Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

28


انا، انت، هو، هي، بل نحن كلنا... قد نبدو مختلفين عن بعضنا البعض من الخارج كما قد نبدو ايضا مختلفين عن بعضنا البعض من الداخل و لكن هناك شيء بسيط يربطنا جميعا، الا و هو التعطش للحب و الاهتمام و الحاجة لشخص ما يشعرنا بتميزنا.

هناك من سينكر الامر و يكابر و هو يقول بأنه يستطيع العيش وحده دون حاجة لوجود اي شخص آخر بحياته، كما أن هناك من سيعترف بسهولة و يقر بأنه لا يستطيع العيش بعالم لا يجد به حبا أو اهتماما.

فمن منا على صواب؟ و من منا على خطأ ؟ هل حقا هناك من هو قادر على العيش لوحده منعزلا عن الجميع؟ أم هل حقا نحن بحاجة لنصفنا الآخر؟

" انا حامل "

قالت إيما و هي تنظر حولها بفخر فهي حقا قد أوقفت حرب الأعصاب الصامتة التي كانت تدور حول الطاولة منذ بداية العشاء.

صوت سقوط المعالق و السكاكين فوق الطاولة كان قويا و ذلك بسبب ذلك الصمت المخيف الذي كان يخيم بالارجاء. ليبدأ فجأة الجميع بالتحدث و الاستفسار بوقت واحد مخلفين حولهم ضجيجا لا يشبه الصمت الذي كان يحتل المكان قبل ثوان

" انت حامل حقا؟ يا إلهي هذا خبر رائع "

قالت أمارا و هي تضع يدها على فمها بفرح و صدمة بنفس الوقت ليضحك دارك بقوة و هو يضع كأس النبيذ الأحمر من يده ليقول بثقة و هو يوجه نظره لزوجة ابنه بفخر و اعتزاز

" يا له من خبر رائع عزيزتي إيما مبارك علينا جميعا "

" سيكون هناك بلاك مصغر بالارجاء يا إلهي هذا ممتع "

قال كريس بضحك و هو يشير بيديه إلى حجم صغير ليبتسم كيفن و هو يجيبه بسخرية

" تخيل طفلا صغيرا كبلاك تماما يحوم بالارجاء، ثلاجة صغيرة متحركة "

حمحم نيك و هو ينفي برأسه و يردد بثقة و فخر يعتز به لحفيده الأكبر

" هذا الحفيد سيكون ابن الحفيد الأول لعائلة روجر لا يسمح لك بالضحك أو السخرية منه أبدا يا عزيزي كيفن "

" و لو كان جنينا ثق بي "

أكد سيزار و هو يشير بيده إلى دارك الذي كان ينظر لكيفن بغضب بسبب وصفه لابنه و حفيده بثلاجة ليرفع الآخر كتفيه بعدم اهتمام و كأنه لم يقل شيءا لتقول أماندا بصراخ عندما لاحظت أن ايما لا تزال ترتشف من كأس نبيذها الأبيض بعدم اهتمام أبدا

" لا يجب أن تشربي يا إيما انت الآن حامل "

" المشروب يضر الحامل عزيزتي "

قالت ايرينا مؤكدة ما قالته اماندا لترمش ايما بعينيها و هي تتابع ما يقولون بعدم تصديق حقيقي. هل حقا كل هذا لأنها أخبرتهم بأنها حامل؟ فكرت بداخلها

في نفس الوقت، حينما كانت عائلة روجر تتحدث بفرح و حماس عن الطفل القادم كانت عائلة خوسيه العكس، ليقول ألكسندر بعدم تصديق و صدمة تامة

" يا إلهي إيما لماذا فعلت ذلك؟"

بينما حرك إيفان رأسه يمينا و يسارا و هو يقول بجدية لا مزاح بها

" انت و زوجك لا تزالان على خلاف صغيرتي و الآن سيكون هناك طفل بريئ بالوسط لا أظن بأن الأمر سينجح "

" انظري لماث عزيزتي، حالته خير مثال على الأمر "

قال ألكسندر من جديد ليمرر ماث يده على وجهه فهو إلى الآن لم يستوعب بأن سيليا كانت أنانية لدرجة أنها لم تفكر باخباره بأنها ستعلن عن خبر طلاقهم بيوم كهذا وسط الجميع دون الاهتمام لصورته أمام كلا العائلتين

" الحمل الأول يكون صعبا قليلا طفلتي و لكن لا تقلقي سنهتم بك جميعا "

قالت ايزا بفرح و هي تنظر لايما التي لا تزال صامتة وسط الضجة التي صارت بسبب كلمة واحدة منها، فمن الجهة اليمنى كانت عائلة روجر تتناقش عن مستقبل الطفل على عكس عائلة خوسيه الذي يظنون أن الأوان لم يحن لوجود طفل.

استدارت بهدوء لتنظر لذلك الذي يجلس بجانبها، كان بلاك لا يزال يأكل بهدوء و كأن الأمر لا يعنيه أو يهمه بتاتا لتميل برأسها أكثر دون إبعاد عيناها عنه ليضع الشوكة و السكين اخيرا فقد شعر بها تنظر له منذ اللحظة الأولى

رفع المنديل الأبيض و مسح فمه برقي اخذا كل وقته ثم أدار وجهه و هو ينظر لها بخمول ليرفع بعدها حاجبيه ببرود و قلة صبر طفيفة لتبتسم عالمة بما يفكر الان

رفعت ايما كتفيها بعدم اهتمام لتقول بهدوء مسكتتة الجميع بينما كانت توجه كلامها لبلاك الذي كان لا يزال ينظر لها و كأنه يقول 'حقا؟' بعينه دون الحاجة لنطقها

" كنت امزح بيبي "

عادت بذاكرتها إلى ذلك اليوم حيث أغلق عليها بلاك و سيب بمكتب بلاك بالشركة و هناك بأحد الادراج عثرت على ملف باسمها و الذي لم يكن شيءا آخر سوى ملفها الطبي بعد الحادث الذي تعرضت إليه. اللعين يملك ملفها الطبي نفسه الذي كان يحمله طبيبها عندما فحصها و لكن بلاك ظل طوال الوقت ينكر ذهابه إلى المشفى بل أخبرها بأنه لا يعلم بأمر الحادث بتاتا. أليس رومانسي هذا الوغد الوسيم؟ فكرت بداخلها و هي لا تبعد عيناها السوداء من خاصته و التي بدورها كانت سوداء غامقة كاسمه تماما

" اذا هل انت حامل ؟"

قالت آنا و هي تمرر نظرها بين أخيها و زوجته الساكنين لتتوجه بعد ذلك اعين الجميع عليهم ليلاحظوا و أخيرا النظرات التي كانت تدور بين الزوجين الهادئين بشكل لا يمثلهم ابدا

غمزت ايما بلاك الذي حرك رأسه بعدم تصديق بسببها ثم استدارت تنظر لانا التي لا تزال تنتظر إجابة كحال الاخرين لتحمل كأس نبيذها من جديد و ترتشف منه بتمهل قبل أن تجيبها بثقة

" لا، لست حامل. بالحقيقة أردت أن اخرجكم من جو التعاسة و الحرب الصامتة التي كنتم تعيشون بها قبل لحظات "

ضحك بلاك بسخرية و هو يأخذ كأسها من يدها لأن خاصته كان فارغا ليرتشف منه بهدوء و هو يجيبها بسخرية متعمدة

" حقا بيبي؟ تمزحين مع هؤلاء؟ بأمر كهذا؟ ألم تجدي كذبة لعينة أخرى ؟"

مدت يدها كمحاولة منها لتستعيد كأسها و لكن الأخير وضعه بيده اليسرى من الجهة الأخرى مانعا إياها من الوصول إلى الكأس لتزفر ايما بغضب و هي تكتف يديها على صدرها لتقول بغضب و هي تواجه نظرات الجميع التي كانت تحاول جاهدة تجاهلها بتناولها المشروب الذي كان بين يديها على الاقل قبل أن يأخذه زوجها اللعين

" ماذا؟ ظننت ان الأمر ممتع "

إن كان ما قالته المرة الأولى صدمة فما قالته الان صدمة مضروبة بعشرة حرفيا. فتح الجميع افواههم بعدم تصديق ليكسر ألكسندر الصمت الذي عاد مجددا و هو يقول بتساؤل ما كان يدور بعقل الجميع

" اذا انت لست حامل أليس كذلك؟"

نفت برأسها و هي ترفع كتفيها ببراءة مصطنعة لتتحدث بنبرة هادئة بينما ترفرف بعينيها كطفل صغير يحاول التهرب من عقوبة والديه

" لا لست كذلك "

" الحمد لله "

أخرج ألكسندر الهواء الذي كان يحبسه بداخله منذ سماعه لقنبلة ابنته و لكن تأكيدها لأن كلامها كان مجرد مزحة لعينة اراحه قليلا.

" اللعنة"

في حين أن دارك شتم بغضب و هو يعقد حاجبيه ينظر لايما و كأنه سيقتلها بسبب كذبتها تلك بينما هي ترمش بعيناها ببراءة بوجهه ليحرك بلاك رأسه يمينا و يسارا بهدوء من جديد عندما لاحظ النظرات بين زوجته و والده اللذان كانا كالأطفال بكل ما للكلمة من معنى

" انا لم أكن أمزح "

قطع ذلك الهدوء الطفيف صوت سيليا الحزين التي كانت تنظر ليديها التي تضعها بحضنها غير قادرة على مواجهة نظرات اي احد منهم.

" ماذا تعنين عزيزتي؟"

قالت غلوريا الجالسة بجانب سيليا تماما و هي تمرر يدها فوق شعرها الاشقر لتعض الأخيرة شفتها السفلية بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها قبل أن تضيف بنبرة مترددة

" انا.. انا.. و ماث.. تطلقنا "

رمش دارك بعينيه مرة و مرتين قبل أن ينظر لماث الذي لم يبعد عينيه عن سيليا و كأنه يريد منها أن تنظر باتجاهه لينظر بعدها دارك لسيليا التي لا تزال تخفي وجهها بابقاء نظرها ارضا

" كيف تطلقت و نحن للان لا نعلم كيف تزوجت ؟"

" اذا كنت تريدين الطلاق بهاته لماذا تتزوجين من الاصل؟"

تحدث كريس بهدوء و هو ينظر لسيليا لينظر له كيفن بنظرات معاتبة لعله يغلق فمه و لكن كريس كعادته لم يهتم بل رفع كتفه الأيمن بعدم اهتمام ليقلب الآخر عينيه على صديقه الذي لن يتغير أبدا

بدأت الأسئلة من جديد تطرح فوق الطاولة، فهناك من يسأل سيليا عن سبب طلاقها و هناك من يسأل ماث الذي لم يتفاعل مع أحد بل لم ينظر لهم حتى في حين العديد من التساؤلات كانت تطرح

" و لكن انت حامل عزيزتي "

قالت أمارا و هي تحاول جعل سيليا تتفاعل معها و لكن لا شيء، في حين نظر ألكسندر لابنه و هو يقول بعتاب

" كيف تطلق زوجتك و هي حامل أيضا يا ماث؟"

" أخي لماذا قمت بذلك ؟"

قال إيفان بصدمة و هو ينظر لأخيه، فهو و سارة من يعرفان حقيقة ما حصل و يعلمان بأن ماث ليس بخائن كما تظنه سيليا.

كان الجميع يتحدث و هم يحاولون الوصول لإجابة توقف تساؤلهم و لكن كلا الزوجين كانا صامتا لتتحدث سيليا أخيرا بنبرة جامدة و قد رفعت رأسها لتنظر للجميع بعيون زجاجية بسبب الدموع المجتمعة بها

" تزوجت بالمحكمة و تطلقت بالمحكمة كما يفعل الناس الطبيعيين "

إجابة باردة لا معنى لها و لا مفهوم، اجابة كانت كالسكين الذي يطعن قلب ماث فهي تحدثت و كأن طلاقهم شيء من الاشياء العادية و الطبيعية. ألم تبكي ليلا كما حصل معه؟ ألم تجلس تنظر لصورته بشرود و هي تستعيد الذكريات كحاله؟ هل هو وحده من يتألم أم ماذا؟ فكر ماث و هو يضغط على كف يده بقوة و كأنه يذكر نفسه بأنه يجب عليه أن يتحكم بنفسه و لا يترك مشاعره تتغلب عليه

" لماذا قمت بذلك يا ابنتي؟"

تحدثت ايزا بنبرة متفهمة و هي تنظر لسيليا ليخرج ماث من شروده أخيرا. حقا هو لا يعلم ما حصل معهم، يتذكر بأنه و بعد ما حصل بسبب راما اتصلت به بيوم تخبره عن الطلاق، لم تعطه فرصة لتحدث و لم تعطه فرصة لشرح نفسه و ما حصل

" لدي اسبابي "

قالت سيليا من جديد و هي تشعر بأنها قد قامت بالشيء الصحيح، أليس كذلك؟ هي غير واثقة تمام كل ما تعرفه أن هذا الأحسن للجميع

" لا تكوني غبية سيلي، هناك طفلة بداخلك تحتاج والدها "

قالت ايريس بغضب و هي تضع كأسها بقوة فوق الطاولة ليضع كاي يديه فوق خاصة ايريس لعلها تهدأ لتنظر لها سيليا بترقب قبل أن تعانق بطنها و هي تجيبها

" انا معها، انا و هي جيدين مع بعضنا "

ضحكت ايريس بسخرية لتقول بغضب تام، غضب شرح أفكار و ما يدور بخواطر الجميع

" انت أنانية سيليا، انت لا تعلمين ما الذي يعنيه أن تعيش طفلة صغيرة بعيدة عن والديها "

دفعت ايريس الكرسي لتقف من مكانها و هي تكمل بغضب بينما يديها تمر بداخل شعرها الاشقر بعصبية

" أنا أعلم ما الذي يعنيه ذلك، انا أعلم ما معنى التوق لوالد يعانقك عندما تشعرين بالخوف ليلا، انا أعلم ما معنى الحاجة لام تهتم بك. والدي كانا مجبوران على ما حصل و لكن انت.. انت أنانية لدرجة لم تفكري بتلك البريئة التي تكبر بداخلك و ابعدتها عن والدها قبل أن تخرج إلى الدنيا حتى "

" انا لن أتخلى عن طفلتي، أبدا "

صدر صوت ماث الواثق مقاطعا كلام ايريس، لتنظر له بعدم تصديق و غضب قبل أن تقول بخيبة أمل كبيرة

" اطلبا العفو من تلك الطفلة التي دمرتم حياتها بغبائكم "

ختمت كلامها بالتوجه إلى غرفتها، أن يعيش طفل بعيدا عن والديه شيء صعب و أن يجبر على ذلك شيء أصعب. ايريس الطفلة التي اختطفتها جدتها من والديها هي أكثر شخص قادر على تفهم ما قد تمر به ابنة سيليا و ماث و لكنهما لا يستوعبان الأمر بتاتا

" لن تتخلى عن طفلتك و لكنك تخليت عن زوجتك أليس كذلك؟"

قال كاي و هو يبعد عينيه عن منحى ذهاب ايريس ليجيب ماث بنبرة حزينة و متؤلمة واضحة للجميع

" لا أريد فرض نفسي على شخص لا يريدني "

يا له من امر محزن، يا له من عذاب أن يكون الأفضل لحبيبك هو رحيلك و ابتعادك اذا ماذا ستفعل الطرف الآخر، هل يظل غصبا ؟ ام يحقق رغبة نصفه الآخر؟ الذهاب هو الحل لاننا نفكر بمن نحب حتى لو كان على حساب قلبنا.

عضت سيليا شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي بدأت بالنزول لتقول بنبرة جامدة

" هذا افضل... أفضل لي.. لطفلتي.. لماث.. و للجميع"

أومأ ماث برأسه بهدوء بينما تنزلق دمعة من عينيه اليسرى لم يشعر بها ليقف من مكانه و يغادر القصر تماما غير قادر على تحمل ما يحصل أكثر.

نظر إيفان لسيليا بنظرات عتاب فأشاحت وجهها للجهة الأخرى لتجد سارة التي كانت تجلس بجانبها من الجهة الأخرى تنظر لها بصدمة، عتاب و غضب. عقدت سيليا حاجبيها بعدم فهم لأن سارة كانت دائما الأقرب لها و أكثر شخص يفهمها و يتفهمها.

" ستندمين على ما قمت به و لكن مع الأسف سيكون الأوان قد فات "

نطق إيفان بهاته الكلمات الغير مفهومة للجميع سوى لسارة، قم استأذن من الباقي ليغادر و هو يفكر باللحاق بأخيه فقط. ليقف ألكسندر و ايزا و فريدريك من أماكنهم أيضا

" سيد فرناندو نحن لم نتحدث للان عن خطوبة بيلا و مارك "

قال نيك و هو يقف مواجهة لفريد الذي استدار ينظر لابنته التي تجلس بجوار إيما ليحمحم بهدوء قبل أن يتحدث

" سيد روجر، كما أخبرت بيلا من قبل انا أحترم الحب، و احترم رغبة طفلتي الوحيدة و اذا كانت سعادتها ستكون بجوار مارك و بزواجهم انا موافق و لكن كما ترى.."

" طلاق سيليا و ماث شيء لا يمكننا غض البصر عنه، نحن عائلة و يجب أن نحترم حزن أفراد العائلة أيضا لذلك سنؤجل ذلك إلى وقت آخر "

قاطعها بيلا والدها عندما اكتشفت بأنه لم يفكر بأن يبعدها عن مارك أبدا لذلك كان قرار التأجيل الشيء الأول الذي يخطر ببالها إلى أن تجد حلا لما أوقعت نفسها به.

عض مارك شفته السفلية بهدوء و هو ينظر لبيلا بنظرات ذات معنى لعلها تقفل فمها و لكنها تعمدت عدم النظر ناحيته أبدا.

" نستأذن منكم الآن، شكرا على حسن ضيافتكم "

تحدث فريد و هو يمد يده لنيك الذي صافحه ليصافح الآخرين بعضهم البعض للمغادرة. كان ألكسندر يضع يد ايزا بين يديه و هو على وشك الخروج ليستدير يبحث بعينيه عن ايما ليجدها لا تزال جالسة بجانب بلاك بهدوء

" إيما صغيرتي سننتظرك بالقصر "

رفع بلاك رأسه و كأن الكلام موجه له و ليس لها، لتعقد ايما حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده فهي أخبرته بأنها ستكون بمنزل والدتها لتقول بعدم فهم

" هل هناك أمر ما؟"

" أجل، لا تتأخري سننتظرك "

أومأت برأسها دون النطق بحرف ليغادر ألكسندر و زوجته و خلفهم فريد الذي كانت بيلا تتعلق بذراعه ليتوقف عند سماع صوت من الخلف

" سيد فرناندز، سأوصل بيلا للقصر سالمة و لكن الآن أريد التحدث معها بموضوع مهم للغاية "

نظر فريد لمارك الذي كان يتحدث باحترام و رسمية ليبتسم بهدوء و هو يومىء برأسه ليقبل جبين طفلته قبل المغادرة

" ليس هناك ما نتحدث عنه"

قالت بيلا بغضب بعد أن غادر والدها و عائلة خوسيه ليبتسم مارك بوجهها بطريقة شيطانية و هو يقترب منها

" سنرى بخصوص ذلك الآن "

قال ببرود و هو يمسكها من ذراعها متوجها إلى غرفته و هو يتعمد عدم الاستماع لصراخها و احتجاجها

بالجهة الأخرى، كان الجميع ينظر لسيليا بنظرات مختلفة و كل منهم لديه بظل السؤال عشرة يدور بداخله

" لماذا قمت بذلك سيليا ؟"

قالت اماندا بعقلانية و هي تنظر لسيليا التي كانت لا تزال غير قادرة على النظر بوجه أحد. و عوضا عن سماع جواب سيليا نظر الجميع باتجاه ايما التي تحدثت بجمود

" لأنها غبية "

" إيما "

قالت أمارا و هي تنظر لها لتستدير لها الأخرى و تنظر لها بهدوء لتتحدث مكملة

" ماذا ايما؟ هل أخطأت؟ لا. هل كذبت؟ اكيد لا "

" بالحقيقة أنا اتفق مع إيما "

نظر الجميع لانا التي تحدثت بهدوء و هي تنظر لسيليا بعتاب ليتحدث كيفن بتساؤل

" لماذا يا ترى؟ ألم تتذكري حالتها يوم عادت تبكي للقصر "

" حقا أبي لا تنسى بأن ماث قد أطلق على نفسه من أجلها و هي لم تهتم بتاتا "

قال توم مذكرا الجميع بما حصل بحديقة القصر قبل فترة ليست بالبعيدة لتصرخ ايما و هي تقف من مكانها

" ماذا قلت؟"

توجهت أنظار الجميع إليها ليتذكروا بأنها لم تكن بالقصر بذلك الوقت ليلعن توم نفسه لانه تحدث دون انتباه

توجهت إيما إلى سيليا لتمسكها من ذراعيها موقفة إياها من الكرسي. وقفت سيليا و وضعت يدها على بطنها لتزيل يد إيما من على ذراعها

" هل انت غبية أم ماذا؟"

" إيما ما الذي تفعلين؟"

قال دارك و هو يقترب من الفتاتين بسرعة، نظر لابنه ليجد بلاك على حاله يجلس بشموخ على الكرسي و هو لا يزال يرتشف من كأس نبيذ زوجته بينما يتابع ما يحصل و كأنه فلم أو عرض سينمائي

" افعل ما يجب عليكم فعله. ماث.. اللعنة ماث هو الشخص الأكثر عقلانية و جدي بكل العائلة، ماث لا يؤذي أحدا و لا يكسر قلب أحد و لكن هاته السيدة لم تفكر بذلك أبدا و داست بقدمها على أخي من أجل غبائها "

صرخت ايما بغضب و جنون فمعرفة ان ماث قد أطلق على نفسه جعلت أعصابها تنفجر، لا أحد يستطيع أن يعرف ماث أكثر منها، لقد كان أكثر من مجرد أخ بالنسبة لها، لقد كان الحامي و الحنون عليها.

" ماذا لو كان أخيك مخطئ هذه المرة؟ ماذا لو كان قد ظلم سيليا حقا؟ "

قال كريس و هو يقف أمام سيليا بحماية لتفتح ايما عيناها بعدم تصديق على ما سمعته ثم ضحكت بسخرية و استهزاء قبل أن تجيبه

" مع كل احتراماتي و لكن لو أطلق شخص على نفسه من أجل شخص آخر فهنا يتوضح من الصح و من المخطئ "

كلامها زرع الشك بداخل الجميع، حسنا كل كلمة قالتها هي خير دليل على صدق ماث و لكن سيليا لم تقم بما قامت به بدون سبب. أليس كذلك؟

" كما تعرفين انت اخاك و تثقين به، نحن نعرف سيليا و نثق بها أيضا "

قال كيفن و هو يواجه إيما التي قلبت عيناها بعدم تصديق و هي تضحك بسخرية قبل أن تضيف بجمود

" أجل تعرفونها جيدا، لذلك كنتم على علم بأنها كانت بعلاقة مع أخي لأربع سنوات، كما كنتم تعرفون بأنها تزوجت.. "

" يكفي ... توقفي.. "

صرخت سيليا التي كانت ترتجف مكانها و دموعها تشق طريقها على خدها بهدوء لتقترب من إيما الغاضبة ثم قالت و هي تشير لها

" لا تقومي باعطائي محاضرات و انت لم تصلحي حتى علاقتك بزوجك "

رمشت ايما بعينيها عندما سمعت ما تتحدث عنه سيليا ليصدر صوت بلاك البارد من الخلف

" سيليا "

تجاهلت سيليا التحذير و التهديد الصادر من بلاك الذي و أخيرا تفاعل مع ما يدور حوله لتكتف سيليا يداها على صدرها و فوق بطنها المنتفخة و هي تضيف بسخرية

" اصلحي زواجك و عودي لمنزلك أولا و بعدها حاسبيني "

عضت ايما شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي كانت تحارب للخروج فسيليا على حق، بالرغم من أن كلامها كان احقر من أن يقال و لكن هذه هي الحقيقة.

أبعدت ايما شعرها إلى الخلف بغضب لتقترب خطوة أكثر من سيليا و تنظر لها بغضب قبل أن تتحدث باستفزاز

" على الأقل زوجي ظل معي و يحوم حولي بالرغم من أنني رفضته، على عكسك عزيزتي. قد يكون زواجي غير مستو و لا يضرب به المثل و لكن زوجي يضحي بنفسه من أجلي بغمضة عين و لو وصل الأمر إلى الطلاق يقتلني و لا يطلق "

رمشت سيليا عدة مرات عندما سمعت تلك الكلمات الجامدة من ايما، شعرت بأنها حقا فقدت ماث و خصوصا بعد الطلاق هو لم يعترض بل وقع بصمت على عكس بلاك الذي أقام القيامة فوق رأس الجميع.

" أظنك استوعبت ما أقصد سيلي "

قالت إيما بسخرية قبل أن تتحرك إلى فوق تحديدا إلى غرفة مارك لتحدث بيلا .

بغرفة مارك، كان كلا الزوجين يتشاجران كعادتهم خصوصا بعد أن أعلنت بيلا قرار تأجيل الزواج و الذي لن يقبل به مارك أبدا و لو اضطر لحذف الخطوبة و جميع المراسيم.

" اللعنة ما الذي فعلته لقد جعلتني أبدو غبيا "

صرخ مارك بغضب و هو يغلق الباب خلفه بقوة لتشهق بيلا و هي تضع يدها على قلبها بسبب الصوت لتتنفس بهدوء قبل أن تجيبه بثبات

" عزيزي انت غبي بالفعل "

فتح مارك عينيه بقوة و هو يستمع لكلماتها ليعض شفته بقوة يحاول بذلك السيطرة على نفسه قبل قتلها، فلو كانت شخصا آخر لكان وضع رصاصة بمنتصف جبهتها و لكن هي تظل حبيبة القلب و لو كانت عنيدة

" استمعي لي جيدا سنتزوج و لو كان بتوقيع العقد عند المحكمة فقط لا أهتم لذلك لا تحاولي "

" ماذا؟ انا لن أتزوج بذلك الشكل اتسمع "

صرخت بيلا بغضب فكأي فتاة هي أيضا تريد زفافا و فستانا ابيضا، لا زواج يكون فقط بالتوقيع.

" لمعلوماتك فقط، نحن من الأصل متزوجين انا فقط و لطيبة قلبي قررت منحك فرصة لتجهزي الزفاف الذي كنت تحلمين به دائما "

" أبي لا يعلم بأننا متزوجين، لذلك استمع لي جيدا سنحاول الوصول لحل وسط ما رأيك "

قالت بيلا بهدوء تحاول جعل مارك يعود عن قراره لعله بتأجيل الزفاف قد تستطيع التوصل لحل ما و الهرب منه

" لا تحاولي قطتي، لا تأجيل، لا لعنة خذي فستانا أبيض و ارتديه و انتهينا "

" ما.."

كانت بيلا على وشك الصراخ عندما فتح باب الغرفة و دخلت ايما الغاضبة لينظر لها كلا الزوجين بعدم فهم و قبل أن يتجرأ أحد على السؤال كانت ايما قد بدأت بالشتم و اللعن بجنون و هي تردد

" كيف تتجرأ؟ لقد تم تدمير حياتي من أجل أختها، كيف تسمح لنفسها بقول شيء كهذا لي ؟"

كانت ايما تتحرك يمينا و يسارا بغضب و هي تحرك يدها بداخل شعرها بعصبية ليتمتم مارك بهمس لبيلا التي تقف بجانبه

" ما بها؟"

" يبدو أن شخصا ما اغضبها "

" و ما دخلنا نحن؟"

قال مارك بعدم فهم حقيقي لتستدير بيلا و تنظر له بصدمة و كأنه قال شيءا لا يجوز أبدا ليعقد حاجبيه بعدم فهم و هو يسألها من جديد

" ماذا هناك؟"

" بين النساء نحن نخبر بعضنا، إذا لم تخبرني يصبح الأمر غريبا. لا يهم، أخرج لأنه و على ما يبدو هناك وضع عاجل "

" و لكن لقد كنا نتحدث "

دفعته بيلا متوجهة إلى باب الغرفة لتقول و هي تخرجه من غرفته

" هذا أهم عزيزي، نكمل حديثنا فيما بعد "

" و لكن.."

و قبل أن يكمل أغلقت الباب بوجهه ليرمش بعدم تصديق و هو يطالع باب غرفته المغلق الذي طرد منه ليحرك رأسه بعدم تصديق قبل أن يتحرك لتستدير بيلا إلى إيما التي كانت تجلس على الأريكة لتسرد لها ما حصل بالأسفل و ما قالته سيليا

" سيليا لماذا فعلت ذلك؟ اللعنة انت تعلمين بأن بلاك من ظلم إيما كيف تسمحين لنفسك بتذكيرها بذلك "

قال نيك بغضب فالجميع أخطأ بحق إيما لعدة مرات و لكن سيليا اذلتها بزواجها بكل سهولة

" و ماذا عن الكلام الذي قالته هي؟"

صرخت سيليا و هي تبكي ليمسح دارك براحة يده على وجه بنفاذ صبر قبل أن يتحدث

" زواجك و زواجها من المستحيل أن يتساويا يا سيليا، لا تنسي بأنك أنت من تطلقت و انت من طلبته لم يجبرك أحد "

" و لكن.."

فتحت فمها لتحتج ليضع بلاك الكأس بقوة فوق الطاولة فانكسر الكأس تماما لينفض يده ببرود قبل أن يتحدث بنبرة مثلجة غريبة

" لأول و لاخر مرة ستتحدثين معها بهاته الطريقة، عائلتي خط أحمر أجل و لكن إيما.. إيما دائرة حمراء ادوس على الجميع من أجلها و لن أهتم. من يحزنها ادمره و من أسقط دمعة من عيناها ابكيه دما و لن أفكر بمن فعل ذلك "

نظر الجميع بصدمة لبلاك الذي توجه إلى الصالة تاركا جميع أفراد العائلة ينظرون له بصمت و توتر من هذا الاعتراف البارد مثله لتمسك سارة يد سيليا و هي تجرها خلفها لتلحق بها الأخرى بصمت

بالصالة، كان الجميع يجلس بصمت بعد مغادرة عائلة خوسيه و سيليا و سارة ليسأل كريس كاي الذي انضم لهم

" كيف حال ايري؟"

" جيدة لقد تكلفت بالأمر، إنها نائمة الآن "

نزلت دمعة من عيني ايرينا التي شعرت بالأسف على طفلتها التي لا تزال لم تنسى بأن جدتها قد حرمتها من والديها و هي مجرد طفلة بريئة

" هي لم تنسى للان "

" هذا شيء لا يمكن لها نسيانه أبدا، و لكن انا معها و بجانبها إلى الأبد لا تقلقي ايرينا "

نظر كريس لكاي بامتنان ليبتسم الاخر بوجهه لتتحدث أمارا بعد فترة بهدوء و تردد بنفس الوقت

" بلاك هل إيما تعلم بشأن طفل كلوديا أم...؟"

" ماذا؟ "

تمتمت ايما بعدم تصديق و هي تنظر لبلاك بعيون مصدومة كليا لتقترب منه خطوتين قبل أن تضيف بنبرة جامدة

" هل لديك طفل من.. من تلك؟ هل لهذا لا تريد أن تبتعد عن ياقتك؟"

توجه نظر الجميع لبلاك الذي كان يلعب بهاتفه و لم يهتم لما قالته والدته و لكن زوجته العزيزة دائما تظهر بالوقت الغير مناسب أبدا ليزفر بملل قبل أن يتحدث

" ايما "

" لا تقل ايما عندما يكون هناك مصيبة بالوسط "

صرخت و هي تشير له باصبعها بغضب، فبعد أن تحدثت مع بيلا نزل كلتاهما إلى الأسفل لتغادر بيلا مع مارك بينما حينما كانت على وشك دخول الصالة سمعت و بنفس لحظة وقوفها أمام الباب كلام أمارا

" يا إلهي اهدئي قليلا "

" أهدىء كيف تريد مني أن أهدىء و تلك العاهرة لها طفل "

رفع حاجبه بسخرية و هو ينظر لها ليميل برأسه على الجانب اليمين و هو يسألها

" و ما الذي يزعجك بالأمر ؟"

رمشت بعدم تصديق عندما سمعت ما قاله لتمسك واحدة من المخداة الصغيرة و ترميها ناحيته بجنون فهو حرفيا كان يستفزها

" هل خنتيني أيها اللعين؟ كيف استطعت فعل ذلك أيها الوغد؟ أقسم بأنني اقتلك اتسمع أقسم..."

" هل قلت بأنه مني؟ "

قال بلاك بملل و برود و هو يمسك المخدة التي رمتها عليه لتساله و هي تعقد حاجبيها استغرابا

" أليس لك ؟"

" اكيد لا "

قال بثقة لتبتسم و هي تجلس على الأريكة و كأن شيءا لم يحصل لتقول ببراءة مصطنعة

" انا اصلا اثق بيبي "

فتح الجميع أفواههم بصدمة، فهي و بخمس دقائق انفجرت بوجهه و الآن تقول بأنها تثق به ليضحك بلاك بسخرية و هو يرفع حاجبيه ليتحدث بعدم تصديق

" اجل كثيرا لذلك كنت ستقتليني قبل دقائق "

" انا؟ متى ؟"

نظر لها ببرود لتبتسم بهدوء و هي تبعث له قبلة بالهواء مما رسم ابتسامة على شفتيه بسبب مجنونته التي لن يفهم عليها شخص آخر غيره

" حسنا أنا سأذهب إذا "

قالت إيما و هي تقف من مكانها لتقول كامي بسرعة

" ابقي هنا عزيزتي لقد تأخر الوقت "

نظر بلاك لايما دون النطق بحرف واحد لتقول بهدوء و هي تنفي برأسها

" لا سأعود للمنزل، والدي ينتظر "

أومأت كاميلا ليبعد بلاك عينيه فبلعت ريقها قبل أن تستأذن ثم غادرت

" الن تلحق بها بلاك ؟"

قال سيزار بهدوء و هو يشير إلى الباب الذي خرجت منه ايما قبل ثوان ليرفع الأخير كتفيه بعدم اهتمام و هو يجيب ببرود

" لا، لماذا سأفعل؟"

" الن توصلها ؟"

قال نيك و هو يحرك حاجبيه بمكر لحفيده الذي نظر له ببرود قبل أن يتحدث

" لديها سيارتها "

تعجب الجميع من أجابته و سكونه ليقف بعد دقائق فقال دارك بسرعة

" إلى أين؟"

" لدي عمل طارئ سأعود "

قال بهدوء و هو يغادر ليضحك كريس بقوة و هو يحمل ورقة نقدية من جيب سرواله ليضعها على الطاولة و هو يقول بتحد

" سيلحق بها "

نظر له سام بعدم فهم و هو ينظر لنقود فوق الطاولة ليسأل بتردد

" لقد قال بأنه لن يفعل أليس كذلك؟"

" هذا دليل على أنه سيفعل ما رأيكم لنتراهن من يقول سيلحق بها ليضع النقود على اليمين و من يقول العكس ليضع على اليسار "

قال كاي و هو يضع نقوده فوق خاصة كريس الذي ابتسم بثقة لكاي ليضع الجميع نقودهم على اليمين مما جعل ساشا تنظر لهم بصدمة كحال سام

" هل حقا سيفعل ؟"

" ابني و اعرفه "

أكد دارك و هو يلف يديه حول خصر أمارا التي ابتسمت و هي تدفن نفسها بحضنه أكثر و أكثر ليقبل جبينها بحب.

دخلت سارة غرفة سيليا و أقفلت الباب خلفهم لتضع رأسها ضد الخشب و هي تحاول ضبط أنفاسها بسبب الغضب الذي تشعر به.

كانت سيليا تقف مكانها و تطالع سارة بعدم فهم و قبل أن تتحدث استدارت الأخرى بسرعة لترفع يدها إلى وقف و تسقطها بقوة على خد سيليا الذي استدار بسبب الصفعة لتصرخ سارة بنبرة غاضبة

" هل عدت لوعيك اللعين الآن؟"

ظلت سيليا متصنمة و كأنها لا تصدق بأن سارة صديقتها و أختها قامت و لأول مرة بصفعها و الصراخ بوجهها لتمسك بها و هي تحركها بين يديها

" لماذا فعلت ذلك؟ ألم أخبرك أن تصبري؟ ألم أقل بأنني سأجد الحقيقة؟ لماذا تتسارعين مع الزمن لتدمير حياتك البائسة؟"

سقطت دمعة من عيني سيليا التي كانت تستمع بحذر لكل ما تقوله سارة و هي لا تجد أي إجابة لتغمض سارة عيناها قبل أن تزفر بهدوء و هي تمسكها من يدها لتجلسها فوق السرير لتضيف

" هل فكرت بأن ماث لم يخنك؟ لم وضعت احتمال أنه لم يقم بذلك؟ لماذا لا تصدقين بأن ليس كل الرجال كذلك العاهر ؟ لماذا لا تؤمنين بأنك لست كوالدتك؟"

" و لكن.. انا.. لقد رأيت.."

تمتمت سيليا و شفتيها ترتجفان بفعل كل شيء، هي مخطئة لأنها لم تستمع لماث، مخطئة لأنها لم تعطه فرصة، مخطئة لأنها لجأت إلى الطلاق و مخطئة لأنها حرمت طفلتها من والدها

لم تتحدث سارة بل حملت هاتفها و فتحت التسجيل الموجود عليه لتضعه بينهما فرق السرير. مع كل كلمة كانت تصدر من التسجيل كانت دموع سيليا تنزل، هذا ما كانت خائفة منه أن يكون ماث مظلوما و هي الظالمة.

بعد أن انتهى التسجيل استدارت سيليا نظرت لسارة و الدموع تشق طريقها على خدها لتطلق العنان لدموعها أكثر و هي تشهق بقوة فهي و بيدها كسر جميع الطرق التي قد تصل بينها و بين ماث إلى الأبد لتعانقها سارة بقوة و هي تحرك يدها فوق ظهرها محاولة مواساتها بالرغم من معرفتها بأن لا شيء سينفع.

وقفت لورين مع لوكاس للمغادرة ليقترب كل من كامي و سيزار من أجل معانقة ابنتهما و هما يوصيانها بالاهتمام بنفسها و طفلها

" إيمي اعتني بنفسك جيدا حبيبتي و اذا احتجت شيءا اتصلي بوالدك "

قال سيزار و هو يقبل يدها و جبينها فهي فتاته الصغيرة و الوحيدة لتبادله ايمي العناق بينما كانت كامي تمسح على شعرها الأشقر الذهبي و هي تردد بحذر

" لا تبقي كثيرا عند جديك عزيزتي، نحن نشتاق لك أيضا "

" لم تكمل الأسبوع بعد يا كامي "

قالت لورين بسخرية و هي تبتسم على هؤلاء الأبوين اللذان لم يتحملا فراق طفلتهما ليومين لتنظر لها كامي بعيون متأسفة و هي تجيبها

" اعلم يا امي و لكنني اشتاق لها كثيرا "

ابتسم سام و هو يحتضن أخته بقوة و حماية ليهمس باذنها بصوت خافت كانت لوحدها قادرة على سماعه

" تعلمين بأنني لن أتردد بمساعدتك بأي شيء أليس كذلك صغيرتي ؟"

ابتسمت ايمي و هي تشتد بعناقها حول أخيها بينما تجيبه بثقة و تأكيد

" أعلم أخي، انت الأفضل "

ودع الجميع لوكاس و لورين مع إيمي و قامت أمارا و اماندا بتوصية ايمي بالاهتمام بنفسها و جنينها لتومئ الأخيرة برأسها مؤكدة ذلك.

كانت تتوجه إلى الخارج خلف لوكاس الذي كان يعانق لورين و هو يرشدها الى الطريق لتشرد و هي تفكر بمكان سيب الذي اختفى بعد العشاء مباشرة

" لهذا لا أريد الزواج "

قفزت ايمي مكانها بخوف عندما سمعت ذلك الصوت الجاد الذي صدر من الظلام لترمش بعدم تصديق و هي تشاهد سيب الذي كان يتكئ على جدار الحديقة لتقترب منه بهدوء

ظلت تنظر له بدون النطق بحرف واحد و كأنها تقرأ أفكاره و لكنه و بالرغم من شعوره بنظراتها ظل ينظر الى السماء المظلمة لتجيبه بسخرية

" أنت لا تستوعب حقا لماذا فعلت كل هذا أليس كذلك؟ لا تفهم سبب مغادرتي الى الآن؟"

وضع سيب يديه بجيب سرواله الأزرق و استدار ينظر لها من فوق الى تحت ليلفت انتباهه بطنها الذي أصبح بارزا قليلا بسبب القميص الذي كان ملتصقا بجسدها

ابتسم سيب بدفء و هو يخطو بحذر شديد ناحيتها ليضع يده فوق بطنها التي تكبر يوما بعد يوم و كأن الجنين يؤكد نموه ثم بدأ يحرك كف يده بحنان فوق بطنها و كأنه يحيي طفله الذي بالداخل لتبتسم ايمي لحركته. ظل كلاهما هادئا لثوان قبل أن يضيف سيب ببرود دون أن يشيح ببصره أو يده عن بطنها

" لا استوعب، لقد أخبرتك أن نتزوج و ذلك بالرغم من أنني لا أثق بالزواج أبدا "

عادت ايمي خطوة للخلف لتسقط يد سيب الذي نظر لها بانزعاج قليلا لتتحدث مانعة إياه من الاحتجاج

" يا إلهي، سيب لقد أردت أن نتزوج و انت مؤمن بذلك أيها الوغد ليس و كأنني اجبرك على الأمر "

مرر الاخر يده على شعره بغضب ليقترب منها و هو يتحدث من بين أسنانه المبشورة بغضب فهي لا تفهم ما يريد كما هو لا يفهم ما تريد

" كيف تريدين مني الإيمان بالزواج و انا قد سمعت اعتراف والدي بأنه اغتصب و عذب امي لسنين و كل هذا بسبب الزواج "

فتحت ايمي عيناها بصدمة مما سمعته لتضع يدها على فمها بعدم تصديق فهذه حقيقة اول مرة تسمعها

" ماذا.. ؟ كيف..؟ "

نظر لها سيب بحذر شديد ليقول بثبات لا خلل به و كأن كلامه لا خطب به بل حقيقي للغاية

" الزواج يظلم العلاقة يا ايمي، فكما دمر والدي والدتي فعل والدك بوالدتك، انا لا أريد ذلك "

ظل ينظر لها بهدوء قبل ان يغادر لتظل تنظر لظهره بصدمة قبل أن يناديها جدها الذي كان ينتظر ذهاب سيب فهو كان و لا يزال ضد فكرة الخروج من القصر من الاساس

" إيمي، هيا صغيرتي سنذهب "

أومأت برأسها و هي تخطو اتجاه سيارة جدها قبل أن تفتح بوابة القصر و تغادر سيارات الحراسة و سيارة كارلوس خلفها

كانت ايما تقود باتجاه قصر خوسيه بعد أن أخبرها ألكس انه يريدها لامر ضروري، و لكثرة تفكيرها بالسبب لم تلمح ان سيارة بلاك السوداء كانت خلفها منذ أن تحركت من القصر ليغادر بعد دخولها لبوابة قصر خوسيه

دخلت إيما القصر بهدوء لا يعكس داخلها لتجد جون و ألكس يجلسان مع بعضهم البعض بالصالة و هما يتحدثان بجدية لتنظر حولها بهدوء قبل أن تسأل

" أين امي؟"

" إنها نائمة، و ماث و إيفان لم يعودا إلى الآن "

أجاب ألكس و هو يبتسم بوجهها لتومئ برأسها قبل أن تتوجه لتجلس مقابلهم و هي تقول بسخرية لاذعة

" اذا ما الأمر الخارق لطبيعة لتطلبا حضوري بشكل طارئ؟ هل هناك مصيبة أخرى لا أعلم بها ؟ ماذا فعلتم أيضا؟"

نظر لها جون بهدوء قبل أن يعتدل مكانه و هو ينظر لعيناها بثقة ليقول بنبرة جدية للغاية

" يجب أن تطلبي الطلاق من بلاك و ترحلي بعيدا عن هنا بأسرع وقت ممكن من أجل سلامتك"

نظرت له الأخرى بهدوء قبل أن تبدأ الضحك بقوة لتضع يدها على فمها تحاول السيطرة على ضحكتها و هي تردد

" يا إلهي.. كانت هاته نكتة جيدة "

" انا لا امزح ايما، انت لا تعلمين أين تضعين قدمك الآن. انت حرفيا وسط حرب لعينة لن يستطيع أحد منا النجاة منها "

صرخ جون بغضب و هو يقف من مكانه ليمسك به ألكس بسرعة يحاول تهدأته قبل أن تصيبه النوبة لتنظر له ايما بتحد و هي تجيبه بكل غرور

" و لماذا سيهمك اذا كنت وسط الحرب أو خارجها؟ هل تذكرت الآن بأن لك طفلة؟ ام ان مشاعر الأبوة و اخيرا تحركت بداخلك؟ "

" انت ابنتي و بالتأكيد أمرك يهمني "

" يا إلهي ستدمع عيني الآن يا رجل "

أجابته باستهزاء و هي تمسح عيناها بتمثيل ليغمض الآخر عينيه بقوة مستنشقا الهواء ليزفر و هو يجيبها بسخرية و قسوة

" لماذا تريدين البقاء؟ هل من أجل بلاك؟ هل تظنين بأن بلاك يهتم لامرك و لو قليلا؟ انت مجرد بيدق بانتقامه لا شيء آخر "

كلمات جون الباردة أشعلت النيران بداخل قلب ايما التي وقفت من مكانها بغضب و هي تضرب الطاولة الاي بينهم بجنون لتصرخ به غير قادرة على الصمت

" هو يحبي اتسمع؟ انا لست لعنة بانتقام اي عاهر منكم اتسمع؟"

ضحك جون بسخرية و هو يحرك رأسه بعدم تصديق ليضيف بنبرة جامدة

"يحبك؟ هل قلت بلاك روجر يحبك؟ هل جننت ايما؟ امثاله لا يعرفون الحب، اللعنة.. امثاله لا يملكون قلوبا من الأساس لكي يحبوا "

" هو يملك، بلاك يفعل ،دارك، نيك، كريس.. الجميع"

قالت إيما بصراخ و هي تعد على أصابع يدها ليجلس جون مكانه من جديد و هو ينظر لها ببرود ليقول بثبات

" هل تعلمين قصة كل علاقة نشأت بتلك العائلة ؟ هل لديك فكرة عن ماض بلاك؟ ذلك اللعين ليس كوالده حتى يا إيما إن كان دارك شيطانا فبلاك من يعلم الشيطان نفسه. ألم تلاحظي أبدا بأنه غيرهم، اللعنة الجميع يتعامل معه بطريقة غير عادية لأنهم يعلمون من يكون بلاك روجر الحقيقي "

" لا اعلم و لا أريد أن أعلم "

قالت إيما ببرود قاتل على عكس الشك و الفضول الذي يصبح أكبر و أقوى يوما بعد يوم ليقول جون بجدية

" لو علمت ذلك لهربتي. انت من بيت الجميع لم تجدي غير بلاك "

" علمت قصتك مع امي و ها أنا لم أهرب "

قالت إيما بسخرية و هي تفتح يداها أمامه بعدم اهتمام ليصرخ جون و هو يضرب بيده الطاولة التي كانت بينهم فبالنسبة له ماريانا شيء مقدس

" لا تقارني بيني و بينهم "

" حقا؟ لماذا يا ترى؟"

قالت إيما و هي تكتف يديها على صدرها ليجيبها بغضب

" انا خائن أجل و لكنني خائن لزوجتي و ليس لوالدتك. انا لعين و عاهر و لكنني لن اصل لربع ما قام به أفراد عائلة روجر... إنهم ليسوا بشر"

نفت ايما برأسها و هي تحمل حقيبتها لتغادر و هي تجيبه بثقة

" انهم كذلك بالنسبة لي"

توجهت بخطواتها ناحية الباب ليلحق بها جون و هو يردد كمحاولة لاقناعها

" انت لا تفهمين هم لا يعرفون الحب.. هم مهووسين و متكلمين لما يملكون فقط لا مكان للحب بقلوبهم "

استدارت تنظر له بسخرية بسبب ما قاله لتجيبه بتهكم

" بل انت مخطئ، هم اكثر من يعرفون الحب، لأنه إضافة على هوسهم و جنونهم هناك حبهم القوي الذي لا يهتز أبدا "

ضحك جون بسخرية و هو يراها تفتح باب القصر ليقول من خلفها

" هناك حب وحيد بقلوبهم ايما حبهم للمافيا، انت لم تري الجانب المظلم لحياتهم بعد "

تجاهلت الأخرى كلامه و هي تكمل خطواتها إلى سيارتها لتقود لمنزل والدتها بينما عقلها يرسم الآلاف من القصص الجديد عما حصل بالماضي لتتذكر كلاي.

عندما أوقفت سيارتها أمام باب المنزل أخذت الهاتف لتتصل بكلاي بينما تخطو إلى داخل المنزل ليجيب بعد ثالث رنة لتتحدث اولا

" كلاي "

" بلاك المؤنث ؟ هذه انت؟"

قال كلاي بعدم تصديق فعندما تحدثا بالمقهى ذلك اليوم أعطاها رقمه و قد أكدت له بأنها لن تتصل به أبدا لأنها لن تحتاج لذلك ليجبرها على حفظ رقمه لديها في حال اذا ما غيرت رأيها

" أين انت ؟"

تجاهلت ايما صدمته و سألته من جديد لتسمع صوت ضحكته الساخرة من الجهة الأخرى قبل أن يتحدث

" آخر شخص سألني هذا السؤال كان والدي عندما كنت بالخامسة من عمري "

" لا تمزح يجب أن نتحدث الأمر طارئ "

" لمعلوماتك فقط عندما يكون هناك امر طارئ يجب أن تتصلي بزوجك لا عدوه "

" سنلتقي فيما بعد و نتحدث "

ختمت كلامها بسرعة و أغلقت الهاتف بوجهه لينظر للهاتف بصدمة و هو يحدث نفسه

" هل أخبرتها من قبل بأنني صديقها لتتصل بي متى ما أرادت؟ يا إلهي هذه المستبدة كزوجها تماما و كأنهما توأمين "

نظر كلاي لساعته ليكتشف بأن منتصف الليل قد مر ليقوم من مكانه و هو يعود لسيارته فقد حان وقت العودة.

قبل كل هذا الوقت، بقصر كلاي كان ديف يجلس بجانب ميرا و هو يطالع كعكة ميلاده بهدوء فبكل يوم ميلاده لا يحضر والده و يختفي إلى اليوم الذي بعده

" ميرا أين أبي ؟"

تحدث ديف الذي كان يضع قبعة الحفل فوق رأسه و ينظر لها بعيون تلمع لتعض الأخرى شفتها السفلية بقوة تحاول العثور على شرح لتقول بتردد

" بالطريق صغيري.. هو بالحقيقة..لديه عمل.."

" هو لن يحضر أليس كذلك ؟"

قال ديف بحزن و هو ينظر ليديه الصغيرة بحضنه، فهذا يكون عيد ميلاده الخامس و نفس الأمر يتكرر كل سنة يحظى بحفل عيد ميلاد مع ميرا أو جده

" من قال هذا ؟ هو سيحضر اكيد"

قالت ميرا بسرعة و هي تجلس ديف بحضنها بينما يدها تمر على شعره الأشقر كخاصة والده و كأن الابن و والده نسخة واحدة مما جعل هوية أم ديف مجهولة للجميع

" هو لا يحضر أعياد ميلادي أبدا يا ميرا"

قال ديف و هو يدفن وجهه بعنقها لتقبل رأسه بحنان بينما تجيبه بثقة و تأكيد

" لديه عمل لولا ذلك لكان هنا"

" كل سنة بنفس اليوم يكون لديه عمل "

أمسكت ميرا بديف و اوقفته بجانب الكعكة الجميلة لتضع قبعة الإحتفال فوق رأسها و هي تجيبه بحماس تحاول بذلك أن تبعد تفكيره عن والده

" حبيبي أنا هنا معك، لنحتفل سوية"

اقترب ديف من ميرا الواقفة ليعانق رجليها بقوة و هو يقول بعيون دامعة

"لا تتركيني ميرا انت أمي انا "

" لن اتركك أبدا يا طفلي"

انحنت لتصل لطوله لتعانقه بقوة ثم قبلت رأسه و احتفل كلاهما إلى أن نام بحضنها لتقوم بحمله و وضعه بغرفته قبل مغادرتها.

أقفلت باب غرفة ديف خلفها ليثير انتباهها ذلك الباب الخشبي و الذي يكون غرفة كلاي الخاصة التي تقترب منها. توجهت بخطواتها إلى غرفته لتتردد و هي تضع يدها على مقبض الباب المزخرف

" هيا ميرا، هو ليس هنا، و انت ستعودين لمنزلك قبل حضوره لن يحصل شيء "

تمتمت لنفسها و هي تفتح باب الغرفة لتتفاجىء برؤيتها لأن غرفته كانت عكس ما تتصوره، فقد كانت أنيقة بشكل دافئ، صور ديف و كلاي بكل مكان بالغرفة حيث كان هناك حائط يحمل العديد من الصور لكلاي برفقة صغيره.

كان يوجد بجانب سريره العديد من الأوراق المزخرفة و التي لم تكن بشيء آخر غير رسومات ديف التي يرسمها بأوقات فراغه و لعبه لتبتسم ميرا بسبب هذا التصرف فشخص آخر كان ليرميها و لكن كلاي كان يحتفظ بجميع الرسومات بل و يكتب تاريخ اليوم أسفل كل واحدة.

ظلت تتنقل من مكان إلى آخر دون أن تنتبه للوقت الذي صار بعد منتصف الليل لتشهق بصدمة و هي تستمع لصوت سيارة كلاي مما جعلها تهرع إلى الأسفل بسرعة

دخل كلاي و هو ينظر للقصر الفارغ ببرود ليعقد حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لميرا التي تجمع أغراضها بداخل حقيبتها

" لماذا لم تغادري؟"

" اعتذر سيدي، لقد أخذنا الوقت انا و ديف و لكن لا تقلق لقد وضعته بغرفته و هو نائم الآن "

أومأ كلاي برأسه و هو يزيل ربطة عنقه متوجها للبار الصغير على الجانب، لتتوجه ميرا إلى الخارج و لكنها توقفت وسط الطريق لتتنفس بعمق قبل أن تتحدث

" سيد كلاي "

تجاهلها كلاي الذي كان يضع لنفسه كأسا من مشروبه فهذا اليوم بكل سنة يجعله يتذكر أشياء لا يريد تذكرها أبدا لتتحدث ميرا بإصرار من جديد

" سيد كلاي إن ديف"

تجاهلها من جديد لتخفض رأسها و هي على وشك الخروج لتظهر صورة ديف الذي كان يبكي أمام عيناها فاستدارت تنظر له بغضب قبل أن تصرخ به و لأول مرة

" انا أحدثك لماذا لا تستمع لي؟"

نبرة صوتها الجديدة بالنسبة لكلاي لفتت انتباهه فاستدار ينظر لها بعيون باردة و حاجب مرتفع و هو يقيمها بنظرته ليقول بجمود

" لا ترفعي صوتك بوجهي "

" إن.. "

شعرت بالخوف بسبب نبرة صوته لتتردد قبل أن تتحدث و لكنه قاطعها و هو يرتشف من كأسه ليقول بسخرية

" هو ابني و لا دخل لك به لا تتصرفي و كأنك والدته"

كلماته القاسية اسقطت دموعها، ديف بالنسبة لميرا اكثر من مجرد طفل تراقبه بل هو اقرب شخص لقلبها. نظرت له بعتاب لتغادر إلى الخارج و هي تبكي، ظلت تقف عند الباب لفترة لا تفعل شيءا غير البكاء ثم عادت إلى الداخل لترمي حقيبتها ارضا و تصرخ بذلك الذي كان ينظر لكاسه الذي بيده

" قد لا يكون ابني و لكنني احبه أكثر مما تفعل "

نظر لها كلاي بعيون جامدة ليقول و كأنه لم يسمع كلامها

" ماذا؟ ماذا؟"

" كما سمعت "

صرخت و هي تضع يدها أمام صدرها ليضع الكأس بغضب فوق البار قبل أن يصرخ بها

" لا تتحدثي معي بهاته اللهجة الحقيرة؟ من تظنين نفسك ؟"

" قد أكون مجرد مربية بالنسبة لك و لكنني أكثر من ذلك بالنسبة ل.."

أجابته ميرا بثقة رغم أن داخلها يرتجف خوفا ليقاطعها و هو يقف من مكانه

" لا تحاولي تصنع دور والدته لكي تصلي لتلك الأهداف الحقيرة مثلك"

ظلت ميرا متجمدة و كأنها تحاول استيعاب ما قاله قبل قليل لترمش بعيناها طاردة الدموع المجتمعة بها لتضيف

" أجل قد أكون حقيرة و لكن هذا لأنني اهين نفسي و أتحدث مع شخص مثلك"

تحرك كلاي من مكانه ناحيتها و هو يردد من بين أسنانه المبشورة بغضب

" ما الذي قلته لتو؟"

عادت للخلف مبتعدة عنه لتقول بسرعة

" ما لون ديف المفضل ؟"

وقف مكانه و نظر لها بعدم فهم و هو يرمش بعينيه لتجيب بثقة

" الأزرق "

" ما هو حيوانه المفضل؟"

قلب كلاي عينيه و هو يجيبها

" كلب؟ "

حركت رأسها نافية و هي تصحح له

" طائر.. بل عصفور تحديدا "

ظل ينظر لها بعيون مصدومة لتساله من جديد

" ما حلم ابنك الأكبر ؟"

رمش بعينيه و ظل صامتا يريد سماع اجابتها لتقول بهدوء

" ان يحصل على عائلة. انت لا تعرف شيءا عنه و تتحدث و كأنك تعرف كل شيء"

اقتربت منه و هي تضيف بثقة تامة متجاهلة نظراته لها

" انت تحب ابنك كثيرا لا احد يستطيع أن ينكر ذلك و لكنك لا تعرفه. قد لا يكون ظيف ابني الذي أنجبت و لكنه معجزتي الصغيرة انا من حملته بحضني و هو رضيع، لقد أحببته دون مقابل، انا أعرف أسماء اساذته جميعهم و أعلم اسم طبيبه، اسم طبيب أسنان، اي الرسومات المتحركة يفضل ، ما الذي يفضل شربه قبل نومه؟ انا أعلم كل صغيرة و كبيرة عنه و هذا بدون مقابل لأنني أحببته دون مقابل و ليس لأن لدي خطط حقيرة خلف حبي له "

عقد كلاي حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بصدمة فكلامها صحيح هو يحب ابنه و لكنه لم يكن يعرف اي شيء مما قالته الآن ليخرج من أفكاره على صوتها الذي أضاف

" طفلك يخاف التصرف بطريقة غير لائقة أمامك لكي لا يزعجك، طفلك يحاول جاهدا أن يجعلك تراه حسنا انت تحبه و لكنك لا تحبه بشكل كاف لانك لا تعلم أبسط الأشياء عنه "

" انا اعرف ما احتاج معرفته "

قال كاي بثقة لا يريد أن يبرهن لها بأنها على صواب لتنفي برأسها عدة مرات و هي تقول

" و لكنك لا تعرف ما يحتاجه هو، حسنا قد لا يكون ابني و لا حق لي به و لكنني اهتممت به أكثر منك و من والدته.."

" اغلقي لعنتك "

صرخ كلاي بغضب و جنون عند سماع كلماتها لتصرخ بوجهه أيضا بالرغم من الخوف الذي احتل قلبها

" ليست جميع النساء عاهرات بسبب امرأة واحدة، إذا كانت هي قد تخلت عن طفلها و زوجها لن يفعل الجميع مثل فعلتها "

حملت ميرا حقيبتها من الأرض و توجهت لتغادر و لكنها وقفت عند الباب لتقول بثقة و هي تنظر له بتحد

" انا لن أتخلى عنه حتى و لو لم يكن طفلي، قد تستطيع طردي من العمل و لكنني ساحضر من أجله و لن أهتم لك اذا منعتني من الدخول لقصرك سأجد طريقة لرؤيته أتعلم لماذا؟"

نظر لها كلاي بصمت و كأنه يطلب إجابة منها لتكمل بثقة

" لأن ذلك الطفل أخبرني بأنه لا يجد الحب إلا معي.. ذلك الصغير يثق بي و انا لن اكسر ثقته أبدا "

ظل كلاي ينظر لها بصدمة لتضيف ميرا بثبات قبل إغلاق الباب خلفها بقوة

" لمعلوماتك فقط انت لم تكن يوما من اهتماماتي و حتى لو كنت كذلك فبعد ما رأيت اليوم كنت سأشعر بنفس الشيء الذي أشعر به الآن "

توجهت ميرا إلى الخارج ليسرع كلاي خلفها ثم أمسك بيدها ليقول بعدم فهم و حيرة

" بماذا؟"

عقدت الاخرى حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده ليضيف معللا ما يريد

" بماذا تشعرين الآن ؟"

أبعدت ميرا يديه و قالت بتحد دون أن تبعد نظرتها عن خاصته

" الاحتقار انا احتقرك سيد كلاي "

و بدون أن تتوقف او تستدير توجهت إلى الخارج لتظل تبكي بألم عند شارع القصر و هي تخبر نفسها بأنها لن تحبه بعد اليوم فهو لا يستحق.

بالجهة الأخرى ظل كلاي ينظر لخيالها الذي يبتعد شيءا فشيءا عن مرئ عينيه ليهمس و كأنه يحاول أن يشعر باسمها كيف سيكون حول لسانه فهي اليوم كانت قادرة على جذب انتباهه و بشكل كبير للغاية

" ميرا نيتشي "

صباح يوم جديد يحمل بين طياته اسرار و طيات جديدة

بقصر دوفار

كان أنطونيو يجلس مع أدريان حول طاولة الإفطار ليتحدث انطونيو بجدية مخبرا ابنه بالقرار الذي اتخذه

" أريد أخبار الجميع أن ايما خوسيه تكون حفيدتي الوحيدة و ابنة ابنتي الراحلة ماريانا "

بصق أدريان القهوة من فمه عند سماع ما قاله والده ليفتح عينيه بقوة و هو يقول بسرعة

" أبي، ايما لا تعلم بوجودك حتى كيف تريد فعل شيء كهذا بينما هي لا فكرة لها عن وجودنا  "

" لديك حق، يجب أن ألتقي بحفيدتي و أخبرها عني و عن والدتها و عنك. الن تكون سعيدة؟"

تحدث انطونيو بحماس و فرح ليومئ أدريان برأسه بهدوء و هو ينظر لوالده بصدمة فهذا الأمر لم يكن واحد من توقعاته.

" لدي اجتماع مهم، ساغادر لا تتأخر على المكتب أدريان "

اومئ أدريان و هو يقف مع والده متوجها للخارج أيضا بينما يجيبه

" لدي عمل طارئ، ساحله و الحق بك"

" حسنا "

توجه أدريان لسيارته بعد أن غادر والده القصر ليتصل بجون أولا و قبل ام يتحدث الاخر بالجهة الثانية تحدث أدريان أولا و هو يلقي بقنبلته

" أبي سيعلن عن ايما "

" اللعنة ماذا ؟"

صرخ جون بعدم تصديق فهم يحاولون إخفائها منذ سنين على عكس انطونيو دوفار الذي قرر اعلام الجميع بوجود حفيدته

" سأحاول منعه لأقصى درجة و لكن يجب أن نجد حلا سريعا "

" لا أحد يعلم بأن إيما ابنة ماريانا الجميع يعلمون بأنها ابنتي فقط هذه مصيبة بحق"

" هذا سيشعل النار بعائلة جوليا التي تعرف بأن بسبب عشيقتك ماريانا ماتت جوليا "

" كانت عاهرة تستحق الموت و لكن الأمر صحيح "

حرك أدريان يده على شعره بغضب و عصبية بسبب ما حصل هذا الصباح ليوضح لجون

" لا يهم اذا كانت تستحق الموت او لا يا جون، المهم انها أخت دوم دومينيك صديق دارك روجر الأقرب لن يتسامح دارك يا جون لا تنسى بأن إيما زوجة بلاك و ابنة دوم سيليا تعيش تحت رعاية عائلة روجر "

" اللعنة كيف تزوجت ايما ببلاك لا أفهم "

" و لا أنا فلو كنت أعلم بأن ابنة اختي حية لاخذتها معي اللعنة عليك كل شيء بسببك ايها الوغد "

" أخرس أيها العاهر لا تجعلني أتحدث عن مصائبك لا تنسى بأنك انت من كنت السبب لادخالي لحياة أختك هل كنت تظن بأنني سااتمنك على طفلتي و انت أفعى حقيقية "

تجاهل أدريان كلام جون و هو يمسك صفحة وجهه بنفاذ صبر ليقول بجدية

" نحن حقا بورطة يجب أن نحرص على إلا تتحدث كلوي أبدا، لا تنسى أنه لو تحدثت الصغيرة سيتوضح كل الأمر "

" يا إلهي نحن بورطة حقا "

أغلق أدريان قبل أن يتحرك إلى الشركة يريد التأكد من أن والده لن يقوم بأي حركة لم يحسبوا لها حساب

بمقر الاستخبارات

توجه إلى مقر عمله ككل صباح، و عندما كان يخرج من سيارته لمح سيليا نقف عند الباب مما جعل الخوف يدخل قلبه فأسرع لها بلهفة و هو يركض

" سيلي، ما الأمر؟ هل انت بخير ؟"

نظرت له سيليا بعيون دامعة ثم بدأت بالبكاء و هي تعانقه بينما تتذكر ما أخبرتها به سارة البارحة ليبادلها ماث بقوة و هو يخفيها بحضنه ليشعر بجسدها يتهاوى بين يديه لتسقط فاقدة لوعيها مما جعل الدم يفر من جسده ليصرخ بجنون و هو يمسكها

" حبيبتي، ما الأمر؟ افتحي عينيك اتوسل لك"

لم تستجب لأي محاولة منه لذلك حملها مسرعا إلى سيارته ليأخذها إلى المشفى. كان يصرخ و هو يحملها بين ذراعيه متوجها إلى الداخل

" هل هناك طبيب؟ زوجتي حامل و قد اغمي عليها "

" ماثيو خوسيه؟"

سمع صوتا من خلفها لتتفاجىء برؤية صديقة قديمة له من ايام الجامعة فأسرع لها عندما لاحظ بأنها ترتدي المعطف الأبيض الخاص بالاطباء

" روز هذه انت، اتوسل إليك ساعديني لقد اغمي عليها و انا خائف .. هي حامل "

كان يتحدث بخوف لتعقد روز حاجبيها استغرابا هي تنظر لسيليا بحضنه لتقول بعدم تصديق

" هذه سيليا دومينيك أحد مرضاي "

بالحقيقة روز تكون الطبيبة التي تتابع حمل سيليا ليبتسم ماث باتساع و هو يلحق بروز التي ارشدته إلى مكتبها حيث بدأت معاينة سيليا التي اغمي عليها بسبب الضغط النفسي الذي تعيشه. اعطتها حقنة و ظل ماث يجلس بجانب سريرها بينما يمرر يده على شعرها بحنان لتتحدث روز بتفهم

" لا تقلق، كلاهما بخير "

" اشكرك حقا "

تحدث معي بدون إبعاد عيناه عن سيليا لتبتسم روز و هي تقول بهدوء

" اشتقت لك كثيرا، لقد مر وقت طويل منذ أن اجتمعنا "

ابتسم ماث و هو ينظر لها ليومئ بهدوء و هو يجيبها و لم ينتبه أي منهما إلى تلك التي كانت تعود لوعيها

" و انا اشتقت لك، و لاوقاتنا معنا"

عقدت سيليا حاجبيها عندما سمعت ما قاله الاثنين ليقول ماث بهدوء

" كيف حالك ؟ أصبحت طبيبة كما أرى "

ابتسمت و هي تومىء له برأسها ليبتسم و هو يستمع لاجابتها فهي كانت تكره الطب كليا و لكن ها هي الآن تجلس أمامه بمكتبها و برداء عملها

" جيدة، كما تعلم ليس كل ما نريده نحصل عليه. أظن بأن قدري كان أن أصبح طبيبة "

تحركت سيليا مكانها انتبه لها الاثنين فأسرع ماث يمسك بيدها بينما بدأت روز تعاينها و هي تسالها عن شعورها لتاكد لها سيليا بأنها بخير و تريد الرحيل

" انا بخير دكتورة روز، و افضل المغادرة "

" زوجتك عنيدة يا ماث"

قالت روز بتهكم مصطنع ليجيب الاثنين بصوت واحد حيث أكدت سيليا ذلك على عكس ماث الذي نفى الأمر

" أجل زوجته "

" لا نحن غير متزوجين "

نظر ماث لسيليا بعدم فهم بينما هي قد شعرت بالغضب لتعض شفتها بقوة ليبعد نظره و هو يقول لروز التي كانت تنظر بينهما بعدم فهم

" بالحقيقة نحن قد تطلقنا و هي حامل .."

" يا إلهي اعتذر حقا لم اكن أعلم "

اعتذرت روز و هي تضع يدها على فمها، فنظرت سيليا لماث بغضب لم يفهمه لتقول روز بسرعة قاطعة تلك النظرات

" اذا ما رأيكم برؤية حالة الأميرة الصغيرة ؟"

" هل هذا ممكن؟"

قال ماث بحماس فنظرت روز لسيليا التي اخفضت رأسها بخجل لأنه بسببها ماث لم يرى طفلته أبدا لتاكد روز بهدوء

" طبعا يمكن، هيا سنبدأ "

رفعت القميص عن بطن سيليا المنخفض و بدأت المعاينة و هي تشرح لهم كل صغيرة و كبيرة عن نمو طفلتهم لتمتلىء عيون ماث بالدموع و هو يشاهد طفلته الصغيرة و لاول مرة ليسمع فجأة صوتا لم يدرك مصدره

" ما هذا ؟ هل هي بخير ؟"

" هذه دقات قلبها"

قالت روز بتفهم لتسقط دمعته و هو يعقد نظره إلى الشاشة بعدم تصديق ليهمس بينما وضع يده على فمه بتاثر لتسقط دموع سيليا التي و اخيرا استوعبت خطأها الفادح بخصوص ماث و طفلتهما

" يا إلهي، إنه صوت دقات قلب ابنتي "

انهت روز المعاينة و أعطت ماث أحد الصور الخاصة بالطفلة و التي أخذها بفرح و ظل ينظر بين بطن سيليا و الصورة بعدم تصديق و هو يبتسم بحماس

" ماث، ما رأيك لو نجتمع بيوم ما كما كنا نفعل سابقا"

" سيكون ذلك من دواع سروري "

أكد ماث و هو يقبل وجنتي روز لتخرج سيليا من المكتب دون انتظاره بالخارج. كانت تمشي أمامه و هو خلفها متوجه إلى السيارة لتقف سيليا بالطريق فتوجه لها و هو يقول

" هيا ساوصلك للقصر و أتأكد من انك بخير "

" هل ستذهب؟"

قالت سيليا و هي تنظر لداخل عينيه ليتحدث بعدم فهم و هو يكرر

" أكيد ساوصلك أولا ثم أعود للعمل "

" أتحدث عن الموعد هل ستذهب؟"

تحدثت بنفاذ صبر مما جعل ماث يعقد حاجبيه و هو ينظر لها بشك ليقول ببرود

" أظن أنه يحق لي ألا اجيبك على هذا السؤال"

" أجل من حقك و لكن من حقي أن أعلم أيضا "

قالت سيليا و هي تحارب دموعها التي بدأت بالتجمع داخل عينيها ليمرر ماث يده على شعره بعصبية و هو يقول بكل هدوء

" سيليا اعتذر و لكن عن أي حق تتحدثين ؟"

" انا ... انا.."

" انت ماذا ؟"

قال و هو ينظر لها بعيون هادئة لتسقط دمعة سارعة بمسحها و هي تضيف

" لماذا لم تخبرني عما حصل ذلك اليوم ؟"

ضحك الاخر بسخرية و كانها ألقت نكتة ليجيبها بتهكم

" و هل اعطيتني فرصة؟"

" انا..."

" انت لم تسمحي اي بأن افتح فمي"

" ماث.."

" انا اطلقت النار على نفسي من أجلك سيليا و لكن حضرتك لم تسمحي لي بالتحدث حتى "

" لم أكن .."

" لا يهم حقا لا شيء يهم بعد الآن سوي طفلتنا "

" ماث .."

هناك العديد من الكلام التي تريد أن تقوله و لكن لا شيء مما ستقوله قد يصلح ما دمرته بسبب قلة ثقتها ليصرخ بغضب

" ماذا ماث.. ماث.. ماذا ؟ تحدثي"

عضت سيليا شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي لا تريد التوقف عن النزول لتهمس بانكسار يعكس مشاعرها المنكسرة بداخلها

" لدي الكثير لاقوله و لا أعلم كيف انطق بذلك "

" يمكنك البدأ باسفة.. انا اعتذر لأنني أخطأت بحقك.. انا كنت مخطئة "

قال بسخرية لتومئ برأسها و هي تكرر خلفه

" انا حقا آسفة "

" لا عليك حقا "

" هل تسامحني ؟"

تحدث سيليا بلهفة و هي تمسح دموعها ليقول بهدوء و هو ينظر لها

" قلبي لا يستطيع أن يحقد عليك سيليا مهما حاولت لا يفعل "

ابتسمت بأمل لتقول بعيون لامعة

" اذا هل نحن على ما يرام؟"

" أجل نحن كذلك"

اكد لها فاقتربت منه تريد معانقته ليكمل بكل رزانة

" نحن على ما يرام كما نحن الآن "

تصنمت مكانها و هي تنظر له لتقول بعدم فهم محاولة فهم كلامه الذي فجأة أصبح غير مفهوم بعقلها

" ماذا تقصد ماث؟"

" أعلم بأنك فهمت قصدي سيليا"

" انت تريد أن نظل منفصلين ؟"

" يبدو أنه كان الشيء الوحيد الذي كان جيدا لنا، الفراق"

" ماث..."

همست و هي تخطو ناحيته ليبتسم بألم و هو ينفي برأسه و يردد بثقة لا تمس لجرح قلبه بصلة

" لا داع لذلك سيليا انا افهمك و اتفهمك أكثر من اي شخص آخر "

فتح باب السيارة لتنظر له بعدم تصديق و هي تبكي بصمت لتدخل تيضت فاوصلها بصمت و لا شيء سوى بعض الشهقات التي تهرب من بين شفتيها

عند إيفان ارتدى طقمه الأزرق و عدل خصلات شعره و هو يفكر بقراره الذي اتخذه البارحة عن اخبار سارة بما حصل مع تيو فهو لا يريد أن يعيش بكذبة او خداع ليتجه إلى سيارته مقررا أن ذلك احسن قرار ليحرك السيارة باتجاه مكتبها

كانت سارة شاردة على كرسي مكتبها و هي تستدير بينما عقلها يفكر بأنها لا تريد علاقة متأثرة أو بها كذب و خداع لأن ذلك يجرح الطرفين و أفراد عائلتها خير دليل على ذلك.

فتح باب المكتب لتوقف الكرسي و ما ان لمحة إيفان يقف هناك بطلته الساحرة حتى ابتسمت باتساع و هي تركض ناحيته لتقفز بسرعة مما جعله يسقط حقيبة الإفطار التي كان يحملها ليمسك بجسد سارة بسرعة و هو يعقد حاجبيه بعدم فهم لتقاطع افكاره بوضع شفتيها فوق خاصته تقبل بحب و تمهل رقيق ليبتسم إيفان بحالمية و هو يغلق عينيه مستشعرا كل قبلة تهديه و كل حركة ليدها بداخل شعره

ليقاطع جوهم صوت بارد يقف أمام الباب الذي لا يزالان عنده

" كنت اعرف "

قال دارك ببرود ليبتعد الاثنان عن بعضهما البعض بسرعة البرق و تنزل سارة من حضن ايفان و هي تعدل شعرها و حالتها بسرعة ليشير لهم دارك بجمود بأن يبتعدوا عن الباب ليعود الاثنين إلى الخلف فدخل المكتب و أغلق الباب خلفه متوجها لكرسي سارة ثم جلس بشموخ

كان كل من سارة و إيفان لا يزالان مكانهما متصنمان فهذا ليس ما خطط له اي شخص منهم بتاتا، ليسمعا صوت دارك البارد

" هل انتهت صدمتك؟"

استدارت سارة تنظر له بقلق و هي تردد بتوتر بينما يدها تتحرك بداخل شعرها بعصبية

" عمي.. عمي.. انا.. هو.. "

" اجلسا "

تجاهل دارك تمتمتها لترمش بخوف و هي تشاهد بروده ليمسك إيفان بيدها و هو يتحرك إلى أحد الكراسي أمام المكتب ليجلسها فوق الأول في حين توجه هو الى الآخر متجاهلا نظرات دارك الساخرة

" سيد دارك انا احب سارة و لن أتخلى عنها مهما فعلت، لذلك إذا كنت ستهددني أو تصرخ بوجهي افعل و لكن قراري لن يغيره اي مخلوق على وجه الأرض "

اتسعت ابتسامة دارك بينما شحب وجه سارة كليا ليعود دارك إلى الكرسي باسترخاء و هو ينظر بين سارة و إيفان ببرود مستفز قبل أن يقول

" هذا الكلام سمعته منذ مدة ليست بالطويلة، دعني أفكر من قال هذا؟ من قال هذا؟"

عقد الاثنين حاجبيهما بعدم فهم و هما ينظران لدارك الذي يفكر باصطناع ليقول بسخرية و هو ينظر لايفان تحديدا

" تذكرت، انظر لصدفة إنه أخيك الأكبر "

" سيد دارك، أخي لم يخطأ بشيء بل كل شيء كان رغبة سيليا الخاطئة و تسرعها و لا ننسى قلة ثقتها "

" لا يا رجل، حقا.. و أخيك الملاك بالموضوع "

قال دارك بسخرية ليغمض إيفان عينيه بقوة و هو يذكر نفسه بأنه يجب عليه أن يسيطر على أعصابه من أجل سارة أو سيفقدها بسبب عناد عائلتها

" عمي بالحقيقة سيليا التي أخطأت بحق ماث "

" جيد، و اخيرا فتحت فمك ظننت أن القط اكل لسانك الطويل "

احمر وجهها بخجل فدارك يتعامل معها و كأنهما لوحدهم ليبتسم دارك بملل على خجلها بسبب وجود إيفان معهم ليعتدل بمكانه و هو ينظر لهما بجدية قبل أن يضيف

" لذلك أتيت إليك اليوم، أردت أن أعلم ما حصل مع سيليا فحتى لو لم تكن ابنتي الحقيقة و لكنها الطفلة التي ربيتها و مكانتها بقلبي من مكانة الجميع "

لأول مرة أعجب إيفان بطريقة تفكير دارك، فبالرغم من كونه رجل مافيا بارد و قاس كما يعرف عنه وسط الشرطة و الاستخبارات كان لا يزال مختلفا بل دافئا مع عائلته

أومأت سارة برأسها عدة مرات قبل أن تبدأ باخباره عن كل نقطة بما حصل بين ماث و سيليا بينما كان إيفان يشرح له ما أصاب أخاه و دارك يستمع لكلاهما بحذر

" تلك الشقية لا تزال فاقدة لثقتها رغم كل شيء قمت به "

تحدث دارك باسف لتومئ سارة فهمهم دارك قبل أن يقف ليقف إيفان و سارة بنفس الوقت ليقول إيفان برسمية

" سيد دارك بخصوصنا انا و سارة.. "

ابتسم دارك و هو يجذب سارة من يدها نحوه ليعانقها بحنان تحت نظرات إيفان الغيورة ليقول بمكر

" لن يكون هناك انتم اذا لم تعود علاقة سيليا و ماث لوضعها الطبيعي، فنحن و كأننا نعيش بمتاهة تنتهي علاقة مع عائلتكم لتظهر أخرى من العدم ابتداءا من بلاك و إيما إلى انت و سارة "

فتح كل من إيفان و سارة اعينهم بصدمة فدارك قرر أنه لن يتحدث عن علاقتهم إلا إذا عادت الأمور حولهم جيدة لأنه بسبب شخصين تتدمر علاقة الآخرين لأن العائلات مرتبطة ببعضها

" و لكن سيد دارك هناك بلاك و ايما، ماث و سيليا، مارك و بيلا "

ابتسم دارك باتساع و هو يجيبه بثبات

" بلاك لا تفكر كثيرا بأمره فهو قادر على إصلاح ما كسر و على ما يبدو أن أختك تقوم بعمل أكثر من جيد بافقاده لعقله. اما بيلا و مارك انا متأكد بأن مارك لن يترك تلك المجنونة و لو صعدت القمر لذلك يظل أمامك سيليا و ماث حاولا التفكير بأمر لأن هناك طفلة صغيرة ستنضم لهما قريبا و يجب أن يكون هناك جو عائلي جيد لها "

كلام دارك كان منطقيا بكل ما للكلمة من معنى، لأن أهم شيء بعلاقة ماث و سيليا هو تلك الصغيرة التي ستولد وسط كل شيء و لا ذنب لها بقلة ثقة والدتها أو ما حصل بينهما

بشركة روجر

كانت ايريس تعمل بمكتب كاي بينما هو خارق بجبل الأوراق الذي أمامه، لأن دخولهم معاهدة مع الروس تعني أعمال و شراكات جديدة.

" كاي "

همهم كاي دون رفع رأسه لتضع الأوراق من يدها و هي تخطو بهدوء ناحيته في حين أن ابتسامتها كانت تتسع لرؤية حالته المبعثرة بسبب العمل لأن اليوم هو يوم التوقيع و الجميع كان بحالة ترقب.

جلست على طاولة المكتب لترتفع تنورتها البنية قليلا مما جعل بشرتها الحايبة تظهر امام ذلك الذي اوقع القلم من بين شفتيه و رمش بعينيه بعدم تصديق لتقول بمكر و هي تمرر يدها على فخذها برقة

" هل تعلم بأن عيد ميلادي بعد أقل من شهر "

بلع كاي ريقه و هو يسحبها نحوه ليقول بجدية و هو يحرك يده على خدها برقة لا تعكس جدية كلامه

" و هل يمكنني أن أنسى اليوم الذي ولدت به أميرة قلبي "

ابتسمت بحب و هي تنحني لتقبله بقوة فاجأته و لكن ليس لوقت طويل ليسحبها نحوه أكثر إلى أن أصبحت تجلس فوق فخذه عوضا عن المكتب.

كاي كان دائما كما هو الآن، يحبها بكل جوارحه و لو طلبت منه نجوم السماء يحضرها. اعتادت ايريس على أن تكون المدللة و ذلك بسبب ما تعرضت له و هي طفلة و كان دائما أميرها الحارس حولها منذ الطفولة إلى الآن

" تعلم بأنني أحبك كثيرا كاي "

غمزها كاي و هو يقبل يدها برقة و كأنه يؤكد ما قالته ليضع جبينه ضد خاصتها و هو يجيبها بهمس رقيق

" أعلم يا روح كاي، و أنا أعشق التراب الذي تدوسين عليه "

ابتسمت ايريس باتساع و هي تنظر له واثقة من كل كلمة يقولها لتقول بمكر

" أخبرتني سابقا بأننا سنتزوج قبل عيد ميلادي"

" و انا عند كلمتي حتى لو رفض كريس، ساختطفك يا إمرأة "

ضحكت و هي تعانقه بمرح ليس و كأنه أخبرها بأنه سيختطفها ليبتسم كاي على مجنونته و هو يشد بعناقه حولها

بالجامعة

كانت انا تجلس بجانب توم و هي شاردة كليا ليمسك الأخير بيدها يبعدها عن أفكارها و هو يوضح بكل هدوء

" لا تفعلي اني، أخبرنا بلاك أن ننسى ما حصل "

" لا استطيع... أشعر بأن ما قمنا به سيفشى للجميع.. انا خائفة "

قالت آنا و هي تمسح على وجهها بقلة حيلة ليقربها توم من خصرها ناحيته بينما وضع يده اليسرى تحت ذقنها يرفع بذلك وجهها قليلا لكي تتلاقى نظراتهم ليقول بكل جدية

" اذا تناسي يا انا "

" و لكن كل شيء يعاد بعقلي"

" انت قمت بما قمت به لانقاذي و انا سأقوم بأي شيء لانقاذك ثقي بي "

عانقته و هي تنفي برأسها مخفية وجهها بحضنه بينما تردد

" فقط ابقى معي توم "

" إلى الموت و ما بعده "

بالمشفى

توجهت ساشا للمشفى عند والدتها لتخبرها أحد الممرضات أنها بالطابق الاخير لتفهم ساشا بأنه طابق كلوي المحرم دخوله على الجميع ما عدا عائلة روجر

دخلت الغرفة لتجد والدتها تضع الغطاء حول كلوي النائمة فاقتربت بحذر و هي تنظر لوالدتها التي ابتسمت بحب بوجهها

" خرزتي الجميلة، أتيت لرؤيتي "

" أجل أمي، تعلمين بأنني سأقدم على امتحان الطب قريبا و هذا يوترني "

اقتربت ايرينا من ساشا و هي تمسح على وجهها و شعرها بينما تتحدث بكل ثقة مشجعة صغيرتها

" ليس هناك داع لتتوتري طفلتي، انا أعلم بانك ستنجحين "

أومأت ساشا بحماس ليرن هاتف ايرينا لتغادر الغرفة لكي لا تزعج كلوي النائمة.
اقتربت ساشا بخطواتها نحو كلوي و هي تنظر لها بحذر ليدخل سام الغرفة فجأة و لكن ساشا كانت شاردة تنظر لكلوي محاولة تذكر من تشبه لدرجة أنها لم تنتبه لسام الذي صار خلفها

" خرزتي "

قفزت بخوف و هي تضع يدها على صدرها ليفتح عينيه بقوة و هو يمسك بوجهها بقلق لاعنا نفسه على تخويفها و هي بالأصل مريضة ليقول بقلق

" حبيبتي، هذا أنا ركزي على صوتي هيا تنفسي "

اخذت ساشا أنفاسها بصعوبة و هي تعانق سام الذي كان يتحدث بكلمات مهدئة بينما كف يد يمر برقة على شعرها

" جيد .. هكذا.. هل انت بخير؟"

ابتعدت ساشا قليلا عنه و هي تعيد شعرها خلف اذنها بخجل بينما خدها صار أحمر كليا ليبتسم سام و هو يقبل أنفها بخفة

" انا بخير "

" ما الذي تفعلينه هنا؟"

" أتيت إلى أمي و لكنها غادرت لتجيب على اتصال ما"

" هيا نغادر، فكلوي بحاجة إلى النوم و الراحة "

نظرت ساشا لكلوي النائمة لتقول بهدوء

" لماذا ؟ هل هي بخير؟"

" بالحقيقة لا نعلم، عندما أصبحت جيدة تماما تعرضت لصدمة جعلتها تفقد أعصابها لذلك قررت والدتك إعادة حقنها بالحقن المهدئة "

أومأت ساشا بتفهم و هي تمسح بيد سام الذي كان يمدها نحوها ليتوجه كلاهما إلى المصعد لتتحدث أخيرا

" سام "

" حبيبته "

قال سام بابتسامة لتعض شفتها قبل أن تتحدث مكملة ما تريد قوله

" أمر كلوي غامض و بالحقيقة اشعر بأن هناك شيء ناقص بقصتها "

عقد سام حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بعدم فهم

" ما الذي تظنين بأنه مفقود بقصتها ؟"

" حسب ما نعلمه نحن هو بأنها أخت سيليا من والدها الحقيقي و تعرضت للاغتصاب من جون خوسيه الذي و للان لا أحد يعلم بمكانه لأن ألكسندر يحرص بكل قوته و سلطته على إخفاءه "

اومئ سام برأسه بهدوء و هو ينظر لها لتضيف بعدم فهم

" و لكن اذا كانت هي ابنة والد سيليا الذي يكرهه عمي دارك و الجميع لكونه كان السبب بتدمير العم دوم، لماذا يحرص الجميع على حمايتها؟ و الأهم من ذلك، لماذا سيليا و كلوي لا يتشابهان أبدا؟"

رمش سام بعينيه و هو يطالعها بحذر فكلامها قد زرع شكا بداخله، كل ما قالته كان صحيحا مئة بالمئة و لكن من القادر على اطلاعهم بالحقيقة

بشركة روجر

حل المساء و حان وقت توقيع معاهدة السلام التي تم الاتفاق عليها. اتصل دارك بالجميع مخبرا اياهم بالتوجه إلى الشركة.

توقف كلاي و والده أمام نيك و دارك مع الحراسة حولهم بكل مكان فبالرغم من أن المعاهدة هي بالأصل معاهدة سلام و لكن لا ثقة بين زعماء المافيا

دخلت إيما بنفس الوقت ليتوجه بلاك إلى منتصف الطريق الذي تسلكه ليقف بانتظارها بينما عينيه تمر على جسدها من رأسها الى اخمد قدمها و هو يحرك رأسه يمينا و يسارا بغضب بسبب ما تلبسه

ابتسمت الأخرى باتساع لتلك الحركة التي يقوم بها كلما كان يحاول السيطرة على غضبه، فبالرغم من أنها ترتدي فستانا لأسفل ركبتيها إلا أنه كان حرفيا يرسم كل تفصيلة من جسدها الممشوقة بدقة و خصوصا أن اللون الأسود جعل بشرتها البيضاء مشرقة، و بدون التحدث عن الفتحة التي بصدرها و التي كانت مفتوحة للغاية لتقف أمامه قبل ان تستدير و هي تقول ببراءة مصطنعة

" ما رأيك بيبي؟ ألست سيدة أعمال مثيرة ؟"

رفعت حاجبها بتحد و كأنها تخبره بأن يقول غير ذلك ليبتسم ببرود مخيف و هو يخطو أقرب لها ليمرر أصابعه بخفة فوق صدرها الظاهر من الفستان قبل أن يغلق الأزرار

" سيدة أعمال مثيرة ستتسبب بجعل معاهدة السلام اللعينة تنقلب حربا "

قلبت ايما عيناها و هي تصفع يده لكي يبعدها فقد قام بإغلاق جميع الازار لدرجة خنقتها

" اللعنة بلاك توقف ساختنق.. "

قاطع حديثها عضه لشفتها السفلية لتصفع صدره عدة مرات إلى أن تركها لترمش بعدم تصديق

" انت لا تصدق حقا "

" أجل بيبي انا فريد من نوعي، و سيكون من الأفضل لو تبقي الازرار مغلقة قبل أن اقوم بالصاق الفستان على جسدك "

" وغد روجر الوسيم غيور "

نظر لها ببرود لترفع رأسها بغرور قبل إعادة ذيل الحصان الذي صار على كتفها إلى الوراء ليخفض بلاك رأسه إلى عنقها بدون أن يشعر و هو يتنفسها بعمق ليقبل عنقها كعادته قبل أن يتحدث بخدر

" هذا ما يجعلني لا أستطيع النوم ليلا "

" جيد بيبي، تستحق "

قالت بغرور لا تريد أن تفضح ما فعلته حركته تلك بقلبها ليضحك بلاك بكل قوة و هو يده على ظهر ايما يرشدها الى الطريق و فجأة فتحت الاخيرة عيناها بصدمة و هي تشعر بيده تتلمس مؤخرتها لتنظر نحوه قبل ان تهمس غير سامحة للآخرين بالاستماع

" هل هذه يدك التي فوق مؤخرتي؟ "

نظر ليده ثم نظر لها ليجيبها بهدوء مستفز و هو يغمزها بمكر

" ليس الامر كما لو أنني قد قمت بذلك عن قصد بيبي"

أومأت برأسها و هي تكمل الطريق لتتوقف مجددا بعد خطوات و تنظر له من جديد لتقول بعدم تصديق و هي تنظر حولها و لكن كان جميع الحراس ينظرون الأسفل

" بلاك، يدك لا تزال فوق مؤخرتي الى الان"

ابتسم بوجهها حتى ظهر صف أسنانه اللؤلؤي ليجيبها بثقة و هو يعض شفته السفلية

" لا زال الأمر بدون قصد"

رمشت بعينيها بعدم تصديق عندما سمعت ما قاله لتنظر حولها من جديد تريد ان تتأكد من من أن لا أحد حولهما يستمع لهم أو يراقبهم لتجيبه و هي تضغط على شفتها السفلية تحاول السيطرة على صوتها لكي لا تصرخ بوجهه

" هل ستظل يدك على مؤخرتي طوال اليوم أم ماذا؟"

انحنى قليلا ليضع عينيه بعينيها و هو يتحدث بتسلية قبل أن يصفع مؤخرتها بقوة خفيفة مما جعلها تفتح عيناها بصدمة أكبر

" لا تتصرفي و كأنني لم أراها من قبل، كلانا يعلم بأنني أحفظ كل شبر لعين من جسدك هذا بيبي"

كانت على وشك التحدث من جديد و لكنه قاطعها بارشادها إلى قاعة الإجتماع

وسط القاعة كان الجميع يجلس على الطاولة الدائرية الكبيرة بمنتصف الغرفة و كان بلاك صاخطا للغاية و هو يرى جده يضع دفتر المعاهدة امام إيما التي حان وقت توقيعها

زفرت بقوة و هي تذكر نفسها بأنه بمجرد أن توقع ستكتشف حقيقة امها و ما حصل قبل سنوات لتحمل القلم الذهبي ثم توقع.

حمل نيك علبة سوداء مزخرفة بطريقة غريبة و لكن أيضا جميلة للغاية و وضعها أمامها لتنظر لها بعدم فهم فأجاب على تساؤلها قبل أن تنطق به

" هذه هديتي لك "

فتحت العلبة لتنصدم من رؤية سلاح يحمل اسمها لتتذكر ما قاله مارك سابقا عن هدية نيك لجميع أفراد العائلة بمجرد أن يتموا الثامنة عشر لتبتسم و هي تمرر يدها فوق اسمها لتسمع صوت أنفاس بلاك الغاضبة الذي تمتم تحت أنفاسه بسخط

" هذا ما كان ينقص حقا "

وضع أحد الحراس صينية فضية فوقها منديل أحمر عليه سكين صغير نظرت له ايما بعدم فهم و لكن هذه المرة حمل كلاي السكين الصغير ليقف بلاك أمامه بينما صارت ايما خلفه ليقول الآخر بملل

" يجب عليها أن تردد القسم بلاك "

" لا "

" بلاك انت تعلم بأن هذا خارج عن ارادتك أنه القانون "

قال دارك بكل برود و هو ينظر لابنه الذي ضرب بقبضته الطاولة لتصرخ الاتي كانت على يمينه بخوف و هي تنظر للجميع بعدم فهم و خوف

" اللعنة تبا تبا تبا "

صرخ بلاك بغضب و هو يحاول السيطرة على أعصابه ليقول بتحد و هو يمد يده لكلاي الذي لا يزال يقف أمامه

" حسنا انا سأقوم بذلك "

" و لكن انت الزعيم "

همس توم ليومئ نيك قائلا بهدوء فهو يعلم بأن حفيده لن يسمح لأحد مهما كان بلمس زوجته

" ليقم بلاك بذلك "

اعطاه كلاي السكين و هو يبتسم باتساع، ليمسك بلاك بيد ايما التي كانت ترتجف ليوقفها مقابله و لكنها عادت للخلف ليحكم تمسكه بكفها و هو ينظر لعيناها بعتاب و هو يردد

" حاولت ابعادك و لكنك عاندتي. الآن يجب أن تقومي بالقسم من أجل التوثيق "

نظرت للجميع لتقول بعدم فهم

" و لكن لم يقم أحد بذلك "

" لقد رددنا القسم منذ ولادتنا ايما، و نردده عندما ندخل هذا العالم رسميا. لا يسمح بدخول هذا العالم بدون القسم يا ايما "

نظرت لكلاي الذي أغمض عينيه بتشجيع لتعض شفتها بقوة قبل أن تقول بثقة رغم بارتجاف كف يدها بين يديه

" حسنا أنا موافقة "

" افتحي كف يدك "

تحدث بلاك بصوت بارد جعلتها ترفع نظرها نحوه لتجد الجدية مرسومة على ملامحه لتفتح يدها بتردد فانحنى يقبل باطن كفها أمام نظرات الجميع المنصدمة ليضع السكين بداخله

" ماذا ستفعل بلاك؟"

قالت إيما و هي تحاول تحرير يدها من بين يديه ليقول بهدوء

" لا تخافي لن اؤذيك. وعد "

أومأت ليجرح يده قليلا فشهت و هي ترى الدماء ليضع السكين على يدها و يجرحها ايضا لتشهق ألما فقال بهمس جنون يصل لمسمعها فقط

" انا هنا، لا تقلقي سننتهي قريبا "

أومأت برأسها ليقول بكل جدية بدون إبعاد عيناه من خاصتها

" رددي وراءي "

وقف الجميع احتراما للقسم لتنظر لهم بصدمة لان ملامح الجمود و البرود كانت على ملامح الجميع حرفيا كخاصة بلاك الذي تحول لثوان

" لقد ولدت وسط الدماء و ها انا الان اقسم بالدماء ان أدخل هذا العالم حيا الى ان اخرج منه ميتا. هناك موت و ليس هناك خيانة "

رمشت بعينيها عندما سمعت ما قاله ليضغط على كف يدها قليلا و كأنه يخبرها بأنه دورها لتبتلع و هي تعيد خلفه بكل ثقة

" لقد ولدت وسط الدماء و ها انا الان اقسم بالدماء ان أدخل هذا العالم حيا الى ان اخرج منه ميتا. هناك موت و ليس هناك خيانة "

انحنت رؤوس الجميع بعد أن ختمت كلامها ما عدى رأسها ليرفعوا راسهم من جديد ليهمس لها بلاك

" انحنى الجميع احتراما للقسم و يجب عليك رد الاحترام ايما "

نظرت له بعدم فهم و لكن سرعان ما أومأت برأسها و هي تنحي لهم ليغمض بلاك عينيه فها هي قد دخلت برجليها إلى الجحيم و هو لا يعلم كيف سيستطيع أبعادها عن الجميع الآن

" مبروك ايما انت الآن رسميا اصبحت واحدة منا "

قال مارك و هو يغمزها لتبتسم بقلق لا تفهم على ماذا يبارك لها حقا ليقول سيب بحماس

" زوجة اخي الآن انت معنا إلى الموت و ما بعده "

كان بلاك على وشك اسكات اخيه و لكنه تلقى اتصالا ليغادر القاع دة ليقترب كلاي من ايما قائلا بحماس و متعة

" مبروك بلاك المؤنث لقد أصبحت منا الآن "

" بالحقيقة هذا ليس ما كنت افكر به "

" بل بالحقيقة انا الذي لا أعلم كيف لم تؤذي القسم الى الان مع مرور وقت طويل على زواجك ببلاك "

نظرت حولها لتجد كل شخص مشغول بأمر ما و لم تعلم بماذا تجيبه لتبتسم بتردد بوجهه بصمت

بالخارج كان بلاك يتحدث مع احد الحراس بشأن الشحنة الجديدة التي وصلت ليقفل الهاتف و كان على وشك العودة عندما ظهرت كلوديا من باب المصعد الذي فتح أمام بلاك

" هل الأمر صحيح؟"

قالت بنفس الدقيقة و هي تغادر المصعد لينظر لها بجمود و هو يجيبها

" اي أمر؟"

" هل انتما لا تزالان متزوجين "

مرر بلاك يده على ذقنه و هو يقول ببرود لاذع

" لا أظن بأن هذا الأمر يعنيك أبدا "

" لماذا لا تفهم بأنني أحبك يا بلاك "

" لأنني لا أفعل و لن أفعل "

أمسكت كلوديا بيده و حاولت تقبيله و هي تسحبه نحوها ليعود إلى الخلف و هو يقول بغضب

" انا افكر بجدية بإنهاء هذه الصداقة اللعينة لقد أصبح الامر يأخذ منحى يزعجني "

" انت وعدتني بلاك "

" مساعدتك شيء و التصاقك بمؤخرتي اللعينة شيء آخر "

بنفس الوقت خرجت ايما لتجد كلوديا تحاول الاقتراب من بلاك لتحرك رأسها بعدم تصديق و هي تقترب منهما قائلة بسخرية

" حقا يا إمرأة أين كرامتك لا أراها "

" لما لا تفهمين هو لي قبل أن تأتي "

صرخت كلوديا بجنون ما ان لمحت ايما لتجيبها الأخرى بتسلية مستمتعة بافقاد من تقف أمامها عقلها

" حقا عزيزتي لم أكن أعلم "

" لو لم تظهري بحياتنا لكان ملكي الآن "

نظر بلاك نحو كلوديا بعدم تصديق و هو يقول بسخرية

" من اين لك كل هذه الثقة لا اعلم "

" انا كنت معك لسنين يا بلاك "

" لا يجب أن تخلطي بين الشفقة و الحب كلوديا. مساعدتك شيء و الحب شيء آخر "

ضحكت ايما بقوة و هي تستمع لرد زوجها البارد لتقول بمكر و هي تقترب نحوهم اكثر

" اللعنة، أين جبهتك ؟ لا أراها "

رفعت يدها أمام جبينها لتفتح الأخرى عيناها بصدمة و هي تتمتم بجمود عندما لمحت الجرح على يد ايما

" مستحيل "

عقدت ايما حاجبيها بعدم فهم فنظرت كلوديا لبلاك و هي تقول

" ادخلتها أيضا هي لا تستحق ذلك "

" عفوا لا استحق ماذا ؟"

قالت إيما عندما علمت بأن الأمر حولها و لكنها لم تستوعب عن أي شيء تتحدث كلوديا ليقول بلاك ببرود

" اخرسي كلوديا"

" انت لا تستحقين اللقب و لا المكانة التي حصلت عليها الآن"

قالت كلوديا بصراخ لتعقد ايما حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما تقصده لتقول بعدم فهم

" عن اي مكانة و اي لقب تتحدثين يا غبية ؟"

" كان ذلك يجب أن يكون ملكي انا "

" هل انت مجنونة أو شيء من هذا القبيل؟"

قالت إيما بجدية و هي تعقد يديها على صدرها لتصرخ كلوديا بجنون

" انت حتى لا تعرفين ماذا اقول؟ او عن اي شيء أتحدث؟"

نظرت كلوديا لبلاك لتضيف بغضب مشيرة على ايما التي لا تزال تطالعها بعدم فهم

" اهذه من اضفتها معك؟ هي حتى لا تعلم شيءا عن الأمر"

" عن اي أمر ؟ تحدثي معي انا هنا "

قالت إيما تلوح بيدها أمامها ليصدر صوت جامد من الخلف

" تقصد بأنك الآن امرأة الزعيم "

قال كلاي من الخلف و هو يقترب منهم لتشهق كلوديا و تتصنم مكانها بينما اختفى اللون من وجهها كليا لتسال ايما كلاي بعدم فهم

" لم افهم اي زعيم؟"

" بلاك أخذ منصب العم دارك منذ أن كان طفلا عندما صارت مؤامرة ضده و لأن لوكاس والد أمارا كان الزعيم السابق فبلاك حرفيا كان الوريث الشرعي الوحيد من كل النواحي خصوصا أنه كان طفلا لوحده "

" اذا؟"

قالت إيما و هي تنظر لبلاك الذي ينظر لهم ببرود و كأن الأمر لا يعنيه ليضيف كلاي بجدية

" اذا الآن انت تكونين امرأة زعيم المافيا الأكبر عزيزتي، انت الآن لن تستطيعي الخروج أبدا إلا ميتة"

" توقف عن الحديث أن تخيفها بدون داع "

قال بلاك بغضب ليستدير كلاي و يتحدث ببراءة و هو ينظر لبلاك و كلوديا اللذان يقفان معهم

" وااو يال المفاجئة لم ارك عزيزي، انت هنا أيضا "

" ك..ك..كلاي "

تمتمت كلوديا بخوف واضح و رجليها ترتجف كليا ليعيد كلاي خلفها بسخرية

" أجل ك..ك..كلاي هل اشتقت لي ؟"

" هل تعرفها ايضا؟"

قالت إيما بعدم تصديق و هي تشير إلى كلوديا التي كانت و كأنها رأت شبحا

" اوه يا إلهي. أين أخلاقي اللعينة؟ لاعرفك عزيزتي ايما هذا بلاك روجر صديق روحي الخائن "

قال كلاي و هو يشير لبلاك الذي خطى نحوه لتقول ايما بعدم تصديق و هي تمرر نظرها بين كلاي و بلاك اللذان يقفان مقابل بعضهم البعض لتهمس

" ماذا ؟ خائن ؟"

استدار كلاي ينظر لها بهدوء و هو يومىء برأسه ليقول بمرح

" انتظري المفاجئة، لاعرفك كلوديا مارتينز زوجتي السابقة العاهرة "

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro