كان دوم يثق بأن أخته تدرس بالخارج حقا "
قال كيفن بصدمة ليومئ كريس برأسه موافقا إياه ليضيف جون متجاهلا ما قاله الاثنين
" بالحقيقة تزوجنا لأنها كانت حامل "
" كاذب لعين، جوليا لها ابنة واحدة و هي كلوي "
صرخ دارك بغضب ليضحك جون بسخرية و هو يوضح له
" جوليا ظلت بعيدة عن عائلتها لسنوات، لقد عادت إلى البلد فقط لخوفها من ما قامت به "
" ما الذي تقصده؟"
" بعد زواجنا بأيام ظهرت ماريانا و دخلت حياتنا، كانت كل شيء جميل احتاجه بحياتي و حدث ان وقعت بحبها "
امتلأت عينا ايما بالدموع و هي تسمع لكل كلمة تقال عن والدتها بينما بداخلها غصة قوية لعدم معرفتها أبدا
"اكتشفت جوليا بأنني أحب ماريانا لذلك قامت بقتلها، و بعد أن اكتشفت الأمر تسببت بقتلتها "
" أيها الوغد الحقير، لقد كنت انت إذا "
صرخ دارك بغضب فجوليا كانت صغيرة السن و ماتت و لم يعلم أحد من قتلها
" أجل انا وغد حقير و لكن ضع نفسك مكاني "
" انا لن اضع نفسي مكان حقير مثلك "
تمتم دارك باشمئزاز ليتحدث نيك من الخلف بصوت عال لعله يصمت ابنه قليلا فهم بحاجة لمعرفة ما حصل بالماضي
" دارك كفى "
" لا تضع نفسك مكاني، فقط تخيل أن المرأة التي انت على أتم الاستعداد لتفني حياتك من أجلها قتلت. ماذا كنت لتفعل؟"
" انت انتقمت اذا "
صرح كريس بجمود بينما يمرر يده على شعر ايرينا التي كانت متصنمة مكانها و هي تستمع لكل ما يقال و كأن الأمر بسيط و ليس قتل روح
" أجل فعلت و لكن بعد ثمان سنوات طويلة، لأنني لم أعلم الحقيقة من قبل "
تحدث جون بنبرة جادة ليضيف بجدية أكبر
" جوليا كانت الشخص الذي خرب فرامل سيارة ماريانا، و قد كانت وقتها حامل بإيما و لكنها لم تنجو. بعد موتها جننت، لم أعد طبيعيا تخليت عن طفلتي الرضيعة دون رؤيتها، تخليت عن كل شيء و كنت أريد الذهاب خلفها و لكن ألكس ارسلني بعيدا لاتعافى "
مرر جون يده على وجهه و كأنه يحاول العثور على الكلمات الصحيحة لشرح ما حصل معه ليضيف بثبات
" كنت بأمريكا، لثمان سنوات. طوال ذلك الوقت كنت أظن أن ما حصل مع ماريانا كان حادث سير طبيعي و لكنني اكتشفت بأن جوليا كانت وراء ذلك. هربت من المشفى و عدت، كان يجب أن انتقم لقاتل حبيبتي "
رفعت ايما رأسها و نظرت نحو والدها و كأنها تبحث عن شيء ما بوجهه، ابتسم بوجهها بحزن و هو يضيف
" أول شيء أخذت جوليا، لقد عذبتها أسوء عذاب ما بين ضرب و اغتصاب و إذلال "
" وغد عديم الشرف "
صرخ دارك و هو يحاول الوصول لجون و لكن كريس الذي انبعث أمامه منعه من ذلك لينفي برأسه
" يا إلهي انت .. هل انت حقا ؟"
سأل كيفن و كأنه يحاول التوصل إلى استنتاج ما ليومئ جون برأسه مؤكدا الفكرة التي بعقول الجميع
" والد كلوي؟ أجل انا كذلك "
ارتعشت يد جون ليضغط عليها بقوة مما جعل ألكس يمسح على ظهره و هو يسأل بقلق
" جون؟ انت بخير؟"
" انا بخير أخي "
تنفس بعمق شديد و نظر نحو إيما التي إلى الآن لم تتفاعل مع أي شيء قاله، فقط صامتة تنظر بجمود كحال زوجها الذي كان يعيش بداخله صراعا بين رغبته بأن يكون جون حقا مغتصب كلوي فهو قسي على إيما كثير و معرفة أن جون بريئ صادمة
" من الشخص الذي أخبرك بأن جوليا قد قتلت مارينا ؟ و لماذا وثقت به ؟"
سأل نيك بهدوء و هو ينظر لجون بعيون ضيقة ليجيبه الآخر بجدية
" وثقت به لأنه أقرب شخص مارينا، بل أقرب شخص لها؟"
" ما قصدك؟"
سأل سيزار الذي شعر و كأنه قد دخل متاهة من وراء هذا الماضي الغريب
" كان أخوها، أدريان دوفار "
" لذلك عدت للانتقام من جوليا؟"
سأل سيزار من جديد ليومئ جون و هو يضيف
" أجل عدت للانتقام و بذلك الوقت كانت جوليا تعيش حياة طبيعية و كأنها لم تقم بشيء، كانت متزوجة من فرانك و تستمتع بالحياة، عاشت حياتها بينما انا ظللت اتعذب لثمان سنوات على خسارة نصف قلبي "
" حقير "
بزق كاي الكلمة و هو يشعر بأن جون حقا شخص مريض و غير طبيعي، ليبتسم الآخر و هو يجيبه
" أجل انا مستعد لأكون اي شيء من أجل ماريانا و لكن ألكس اكتشف بأنني قد هربت من المشفى، و اكتشفت ما قمت به لجوليا فأعادني للمشفى لكي لا يشك احد بي و لم أكن أعلم بأن جوليا كانت حاملا وقتها "
" لكنها قالت بأن فرانك.."
قالت اماندا و هي تضع يدها على فمها بصدمة ليضحك جون بسخرية
" والد الطفل هذا واضح لأنها بالطبع لم تكن لتدخل نفسها بدوامة الأسئلة عن كيف تعرفت اخت عضو من المافيا على أخ رئيس الاستخبارات "
نظر جون نحو ايما التي كانت قد أعادت رأسها للخلف من جديد ليتنهد و هو يوضح
" علاقتي بجوليا كانت علاقة جسدية، لم يكن هناك حب، أو على الأقل من ناحيتي. استغلينا بعض هذه كانت علاقتنا، و لكن معرفتها بأنني وقعت بحب ماريانا كان القشة التي كسرت كبريائها فقامت باخبار ماريانا عن زواجنا "
" ماريانا لم تكن تعلم بأنك متزوج؟"
سألت ايرينا و هي تعقد حاجبيها استغرابا لينفي جون
" ماريانا كانت شخصا طاهرا و نقيا، شخصا لا يعرف الكذب و لا الإساءة. لم تكن لتقبل بحبي لو علمت بأنني متزوج، ظللنا على علاقة إلى أن اكتشفت جوليا ذلك و دمرت كل شيء بسبب غيرتها "
عض جون على شفته و هو يشعر بأنه لا يستطيع التحدث أكثر ليمسك ألكسندر بيده و هو يتحدث نيابة عنه
" عندما علمت جوليا بالأمر، أخبرت ماريانا التي وقتها كانت حامل بإيما. اختفت ماريانا لأيام و بيوم عادت إلى منزلها هي و جون تصرخ و تلعن كل شيء من حبها إلى حياتها، خرجت تبكي و هناك تعرضت لحادث سير "
نظر ألكس نحو اخيه الذي كان يبكي ثم نظر نحو إيما الهادئة ليقول
" ماتت يومها سريريا و لكن الطفلة بداخلها كانت حية، لذلك تم وضعها بالعناية إلى أن أصبحت إيما بحالة تسمح لها بالخروج إلى هذا العالم "
توجه نظر الجميع نحو إيما ليعقد بلاك حاجبيه استغرابا فهي لم تتحرك أبدا و لولا صدرها الذي يتحرك دلالة على تنفسها لظن بأنها ميتة
" جون كان بحالة جنون، فقد طلب إنقاذ الام و لو كلفهم ذلك قتل الطفلة و لكن الأمر كان مستحيل لذلك تكفلت بإيما، كانت زوجتي ايز قد انجبت ابنتنا بعد يومين من ميلاد ايما و نظرا لكون ابنتي كانت ميتة قمت بوضع إيما مكانها و بهذا لم يعلم أحد بالحقيقة أبدا "
رمش الجميع بصدمة و هم يستمعون لما يقوله رئيس الاستخبارات بنفسه ليضيف بجدية
" لثمان سنوات كاملة، ظل جون بأمريكا يتعالج، بينما كبرت إيما بيننا و كانت ابنتي. عندما هرب جون من المشفى كنت أنا من اعاده دون أن يعلم اي أحد، ظل لشهور و عاد رسميا إلى العمل و كانت أول عملية سمع عنها هي الإطاحة بعائلة روجر و دوستوفيسكي فقرر الانضمام "
" لماذا؟"
قال كيفن بعدم فهم، ليجيب جون هذه المرة بعد أن استعاد صوابه
" كنتم عائلة جوليا و حقدي نحوها كان لا يزال قويا
لذلك قررت الانتقام منكم عن طريق الأطفال "
" كان يجب فقط جعلكم تستسلمون و لكن .."
تحدث ألكسندر و هو يشعر بالاسف لتقف أمارا من مكانها و هي تسحب سيب إلى الخارج تحت صراخه و لكنها رفضت تركه
" انت قتلت ايثان"
قال بلاك بنبرة جامدة عندما لاحظ ابتعاد سيب مع أمارا، فبالرغم من احتجاجه إلا أنها منعته من العودة لتقول أنا بعدم فهم
" ايثان؟ من يكون هذا ؟"
لعن دارك نفسه و هو يفتح يده نحو طفلته التي توجهت لحضنه ليقبل رأسها بهدوء و هو يمسح على شعرها بحنان ليقول جون باعتذار
" لم يكن بقصد.. أقسم لك بذلك "
ضرب بلاك الطاولة بقوة ليقف من مكانه و هو يشعر بأن أعصابه ستتفجر حقا بينما يصرخ
" يا إلهي اخرس .. فقط اخرس "
" انا لم اقصد ما حصل يومها، أقسم بحياة ايما لم اقصد.. لذلك لم انتقم لموت ابني أيضا "
قال جون و هو ينفي برأسه لتتحدث إيما و لأول مرة
" ابن؟"
"لقد كان لي ابن من جوليا لذلك تزوجنا"
قال جون و هو يمسح على وجهه لتسأله الأخرى بعدم فهم
" ألم تكن جوليا تكذب بخصوص حملها؟"
" لا لقد أنجبت الطفل حقا، لقد كان أكبر منك بسنة "
" و لكن.."
تمتمت ايما بعدم تصديق فكلاي أخبرها بأن جوليا كانت تكذب و لكن على ما يبدو الجميع كان يعرف جزءا من القصة فقط و لا أحد يعلم ما هي الحقيقة
" لقد كان بعمر التسع سنوات عندما تم قتله كتصفية من عائلة روجر لروح ابنهم الميت ايثان روجر "
" يا إلهي "
قالت إيما و هي ترفع رأسها لفوق لا شيء أبدا كما تصورت، كل يوم تكتشف صدمة أسوء من التي سبقتها
" بعد أن هرب بلاك و كلاي بطريقة ما، تلقيت عقوبة السجن بسبب ما قمت به لأن ذلك كان خارجا عن القانون لذلك كنت غير قادر من الانتقام لطفلي و لا شيء آخر و هناك استعدت وعي "
" لا أفهم، كيف قتلوه اذا كان طفل جوليا ؟"
سألت بعدم فهم ليقول ألكسندر بتوضيح
" ليام كان يعيش مع جديه، لأن جوليا كانت قد انجبت دون علم أهلها و كلاهما لم يكن قادرا على تحمل مسؤولية طفل، لذلك وضعه عند والدي هما من اهتما به. و لكن عائلة روجر لم تكن تعلم سوى بأن ليام ابن جون فتم قتله "
نظرت إيما نحو دارك و نيك لتجد ملامح البرود على وجههم لا شيء، و كأن قتل طفل شيء جائز ليقول نيك بهدوء و هو يجيب على ما برأسها
" لم يكن من المفترض أن يموت، كان مريضا و لم نكن نعلم. كنا نريد القيام بنفس خدعة جون عن طريق خطف طفله لنمسك به و لكن الطفل توفي "
" كان يجب أن احميه و لكن غضب روجر كان أقوى و حصل ما حصل"
قال جون متجاهلا كلام نيك لتضحك بسخرية و هي تنظر لهم لتقول و كأنها تحاول جمع القطع
" إذا انت كنت متزوج من جوليا و كان لديك طفل منها اسمه ليام، و لكونك عديم المسؤولية انت و العاهرة قررتم وضع الطفل عند جدي و جدتي "
" إيما.."
هدر ألكسندر و لكن الأخرى تجاهلته تماما بينما تكمل كلامها و هي تعد على أصابعها
" بعد أن تزوجت جوليا بأيام التقيت بأمي فقررت أن تخدعها، لتكتشف زوجتك بأنك خائن و قررت قتل أمي "
" الأمر.."
حاول جون مقاطعتها لتكمل بصوت أعلى مما جعله يصمت
" ماتت امي بعد إنجابي، و لكونك عديم المسؤولية من جديد تركتني عند اخيك و رحلت. سافرت، و هناك كان يتم إصلاح عقلك المريض "
" أحب هاته الفتاة "
قال كريس و هو يهمس لايرينا التي أومأت برأسها و هي تنظر نحو ايما بفم مفتوح كليا بسبب الصدمة
" علمت من أدريان اي خالي بأن قاتل ماريانا تكون زوجتك العاهرة فعدت إلى البلد من أجل الانتقام بعد ثمن سنوات، و قمت باغتصابها و عندما اكتشف اب.. اقصد ألكس الأمر اعادك من جديد لترحل دون معرفة بأنها كانت حامل "
نظرت نحو جون الذي كان شاحبا تماما لتضحك بسخرية و هي تسأله
" ألم تفكر بأن تزور طفليك، واحدة بالثامنة و طفل بالتاسعة تخليت عنهم بدون سبب؟ الم تفكر بأنه يجب عليك ان تطمئن على حالهم بعد أن ظللت بعيدا عنهم لمدة ثمان سنوات لعينة؟ انت توجهت لانتقام لن يفيد أحد ما دام لن يعيد اي احد إلى الحياة من جديد "
" إيما ابنتي.. "
قال ألكسندر بنبرة هادئة و كأنه يحاول جعلها تصمت قليلا لتضحك الأخرى بصوت أعلى من السابق و هي تضيف
" اختطفت بلاك و كلاي و تصرفت كوغد حقيقي ليتم قتل ايثان بسبب جنونك، و لكن هذا لم يكن كافيا فمات ابنك بسببك أيضا "
" هم قتلوه "
صرخ جون لتصرخ و هي تقف من مكانها غاضبة بسبب كل شيء
" انت قتلته، لا يهم الباقي، لا يهم السبب، و لا تهم الطريقة. لو أنك لم تقترب من ابنهم كان سيكون ابنك حيا. و الآن لديك ابنة أخرى تم اغتصابها "
" لم اكن انا اقسم "
صرخ جون و هو يمسك برأسه بين يديه ليمسك به ألكسندر بسرعة فتحدث سيزار بجدية
" انت احضرتها للقصر، أتذكر بأنك كنت تحملها بين يديك و دماءها حولها "
" ظللت بالسجن طوال تلك السنوات بسبب ما قمت به، بعد خروجي من السجن التقيت صديقين قديمين اللذان اخبراني بأن لي طفلة من جوليا، طفلة لم أكن أعلم بوجودها. بالاول لم أصدق و لكن التحليل كان حقيقي"
أمسك ألكسندر بأخيه الذي كان يدخل إحدى نوباته ليقول بصراخ
" يكفي "
و لكن جون كان بحالة غريبة حيث أكمل قائلا
" بدأت اراقبها من بعيد كما كنت أفعل مع إيما و ليام قبل موته، يبدو أن عقابي بهذه الحياة كان مراقبة أطفالي يكبرون من بعيد "
" انت اختطفتها "
" لا.. ليس انا.. ليس جون "
بدأ جون بالصراخ و هو يضرب على وجهه لينظر له الجميع بعدم فهم و صدمة كلية ليقول ألكسندر و هو يبحث بيديه عن دواء أخيه مع حمل كأس ماء من على الطاولة
" لم يكن جون، اتذكر بأنه اتصل بي يومها، كان بحالة هستيرية يبكي بسبب معرفته بأن صديقه قد اغتصب طفلته، كان فرانك من قام بذلك لذلك قتله جون "
" فرانك؟"
تمتم كيفن بصدمة ليومئ ألكسندر و هو يمسح على وجه اخيه ليضيف
" فرانك كان عاشقا لماريانا ايضا، الجميع كان كذلك لقد كانت حقا ملاكا. و بعد موتها و اختفاء جون قامت جوليا بالزواج منه حيث لم يعلم أبدا بأنها قامت بقتل ماريانا، لا أحد علم بالأصل "
" ماريانا.. ماريانا ..."
همس جون و هو يغمض عينيه ليقبل ألكس رأس اخيه و هو يكمل
" بعد أن اختطف جون جوليا و اغتصبها، ساعدها فرانك و لكنها لم تخبره بأي شيء بل أخبرته بأن جون قام بذلك لكونها تزوجت من فرانك و صدقها الآخر. بعد أن اكتشفت بأنها حامل تم جعل كلوي على اسم فرانك"
" عاهرة "
تمتمت إيما لينظر لها الجميع ببرود لترفع كتفيها بعدم اهتمام ليكمل ألكسندر
" بعد أن توفي ليام و ايثان، و بقاء جون بالسجن قمت بإخفاء ايما بشكل أكبر خوفا من أن يتم إكتشاف كونها ابنة جون و قتلها كما حصل مع أخيها. بعد خروج جون من السجن كان شخصا طبيعيا قليلا، علم بوجود كلوي و بدأ مراقبتها من بعيد إلى أن اكتشف فرانك قصة موت ماريانا ليغتصب كلوي عندما كان تحت تأثير المخدرات "
" ألم تكن باسمه؟ ألم تكن بمثابة ابنته؟ انا لا أفهم "
تحدثت بيلا التي كانت صامتة منذ البداية و هي تشعر بالصدمة من كل ما تسمعه ليصحح لها بلاك
" كلوي ولدت على يدي انا، فرانك لم يكن يوما والدها "
" ما قصدك؟"
تنهد بلاك بقوة و هو يعقد يديه على صدره ليقول ببرود
" جوليا غادرت فرانك عندما كانت حامل بسبب معاقرته المخدرات، و كانت تعيش معنا. كانت حامل و بيوم تعرض القصر لهجوم لذلك ساعدتها للهرب فهي كانت ضعيفة على غير الباقي. و عندما كنت احاول تهريبها اتى موعد الإنجاب فكنت الشخص الذي ولدت كلوي على يديه "
" ماذا؟"
صرخت بيلا بصدمة ليتنهد الآخر بعمق و هو يضيف
" كنت أريد فقط تأمين الطفلة و العودة من أجل جوليا، و لكن عندما عدت كان هناك من أطلق رصاصتين واحدة برأسها و الأخرى بقلبها "
" أدريان.. "
همس جون ليعقد بلاك حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر نحوه بعدم فهم فقد كان كشخص فاقد لعقله بحق ليضيف ببرود
" ظلت الطفلة بالقصر تحت رعاية الجميع إلى حين عيد ميلادها العاشر، تعرضت للخطف و عندما أعادها الحقير جون كانت تنزف بسبب تعرضها للاغتصاب "
" وصلت متأخر.. كان فرانك قد اغتصبها.. كان أدريان هناك.. رأى كل شيء و لكنه لم يساعدها لكونها ابنة قاتلة أخته.. قتلت فرانك ببرود يومها.. و لكن حالة كلوي كانت تتدهور.. اضطررت لاعادتها للقصر و لكنكم فهمتم الموضوع بالخطأ.. لذلك قرر ألكس ابعادي حتى تنسوا القصة "
كان جون يتحدث بنبرة غريبة و هو تحت تأثير الدواء لينظر نحو بلاك و هو يضيف
" على ما يبدو أن هناك من ظل يحمل الضغينة بالرغم من الروح التي أعطيت مقابل روح ايثان "
" ساقتلك "
صرخ بلاك و هو يقف من مكانه من جديد ليمنعه كاي و هو يمسك به
" هو ليس بوعيه يا بلاك "
" أعلم بأنني كنت وغدا، حقيرا قام بتعذيب طفلين صغيرين أشد العذاب و لكنني لم أكن نفسي، كنت شخصا آخر.."
صمت جون و هو يحاول السيطرة على نفسه لعله يكمل كلامه ليشعر بيد ألكسندر فوق كتفه و كأنه يشجعه على الإكمال لتسقط دمعته و هو يضيف بحرقة لم يخفيها
" فقدت حبيبتي و المرأة الوحيدة التي أحببت، مات طفلي بين يدي و تخليت عن طفلتي "
صدرت شهقة من فمه و هو يضيف من بين دموعه التي لم تتوقف
" لقد فقدت كل شيء أملكه، فقدت نفسي.. أعلم بأن هذا لا يشفع لي ما قمت به.. "
قاطعه صوت بلاك الغاضب الذي يحاول التحرر من بين يدي كيفن و هو يصرخ بكره
" انت حيوان، بل الحيوان يملك الرحمة و انت لا.. انت شخص لا يستحق العيش بهاته الحياة "
نظر جون لبلاك الذي كان فاقدا لاعصابه و لكنه لا يستطيع لومه على شيء أبدا ليقع نظره نحو ايما الصامتة بالخلف تنظر بجمود دون إعطاء أي رد فعل
" اذا كان قتلي سيشفي غليلك اذا اقتلني "
" جون "
صرخ ألكسندر بهلع و هو يستمع لما يصدر من بين شفتي أخيه
" إذا كان قتلي يعني أن تبتعد عن إيما اذا افعلها اقتلني أنا، هي لا ذنب لها "
نظر بلاك لجون بعيون مظلمة و كأن روحا أخرى احتلت جسده ليقول بجمود
" سأفعل، صدقني ساقتلك "
اومئ جون برأسه بهدوء و هو يردد بثقة بينما عينيه كانت على ابنته الجامدة كجسد بدون روح
" مقابل روحي أريد روح إيما "
عقد بلاك حاجبيه و ضيق عينيه و هو يستمع لكلمات جون الغريبة ليقول بعدم فهم
" ما قصدك ؟ ما اللعنة التي تنطق بها الآن؟"
"حررها، اتركها تذهب لقد علم بوجودها. يجب أن ترحل من هنا قبل أن نفقدها كلنا "
" من الذي تتحدث عنه؟ لا أحد سيأخذ إيما مني. لا أحد ابدا "
صرخ بلاك بجنون لينظر له ألكسندر و جون بصدمة قبل أن يتحدث جون و هو يتوسل بلاك حرفيا
" انطونيو دوفار قادر على ان يأخذها بعيدا عن الجميع لذلك اتوسل إليك اتركها ترحل "
" لما تقول هذا؟"
تحدث كريس بعدم فهم و هو يشعر بوجود شيء آخر بالموضوع، شيء لا يعلمون عنه
" انطونيو كان مهووسا بماريانا و الآن ايما نسخة عن والدتها اذا وصل لها لن أكون قادرا على رؤيتها و لو من بعيد "
" عقاب تستحقه"
سخر مارك و هو ينظر نحو جون ببرود لينفي الآخر برأسه و هو يصرخ لعله يوصل فكرته لهم
" هو قادر على ان يأخذها مني و من ألكس و من الجميع "
" ماذا؟ ما اللعنة التي تتفوه بها؟"
صرخ بلاك بغضب واضح ليقول ألكس بجدية
" انطونيو دوفار هو الوصي الحقيقي على إيما و ذلك مكتوب بخط يد ماريانا والدتها قبل موتها "
" هي زوجتي اتسمع، هي لي لوحدي "
صرخ بلاك و هو يشير لنفسه لينفي ألكسندر مجددا و هو يوضح أكثر
" بعد اختفاء ماريانا قبل موتها جعلت لوالدها القدرة الأولى و المطلقة على ايما فوق الجميع حتى زوجها و هي ورقة قانونية رسميا "
" ماذا؟"
" عندما اخبرت جوليا ماريانا بأننا متزوجين، قررت ماريانا حماية طفلتها أولا فتوجهت لمحام عائلتها الذي عدل ورقة تعطي جميع الصلاحيات لانطونيو دوفار بعد والدتها "
قال جون بجدية فصفقت إيما بيدها و هي تضحك بقوة ليستدير الجميع ينظر لها بعدم فهم لتتحدث بعد أن هدأت قليلا
" اقسم بأنني مجرد لعبة بين يدي الجميع، من جون إلى ألكس و من ألكس إلى بلاك و من بلاك إلى ألكس و من ماريانا إلى انطونيو. أمر مسل"
وقفت من مكانها و هي تضع يدها على خصرها لتنظر لهم ببرود قبل أن تتحدث
" انظروا لي جيدا، انا إنسان من لحم و دم، أتنفس و أشعر و أيضا لست ملكا لأحد، انا ملك لنفسي "
" إيما أرجوك... "
تحدث جون و هو يحاول الاقتراب منها ليقف بلاك أمامه كحائط ليقول من بين أسنانه المبشورة بغضب و حقد
" لا تحاول "
" لا تستطيع منعي عن ابنتي "
صرخ جون بوجه بلاك الذي حرك عنقه يمينا و يسارا قبل ان يمسك بعنق جون و هو يضغط عليه بقوة جاعلا من الآخر يحاول جاهدا العثور على أنفاسه
" منذ البداية و أنا أحاول جاهدا عدم كسر عنقك، لا تجبرني فهذا شيء لن أتردد به "
توجهت إيما و هي تمسك يد بلاك تحاول ابعادها عن عنق والدها لتقول بنبرة جامدة
" توقف بلاك "
" انت تعرفين بأن كل شيء كان بسببه، لماذا لا تزالين تدافعين عنه؟ لماذا تدافعين عن شخص مثله و اللعنة؟"
صرخ بغضب و هو يضغط بقوة أكبر حول عنق جون الذي بدأ وجهه يصبح أحمر ليحاول ألكسندر التدخل و لكن صراخ إيما منعه
" لأنه والدي، تقول بأنه قتل أخيك حسنا و عائلتك قتلت أخي، نحن متعادلين لذلك ابتعد عنه حالا "
أسقط بلاك يده و هو ينظر لها بصدمة ليقول بعدم تصديق
" هل صدقت كلامه ؟"
" و لماذا لا أفعل؟ انتم صدقتم كلام جوليا و انا صدقت كلام عائلتي. ما الفرق بيني و بينك؟ لماذا لا أفعل؟ "
" هل جننت؟ هل تظنين بأن الأمرين مثل بعض؟"
صرخ بلاك بغضب بوجهها لتغمض عيناها و هي تحاول جاهدة السيطرة على نفسها لتتحدث قائلة
" ايثان توفي و مات ليام كتعويض على حياته، امي ماتت و ماتت جوليا كتعويض لحياتها، اغتصبت كلوي و تدمرت حياتي كتعويض على ذلك ماذا تريد أكثر؟ لقد تصافينا، الا تدرك الأمر "
رمش بلاك بعينيه بصدمة ليضحك بسخرية و هو يحرك رأسه بعدم تصديق
" انت قد فقدت عقلك تماما "
" فقدت عقلي؟"
قالت إيما بعدم تصديق قبل أن تدفعه بيدها على صدره و هي تقول بصراخ
" انت انتقمت مني من أجل أختي بسبب شيء لم يقم به والدي"
عاد بلاك للخلف و هو يحاول عدم الصراخ بوجهها لتضيف بغضب أكبر
" بسببك تدمرت حياتي، لو أنك تحدثت منذ البداية، لو أنك شرحت ما حصل لوجدنا حلا و لكن لا، السيد بلاك روجر يجب أن يقوم بالأمور على طريقته "
أمسك بلاك بيدها و هو يمنعها من التحرك ليقول بغضب واضح
" والدك كان يعلم بالحقيقة و صمت، لو أنه تحدث لما حصل ما حصل. والدك دفع جسد ايثان أمام عيني هذا يجعل منه قاتل لأخي الصغير "
" لم يكن عن قصد، عندما حاولت العودة للمساعدة منعني ادريان من ذلك "
" أخرس، كاذب حقير "
كان بلاك على وشك الاقتراب من جون لتقف ايما بدفاع أمام والدها الذي كان يحرك رأسه بجنون لتقول بجدية
" لا يهم ما حصل الآن، ما يهم بأنكم قد أخذتم بثأركم عند قتل ليام "
" و كلوي؟"
" لم يكن هو من اغتصبها، لماذا تصر على شيء لا يوجد من الأساس"
" كيف تصدقينه ؟"
قال بلاك بصراخ و هو يمسح على وجهه بغضب لتصرخ بصوت أعلى أيضا
" و لماذا لا أفعل؟ صدقتك عندما اخبرتني حقيقتك، صدقته عندما اخبرني حقيقته، و لكن كلوي ليست ذنبه، انا لاستطيع تقبلها "
عقد بلاك حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بعدم فهم كما فعل الباقي لأن آخر ما قالته شيء غريب حقا
" ماذا؟ ماذا تعنين بأنك لا تستطيعين تقبلها ؟"
مررت ايما يدها على شعرها بعصبية و هي تحاول استعادة سيطرتها على نفسها لتقول بنبرة مقهورة
" لا استطيع تقبل فكرة أنها اختي، ليفهمني أحدكم ليشعر بي أحد منكم "
" ايما.. "
تمتم ألكسندر و هو يحاول الاقتراب منها لتضيف بنبرة مهتزة
" والدتها قتلت والدتي، والدتها حرمتني من أن احظى بأم كالباقي "
وضعت يدها على قلبها لتضرب فوق صدرها مرتين و هي تنظر لداخل عيني بلاك الذي كان متصنما تماما يتابع كل ما تقوله
" حياتي بأكملها تدمرت بسببها.. كلها حرفيا "
اقترب منها بلاك بهدوء و هو ينظر لعيناها التي امتلأت بالدموع ليهمس لها بهدوء و هو يميل برأسه
" إيما .. حبيبتي.. "
نفت برأسها و هي تضع يدها على صدرها و كأنها تحاول إيقاف الألم الذي يزداد بداخلها لتقول بألم و تعب ظاهر
" هل نسيت يا بلاك ؟ هل نسيت حقا؟ هي كانت جزءا من انتقامك "
سقطت دموعها و هي تنظر بين الجميع. كانت نظرات الشفقة و الاعتذار مرسومة على ملامحهم مما جعلها تستدير معطية إياهم ظهرها و كأنها لا تريد رؤية ذلك
" يا إلهي.."
همست و هي تمرر يدها على شعرها قبل أن تمسح عيناها و تستدير لهم لتقول بنبرة و كأنها تستوعب كل شيء
" يا إلهي.. لقد انتقمت مني من أجل أختي "
" اهدئي .. حبي انظري لي "
قال بلاك و هو يرفع يديه أمامها لعلها تهدأ و لكنها كانت كمن تعرض لصدمة و هي تردد بسخرية مليئة بالغضب
" لقد ذهب انتقامك من أجلها لأن والدي لم يغتصبها، هي كانت ابنته "
" ايما حسنا توقفي "
وقف بلاك أمامها مباشرة و هو يضع يديه على وجهها يحاول تهدأتها لتنفي برأسها عدة مرات غير قادرة على السيطرة على دموعها لتسقط يديه و هي تعود خطوة للخلف و كأنها تريد لا بل تحتاج مسافة امان خاصة بها
" لا استطيع التوقف.. حقا لا أستطيع.. اشعر و كأنني اركض و اركض بدون هدف.. ها نحن قد عدنا الى نقطة البداية بلاك"
" ايما إنه كاذب.. جون كاذب.. "
قال بلاك بعناد فهو لم يتقبل كون جون بريئ من تهمة اغتصاب كلوي لتصرخ الأخرى بوجهه
" لماذا لا تقول بأن جوليا كاذبة "
" انت لا تعرفين شيءا"
قال بلاك بنبرة حاول جعلها هادئة قدر استطاعته لتضحك بسخرية بين دموعها و هي تنظر له بتحد لتجيبه
" انظر للقدر و انت لا تعرف شيءا "
" هل تقفين معه بالرغم من كل شيء؟ هل تقفين بصفه بالرغم من ما فعله بي ؟"
نفت برأسها عدة مرات لتتحدث و هي تشير لنفسها فقط
" لا اقف مع أحد، صدقني انا لست بصف أحد.. انا فقط.. انا فقط أحاول جاهدة إيجاد نفسي وسط كل ما يحصل"
" ابنتي.."
تحدث ألكسندر بأسف بينما جلس جون يتابع دمار ابنته بعيون دامعة و هو يستوعب ما أصابها بسببه و بسبب الجميع
" جون خرب ايما تعاقب.. ألكس ساعد أخوه ايما تعاقب.. كلوي تم اغتصابها و إيما تعاقب.. بلاك تدمر ايما تعاقب من جديد.. عائلة روجر تاذت ايما مجددا تعاقب.."
صرخت ايما و هي تنظر للجميع بعتاب لتمسح دموعها التي تأبى التوقف عن النزول لتهمس بانكسار يعكس مشاعرها المنكسرة بداخلها و بداخل قلبها المتألم
" هل لاحظت الآن؟ هل لاحظ أحدكم بأنني تعاقبت على أخطاء غيري؟ هل استوعبتم بأنه و بالرغم من أنني لم اقم بأي شيء كنت أنا من اعاقب كل مرة ؟"
بلع بلاك ريقه و هو يحاول الاقتراب منها و لكنها كانت تمنعه من الوصول لها بابتعادها عنه
" إيما.."
وقف جون و هو ينظر لابنته المدمرة كليا ليقول برجاء
" فقط اسمعيني قليلا .."
ضحكت بسخرية و هي تنظر لهم، فها هم مجددا يريدون منها الاستماع. نظر بلاك لجون بكره ليستدير نحو إيما ليقول
" حسنا.. حسنا.. و لكن ايما اختاري طرفك معي أو ضدي؟"
نظرت له بعدم تصديق لتضحك بسخرية و عدم استيعاب ثم اقتربت منه لتتحدث بنبرة جامدة و هي تنظر لداخل عينيه
" معك و تقتل عائلتي أو ضدك و ستقتل عائلتي أليس كذلك ؟"
" إيما .."
قال بصوت ثابت لتومئ برأسها بهدوء لتقول مقاطعة إياه
" أجل ايما.. فقط ايما .. انا مع نفسي من الآن فصاعدا و ليحترق الجميع لأنني تعبت فعلا تعبت من هذه الدوامة التي لا تنتهي"
رمش بلاك بصدمة و هو يحاول أن يستوعب ما قالته لتتخطاه مغادرة القصر دون النظر خلفها.
بالجهة الأخرى، كانت سيليا لا تزال واقفة بحديقة القصر تنظر أمامها بشرود، قبل أيام أخبروها بأن كلوي تكون اختها، بالرغم من أنها لم تتعرف على كلوي جيدا، و لم تقترب منها و لكن معرفة أن هناك شخص يقربها حقا جعلها تشعر بأن لها سند بهذا العالم بعد موت والديها.
ابتعادها عن ماث جعلها تشعر بالوحدة الحقيقة، الوحدة المؤلمة، و لكنها ظنت بأن وجود طفلتها و أختها سيكون الأمر على ما يرام. أليس كذلك؟
استعادت وعيها لتنظر حولها بعدم معرفة، كانت الحديقة فارغة، لا وجود لأحد سوى الحرس متفرقين من مكان لآخر.
لسبب تجهله كانت بحاجة لرؤية ماث دون الجميع، ماث حبيبها لأربع سنوات، ماث والد طفلها و سندها. تحركت خارج القصر و هي لا تزال تشعر بالصدمة فمعرفة أن جون خوسيه يكون والد كلوي لا مغتصبها شيء كالقنبلة من الصعب للعقل استيعابه.
عند ماث كان برفقة روز حيث دعته من جديد، بعد تناول الطعام و تبادل أطراف الحديث قرر الاثنان العودة لعملهم.
وقف ماث أمام سيارته لتقترب منه روز من حيث لا يدري مقبلة إياه. انصدم بسبب فعلتها لينظر لها بعدم تصديق و هو يعود خطوة للخلف.
" ماذا تفعلين روز؟"
سأل بصوت يدل على استياءه من فعلتها، هي بالرغم من كونها صديقته إلا أنها لم تكن مقربة منه، و زيادة على ذلك لقد كانت زوجة صديقه
" ماث أنا لن أتردد او اخجل، بالحقيقة انا معجبة بك"
" ماذا؟ ماذا قلت؟"
قال بنبرة منصدمة و لكن بنفس الوقت غاضبة، كيف تكون معجبة به و هم التقوا مجددا منذ وقت ليس ببعيد
" لقد كنت كذلك منذ فترة إلى الآن و لقاءنا من جديد اعطاني أمل "
قالت بجدية و هي تقترب منه ليعود إلى الخلف من جديد و هو يقول بغضب
" انت كنت متزوجة من صديقي، اللعنة انا متزوج و ساصبح ابا بعد أشهر قليلة "
" بالحقيقة لقد كنت معجبة بك و لكنني أحببته و لكن الآن أنا وحيدة، ليس هناك مانع "
قالت ببساطة ليرمش و هو ينظر لها و كأنها جنت ليقول مكررا كلامه
" أنا متزوج "
" انت مطلق ماث و انا لا اعترض على طفلتك "
صمت للحظة ينظر لها و كأنه يحاول أن يعرف هل تتحدث بجدية أم تمزح ليجد ملامح الجدية لا تزال على وجهها ليقول بثبات
" لا استطيع.. هذا جنون.. "
" فكر بالموضوع، اتوسل إليك "
قالت و كأنها تترجاه ليتوجه نحو سيارته. بدون انتظار ركوبها لسيارتها حرك خاصته مغادرا، كان لا يزال يشعر بالصدمة، هو يفكر بما قالته. قلبه لا يزال مع سيليا بالرغم من خلافهم و توتر علاقتهم و كيف لا يكون و هما قد عاشت لأربع سنين مع بعضهم البعض.
أدار سيارته ليدخل بوابة القصر ليسقط قلبه بين قدميه عند رؤيته لسيليا التي تتوجه إلى القصر و هي تتكئ بيدها على حائط الحديقة الخارجي بينما دموعها تشق طريقها على خدها
فتح باب السيارة و هرول ناحيتها ليقف أمامها بينما يتفحصها خوفا و قلقا و هو يردد
" سيلي، حبيبتي ما بك؟"
كانت تنظر له بعيون دامعة، قلب مجروح و هي تشعر بأنها قد خسرت كل شيء بسبب قلة ثقتها و لكن من يستطيع لومها و هي عاشت طفولة لا تحسد عليها
" سيلي اتوسل إليك لا تقلقيني.."
ردد ماث من جديد بنبرة قلق واضحة للغاية ليمسك وجهها بين يديه و جعلها تنظر لداخل عينيه ليقول بحنان
" هل نذهب للمشفى؟"
" كنت أظنها أختي.. "
همست بألم لتنزل دمعة من عينيها و هي تحاول جاهدة السيطرة على نفسها و اخباره ليعقد الآخر حاجبيه استغرابا
" من؟ هل لديك اخت؟"
" كنت أظن بأن هناك شخص من عائلتي.. شخص سيحبني لنفسي و ليس شفقة.. و لكنها ليست كذلك.. انا عدت وحيدة في هذا العالم من جديد "
تألم ماث بسبب ما تقوله و نبرة صوتها التي كانت تدل على حقيقة احتياجها لشخص ما، شخص لا يشفق عليها، شخص يقربها حقا.
عائلة روجر و بالرغم من حبهم لها و لكنها كانت دائما تشعر بأنها لا تمتهم بصلة، لم يشعروها بذلك و لكنها كانت تعلم بأنه و بالاخير هي ليست منهم و هذا ليس ذنبهم
" أنا هنا.. ابنتنا هنا.."
همس ماث و هو يمسح دمعتها لتنظر له بعيون تملؤها الحب كما اعتادت أن تنظر له منذ سنين، أحس فجأة بجسدها يميل و وجهها يصبح شاحبا لتسقط بين ذراعيه مغمى عليها.
" سيليا.. سيليا.."
صرخ ماث بجنون و خوف لتتوقف سيارة إيفان بجانبه و الذي كان عائدا إلى المنزل ليجد سيليا مغمى عليها بين ذراعي اخيه
" اخي ما الذي حصل؟"
" لا أعلم.. لقد كانت تبكي.. و فجأة اغمي عليها "
تمتم ماث و هو يرفع جسدها بين يديه ليفتح له إيفان باب القصر بينما يجيبه
" خدها إلى الداخل سأنادي بيلا حالا "
" أخبرها بأن تسرع اتوسل إليك "
اومئ إيفان برأسه ليتصل ببيلا التي أخبرته بأنها قادمة حالا
بقصر روجر
كانت بيلا تحمل حقيبتها لتغادر ليقف مارك أمامها ينظر لها بعيون صقر لتقول بعصبية
" مارك ابتعد لا وقت لعنادك الآن "
" لماذا ستذهبين إلى الوغد إيفان؟ هل بينكم علاقة؟ هل بسببه ترفضين الزواج بي؟"
قال بصوت غاضب و مرتفع لتفتح سارة عيناها بقوة عندما سمعت ما قاله مارك لترمش بيلا بالجهة الأخرى قبل أن تتحدث
" ألا تعلم عزيزي؟ طبعا بيننا علاقة "
" ماذا؟"
صرخ مارك و سارة بنفس الوقت لتنظر لهم بيلا بعدم تصديق قبل أن تضيف و هي تتخطى مارك
" هو ابن خالتي، ما لعنة عائلتكم مع الشك بكل شيء"
" بيلا مارك روجر توقفي هناك "
تحدث مارك و هو يلاحظ خروجها من باب القصر ليلعن و هو يستدير ناحية سارة التي كانت تحاول التسلل إلى الداخل
" إلى أين؟"
قال مارك من خلفها لتغمض عيناها بقوة قبل فتحها و هي تستدير لتقول بثقة
" غرفتي"
نظر لها بعيون و كأنه يخبرها بأنه يشك بها لتبتسم بوجهه بهدوء قبل الإسراع نحو غرفتها
بقصر دوستوفيسكي
كانت ميرا تجلس مع ديف أمام البيانو حيث كانت تعلمه بهدوء و الابتسامة تشق شفتيها لرؤيتها حماس ديف من أجل التعلم
" أمي هل أقوم بذلك بشكل صحيح ؟"
نظر لها بعيون لامعة جعلت قلبها يطرق بقوة، قوله لكلمة أمي و تعلقه و حبه لها جعلها حقا تخلق له مكانا بقلبها فهي كانت معه منذ أن كان رضيعا.
ابتسمت و هي تقبل رأسه و تمسح على شعره بلطف لتقول بتشجيع
" طبعا تقوم بذلك بشكل جيد "
ظل الاثنين يعزفان باستمتاع منغمسين بالموسيقى لدرجة لم يشعروا بالوقت و لا بذلك الذي كان يقف عند الباب ينظر لهما بعيون مشعة.
بالنسبة لكلاي لا مكان للحب بحياته، حب ابنه يكفيه و هو بالمقابل يحبه بكل حواسه و لكن الآن ظهرت ميرا بحياته.
بالحقيقة ميرا كانت هناك لسنين و لكنه و أخيرا شعر بها و علم بوجودها. علاقتهم سابقا كانت علاقة عاملة و مدير و لكن صراخها بوجهه و حبها لابنه الذي لا يقربها و لا يمت لها بصلة جعل شيءا يتحرك بصدره
ابتسم كلاي و هو يحمل هاتفه و كأنه يريد أن يوثق هذه اللحظة ليبدأ تصويرهم بينما عينيه تتحرك بين صغيره و تلك الفتاة التي لفتت أكثر من انتباهه
" أبي "
صراخ ديف أخرجه من شروده ليسرع له الصغير و هو يفتح يديه مما جعل والده يقترب منه ليحمله و هو يقبله عدة مرات كعادته
" كيف الحال شريك ؟"
ضحك ديف بقوة على لقب شريك الذي يطلق عليه والده و جده فهو يجعله يشعر بأنه أصبح كبيرا و هذا يسعده
" جيد لا بل رائع، لقد عزفت انا و ميرا خاصتي على البيانو "
نظر كلاي لميرا التي كانت تقف قريبة منهما بينما عيناها على ديف لوحده، بالرغم من شعورها بنظرات كلاي تحرقها إلا أنها لم تنظر له أبدا
" ميرا خاصتك؟"
همس كلاي ليبتسم ديف باتساع و هو يومىء برأسه قبل أن يضيف
" أستطيع أن أسمح لك بأخذها أيضا يا أبي، و لكن لا أحد غيرنا هي خاصتنا "
احمر وجه ميرا كليا بسبب كلمات ديف البريئة بينما ارتسمت ابتسامة مكر على شفتي كلاي الذي قال و هو ينظر لميرا
" ميرا خاصتي.. ممم جميل أحببت ذلك "
عضت ميرا شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها لتقترب من كلاي و هي تمد يدها لديف بينما تتحدث متحاشية النظر لكلاي إلى الآن
" هيا ديفي لنذهب، يجب أن تستحم "
أمسك كلاي بيدها مما جعلها تستدير و هي تنظر له بعيون متسعة ليبتسم على ذلك، ثم حمحم ليقول بمكر
" أستطيع أن أكون كلاي خاصتك اذا أردت، و هكذا سنتعادل "
غمزها بآخر كلامه لتشهق و هي تضع يدها على فمها بصدمة مما جعل كلاي ينفجر ضاحكا على خجلها ذلك لتقول بهدوء على عكس قلبها المرتجف
" لا داع لذلك "
نظرت لديف الذي كان يعانق والده لتكرر
" هيا ديفي.. هيا صغيري "
تحرك ديف ناحية ميرا التي أمسكت بيده و هي تتوجه نحو الدرج و لكن ليس قبل أن تنظر لكلاي مرة اخيرة.
كان الاثنين على الدرج ليسمع كلاهما صوت كلاي المرح قائلا
" إلى اللقاء ديف خاصتي، إلى اللقاء ميرا خاصتي "
استدار ديف مبتسما و هو يلوح لوالده على عكس ميرا التي نظرت له بعيون غاضبة فهي متأكدة من أنه يقوم بذلك عن قصد
بقصر روجر
كانت أمارا تمسح على شعر سيب الذي يضع رأسه بحضنها بينما عيناها تشبع من رؤية ملامحه لتقول بحنان
" قلب والدتك انت "
ابتسم سيب و هو يفتح عينيه ليمسك بيدها مقبلا إياها برقة و هو يجيبها
" قلب روجر أنت "
ابتسمت و هي تنظر له ليقاطعهم دخول دارك الذي نظر للام و الابن بحنان قبل أن يتحدث بغضب مصطنع
" انهض من سريري و من حضن زوجتي "
ضحك سيب بقوة و هو يعانق والدته أكثر ليقول بعناد
" هذه غرفة امي أيضا و هي أمي و ليست زوجتك لوحدك "
ضحكت أمارا و هي تشاهد دارك يقترب منهما ليمسك سيب من يده ساحبا إياه بعيدا عن أمارا لينام مكانه و هو يقول بثقة
" لولا وجودي لما كانت أمك، لذلك ابتعد "
" دارك "
صرخت أمارا و هي تضرب زوجها على كتفه ليضحك سيب و هو يعدل ملابسه قبل أن يقول بثقة
" لا داع للغيرة عزيزي، نستطيع أن نتشاركها "
" و نتشارك ايمي أيضا "
نظر الأب و الابن لبعضهم البعض قبل أن يتحدث سيب بثقة
" أبي على حق، انت أولى به "
ضحك الثلاثة ليغادر سيب الغرفة و القصر و هو يفكر برؤية شخص اشتاق له جدا.
بمنزل إيما
كانت إيما تقف وسط منزلها و الكتب و كل شيء ملقى أرضا، كانت قد بحثت عن أي شيء يوصلها لما حصل بالماضي، دليل على الحقيقة لتتفاجىء برؤيتها مذكرات والدتها
جلست على الأرض و بدأت تقرأ كل ما كتبته والدتها بوقت سابق، كانت تضحك مرة و تعبي مرة، تقهقه مرة و تبكي مرة. كانت تلك المذكرات الشيء الوحيدة الملموس من والدتها.
علمت من مذكرات والدتها بأن ما قاله جون و ألكس صحيح، مما يعني أن جوليا قد كذبت على عائلة روجر. ظلت ايما على حالها لتسمع صوت طرق خفيف على الباب فتوجهت لفتحه.
كان جون و ألكس يقفان أمام الباب لتتنهد و هي تدخل إلى الداخل من جديد دون قول حرف ليلحق بها الاثنين.
" هل انت بخير؟ ما الذي حصل هنا؟"
تحدث ألكسندر و هو ينظر لحالة المنزل الغريبة لتجلس الأخرى على الكرسي و هي تضع قدميها على الطاولة لتقول
" لا أزال أتنفس إن كنت تسأل عن هذا؟"
نظر جون للكتب على الأرض ليبدأ بحملها و إعادتها مكانها و هو يقول
" كانت هذه كتب والدتك المفضلة، فبعد العزف كانت تفضل القراءة "
نظرت له ايما بعيون متسعة لتقول بتساؤل
" هل كانت والدتي تعزف؟"
استدار جون ينظر لها بابتسامة و هو يومىء برأسه قبل أن يضيف
" الكمان، كانت والدتك عازفة كمان "
ابتسمت إيما و هي تسمع و أخيرا شيءا جميلا عن عائلتها، شيء لا يمس للانتقام بشيء.
" إيما، ايز بحاجة لك، بحاجة لرؤيتك "
تحدث ألكسندر و هو ينظر لها لتتنهد بعمق متذكرة المرأة التي كانت أمها لسنوات لتجيبه و هي تقف من مكانها
" لنذهب لرؤيتها اذا "
توجه الثلاثة إلى الخارج عائدين الى قصر خوسيه حيث كانت ايز لا تغادر غرفة إيما أبدا
بقصر خوسيه
استيقظت سيليا لتجد بيلا تمسح على شعرها بلطف و هي تنظر لها
" لا تقلقي انت بخير "
اعتدلت بجلستها و هي تنظر حولها لتكتشف بأنها بغرفة ماث بقصر خوسيه لتقول بهدوء و هي تدعك رأسها الذي سينفجر
" ما الذي حصل معي ؟"
و عندما كانت بيلا على وشك التحدث قاطعها دخول ماث الذي كان يحمل صينية طعام، لكون بيلا أخبرته بأن جسد سيليا ضعيف فهي لا تهتم بصحتها جيدا
" سيلي "
همس ماث و هو يدخل ليضع الصينية على الطاولة و هو يقترب منها بسرعة ليقول
" انت بخير أليس كذلك؟"
ابتسمت سيليا و هي تنظر له بعيون حنونة لتومئ برأسها و هي على وشك التحدث ليضيف الآخر قائلا
" لقد قلقت حقا، انت حامل و طفلتنا بحاجة إلى الطاقة و الراحة"
توقفت الكلمات بحلق سيليا لتنظر لبطنها و هي تبلع ريقها فماث لم يقلق عليها بل على طفلته التي تحملها.
وقفت من السرير متوجهة نحو الأريكة لتجلس أمام الطاولة و هي تقول بهدوء مع ابتسامة لم تصل لعيناها
" سأطعم طفلتي الان، و ستصبح بخير. انا اهتم بها أكثر من نفسي لا تقلق "
بدأت الأكل و هي تنظر للأسفل لا تريد النظر لعيون ماث و لا الشعور بشفقته لتسحبه بيلا إلى الخارج مغلقة الباب خلفهم
" عزيزي هل انت غبي؟"
نظر ماث لبيلا بعدم فهم لتضيف الأخرى بغضب
" هي مريضة و انت لم تسأل عنها أبدا، بل سألت عن الطفلة فقط هل جننت؟"
رمش ماث بعينيه متذكرا بأنه حقا لم يسأل عن حالها أو كيف أصبحت ليعلن نفسه و هو يقول
" أنا لم أقصد ذلك "
" استمع إلي جيدا ماث، سيليا حامل و قد مرت بالعديد من الأشياء لذلك كن معها أو ابتعد بصمت "
" ما قصدك؟"
تمتم الآخر بعدم فهم لتعيد بيلا شعرها للخلف بعصبية و هي تضع يدها على كتفه قائلة
" إذا كنت لا تريدها بحياتك و كل همك طفلتك ابتعد عن سيليا، اتركها تعالج ما تبقى من قلبها. أما إذا كنت تريدها بحياتك هي و الطفلة حارب من أجلهم، زوجتك شخص مكسور من والديها مما يعني أن كسرها شيء عميق، ساعدها أو اتركها "
توجهت بيلا إلى الخارج و تركت ماث يفكر بكلامها جيدا، من جهة اعتراف روز الغير طبيعي، من جهة سيليا المنكسرة و المدمرة
بالمقبرة
توقفت سيارة بلاك ليتوجه بهدوء نحو قبر توأمه ألكس و بجانبه قبر ايثان ليتصنم مكانه من الشخص الجالس هناك
" سيب ؟"
استدار سيب نحو الصوت ليجد بلاك المنصدمة يقف هناك ليقف من الأرض و هو يمسح التراب من فوق ثيابه ليجيبه
" بلاك "
" ما الذي تفعله هنا؟"
نظر بيلا بين أخيه و بين القبرين ليبتسم سيب ابتسامة حزينة و هو يجيبه مشيرا للقبرين بيديه
" أتيت لرؤية إخوتي "
" يا إلهي "
همس بلاك و هو يعود خطوة للخلف ليقترب منه سيب و هو ينظر لعيناه بثقة
" أنا أعلم كل شيء اخي، انا أتذكر كل شيء "
رمش بلاك بصدمة و لكن سرعان ما سحب أخاه الصغير لحضنه معانقا إياه بقوة لينفجر سيب باكيا بحرقة.
جلس الاخين أمام البحر ليتحدث بلاك قائلا
" لماذا لم تخبر أحدا؟"
ابتسم سيب بهدوء قبل أن يستدير مواجها نظرات اخيه المعاتبة ليقول بهدوء
" كان قلب الجميع مدمرا وقتها، الكل كان بحالة يرثى لها من جهة موت ايثان و من جهة حالتك التي اصبحت غريبة لم أكن اريد ان اضع فوق همهم همي"
أمسك بلاك أخاه و جعله ينظر له ليقول بثقة
" انت منا و لنا لا يمكن أن يكون ألمك هما، نحن نأخذ القوة و السند من بعضنا البعض لا تنسى ذلك أبدا "
ابتسم سيب بانكسار قبل أن يتحدث مضيفا
" أتذكر بأنني سمعت والدتي تبكي يومها، كانت خائفة على حالي و قالت لأبي بأنها تتمنى أن لا أعلم بشيء أو أنسى كل شيء بخصوص ايث "
" ماذا؟"
همس بلاك و هو ينظر لسيب بعدم تصديق، فهو تحمل الكثير بفم مغلق ليبتسم سيب بمزاح مصطنع و هو يقول
" أنا حققت امنيتها، لم أكن أريدها أن تتعذب أكثر. لم أكن اريد ان اضع ملحا فوق جروحهم لذلك قررت لعب لعبة النسيان و قد نجح الأمر "
" أنا هنا، انا معك، بجانبك "
تحدث بلاك بغصة و هو يعانق سيب الذي بادله العناق و هو يكمل بهدوء
" إيمي ساعدتني "
" إيمي تعرف بالأمر؟"
تحدث بلاك بعدم تصديق ليمسح سيب وجهه قبل أن يضيف
" أجل، لقد كانت معي بكل خطوة و ساعدتني دائما"
ابتسم بلاك فعلى الأقل أخيه لم يكن لوحده في محنته ليبتسم له سيب بالمقابل و ظل الاثنان لبعض الوقت أمام البحر يتحدثان.
بقصر خوسيه
بعد أن انتهت سيليا أكلها شكرت ماث و غادرت دون النطق بحرف واحد، لتدخل ايما مع ألكس و جون القصر.
عانق ماث و إيفان إيما بقوة ليقول ماث و هو يقبل جبينها
" حبيبة أخيك انت، لا تفعلي هذا مجددا لا تغادري "
ابتسمت إيما و هي تشد العناق حول أخيها لتنظر نحو إيفان الذي قال بغيرة
" و هل انا حائط هنا؟"
ضحك الاثنين بصخب قبل أن تركض ايما نحو إيفان الذي عانقها بقوة و هو يقول بثقة كاملة
" لا يهم شيء إيما، كل ما يهم هو أنك اخت لنا رغما عن الجميع "
ما أجمل أن تجد سندا بجانبك، أشخاصا يحبونك و يقفون معك. ظلت ايما مع ماث و إيفان لفترة من الوقت قبل أن تتوجه إلى الأعلى
دقت ايما باب غرفتها لتسمع صوت ايز التي صرخت من الداخل بغضب
" غادر ألكس، انا لا اريد رؤيتك الآن "
" ألا تريدين رؤيتي أيضا "
قالت إيما من الخارج لتسمع بعد ثوان صوت الباب يفتح و ايز الباكية تعانقها بقوة و هي تمسح على وجهها و شعرها بحب و حنان بينما تقول
" هل انت بخير طفلتي؟ كيف حالك؟ "
عانقت ايما ايز بقوة و همست باذنها بهدوء
" آسفة أمي "
سقطت دموع ايز و هي تنفي برأسها قائلة بثقة
" انت ابنتي رغم كل شيء "
أومأت الأخرى برأسها عدة مرات غير قادرة على التحدث فدموعها منعتها من ذلك.
بعد مرور أسبوع كامل، كان جميع أفراد العائلتين يعيش بصدمة بسبب الأحداث التي طرأت. بلاك و إيما لم يلتقيا منذ ذلك اليوم، مارك و بيلا على حالهم، سيب و ايمي يذهبان لمعاينة الطبيب مع بعضهم البعض أو يلتقيان بالجامعة، اني لا تزال على حالها و توم يدعمها، إيفان و سارة يتحدثان يوميا و يلتقيان بمكتبه، ماث و سيليا لا يزالان على حالهم، كاي و ايريس يحرصان على إبعاد علاقتهم عن أي مشاكل اما ساشا و سام فهما حبيبين مثاليين يسيران بخطى هادئة.
بصباح اليوم التالي، كان الجميع يجلسون حول طاولة الطعام بينما اماندا تضع الطعام امام كلوي التي كانت تأكل عكس الباقي
" تحدثت مع فريدريك و قررت جعل زفاف مارك و بيلا بعد يومين "
تحدث نيك بصوت واثق ليجعل الجميع ينتبه له ليضحك مارك بقوة و هو ينظر لنيك
" هل أخبرتك من قبل بأنني أحبك "
ابتسم نيك بسخرية ليقف مارك من مكانه و هو يقول بثقة
" اعذروني لدي عروس ازعجها.. أقصد زفاف أجهزه لذلك سأغادر "
" اوصلني بطريقك مارك "
قالت ايرينا و هي تقف من مكانها لتقبل زوجها بحب قبل التوجه نحو مارك الذي تحرك معها و هو يخبرها عن أفكاره لزفاف
" هل انت متأكد من ذلك أخي.. أقصد الوقت ليس مناسب لحفل زفاف "
تحدث كريس و هو ينظر حوله ليومئ الآخر برأسه بهدوء و يخبره
" ثق بي هذا من أجل الجميع "
بالمشفى
دخل مارك المشفى ليجد بيلا التي كانت لديها مناوبة تتكئ على الحائط ليقترب منها بهدوء
" قطتي "
همس باذنها لتستدير تنظر له بتعب ليفتح يديه لها يعانقها لتضع رأسها بعنقه كقطة حقيقة ليبتسم و هو يمسح على شعرها بحنان ليقول بسخرية
" سأطلب من أمي أن تجعل كل أيامك مناوبات "
" لماذا ؟"
قالت و هي تبتعد عنه ليضحك و هو يعيدها لحضنه قائلا بثقة
" عانقتني دون صراخ "
" غبي "
" لا تقولي عن زوجك غبي "
همهمت و هي تغمض عينيها ليضيف بجدية
" زفافنا بعد يومين "
" آه و بعد ثلاثة أيام سانجب طفلين ما رأيك؟"
أجابت بسخرية ليقول بتفكير
" يلزمك تسعة أشهر حمل، و لكن لا تقلقي سأحاول الإسراع بجعلك حامل "
ابتعدت عنه كليا و هي تفتح عيناها بصدمة لتتمتم
" مقرف "
قلب عينيه بعدم اهتمام و هو يعيد شعرها الأحمر للخلف ليقول بجدية
" حقا زفافنا بعد يومين "
" هل جننت؟"
صرخت ليمسكها من يدها و هو يأخذها نحو مكتبها
" ما بك؟"
" ما بي؟ حقا؟ تخبرني بأن زفافي بعد يومين و تسألني ما بي؟ هل جننت؟"
صرخت بعدم تصديق ليتجاهلها و هو يجلس على الكرسي خاصتها بينما يجيب بعدم اهتمام
" كل ما عليك فعله هو ارتداء فستان أبيض، انا ساتكفل بالباقي "
" أنا لن أتزوج بعد يومين.. أبدا "
قالت بثبات لينظر لها بهدوء و سرعان ما خطرت فكرة برأسه جعلته يبتسم قبل أن يتحدث
" قطتي، من أجل إيما و عائلتك، ألم تري حالة الجميع كيف كانت سيئة طوال الأسبوع، ألا تريدين اسعادهم "
نظرت له بهدوء و هي تتذكر كيف كانت أفراد عائلتها مشتتين لتتنهد بقلة حيلة فلا خيار أمامها سوى الموافقة لتقول بجدية
" موافقة و لكن لدي ما أخبرك به "
وقف من مكانه بسرعة و هو يبتسم باتساع
" ما هو؟"
" سأخبرك يوم الزفاف "
قالت بجدية ليضحك بقوة و هو ينظر لها ببرود
" إن كان له علاقة بالحفاظ على عذريتك فاعتذر قطتي ذلك مستحيل "
" هذا كل ما يدور برأسك أليس كذلك؟"
اومئ برأسه بثقة و هو يجيبها
" أفضل ما بالزفاف هو ليلة الزفاف "
" وغد "
تمتمت ليضحك بقوة على ذلك و ظل بالمكتب رافضا المغادرة.
ذهبت سيليا الى المشفى من أجل الفحص، بعد انتهاء فحصها قامت روز بأخذ صورة من صور الطفلة لتنظر لها سيليا بعدم فهم و هي تقول
" ماذا تفعلين ؟"
" سآخذ الصورة لماث "
أجابت روز بهدوء و كأن الأمر بسيط أو طبيعي لتزفر سيليا بعمق ثم أخذت الصورة من يدها لتقول بغضب
" لا داع لتعذبي نفسك أستطيع إعطاء الصورة لاب طفلتي بنفسي "
حملت الصور و وضعته بحقيبتها و كانت ستغادر إلا ان صوت روز اوقفها
" انا معجبة بماث و بقوة و ساحارب من أجله ''
استدارت سيليا تنظر نحو روز بعدم تصديق لتقول بهدوء على عكس داخلها
" ألست وقحة أكثر من اللازم؟"
رفعت الأخرى كتفيها و هي تضحك باستفزاز لتقول بعدم اهتمام
" اعتبريني ما تريدين و لكن ماث سيكون لي و هذا وعد"
عضت سيليا شفتها بقوة تحاول السيطرة على أعصابها لتقول ببرود
" سنرى عزيزتي"
فتحت الباب لتسمع الأخرى تقول بسخرية من الخلف
" سنرى، و بالنسبة لابنتك ساعتبرها كابنتي "
استدارت سيليا تنظر نحو روز بنظرات قاتلة لتتوجه نحوها و امسكتها من مئزرها الأبيض لتقول بغضب لم تستطع التحكم به
" لا تثيري سيرة ابنتي على لسانك اتسمعين؟"
دفعتها بقوة الى ان كانت روز على وشك السقوط ثم غادرت متوجهة لايرينا مخبرة إياها بأنها تريد تغير الطبيبة و ستقبل بأي شخص آخر حاولت ايرينا تهدأتها و لكنها كانت غاضبة و لن تقبل الاستماع لتخرج متوجهة نحو سيارتها و كلام روز يرن باذنها لتسمع صوت هاتفها
حملت هاتفها لتجد اسم ماث و ذلك كان كفيلا برسم إبتسامة على شفتيها لتجيبه بسرعة
" ماث "
" لماذا فعلت ذلك؟ لما اصبحت هكذا سيليا ؟"
صوت ماث الغاضب جعلها تتوقف مكانها و ترمش بعدم تصديق لتسأله
" فعلت ماذا؟ ما الذي تتحدث عنه ماثيو؟"
" لماذا تهجمت على روز بالضرب؟"
" هل جننت ما الذي تقوله؟"
صرخت سيليا بعدم تصديق ليقاطعها صراخ ماث قائلا
" لا تكذبي سيليا لقد تعبت من قلة ثقتك هاته"
" انا لم أفعل.. أقسم لك "
تمتمت و هي تنظر أمامها بصدمة ليقاطعها قائلا بغضب
" كفى كذبا.. حقا يكفي "
أغلق الخط بوجهها لتنظر نحو الهاتف بصدمة، و لكن من أجل طفلتها قررت ألا تستسلم فعلى ما يبدو روز ليست ابدا كما تظهر.
توجهت سيليا نحو قصر خوسيه تريد التحدث مع ماث و لكنها قابلت ايما عند البوابة لتسرع ناحيتها
" ايما "
رفعت ايما رأسها و سرعان ما عقدت حاجبيها لرؤية سيليا بعيون دامعة تقف أمامها لتسألها بقلق
" سيليا؟ ما بك؟"
ترنحت سيليا بوقفتها لتمسكها الأخرى بسرعة و هي تصرخ
" اللعنة سيليا ما بك؟ ما الذي حصل؟"
" لا أشعر بأنني جيدة"
تمتمت سيليا و هي تضع يدها على جبينها لتقول إيما بسرعة
" لندخل الى القصر "
" اين ماث؟"
" غير موجود "
نفت سيليا برأسها و هي تريد العودة ناحية سيارتها بينما تقول
" لا أريد الدخول، يجب أن أتحدث مع ماث "
"حسنا تعالي معي، لنتحدث "
اخذت إيما سيليا إلى منزلها، لتدخل الاثنتين. نظرت سيليا بالارجاء بإعجاب لتقول
" منزل جميل"
" اشكرك، لقد كان منزل والدتي الحقيقة "
" اعتذر لتذكيرك "
اعتذرت سيليا لتضحك ايما بسخرية متالمة و هي تقول
" لا اتذكرها من الأصل "
ارشدت ايما سيليا نحو الصالة و جلس الاثنتان ما بعضهم البعض لتسألها ايما
" اذا ما بك؟ أخبريني "
تنهدت سيليا بعمق ثم أخبرتها بكل شيء طرأ لتفتح ايما فمها بصدمة و هي تقول
" تلك العاهرة "
أومأت سيليا و هي ترتشف من كأس عصيرها لتقول بحزن
" لقد أخبرتني بفصيح العبارة بانها ستاخذ ماث و طفلتي"
" و ماذا قال ماث؟ هل يعلم الحقيقة؟"
" لقد صدقها و كذبني "
أجابت سيليا و هي تبتسم بحزن لتقول ايما بجدية
" تستحقين من ناحية و من ناحية لا"
" ماذا سأفعل ؟"
ضحكت ايما بشيطانية و هي تنظر نحو سيليا التي عقدت حاجبيها استغرابا لتقول
" السؤال هو ماذا لن نفعل "
بعد يومين
اليوم المنتظر، كان حفل زفاف مارك و بيلا راقيا بكل ما للكلمة من معنى، كانت بيلا تتجهز بغرفة مارك، و إيما تساعدها.
" انت جميلة عزيزتي "
قالت ايز لبيلا التي نظرت لنفسها بإعجاب كبير لتشكرها. كانت إيما تجلس على أعصابها فقد مرت فترة دون أن ترى بلاك و لو بالصدفة و هذا ازعجها
" إيما عزيزتي، ما بك؟"
" لا شيء أمي.. سأعود "
و قبل أن تتحدث ايز غادرت ايما غرفة مارك متوجهة نحو غرفة بلاك و قلبها يقرع بقوة، بالرغم من كل شيء بلاك كان و سيظل الشخص الوحيد الذي بقلبها.
فتحت باب الغرفة و استنشقت رائحة عطره بالارجاء مما يعني أنه غادر منذ مدة ليست طويلة لتقف أمام المرآة تنظر لنفسها.
عندما غادرت منزلها كانت سعيدة بما ترتدي و اختارت اللون الاسود تحديدا لكونه لون بلاك المفضل. ظلت تتحرك بغرفته لتفكر بتعديل أحمر شفاهها و بما أن ملابسها لا تزال بغرفته لم تكن بحاجة للخروج
فتحت الدرج و اخدت أحمر شفاه فاقع وضعته فوق شفتيها بشكل مغر و عدلت شعرها الأسود من جديد. عندما كانت تغلق الدرج لفت انتباهها علبة خشبية قديمة لتحملها بفضول.
فتحتها لتجد صور لبلاك صغير، صور لاخوته و غيره من الأشياء لتبتسم و هي تنظر لصورة و لكن هناك شيء آخر لفت انتباهها. كان هناك قلادة بين الصور، نظرت للقلادة بعدم فهم لتعقد حاجبيها استغرابا و هي تنظر لما حفر عليها " م.د "
" ما اللعنة؟"
همست لنفسها بغضب لتسمع صوت والدتها تنادي من الخارج فاعادت كل شيء مكانه قم خرجت و كأنها لم تقم بشيء.
عند أمارا كانت تتوجه نحو غرفة آنا التي لم تخرج إلى الآن. كانت الغرفة فارغة و ثياب انا مرمية بكل مكان لتتنهد أمارا و هي تحمل فستان ابنتها من الارض لتجد عقد زواج بين انا و توم مما جعلها تنصدم
فتح باب الحمام و خرجت انا تنظر لوالدتها بابتسامة سرعان ما اختفت عند رؤيتها لما بيدها
" امي .. أستطيع أن اشرح لك "
" تشرحين ماذا؟ تشرحين ماذا؟ "
صرخت أمارا بوجهها لتخبرها انا محاولة تهدأتها
" ليس الآن امي.. سأخبرك أقسم لك "
" لماذا قمت بذلك؟ هل انت مجنونة؟"
" بلاك من طلب مني فعل ذلك "
قالت آنا لتضحك أمارا بسخرية و هي تجيبها
" بلاك؟ أخيك بلاك؟"
" أقسم لك "
عقدت امارا حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما تقصده طفلتها لتقول بعدم فهم
" لماذا قد يطلب منك بلاك فعل شيء كهذا؟"
" بالرحلة التي ذهبت لها انا و توم.. أنا قد قتلت شخصا و الزواج كان بمثابة حجة غياب"
تصنمت أمارا و هي تسمع ما قالته ابنتها الصغيرة لتضع يدها على فمها بصدمة
" و لكن.. كيف.. يا إلهي.."
" بعد الزفاف سأشرح لك "
بحفل الزفاف، كانت عائلة خوسيه تقف عند زاوية و عائلة روجر بالزواية الأخرى. نظر بلاك ببرود حوله و سرعان ما استقرت عينيه على جسد يعرفه جيدا ليظل نظره مركزا عليها.
شعرت إيما بأن قلبها سيقف بسبب نظرات بلاك المتصفحة لها لتشرب من كأسها كدلالة على عدم اهتمامها.
" بلاك المؤنث "
استدارت ايما نحو كلاي الذي كان يقف حاملا لديف بحضنه و ميرا بفستان زهري بجانبه
" كلاي "
ابتسمت و هي تسلم على ميرا و تقبل ديف ليسالها كلاي
" أين زوجك؟ هل رأى ثيابك؟"
" نحن لا نتحدث "
قالت إيما بعدم اهتمام و هي ترفع كتفيها ليقول كلاي بسخرية
" ستتحدثان لا تقلقي، فقط ليقترب منك أحد و ستتحدثان "
ضحكت بقوة على كلامه، و ظلت ايما تتحدث مع ميرا و كلاي و لاحظت نظرات كلاي نحو ميرا و التي كانت تدل على إعجابه بها.
" لنرقص "
قال كلاي و هو ينظر نحو بلاك الذي لم يزح نظره منهم لتضع إيما يدها بيده و هما يتحركان إلى الساحة ليتقدم بلاك ببرود و هو يأخذ يد إيما من كلاي ليتقدم معها
" هذه وقاحة أتعلم؟ "
قالت إيما ببرود ليضحك بلاك بسخرية و هو يضع يده على خصرها يقربها منه ليقول بثقة و هو ينظر لعيناها التي اسرته
" لا أحد يرقص مع زوجتي غيري، أتعلمين؟ "
رفعت ايما حاجبيها بتحد و هي تضع يديها حول عنقه لتقول بهدوء و هي تقرب جسدها من خاصته
" جيد "
بدأ الاثنان يتحركان على صوت الموسيقى بدون إبعاد أعينهم عن بعض، لينضم لهم العروسين و الباقي.
بعد الرقص عاد الجميع لمكانهم ليرن هاتف سارة برقم غير معروف لتجيب و هي تبتعد عن الضجة
" مرحبا"
" سارة اليس كذلك؟"
" نعم من معي"
" انا راما هل تذكريني؟"
ظلت سارة لفترة تفكر و سرعان ما تذكرتها لتقول بغضب
" أذكرك، من أين حصلت على رقم هاتفي؟"
" هذا لا يهم، ما يهم هو السر الذي سأخبرك به"
" سر؟ اي سر؟"
" بما أن إيفان أخبر والدي بما قمت به مع ماث و زوجته، أنا الآن بالمطار يتم ترحيلي إلى عند والدتي و لن أعود أبدا "
" و ما دخلي بالأمر ؟"
" سأخبرك شيءا عن إيفان "
رفعت سارة رأسها و نظرت نحو إيفان الذي كان يتحدث مع والدته و يبتسم لتبلع ريقها قبل أن تتحدث
" إيفان؟"
" هل تعلمين من قتل خطيبك بحفل زفافك؟"
" لا "
" بل أجل هو حبيبك الحالي "
" كاذبة "
" لقد سمعته يتحدث مع ماث باذني اساليه و ستعرفين هذا لكي لا يحشر نفسه بكل شيء"
أقفلت راما تاركة سارة تنظر نحو ايفان بصدمة و كأن سطلا من الماء البارد سكب فوقها.
انتهت الحفلة و عاد الجميع إلى منازلهم لتتفاجىء ايما عند رؤيتها لدبدوب كبير بحضنه سنو بصالة غرفتها لتضحك بقوة و هي تقبل القط فلا احد يجرأ على فعل ذلك غير زوجها
بقصر روجر
أغلق مارك باب غرفته و هو ينظر نحو بيلا كأسد ينظر لفريسته لتضحك الأخرى بسخرية و هي تجلس على السرير لتقول بهدوء
" لقد اتتني الدورة عزيزي، خذ حماما باردا و تعال لتنام "
" تمزحين"
صرخ مارك بصدمة لتنفي الأخرى برأسها و هي تزيل طرحتها بينما تجيبه
" أخبرتك بأنني لا أريد زفافا بعد يومين و انت من أصر "
" اللعنة.. اللعنة.. اللعنة.."
ضرب مارك الأرض برجله مثل طفل فقد لعبته المفضلة لتشير له بيلا ناحية الحمام
" ثق بي حمام بارد سيكون مفيدا "
صباح اليوم التالي، كان الجميع مجتمعون حول الطاولة ليتحدث دارك و هو يمسك يد زوجته
" بخصوص العملية الجديدة، سيذهب سيب إلى اليونان عوضا عن بلاك "
نظر الجميع نحو دارك ليقول بلاك باعتراض
" لن يحصل "
نظر دارك لابنه ثم لسيب الذي كان ينظر بين والدته و والده بشك ليقول دارك ببرود
" الرحلة ستكون لمدة شهرين، سيب سيكون قادرا على ذلك "
اومئ سيب برأسه بهدوء و هو يوافق كلام والده ليتحدث دارك من جديد
" طائرتك بعد ساعة "
وقف سيب دون كلمة و توجه لحمل أغراضه، لتنظر أمارا نحو دارك فهي أرادت إبعاد سيب هاته الفترة بسبب خوفها من فقدانه و كان هذا الحل الوحيد
كانت إيمي تجلس بغرفتها بقصر جديها و هي تقرأ أحد المجلات ليرن هاتفها
" اني حبيبتي "
" إيمي سيب سيسافر "
" ماذا؟"
صرخت ايمي و هي تعتدل بجلستها لتضيف أنا
" تعلمين بأمر الشحنة و التحالف الجديد و بما أن بلاك يعتبر الزعيم أبي لم يوافق على بعثه لذلك.."
" بعث سيب بدلا عنه"
" متى سيرحل؟"
" لقد توجه إلى المطار قبل قليل، لم يرد اخبارك لكي لا تحزني "
سقطت دموع ايمي و هي تسرع نحو سيارتها بينما تصرخ
" لن أسمح له بتركي، ذلك الوغد لا يمكنه الذهاب "
اغلقت الخط و توجهت بسرعة الى المطار و ظلت تبحث عنه بينما كان سيب ينتظر الطيار الخاص به و هو يتكئ على الكرسي مغمضا عيناه ليرن هاتفه
" اني حبيبتي ما الأمر؟"
" ايمي"
" ما بها؟"
صرخ بقلق و يستمع لأخته التي بدأت تتحدث بسرعة
" إنها في طريقها إلى المطار "
" ماذا؟ لا.. لا .."
أقفل و وقف من مكانه يبحث عنها، كانت إيمي بالجهة الأخرى تبحث عنه و هي تلعنه و تبكي و سيب يبحث بالجهة الأخرى و هو يلعن ليلمح شيءا من بعيد و فجأة ظهر وجه ايمي أمامه ليبلع ريقه و هو يقترب منها.
سمع كلاهما إعلان الطيار باسمه لتنظر له بترج و هي تنفي برأسها ليغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و هو يحاول السيطرة على أعصابه قبل أن يمر بجانبها و يمسك بيدها ليهمس دون أن يستدير
" أحبك طفلتي "
ثم اكمل طريقه دون توقف لتسقط على الارض و هي تبكي و تتابع رحيله بينما تنظر ليديها التي امسكها.
" لقد غادر حقا "
بالشركة
دخلت إيما مكتب كلاي الذي كان يلعب بهاتفه لتقول
" بلاك يخونني "
ضحك كلاي بقوة و هو لا يزال يكمل لعبه ثم نظر لها ليجدها على حالها ليقول بعدم تصديق
" تتحدثين بجدية ؟"
" عثرت على قلادة بخزانته "
" اذا؟"
" اذا ماذا ؟ اللعين لا يضع قلادة غير تلك التي بها خاتمي بعنقه، و هذه يخفيها "
" ذكاء إيما تحرك أليس كذلك؟"
تحدث كلاي بسخرية و هو يضع هاتفه لتقول ايما بجدية
" اللعنة هذا مزعج.. منذ أن عثرت على القلادة و انا لا أتوقف عن التفكير "
صمتت و نظرت له لتسأل بسرعة
" هل كان لتلك التي لا أريد نطق اسمها قلادة ناعمة على شكل شمس "
" تقصدين غلطة حياتي و شمس لا عزيزتي كلتاهما لا يتوافقان لذلك لا .. هي تفضل الأشياء الباهرة "
أجاب كلاي بثقة لتتنهد براحة و هي تجيبه
" حسنا على الأقل هذا جيد "
فتح كلاي عينيه فجأة ليقول بتساؤل
" هل قلت على شكل شمس؟"
" اجل هل تعرف صاحبتها؟"
ضحك الاخر بقوة و هو يومىء ليقول بثقة
" اعرفها اكيد أفعل إنها حب بلاك الأول"
" ماذا؟"
تمتمت إيما بعدم تصديق فعلى ما يبدو أن قصة حب بلاك الأول حقيقة
" اوه أجل عزيزتي"
" من هي هاته؟"
" إنها الشخص الذي انقذنا من ذلك المكان الذي حبسنا به، حرفيا هي ساعدت بلاك و هو ساعدني"
" لماذا لا يزال يحتفظ بقلادتها بعد كل هاته السنين"
تمتمت ليرفع كلاي كتفيه بعدم اهتمام. ظلت تفكر كثير ثم توجهت لمكتب بلاك لتفتح الباب بغضب و هي تقول بسرعة
" هل تحبها ؟"
" ماذا؟ من؟"
رفع بلاك رأسه ينظر لها بعدم فهم لتضع يدها على خصرها و هي تجيب
" صاحبة القلادة، تلك التي ساعدتك انت و كلاي سابقا "
" طبعا أفعل"
تحدث بلاك بثقة و هو ينظر لغضبها و صراخها لتمرر ايما يدها على شعرها بعصبية و هي تتمتم
" يجيب بثقة أيضا عاهر لعين "
" ما الأمر ما بك؟"
قال بلاك و هو يقف من مكانه لتصرخ بغضب و هي تشير له بتوعد
" لا تتحدث معي اتسمع "
خرجت من المكتب و هي تلعن فخرج وراءها ليلتقي بكلاي الذي كان يتكئ على الحائط ليقول بهدوء عند رؤيته لبلاك المنصدم
" إنها غاضبة"
" ما بها؟ لا أفهم "
" لقد علمت عن القلادة.. لقد اخبرتها "
قال كلاي و هو يمضغ علكته مقتربا من بلاك الذي سأله بعدم فهم
" اذا لماذا أصبحت غاضبة؟"
صمت الاثنين قليلا لينظر بلاك نحو كلاي و هو يقول
" اللعنة انت لم تخبرها أليس كذلك ؟"
" ممم.. هل تقصد امر أن القلادة تخصها.. لا لقد قررت الاحتفاظ بذلك الجزء لنفسي "
ضحك كلاي باستفزاز ليقترب منه بلاك بغضب
" وغد لعين"
" لقد نسيت ماذا هناك؟"
قال كلاي ببراءة ليعض بلاك شفته السفلية بقوة يحاول السيطرة على أعصابه ليقول
" ابتعد من أمامي قبل أن انسى أيضا امر المعاهدة اللعينة"
" كما تريد عزيزي"
لوح كلاي لبلاك و لحق بإيما، كانت ايما تمشي و هي غاضبة و فجأة لمحت كلوديا لتتوجه لها و تمسكها من شعرها لتصرخ كلوديا بألم و لكن سرعان ما أمسكت شعر ايما ايضا، ليعم الصراخ برواق الشركة فأسرع الجميع إلى هناك بهدف معرفة ما يحصل
كان بلاك يبحث عن ايما ليلمح العديد من الأشخاص مجتمعين حول شيء ما فوق من بعيد ينظر بعدم تصديق ليلاحظه كلاي الذي كان يشجع إيما بكل حماس ليشير إلى بلاك
" تعال بلاك أسرع "
قلب الآخر عينيه بعدم اهتمام و هو لا يجيبه ليسرع له كلاي و هو يقول بحماس
" تعال لنشجع ايما مع بعض "
" ايما؟"
" أجل ايما"
رمش بلاك و نظر لتجمع الناس ثم أعاد نظره نحو كلاي ليسأل بعدم تصديق
" زوجتي ؟"
" و هل ستكون زوجتي مثلا اكيد زوجتك'
"اللعنة الملعونة "
قال بلاك و هو يتوجه وسط الجميع محاولا معرفة ما يحصل ليجد ايما و كلوديا ممسكتين يشعر بعضهما البعض ليسرع بلاك واقفا خلف ايما و هو يزيل يد كلوديا من شعر إيما التي ظلت تمسك شعر الأخرى
" برافو "
صفق كلاي بحماس و هو يشاهد بلاك الذي عوضا عن تفرقيهم أبعد يد كلوديا عن شعر زوجته فقط تاركا إياها تفعل ما تريد لتقول كلوديا بألم بسبب شد ايما على شعرها
" بلاك ما الذي تفعله ؟"
" لما تلمسينها و اللعنة؟"
صرخ بلاك بغضب لتقول بألم
" هي من بدأت.. اااه "
" بلاك "
نظر بلاك لكاي و ايريس الواقفان ايضا يتفرجان بهدوء ليقول كاي بثقة
" ايما لم تكن بحاجة لمساعدة ثق بي"
" اااه "
استدار الجميع لصراخ كلوديا ليجدوا ايما على حالها تنتفها مستغلة إمساك بلاك ليدها لتضحك ايريس بقوة قائلة
" بلاك أبعد زوجتك قبل أن تزيل آخر شعرة برأسها
" ايما"
قال بلاك بهدوء لتصرخ الأخرى بغضب
" ماذا؟"
" هيا بيبي ابعدي يديك من شعرها "
نظرت له بغضب و هي تجذب رأس الأخرى للاسفل ليتنهد بعدم تصديق و هو يردد
" هيا ايما الجميع ينظر "
اقترب كلاي يحمل بيده محرمة يقول لايما التي أبعدت يدها عن شعر كلوديا و أزالت يدي بلاك عن كلوديا مباشرة
" تفضلي عزيزتي قد تنتقل لك بعض الجراثيم جراء لمسها"
" اععع"
أمسكت ايما المحرمة تمسح يدها ليقول كلاي بجدية
" بلاك المؤنث علينا تعقيمك بأسرع وقت ممكن "
" أجل أجل "
وافقته و هي تلحق به ليحرك بلاك رأسه بعدم تصديق و هو يلحق بهما ليقول قبل ذهابه
"اذا حصل و وجدت ما حصل اليوم على الانترنيت ساحاسب الجميع بدون ان اسأل عن الجاني "
اومئ الموظفين قبل مغادرتهم لتنظر له كلوديا و كأنها تريد استعطافه ليتجاهلها و هو دخل مكتب كلاي الذي كان يضع المعقمات أمام إيما و هي تمسح يدها بجدية
" هل جننتم؟"
نظر له الاثنان، لتتذكر ايما أمر القلادة فوقفت مغادرة دون إجابته. تنهد بلاك و هو يغمض عينيه ليضع كلاي كأس مشروب أمامه
" لم تخبرني إلى الآن ما سبب وقوفك مع كلوديا كل هاته السنوات؟"
تنهد بلاك و هو يشرب كأسه جرعة واحدة ليقول بجدية
" الجاسوس الذي كان يفشي بأسراره سابقا إلى الألمان هي كلوديا. أردت ابعادها عنك فقط "
رمش كلاي بعدم تصديق و هو يستمع لما قاله بلاك.
بالجهة الأخرى كانت كلوديا تتحدث على الهاتف لتقول بغل
" تخلص منها بأسرع وقت ممكن "
مر يومين كاملين و لا أحد منهم يتحدث مع الآخر أبدا يلتقيان بالقصر يتجاهلها و تفعل المثل و يحدث نفس الشيء بالشركة. معرفة أن له حب أول شيء يزيد الطين بلة فقط و لا يصلح شيء.
خرجت إيما من منزلها صباحا كعادتها لتشعر بشيء غير طبيعي. كان بلاك بالشركة بوسط اجتماع ليرن هاتفه كان سيغلق و لكن رؤيته لاسمها جعله يجيب
" بلاك.."
" انا باجتماع لنتح.. "
" بلاك فرامل سيارتي لا تعمل"
قالت ايما بنبرة خائفة، وقف من الكرسي بسرعة ليسقط الكرسي أرضا، كما سقط قلبه ارضا عندما سمع ما قالته ليخرج دون انتظار دقيقة و هو يردد
" أين أنت؟"
" في طريقي إلى الشركة"
كان يركض حرفيا برواق الشركة محاولا الوصول إلى سيارته ليقول لاوسكار
" اوسكار اتصل ببيتر، أخبره أن يخلي الطريق أمام إيما "
اومئ الآخر و اتصل ببيتر ليسمع صرخة ايما من الجهة الأخرى
" إيما، تحكمي بالسيارة اتوسل لك "
" لا تقفل الخط، انا خائفة لا يمكنني السيطرة عليها"
" حسنا أنا بالطريق حاولي السيطرة على السيارة إلى أن أصل، ايما اتوسل لك ركزي جيدا و حاولي السيطرة عليها"
صدرت شهقة من فم ايما ليغمض بلاك عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأته نفسه لتتحدث
" بلاك انا خائفة "
لا تخافي يا قلب بلاك، انا هنا و لن أسمح بأن يصيبك شيء"
وقفت سيارة بلاك بالطريق لتلمحه ايما من بعيد فصرخت و هي تحاول السيطرة على سيارتها و ابعادها
" بلاك ابتعد اتوسل لك"
صرخت ببكاء عندما استوعبت ما يريد القيام به ليقول بثقة
" ثقي بي، لا تقلقي "
" أرجوك بلاك ابتعد "
أغمض بلاك عينيه و نظر لسيارة ايما التي صارت قريبة ليهمس لها
" أحبك Мой ангел -ملاكي-"
" لا لا لااا"
صرخت و هي تشعر بسيارتها تضرب خاصة بلاك بقوة، لتحاول جاهدة فتح عيناها و لكن لا شيء لتسقط دمعة من عينيها و هي تغيب عن وعيها
- ليس لكل قصة حب نهاية سعيدة، فبعض القصص تنتهي بالرغم من وجود حب بين الطرفين -
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro