Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

29

الإنسان دون شخص يحبه لا يمكنه العيش. و لكن ما هو الحب من الأساس؟ كيف نعرف بأننا قد وقعنا بالحب و ليس مجرد إعجاب؟

حين تفكر بشخص ما و تتألم و تستاء لبعده فهذا هو الحب. حين تبكي من أجل شخص ما فهذا هو الحب. حين تشتاق و تحن لشخص ما فهذا هو الحب.

قد يكون الحب موجعا أكثر من كونه مداويا و لكننا نفضل الألم لحد الجنون و البكاء لحد الاكتفاء عوضا عن البقاء بحسرة الحبيب طوال حياتنا.

من احب سابقا سيكون قادرا على الشعور بكل المشاعر التي ذكرتها سابقا و لكن من لم يفعل فسيكون قادرا على الشعور بكل كلمة حتى و لو لم يختبرها من قبل.

الحب ليس مجرد كلمة أو شعور بسيط بل هو شيء أكبر و أسمى، هو شيء لا يمكننا تقديره بثمن، هو فقط شيء ستستطيع الشعور بجزء منه حتى من مجرد سماعك لقصص حب أشخاص أخرى.

الحب يؤثر على الجميع، العاشق و الغاضب، و التعيس، و الحزين، و السعيد، و المغدور، و الفاقد، و المفقود .. فقط هكذا بدون سبب، هو يؤثر علينا حتى لو رفضنا.

اذا، هل وقعت بفخ الحب من قبل؟ ام هل تريد أن تقع به؟ فكر جيدا فالمعنى الآخر للحب هو الألم و الحنين إن كنت قادرا و مستعدا لذلك فهنيئا لك فليس الجميع قادر على تحمل ذلك.

فهذا كان حال بلاك الذي وجد نفسه قد أحب إيما بطريقة تملكية، جنونية و لكن بسبب انتقامه خسر فرصة بقاءه مع من يحب، فمن جهة هي قريبة كالهواء المحيط به و من جهة أخرى هي بعيدة كحلم بليلة قمرية.

" أقفل فمك اللعين "

تمتم بلاك بغضب و هو ينظر لكلاي بنظرات قاتلة حرفيا، و كأنه يريد خنقه بيديه ليرتاح منه. لكن الآخر ضحك بسخرية و هو يرفع كلا حاجبيه أمام بلاك بكل استفزاز ليقول بينما يشير باصبعه السبابة بين بلاك الغاضب و كلوديا الشاحبة ليقول بسخرية

" و لماذا ساقفل فمي اللعين؟ هل ذكر ما قمت به بالماضي يزعجك؟ ام خيانتك لصديقك مع زوجته هو ما يزعجك اكثر؟ "

وضع كلاي يده على ذقنه و كأنه يقوم بالتفكير و هو يطالع بكل استفزاز بلاك الذي كان يحرك رأسه يمينا و يسارا بغضب حيث كان يصدر صوت طقطقة عظام رقبته ليضيف كلاي و كأنه وجد الاجابة و هو يصفق بيديه بمرح حقيقي معجبا بنفسه و بما يقوم به الآن

" علمت ما الذي يزعجك "

نظر له بلاك بنفس الملامح الباردة و القاسية ليستدير كلاي إلى إيما التي لا تزال متصنمة مكانها بسبب اخر كلام سمعته و الذي كان اخر شيء تتوقعه. ابتداءا من صداقة بلاك و كلاي إلى خيانة بلاك و كلوديا لكلاي لتخرج من شرودها على صوت كلاي الذي قال بنبرة أعلى و متحدية

" يزعجك معرفة زوجتك العزيزة الحقيقة diablo أليس كذلك؟ لا تخبرني بأنها لا تعلم عن ماضيك؟ ماذا عن سبب اعطاك للقب Diablo تحديدا بالرغم من أنك تكون الزعيم؟"

" كلاي "

قال بلاك بنبرة جامدة يريد من الاخر إغلاق فمه الذي فتحه و لا يبدو انه ينوي إغلاقه بأي وقت قريب. و هو يفكر بأنه كلما يخطو خطوة اتجاه إيما يحصل شيء غير متوقع يجعلها تبتعد عنه أكثر

" أعرف اسمي جيدا، ما بال الجميع اليوم مع اسمي من جهة والدي و من جهة انت و العاهرة التي وراءك"

امال كلاي رأسه يسارا ينظر لتلك التي كانت ترتجف، بل كل قطعة من جسدها كانت ترتعش بسبب ظهور كلاي الغير متوقع بالنسبة لها ليقول بمرح مصطنع و هو ينظر لها بقرف واضح

" ألا تزالين تحاولين فتح قدميك لبلاك أم أن الأمر نجح معك أخيرا؟ "

" ماذا؟ بلاك ما اللعنة التي يقولها هذا ؟ ما الذي يحصل هنا بالضبط؟"

صرخت إيما بغضب و جنون بسبب كلمات كلاي التي أشعلت بداخلها غيرة جنونية على بلاك. هي تعترف بأنها تشعر بالغيرة عليه هو و ليس من كلوديا فهي تثق بأن بلاك و لو وقفت أمامه كلوديا عارية كما خلقها ربها لن يؤثر ذلك به، و لكن ما كان يدور بعقلها كان عن الماضي، هل حصل شيء بينهما بالماضي حقا؟

" Мой ангел لا تستمعي لكلامه "

" كيف تريد مني ألا أستمع لكلامه و هو يتحدث عن خيانة و غدر و مع تلك العاهرة تحديدا. يا إلهي "

صرخت ايما بجنون و هي تمرر يدها على شعرها بعصبية على عكس بلاك الذي كان يتحدث ببرود و هدوء غريب و كأن كل ما يدور حوله الان لا يمته بصلة ليضحك كلاي بمرح و متعة حقيقة بسبب ما يراه، فهذه تكون أول مرة يشاهد شخصا يصرخ بوجه بلاك و الآخر لم يقم بإزالة حلقه من مكانه. على ما يبدو أن إيما بالنسبة لبلاك شيء أكبر مما كان يتوقعه فكر كلاي و هو ينظر بين كلا الزوجين.

" هذا ممتع حقا "

" أخرس انت "

قال كل من بلاك و إيما بنفس الوقت و هما يطالعنا كلاي بنظرات نارية ليرمش الآخر بعدم تصديق و هو يرفع يديه في السماء كعلامة على استسلامه ليضيف بلاك بكل هدوء و هو يقترب من ايما التي كانت تعقد يديها على صدرها و هي تنظر له بنظرات لو كانت تستطيع قتله لكان ميتا منذ مدة طويلة.

" لنتحدث لوحدنا بمكان آخر Мой ангел "

" لن نتحدث بأي مكان آخر، و لا تقل Мой ангел أمامي فهذا يزعجني الآن، انت.. "

أجابت ايما من بين أسنانها المبشورة بغضب ليقاطعها صوت سيب الذي كان يقترب منهم و هو ينظر للجميع بعدم فهم

" أبي ينادي الجميع إلى الداخل "

لم يجبه أحد ليرفع حاجبه و هو يشاهد النظرات المشتعلة بين الموجودين أمامه ليقول بشك

" ما الذي يحصل هنا ؟"

" اسأل أخيك "

قالت إيما و هي تتحرك عائدة إلى داخل قاعة الاجتماعات من جديد ليزفر بلاك بغضب قبل أن يقوم بتمرير يده على وجهه محاولا السيطرة على أعصابه فكلاي قام بفتح أحد أبواب الماضي الذي لا يريد بلاك لايما بمعرفته، ليسمع صوت سيب الذي لا يزال لم يفهم اي شيء

" أخي؟"

" ليس الآن سيب "

قال بلاك ببرود و هو يدخل خلف تلك التي دخلت القاعة و هي تطرق بكعبها الأرض بقوة و كأنها ستقوم بحفر مكان مرورها لينظر سيب لكلاي الذي رمش بعينيه بكل براءة قبل أن يرفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يقول مجيبا إياه

" قالت أسأل أخيك و انا لست أخيك "

" وغد "

تمتم سيب من تحت أنفاسه بسخط بسبب استفزاز كلاي الذي ضحك و هو يومىء برأسه و هو يجيب بثقة

" أجل عزيزي أعلم "

بينما يتجه إلى الداخل أيضا ليلمح سيب كلوديا الشاحبة تتوجه خلفهم إلى القاعة ليضحك بسخرية و هو يعترض طريقها ليقول باستفزاز

" إلى أين ؟"

" لقد قلت بأن العم دارك يريد الجميع بالداخل "

قالت بثقة بالرغم من شحوب وجهها و خوفها الظاهر للغاية ليحرك سيب رأسه بعدم تصديق و هو ينظر لها ليقول بتهكم

" و هل انت لك علاقة بالعائلة لتدخلي الإجتماع؟"

رمشت بعينيها بغضب و هي تتذكر ما حصل قبل ظهور كلاي لتعض شفتها بغيض قبل أن تتحدث بغضب واضح

" كان ذلك يجب أن يكون مكاني أنا و ليس هي "

رفع سيب حاجبا و هو ينظر الى كلوديا من فوق الى تحت بكل برود ليقول باستفزاز

" من اين لك كل هذه الثقة يا امرأة؟ هل تتوقعين بأن مساعدة بلاك لك تجعلك مميزة ؟"

عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده ليبتسم بمكر و هو ينفي برأسه و يضيف بكل بثقة

" لمعلوماتك فقط هناك من يعرف حقيقة قصتك مع كلاي، و ليس الخرافة التي يعرفها بلاك "

شحب وجه كلوديا كليا هاته المرة و هي تستمع إلى كل كلمة يقولها سيب فإذا كان هناك حقا أحد يعرف حقيقة ماضيها مع كلاي اذا لن يأخذ الوقت كثيرا ليعلم بلاك الحقيقة أيضا و بهذا كل ما خططت له منذ سنين سيذهب أدراج الرياح

" ما..ماذا؟ عن أي..أي حقيقة تتحدث انت؟ أنا ظلمت بسبب ك..كلاي.."

رفع سيب يده أمام وجهها كعلامة على جعلها تصمت ليقول بملل و هو ينفض غبارا وهميا من فوق سترته الزرقاء ليجيبها بملل

" هذا الفلم السينمائي قومي بتمثليه على غيري لا وقت لي لاضيعه على الاستماع لسخافاتك "

استدار يتوجه إلى الداخل أيضا كما فعل الآخرين سابقا تحت نظرات كلوديا المنصدمة كليا ليقول سيب ببرود دون الاستدارة الى الوراء حتى

" يفضل أن تنادي والدي بالسيد روجر، كلمة عمي شيء يتعلق بالعائلة و أنت لم و لن تكوني منا أبدا "

فتح الحارس باب قاعة الاجتماعات أمام سيب الذي دخل بشموخ بدون انتظار اجابتها لترتجف ساقي كلوديا الذي اختل توازنها بسبب ما حصل معها منذ قليل لتتوجه إلى المصعد و تغادر الشركة بأكملها.

بداخل القاعة، كان الجميع يجلس بمقاعدهم ينظرون لتلك التي تضع قدما على الأخرى و هي تحرك قدميها بعصبية بينما يديها معقودتان على صدرها و ملامح وجهها تظهر و بوضوح غضبها و استياءها ليتحدث كلاي مقاطعا ما يحصل

" هيا بلاك المؤنث، أوقفي تمردك فنحن بحاجة لإتمام الاجتماع"

" لا تناديها هكذا و اللعنة "

قال بلاك من بين أسنانه المطبقة بغضب و هو يطالع كلاي بنظرات نارية ليبتسم الآخر بوجهه بكل استفزاز قبل أن يتحدث من جديد

" هل اناديها كلاي المؤنث مثلا؟"

" افعلها لازيل لسانك من حنجرتك نهائيا "

أجابه بلاك ببرود غريب ليضحك كلاي بكل متعة و هو يشير إلى جميع الموجودين ليقول بثقة بنفسه

" هناك معاهدة سلام بيننا عزيزي، و أهم شروطها كانت عدم قتلي"

" و من الذي تحدث عن قتلك، تحدثت فقط عن إزالة لسانك من مكانه عزيزي "

قال بلاك ببرود يضغط على كلمة عزيزي بالاخير بينما كان يقرب علبة سلاح ايما منه ليفتحها و يطالع المسدس الذي أهداها جده بإعجاب. لينظر كلاي لوالده الذي كان ينظر للاثنين بعدم تصديق فكلما التقيا يحصل هذا

" ايغور عزيزي هل هذا مسموح به ؟"

نظر ايغور لابنه ليزفر بملل قبل إجابته بهدوء

" لا تناديني ايغور بل والدي أيها اللعين، و أجل مسموح به لأن المعاهدة كانت تحرم القتل لا التعذيب "

ارتسمت ابتسامة شيطانية على بلاك الذي كان يتسمع لما يقول ايغور لكلاي الذي زفر بملل قبل أن يستدير لبلاك من جديد و هو يقول بنبرة حازمة

" لا يسمح بإيذاء كلاي دوستوفيسكي بأي شكل من الأشكال اضيفوا هذا للمعاعدة "

همهم بلاك بسخرية دون النظر له حتى.

اغمض بلاك عينيه بقوة قبل وضع يده فوق ساق إيما التي لا تزال تحركها دون توقف ليقترب منها قليلا قبل ان يهمس لها

" أخبرتك سنتحدث فيما بعد، توقفي عن الغضب "

رفعت ايما حاجبها و هي تنظر ليد بلاك التي فوق ساقها لتضرب يده كاشارة ليرفعها عنها و هي تجيبه بتهكم

" لا تلمسني، أشعر بأنك ملوث حقا "

نظر لها بلاك بعدم تصديق ليقول ببرود

" ملوث من مجرد سماعك بأنني لمست امرأة أخرى "

" أجل بيبي فأنا لا أحب المشاركة، اما لي أو لقبرك غير ذلك لا تلمسني من جديد "

قالت بثقة و هي تحرك كرسيها بعيدا عنه كطفلة تشاجرت مع صديقتها بالفصل ليرمش الآخر بعدم تصديق بسبب إجابتها

" زوجة ابنك قوية يا دارك "

قال ايغور بإعجاب و هو ينظر لدارك الذي ابتسم باتساع فحقا إيما قوية بشخصيتها المختلفة عن الجميع، و أهم شيء بشخصيتها هو قدرتها على التحكم ببلاك و هذا شيء لا أحد يستطيع إنكاره

" أعلم، إنها فريدة من نوعها حقا "

" انا لست زوجة ابنه.. "

قالت إيما بغضب و لكن فجأة صمتت تفكر بشيء لتصحح قائلة من جديد

" حسنا انا زوجته و لكننا سنتطلق بأقرب وقت و خصوصا بعد ما علمت اليوم، اللعنة أشعر بأنني ملوثة بسببه "

قالت بغضب واضح و هي تطالع بلاك بنظرات قاسية ليقلب عينيه بقوة على تصرفها و قبل أن يتحدث ضحك كلاي بقوة مجيبا عوضا عن بلاك بكل هدوء

" يا إلهي، هذا ممتع حقا، منذ أن تعرفت عليك بلاك المؤنث و انت تريدين الطلاق و مع الأسف الشديد هذا مستحيل خصوصا بعد القسم الذي أخذته "

" اسمي ايمانويلا و اللعنة لا تقل بلاك المؤنث أو ساجعلك تندم، و انا أفعل ما يحلو لي لا يهمني قسمك ذلك تستطيع وضعه ب.."

كانت إيما تتحدث بصراخ و هي تقف أمام طاولة النقاشات الكبيرة وسط قاعة الاجتماعات بينما كلتا يديها فوق الطاولة معززة وقوفها و لكن سرعان ما قاطع كلامها تلك اليد التي وضعت على فمها تمنعها من إتمام ما ستقوله وسط الجميع.

نظرت إيما ليد بلاك التي فوق فمها لتقوم بعض كف يده مما جعله يرفع حاجبه و ينظر لها بكل برود ليقول بهدوء مستفز

" اخرسي قليلا و اجلسي مكانك "

فتحت عيناها بصدمة و هي تنظر له لتضرب يده التي على فمها فازالها و هو يمسكها من يدها معيدا إياها فوق الكرسي خاصتها لتدير وجهها للجهة الأخرى لكي لا تنظر له. زفر بلاك بغضب و قلة حيلة و لكن سرعان ما انتبه أن الجميع يحاول السيطرة على ابتسامته بسبب العرض الذي يقوم به كلا الزوجين.

" احممم، حسنا. اليوم هو أول يوم من معاهدة السلام بيننا و بين عائلة دوستوفيسكي و الروس بأكملها و بما أن الجميع لديه خبر مسبق بالقواعد أريد من كل لعين منكم إتباعها فلا وقت لدي حقا لفض الشجارات بينكم "

قال نيك بنبرة جامدة منبها الجميع لترمش ايما بتفاجىء لأن هذه المرة الأولى التي تشاهد بها نيك بكل هاته الجدية

اومئ الجميع بهدوء ما عدا بلاك و كلاي اللذان كانا ينظران إلى الفضاء و كأن الكلام لا يمسهم و لا يعنيهم بشيء ليقول نيك من جديد و هو يشير لهم

" الكلام كان موجها لكلاكما تحديدا "

" انا لم أسمع اسمي اعتذر "

قال كلاي ببراءة و هو يرفرف عينيه أمام نيك الذي حرك رأسه بعدم تصديق لينظر بعدها لحفيده الذي حرك كتفيه بعدم اهتمام.

عم الصمت المكان ليقف كلاي و هو يعدل ستره بأناقة و هو يقول

" هل انتهينا؟ يجب أن أذهب "

اومئ نيك برأسه لكونه الأكبر سنا بين الجميع و الأقدم يتم أخذ الإذن منه، لتنظر إيما لكلاي بعدم تصديق فهي قد وقعت المعاهدة بسبب ما سيخبرها به و لكنه يتصرف و كأنه لم يعدها بشيء

" كلاي، اوصلني بطريقك "

قالت إيما و هي تقف من مكانها بسرعة ليقول بلاك بنبرة جامدة

" ماذا؟ ماذا؟"

اخفضت بصرها لزوجها الذي لا يزال يجلس مكانه متذكرة بأنها وسط بلاك و عائلته التي لا تريد لهم أن يعلموا سبب توقيعها المعاهدة.

كان نظر الجميع حرفيا مسلطا عليها و من بينهم كلاي الذي لم يستوعب سبب طلبها لتقول بنبرة كاذبة

" نحن أصدقاء الآن؟"

" حقا بيبي؟ منذ متى؟"

أجاب بلاك بكل سخرية لتنظر حولها إلى الجميع الذين كانوا ينفون برؤوسهم لها و لكن هذا لم يمنعها من إكمال كلامها قائلة بثقة

" لقد كانت معاهدة سلام هاته التي قمنا بها الآن مما يعني أن كلاي صار الآن صديق "

نفى كلاي برأسه بثقة ينفي ما قالته عندما نظرت له لتلعنه بسرها قبل أن يتحدث بلاك و هو يقف من مكانه مغلقا أزرار سترته السوداء بفخامة

" هذا لا يعنيك حقا، انتِ بكلا الحالتين لا علاقة لك بكلاي "

كان ايما تود الضحك بسخرية على ما قاله فهي على علاقة بكلاي حقا لأنه يكون قريبها بالحقيقة مما يعني أن كلاي صار جزءا من حياتها حتى لو لم تكن تريد ذلك

" انت بالذات لا تتحدث عن علاقتي بالآخرين انا لم أغفر لك شيء و بالأخص آخر شيء سمعته "

قالت إيما ببرود و تحد و هي تنظر لداخل عيني بلاك التي صارت اغمق بسبب الغضب لتحمل حقيبتها و هدية نيك متوجهة إلى الخارج ليمسك بها بلاك من ذراعها

" أخبرتك بأننا سنتحدث "

تألمت بسبب ضغطه على يدها و لكنها لم ترد إظهار ذلك لتنفض يدها من خاصته و هي تنظر له بتحد لتقول بهدوء على عكسه

" أخبرتك بأنني لا أريد التحدث معك "

توجهت إلى الخارج و هي ترفع رأسها لفوق بغرور مهنئة نفسها على ما قامت به و هي لا تعلم بأنها قد ايقظت شياطين بلاك بسبب عنادها

نظر كلاي لصمت الجميع ليتوجه إلى الخارج بهدوء و لكن سرعان ما توقف عند سماع صوت بلاك البارد من الخلف

" ما علاقتك بزوجتي؟"

استدار كلاي يرفع حاجبه بسخرية و هو يستمتع بغضب بلاك ليقول بنبرة جامدة كليا

" انظر للقدر انت رحلت مع زوجتي منذ خمس سنوات و الآن زوجتك تريد الرحيل معي، أليس هذا ما يسمى بالعدالة الإلهية "

تحدث كلاي و هو يرفع يديه بالسماء بشكل مسرحي ليحمل بلاك مسدسه موجها إياه إلى ذلك الذي لم يتحرك من مكانه حتى

" أطلق، هيا افعل. هذا ما يحتاجه الأمر لتبدأ الحرب عزيزي "

غمز كلاي بلاك باستفزاز عند إنهاء كلامه ليقول دارك ببرود و هو ينظر لابنه الذي قد أطلق شياطينه

" بلاك أنزل سلاحك "

نظرات بلاك كانت لا تزال متوجهة إلى كلاي ليفتح زر الامان من مسدسه فوقف الجميع بسبب ذلك ليكرر دارك بنبرة أعلى

" بلاك أنزل سلاحك اللعين حالا "

" لا داع لذلك عمي انا ساغادر "

قال كلاي و هو يلوح للجميع ليخرج من القاعة و لكنه سمع صوت إطلاق النار خلفه ليحرك رأسه بعدم تصديق و هو يردد

" لا يزال مجنونا "

بالقاعة كان بلاك قد أطلق على الحائط ليضرب كرسيه إلى الخلف بغضب و هو يصرخ بغضب، بسبب كل ما يحصل حوله فهو و لأول مرة خائف من شيء و الذي يكون ابتعاد ايما عنه.

هذا ما يسمى بسخرية القدر، بعد أن كان السبب بدمارها و خراب حياتها ها هو يعاني لفقدانها و لا يعلم طريقة لإصلاح ما قام به

وقف كلاي أمام سيارته يطالع بصدمة تلك التي تتكىء على باب السيارة بانتظاره ليقول بصدمة

" هل جننت بلاك المؤنث؟"

" انت ستخبرني عن علاقة تلك العاهرة بزوجي اتسمع؟"

قالت إيما بثقة و هي تنظر لكلاي الذي تنهد بملل و هو يتوجه لسيارته ليقول بعدم اهتمام و هو يفتح باب السائق

" اذهبي لزوجك اسأليه "

فتحت الباب المجاور لسيارة و جلست بجانبه لتقول بعدم اهتمام بينما تضع حزام الأمان

" لو كنت أعلم بأنه سيجيب حقا لما وجدتني هنا "

رفع كلاي كلا حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بعدم تصديق لتقول بملل

" هيا تحرك "

" مجنونة "

بالقصر

بعد أن قضت ايمي الوقت بأكمله تفكر بكلام سيب قررت التحدث مع شخص ما، لعلها تجد حلا لما وصلت له علاقتهم.

مررت يدها على بطنها بحنان و هي تتوجه لتجهز نفسها، فإذا لم تتحرك الآن سيتأخر الوقت و كلاهما يعاني بدون أن ننسى الجنين الموجود بالمنتصف بينهم.

نزلت الدرج بهدوء و هي ترتدي فستانا ابيض عليه بعض الرسوم الملونة، جعل شكلها يظهر تلك الأم الجديدة الموجودة بداخلها، كانت تجمع بين الرقة و الجنون و هذا حرفيا ما هي عليه لتسمع صوت لورين تناديها من الداخل

" ايمي حبيبتي، الن تاكلي شيءا؟"

اقتربت ايمي من جدتها الجالسة على يمين جدها لتعانقها من الخلف و هي تقول بسرعة

" ليس هناك داع، لقد تأخرت "

امسك كارلوس يدها بحنية و هو يقول بجدية، فمنذ أن اتت للعيش معهم و هي لا تهتم باكلها او صحتها و هذا مضر بصحتها و صحة الطفل الذي ينمو بداخلها

" كلي شيءا عزيزتي، على الأقل من أجل الطفل "

اعتدلت بوقفتها لتنظر إلى بطنها و كأنها تعتذر من طفلها الذي يعاني معها بسبب ما يحصل حولها لتسمع جدها يضيف بنبرة مزاح

" نحن لا نريد لسيب روجر أن يصرخ عند باب القصر من جديد لأننا لم نهتم بك "

عضت ايمي شفتها السفلية متذكرة آخر مرة كان سيب هنا، و العرض السخي الذي قدمه للجميع أثناء فترة سكرته. على ما يبدو أن أولاد روجر بحاجة إلى الكحول من أجل الاعتراف عما بداخلهم

" لا تقلق جدي، انا بالأصل سأذهب إلى عند أمي "

" حسنا صغيرتي اوصلي سلامي للجميع "

قالت لورين و هي تضغط بكف يدها فوق يد زوجها الذي كان سيتحدث لينظر لزوجته باستسلام و هو يومىء برأسه.

قبلت ايمي كلاهما قبل التوجه إلى سيارتها محركة إياها نحو قصر روجر و هي مصممة على إيجاد حل لعلاقتها بسيب

بالمقهى

أوقف كلاي سيارته أمام مقهى جميل يطل على البحر، ليستدير إلى تلك التي فرضت نفسها عليه ليجد إيما شاردة بشيء ما بينما عينيها كانت على الجرح بداخل كف يدها ليقول بهدوء

" هيا لقد وصلنا "

رمشت بعينيها مرة و مرتين و كأنها تستعيد نفسها من جديد، لتنظر من نافذة السيارة و تقول بعدم فهم

" لماذا نحن هنا؟"

" أكلهم لذيذ "

قال بثقة و هو يبعد حزام الأمان بينما يفتح باب السيارة مغادرا إياها بهدوء لتحرك إيما رأسها بعدم تصديق على كلاي الذي منذ أن عرفته و هو لا يهتم لشيء آخر سوى طفله و الأكل

فتحت الباب خاصتها لتلحق به مقررة بأن هذا الشخص الذي يسبقها الآن هو مفتاح للعديد من الأسرار التي لا تعلم عنها اي شيء، و الاجمل أن هاته الأسرار عن بلاك و عائلة دوفار.

" سيد كلاي مرحبا "

رحب مدير المقهى بكلاي الذي أكمل طريقه لداخل بهدوء و خلفه ايما التي كانت تمرر عيناها حول المكان بإعجاب، لكونه كان يحمل طابعا تقليديا بشكل مثير للاهتمام

جلس كلاهما مقابل بعض بطاولة بعيدة عن الباقي و تطل على البحر لينظر إلى يساره متنفسا بعمق قبل أن يتحدث

" هذا مقهى ديف المفضل "

" إنه رائع "

أجابته بهدوء و هي تنظر لتغير ملامح وجهه للراحة بمجرد ذكر اسم صغيره و كأن ذلك يبعث طمأنينة بداخل روحه لتضيف بتساؤل

" هل كلوديا حقا زوجتك؟"

استدار كلاي ينظر لها بنظرات فارغة و قبل أن يتحدث وقف النادل امامهما و هو يضع الأطباق فوق الطاولة لتعقد ايما حاجبيها فهي لم تطلب اي شيء

" هذا طلبنا المعتاد انا و ديف، و كلما حضرنا إلى هنا نطلبه حتى ميرا صارت مدمنة عليه "

أجاب كلاي عن ذلك التساؤل الذي مر بعقل إيما، لينتبه فجأة بأنه ذكر اسم ميرا.

تلك المربية التي هي بالحقيقة جزء من حياته أيضا و ليس فقط حياة ديف، فكلما خرج مع ابنه لمكان ما تكون ميرا موجودة.

" انا لست ميرا و لا ديف، إذا لم يعجبني الطبق لن آكله "

قالت إيما بهدوء و هي تحرك شوكتها بين الأرز و اللحم الموجودان بالطبق الموضوع أمامها ليقلب كلاي عينيه و هو يبدأ الأكل بدون اهتمام

بعد ان أخذ كلاهما بعض لقمات من الطبق، قرر كلاي إيقاف هذا السكون الغريب حولهم ليقول ببرود

" زوجتي السابقة "

أوقفت إيما الشوكة التي كانت سترفعها نحو فمها، لتنظر له بصدمة فبالرغم من أنها سمعت ما قيل بالشركة و لكن تأكيد كلاي لذلك من جديد شيء يصدم المرء حقا.

رمشت بعينيها عدة مرات تشاهده و هو يكمل أكله بهدوء، ليضيف بجدية و هو يضع سكينه و شوكته من يديه

" سأخبرك قصة كلاسيكية قصيرة. ما رأيك؟ "

أومأت ايما برأسها و هي تعيد ظهرها إلى الخلف و تواجه نظراته الباردة بأخرى متساءلة ليقول بنبرة خالية من أي مشاعر

" بالجامعة التقيت بفتاة و كانت بريئة و خجولة أو هذا ما ظننته لقد كانت تحوم حولي دائما إلى أن تزوجنا "

حمل كأس النبيذ يحركه بخفة و هو ينظر بترقب إلى ذلك السائل الأحمر الذي يتحرك بخفة بداخل الكأس ليضيف

" كانت حامل بشهرها السابع، أقمت حفلة بمناسبة ذلك ليحضر صديقي و لأول مرة و الذي بدوره كان يعيش خارج روسيا و من هناك تغير كل شيء "

نبض قلب إيما بقوة عندما نطق ما نطق به الآن، و هي تعلم بأن هذا الصديق هو بلاك حتى دون أن يقول ذلك

"اكتشفت بأنها غير ما كانت تظهر لي، اقتربت مني لأنني كنت أغنى شخص بروسيا و والدي زعيم مافيا. و لكن عند ظهور بلاك روجر، اكتشفت بأن عائلة روجر أغنى و اقوى. و بذلك بدأت التقرب منه "

ابتسم كلاي بسخرية و هو يرفع الكأس لفمه مرتشفا منه قليلا قبل أن يكمل

" العاهرة حامل بابني و تغازل صديقي، أليس أمرا مثيرا لضحك؟ "

ظلت ايما صامتة و هي تستمع لما يقال فقط، بينما قلبها ينبض بخوف على أن يكون الرجل الذي أحبته حقا خائن، فهي تستطيع مسامحة اي شيء بالعالم ما عدا الخيانة، فكما يقال من يخون مرة قادر على أن يكون ألف مرة.

خرجت من شرودها على صوت كلاي الذي أضاف بهدوء تام

" لم أشك به يوما لأنني أعلم من يكون بلاك، و كيف هي شخصيته جيدا. و لكن على ما يبدو أن رفضه لها و بروده معها جعل اصرارها يكبر و يصبح هوسا لتحاول قتل طفلي الذي ببطنها "

" ماذا ؟"

صرخت ايما بعدم تصديق فإن كانت كلوديا الآن حقيرة، فهي بالماضي كانت احقر من ذلك. ضغط كلاي على الكأس بكف يده بغضب، فعلى ما يبدو أن الألم الذي شعر به وقتها لا يزال هناك بداخله

" كانت تظن بأن بلاك يرفضها من أجل الطفل، فقررت قتله. العاهرة القذرة "

" يا إلهي "

قالت إيما و هي تضع يدها على فمها بصدمة مما تسمعه ليضيف كلاي بجدية

" بيوم ما، اتت بكل جرأة، لا اعتذر لنقل بكل حقارة و أخبرتني بكل شيء قامت به منذ التصاقها بي الى هوسها ببلاك "

رمشت ايما بعينيها عندما سمعت ما قاله و هي تحاول استيعاب إلى أي حد وصلت دناءة كلوديا و حقارتها ليضيف كلاي مكملا كلامه

" قالت بأنها تكرهني و تحب بلاك و كأنني كنت أموت بها عشقا، الغبية."

قال كلاي باستهزاء لتعقد حاجبيها استغرابا و هي تسأله

" ألم تكن تحبها؟"

" بربك ايما، أكيد لا. نحن لا نحب، هذا القانون نتزوج من أجل ولي العهد و نضاجع من أجل التسلية "

تحدث كلاي و كأن الأمر أبسط من بسيط لترمش الأخرى مرة و مرتين تحاول قول شيء و لكن لا شيء يصدر من فمها ليكمل كلاي بجدية

" كانت تعرف القوانين، لا طلاق مما يعني أنه يجب أن تموت بعد إنجاب الطفل. عندما أخبرتها بذلك ركضت هاربة مني لتسقط من الدرج. لا لحظة لقد رمت نفسها من الدرج و أظهرت أمام بلاك الذي كان يدخل القصر وقتها أنني من قمت بذلك،كل هذا لتحصل على الحماية من عائلة روجر "

" الحماية ؟"

سألت إيما بعدم فهم فالعديد من الأشياء جديدة عليها ليومئ كلاي برأسه بهدوء و هو يشرح لها

" لا يمكن لأحد المساس بشخص تحت حماية عائلة أخرى، لذلك هربت من قانون الموت "

" يا إلهي، و ماذا عن ديف؟ لقد قلت بأنها رمت نفسها من الدرج و هي بالشهر السابع؟"

اومئ كلاي من جديد و هو ينظر لها مكملا كلامه بهدوء

" يومها أنجبت طفلي، كانت حالة الاثنين خطيرة و لكن حالته أخطر لأنه لم يكمل نموه تماما، لقد كان صغيرا مثل كتلة لحم زهرية "

أغمض كلاي عينيه لفترة قبل أن يفتحهم من جديد و هو يقول مضيفا

" لم اهتم لها ابدا، كنت اجلس بالمشفى اراقب حالة طفلي الذي تم إنجابه قبل أوانه و آثار السقطة التي أثرت على جسده الضعيف بعد يومين أخبرني أحد الحرس بأن بلاك عاد لبلده و كلوديا غير موجودة لأنها غادرت دون النظر وراءها بعد أن وقعت على طلب الطلاق "

عقدت ايما حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده لتقول بعدم فهم

" ألم تقل بأنها تحت حمايته؟ كيف ذهب بدونها ؟"

" لا تعطى الحماية لشخص فقط لأنه سقط من الدرج عزيزتي، بلاك رحل دون اهتمام فعلمت كلوديا أن مصيرها صار واضحا الا و هو الموت، لم يكن لديها حل سوى الركض خلف بلاك. لا أعلم ما الذي أخبرت به بلاك و لكنه ساعدها بل يحميها مني في حين أنني انا من كنت بحاجة للحماية و ليس هي "

ظلت ايما ساكنة و هي تفكر بالسبب الذي جعل بلاك يأخذ كلوديا تحت حمايته لترمش مرتين عندما سمعت كلاي يكمل بثقة

" لذلك كرست نفسي لطفلي لعلي امحي ذلك السواد الذي دخل حياتي بسبب تلك العاهرة، كان يجب ألا أجعل صغيري يشعر بالنقص أبدا بسبب كون أمه عاهرة "

" لماذا وثقت بأن بلاك لن يخونك معها؟"

بدون أن تعلم ايما كان هذا اول سؤال يخرج من فمها، لم تعلم لماذا نطقت به اصلا و لكن على ما يبدو بأن هناك شيء ما بداخلها يحتاج معرفة الإجابة

" لانه كان هناك شخص بقلب بلاك "

شخص بقلب بلاك ظلت الكلمة تتردد بعقلها عدة مرات و كأنها ترفض السكون لتسأل من جديد

" ماذا تقصد ؟ "

نظر كلاي لعينيها مباشرة قبل أن يجيبها بما صدمها أكثر مما قاله سابقا

" حب بلاك الأول "

بقصر روجر

أوقفت إيمي سيارتها أمام بوابة قصر روجر ليصطف بعدها مباشرة سرب من السيارات السوداء و التي تعلم جيدا بأنها تعود لعائلتها.

نزل سيب من سيارته لينظر لتلك التي تقف أمام الباب تنظر للجميع، ليتعلق نظرها بخاصته. ظل كلاهما ينظر للآخر بصمت و لكن على ما يبدو أن عيونهم كانت كفيلة لتقول ما يخبئه القلب.

" ايمي، صغيرتي "

قال سيزار مقاطعا تواصل الاعين بين كل من سيب و ايمي ليقترب معانقا ابنته التي بادلته العناق دون ابعاد عيناها عن ذلك الذي عاد بسيارته مغادرا القصر مما جعل غصة تعلق بحلقها مفكرة بأنه لا يريد دخول القصر لأنها به.

" لندخل عزيزتي "

قال سيزار و هو يوجهها إلى باب القصر غير منتبه إلى أن عقلها كان لا يزال مع ذلك الذي رحل دون أن يسلم عليها حتى

" قادمة أبي "

قالت بهدوء و هي تختبئ بحضنه بينما يخطوان بداخل القصر خلف الذين سبقوهم بالدخول ليبدأ الجميع بمعانقة و تقبيل ايمي مرحبين بها.

استقامت امارا من جانب دارك متوجهة إلى الخارج ثم اتصلت بسبب الذي لم تلمح دخوله إلى القصر مع الباقي ليجيب عند أول رنة و هو يقول كعادته

" ملكتي "

" سيب، أين انت عزيزي ؟"

تحدثت أمارا بهمس و هي تقف خارج الصالة بينما عيناها تراقب ايمي التي بالرغم من تواجدها وسط الجميع إلا أن لمحة الحزن ظاهرة على ملامح وجهها

" لدي عمل "

" ايمي هنا "

قالت أمارا بجدية و هي متأكدة من أن وجود ايمي سيجبره على القدوم بأسرع ما يمكن و لكنه فاجأها قائلا بكل برود

" أعلم "

" تعلم؟"

" رأيتها عندما وصلنا للقصر "

" و ؟"

كانت أمارا حرفيا على أعصابها من جهة بلاك الذي أخبرها دارك بما قام به بالاجتماع بسبب ايما و من جهة سيب الذي اختفى بسبب ايمي و لا نتحدث عن آنا التي و بالرغم من جلوسها بينهم إلا أن عقلها يكون بمكان آخر

" و ذهبت للعمل "

" سيب !! "

صرخت أمارا بصوت أعلى من الهمس بقليل فهي لا تريد جعل الجميع ينتبه لما تقوم به لتسمع سيب يتنهد بعمق قبل أن يضيف

" لا استطيع يا أمي "

" ما الذي تستطيعه؟"

" لا استطيع تحمل أنها قريبة و بنفس الوقت بعيدة"

" عزيزي .."

" لنتحدث بوقت آخر، انا ابحث عن بلاك الآن "

قاطعها سيب ذاكرا اسم بلاك لتتنهد بقلة حيلة و هي تعيد بإصرار

" سيب "

" أحبك، إلى اللقاء "

أقفل الخط لتمرر أمارا يدها بداخل شعرها متنفسة بعمق، فعلى ما يبدو أنه عندما يتعلق الأمر بالحب يصبح التعامل مع أبنائها بأي شكل من الأشكال

عادت إلى الصالة من جديد و هي تجبر نفسها على الابتسام لتعانق دارك الذي فتح يده لها يدعوها بالجلوس بجانبه ليهمس باذنها

" لن يحضر أليس كذلك؟"

رمشت بعينيها عندما سمعت ما قاله فهي لم تخبره بأنها ستتصل بسيب لتتنهد و هي تنفي برأسها فلا داع لأن تنكر ليقبل جبينها و هو يقول

" لا تقلقي "

" عمي دارك "

قاطع الاثنين صوت إيمي الهادئة الذي نادى دارك فعقد حاجبيه قبل أن يتحدث

" نعم عزيزتي "

" هل يمكن أن نتحدث ؟"

نظر لها الجميع بعدم فهم و لكنها أبقت نظراتها على دارك الذي بالرغم من جهله للامر إلا أنه اومئ لتضيف

" لوحدنا "

رفع دارك حاجبيه استغرابا كما فعل الباقي، فما هو الموضوع الذي ستتحدث به ايمي مع دارك و لوحدهم ليقول سيزار بجدية

" و لماذا لا تتحدثي أمامنا "

" أبي، أريد التحدث مع العم دارك لوحدنا أرجوك "

" و لكن..."

" سيزار يكفي "

قال دارك و هو يقف من مكانه ليمد يده لايمي التي امسكتها و هو يوجهها إلى المكتب غير مهتم لصراخ سيزار من الخلف

فتح الباب لتدخل بهدوء و تجلس على الكرسي الجلدي الموجود هناك ليجلس دارك مقابلها ينظر لها بطريقة و كأنه يحاول أن يدرس بما تفكر به ليقول بهدوء

" بخصوص سيب تريدين التحدث ؟"

رفعت رأسها و نظرت له بهدوء قبل أن تتنهد و هي تومىء له برأسها ليبتسم بحنان قائلا

" يرفض الزواج أليس كذلك؟"

" يرفض الفكرة من أصلها "

أكدت إيمي و هي تشعر بغصة بقلبها فهي لا تريد زواج إجبار فهذا سيقتل الحب بينهم كما أنها لا تريد ألا تتزوج به فهذا أيضا سيقتل الحب بينهم

" انت تعلمين السبب؟ أم تريدين مني أن أعرف السبب ؟"

سألها دارك بهدوء و هو ينظر لها لتنظر ناحيته ببرود قبل أن تنطق

" بسببك "

" ماذا؟"

سأل دارك و هو يعقد حاجبيه بعدم فهم لتعيد من جديد

" سيب يرفض فكرة الزواج بسببك "

رمشت دارك عدة مرات غير قادر على استيعاب ما تقول لتنطق ايمي بما شل حركته

" سيب يعلم بكل ما قمت به مع الخالة أمارا بالماضي"

" كيف؟"

" سيب يعلم قصتك مع أمارا من الاغتصاب إلى زواجكم "

الوالدين يقومون دائما برسم حياة خيالية لاولادهم خالية من كل شيء سيء، و هذا ما قام به دارك و أمارا ليمسحوا ماضيهم السيء أمام أعين اولادهم جاعلين منهم يعلمون بأن أبوه و امهم حب طفولة و تزوجوا و لكن سيب الآن يعلم تلك الحقيقة التي قاموا بذفنها

بالجهة الأخرى رن هاتف بلاك للمرة الألف و لكنه لم يجب على اتصال اي شيء إلى أن وصلته رسالة صوتية من سيب و هو يخبره بأن إيما معه ليتصل به بلاك مباشرة

" أين أنتم؟"

" أهلا اخي، و انا بخير أشكرك لسؤالك "

" أين أنتم و اللعنة "

صرخ بلاك بالهاتف ليتنهد سيب بهدوء و هو يجيبه

" انا بسيارتي حاليا، أخبرني أبي أن أجدك و أمنعك من التهور "

" إيما؟"

" ليست معي لقد.. "

و قبل أن يكمل ما كان سيقول أغلق بلاك بوجهه و هو يوقف سيارته أمام باب منزل إيما الذي تعيش به حاليا ليبدأ الطرق على الباب بقوة و لكن لا إجابة

جلس على الكرسي المتأرجح الموجود بالحديقة لمنزلها ينتظر قدومها غير عابىء لنظرات الجيران الذين يتحركون أمامه

بعد فترة توقفت سيارة أجرة أمام رصيف منزل إيما لتنزل بهدوء، تعلقت عيناها مباشرة بذلك الذي يجلس فوق أرجوحة منزلها و هو مغمض العينين لتتنهد و هي تتحرك بهدوء إلى باب منزلها متجاوزة إياه لا تريد التحدث معه و خصوصا بعد ما سمعت من كلاي

لم تنظر خلفها أو ناحيته مرة أخرى و خطت بهدوء ناحية الباب على وشك الوصول إليه لتجد يدا تمسك بذراعها موقفة إياها و صوت بارد يقول بغضب

" أين كنت؟"

أغمضت الأخرى عيناها و هي تحاول السيطرة على أعصابها فهي حرفيا لا تريد التحدث معه حاليا، هناك الكثير من الأشياء بعقلها و لا تريد التحدث معه حتى تضع النقط فوق الحروف

نفضت يدها من خاصته و بدون النطق بحرف واحد أكملت طريقها إلى الأمام لتشعر بجسدها يتم إعادته للخلف و هو يدير إياها ليصرخ بوجهها بكل غضب

" أين كنت و اللعنة ؟"

شهقت بقوة بسبب صراخه بوجهها فهذا شيء لم تتعود عليه أبدا و شعرت بالالم بسبب ضغطه على يديها لتعقد حاجبيها محاولة السيطرة على الألم و هي تقول بهدوء

" لا يعنيك "

" إيما "

همس بلاك من جديد بغضب كلي لتتنهد بقوة و هي تبعد يديه عنها لتعود خطوة للخلف و هي تعقد يدها على صدرها لتقول مكررة بطل برود

" إنه لا يعنيك حقا، لا شيء بحياتي يعنيك "

" لا يعنيني؟ لا يعنيني؟ هل انت مجنونة؟"

صرخ بلاك بصوت أعلى من الاول لتنظر حولها بصدمة فقد كان الجميع يقف ينظر لهم لتعض شفتها السفلية بكل قوة و هي تهمس له

" الجميع ينظر يا بلاك، لنتحدث فيما بعد "

استدار ينظر للجميع ليصرخ بجنون

" هل هناك عرض سينمائي هنا، ليعد كل لعين الى منزله "

ختم كلامه بتصفيق قوي جعل الناس الموجودين هناك يفترقون كالنمل بسرعة لتمرر الأخرى يدها على شعرها بعصبية و هي تنظر له لتقول

" عد إلى القصر بلاك، لا اريد التحدث معك حاليا "

وضع بلاك يده بخصرها يقربها منه ليقول بثقة بينما عينيه تحوم حول ملامح وجهها

" لا تريدين التحدث معي، هل تعرفين ما الذي انا قادر على فعله من أجلك "

لتبتسم الأخرى بسخرية و هي تبعد عنها لتمسك بذراعه اليسرى ترفعها أمام وجهه قائلة بسخرية

" هل تظن بأن وشم اسمي على يدك سيصلح شيءا؟ هذا ما انت قادر على فعله يا بلاك، بعد كسر قلبي هذا ما قمت به اصلا "

رمش بعينيه و هو ينظر لها ليقول بعدم تصديق

" رأيته ؟"

" منذ يوم المسبح "

" لم تقولي شيء "

عقد حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها فعدم ذكرها للامر بل تصرفها و كأنها لم تراه شيء لم يستطيع فهمه

" لأنه لا يهمني "

" وشم اسمك على يدي لا يهم؟ ما الذي يهم اذا؟"

" لا يهم، بعد ما قمت به بحقي حقا لا يهم و لو وشمته على سائر جسدك، فلو كنت وشمت اسمي بقلبك حقا ما كنت لتفعل بي ما فعلته "

كانت تتحدث ببرود غريب بينما هو يسترجع اليوم الذي اتت للقصر تترجاه ليخبرها بأنه يمزح ليرمش بهدوء و هو يقول بجدية

" انت لا تريدين مسامحتي "

ابتسمت و هي تضع يدها على فمها لتعيد شعرها للخلف قبل أن تخطو ناحيته قائلة بثقة

" أريد و كيف لا أريد "

" اذا ما الحل "

" انت بالنسبة لي وجع، ألم، ذكرى سيئة فقط. أخبرتك بأنك ستعود و ستترجاني يا بلاك "

" انت تنتقمين "

وضعت يدها على خده بينما تنظر لداخل عينيه لتقول بهدوء

" كما فعلت انت الفرق الوحيد هو انتقامك انت كان ظلما لي و ما أقوم به دفاع عن كرامتي "

مرر عينيه و هو ينظر لها قبل أن يخطو للخلف عائدا لسيارته لتظل مكانها تنظر له إلى أن غادر لتعض شفتها بقوة قبل الدخول لمنزلها

ازالت حذائها لتتوجه حافية نحو صورة ماريانا الموجودة على أحد الرفوف. كانت حقا والدتها تشبهها، شيء ظلت تفكر به لسنوات لماذا هي ليست شقراء كايفان و ماث؟ لماذا لا تشبه ألكسندر أو ايزا؟ و لكن بعد رؤية صورة ماريانا اكتشفت السبب، لقد كان واضحا

مرر اناملها على الصورة و كأنها تلمس وجه امها لتنزل دمعة من عينيها و هي تشعر بغصة الفقدان تكبر بقلبها، فقدانها لأن لا تعرفها، شيء مؤلم أقسم بأنه كذلك.

أعادت الصورة مكانها بجانب الكتب ليسقط أحد الكتب فتنهدت و هي تتوجه لحمله لتتفاجىء برؤيتها لصورة بالداخل.

" ما هذا ؟"

عقدت حاجبيها استغرابا و هي تفتح الصورة التي تشمل أربعة أشخاص فقلبتها لتجد عدة أسماء مكتوبة هناك: أدريان، جون، جوليا، فرانك

" من هؤلاء ؟"

تساءلت و هي تمعن النظر بالصورة لتشهق بصدمة عندما تعرفت على جون ليعود عقلها مباشرة إلى ما قاله كلاي سابقا عن أدريان أخ ماريانا و جوليا زوجة جون المخدوعة

" يا إلهي، إنهم يعرفون بعضهم البعض "

حملت الصورة و توجهت إلى الغرفة الرئيسية لتعلقها على الحائط و قامت بأخذ بعض الأوراق لتكتب ملاحظات و وضعتها حول الصورة.

ملاحظة حول أن جون زوج جوليا و عشيق ماريانا، أخرى حول أن أدريان أخ ماريانا، ملاحظة حول جوليا زوجة جون اذا من هذا فرانك، لماذا كلاي لم يذكره.

نظرت للأوراق المعلقة على الحائط لتعلم بأنها على الطريق الصحيح، شيءا فشيءا ستكتشف ما يحصل حولها أو ما حصل سابقا.

ازالت فستانها لتتوجه إلى الحمام، ظلت أسفل الماء الدافئ لمدة بدون فعل أي شيء، فقط تفكر و تفكر من جهة بلاك، من جهة امها، أبوها، كلوي، و الآن كلوديا

توجهت إلى الخارج لترتدي قميص نوم لتستلقي فوق السرير مغلقة عيناها بتعب لا طاقة لها حتى لتضع مرهما فوق الجرح الذي بكف يدها.

بالجهة الأخرى كان سيب سيجن بالبحث عن أخيه بكل مكان ليرن هاتفه

" ماذا هناك؟"

" سيد سيب، الزعيم هنا "

قال الشخص الآخر ليتوقف سيب سيارته وسط الطريق قبل أن يتحدث بسرعة

" حاول قدر الإمكان منعه من الخروج من النادي "

" و لكن.."

حاول الشخص الآخر التحدث و لكن سيب أقفل الخط بوجهه متوجها إلى النادي الليلي الخاص بعائلته ليجد المدير يقف بالباب متوترا ليقول سيب بسرعة

" أين بلاك؟"

" عندما اتصلت بك كنا بالحقيقة نحاول منعه من ركوب سيارته "

" ماذا ؟"

صرخ سيب بجنون و هو يشعر بأنه اليوم يلعب لعبة الاختباء مع بلاك بكل ما للكلمة من معنى ليقول المدير بتوتر

" لقد كان بحالة سكر، و عندما حاولنا منعه من ركوب سيارته صرخ بوجهنا و أطلق النار على قدم أحد الحراس لذلك اضطررت للاتصال بك، و لكنه كان مصرا على الذهاب و لم يستطع أحد الاقتراب منه "

" يا إلهي بلاك بغير وعيه هذا حقا سيء "

تمام سيب و هو يمسح صفحة وجهه ليتصل بوالده و قبل أن يتحدث سمع شيءا جعله يعود لسيارته مسرعا إلى القصر

بمنزل إيما، كانت نائمة لتسمع فجأة أصوات فتح القفل و شتم لتعقد حاجبيها استغرابا و هي تقف من السرير متوجهة إلى الخارج، كان الصوت ات من باب المنزل لتحمل مزهرية صغيرة و هي تفتح الباب.

بمجرد فتح الباب دخل بلاك و هو بحالة سكر يقول بغير وعي

" اووه، كان هذا المفتاح اذا "

قال بلاك ينظر لمفتاح سيارته بتساؤل لتشهق ايما من حالته، أسرعت له حافية القدمين عندما رأته يترنح و على وشك السقوط لتمسك بجسده و لكن ثقل جسده سبب تساقط كلاهما أرضا

وضعت المزهرية من يدها ارضا بسرعة و هي تحرك يدها على وجهه بلهفة و خوف تريد معرفة ما أصابه و هي تردد

" بلاك.. حبيبي.. هل انت بخير؟"

كان مغمض العينين و لا يتحرك فقط يستشعر حركات يدها على وجهه و يستمع بتأن لهمسة صوتها الخائفة عليه و هي تعيد بقلق بالغ

" بلاك اتوسل إليك لا ترعبني، هل انت بخير؟ هيا اسمعني صوتك، هيا بلاكي "

فتح عينيه و اغلقها عدة مرات يحاول العودة لوعيه ليبتسم فجأة هو يرفع يده ليمررها على وجهها القريب من خاصته.

زفرت براحة عند رؤيتها لعينيه التي فتحها أخيرا، و لكن سرعان ما أغمضت عيناها تحت ملمس يديه لبشرة وجهها لتسمع صوته الذي يدل على ثمالته و هو يردد بهمس و كأنه يؤكد لنفسه قبل تأكيده لها

" انا مدمن.. مدمن عليك... لقد أدمنت رؤيتك.. أدمنت معانقتك.. تقبيلك.. رائحتك.. شعرك.. عطرك.. بسمتك... ادمنتك بطريقة سيئة تجعلني أخاف على نفسي من هذا الإدمان..."

صمت للحظة و هو يعيد شعرها خلف اذنها ليهمس مضيفا

" احبك أكثر من الحب حبا... و اعشقك أكثر من العشق عشقا.. لتصبحي بالنسبة لي أكثر من الإدمان ادمانا... بدونك انا لست انا و بفراقك لا أعرف من انا."

نزلت دمعتها و هي تستمع لما قاله ليبدأ البحث بجيوبه عن شيء ما لتنظر له بعدم فهم و قبل أن تسأله عما يبحث فتحت عيناها بصدمة و هي تنظر لما بيده

وضع بلاك بيدها ذلك التمثال الذي اصلحه حيث كان يضعه بعلبة صغيرة و الغراء حول الجوانب المكسورة ليقول بنبرة مفتخرة

" انظري، لقد أعدته كما كان "

رمشت بعينيها عدة مرات و هي تنظر للتمثال الصغير لتهمس بصدمة

" ما.. ما هذا؟"

" أنا اصلحته ايما... من أجلك حبيبتي اصلحته ... أخبرتني أن قلبك مكسور مثل هذا التمثال و ها أنا اصلحته ... أعطني فرصة لاصلح قلبك أيضا أرجوك ..."

" بلاك "

قالت بعدم تصديق ليعانقها و كلاهما لا يزال على الأرض ليغمض غمض عينيه بحضنها و هو يردد بتعب

" اتركيني انام فقط "

" تنام؟ "

" انا لا انام بدونك آخر مرة أغمضت عيني لنوم كان و انت بالقصر "

تحدث بنبرة تعبة مبحوحة صدمتها

" ماذا؟"

" بدون حضنك و رائحتك لا أستطيع النوم جربت رش عطرك على المخدة و لكن الأمر ليس نفسه "

" بلاك "

قالت من بين دموعها لينظر لها بعيون مترجية و هو يقول

" انام قليلا و أذهب حسنا؟"

عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها و هي تقول بهدوء

" لنذهب الى الأريكة هيا "

نظر للأرض ليومئ و هو يتمسك بها متوجها خلفها كطفل تعلم المشي و يلحق بوالدته إلى كل مكان.
جلست تفتح يداها له ليعانقها بقوة بينما يدفن رأسه بعنقها ليقبل نفس البقعة على عنقها كعادته لتظهر ابتسامة على شفتيه و هو يهمس قبل أن يغمض عينيه

" Если бы у моего сердца был пульс, это были бы вы. "

- اذا كان لقلبي نبض فسيكون انت.-

ثم اغلق عيناه لينام بحضنها، ظلت تنظر لتمثال بيدها بصدمة و مشاعر مختلطة، لا تعرف ما الذي يجب أن تفعله بعد الآن لتحرك يدها بشعره إلى أن نامت أيضا.

بعد مرور ساعة تحرك بلاك بعدم راحة بسبب طريقة نومه الغير مريحة ليجد نفسه بمنزل إيما و هي نائمة معانقة إياه لينصدم و هو يحاول تذكر ما حصل و لكن رأسه كان يؤلمه ليقف بهدوء دون ايقاظها. مرر يده على خدها ثم غادر بهدوء

بقصر روجر

دخل بلاك القصر تعبا يضغط على جبينه بسبب الصداع الذي يفتك به ليسرع له سيب من حيث لا يعلم ليقول بهدوء و هو يتجاوز أخاه

" رأسي يؤلمني سيب، لنتحدث فيما بعد "

" لقد وجدنا شخصا يعرف عن جون خوسيه "

توقف بلاك بطريقه و حرك عنقه يمينا و يسارا الى ان صدر صوت طقطقة مخيف ثم استدار ينظر لاخيه و هو يبتسم بشكل غريب. و بدون أن يتحدث أو يسأل عن شيء توجه للقبو.

دخل ليجد والده يضع الكهرباء بجسد الرجل و هو يرتشف من كأسه بهدوء، اما كريس و الباقي كانوا ينظرون لما يحصل بكل هدوء و كأن صراخ الرجل ليس بشيء مهم.

انصدم دارك عندما استدار و لمح بلاك يقف بجانب سيب ليلعن بداخله سيب الذي يرفع كتفيه ببراءة ليقول دارك بغضب

" ألم أخبرك ألا تخبره ؟"

" ظننتك قلت أخبره "

قال سيب و هو يرمش بعينيه أمام والده ليضحك كريس بسخرية بينما تمتم دارك بغضب قائلا

" ساقتلك "

" امي لن تسمح بذلك "

فجأة و قبل التحدث سمع الاثنان صوت حمحمت كريس يقول

" احمم دارك "

تجاهله و لكن كريس أعاد من جديد و لكن هذه المرة سمع الاثنين صرخت ألم قوية من الرجل ليستديرا فوجدا بلاك يمسك الملقط و هو يزيل أظافره من مكانها كليا ببرود ليعقد سيب حاجبيه بقرف بينما دارك قلب عينيه بعدم اهتمام و هو ينظر لابنه المجنون ليقول بلاك و هو يمسح على شعر الرجل بهدوء

" ماذا عزيزي نحن لم نبدأ بعد "

نظر دارك إلى كريس الذي قال ببرود و هو يتابع ما يقوم به بلاك باستمتاع

" حاولت اخباركم و لكنك كنت منشغلا بشتم سيب "

أزال رلاك سترته السوداء و بدأ التعذيب بكل هدوء و حرص كأن ما يقوم به شيء مهم.

" أين العاهر خوسيه ؟"

سأل بلاك بهدوء و هو يزيل جميع أظافر الرجل الذي كان فقط يصرخ بألم ليزفر بلاك برأسه و هو يجيبه ببرود

" آه ليست إجابة "

" إنه مجنون "

تمتم كيفن بهمس لكريس الذي ابتسم باتساع و هو يقول بفخر

" إنه رائع أليس كذلك؟"

ليقلب كيفن عينيه متذكرا بأن كريس يفتخر بجنون بلاك أكثر من الجميع. ليسمعوا فجأة صوت الرجل يصرخ

" لقد عاد، لقد عاد إلى هنا منذ شهر "

استدار الجميع ينظر لذلك الرجل و الذي كان الشخص الذي ساعد ألكسندر عندما قام بتهريب جون خارج البلد ليقول دارك بنبرة جامدة كليا

" إنه هنا "

" اللعنة بلاك "

و قبل أن يتحدث اي احد صرخ مارك بقرف و هو يغمض عينيه ليتوجه نظرهم إلى بلاك الذي ذبح الرجل بكل برود ليرمي السكين أرضا و هو يغادر القبو ليصرخ كاي بالحراس

" خذوه من هنا، و نظفوا الفوضى "

اومئ أوسكار رئيس الحرس و هو يخبرهم ما سيقومون به ليغادر الباقي أيضا. أمسك دارك يد سيب و هو ينظر له ليقول

" أريد التحدث معك "

اومئ سيب و هو يلحق بوالده ناحية المسبح ليجدا بلاك يسبح بهدوء و الماء حوله صار أحمر قليلا بسبب الدماء التي كانت ملتصقة به ليحرك دارك رأسه بعدم تصديق و هو يجلس على الكرسي و يدعو سيب

" لقد تحدثت مع ايمي اليوم "

رمش سيب و هو ينظر لوالده بعيون هادئة ليضيف دارك بنبرة هادئة

" ما حصل بيني و بين امك شيء يخصنا لوحدنا، ماضينا، حياتنا انت لا تستطيع أن تحكم على الزواج بأكمله بسبب ماض أشخاص آخرين "

" خائف من كسر قلبها يا أبي "

قال سيب بقلة حيلة ليمسك دارك بيده و هو يقول بجدية

" إلا تظن بأن ما تقوم به الآن هو أيضا كسر لقلبها؟ ابتعادك عنها أليس ظلما بحقها؟"

" لست مستعدا، أعرف نفسي يا أبي، أعلم بأنني وغد سيقتلها بدون قصد "

نظر سيب لبلاك الذي كان يخرج من المسبح بملابسه الداخلية فقط ليقول مشيرا له

" انظر لبلاك يا أبي، أحبها قبل أن تحبه أو تعلم بوجوده و لكن انظر لما قام به، هذا نحن، هذه طبيعتنا "

نظر دارك لبلاك الذي حمل منشفة وضعها على خصره ليتوجه للجلوس بجانب سيب و مقابل والده ليقول ببرود

" إذا هل أقنعته؟"

نظر دارك لبلاك قبل أن ينفي ليضع بلاك يده على كتف سيب و هو يقول بجدية

" انظر لحالنا انت تهرب من ايمي بسبب الزواج و انا اركض وراء إيما لتعترف بزواجنا "

ضحك الثلاثة بسخرية ليقول دارك بهدوء و هو يفكر بشيء ما

" حين تنتهي الحكاية يبدأ الإحساس بها "

نظر له الاثنين بعدم فهم ليبتسم و هو يذهب إلى داخل القصر ليلحق به الاثنين.

صباحا

استيقظت إيما و هي تحرك جسدها محاولة إبعاد التعب لتجد نفسها لوحدها لتبتسم بتهكم قبل أن ترفع هاتفها متصلة بكلاي

" أين انت؟"

قالت إيما و هي ترفع التمثال الصغير بين يديها ليجيبها كلاي بسرعة

" بالقصر مع ديف "

" حسنا انا قادمة "

قالت و هي تقف من مكانها متوجهة إلى غرفتها لتضع التمثال بجانب رأسها لتتوجه لتجهيز نفسها.
بعد مدة كانت تقف أمام باب منزل كلاي لتطرق الباب، و بمجرد أن فتح الباب ظهر ديف الباكي الذي ما أن لمح إيما حتى عاد للبكاء لتتعجب و هي تنظر لكلاي الذي يمسح على وجهه لتقول بعدم فهم و هي تتوجه إلى الداخل

" ما به؟ ما الذي يحصل؟"

" ميرا لم تحضر اليوم "

قال كلاي بهدوء و هو ينظر لابنه الذي كان يعطي ظهره لهم و هو يبكي أمام الحائط لتقول الأخرى بعدم تصديق

" كل هذا البكاء لأن ميرا لم تحضر ؟"

" ميرا مربيته منذ أن كان رضيعا لذلك هو متعلق بها أكثر من اي احد آخر "

" إذا اتصل بها "

" لا تجيب على اتصالاتي "

قال و هو يتنهد بقلة حيلة فحالة ابنه تحزنه لتقول ايما بشك و هي تنظر له

" لك علاقة بالأمر أليس كذلك؟"

نظر لها كلاي بطرف عينيه و هو يرفع كتفيه قائلا

" أظن بأن آخر مرة تحدثت فيها معها قد أكون أثقلت بالحديث قليلا "

" وغد "

تمتم ايما ليقلب الآخر عينيه و هو يلحق بابنه الذي يذهب من حائط إلى الآخر ليقول بثقة و هو يمسك به

" ديفي توقف عن البكاء "

" أريد ميرا "

" ما رأيك سأذهب لاحضارها و الى ذلك الوقت ستظل مع بلاك المؤنث "

قال كلاي بجدية لتصرخ ايما بعدم تصديق

" ماذا؟"

" من بلاك المؤنث؟"

قال ديف بطفولة ليقول كلاي بثقة متجاهلا صراخ إيما

" إذا ظللت مع إيما بدون بكاء ساحضر ميرا من أجلك، ما رأيك؟"

" انا أرفض "

قالت إيما و لكنها صمتت عندما أسرع لها ديف ممسكا بكف يدها بينما ينظر لها بنظرات جرو صغير لتلعن كلاي بداخلها فكيف يمكن لأحد أن يرفض من كتلة البراءة هاته

" حسنا، انا سأذهب الآن "

قال كلاي و هو يقبل خدي ابنه قبل أن يغمز لايما التي بادلته بنظرة غاضبة ليقول ديف بمجرد إقفال كلاي للباب

" انت لن تكوني والدتي أبدا، لأن ميرا من ستكون "

فتحت الأخرى فمها بصدمة قبل أن تجيبه بسخرية

" عزيزي و انا أرفض عرضك "

" حقا؟"

سألها ببراءة لتبتسم و هي تؤكد له

" طبعا عزيزي لدي عاهري الوسيم "

" ما معنى عاهري؟"

سأل ديف و هو ينظر لها لتلعن طول لسانها و هي تجيبه

" أسأل والدك "

فجأة رن هاتفها و صدر صوت بيلا التي تصرخ بجنون من الجهة الأخرى و هي تطلب منها القدوم لقصر روجر

نظرت ايما لديف بعد اغلاق بيلا الهاتف لتقول ببراءة

" ما رأيك بنزهة ؟"

" موافق "

قال ديف و هو يسرع لغرفته لتلحق به قبل أن يقع أو يصيبه شيء.

بقصر روجر

نزلت ايما من سيارتها رفقة ديف الذي كان يمسك بيدها لينظر لها الحرس بصدمة جعلتها تقلب عيناها و هي تطرق الباب لتظهر الخادمة مبتسمة و لكن سرعان ما اختفت ابتسامة الأخرى أيضا عندما رأت ديف لتتجاوزها ايما متوجهة ناحية صراخ بيلا

دخلت الصالة لتجد مارك و بيلا يصرخان ببعض و هي تلعنه لتقول ايما بعدم فهم

" ما الذي يحصل هنا بالضبط؟"

نظر الجميع ناحية ايما ليقول بلاك بصوت بارد و هو يشير لديف

" من ذلك ؟"

نظرت ايما لديف ثم أعادت نظرها إلى بلاك لتقول بهدوء

" طفل"

" حقا ظننته كلبا، ابن من ذلك "

أعاد بلاك لتقلب الأخرى عيناها ليقول ديف مقاطعا إياها

" انا ديف دوستوفيسكي "

رمش الجميع عند سماع كنية الولد ليقول بلاك

" دوستوفيسكي؟ ابن كلاي؟"

اومئ الطفل برأسه و هو ينظر لبلاك ليسأل ببراءة

" هل انت عاهرها الوسيم؟"

فتحت ايما عيناها و سرعان ما وضعت يدها على فم ديف تحاول اسكاته لينظر بلاك لطفل بصدمة و هو يقول

" عاهر وسيم؟"

ابتسمت ايما و هي تهمس ببراءة ليقاطعهم صوت بيلا التي قالت من جديد

" إيما ساعديني "

" ما الذي حصل؟"

قالت إيما مسرعة لها بينما ديف خلفها لا يريد الابتعاد عنها لتقول بيلا ببكاء

" يريد الزواج بي و لكن الوغد يمنعني من اختيار أي شيء "

صرخت اماندا و هي تضع يدها على أذن ديف لتنظر لبيلا بعتاب

" هناك طفل "

عضت بيلا شفتها باعتذار لتقوم اماندا بأخذ جرة نقود فارغة و اعطتها لديف الذي نظر للجرة بعيون متسعة و هو يسأل

" ما هذا ؟"

" هذه جرة نقود كلما سمعت كلمة سيئة سيضع من قالها دولارا من أجلك "

" حقا ؟"

قال ديف بحماس لتومئ اماندا برأسها و هي تنظر له بابتسامة ليسرع ديف إلى إيما و هو يمد الجرة ناحيتها لتقول بابتسامة

" إنها جميلة "

" انا لا اطلب رأيك بالجرة، ضعي دولارا "

قال ديف بحماس لترمش الأخرى بعدم تصديق و هي تقول

" هل تتحدث بجدية؟"

اومئ الطفل لتشتم بداخلها و هي تضع دولارا ليبتسم ديف و هو يحرك الجرة بين يديه بحماس لينظر لبيلا التي قالت لايما بسخرية

" لتتعلمي ألا تشتمي أمام طفل"

اقترب منها ديف و هو يمد الجرة لتعض شفتها قبل أن تضع دولارا أيضا لينفجر الجميع ضحكا لينظر ديف لبلاك الذي ام يبعد عينيه عن ايما ليقترب منه و يفعل نفس الأمر ليرفع بلاك حاجبه و هو يقول

" ماذا قلت انا ؟"

" عاهر وسيم ؟"

أعاد ديف من جديد ليضيق بلاك عينيه و هو ينظر لديف بشك ليقول

" انا فقط أعدت ما قلته "

" انا طفل لا أعلم ما اقول "

رمش ببراءة ليرفع بلاك حاجبه لتحمحم ايما من الخلف ليقلب بلاك عينيه و هو يضع دولارا أيضا ليضحك كريس بقوة و هو يقول

" اللعنة، الطفل هو المستفيد الوحيد اليوم "

اقترب منه ديف مبتسما ليرمش كريس بعدم تصديق و هو يضع دولارا أيضا

نظرت ايما لبيلا التي بدأت تشرح لها بأن مارك يرفض اي شيء تختاره قائلا بأن لا شيء قد أعجبه ليحتج مارك لاعنا الجميع مما جعل ديف يجلس بجانب مارك الذي وضع تقريبا كل دولار يملك بجرة ديف المبتسم باتساع

بمنزل ميرا

كانت ميرا تجلس على الأريكة و هي تشعر بالحزن لعدم ذهابها و لأول مرة إلى عند ديف، فبالعادة حتى عندما تكون مريضة تذهب و لكن ما قاله كلاي آخر مرة جرحها.

سمعت صوت طرق على الباب لتتنهد و هي تتوجه لفتحها لتجد كلاي يتكىء على الباب لترمش بعدم تصديق بينما مرر هو نظره على هيئتها حيث كانت تردتي قميص بدون أكمام مع شورت قصير ليصفر باستمتاع قبل أن يدخل متجاهلا إياها

" ما الذي تفعله هنا؟"

" لماذا لم تأتي اليوم ؟"

" أخرج من منزلي "

" كأس قهوة سيكون جيدا "

كان كلاي يتعمد عدم إجابتها ليستفزها فما اكتشفه أخيرا أن ميرا تبدو جميلة عندما تغضب

" سيد كلاي .."

" ديف ظل يبكي طوال اليوم "

قاطعها لترمش بصدمة و امتلأت عيناها بالدموع فديف بالنسبة لها ابنها و ليس مجرد طفل تقوم بتربيته

" عودي للقصر من أجله "

نظر لها بعيون ضيقة و كأنه يدرسها ليبتسم عندما لاحظ دموعها و هو يعلم بأن كلامه قد أثر عليها لتقول بجدية

" سأعود "

ابتسم كلاي باتساع لتضيف و هي تعيد يديها على

" و لكن بالوقت الذي أكون به بالقصر لا اريد ان تكون هناك "

" ماذا؟"

شعر كلاي بصدمة من شرطها فهي حرفيا تخبره بأنها لا تريد رؤيته لتؤكد قائلة

" سأعود من أجل ديف اذا قبلت الشرط بالتأكيد "

" لا تريدين وجودي بالقصر ؟"

أومأت برأسها و هي تنظر له بهدوء لا يعكس قلبها المرتجف داخلها ليومئ كلاي و هو يقول

" موافق "

نظرت له بشك ليبتسم بوجهها و هو يغادر قائلا

" سيكون ديف بالمنزل لا تتأخري "

رمشت بعينيها تشاهده يغادر لتغلق الباب خلفها و هي تتوجه للاستعداد بينما بداخلها شعور يخبرها أن كلاي اكيد سيخرق الشرط بشكل من الأشكال

توجه كلاي لقصره و لكنه لم يجد لا ديف و لا ايما ليتصل بها

" بلاك المؤنث أين أنتم؟"

" بقصر روجر "

" ماذا؟"

أغلقت الخط بوجهه و هي تنظر لبلاك الذي كان يبعد ديف عن ايما كطفل يغار على أمه من طفل آخر، فعندما جلس ديف بجانبها توجه بلاك ليجلس بينهم و هكذا ظل الحال طوال الوقت

اوقف كلاي سيارته امام قصر روجر ليقف الحرس بصف مانعيين إياه من التقدم ليقلب عينيه و هو يطلق بوق السيارة دون توقف إلى أن تقدم منه اوسكار

" سيد دوستوفيسكي "

" ابني بالقصر أتيت من أجله "

قال كلاي بهدوء ليتصل اوسكار بدارك الذي أخبره أن يسمحوا له بالدخول. خطى كلاي إلى الداخل ليجد ديف يحمل جرة و هو يتابع حديث الجميع ليركض بين الحين و الآخر ليقول كلاي بهدوء

" ديفي "

" أبي "

صرخ ديف بحماس و هو يركض ناحية والده الذي حمله بسرعة مقبلا جبينه ليبدأ ديف إخباره ما قام به اليوم ليقول سيب بسخرية

" اللعين كجهاز تسجيل "

نزل ديف من حضن والده مسرعا إلى سيب الذي قلب عينيه و هو يبحث عن دولار و لكن على ما يبدو أنه وضع آخر واحد قبل دقائق بجرة ديف ليقول له

" لا احمل دولارا "

بدأت شفة ديف بالاهتزاز كدليل على كونه سيبكي بأي لحظة ليستدير سيب إلى توم و هو يقول بسرعة

" اعطيني دولارا لعينا بسرعة قبل أن يبدأ بالبكاء "

" دولارين "

صحح ديف لسيب الذي مد يده إلى توم الذي كان يضحك بقوة بينما يعطي سيب دولارين ليعود ديف إلى والده الذي حمل الجرة محركا إياها بين يديه ليقول بسخرية

" رائع سأترك ديف هنا كل صباح أقسم بأنه سيجمع ثروة صغيرة بسببكم "

قلب الباقي أعينهم ليشير بلاك بيده نحو كلاي و كأنه يطلب منه المغادرة ليحمل ديف و هو يقول لاماندا التي طلبت منه الانضمام لهم

" مربية ديف تنتظر لوحدها "

" ميرا "

صرخ ديف بحماس و هو يعانق والده الذي ابتسم باتساع و هو يومىء برأسه ليغادر.

بالمشفى

كان سام يجلس بمكتبه ينظر لبعض الملفات الخاصة بالمرضى لتدخل ساشا و هي تبتسم بخجل كعادتها ليقف من مكانه متوجها لها

" حبيبتي "

عانقته أيضا لتشعر به يقبل رأسها قبل أن يوجهها لتجلس على الكرسي ليقول بهدوء و هو يضع شعرها خلف اذنها

" ماذا تفعل أميرتي هنا ؟"

" لقد أنهيت الإمتحان و أتيت لرؤيتك "

ابتسم و هو يقبل يديها بحنية جعلت خديها يشتعلان خجلا ليقول بفخر

" حبيبتي الذكية "

" سام "

همست و هي تنظر له ليهمهم و كأنه يطلب منها إكمال كلامها لتضيف

" أتيت لنبحث بخصوص موضوع كلوي "

رمشت سام عدة مرات و هو ينظر لها لتبتسم بوجهه مصممة على معرفة قصة كلوي هاته

بالجامعة

كانت ايمي تمشي بالجامعة و لكن عقلها بمكان آخر حيث ظلت طوال الليل تسترجع ما اخبرها دارك و بأن ما حصل معه و مع زوجته سيظل دائما يخصهم لوحدهم مما جعلها تفكر بأن سيب لا يحق له حقا إلقاء اللوم على والده بسبب كرهه لزواج.

دخل سيب و توم مع انا الجامعة، ليفترق عنهم عندما لمح ايمي تمشي و كل ما تبدو شاردة ليلحق بها. ظل يمشي وراءها و لم تنتبه له و للدرج الذي امامها و فجأة كانت على وشك السقوط ليمسكها سيب بسرعة ليصرخ

" أين عينيك؟"

رمشت بعينيها و هي مصدومة من ما كان سيحصل قبل دقائق لولا قدومه ليخرجها من شرودها مضيفا

" اللعنة هل جننت هناك درج؟"

" لم انتبه "

" انتبهي جيدا فأنا لن أكون بالجوار دائما "

ابعدت يده عنها و هي تومىء ليختل توازنها و كانت على وشك السقوط ليمسكها بقلق عندما لاحظ شحوب وجهها ليقول بقلق

" طفلتي ما خطبك؟"

وضعت يدها على رأسها و هي تتكئ بحضنه لتقول بصعوبة

" لا شيء لم أفطر هذا الصباح "

حملها فجأة بحضنه لتقول بصعوبة غير قادرة على التحدث

" انزلني سيب "

" سانزلك و لكن ليس الآن؟ هيا لنذهب "

وضعت رأسها على كتفه و هي تهمس بتعب

" إلى أين ؟"

" لتفطري اكيد "

قال سيب و هو يتوجه الى سيارته غير مهتم لنظر الجميع عليهم لتقول بهمس

" لدي درس "

" كلي أولا "

" و لكن سيب "

قبل رأسها قبل أن يفتح باب سيارته و يضعها بالداخل، ليذهب كلاهما إلى مقهى و ما لفت انتباهه أنها لم تكن تأكل جيدا ليبدأ باطعامها. بعد أن أنهوا الأكل توقفت سيارته أمام المشفى لتنظر له بعدم فهم و هي تقول

" لماذا أتينا إلى هنا؟"

" سنذهب للفحص "

" لدي فحص مساءا، أخبرتك سابقا "

" لا يهم سيصبح الفحص الآن "

فتح باب السيارة لها لتنظر له بعدم تصديق و هي تتحرك بجانبه ليطلب من الإستقبال موعد فحص و لمفاجئته حضر طبيب عوضا عن طبيبة ليقول سيب بتهكم و هو ينظر لطبيب الذي يخبره بأنه سيكون بخدمته

" من أنت؟"

" انا طبيب نسائية "

ابتسم سيب بسخرية و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا ليقول ببرود

" طبيبة، أتعرف الفرق بينهم ؟"

بلع الطبيب ريقه و هو ينظر لسيب الذي كان كالمجنون ليحاول النطق و لكن سيب صرخ من جديد

" أريد طبيبة و اللعنة "

اومئ الطبيب و هو يهرع إلى الداخل لينادي طبيبة عوضا عنه لتقلب ايمي عيناها بعدم تصديق بوجه ذلك الذي رفع كتفيه بعدم اهتمام

بعد الفحص و سماعهم لصوت دقات قلب ابنهم ليتأثر الاثنين بسبب ذلك و لكن المفاجئة الأكبر كانت معرفتهم بأن جنس الطفل ولد

بعد أن اوصل كلاي ديف إلى البيت اتصل بايما مخبرا إياها أنه سينتظرها بنفس المقهى القريب من شركة دوفار الذي جلسوا به سابقا لتغادر إلى هناك فهي من الأصل كان تريد ملاقاته اليوم من أجل التحدث عن قصة ماريانا

دخلت إيما لتجده يشرب من قهوته بهدوء لتجلس أمامه مباشرة و هي تقول بسرعة

" لقد وقعت المعاهدة أيضا و الآن أخبرني بباقي القصة "

ابتسم كلاي و هو يضع كأسه ليتكىء إلى الوراء و هو يقول بجدية

" متحمسة للغاية ؟"

" كلاي "

قالت إيما من بين أسنانها ليقول بجدية

" باختصار مفيد جوليا كانت السبب بموت ماريانا و جون كان السبب بموت جوليا "

رمشت ايما عدة مرات و هي تحاول فهم ما يقصده لتقول بصدمة

" ألم تمت ماريانا بحادث سيارة ؟"

اومئ كلاي و هو يرتشف من كأسه من جديد ليضيف

" الأمر كان انتقاما، جوليا من تلاعبت بسيارة ماريانا لذلك تعرضت الأخيرة لحادث، و عندما اكتشف جون الأمر قتل جوليا "

" يا إلهي "

قالت إيما و هي تضع يدها على فمها غير قادرة على استيعاب ما يحصل بعد الآن لتتذكر فجأة الصورة التي وجدتها البارحة لتسأله بهدوء

" هل كان جون و أدريان و جوليا على معرفة ببعضهم البعض ؟"

ابتسم كلاي باتساع و هو يغمزها ليقول بمرح

" ذكية يا بلاك المؤنث، كانوا أصدقاء بالأصل و لكن ماريانا كانت قرة عين انطونيو لذلك لم تكن تختلط بالجميع على عكس أخيها "

" من يكون فرانك ؟"

عقد كلاي حاجبه و ينظر لها ليقول بجدية

" انا لم أتحدث عن فرانك أبدا "

بلعت الأخرى ريقها و هي تجيبه دون النظر لعينيه

" لا يهم من أين علمت الآن؟"

نظر لها كلاي بشك ليرفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يجيب

" فرانك هو الحلقة الاخيرة بصداقتهم، كان الأربعة مع بعض إلى حين دخول ماريانا الصورة "

" هل فرقت بينهم ؟"

" عندما ظهرت ماريانا كان جون قد تزوج من جوليا بثلاثة أيام فقط "

رمشت ايما عدة مرات و هي تنظر له ليومئ مضيفا

" لا أعلم تحديدا ما حصل و لكنهم يقال أن جون تزوج جوليا لأنها كانت حامل "

" حامل ؟"

رددت ايما بصدمة و خوف هل لها أخ أو أخت من والدها ليضيف كلاي مقاطعا شرودها

" حسب ما فهمت انها خدعته فقط، لم تكن حاملا لذلك جون كان يكرهها، و بدخول ماريانا حياته صار لا يهتم لها أبدا "

مررت ايما يدها على شعرها بعصبية و هي تحاول تحليل كل ما تسمعه ليقول كلاي بمرح

" و لكن هل تعرفين من يكون فرانك ؟"

رفعت رأسها و نظرت له و هي تعقد حاجبيها ليبتسم و هو يكمل

" فرانك دومينيك ، هل يذكرك الاسم بشخص ما؟"

رمشت بعينيها و هي تحاول جمع الأحداث فيما بينهم لتنفي برأسها ليقول من جديد

" جوليا دومينيك "

رمشت بعدم تصديق و هي تقول بسرعة

" هل هم إخوة؟"

نفى برأسه بهدوء و هو يجيب بثقة

" أبناء عم "

نظرت له بعدم تصديق ليعقد كلاي حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها ليقول بجدية

" هل حق اسم دومينيك لا يذكرك بشخص؟"

فجأة و كأن أحدا صفعها لتشهق بقوة و هي تنظر له قائلة

" سيليا "

" bingo "

صفق بيديه لتضع يدها على فمها بصدمة و كلاهما ينظر للآخر بصمت.

بقصر دوستوفيسكي

ظلت ميرا مع ديف الذي ما أن دخل القصر حتى عانقها و هو يبكي الى ان أفرع ما بقلبه، و بعد أن نام قررت المغادرة دون رؤية كلاي و لأنه يعود متأخرا قررت عزف البيانو فهي تحبه و لكنها لا تملك النقوظ الكافية لشراء واحد

ابتسم كلاي بشيطانية و هو يوقف سيارته أمام القصر فبعد أن غادرت ايما عاد للقصر مباشرة عنادا بميرا، دخل بثقة إلى القصر ليسمع صوت عزف جميل على البيانو و لكن الأجمل أن ميرا من كانت تعزف

ظل شاردا يستمع لها دون إصدار اي صوت إلى أن أخطأت بالنوتة لتلعن بعصبية و هي تقول

" لماذا دائما أخطأ بهاته بالذات؟"

حمحم كلاي و هو يخطو ناحيتها فشهقت و هي تنظر له لتقول بصدمة بينما تضع يدها على فمها

" اخفتني "

" ماذا تفعلين عندك ؟"

" طلب مني ديف أن اعزف له و لكنني لست ذات خبرة بالبيانو و أعلم القليل من النوتات لذلك كنت اتدرب قليلا"

نظر كلاي حوله يبحث عن ابنه ليقول بعدم فهم عندما لم يلزمه

" هو ليس هنا إذا لماذا تعزفين ؟"

وقفت ميرا و هي تجمع شعرها على شكل ذيل حصان بينما تقول بسرعة

" انا اتدرب من أجله،لا اريد ان أخطأ امامه"

رمش كلاي بعدم تصديق على هاته الفتاة التي تعامل ابنه أفضل مما تعامل نفسها حتى،لتتجاهله و عي تحمل حقيبتها لتغادر ليقول بسرعة

" هل تشاركيني الأكل؟"

نظرت له بشك و هي تضيق عيناها لتجيبه بهدوء

" اكلت مع ديف قبل مجيئك و كنت ساغادر و لكن يبدو بأنني قد نسيت نفسي أثناء العزف "

" كنت حقا تريدين المغادرة قبل مجيئي ؟"

" أجل "

" لا تزالين غاضبة مني ؟"

نظرت له بعدم تصديق لتبتسم بوجهه بسخرية و هي تجيبه

" لا "

" اذا لماذا اصريت على المغادرة قبل حضوري "

" كل ما في الأمر بأنني لا اريد رؤيتك "

قالت ببرد فقلب كلاي عينيه بعدم اهتمام و هو يقول

" حضري لي الأكل "

" و لكن ؟"

" الآن "

رمشت ميرا بعينيها عندما سمعت ما قاله ليقول ببرود و هو يجلس على كرسي بالمطبخ

" هيا تحركي انا جائع "

زفرت ميرا بعدم تصديق و توجهت لتجهز الأكل،بعد مدة وضعته أمامه و كانت ستغادر ليمنعها قائلا

" اجلسي "

" عفوا ؟"

" لا أحب أن آكل لوحدي "

" انا لست جائعة "

" لا يهم ضعي مؤخرتك على الكرسي هيا "

قال كلاي يشير إلى الكرسي مقابله فرمشت بعدم تصديق و هي تجلس بهدوء

بدأ بالأكل بينما كانت ميرا تحرك أصابعها فوق الطاولة كمحاولة لحفظ النوتة ليقول بسخرية

" من يراك يقول بأنك ستعرزفين عوضا عن شوبار بحفل ما "

" حفل زفافك "

قالت بسخرية فشرق بالأكل لتبتسم ببرود ليقول بجدية

"لا أريد لانك ستدمرين زفافي بعزفك "

قلبت ميرا عيناها و هي تشعر بالغضب بداخلها لانها شعرت بالحزن من مجرد فكرة زواجه

" انت الخاسر "

" لماذا لا تقفين بجانبي عوضا عن العزف"

قال و هو يأكل دون النظر لها حتى لتشهق ميرا و هي تقول

" لماذا ساقف بجانبك ذلك مكان زوجتك"

" اذا؟"

" اذا اكيد لا انا لست مجنونة لاتزوج بك"

" انت الخاسرة "

غمزها فرمشت و احمر وجهها لتقف بسرعة قائلة

" ساغادر "

" ساوصلك "

" لا داع لذلك ساغادر لوحدي "

خرجت بسرعة ليبتسم كلاي من الخلف و هو يقول

" ممم لطيفة.. ميرا نيتشي "

بقصر روجر

دخل بلاك القصر ليسمع ايما تتحدث مع امارا فوقف عند الباب يستمع بصمت

" هل تستطيعين أن تسامحيه ؟"

" لا أعلم حقا "

" جربي اعطيه فرصة، انت لا تعلمين لماذا قام بذلك"

" لو كان هناك فرصة لمنحتها لنفسي "

قاطعهم صوت بيلا التي قالت بعدم فهم و هي تجلس بجانبهم

" إيما رأيتك تجلسين بالمقهى مع والد ديف "

فتحت ايما عيناها بقوة أمام بيلا لتصمت و لكنها لم تعلم بأن بلاك يقف هناك ايضا ليدخل الى الداخل و شياطين العالم ترقص امام عينيه ليمسك بيدها و هو يقول بغضب

" مع من كنت ؟"

" ما دخلك "

" مع مم كنت و اللعنة "

صرخ بصوت عالي لترمش بعدم تصديق و هي تنظر له بخوف و هي تهمس

" بلاك انت تخيفني "

" يجيب عليك ان تخافي لأن هذا يفوق طاقة صبري و تحملي "

" بلاك بني توقف "

قالت أمارا محاولة تهدأته ليصرخ بجنون

" لا لن أفعل ما دامت قد اقحمت نفسها بيننا يجب عليها احترام الامر و تقبل بانني انا الزعيم انا الأمر الناهي لذلك يجب أن تستمع لكلمتي كالباقي "

عضت ايما شفتها السفلية بكل قوة تحاول السيطرة على دموعها التي تهدد بالنزول ليقول مضيفا

" منذ متى و انت صديقة لكلاي "

" ماذا تقصد؟"

" لماذا تلتصقين به؟"

شعرت بالإهانة بسبب ما قاله و كأنه ينعتها بالخائنة لتقول بثقة ليست بمحلها أبدا

" انا معجبة به "

أصبحت عيني بلاك حمراء و امسكها من ذقنها بقسوة و هو يقربها منه أكثر ليهمس بنبرة مخيفة بينما كان يضغط على يدها دون أن يشعر لتضع يدها على خاصته بينما تجمعت الدموع بعينها تحاول تخفيف الألم ليكرر

" انت ماذا؟ "

" بلاك انت تؤلمني "

و كأنه تلقى صفعة على وجهه عند سماع ما قالته فترك ذراعها و بدأ يمسح عليها بهدوء و هو يقول بنفاذ صبر

" تألمي اللعنة علي تألمي أيضا لأنك تؤلميني، اشعري بي قليلا اللعنة انت الآن لا يمكنك العيش كما كنت سابقا حياتك صارت معرضة لخطر لعين الجميع صار يعلم بأنك امرأة الزعيم هل تظنين الأمر لعبة؟"

" انا لم.. اتوقع "

" أخبرتك بأن لا توقعي أخبرتك أن تتراجع و لكنك رفضتي لماذا ما السبب لا افهم "

عضت شفتها السفلية ليمسح على وجهه و هو يبتعد عنها فخرجت من الصالة و هي تتحرك بالحديقة ذهابا و ايابا ليتصل بها كلاي

" كنت ساتصل بك"

" ما الذي تحتاجينه؟"

" ماذا؟"

" انت لا تتصلي إلا إذا احتجت لشيء "

" بالحقيقة لقد قمت بفعل شيء "

" هذا أسوء ما الذي قمت به "

" لقد أخبرت بلاك شيءا "

" لماذا لست متفائلا خصوصا بعد ذكر اسم بلاك"

" عدني انك لن تفقد أعصابك "

" عزيزتي لا شيء قادر على افقادي لاعصابي "

" لقد أخبرت بلاك بأنني معجبة بك"

" اللعنة ماذا هل جننت هل تريدين التسبب بقتلي لم نكمل اليوم على توقيع معاهدة السلام لماذا تريدين أن يتم خرقها قبل بدأها "

" لقد قلت بأنك لن تفقد أعصابك "

"كان هذا قبل سماع مصيبتك "

"لقد أردت استفزازه"

" قومي باستفزازه بأي شيء آخر غير اثارت غيرته"

" لم أفكر قبل أن اتحدث "

" من فضلك فكري في المرة القادمة لدي طفل أريد الحفاظ على سلامته و رؤيته يكبر"

" لا تكبر الموضوع ما الذي قد يفعله مثلا"

"لا أريد أن أعرف، اللعنة حقا لا أريد "

"ما الذي كنت تريده "

"انا؟"

"لماذا اتصلت"

"اللعنة لم أعد أتذكر لا تتصلي بي من بعد اليوم لا لحظة لا تعرفيني حتى"

"كلاي.."

أغلق بوجهها فنظرت للهاتف بصدمة بينما تفكر بما الذي يجب عليها فعله مع بلاك الآن

بعد ثوان خرج بلاك و بيده كيس ما لتنظر له ثم قلبت وجهها لجهة الأخرى عندما التقت أعينهم ليضم شفتيه معا محاولا منع نفسه من الضحك على تصرفها الطفولي و الذي يدل على غضبها و تمردها ليبدأ باتخاد خطوات ناحيتها

عقدت ايما يديها على صدرها و هي تضغط على كف يدها باظافرها مذكرة نفسها بأنها غاضبة منه و لا يجب أن تسكت على ما قام به لتخرج من شرودها عندما وجدته يجلس بجانبها

زفرت الهواء الذي كان بداخلها بغيظ و هي تقف من مكانها و لكن سرعان ما وجدت نفسها بحضنه هل أخبرته سابقا بأنها تكرهه عندما يقوم بهذا حسنا لا داع للكذب هي لا تكرهه بل تكره قلبها الذي يرتجف عند قيامه بمثل هاته الحركة البسيطة نظرت له بهدوء قبل أن تطلق كلماتها الباردة

"أبعد يديك عني لا أريد الجلوس معك"

"حسنا لنتصالح "

"باحلامك "

"لا تسألي عن احلامي المتعلقة بك "

غمزها كاشارة لما يحلم به لتفتح عيناها بصدمة و هي تستمع لما قاله لتدفعه بكلتا يداها و هي تقف واضعة يديها على خصرها بينما ترفع أحد حاجبيها

"الأحلام تظل احلام عزيزي ذلك لن يحصل أبدا "

أشارت بيديها له ثم لها بسرعة و هي تقول بجدية

"ليس بيننا"

"كم يوم مر على ما قمنا به بعد المسبح اممم لم يكتمل الأسبوع بعد ام اكتمل "

رمشت عدة مرات متذكرة ذلك اليوم عندما استسلمت لمشاعر لم يكن عليها الاستسلام لها بسبب كلام كلاي الذي أثر عليها يومها

"ذلك كان طيبة لقلبي "

غمزته و هي تبتسم بوجهه بكل برود ليبتسم ابتسامة حقيقية جعلتها تميل برأسها قليلا و هي تطالع لأول مرة ابتسامة كهاته لم تكن ابتسامة تهكم و لا ابتسامة باردة كانت ابتسامة دافئة هي الوحيدة التي تستطيع رسمها على شفتيه

برمشة عين كانت فوق رجليه و يديه تعيد شعرها خلف اذنها ليقول بنبرة لعوبة

"أشكر طيبة قلبك حقا ما رأيك بطيبة قلب أخرى "

"باحلامك"

"ها قد عندنا لاحلامي "

اقترب ليهمس باذنها قبل أن ينفخ بهدوء مما جعلها تغلق عيناها دون إرادة

" لنذهب للغرفة و سأشرح لك عن احلامي ما رأيك ؟"

"وغد"

ضحك بصخب على حالها لتدير وجه ها الجهة الأخرى كطفلة مخاصمة لوالدها الذي منعها من الخروج لتشعر به يديرها بينما عينيه تطالع بجدية وجهها لتشعر بشيء بارد على ذقنها جعلها تشهق و تعود للخلف و لكن يد بلاك كانت أسرع منها فقد كانت خلف ظهرها و كأنه يعلم ردة فعلها قبل أن تقوم بها حتى

" بارد ابعده يا بلاك"

" قليلا فقط Мой ангел -ملاكي- قليلا فقط "

عضت شفتها بسبب البرودة ليبعد الكيس بعد دقائق و هو يمسح بكف يده على وجهها يحاول تدفئتها ليقترب مقبلا شفتها بهدوء ثم وضع جبينه فوق جبينها ليهمس لها

" اعتذر عن تصرفي "

نظرت له بهدوء كلاهما يعيش بعاصفة و لا يعلمان كيفية التحكم بها أو بما يحصل حولهما.

صباحا

دخلت ايما الشركة فبعد أن اوصلها بلاك المنزل ليلا قامت بتحليل كل ما قاله كلاي سابقا لتكتشف بأنه لم يتحدث أبدا عن سبب كره بلاك و كلاي لجون فقررت معرفة ذلك بالغد و ها هي الآن بالشركة تبحث عنه

وقفت ايما أمام كلاي الذي كان يتحدث على هاتفه ليرفع حاجبه باستغراب لتقول بجدية و هي تضع يدها على خصرها

" لم تخبرني بسبب كرهك انت و بلاك لجون خوسيه"

"بلاك هو الوحيد الذي يستطيع اخبارك"

" بلاك لا يتحدث عن شيء أبدا "

رفع كلاي كتفيه بعدم اهتمام و بتفس الوقت دخل بلاك ليجد ايما تتحدث مع كلاي الذي وضع يده على كتفها ما أن رآه و لوح باستفزاز لبلاك الذي حرك عنقه يمينا و يسارا قبل التوجه لهم ليهمس كلاي لايما التي لم تنتبه لقدوم بلاك

"شيطانك قادم"

"اين؟"

استدارت تنظر حولها لتجده يقترب بشموخ بالرغم من ملامح الجمود على وجهه لتقول باستمتاع و اعجاب

"حقيري الوسيم "

"مجانين أقسم "

قال كلاي بسخرية فحركت حاجبيها بمكر و هي تنظر لكلاي و فجأة ظهر بلاك أمامهم ليقول ببرود

" أبعد يديك عنها قبل أن تفقدها حرفيا "

"هل تغار Diablo؟"

"لا أغار أبدا فقط سأقطع يدك من مكانها "

رمش الاثنين لينظرا لبعضهم قبل أن ينظرا لبلاك ليقول الاثنين بنفس الوقت

"وغد مجنون "

"شيطاني الغيور"

رفع حاجبه و هو يزيل يد كلاي بغضب و يرميها لترمش ايما بدلال و هي تقترب من بلاك لتضع يدها على سترته الرمادية بينما تحرك كف يدها على صدره و هي تقول برقة

"بيبي اشتقت اليك "

ضيق بلاك عينيه و هو ينظر لها ببرود لتميل برأسها ببراءة بينما تمتم كلاي و هو ينظر لملامح بلاك التي بدأت تميل قليلا بسبب دلال زوجته

"و انا اشتقت لك "

غمزه بآخر كلامه لينظر له الاثنين بقرف ليعض كلاي شفته السفلية بهدوء لتعانق ايما جسد بلاك و هي تلصق جسدها بخاصته بينما تجيب كلاي بغضب

"لا أحد يحق له الاشتياق لبلاكي غيري"

ظهر شبح ابتسامة على شفتي بلاك و هو يحاوطها بيديه لتخرج لسانها لكلاي الذي قلب عينيه بملل ليقبل بلاك جبينها بهدوء بينما عينيه الباردة على كلاي الذي قال

"انا ذاهب"

"بدون عودة "

تمتم بلاك ليغمزه كلاي قائلا بمرح

"لم اكن أعلم بأنك تحبني لهاته الدرجة "

"اه لو ترى حبي لك لانصدمت "

عندما كان الاثنين يتشاجران جعلت ايما يديها خلف عنق بلاك تلاعب شعره من الخلف و يدها الاخرى تلاعب السلسال الذي بعنقه و الذي يحمل خاتمها ليقول كلاي مخرجا إياها من شرودها

" نتحدث بوقت لاحق "

" حسنا "

" до свидания "

-إلى اللقاء-

ابتسمت و هي تجيبه

" hasta luego "

- إلى اللقاء -

نظر لها بلاك ليقول ببرود بسبب ما يراه حوله، فهو لم يصدق كذبة انا معجبة به مما جعله يريد أن يعرف ما الشيء الذي جعل ايما و كلاي يصبحان قريبين من بعضهم البعض

"لماذا اجدك معه دائما ؟"

"إنه صديقي"

"ألم تجدي غير عدوي لتجعليه صديقك؟"

كانت نبرته عالية لتتحول بعض النظرات لهم لتنظر حولها بعصبية قبل إجابته

"أخفض صوتك الكل ينظر"

رفع رأسه ينظر للجميع ليتحرك كل شخص لعمله سريعا لتقول بتهكم

" لماذا لا اسألك عن صداقتك بتلك الحرباء بالرغم من معرفتك بأنها مهووسة بك"

"ليس نفس الشيء "

"طبعا عزيزي فأنا و كلاي لا شيء بيننا و لكن أنتما الله يعلم ما دار بينكم"

"ها قد عندنا لنفس الكلام اقفلي هذا الموضوع ايما "

"أخبرني لماذا تحميها أو من من؟"

بعد ما أخبرها به كلاي فكرت حماية بلاك لكلوديا شيء لا تستطيع تقبله أبدا

"لقد استنجدتني انت لا تفهمين "

"لماذا تتصرف بغباء بلاك تلك العاهرة خربت علاقتك بصديقك الوحيد"

"انت لا تعلمين شيءا "

"انا.."

قاطع كلامها صوت هاتفه أقفله ليرن مجددا أقفل و نفس الشيء ليضعه على أذنه بينما لا يزال ينظر لها

"ماذا ؟"

"لقد حددنا مكان جون خوسيه"

و لأن ايما كانت قريبة منه استطاعت سماع ذلك لتشهق و هي تزيل هاتفه و تقفله بسرعة لينظر لها بشك

"كنت تعلمين بأنه بالبلد"

"هذا ليس من شأنك "

"سنرى الآن "

وضع يده على خصرها يدخلها المكتب لتحاول الهرب و لكن لا شيء نفع لتستسلم

"لماذا لم تخبريني بأن ذلك العاهر هنا"

"اولا ذلك العاهر والدي و ثانيا لماذا قد أخبرك ؟"

"تخبريني اتسمعين ؟"

"لا تصرخ بوجهي هل تضع جاسوسا على عائلتي هل تكرهه لهذه الدرجة "

"أجل أكرهه لهاته الدرجة و اكثر "

"اذا لم يكن يجب عليك الزواج من ابنته اه عفوا تذكرت و ذلك كان قسما من انتقامك اللعين أيها الوغد"

صرخت بغضب و هي تشير له ليقول ببرود

"إيما "

ابعدته و هي تغادر المكتب مغلقة الباب بقوة لتقف السكرتيرة بفزع، حركت يدها داخل شعرها بعصبية و هي تتنفس بسرعة لتفتح الباب عندما لم يلحق بها و تصرخ به

"لتقع صخرة بحجم ايما على رأسك "

توجهت إلى المصعد لتجد كلاي هناك ينتظر المصعد القادم و هو يبتسم لعاملة لتطردها فقلب عينيه لتصرخ بغضب

"ما لعنتكم مع جون خوسيه"

"لا شيء فقط لو كان يحترق أمامي و بيدي كأس ماء القيه أرضا و أتابع احتراق العاهر "

"ما الذي فعله و اللعنة انتم مافيا اي اسوء منه تقتلون دون رحمة تيتمون أطفال تخرقون مستقبل آخرين انتم لعنة"

"قد نكون لعنة و لكنك لا تعلمين شيءا هناك قواعد لا نجتازها و لكن ذلك العاهر اخترقها و دمر حياتي و حياة بلاك"

" لا مبرر و لا دليل لما تقول "

"ما نحن عليه الآن أكبر دليل"

"ماذا؟"

دخل كلاي إلى المصعد متجاهلا إياها لترمش بعدم تصديق ثم توجهت عائدة إلى مكتب بلاك بغضب

"أخبرني "

أعاد رأسه على الكرسي و هو يقول ببرود لا يريد الشجار معها

"غادري "

"أخبرني و اللعنة ما الشيء الذي قام به لتنتقم مني ما الجريمة التي ارتكبها؟ من حقي أن أعرف ما دمت قمت باخذك انتقامك مني "

"كلوي..."

قاطعته بصراخ و هي تقترب أكثر مضيفة بغضب لم تعد قادرة على السيطرة عليه

"لا تقل كلوي أعلم بأن الأمر أكبر "

"غادري أريد أن أرتاح "

"لا لا لا أخبرني تحدث"

ضربت كل ما بيدها ليسقط من فوق المكتب مما جعله يقف من مكانه صارخا بغضب

"ذلك العاهر خلق مني وحشا ذلك العاهر جعلني ما أنا عليه انت لا تفهمين"

رمشت بصدمة ليمسح على وجهه قبل أن يكمل بغل

"أتعلمين ما معنى أن يخطف طفل بالثانية عشر و يعذب أشد العذاب فقط لأنهم يريدون معرفة بعض المعلومات عن عائلته"

ضرب الطاولة بقوة ليكسر الزواج مما جعلها تهلع و لكنها قررت عدم جعله يرى خوفها ليكمل كلامه بحقد واضح

"عائلتك لا تستطيع التفريق بين طفل صغير و شخص بالغ، لقد أزال برائتنا بسبب جنونه، قتل الطفل بداخلي "

نظرت له بهدوء لتقول بتحد

"و انت لا تستطيع التفريق بين ظالم و مظلوم"

"لا لا لا انت لا تفهمين "

صرخ و هو يمرر يده على شعره بغضب لتصرخ خلفه فقد اكتفت هو حقا لن يتحدث أبدا

"و لا أريد أن افهم، أي شيء يتعلق بك لا أريده انت متشبة بانتقام لا معنى له انت أسوء منه"

حملت حقيبتها و كانت تتحرك باتجاه الباب لتحس بنفسها تسحب إلى حضنه و هو يعانقها من الخلف بقوة بينما هي تتخبط بين ذراعيه ليحررها و هي تصرخ
أبعد يدك الوسخة عني

"قليلا.. فقط قليلا.. اهدئي"

كان و كأنه يحاول السيطرة على أعصابه فأحست بقلبها ينبض بقوة بسبب نبرة صوته لتجيبه بسخرية محاولة إخفاء مشاعرها

"و لا حتى ثانية، لن اعطيك حتى ثانية من حياتي لذلك أبعد يديك الآن سيد بلاك روجر"

ضحك على ما قالته ليديرها ناحيته و هو لايزال ممسكا بها ليتحدث و هو يقترب منها أكثر

"طبعا لن تعطيني ثانية لأن كل وقتك لي Мой ангел"

"لا تناديني بهذا الاسم"

"لماذا هل لأنه يحيي بداخلك بعض الذكريات"

سقطت دموعها فها هو قد عاد لإخفاء الحقيقة لتقول بتعب

" بل بعض الكوابيس التي تقلق راحتي "

ابتسم ليضع جبينه على جبينها و يقول بجدية

"جيد لأنك أيضا تقلقين راحتي"

بلعت ريقها لتنظر له و تكمل بغضب رغم ارتجافها

" جيد، لذلك ابتعد فهذا أفضل لكلينا انا تعبت احاول جاهدة فهم ما حصل احاول اعطائك الحق و لكن لا شيء ينفع انت ككتاب مغلق امامي"

أزالت يدها و حاولت الذهاب ليمسكها من جديد معيدا إياها لحضنه و هو يعانقها بقوة بينما هي تصرخ بجنون و كأن لمساته تحرقها لتسمع صوته العميق الذي جعلها تتشنج كليا

"جون خوسيه دمر طفولتي، ذفنني حيا "

شرد بلاك قليلا و كأنه يعيد ما حصل ليبدأ بفتح قميصه و يزيله يمرر يده على صدره

"أتعلمين سبب هاته الوشوم لقد كانت لمسح ما قام به ذلك العاهر، لقد قام بكل شيء بحقنا جلد، تعذيب، سادية، كل شيء لقد جعلني قاتلا بسن الثانية عشر "

"ماذا؟"

ابتسم بلاك بألم ليقول بحزن حقيقي و هو ينظر لها بعمق

"ليس هذا فقط لقد قتل أخي أمام عيني "

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro