Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

26


جميعنا قد فقدنا إنسانا عزيزا على قلبنا، البعض فقدوا فردا من عائلتهم، البعض فقدوا صديقا و البعض فقدوا حبيبا. سواء كان ذلك الفقيد إنسانا صالحا أو حتى شخصا شريرا و لكنه في هذه الحياة ليس هناك شخص واحد لم يفقد إنسانا.

قد يفكر البعض بأن الحياة قاسية و لكن هاته الحياة القاسية هي الحياة العادلة ايضا، لذلك ما دمت تملك الفرصة تمسك بمن تحب بكل قوتك فلا أحد منا يعلم وقت الفراق و لا متى يكون الوداع الأخير.

وقفت سيليا تضع يدها على بطنها التي صارت منتفخة بشكل ملحوظ و هذا لدخولها الشهر الخامس من الحمل.
سقطت دموعها و هي تشعر بأن قلبها يشعر بالخدر و كيف لا يكون و هي قد انهت اليوم آخر رابط لها مع الشخص الوحيد الذي أحبته.

لماذا الحياة غير عادلة؟ لماذا من نريده يرحل؟ لماذا يحصل الفراق؟ لماذا سنحب من الأصل اذا كنا سنفترق؟ لماذا الحياة قاسية؟ لماذا و لماذا و لماذا؟ أسئلة كثيرة لا جواب لها.

" اعتذر طفلتي، اعتذر صغيرتي و لكن هذا الشيء الصحيح. والدك خانني.. لا أستطيع البقاء معه... ليس بعد الخيانة "

توجهت سيليا بخمول مع ساقين تحملان جسدها بصعوبة لتجلس فوق أحد الكراسي الموجودة على رصيف البحر، تستنشق الهواء البارد إلى داخل روحها لعله يخفف من النار المشتعلة بقلبها الآن.

" أنا لا أريد لك بأن تعاني من ما عانيت منه طفلتي. انا رأيتها.. "

توقفت قليلا لتسقط دمعتها ثم عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها التي اخفتها دائما. لتخفض رأسها الى بطنها حيث كانت دموعها تتجمع فوق بطنها لتضيف بألم عميق

" لقد رأيتها... لقد رأيتها تخون أبي... أتذكر ذلك اليوم. و كيف أستطيع أن أنساه؟ يا ليتني لم أعد من المدرسة قبل الوقت، يا ليتني لم ادخل المنزل، يا ليتني لم أراها معه "

وضعت يدها على فمها محاولة السيطرة على شهقاتها التي كانت تخرج دون سيطرة لتضيف بحسرة و اشمئزاز

" لقد كانت امي عارية بالسرير، لا أحد يعلم وقتها بأنني رأيت ذلك، لم أستطع أن أخبر اي أحد. كانت هناك عارية مع شخص ما، شخص يكون والدي البيولوجي الذي لن اعترف به أبدا "

ضحكت بسخرية على نفسها و كأنها قد جنت تماما ليقلب ضحكها بكاءا، فبعد سنين هاته أول مرة تتحدث عن تلك الحادثة التي شهدتها عندما كانت طفلة.

طفلة صغيرة شهدت خيانة والدتها مع شخص آخر بمنزل والدها، بغرفته و على سريره. كيف لمرأة أن تقوم بذلك؟ كيف تكون هناك امرأة قادرة على معاشرة عشيقها بسرير زوجها؟ هذه أدنى درجات الانحطاط.

و لصدمة الطفلة الصغيرة، عوضا عن أن تشهد عن خيانة والدتها لوالدها اكتشفت عن طريق الصدفة حقيقة أخرى، حقيقتها التي يظن الجميع بأنها لا تعلمها، حقيقة أنها ليست ابنة دومنيك.

" لست مستعدة لاجعلك تعيشين قدري يا طفلتي. لقد سمعتهم يومها يتحدثان عني. لقد كنت طفلة عشيق امي، لم أكن ابنة والدتي. لم أكن أبدا كذلك "

بكت بحسرة فهذه الحقيقة التي لن تقدر يوما على تقبلها، حقيقة اخفتها داخلها منذ سنين و لم تفصح عنها إلا الآن، إلا لطفلتها.

" لذلك خفت، خفت من أخبر أبي الحقيقة فيكرهني، خفت أن يعلم بمن أكون فينفر مني.. لقد كنت أحبه، لقد كان أبي و امي و اخي و صديقي و حبيبي الأول. الأبوة ليست فقط بالانجاب، بل هي بالمشاعر و الاهتمام"

مسحت دموعها بكف يدها ثم مسحت بخفة على بطنها لتبتسم قليلا قبل أن تهمس بثقة

" حتى لو لم يكن دومنيك أبي الحقيقي سيظل دائما هو أبي، انا لن أقبل بخائن كأب لي، لن أفعل أبدا. و انت طفلتي سأفعل المستحيل من اجلك"

نظرت للبحر قبل أن تقف عائدة إلى سيارتها و قد قررت بأنها لن تخبر أحدا عن طلاقها، على الأقل ليس الآن.

بقصر روجر

فتح سيب باب غرفته ليجد ايمي تضع ملابسها وسط حقيبة سفر كبيرة. كانت تسرع بين الخزانة و الحقيبة تحاول الإسراع بحزم ملابسها فهي غير قادرة على البقاء هنا بعد الآن، ما قامت به هو الصواب لذلك يجب أن تبقى على كلمتها و قرارها لأن هذا من أجل طفلها و أجلها

" ايمي.. طفلتي.. لا تفعلي.."

تمتم سيب و هو يشاهد حبيبته التي كان يفقدها حقا، لقد أخطأ عندما قرر ذلك القرار الخطأ و لكن من يلومه، هو شخص لا يؤمن بالزواج.

و كيف سيفعل و هو يعرف جميع قصص عائلته من جده و والده إلى أخيه، جميعهم يؤذون من يحبون، حتى لو لم يكن ذلك عن قصد و لكنهم يفعلون. يصبحون وحوش عندما يتعلق الأمر بالحب، هذا خارج عن سيطرتهم

" لا تقل طفلتي سيب، لا تفعل "

قالت ايمي و هي ترمي حزمة من الثياب بالحقيبة بيدين ترتجف ليقترب منها بسرعة و هو يعانقها بقوة من الخلف بينما يحدثها بكل ثقة و أسف

" انت طفلتي، انت لي، لا ترحلي اتوسل إليك انا اسف ايمي "

سقطت دمعته و هو يقبل شعرها الذهبي من الخلف ليضيف بنبرة جدية رغم حزنه

" حسنا، لنتزوج. اذا أردت الزواج لنفعل ذلك، فقط لا تبتعدي عني ايمي"

نفت برأسها و هي تعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي بدأت بالنزول لتبعد يديه عن بطنها و تحركت تبتعد عنه لتستطيع مواجهته فهي غير قادرة على جمع شتات نفسها و هي بحضنه

نظرت لوجهه لتجد و لأول مرة دموعا بعيون سيب، ألمها قلبها لذلك المنظر و لكنها لا تستطيع فقط الموافقة على كل ما يريد لأنه حزن أو بكى

" سيب انا لا افترق عنك انا فقط بحاجة.. انا بحاجة لتفكير "

" التفكير؟ بماذا؟ انا اقول لنتزوج و الان لو أحببت ؟ بماذا ستفكرين أكثر؟"

تحدث سيب بصراخ فهو لم يعد قادرا على السيطرة على نفسه أكثر. لا يعلم حقا ما الذي يجب عليه أن يفعله أكثر من هذا، إذا لم يمنعها الآن سترحل هو يعلم ذلك.

تذكر أنه بعد تلك الليلة الأولى بينهم سافرت لشهرين كاملين، لا تجيب على الهاتف و لا اي شيء و عندما عادت كانت حاقدة عليه. يخاف أن ترحل من جديد، يخاف من أن تنساه.

" سيب انا لا أريد الزواج لأنك تخاف رحيلي، و لا أريد الزواج لأنك تخاف أن اتوقف عن حبك، أريد الزواج منك لأنك أن تريد.. لا بل مقتنع من ذلك "

" ايمي.."

همس اسمها كطفل صغير يحاول الحصول على عطف والديه لكي لا يعاقب، شفته السفلية كانت ترتجف بحزن و عيونه حمراء بسبب الدموع المجتمعة بها.

مسحت على وجهها بكلتا يديها بقلة حيلة قبل أن تقترب منه ثم وضعت يدها اليمنى على خده و هي تحركها بهدوء لتتحدث بصوت حاولت جعله ثابت لعله يفهم قرارها

" أنا أحببتك سيب، أحببتك و أحبك و ثق بي سأبقى أحبك الى ان تفارق الحياة روحي. و لكن حياتي الآن ليست ملكا لي وحدي و حياتك ايضا ليست ملكا لك وحدك. هناك طفل يجمعنا يا سيب، طفل صغير. لا أريد أن تتزوجني لأنني سأرحل، لانه سيأتي يوم ما ستسيقظ و انت كاره لي، كاره بأنني ابعدتك عن حريتك و الزمتك بالزواج "

نفى سيب برأسه عدة مرات و كأنه يحاول اقناعها، و لكن المشكلة لسانه يعجز عن النطق و قلبه سينفجر و لا يعلم ماذا يفعل

" سيحصل حبيبي، أريدك أن تتزوج بي عندما تكون مقتنعا، عندما تريد ذلك.."

قاطعها عن التحدث و هو يسرع لها ليعانقها بقوة بينما يتحدث بهستيرية و جنون

" لا تتحدثي هكذا ايمي، اتوسل إليك لا تفعلي. انا مقتنع الآن لنتزوج ،فقط لا ترحلي أرجوك طفلتي لا تبعديني عنك "

دفعت جسده عنها لتحرك رأسها نفيا فهو لا يريد الاستماع لها، يتصرف كطفل صغير الآن و هذا ليس وقت الضعف، ليس و هو إلى الآن لم يستوعب ما تريد شرحه له

" سيب انا أخبرتك أنني أتفهم قرارك من قبل و اتقبله، بالحقيقة يجب أن أشكرك على ذلك القرار فنحن لم نتحدث أبدا. ابتدأ كل شيء بعد أن غادرت ليلتها، بعدها باسابيع علمت بأنني حامل، و عندما عدت إلى هنا لم أكن أفكر باخبارك لقد ... لقد كنت أظنك اغتصبتني. ثم علمت الحقيقة و كنا سنتزوج بسبب الحمل فقط "

" أنا أحبك إيمي "

همس سيب بين دموعه التي تتساقط بصمت فوق خديه كطفل صغير فقد أعز شيء على قلبه. منظره الم قلبها و لكنه غير مسؤول و هي بحاجة لشخص قادر على تحمل مسؤوليتها هي و طفلها

" و انا احبك يا قلب إيمي و لكن نحن.. اللعنة سيب انت تعلم كل شيء "

سقطت دموعها فهي لم تعد قادرة على السيطرة عليهم اكثر، هي ايضا متعبة و هي ايضا تتألم اذا لماذا يتصرف الآن و كأنها ظلمت.

أعادت شعرها للخلف بعصبية و توجهت لتجلس فوق السرير لتبدأ بالحديث

" انت تعلم بأنني أحببتك دائما يا سيب، انت تعلم هذا منذ عشر سنوات. هل تتذكر ما قلته لي بالحديقة قبل عشر سنوات؟"

عض شفته بقوة و ينظر لها لينفي برأسه بهدوء و كأنه بهاته الحركة سيمنعها من التحدث

" لقد قبلتني هناك، قبل عشر سنوات بالضبط بيوم عيد ميلادي الثاني عشر. لقد كنت قبلتي الأولى، حبيبي الأول و اول كسرٍ لقلبي "

سقطت دمعة من عينها اليمنى تحكي عن حزنها بينما تنظر له بحزن دفين لتبتسم و بالرغم من أنها ابتسامة حزينة لم تصل لعيونها و لكنها كانت الأجمل بعينيه

" أتذكر بأنني أخبرتك يومها بأنني أحبك "

ضحكت بسخرية و هي تمسح دمعتها لتضيف بكسر

" لقد ضحكت بوجهي و مسحت على شعري و كأنني حيوانك الاليف لتخبرني بأنني طفلة، و بأنني لا يجب أن ابني الأحلام من وراء هاته القبلة لأنها مجرد مجرد قبلة لا معنى لها "

" لقد كان لها معنى، أقسم بأن تلك القبلة عنت الكثير لي يا إيمي "

قال سيب و هو يجلس عند قدميها بينما يمسك بيدها بين يديه يتحدث بنبرة حزينة و مرتجفة، دموعه تأبى التوقف عن النزول و جسده يرتجف خوفا و ندما.

أمسكت وجهه بين يديها و حركت ابهامها تمسح الدموع من على خده لتقبل عينه اليمنى ثم نفس الشيء لعينه اليسرى لتهمس مكملة

" هذا لم يكن كلامك وقتها، هناك بتلك اللحظة انا جربت كسر القلب، لقد كنت طفلة أحبت بصدق و لكن هذا لا يهم حقا. لأن منذ تلك اللحظة تغيرنا، فمنذ ذلك اليوم أصبحت انا الفتاة المغرورة و انت كنت الفتى السيء. هكذا كنا نحن دائما "

ابتسمت قليلا ليعض شفته السفلية بقوة لتقبل جبينه بكل حب و هي تنظر لداخل عينيه لتتحدث بنبرة حزينة و جدية

" كنت أراك دائما، بالرغم من أنني كنت أتصرف بعجرفة و عدم اهتمام إلا أنني كنت أهتم. كنت طفلة، انا طفلة معك فقط يا سيب. كنت أراك كل مرة مع فتاة مختلفة، تبتسم مع هاته، تقبل هاته، تعانق الأخرى، ترقص مع اخرى.. كنت دائما أراك و لكن انت.. انت لم تكن تراني"

نفى برأسه و شهقاته أصبحت أعلى صوتا، كانت يديه تتمسك بخاصتها التي فوق وجهه، يعلم الآن بأنها سترحل، هي تتحدث و تخبره عما بقلبها لانها قررت مغادرته.

" لا ترحلي "

" كان الحزن يسكن قلبي سيب، لقد كنت اشتعل بسبب الغيرة، أتألم لأنك رفضتني لأنني طفلة بينما انت أيضا مجرد مراهق تصاحب من هن بنفس عمري. لذلك قمت بما كنت تقوم به، كنت ادخل علاقات عشوائية لجعلك تحترق و لكن كل شخص رافقته كان يختفي "

رفعت وجهه لينظر لوجهها لتبتسم و هي تضيف بنبرة مستمتعة رغم الحزن

" كنت أعلم بأنك انت من كان يقوم بالأمر، بالرغم من انك رفضتني كنت حولي، بالرغم من أنك ابعدتني كنت تحميني و هذا جعل حبي لك يكبر بقلبي عوضا عن إخماد نيرانه "

" ابقي معي "

توسل من جديد و لكنها أكملت كلامها و كأنها لا تسمعه

" هناك بدأت قصتنا سيب، من قبلة بحديقة القصر إلى ما وصلنا له اليوم. انا و انت قدر لبعضنا البعض، عندما تفهم هذا جيدا تعال سأكون بانتظارك "

وقفت من مكانها لتقفل حقيبتها ثم تحركت لتخرج من الغرفة، أسرع سيب و أغلق الباب و وقف أمامه، كان يبكي بشكل لم تراه من قبل، يبكي بشكل هستيري ليتوسل من جديد

" لا تتركيني "

" أنا يجب أن أذهب سيب، ثق بأنني أحبك "

نزلت دمعتها و هي ترتفع على أصابع قدمها لتتشبث به ثم قبلة ثغره بمشاعر مختلفة، مشاعر مختلطة بين حب و وداع، اشتياق و عتاب.

تمسك بوجهها و هو يضع يده على عنقها يقربها منه من جديد ليقبلها بقوة و كأن هذا آخر حل له، آخر شيء سيستطيع من خلالع ان يوصل مشاعره لها. بادلته بنفس مشاعره و قوته مع سقوط دموعها و لكن هذا احسن شيء له و لها و لطفلهم


" اتوسل إليك لا تذهبي "

همس و هو يضع جبينه فوق جبينها مع سقوط دموعه لتهمس مجيبة إياه بنبرة مكسورة

" الوداع سيب "

هي سترحل، رغم كل شيء سترحل. سقطت يده من على وجهها لتتحرك متفادية إياه و هي تخرج من الغرفة.

وقفت للحظة أمام الباب المفتوح خلفها لتجده لا يزال متصنما مكانه ينظر إلى اللا شيء لتعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها و هي تكمل خطواتها إلى الأسفل.

أسرع سام إلى أخته يساعدها بحمل حقيبتها بينما يمسك بيدها بين يديه بقوة و كأنه يمدها بالدعم لتبتسم على ذلك التصرف الذي يقويها، دعم الأخ.

وصل كلاهما إلى آخر درجة من السلالم ليتوقف سام ثم نظر لأخته ليهمس لها بهدوء

" هل انت واثقة من قرارك إيمي؟"

" واثقة "

قالت بهمس لا تعلم أن كان قد سمعه أم لا. نظرت للجميع حيث كانوا يقفون و هم يطالعونها و كأنهم لا يصدقون بأن سيب قد تركها ترحل حقا، و لم يلحق بها حتى.

توجهت تعانق الجميع و تقبلهم لتمسك امها بيدها بقوة

" ايمي.."

قاطعتها الأخرى بسرعة فهي لا تستطيع حقا الاستماع لشيء، هي تريد الرحيل و يجب أن تفعل ذلك و ابسط شيء قد يضعفها فهي إلى الآن لا تزال مصدومة من دموع و توسل سيب لها.

" اتوسل إليك أمي لا تفعلي، انا سأذهب إلى منزل جدتي، لن أكون بعيدة اتركيني على راحتي، أحتاج وقتا، أريد التفكير بكل شيء "

فتحت كامي فمها لتتحدث ليسمع الجميع صوتا جامدا من أعلى الدرج، كان سيب ينظر لهم من فوق بعيون حمراء كالدماء

" اتركيها تغادر "

أغمضت ايمي عيناها و بدون أن تستدير لتنظر له تحركت إلى الخارج لتلحق بها لورين و لوكاس.

توجه بلاك لارتداء ملابسه و الاستعداد ليغادر إلى الشركة، فما حصل هذا الصباح شيء لم يكن متوقع، لا زواج مارك و لا مغادرة ايمي.

توجه إلى الاستحمام بينما عقله مع تلك التي كانت تبكي البارحة بحضنه و اليوم استيقظت و كأن شيءا لم يحصل.

هو يعلم بأنها تحمي نفسها باخفاء آلامها و انكساراتها و لكن هذا سيء لأنه سيجعل حالتها أصعب و لن يصلح اي شيء


وقع نظره على اسمها الموجود على ذراعه، تذكر بأنه قام بوشمه بعد يومين من مغادرتها له، لا يعلم لما قام بفعل ذلك و لكنه كان يريد إثباتا ليثبت لنفسه بأنها كانت حقيقة و ليس مجرد خيال.

خرج من الحمام و هو يفكر بأنه يجب عليه إصلاح الأمور مع ايما، هو قام بإدخالها إلى داخل لعبة الانتقام.
انتقام خرب حياته، ابتداءا من طفولته إلى آخر يوم بحياته.

أغمض عينيه يبعد تلك الذكريات السيئة من أمام عينيه ليرتدي ملابسه و هو قد قرر بأن علاقته مع إيما هو قد كسرها و هو الوحيد الذي أخطأ لذلك يجب عليه أن يعيد كل شيء كما كان، لا ليس كما كان سابقا بل بالحقيقة أفضل من السابق.

كان يتوجه إلى الخارج ليضرب بدون قصد بعض كتب دراسة ايما التي لا تزال إلى الآن بغرفته. وقعت الكتب أرضا ليتنهد و انحنى ليجمعها.

سقط ظرف ابيض من بين الأوراق الموجودة و لمفاجأته كان الظرف لا يزال مغلقا و يحمل اسم " إيما روجر " عقد حاجبيه استغرابا و قام بفتحه.

كان الظرف الابيض هو نفس الظرف الذي وضعه بول بين الأوراق التي أعطى لساشا لتوصلها لايما.

عض بلاك شفته السفلية بقوة و أغمض عينيه مستنشقا الهواء و يحاول تهدأت نفسه، بينما يحرك رأسه يمينا و يسارا بغضب بينما يقرأ ما كتب بالرسالة

" إيما،                                                  

أعلم بأنك ستتفاجئين عندما تجدين هذا الظرف بين اوراقك و لكنني لم أجد طريقة أخرى أخبرك بها عن مشاعري و أحاسيسي. انا اعجبت بك منذ أول مرة وقع نظري عليك، أعلم بأنك لن تستطيعي تصديقي و لكنني أريد منك أن تمنحيني فرصة و أعدك بأنني سأقوم بكل ما أستطيع لجعلك تشعرين بحبي و تبادليني.

                                                     بول "

أصبحت الورقة بين يدي بلاك مكمشة كليا بين أصابعه التي تضغط عليها بغضب. و بدون أن ينتظر لحظة وقف من مكانه متوجها إلى الجامعة، فعلى ما يبدو حان الوقت لكي يلتقي بول ببلاك شخصيا.

بالمقهى

كانت إيما تجلس متصنمة، العديد من المعلومات التي علمتها مؤخرا و لا واحدة منها كانت جيدة.
نظرت لكلاي الذي كان يتابعها بحذر شديد و كأنه يحاول قراءتها لتبلع ريقها قبل أن تمرر يدها على شعرها بعصبية و هي تقول بثبات مصطنع

" أخبرني المزيد "

نفى كلاي برأسه باستمتاع و هو يرتشف القليل من كأس قهوته ليقول ببرود

" أخبرتك الكثير أساسا و بالحقيقة أحتاج شيءا بالمقابل اذا أردت المزيد من المعلومات "

" حسنا ماذا تريد؟"

قالت بكل جدية ليبتسم كلاي بمكر و هو يضع كأسه فوق الطاولة ليقول ببراءة

" وقعي على المعاهدة "

" ماذا؟"

صرخت بعدم تصديق دون أن تأبه لعيون جميع من كان بالمطعم، فكلاي الآن قد طلب منها التوقيع على معاهدة السلام بينهم و بين عائلة روجر و بذلك ستصبح عضوا رئيسيا معهم بهاته الصفقة

" هل تمزح معي؟"

" لا، أتحدث بجدية بالحقيقة "

قال ببراءة لتتكئ إلى الخلف و هي تجيبه بتهكم بينما تعقد يديها على صدرها

" لنقل بأنني قد وافقت على التوقيع، بلاك لن يسمح بذلك أبدا "

نظر لها و هو يرفع حاجبيه ليتحدث بسخرية

" عزيزتي، هل تعلمين بأن الجميع يتحدث عن هوس diablo بك؟ هل تريدين مني أن أعلمك ماذا ستفعلي لاقناعه؟"

قلبت عيناها على كلامه، هو لا يريد أن يفهم بأنها هي و بلاك لم يعودوا متزوجين. وضعت كلتا يديها أمامها على الطاولة لتنظر له بهدوء قبل أن تتحدث بكل هدوء

" كلاي، يجب أن تفهم شيءا بلاك لن يسمح لي الآن بدخول الشركة حتى بعد ما حصل آخر مرة لذلك انسى أمر التوقيع و اطلب شيءا معقولا "

أبرز شفتيه و هو ينظر لها لينفي برأسه كطفل عنيد ثم اجابها بسخرية

" اولا نيك يوافق اذا هذا يعني بأنك قطعت نصف الطريق "

قلبت عيناها و هي تسأله بسخرية

" و النصف الثاني يا عبقري كيف سأقطعه؟"

نظر يمينا و يسارا ثم اتكىء على الطاولة ليشير لها باصابعه لكي تقترب.

تنهدت بقلة حيلة فهي تعلم بأنه لو أرادت معرفة ما حصل بالماضي عليها الوصول إلى اتفاق مع كلاي فلا حل آخر.

اقتربت كما طلب منها ليبتسم قليلا قبل أن يهمس لها أثناء وضع يده أمام فمه

" اغويه "

" ماذا؟"

صرخت من جديد و هي تعود إلى الخلف ليعود نظر الجميع عليهم، لينظر لهم كلاي باعتذار بينما يحرك يديه أمامه كاشارة على أنها مجنونة

" هل جننت؟"

" بالحقيقة كنت أخبرهم بأنك المجنونة "

شرح لها بهدوء لتعض شفتها قبل أن تتحدث بغضب

" كلاي "

" ما المشكلة؟ ليس و كأنها أول مرة انتم متزوجون، انت فقط قفي أمامه عارية و اضمن لك بأنه سيوقع على فرمان موته حتى لو أردت "

تحدث كلاي بتهكم و سخرية لتفتح الأخرى فمها بصدمة. حركت رأسها بعدم تصديق ثم حملت حقيبتها لكي تغادر و لكنها توقفت مكانها عندما سمعت ما قاله

" إذا انت لا تردين معرفة من قتل ماريانا دوفار؟"

استدارت تنظر له بصدمة، هل قال قتل؟ ألم تمت بحادث؟

عادت لتجلس بمكانها ثم بلعت ريقها لتنظر له بعدم تصديق ليقول مجددا

" المعاهدة و سأخبرك كل شيء، هذا وعد أقسم لك "

مد يده أمامها لتنظر لها و هي لا تزال مصدومة، يبدو أن الحقيقة أكبر من ما كانت تتخيل. حسمت أمرها و صافحت يده ليبتسم كلاي باتساع قبل أن يغادر.

بشركة المحاماة

" تيو؟"

همس إيفان و كأنه يهمس لنفسه لتومئ سارة بهدوء دون النظر له، كانت تعلم بأنه سيحين وقت حيث يجب على إيفان أن يعلم بأمر تيو و لكنها لا تعلم بأنه يعلم ذلك أصلا

" تيو كان خطيبي و لكنه قد توفي يوم الزفاف بمداهمة "

أغمض إيفان عينيه ليمر شريط تلك المداهمة أمام عينيه، حصل كل شيء سريعا و بدون قصد أطلق على تيو


شهق ايفان و هو يفتح عينه و ينهض من مكانه، لا يستطيع أن يخبرها بذلك. كيف يخبرها؟ بل السؤال الحقيقي هو بماذا سيخبرها؟ لقد قتل خطيبها يوم الزفاف، لم يكن يقصد ذلك و لكن ما حصل قد حصل و لا أحد قادر على تغيير ذلك

" ايفان حبيبي ؟"

همست سارة بتردد و هي تشاهد حالة إيفان الغريبة، بينما يمسح بيده على وجهه و عنقه لتقف و هي تقترب منه لينظر لها للحظة قبل أن يسرع ليعانقها

تفاجئت لثوان بسبب تصرفه و لكنها لم تتردد و سرعان ما وضعت يديها حول خصره و هي تقربه منها أكثر. كانت تظن بأنه منصدم من هذا الخبر و لم تفكر بشيء غير ذلك

ظلا على حالهم ليبتعد عن حضنها ينظر لعيناها بعيون مترددة، تنفس بعمق و هو خائف من سؤالها و لكنه يجب أن يسأل فهذا السؤال ظل يحوم برأسه لسنين طويلة

" هل أحببته؟"

عضت شفتها و هي تنظر له لتبعد وجهها عنه قبل أن تتنهد محاولة العثور على الكلمات الصحيحة فهذا شيء يتعلق بمستقبلها هي و ايفان

" لن أكذب و أقول لم أفعل و لن أكذب و أقول فعلت. تيو كان صديقي الوحيد و اضطررنا للدخول بعلاقة بسبب أعمال العائلة و مصالحها. علاقتنا كانت غريبة، فهي لم تكن حبا و لم تكن صداقة "

بلع إيفان ريقه فاجابتها عوضا عن اراحت قلبه جعلته مشتتا. كيف يمكن لشخص أن يحب و بنفس الوقت لا يحب؟ كيف يمكن لعلاقتهم ألا تكون حبا و لا تكون صداقة؟

العديد و العديد من الأسئلة التي تدور برأسه و لا إجابة واضحة. نظرت له سارة و علمت جيدا ما الذي يحصل بداخله لتقترب منه و هي تضع يديها على وجهه.

ما إن لمست يدها وجهه حتى رفع عينيه المترددة لينظر لها فابتسمت و هي تجيبه بثقة لعلها تبعد شكوك قلبه و مخاوفه

" عرفت الحب الحقيقي معك إيفان، و تعلمت العشق على يديك. ثق بأن ما أشعر معك شيء لم أشعر به قبلا أبدا، ثق بأن قلبي ملك لك وحدك و لا تثق بشيء آخر "

كان ينظر لها بعيون متوسلة، فرحة، خائفة، مترددة.. لم تستطع التحديد حقا و لكن شيء واحد كانت واثقة منه الحب، لقد رأت حبه لها يشع من مجرد كلماتها الصغيرة هاته.

كجواب لها اقترب منها أكثر يضع يده على عنقها يقبلها ثم وضع يده حولها و كأنه يريد الشعور بها، بقربها و بحبها لتبتسم اثناء القبلة و لكنها بادلته تريد طرد خوفه


" حتى لو كنت آخر أنفاسي، حتى لو علمت بأن نهايتي ستكون بالبقاء معك فسألجىء لك. حتى لو وقف الجميع ضدي حتى لو تم نفي سأعود لكي. انا اعيش لك و من أجلك سارة، انت كنت الوحيدة، انت فقط دائما و أبدا، ثقي بهذا. "

قبل جبينها و هو يقربها منه ليعانقها بقوة و كأنه يريد أن يذفنها باحضانه ليهمس عند اذنها

" انتظرتك لسنين و لست على استعداد لتخلي عنك، لا الآن و ليس بأي وقت. انت كل شيء بالنسبة لي، وقع قلبي لك و لو خيرت لاخترت الوقوع لك من جديد سارة "

ابتسمت سارة باتساع بينما دمعت عيناها من اعتراف إيفان الغير متوقع لتتمسك بحضنه بكل قوة و هي تجيبه بثقة

" و انا احبك و لن أتخلى عنك ايفان، ثق بذلك "

أغمض الأخير عينيه و هو يتوسل الله ألا تفعل، خصوصا عندما تعلم بحقيقة موت تيو.


بقصر روجر

بعد مغادرة بلاك نزل سيب الدرج ليقف أمامه دارك ينظر لابنه بعيون تحاول قراءته ليساله بهدوء

" هل انت بخير؟"

" لماذا لن أكون كذلك؟"

أجابه سيب ببرود و هو يعدل قميصه الأزرق و كأن كل شيء على ما يرام تحت نظرات والده المنصدمة ليصرخ سيزار بغضب و هو يقترب من سيب

" كيف لا تكون؟ بسببك رحلت ابنتي و تقول بأنك بخير "

نظر له سيب ببرود ليبتسم بوجهه ببرود قبل أن يتحدث من بين أسنانه المبشورة بغضب

" لقد توسلتها لكي لا ترحل، لقد ركعت عند قدميها و لكنها رحلت "

" انت... ماذا؟"

تمتم دارك بصدمة عندما سمع ما قاله سيب ليفتح سيزار عينيه بصدمة فإذا كان هناك شيء اخذه أولاد دارك منه فهي جيناته اللعينة. و اذا ركع سيب أمام ايمي فهذا دليل على أن حبه لها يفوق حبه لنفسه

" سيب "

قال دارك و لكن الأخير تجاهله ليخرج من القصر بأكمله. دقائق فقط ليدخل أوسكار رئيس الحرس

" ماذا هناك أوسكار؟"

سأل دارك الحارس بحاجبين معقودان ليجيبه الآخر برسمية

" السيد سيباستيان أخذ سيارة السباق "

" ماذا؟"

صرخت أمارا و هي تخرج من الصالة لتقف بجانب دارك الذي لعن بداخله.

سيب مجنون و هو مهووس سباق، و لكنه امتنع عن ذلك عندما تعرض لحادث جعله يكسر كل عظمة لعينة بجسده تقريبا.

الجميع يظن بأن سيب توقف عن السباق بسبب الحادث و لكن لا أحد يعلم بأنه امتنع عن ذلك بسبب وعده لايمي. و الآن بعد أن ذهبت ها هو يعود من جديد لعادات الفتى السيء

" دارك افعل شيءا "

صرخت أمارا و هي تضرب دارك على صدره ليمسك بيدها محاولا تهدأتها بينما أشار للحارس ليغادر و هو يجيبها بهدوء

" اتركيه يفرغ غضبه قليلا "

" لن أفعل، اللعنة لقد كان سيموت آخر مرة قام بسياقة تلك اللعنة "

صرخت أمارا بجنون ليعانقها دارك بين ذراعيه و هو يهمس باذنها

" سيكون بخير، فقد اهدئي حبيبتي "

" سيكون بخير أليس كذلك؟"

سألته بعيون دامعة خائفة على طفلها ليومئ برأسه بهدوء و هو يقبل رأسها مؤكدا كلامه بينما يدعي بداخله ألا يصيب ابنه اي شيء

" سيكون ثقي بي "

توجه دارك مع أمارا إلى غرفتهم لتتحدث بيلا مقاطعة شرود الجميع

" واااو "

استدار الجميع ينظر لها بعدم فهم لتضيف بعدم تصديق

" أشعر و كأنني وسط فيلم أكشن، هذا ممتع حقا "

ابتسم مارك بسخرية على بيلا التي لم ترى حقا اي شيء إلى الآن و قبل أن يتحدث سبقه والده الذي اجابها

" انت جديدة على هاته الأجواء يا زوجة ابني، ثقي بي لا يزال هناك الكثير "

نظرت لكريس بعدم تصديق بسبب تأكيده لتتذكر من جديد سبب وجودها هنا و الذي قد نسته للحظات بسبب ما حصل حولها

" اللعنة تذكرت "

استدارت لمارك الجالس باسترخاء لتنظر له بغضب قبل أن تتحدث بغضب

" مارك، سيكون من الأفضل لو ننهي مهزلتك هاته و تقوم بابطال الزواج أو طلاق لا يهم حقا و لكن اوقف ما قمت به "

نظر لها مارك بتهكم قبل أن يجيبها ببراءة لا تمت له بصلة

" ما الذي قمت به انا؟"

" هذا مارك الذي أعرفه "

تحدث كيفن بسخرية و هو يجلس مقابل مارك بحماس و كأنه سيشاهد عرضا سينمائيا بعد قليل

" لا عزيزي، انت لم تفعل أي شيء "

قالت بيلا بسخرية قبل أن تضرب الطاولة التي أمامه بيدها بغضب ثم انحنت قليلا لتنظر لعينيه بغضب و هي تتحدث من بين أسنانها

" لا تمزح معي و اللعنة، انا لن اعترف بهذا الزواج أبدا. ثق بأنني لست كالباقي و هذا الزواج سينتهي قبل بدايته "

ابتسم مارك قبل أن يقف ليصبح ملاصقا لها، مرر يده يضع خصلات شعرها المبعثرة ليرتبهم خلف اذنها ليقول بثقة و هو ينظر لعيناها المشتعلة

"لا تحاولي بيلا انا لن أتراجع عنك، انا لست كالباقي أيضا. أخبرتك بأنني أريدك و سأفعل المستحيل من أجل الحصول عليك و لن أهتم لأي شيء لعين. "

فتحت فمها لتحتج و لكنه قاطعها بوضع سبابته فوق شفتيها لينظر لفمها قبل أن يعيد نظره لعينها

" انا لست بلاك و لست ماث و لا حتى سيب. أريدك و لن يقف بوجهي لا انتقام و لن أهتم لما تريدين و لا شيء آخر. أعلم بأنك تحبيني و هذا كل ما يهم لذلك لا تحاولي. زواجنا سيكون زواجا طبيعيا، رسميا "

اقترب من اذنها ليهمس باغراء قبل عض اذنها

" و سريريا "

" ماذا؟ ما اللعنة؟"

صرخت بيلا و هي تبعده عنها ليرفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يجيبها

" اقصد بأنني لا ألعب يا صغيرتي و لن اتزوجك كغطاء، أريدك و انت تريديني و هذا ما سيحصل، نحن سنكون زوجا و زوجة حقيقين و يفضل أن تتعودي على الوضع و تبعدي فكرة الطلاق من عقلك لأن هذا لن يحصل أبدا "

تركها تقف بصدمة و غادر عائدا لغرفته لترمش بعدم تصديق ثم نظرت خلفها لتجد الجميع يتابع ما كان يحصل لتقول ايرينا بثبات

" بيلا عزيزتي، أظن بأنه يجب أن تخبري والدك "

" أخبر والدي بماذا تحديدا؟"

قالت الاخيرة بصدمة قبل أن تجلس على الأريكة لا تعلم ما الذي يجب عليها القيام به. هي حقا تزوجت بمارك، حسنا ستكون كاذبة لو قالت بأنها لا تريد الزواج به و لكن ليس هكذا، هي كانت تحمل بزفاف مع فستان ابيض و تستمتع بيومها كأي فتاة أخرى

بالجامعة

توقفت سيارة بلاك بسرعة فائقة لدرجة جعلت الغبار يتصاعد حولها، فتح الباب و خرج بشموخ متوجها إلى داخل الجامعة على عكس الحروب التي تم إعلانها بداخله منذ قرائته لتلك الرسالة

كان توم و انا و ساشا بالمقصف كعادتهم بعد انتهاء أول حصة لينظر توم حولهم عدة مرات و كأنه يبحث عن شيء أو أحد ثم سأل الاثنتين

" اني، ساشا أين إيما؟"

نظرت انا حولها و لم تجد ايما حقا لتعقد حاجبيها استغرابا قبل أن ترفع كتفيها بعدم معرفة و هي تجيبه

" لم أراها منذ دخولنا الجامعة صباحا "

" بالحقيقة هي غادرت إلى منزلها من أجل إحضار شيء ما "

قالت ساشا بهدوء كعادتها ليومئ الاثنان و فجأة وقف بول أمامهم و هو يقول بتردد

" انسة ساشا هل استطيع التحدث معك للحظات؟"

نظر له توم بملل لتومئ ساشا على عكس انا التي أمسكت بيدها تمنعها من القيام و هي تجيبه عوضا عنها

" لا تستطيع بالحقيقة  "

" لماذا تريد التحدث مع قريبتي على انفراد سيد بول ؟"

سأله توم و هو يؤكد على كلمة انفراد لتتكئ انا بحضنه و هي تنظر لبول الذي أصبح وجهه أحمر و جبينه متعرق قبل أن يجيب بتوتر

" كنت أريد السؤال عن الانسة إيما؟"

" حقا؟ و لماذا تريد السؤال عن ايما ؟"

قالت انا من جديد و هي ترفع حاجبيها ليمسح الآخر جبينه قبل أن يتحدث

" لقد رأيت المؤتمر البارحة على الأخبار "

" اذا؟"

قال توم بملل عندما لاحظ تردده بالحديث فهو ينطق كلمة و يبلع عشرة ليضيف بول

" بالحقيقة كنت أظنها أحد اقارب روجر عندما عرفت عن نفسها لأول مرة و لكنها البارحة قد.. بالمؤتمر تعلمون "

ابتسمت انا و هي تجيبه بمكر مستمتعة بتوتر بول

" قبلت بلاك؟"

اومئ الآخر برأسه ليضيف من جديد

" هل هي ؟ اقصد هل هناك علاقة بينهما؟"

" أنا سأخبرك "

صدر صوت بارد من خلفه ليشهق كل من الأربعة. قفزت انا من حضن توم بينما وقفت ساشا من مكانها بسرعة و ما إن استدار بول حتى وقع أرضا بسبب تلك اللكمة التي توجهت إلى وجهه

" بلاك "

صرخت انا بخوف بينما تمسكت ساشا بذراع انا، فكما هو معروف بلاك شخص بارد و لا يفقد أعصابه و لكنه الآن كان فوق بول الذي لم يعلم ما أصابه و بدون أن يعطيه بلاك فرصة لفهم ما أصابه كان يضربه بقوة و هو هو يلعنه

حاول توم ابعاده و لكن الأخير كان كالثور الهائج، لم يستوعب توم شيءا غير اسم إيما من فم بلاك مرة أو مرتين غير ذلك كان يلعن و يزأر بغضب. بالرغم من سكون جسد بول أسفله و لكنه لم يتوقف عن ضربه إلا بعد أن أمسك به توم أخيرا بكل قوة و هو يبعده عن بول بينما يصرخ

" توقف بلاك ستقتله "

ابعد بلاك توم عنه بينما يتنفس بغضب لينظر لساشا و انا اللتان شحب وجههما كليا ليغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأت نفسه ليعيد فتحهم قبل أن يتحدث بجمود

" أين هي؟"

" لقد..لقد.."

تمتمت انا بخوف و هي تتمسك بيد ساشا التي لم تستطع فتح فمها حتى ليصرخ بعدم صبر

" قلت أين هي؟"

صرخ بغضب لتشهق انا و هي تقفز مكانها ليقف أمامها توم و هو يتحدث بهدوء و ثبات فعلى ما يبدو تم إعلان تمرد شياطين بلاك و هذا أمر سيء

" غادرت إلى منزلها "

عض بلاك شفته ليمرر يده على شعره بغضب قبل أن يومىء عدة مرات، توجه إلى الخارج دون النظر خلفه تاركا الجميع بصدمة و خوف بسبب ما حصل ليهرع الطلاب إلى استاذهم الذي كان وجهه كله دماءا و لا يتحرك

بالمساء

كان كل شخص شارد يفكر بحاله، سيليا منذ أن عادت إلى القصر و هي لم تترك غرفتها، انا كانت تحتضن امها بقوة فالشيء الوحيد الذي تخافه هو بلاك عندما يخرج عن السيطرة و قد بدأ ذلك الأمر بسبب ما حصل معه منذ سنوات. ساشا التي اتتها نوبة اختناق بعد ما حصل اليوم بالجامعة كانت تنام و هي تضع رأسها على ساق والدها الذي يمرر يده على شعرها بحنان. توم أخبر الباقي بما حصل بالجامعة ليتفاجئوا من ذلك. بيلا تحدثت مع والدها مخبرة إياه بأنها ستظل مع إيما و لكنها ستعود قريبا. سيب لم يعد، لا أحد يعرف أين بلاك و لا أثر لايما.

" مرحبا جميعا "

قالت إيما و هي تقف عند باب القاعة تنظر للجميع لتبتسم بسخرية و هي تضيف

" إذا من مات ؟"

" ايما لقد عدت "

صرخت بيلا بحماس و هي تركض لتعانقها ليقول كريس بتهكم

" عادت ابنة خالتك و انت لا تزالين قطعة واحدة، أخبرتك بأننا لا نأكل لحم البشر "

احمر وجهها خجلا و لكن لا أحد يستطيع لومها فهي لا تعرف اي أحد منهم و ظلت لوحدها معهم بعد مغادرة مارك و ايما

" لا تحزن كريسي هي لم تقصد "

قالت إيما و هي تنظر لكريس باعتذار ليومئ الآخر بهدوء بينما تمتمت بيلا بهمس

" أنا آسفة "

" لا عليك صغيرتي، فأنت لا تعرفين أحدا منا هذا امر طبيعي "

قالت اماندا بحب و حنان لتبتسم لها بيلا و لكن سرعان ما بدأت انا و ايريس التحدث بوقت واحد لترمش ايما بعدم تصديق

" ما الذي يحصل ؟"

" خذا نفسا "

قال كاي و هو يمرر يده على شعره ايريس التي بدأت التحدث أولا

" بلاك قد ذهب اليوم إلى الجامعة "

" حقا؟ لماذا؟"

سألت إيما و هي تعقد حاجبيها ناسية تماما بأنها قد أخبرته صباحا بأنها يجب أن تذهب إلى الجامعة بشكل طارئ

" لقد كسر عظام و غير ملامح الدكتور بول "

أضافت انا لترتجف ساشا قبل أن تهمس بخوف

" لقد كان الأمر مخيفا "

" لماذا قام بذلك؟"

رفعت انا كتفيها بعدم معرفة ليقول توم بهدوء و هو ينظر لايما بترقب

" لقد سأل عنك "

" عني؟ لماذا؟"

سألت إيما من جديد لتنظر لها بيلا بعدم فهم و هي تقول بجدية

" الم تقولي صباحا بأنك ستذهبين إلى الجامعة؟"

" اللعنة هل قلت الجامعة؟ لقد نسيت ذلك "

لعنت ايما لتفتح حقيبتها تبحث عن هاتفها و الذي مع الأسف الشديد كان مغلقا لتلعن حظها قبل التوجه إلى الغرفة بينما تفكر بكذبة معقولة لتخبره إياها

بعد أن غادر بلاك الجامعة توجه إلى قصر خوسيه ليلتقي بماث عند البوابة و الذي كان بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه

" ماث "

قال بلاك عندما نزل من سيارته ليستدير له ماث و يقول

" بلاك "

" هل ايما بالقصر ؟"

" ايما غادرت منذ البارحة و لم تعد "

قال ماث بهدوء ليومئ بلاك و كان على وشك المغادرة ليلعن و هو يعود ليسأله

" هل انت بخير؟"

نظر له الآخر بصدمة ليرمش بعدم تصديق قبل أن يجيبه

" بخير، بخير شكرا على سؤالك "

اومئ بلاك برأسه بهدوء و هو يدخل سيارته ليناديه ماث من الخلف

" بلاك"

نظر بلاك له بشك ليبلع ماث ريقه قبل أن يتحدث

" هل استطيع ان أطلب منك طلب؟"

عقد بلاك حاجبه قبل أن يومىء ليضيف ماث بحزن

" اعتني بسيليا جيدا "

اومئ بلاك ليغادر و يدخل ماث القصر متوجها إلى غرفته حيث يريد النوم فقط.

ظل بلاك يتصل بايما و لكن هاتفها مغلق، بحث عنها في الأماكن المحتمل توجهها لهم و لكن لا أثر لها. اضطرب أكثر و تذكر حالتها البارحة ليلعن و هو يبحث من جديد ليتصل به توم مخبرا إياه بأنها قد عادت إلى القصر

أوقف بلاك سيارته و توجه بسرعة إلى داخل القصر لتخبره الخادمة بأن إيما قد توجهت إلى المسبح. اومئ برأسه قبل أن يذهب إلى الخارج من جديد

عبر الحديقة بخطى سريعة ليتوقف أمام المسبح، تبخر غضبه و طارت الكلمات من لسانه عندما لمح جسدا رشيقا يتحرك بسلاسة بداخل المياه.

شعرت ايما بشخص يقف أمام المسبح لتتوقف عن السباحة و ترفع رأسها لتجد بلاك يقف ببرود رغم أن عينيه كانت تشتعل رغبة لتبتسم لنفسها

" ماذا تفعل هناك بيبي ؟"

قالت باغراء و هي تقف وسط المسبح بينما يديها تتحرك بداخل الماء بهدوء دون قطع اتصال اعينهم ليمرر نظره عليها لدرجة جعلتها تشعر بأنها تقف عارية بالمسبح ليقول بهدوء

" أين كنت ؟"

ضحكت بقوة قبل أن تتحدث مجددا

" عزيزي عندما كنا متزوجين لم أكن اجيبك على هذا السؤال، هل تظن بأنني سأفعل الآن؟"

" أين كنت ايما لن أكرر؟"

أعاد بغضب واضح لترفع حاجبيها بتحد و هي تجيبه

" كان لدي أمر شخصي "

" شخصي؟"

أعاد بلاك خلفها و هو يزيل سترته ليرميها فوق كرسي السباحة خلفه مع حامل الأسلحة لتساله بتعجب

" حقا لا افهم، لماذا أصبحت ترتدي حامل الأسلحة بلاك ؟"

" عندما كنا متزوجين لم أكن اجيبك على هذا السؤال بيبي "

أعاد كلماتها مما جعلها تضحك بقوة فعلى ما يبدو بأنه بدأ يلين قليلا. فكرت بما قاله كلاي لتعض شفتها بقوة قبل أن تقول

" لماذا لا تنضم لي ؟"

رفع كلا حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بشك فهو يعلم، لا بل متأكد من أن هناك شيءا ما برأسها

" لماذا تخططين بيبي ؟"

" أريدك عاريا، الآن "

امرته ليبتسم بمكر على كلامها ثم اومئ ليزيل باقي ثيابه ليظل بثيابه الداخلية قبل أن ينزل إلى المسبح منضما لها

وقف أمامها مباشرة لتبتسم و هي تنظر له بعيون مشعة. وضعت يدها على خده لتقرب نفسها منه و تهمس أمام شفتيه المنفرجة قليلا بسبب حركتها

" أخبروني بأنك ضربت الأستاذ بول بالجامعة؟"

" لقد تناقشنا قليلا "

اجابها ببرود و هو مغمض عينيه يتلذذ بما تفعله لتضحك بسخرية و هي تجيبه بتهكم

" تناقشت معه و هو الآن بالمشفى مع ستة ضلوع تم تكسيرها بدون ذكر ملامح وجهه التي لم تعد واضحة"

" لقد كانت مناقشة حادة قليلا "

ضحكت مجددا و هي تضع كلتا يديها على عنقه لتقربه منها أكثر و تهمس أمام شفتيه التي كانت تلامس خاصتها كلما قالت كلمة

" اشتقت لك بلاك "

" لماذا أشعر بأن هناك أمرا وراء اشتياقك هذا "

قال بلاك و هو مغمض العينين لتبتسم ايما أمام شفتيه قبل أن تضيف

" دائما هناك شيء ما بيننا "

" إلى الموت بيبي "

أكد لها لتضع شفتها على خاصته و هي تنزل إلى الأسفل ليستسلم بلاك لحركتها و هو ينزل معها إلى أسفل المياه ليقبلها بقوة و كأن حياته تعتمد على تلك القبلة


أحست ايما بأن أنفاسها تختفي لتبعده و هي ترفع نفسها إلى فوق لتأخذ أنفاسها التي تم سلبها منها بفعل قبلته. فتحت عيناها لتجده يتنفس بسرعة و هو ينظر لها لتهمس له بثقة

" اريدك بلاك "

" كلما أقمنا علاقة ترحلين ايما"

نظرت له بدون أن تجيبه ليمرر يده على شعرها المبتل و هو يقول

" نظرتك هاته و صمتك هذا يؤكدان لي بأنك سترحيلن من جديد "

" أنا لم أعد من الأصل لارحل بلاك "

حسنا هذا صحيح، هي إلى الآن لم تعد له و لا يعلم متى قد تعود و لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله ليجعلها تسامحه.

" Мой ангел  -ملاكي- "

وضعت يدها على فمه و هي تنفي برأسها مانعة إياه من التحدث ثم تمسكت بيده متوجهة إلى أدراج المسبح لتصعد بينما هو يتبعها بصمت و عينيه فقط تنظر لها بهدوء

وقفت أمام كرسي السباحة لتحمل روب الاستحمام و ارتدته ليرتدي سرواله و حمله باقي أغراضه ليلحق بها و هو يعلم جيدا بأن ما تفكر به سيجعله يفقد أعصابه و لكن ان أراد معرفة ما بعقلها عليه الصبر و مسيرتها

صعد كلاهما الدرج لتتوقف عند باب غرفته، أغمضت عينيها و كأنها تتذكر شيءا ما و لكن سرعان ما عادت فتحها لتفتح الباب و تدخل.

تنهد بلاك و هو يدخل خلفها ليضع ما كان بيده فوق الأريكة السوداء بغرفته. نظر لها ليجدها تقف و هي تنظر لسرير بنظرات غريبة و لكنه لم يتحدث بل تركها بشرودها

" بلاك "

همست بعد فترة من السكون ليعقد حاجبيه قبل أن يهمهم لها فقط و فجأة أسقطت روب الحمام الذي كانت ترتديه لتظل أمامه بملابس السباحة الخضراء المتكونة من قطعتين تظهر جسدها باحتراف

" انت تعلم بأنني لم اسامحك أليس كذلك؟"

" اعلم "

اجابها بهدوء فهو أكثر من يعرف بأنها لن تسامحه بسهولة و ستجعله يمر بالجحيم إلى أن تغفر له

" جيد لأنني لا أريدك أن تقوم بخلط الأمور "

" ما الذي تقصدينه؟"

قال باستفهام، عن أي خلط تتحدث و اي أمور؟ استدارت تقترب منه لتضع شفتها على خاصته تقبله بشغف بينما يديها تمر صعودا من صدره إلى وراء عنقه لتقربه منها أكثر

ابتعدت عنه للحظات تنظر لاستسلامه و سكونه بين ذراعيه، جزء منها يريد صفعه بقوة لتجعله ينسى اسمه و جزء منها يريد إخباره بالحقيقة و لكن الذكريات المريعة قد فازت. كما استغلها هو سابقا لها الحق أيضا باستغلاله الآن لمصلحتها

" أريدك أن تمارس الحب معي بلاك "

فتح عينيه بقوة و هو ينظر لها، كلماتها غريبة، نبرة صوتها باردة و عيونها جليدية. هي لا تريد ذلك اذا لماذا تطلب منه ذلك

" ايما.."

" لا.. لا تتحدث "

قاطعته و هي تضع يدها على وجهه تمسح قطرات الماء برقة من على وجهه دون قطع اتصال اعينهم لتتنفس بعمق و هي تضع جبينها ضد خاصته لتضيف

" فقط قم بذلك "

أغلق المسافة بينهم بإنش آخر ليضغط صدره العار و المبتل على خاصتها المنصور بين ملابس سباحتها المبتلة ليشعر بالقماش ضد بشرته

" اتريدين هذا؟"

سألها يحاول الحصول على إجابة صادقة منها لتغمض عيناها متمسكة بكتفيه و هي تومىء له برأسها ليبتسم قبل أن يتحدث بهمس مغر

" اثبتي ذلك "

ألصق فمه على فمها دون أن يعطيها فرصة لتراجع، غزا فمها بخاصته و هو بلسانه إلى داخل فمه ليشعر بطعم فمها الذي اشتاق له

كان يعلم بأنه يجب أن يتوقف و لكنه لا يستطيع حقا، يعلم بأنها تخطط لشيء و عليه الابتعاد و لكن كل صحونه سقطت أمامها

مدت ايما يديها و شبكت أصابعها في شعره لتمسك برأسه بينما تقبله و هي تقابل مطالبه بمطالبة أيضا. كان نهمت للمسته، لشعور به.

رن إنذار برأسها و لكنها تجاهلته متذكرة بأن ما تقوم به هو الحل الوحيد الذي تملكه لتستطيع الحصول على ما تريد

بدأت تتراجع بخطواتها إلى الخلف و هو يتحرك معها باستسلام لتسقط على السرير و هو فوقها و لم يقطع اي أحد منهما القبل التي يتبادلانها


كان هناك شعور بالاشتياق و الأسف، شعور بالحب و العتاب بينهم و لكنهم قرروا تجاهل الأمر، تجاهل كل شيء آخر و الاستمتاع بهاته اللحظة بينهم

ابتعد عنها ليقف أمامها، كان ينظر لها بهدوء بينما كانت تغمض عيناها و كأنها لا تريد مواجهته، و كأنه قادر على معرفة ما تفكر به و يستطيع قراءة أعينها

" هاته آخر مرة ساسالك إيما، هل انت واثقة؟"

جون، امها، بلاك، كلاي، دوفار، خيانة، قتل .. كل هاته الكلمات مرة أمام أعينها لتوجه نظرها له و هي تجيب بثقة

" أجل،  واثقة "

وضع يده على سرواله ليزيل و قام بركله بعيدا بحركة واحدة سريعة بينما هي لا تزال متمددة على السرير تحدق به

أنفاسها توقفت للحظة عندما شاهدته ينظم لها فوق السرير، وضع يده على كتفها ليوجهها باحتراف خلف عنقها و هو يفتح عقدة ملابس السباحة خاصتها

قلبها خفق بقوة لدرجة علمت بأنه قادر على سماع نبضاته الصاخبة، النسيم البارد داعب بشرتها التي أصبحت عارية بعد أن ألقى صدريتها بعيدا

نظراته احرقتها بينما يتشرب بنظراته جسدها المرتعش أمامه. صدرها تصلب بشدة عندما تحركت يده برقة و بلطف من صدرها إلى معدتها و وركيها.

توقف ينظر لها و كأنه يدرس كل انش من جسدها بصمت. كانت تريد أن توقفه و بنفس الوقت تريده أن يكمل، هي تعيش صراعا بين حبها له و كرهها له. من الصعب أن يجب الإنسان نفسه بوضع يجعله يحترق بكلتا الحالتين

ماتت الكلمات بحنجرتها عندما استقرت يداه على وركيها، عندما لامس باصابعه القماش الرقيق لسروال سباحتها و هو يركز بينما يمرر اصابعه على فخدها برشاقة لتشهق بفعل كل لمسة من يده

انتباه ايما أصبح على أصابع يده التي كانت تعذب جسدها بحق و هو يأخذ وقته بالتعرف على جسدها و كأنه و لأول مرة يراها عارية. كان يراقب و يشعر بكل رد فعل تصدر منها و كان يستمتع بذلك فعلى ما يبدو كلاهما يحترق

" اللعنة، هل ستجلس هناك هناك و تنظر طوال الليل أم أنك ستفعل شيءا "

لعنت بإحباط لتصدر ضحكة خافتة من بين شفتيه. لوى إحدى ساقيه حولها و قربها منه بحركة سريعة ليصبح جسدها ملاصقا لخاصته و كأنهم جسد واحد

أخفض شفتيه يقبل شحمة اذنها و هو يداعب بلسانه منطقة الإثارة الموجودة خلف اذنها لينفخ بخفة على تلك المنطقة مما جعلها تشهق و ترتعش

كل مرة يجعلها تشعر بمشاعر غريبة و جديدة، كل مرة يجعلها تشعر بأن جسدها ليس لها بل له. هو يعلم أبسط الأشياء بجسدها و يتحكم به كما يريد.

" كنت غاضبا منك بعد قراءة تلك الرسالة اللعينة و لكن على ما يبدو سأؤجل ذلك إلى وقت آخر "

" أي رسالة؟"

قالت و هي تبعد رأسها الى اليمين سامحة له بالتعمق بما يفعله ليجيبها بمكر

" ليس الآن، انا مشغول "

غطى فمه بخاصتها و انزلق لسانه بداخله. تقوست بسبب المشاعر المتضرابة بداخلها لتتمسك به و هي تعمق كل قبلة يعطيها و هي تبادله بجنون

فرق ساقيها ليعذبها بوعود من يديه و تصلبه لتصبح مجنونة بسبب الحاجة، و لم يعد هناك مكان للكبرياء أو المنطق، بل هناك فقط ذلك الألم لكي تحصل عليه بداخلها

تحرك فمه إلى صدرها يقبله و يقضمه باسنانه، أصابعه تلامس معدتها و فخذيها ثم توقف أسفل القماش الفاصل ليداعبها، تحركت أصابعه إلى الأسفل يريد معرفة مدى إثارتها ليجدها مبتلة و رطبة تطالب بالمزيد

بدأ بسحب سروالها إلى الأسفل ليرميه بعيدا كحال باقي الثياب قبل أن ينزلق أحد أصابعه عميقا بداخلها ثم أضاف آخر. يداعبها برقة و هو يريد جعلها تشعر بإثارة أكبر

صاحت بسبب التلامس ليدفع وركيها إلى الأمام و هي تحصل على ذورة ضربة اعماقها بقوة. ارتعش جسدها بالمتعة و علم بأنها على الحافة ليزيل آخر قطعة من ملابسه و اقترب ليغطيها بجسده

شابك أصابعه بخاصتها و هو ينظر لها لترمش بنظرات مشوشة بسبب ما شعرت به، كانت نظرته قاتمة بسبب الرغبة تحمل أسرارا و وعود كثيرة. علمت بأن هاته هي فرصتها لتهمس

" أخبرني بأنك ستوافق على أي شيء سأطلبه منك بلاكي "

" لماذا أشعر بأن هذا الطلب لن يعجبني أبدا "

قال بلاك و هو يحارب نفسها ليعود لوعيه لتبتسم برقة و هي تعيد

" أعطني وعدا "

" اعدك "

ضغط نفسه فوقها بينما ينسق جسده ليتملكها، الحرارة الدافئة اندفقت و هي ترفع وركيها لتستقبله. اندفع انشا واحدا ثم آخر ليشتد جسدها حوله عالمة بأنها و بالرغم من كل شيء فهي ستنتمي له دائما.

لمعان رقيق من الدموع غشى عيناها من تلك الحقيقة ليتوقف و هو ينظر لها بقلق، لا يعلم ما الذي يجب عليه أن يفعله

"Мой ангел- ملاكي-"

همس لتنظر له بعاطفة كانت تحاربها، اعتراف بمشاعرها اللعينة، مشاعر تريد حرقها.

" لا تتوقف "

انحنى ليلامس فمه خاصتها و هو يقبلها برقة، و كأن تلك القبلة أوصلت مشاعرها و أفكارها له ليفتح عينيه ناظرا لها و هو يجيبها بثقة

" لطالما كنت انت، منذ سنين ايما. انا لم أرد أحدا آخر و لن أريد غيرك. انا لا احلم و لا أرغب بشخص آخر، إنه انت فقط انت. دائما انت "

كلماته كانت غريبة و مشفرة كرسالة لها و لكنها لم تكن بالحالة اللازمة لاستيعاب ما يقصده. أغمضت عيناها و هي تستسلم لهذا الواقع الأليم الذي بينهما

شهقت و هي تشعر به يعيد دفن نفسه بداخلها أكثر و بعمق لتحتضنه بقوة مطالبة بالمزيد، شعر بدموعها على كتفه ليتحرك برقة بينما يقبل كتفها بين الحين و الآخر و هو يخبرها بين مل قبلة و الأخرى بأنه يحبها

كان ما بينهما أكبر من كونه مجرد حب او رغبة، كان احتياج صادق. هو يحتاجها كما تحتاجه، بالرغم من كل شيء هي ستكون دواءه و هو سيكون دواءها 

شعرت به يستلقي بجانبها بعد مدة لتستدير و تتمدد فوقه، ابتسمت و هي تحرك يدها على أنفه لتنحني و هي تقبل ذقنه بحب قبل أن تضع رأسها فوق صدره مستمتعة بدقات قلبه المضطربة بفعل قربها


أغمض بلاك عينيه بينما يمرر يده على شعرها بحنان و هو يستمتع بأنفاسها الحارقة التي تداعب بشرته العارية. ليهمس لها بهدوء

" انت تعلمين بأنه لا يوجد حل لهذا الحب أبدا "

همهمت و هي مغمضة العينين بينما يداها ترسم دوائر خيالية على صدره لتهمس بتعب

" أظن الحل هو قتلك "

ابتسم بعمق فعلىما يبدو لسانها هذا لا حل له

" لا أحد يستطيع ان يفهم ما بينما، هذا الحب لا طريق له و لا أثر. حبنا حب مدمر لنا قبل غيرنا "

همهمت و هي تعتدل بنومتها لتضع رأسها على صدره مكان عنقه ليتمسك بها بحضنه و بين ذراعيه ما دام يملك الفرصة

" فل يكن كيفما كان فلا يوجد فراق "

قال بثقة ليشعر بسكون جسدها فعلم بأنها قد نامت، قبل جبينها برقة قبل أن يتنفس بعمق


" لقد مر الكثير على غيابك، و احترق قلبي الثمل ليصبح رمادا من بعدكعودي إلي من جديد و لا تستمعي لأحد، لا تخفي جروح قلبك عني و اسمحي لي بمعالجته. اسمحي لنبضك أن يستمع لصوتي، افتحي أبواب قلبك لي من جديد و انا اعدك بأنني ساصلح كل شيء "

همس ليخفض رأسه و يطالعها بعمق، كانت نائمة بحضنه بسلام، نائمة و كأن العالم شيء لطيف و مسالم.
قرب كف يدها من فمه ليقبله قبلات صغيرة قبل أن يهمس لنفسه هاته المرة

" لم أستطع إيجاد نفسي من بعدك،  بعد رحيلك ظللت احتضن الذكريات و اتعلق بخيالك. أعطني فرصة واحدة هاته المرة "

أغمض عينيه مستسلما لنوم و التعب بينما يعانقها بقوة لكي لا تبتعد عنه.

فتح عينيه صباحا ليجد نفسه وحيدا بالسرير، قفز مكانه و هو يتذكر ذلك اليوم بالمزرعة ليسرع لارتداء سرواله و بدون أن يرتدي حتى حذاءه هرول مسرعا إلى الدرج ليتوقف عندما سمع صوتها من صالة الأكل.

تنهد بعمق و ارتياح عندما علم بأنها لم ترحل و بأنها لا تزال هنا و لكن سرعان ما فتح عينيه بقوة و هو يستمع لما قالته لنيك

" جدي نيك، انا سأوقع على المعاهدة "

دخل بلاك القاعة غير مهتم لحالته المبعثرة ليتحدث ببرود و هو ينظر لها

" ماذا ستفعلين؟"

رمشت ايما عدة مرات و لكنها رفعت كتفيها بغرور لتعيد كلامها بثقة

" ساوقع على المعاهدة "

ضحك بسخرية و هو ينظر لها ليقول بتهكم

"  تمزحين أليس كذلك؟"

" لا انا أتحدث بجدية بلاك "

قالت و هي تقف مقتربة منه بينما تعقد يديها على صدرها بثقة ليعض شفته السفلية بقوة قبل أن ينفجر بها فهي لا تعلم بماذا تقحم نفسها. اقترب ليهمس باذنها

" بيبي لنتفق على شيء حتى لو فتحت ساقيك المثيرتين لن اسمح لك بالتوقيع "

" وغد لعين "

هسهست بغضب بينما أصبح وجهها أحمر ليقاطعها و هو يقول بجدية

" انسي الأمر "

" انت لا يحق لك التدخل بما سأفعل ؟"

صرخت ليحرك رأسه عدة مرات قبل أن يتحدث ببرود

" لا يحق لي أليس كذلك؟ ممممم اذا ارني كيف ستوقعين على المعاهدة، لا لحظة ارني كيف ستدخلين الشركة من الأصل"

" تمزح أليس كذلك ؟"

قالت بسخرية و نظر لها بجمود لتتحدث برقة

" بلاك.. بلاكي"

حاولت اغراءه و لكن لا إجابة لتصرخ بغضب و هي تكتف يديها على صدرها

" اللعنة ساوقع و هذا اخر قرار"

" لماذا تريدين فعل ذلك ؟ هل تعرفين ما الذي تريدين إدخال نفسك به و اللعنة ؟"

عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على أعصابها و تذكرت والدتها و الحقيقة التي لا تعرفها لتجيب بثقة

" أجل أعلم لذلك ساوقع "

" ايما لا تجعليني افقد أعصابي "

" حتى لو فقدتهم ساوقع "

صراخهم كان عال جدا بينما كان الجميع حولهم يتابع ما يحصل باستمتاع. ليتحدث كاي بثبات مقاطعا شجارهم

" حتى لو أردت التوقيع ايما لا تستطيعين "

استدار بلاك و إيما ينظران لكاي الذي كان يحتضن ايريس الساكنة بحضنه لتسأله ايما بتهكم

" و لماذا يا ترى ؟"

" شروط المعاهدة الرئيسة تحث على أفراد العائلة فقط و انت ايما لم تعودي روجر "

اتسعت ابتسامة بلاك و لأول مرة شكر ابطالها لزواجهم لينظر لها بمكر و كأنه يتحداها بقول شيء، لتتحدث سارة بعدم فهم

" لماذا لم تعد من روجر؟ هل تطلقتما؟ كيف ذلك ؟"

نفى بلاك برأسه و أشار لايما الغاضبة ليقول بسخرية

" لا السيدة قامت بابطال الزواج بيننا "

ضحكت سارة بقوة و كأنها تستمع لنكتة لينظر لها الجميع بصدمة على عكس البعض الذين يحاولون إيصال بعض الإشارات التحذيرية لها و لكنها لم تنتبه لتتحدث

" هل تتحدث بجدية بلاك؟"

اومئ بلاك من جديد و هو يعقد حاجبيه بسبب رد فعل سارة الغريب لتفتح الاخيرة عيناها بصدمة و هي تضيف

" هذا مستحيل، قانونيا مستحيل "

" ماذا تقصدين؟"

تحدثت ايما أخيرا عندما أثار الموضوع انتباهها، سارة محامية و لم تستطع منحنهم الطلاق بسبب العقد الذي بينهم

" إبطال الزواج يكون بحدود أربع و عشرين ساعة فقط، إذا انتهت المدة يتوجب عليكم اللجوء إلى الطلاق و أنتم كنتم متزوجين لما يقارب الشهرين أو أكثر "

" ما الذي تعنين؟"

قال بلاك بعدم فهم و فجأة بدأت الأمور ترتبط بعقله ليفتح عينيه بقوة كحال ايما التي استوعبت قصد سارة ليستدير كلاهما ينظران لأماندا التي اخفضت رأسها ليقول نيك بثقة

" اماندا لا ذنب لها "

" لا ذنب؟ هي أخبرتني بأنها قد حصلت على إبطال الزواج و اعطتني العقد أيضا "

صرخت ايما بغضب و جنون ليتحدث دارك ببرود و هو ينظر لكلاهما

" كان العقد مزيفا "

" هذا يعني ؟"

همس بلاك و هو ينظر لوالده الذي أكمل بثقة تامة

" هذا يعني بأن إيما لا تزال فردا من عائلة روجر، زواجك انت و إيما لا يزال ساريا إلى الآن "

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro