25
هناك أوقات حيث يحس كل شخص منا بأن وجوده بهاته الحياة مجرد حظ سيء، تصيبنا خيبة أمل من حيث لا نعلم و تسود الدنيا أمام أعيننا تماما.
كل شيء يصبح ضدنا، بداية من الأشخاص الذي حولنا إلى أيامنا التي نعيش.
لا نعلم سبب ذلك حقا و لكن كل ما نعلمه بوقت كهذا بأن وجودنا شيء لا حاجة له، فقط نفكر بهل ستشرق الشمس على ظلام حياتنا من جديد؟ أم سنغرق بالظلام إلى وقت طويل ؟
هاته كانت حالة إيما الواقفة وسط منزل لا تعرفه، منزل و الذي لصدمتها يكون منزل والدتها، امها الحقيقة التي لا تعرف من تكون حتى.
بهذا الوقت كل ما كانت تفكر به هو أن الحياة ضدها، ابتداءا من أبيها و عمها اللذان لعبا بماضيها و طفولتها و كأنها قطعة احجية يحركانها كما يريدان، و أخيرا إلى زوجها الذي جعل حاضرها و مستقبلها يشتعل نارا بسبب انتقام لا فكرة لها عنه.
مررت عيناها المدمعة حول المكان، كان المنزل صغير و دافئ ذو طابقين بتصميم إيطالي أنيق. بالرغم من قدم المكان و لكن على ما يبدو أن هناك شخص ما كان يهتم به فقد كان نظيفا بشكل غريب.
سقطت دمعة من عينيها اليسرى لترتجف شفتيها قبل أن تنطق بشيء بدى غريبا على قلبها قبل لسانها
" والدتي؟ "
عندما ظنت بأنها قد عاشت السيء بحياتها، ها هي الآن تقف عند الاسوء، عند الاظلم، عند ماض غامض جديد تخاف من فتح بابه و اكتشاف خفاياه
" أجل والدتك، هذا يكون منزل ماريانا امك "
نطق جون بنبرة غريبة و هو ينظر إلى الحائط بشرود لتعود بخطوة إلى الخلف و كأن كلماته تلك كانت ثقيلة عليها لحملها.
و كيف لا تكون كذلك و هي و بعد سنين طويلة تعرف بأن لها أم غير تلك التي عانقت و نامت بحضنها يوما، اما غير تلك التي كانت تقبل جبينها و تمشط شعرها كل مساء، اما ليست نفسها الام التي احبتها دائما.
" جون توقف، هذا ليس وقته "
قال ألكسندر بقلق عندما لاحظ شحوب وجه ايما و ارتجاف جسدها بسبب كل ما ينطق به أخوه
" أين هي؟ أين..أم.. امي؟"
ترددت عند نطقها تلك الكلمة، كانت خائفة من أن تكون امها لا تريدها و تخلت عنها عندما كانت طفلة، لأن لا شيء قد يستطيع إبعاد أم عن طفلتها الصغيرة أليس كذلك ؟
نظر لها جون و هو يطالعها بطريقة غريبة أوقفت شعر جسدها لتنزل دمعة حزن من عينه و هو يجيب ببرود حزين
" ميتة، ماريانا ليست هنا و لن تكون أبدا معنا لأنها قد ماتت "
أتعلم شعور الغريق الذي فقد الامل بأن يتم إنقاذه وسط البحر، يصارع بكل ما يملك من قوة ليصعد إلى فوق محاربا موجات البحر القاسية بهدف أخذ نفس واحد من الهواء. ذلك كان شعورها الآن، أنفاسها توقفت بحلقها و سقطت دموعها بصمت غريب و هي تستمع لخبر وفاة والدتها.
ظنت بأن كسر بلاك لقلبها عندما قام بما قام به كان سيء، و ظنت بأن معرفتها بأن والدها يكون عمها بالحقيقة سيء، ظنت بأنها سحقت تحت الأرجل بسبب كل ذلك و لا شيء قادر على كسر قلبها من جديد، و لكن خبر موت والدتها كان أقوى ألم تعيشه.
لا يهم اذا كنت تعرف من تكون والدتك أم لا، و لا يهم اذا كنت على خلاف معها أم لا، لكن عند موتها تشعر بأن خيط الحياة و الأمل الذي يربطك بما حولك قد انقطع و ها قد انقطع خيط حياتها نهائيا بهاته اللحظة. لا بلاك و لا جون و لا حتى ألكس قادرين على إعادة ما انكسر بداخلها الآن
" جون أخرس و اللعنة، هل جننت؟ ليس هكذا اتوسل إليك "
صرخ ألكسندر بوجه أخيه الذي كان بحالة غريبة و لكن حالة ايما اوجعت قلبه، فبالرغم من كل شيء، و كل قسوة ألكسندر و بروده لكن إيما تظل الفتاة الرضيعة الذي حملها أول شخص عند ولادتها، تظل الطفلة التي حماها باخفاءها عن الجميع
" إيما طفلتي انظري إلي، لا تبكي، كل شيء سيكون بخير لا تقلقي "
تحدث ألكسندر و هو يأخذ خطوات بسيطة اتجاهها و لكنها لم تتحرك، و كأنها بعالم آخر، دموعها تشق طريقها على خدها بهدوء و دون صوت، ساكنة بطريقة تجعلك تشك بأن روحها ابتعدت عن جسدها بهاته اللحظة
" انت أتيت و هي ذهبت، رحلت حبيبتي عند قدومك"
تحدث جون من جديد و كأنه ليس بوعيه، تحدث بنبرة حزينة و كأنه يصارع داخله ليفشي ما بداخل قلبه.
استدار ألكسندر بكل جسده ينظر لأخيه و معالم الصدمة على وجهه فهو لم يكن يتوقع بأن أخيه سيخبرها الحقيقة، على الأقل ليس بهذا الوقت، ليس بهاته الطريقة، ليس و هي إلى الآن لا تستطيع استيعاب موت والدتها
" لا، لا جون أغلق فمك اللعين "
صرخ ألكسندر و هو يضع يده على فم أخيه يحاول منعه من التحدث أكثر، على الأقل ليس رمي كل الحقيقة بوجهها الآن. دفعه جون و هو يصرخ باكيا ليضيف بألم
" كان هناك اختيار، أخبروني أن اختار بين حياتها و بين حياتك، بدون تفكير ثان اخترتها هي و لكنك انت من نجوت في حين هي ماتت "
انت نجوت و هي ماتت؟ الكلمات تصرخ بداخل اذنها و كأنه لا يزال يصرخ بتلك الكلمات إلى الآن. هل قتلت والدتها؟ هل هي السبب بموت شخص آخر؟ موت امها؟
كانت شاردة بصدمة تفكر بكل ما يخبرها بينما جون أكمل بهدوء مخيف
"لم يكن هناك مطر و لا شيء غريب يومها و لكن سيارتها انحرفت عن الطريق، لم تكن بوعيها يومها، أتذكر بأنها كانت تبكي و توجهت لسيارتها. لم أكن أعلم بما سيحصل لو علمت لما سمحت لها بركوب تلك السيارة أبدا "
عانقت ايما جسدها و نظرت لجون بدون حياة و هي تستمع لما يقوله فقد علمت بأنه يتحدث عن يوم موت والدتها التي لا تعرفها، والدة اعطتها الحياة لتغادر الدنيا
" لم أكن على علم يومها بما حصل مع ماريانا و لماذا كانت تبكي و غادرت، و لكن علمت بعد فوات الأوان، علمت بأنها عرفت تلك الحقيقة المؤلمة، حقيقة أكرهها و لكن بماذا سيفيد ذلك الان بعد مغادرتها، بماذا سيفيد الندم لو لم تعد ماريانا موجودة. لو أنها لم ترحل، فقط لو أنها تركت لي فرصة لاتحدث، لو أنها نظرت خلفها لمرة و لكنها لم تستمع و ذهبت، ذهبت بشكل نهائي "
" جون يكفي اتوسل إليك "
توسل ألكسندر أخيه ليتوقف عن التحدث فحالته هو و إيما ليست طبيعية. و لكن أخيه رفض و نفى برأسه بجنون و هو ينظر لايما ليكمل
" وصلت لموقع الحادث بوقت متأخر، كان ما حصل قد حصل. اخذتها للمشفى انا و ألكس بسرعة و انا ادعو الله بأن تعيش، أن تبقى معي و لكن يبدو بأن الله قد عاقبني على كل شيء بها لذلك أخذها مني، حرمني منها "
مسح على صفحة وجهه و أمسك بشعره يجذبه بقوة ليكمل بصراخ
" أتعلمين ماذا أخبرني الطبيب الذي كنت انتظره بفارغ الصبر؟ الطبيب الذي كنت انتظره بأمل. قال بأن 'حالتها سيئة، لا نستطيع إنقاذ الاثنين. مع الأسف عليكم الاختيار الام أو الطفل'. كلماته لا تزال ترن باذني إلى يومنا هذا. بالرغم من أن الطبيب تحدث باسف و لكن ذلك لم ينفع، أتذكر بانني شهقت و كان قلبي يتقطع لما سمعت، فالاثنين أحب لي من حياتي من جهة حبيبة قلبي الوحيدة و من جهة طفلي الذي يرى الدنيا بعد"
جلس جون على الأرض خائر القوة و الدموع لا تزال تسقط من عيونه بدون توقف ليبتسم بسخرية و هو يقول
" أخبرته أن ينقذ ماريانا ' انقذ الأم ' هاته كانت كلماتي، و لو عاد بي الزمن لاخترت ماريانا من جديد. و لكن على ما يبدو أن ماريانا اختارت حياتك عوضا عن حياتها، فقد كانت اخر كلمة تنطق بها عن إنقاذ طفلتها، تخلت عن حياتها و لم تتفاعل مع الأطباء لتغادرني و تغادر الدنيا، من أجلك أنت رحلت ماريانا"
صرخ جون و هو يضرب على قلبه و هو يتحرك بمكانه بجنون و كأن المكان لا يسع ألمه ثم أضاف بألم
" لقد ماتت يومها سريريا و لكنك ظللت حية بداخلها، لقد ظلت بغيبوبة لثلاث أشهر و انت تكبرين بداخلها. كل يوم كنت أصلي أن تعود هي لي و لو كان الثمن حياتك و لكنها كانت قد رحلت منذ زمن بينما انت عشت. حاربت كل شيء لاعيدها و لكن الموت كان أقوى مني. من جهة حبيبتي ماتت و من جهة انطونيو دوفار يريد الانتقام لابنته بأخذ حفيدته اتفهمين الآن؟ اتفهمين لماذا تخليت عنك؟ انت نسخة عنها، انت اخذت حياتها "
وقف جون من مكانه و توجه لتلك التي صار وجهها ابيض و كل جسدها يرتجف بشكل مخيف و كأنها دخلت صدمة ليمسكها من ذراعيها ينفضها و هو يصرخ بوجهها
" انت اخذت ماريانا مني، بسبب وجودك ذهبت هي. انت اخذت حياتها، انت أبعدت ماريانا عني "
نفت بعدم تصديق و هي تبعد يديه عنها ليسقط أرضا و هو يمسك قلبه و يصرخ ببكاء حاد و مؤلم
" ماريانا ... ماريانا حبيبتي... ماريانا "
انتفض ألكسندر و أسرع لأخيه يعانقه بقوة يحاول السيطرة عليه بينما يردد بقلق على حاله
" اللعنة، جون انصت لي ليس هناك شيء يا اخي، انا هنا انظر لي، لقد مر "
أمسك ألكسندر وجه جون بين يديه يحاول جعله يعود لصوابه فبعد موت ماريانا دخل باكتئاب حاد لا زال يتعالج منه إلى الآن. نظر ألكس لايما و هو يصرخ بخوف
" ايما طفلتي، احضري الماء من السيارة. هيا ايما لا تتصنمي، هيا طفلتي بسرعة "
كانت ترتجف و هي تنظر إلى اللامكان بصدمة و بدون فعل شيء. لعن ألكسندر بسبب كل ما يحصل قبل أن يسرع لأخذ قارورة الماء من السيارة و عاد الى داخل المنزل مجددا بأسرع ما يمكن فحالة الاب و الابنة كانت سيئة للغاية
" أين دواءك جون؟ اين هو؟"
" ماريانا.. ماريانا"
كل ما كان ينطق به جون كان اسم ماريانا بصراخ و بكاء و كأن ما حصل منذ سنين يعاد أمام عينيه الآن بهاته اللحظة ليصرخ ألكس
" يا إلهي، جون عد لصوابك، كل شيء على ما يرام. هيا اخي الصغير، هيا طفلي عد "
سقطت دموع ألكسندر على حال اخيه ثم بدأ يبحث بجيوبه إلى أن عثر على الدواء ليعطيه إياه و هو يعانق أخيه الصغير بينما يبكي
في تلك الاثناء غادرت ايما بدون أن تعلم الى اين فقط تبكي و ترتجف كليا بينما رجليها تتحرك آخذين اياها الى اللا كمان.
بقصر دوفار
كان انطونيو يجلس أرضا و هو يمسك بفستان طفلته ماريانا و هو يبكي كحال كل ليلة منذ أن ماتت.
ما أصعب أن يموت الطفل و يظل والديه على قيد الحياة، الطفل الذي تفديه بحياتك غادر الحياة و انت لا تزال تتنفس.
ما الفائدة من بقاءك على قيد الحياة تتنفس لو لم تستطع الحفاظ على حياة صغيرك
" ماريانا.. ماريانا.. ابنتي ماريانا .."
كان أدريان يتكئ على باب غرفة أخته يعيد رأسه إلى الخلف و هو يستمع لبكاء والده كالعادة و لا يستطيع القيام بشيء لمساعدته.
ماريانا ابنة والدها و مدللة أخيها، ماريانا المحبة و المحبوبة، ماريانا نور عائلة دوفار ذهبت منذ سنين و لكن ألم فراقها لا يزال بداخلهم.
كانت ماريانا الابنة المثالية بكل ما للكلمة من معنى، عازفة كمان رقيقة، ابتسامتها كانت شعاع الحياة لانطونيو و أدريان، الشعاع الذي انطفىء منذ أن أغلقت عيناها.
" صغيرتي، سأعيد طفلتك إلينا فقط ارتاحي بقبرك يا صغيرتي، ساعيدها أقسم لك. لقد اقتربنا "
قال ارديان و هو ينظر لصورة التي بين يديه و التي تجمعه مع اخته الصغيرة.
أضحى الوقت فجرا تقريبا، هناك من ينام بسلام و هناك من يبكي على مخدته، هناك من يعانق حبيبه و هناك من يوليه ظهره.
كانت ايما تبكي و لا تعلم إلى أين تذهب، ها قد وجدت نفسها بمكان لا تعرفه، حتى الظلام حولها لا يستطيع أن يصف الظلام الذي وقعت به و بداخلها.
حملت هاتفها بأيدي ترتجف لتتصل ببلاك، لا تعلم لماذا و لكنها اتصلت به، الأمر ليس أمر كبرياء أو كرامة، الأمر أمر قلب يحترق و روح انطفأت، الأمر أكبر من ذلك، أكبر منها.
قصر روجر
كان بلاك نائما و هو يدفن وجهه بمخدة ايما التي يرش عطرها عليها كل يوم و ذلك ليستطيع إغماض عينيه قليلا.
بساعات اليوم خيالها لا يفارقه و بساعات نومه يحلم بها، غريب أن تتعلق بشخص و تحبه و انت من قتلته و ابعدته عن حياتك بيديك.
رن هاتفه كثيرا، حرك يديه و حمله ليجيب بصوت مبحوح من أثر النوم دون رفع رأسه من المخدة
" من؟"
" بلاك.. بلاك.."
اعتدل من مكانه بسرعة و خوف عندما سمع صوتها الباكي. هناك نقطة ضعف لكل شخص منا، نقطة تعتبر الخط الاحمر العريض التي لا يسمح بالمساس بها و إيما هي تلك النقطة بالنسبة لبلاك
" ايما.. ايما حبيبتي ماذا هناك ؟ هل انت بخير ؟ ما بك؟"
نفت برأسها و كأنه يراها لتكمل بكاءها و هي تتمسك بالهاتف بقوة لتجيبه بصوت مبحوح من كثرة البكاء
" لست.. لا لست كذلك.. انا لست بخير "
انفجرت بالبكاء أكثر و هي تضيف بنبرة ارجفت قلبه البارد
" انا.. احتاجك.. احتاجك بلاك.."
وقف من مكانه و توجه ليرتدي قميص بدلته الرياضية الرمادي الذي كان ينام بسرواله ثم حذاء الركض و هو يردد بثقة بينما يركض خارجا من الغرفة
" انا هنا Мой ангел -ملاكي-، أخبريني أين انت؟ انا قادم إليك "
كان يهرول إلى الخارج متوجها إلى سيارته لتجيبه و هي تنظر بالارجاء حولها بملامح قلقة فهي حقا ضائعة، فقد ظلت تمشي و تمشي بدون هدف منذ خروجها من منزل والدتها إلى أن وصلت إلى حيث تقف الآن و ذلك فقط لأن قدميها قد تعبت من المشي
" لا أعلم.. حقا لا أعلم "
لعن بلاك قبل أن يتحدث محاولا طمأنتها
" حسنا حبيبتي، لا تقلقي أرسلي إلي الموقع و انا سآتي اتفقنا "
أومأت برأسها عدة مرات غير قادرة على التحدث أكثر لتقفل الخط و ترسل الموقع له لتتوجه بعدها و تجلس على الرصيف و هي تتذكر ما قاله جون و حالته.
لقد فكرت كثيرا، و وضعت قصصا بعقلها، قصصا عن والدتها الحقيقة و لكن ليس هذا، ليس ما قاله جون.
بعد دقائق توقفت سيارة أمامها، لم تنظر لها فهي تعلم جيدا بأن الشخص الوحيد الذي لو اتصلت به و هي بداخل الجحيم السابع سيأتي، فقط بلاك القادر على الوقوف بوجه اي شيء و كل شيء من أجلها.
نزل بلاك بسرعة و جلس على ركبتيه أمامها و هو يمسك وجهها بين يديه ثم جعلها تنظر لداخل عينيه ليتحدث بقلق ظاهر لم يستطع اخفاءه
" هل انت بخير Мой ангел؟ ما الذي حصل حبيبتي؟ هل اذاك شخص ما ؟ أخبريني اتوسل إليك ما الذي حصل؟ ما حالتك هاته؟ "
ارتجفت شفتها السفلية قبل أن تبدأ بالبكاء أكثر و أكثر و هي ترتمي بحضنه ليعانقها بقوة و هو يتمايل بها قليلا و كأن عناقه سيخفف حالة قلبها
" لا تبكي، لا تبكي، هذا يؤلم قلبي. فقط تحدثي، فقط اخبريني اتوسل لك. أحرق الجميع و نفسي من أجلك فقط لا تسقط دمعة من عينيك الجميلة هاته "
صرخت ببكاء و نفت برأسها و هي غير قادرة على النطق بحرف واحد، و كيف ستنطق و بماذا ستنطق. مسح على وجهها بكف يديه يبعد الدموع التي تأبى التوقف عن النزول لترفع رأسها و تنظر له بملامح خائفة، جامدة.. لا يستطيع أن يصف حقا.
حرك رأسه بكلا الجانبين و نظر حولهما ليجذب انتباهه البحر خلفهم، امسك بيدها و هو يساعدها على الوقوف ليتوجه كلاهما من الرصيف إلى الرمال. نظرت للبحر الذي صار لونه أسودا كحال السماء لتجلس فوق الرمال الباردة و هي تعانق ركبتيها.
ظلا جالسين على الرمال هي تبكي و هو يمسح دموعها و يمرر يده على شعرها بحنان دون النطق بحرف واحد.
حالها كان يحزن بل يحرق القلب، شعر بأن عالمه قد انهار حقا. ظلا على حالهما لبعض الوقت إلى أن هدأت ليسالها
" ايما ما الذي حصل حبيبتي ؟"
نظرت له و لكنها لم تجبه فاعاد التحدث
" لا تريدين التحدث "
أبعدت نظرها عنه و نظرت للبحر من جديد ليتنهد بعمق فهو لا يريد الضغط عليها، خصوصا بعد رؤيته لحالها الغريب
" هيا ساخذك لمنزلك الجو صار باردا و انت لا ترتدين ما يدفئك"
" لا أريد الذهاب إلى هناك "
همست و هي تنفي برأسها بينما لا تزال على حالها ليعقد حاجبيه بعدم فهم و شك و لكنه قرر عدم سؤالها على الأقل ليس الآن
" مممم ماذا عن القصر؟ هيا لنذهب لا استطيع تركك هنا بهذا الجو و هاته الحالة "
اقترح مجددا لتنفي برأسها دون النظر له حتى ليقول بثبات
" ستذهبين على قدميك أو محمولة على كتفي، اختاري؟ انا لن اتركك هنا "
تنهدت بعمق ثم رفعت يداها له كطفلة صغيرة ليبتسم بخفة قبل أن ينحني ليحملها بحضنه و أخذها إلى السيارة.
طوال الطريق كانت تنظر من خلال النافذة بشرود لدرجة أنها لم تنتبه بأنهم قد وصلوا إلى القصر إلا حين فتح بلاك الباب خاصتها و انحنى إليها قليلا و هو يمرر يده على شعرها
" لقد وصلنا حبيبتي، هيا Мой ангел لننزل "
نظرت له ثم نظرت حولها لتكتشف بأنهم يقفون عند باب القصر لتومئ برأسها و هي تبعد حزام الأمان ثم خرجت من السيارة بهدوء، ترنحت قليلا عندما وضعت قدميها أرضا ليمسك بلاك بخصرها بسرعة و هو ينظر لها بقلق ليسألها بتردد
" هل انت بخير حبيبتي؟ "
أبعدت يديه عنها دون النظر له لتومئ برأسها و هي تحرك يدها بداخل شعرها لتتقدم الى باب القصر لكي تدخل و هو خلفها.
فتح الباب لها لتنظر حولها حيث كان الهدوء يحتل المكان على عكس العادة ليهمس لها و كأنه فهم ما تفكر به
" إن الوقت فجر ايما لذلك الجميع لا يزال نائما "
أومأت برأسها مجددا فهي لم تنتبه حقا للوقت. امسك بيدها و هو يتحرك إلى السلالم، توقف عند غرفته و فتح الباب لها ينتظر ما الذي ستقوم به. نظرت لداخل الغرفة و لكنها لم تدخل. أعادت بعض خصلات شعرها خلف اذنها لتسأله بهدوء و صوت مبحوح
" هل الغرفة التي كانت قد جهزت لي الخالة أمارا من قبل لا تزال موجودة ؟"
رمش بعينيه بخيبة أمل عندما سمع ما قالته ليحرك يده على عنقه من الخلف و هو يجيبها
" أجل "
أومأت برأسها و هي تدخل غرفته ليتنهد براحة، توجهت مباشرة إلى غرفة الملابس لتجد ملابسها على حالهم، فقط لو لم يحصل ما حصل لكانت حياتهما مختلفة الآن .
حملت القميص الأبيض الذي كان يرتديه اليوم لتعود إلى داخل الغرفة حيث كان بلاك يتحرك يمينا و يسارا بتوتر واضح. كان على وشك التحدث عندما لمحت بيتا صغيرا بالزاوية. ابتسمت و هي تقترب من ذلك المنزل الصغير لتنحني و هي تنظر للقط الصغير هناك
" احتفظت به "
" أجل "
قال و هو ينظر لها و هي تمرر يدها على فرو القط الذي تحرك بكسل بمكانه قبل أن يعود لنوم لتبتسم مجددا لحركته ثم وقفت لتبدأ بالتوجه إلى الخارج فأسرع بلاك يمسك بيدها ليوقفها، نظرت له ليمرر لسانه على شفته السفلية بهدوء و هو ينظر لها ليقول بتردد
" إلى أين تذهبين؟"
" سأذهب إلى الغرفة التي كنت بها سابقا "
مرر يده على شعره و عنقه بتوتر ليهمس لها
" هذه غرفتك إيما "
أبعدت يده من فوق ذراعها لتجيبه بهدوء
" ليست كذلك بلاك، هاته لم تكن يوما غرفتي "
خرجت من الغرفة تاركة إياه ينظر لطيفها الذي يبتعد بصدمة، من نبرة صوتها شعر بعمق حزنها، حزن لا يعلم هل هو السبب به من جديد أم شيء آخر.
كانت إيما تقف وسط حمام غرفتها و هي تنظر إلى المرآة، تنظر و لكنها لا تستطيع التعرف على نفسها.
توقفت الحياة و أغلقت أبوابها بوجهها، و كيف لا تفعل و هي علمت بأنها السبب بموت والدتها.
أبعدت ملابسها عن جسدها لتدخل تحت المياه المتساقطة من دوش الحمام، كانت تمسح بيدها على جسدها و هي ترتجف.
هي قاتلة، قاتلة امها، والدها تخلى عنها لأنها أخذت منه حبيبته، هي أخذت حياة والدتها لتعيش هي.
لا تريد أن تعيش، تريد أن ترحل عن هذه الحياة التي بوقت قصير قلبت كل كيانها.
" أمي "
همست و هي تلصق ظهرها بالجدار خلفها لتبدأ بالبكاء بينما تسقط إلى الأرض.
عانقت جسدها و هي لا تعلم ماذا تفعل، البكاء لا يشفي الألم الذي تشعر به و لا يوقفه، لا شيء ينفع.
بعد فترة وقفت لتقفل الماء و جففت جسدها لترتدي قميص بلاك الأبيض ثم فتحت الباب.
تفاجئت لثوان عند رؤيتها لبلاك يجلس على سريرها بينما يضع رأسه بين يديه و لكن سرعان ما تحركت متوجهة إلى السرير.
نظر لها و هي تدخل أسفل الغطاء بينما تضع رأسها على المخدة و كأنها لم تلحظه، أغمضت عينيها و لكنها كانت لا تزال قادرة بالشعور بعينيه عليها.
تنهدت بعمق و قلة حيلة قبل أن تبعد الغطاء بجانبها قليلا فهي متأكدة من أنه لن يتركها لوحدها. أزال بلاك حذاءه و اقترب منها ليستلقي بجانبها. حمل رأسها بهدوء و وضعه على صدره، فوق قلبه ليبدأ المسح على شعرها بحنان دون النطق بحرف واحد
شعر بها ترتخي تحت حركة يده و صوت نبضات قلبه لتنام، مما شجعه ليقبل جبينها بهدوء لكي لا يوقظها.
نظر لمعالم وجهها الحزين و عيناها المنتفخة بكثرة البكاء ليمرر كف يده على خدها بهدوء و كأنها زجاج و ليس إنسان ليهمس لنفسه أكثر من إخباره لها
" يستقيم قلبي في كل الأمور و لكنه يميل اليك "
قبل رأسها من جديد، ابتسمت دون فتح عيناها عندما شعرت به يضع رأسه على المخدة لينام و بعد مدة شعرت بانتظام أنفاسه لتفتح عيناها، نظرت له بطريقة غريبة قبل أن تمرر يدها على شعره ثم أعادت نظرها لسقف الغرفة و هي تفكر بكل شيء بحياتها
بقصر خوسيه
حل الصباح و ألكسندر دخل أخيرا إلى منزله، بحث عن ايما بكل مكان و لكن لا أثر لها. لم ينتبه لها سابقا عند مغادرتها منزل ماريانا فأخيه كان قد دخل نوبة جديدة، نوبة تصيبه كلما يتذكر ماريانا.
مسح ألكس على صفحة وجهه بتعب و هو يشعر بأن عودة دوفار إلى المدينة قد غيرت بالفعل كثيرا من الأشياء و هذا ليس جيدا ابدا.
عائلة دوفار رحلت نهائيا من البلاد بعد وفاة ماريانا و ظنهم بأن إيما أيضا ميتة و لكن ايما الآن نسخة طبق الأصل عن والدتها، بدون اي داع لتحليل الحمض النووي الجميع يستطيع أن يقول بأن إيما تكون ابنة ماريانا.
ايما التي بدلها ألكسندر بابنته التي توفت يوم ولادتها، إيما الرضيعة التي تخلى عنها جون بعد موت ماريانا، إيما حفيدة انطونيو دوفار رجل الأعمال الشهير.
ظن كل من ألكسندر و جون بأنه بعد وضع رضيعة ألكس الميتة مكان إيما فهم قد استطاعوا إبعاد عائلة دوفار كليا، و لكنهم لم يحسبوا حساب شكلها الذي كبر ليصبح ك شكل والدتها.
سر اخفوه لسنين انكشف بدون قصد، أدريان لم يكن يتقصد الحادث، انه اسم على مسمى حادث و لكنه حادث جمعه بابنة أخته الوحيدة، حادث فتح أبواب الماض الذي ظن الجميع أنه قد أغلق بموت ماريانا.
" ألكس، ألكس "
صرخ جون و هو يهرول نزولا من على الدرج بعد أن استيقظ أخيرا و هو بكامل وعيه ليضيف بتوتر
" إيما.. ايما يا ألكس..لقد أخبرتها.. لقد اخبرتها عن ماريانا... انا اتهمتها يا أخي.."
قاطعه ألكس و هو يمسكه من يده متوجها إلى داخل مكتبه قبل قدوم احد ليغلق الباب و هو يحاول تهدأته
" جون، هي كانت ستعلم و ما حصل قد حصل الآن يجب أن نشرح لها كل شيء "
" أجل، أجل هيا نذهب إلى المنزل و انا سأخبرها بكل شيء "
مسح ألكس على وجهه بتوتر ليزفر بعصبية قبل أن يتحدث
" هي ليست هناك يا جون، لا أعلم أين ذهبت لقد بحثت عنها طوال الليل و طلبت من الجميع البحث عنها أيضا "
" لقد.. انا السبب... لقد رحلت بسببي .."
" جون لا تفقد أعصابك اتوسل إليك أخي، سنجدها أعدك "
اومئ جون برأسه بينما يحرك يديه بتوتر ليمسك ألكس بيده يضغط عليها لعله يجعله يرتخي قليلا.
بقصر روجر
كان الجميع مستيقظا و الحال بالمنزل كعادته ممتلئ بالصراخ و الضجيج
توجه الجميع إلى صالة الطعام من أجل الإفطار، لتتحدث ايرينا بهدوء و هي تنظر لدارك و نيك
" سيتم إخراج كلوي اليوم من المشفى "
اومئ دارك برأسه بهدوء و هو يضع كوب قهوته ليسألها
" هل بلاك يعلم بذلك ؟"
نفت الاخيرة برأسها و هي تضيف
" بلاك لم يذهب لرؤيتها منذ يوم ذهابه إلى هناك رفقة إيما "
" عمي دارك "
نظر الجميع باتجاه ساشا الاي نطقت بصوتها الهادئ بتردد
" نعم صغيرتي "
" هل انت متأكد من أن سيليا و كلوي اختين؟"
نظر دارك حول الطاولة بسرعة يبحث بعينيه عن سيليا ليجيبه سام برزانة بعد أن فهم ما يريد
" لقد خرجت سيليا في الصباح الباكر "
اومئ دارك و تنهد براحة فسيليا لا تعلم بأن كلوي تكون شقيقتها، أو نصف شقيقة
" أجل صغيرتي، لماذا تسألين؟"
عضت ساشا شفتها بقوة تحاول السيطرة على توترها لتحمحم قبل أن تكمل
" ليس هناك تشابه بين الاثنتين، أقصد الأمر يبدو غريبا "
" ما الذي تقصدينه خرزتي؟"
سأل كريس بعقلانية و توجه نظر الجميع لساشا فهي على عكس الباقي لا تتحدث بدون تفكير
" لقد رأيتها بذلك اليوم، لا شيء بين الاثنتين متشابه. كلوي تشبه شخصا اخر "
عقد الجميع حواجبهم فكلام ساشا غريب و زرع الشك بداخل عقولهم ليقول نيك بثبات
" سيليا ليست ابنة دوم يا ساشا "
فتح سام، ساشا، انا، كاي، توم، ايريس اعينهم على وسعها فهم لم يكونوا يعرفون ذلك ليقول كاي بسخرية
" أتذكر فكتوريا والدة سيليا لقد كانت عاهرة بامتياز، لم تكن تترك ياقة عمي دارك أبدا "
" احمممم "
حمحم صوت على الطاولة كاشارة ليصمت كاي الذي تجاهل ذلك كليا بل أكمل
" أتذكر بأن خالتي أمارا كانت ستتطلق من عمي دارك لأنها شكت به يخونها مع فيكتوريا "
" اقفلوا فمه "
قال دارك و هو يعض شفتيه السفلية بقوة لتضع ايريس بعض المعجنات بفم كاي ليصمت أخيرا
" الأمر ليس أمر والد سيليا، الأمر أن كلوي تشبه شخصا اخر، شخصا أعرفه و لكنني لا أستطيع التذكر من "
همست ساشا و هي تفكر ليعود انتباه الجميع نحوها
لتدخل سارة القاعة بسرعة و هي تقول
" هل رأى أحدكم سيلي؟"
" لقد غادرت في الصباح الباكر "
" ألم تقل إلى أين ذهبت ؟"
نفى سام برأسه لتومئ قبل أن تبعث قبلة طائرة للجميع و تغادر أيضا. اتصلت بايفان و هي تدخل سيارتها
" إيفان عثرت على شيء يبرأ ماث "
" حقا؟ ما هو؟"
" أنا بطريقي إلى مكتبي لنلتقي هناك "
" حسنا ساحضر معي الإفطار انتظريني "
" احبك "
" احبك "
أقفلت الخط و هي تعيد الاتصال بسيليا و لكن لا جواب لتتوجه إلى مكتبها
" صباح الخير "
قالت ايمي و هي تتوجه لتجلس مكانها ليجلس سيب بجانبها و لكنها لم ترفع رأسها و تنظر له أبدا بل بدأت تأكل بصمت و هي تفكر بأن لا وقت لتضيعه فكلام جدتها بمكانه، إذا ظلت بجانب سيب لن يكتشف خطأه أبدا
" ايمي هل انت بخير؟"
قال سيزار الذي لاحظ شحوب طفلته لتبتسم بوجهه و هي تومىء له برأسها ليبتسم لها.
" هل عاد بلاك من الركض؟ لم أراه منذ البارحة "
" لم أره بالحقيقة، لاحظت خروج سيليا فقط و لا أثر لبلاك "
أجاب سام و هو يضع بعض قطع الفراولة بطبق ساشا التي احمرت خجلا بسبب ذلك.
" لقد شاهدت على التلفاز ما قامت به ايما بالمؤتمر لقد كان الأمر خرافيا بحق "
قالت ايريس و هي تضحك بقوة لتضيف انا
" جميع مواقع التواصل تتحدث عن ذلك، إيما سجلت نقاطا البارحة. و لكنني لا أستوعب شيءا هل هذا يعني بأنهم قد عادوا لبعضهم مجددا؟ هل تصالحا؟"
" لا لم نفعل "
صدر صوت ايما البارد من خلفهم ليقلب بلاك عينيه و لم يتحدث لتتوجه ايما و تجلس على كرسيها لينظر لها الجميع بصدمة
" هل قضيت الليلة هنا ؟"
سأل كاي السؤال الذي كان يلوح بالارجاء لترفع ايما كتفيها و هي ترتشف من كأس قهوة بلاك بهدوء
" أجل "
" هل عدت للقصر زوجة اخي؟"
قال سيب و هو يعطي ايمي كأس العصير من جديد و لكنها رفضت أخذه من جديد ليزفر بعمق
" لا لم افعل، و لا لست زوجة أخيك "
بدأت الأكل بهدوء متجاهلة نظرات الجميع نحوها لينظر لها بلاك محاولا قراءتها.
استيقظ صباحا و لم يجدها بغرفتها ليتوجه لخاصته بسرعة. كانت قد غيرت ثيابها و عدلت من نفسها ليس و كأنها هي من كانت تبكي البارحة
" ما الذي يحصل هنا ؟"
همست ايريس لكاي الذي بجانبها الذي رفع كتفيه و هو يحرك رأسه نافيا.
قطع صمتهم صوت هاتف ايما الذي رن لتجيب بهدوء
" عمي فريد، صباح الخير"
" إيما صغيرتي، هل بيلا بجانبك ؟"
عقدت حاجبيها استغرابا و هي تنهض من مكانها لتبتعد قليلا عن الجميع و هي تجيبه
" بيلا؟"
" بيلا لم تعد بالمساء، هي قضت الليل معك أليس كذلك؟"
لعنت بداخلها و هي تجيبه
" أجل، هي بالحمام الآن، سأخبرها أن تتصل بك عندما تخرج "
" اشكرك صغيرتي "
أقفل الخط لتتصل مباشرة ببيلا و لكن لا إجابة لتعود إلى الصالة و هي تبحث بعيناها عن مارك ليسالها بلاك
" ما الأمر؟"
" البارحة بيلا أحضرت لي بعض الثياب إلى الشركة.."
قاطعها كيفن الذي أكد ذلك قائلا
" أجل لقد أخذ توم الثياب و اوصلها لمكتب بلاك "
" هل رأيتها؟"
نظر لها كريس باستغراب و هو يقول
" لقد رأيناها جميعا، أعطتنا الثياب و غادرت. حتى مارك لم يراها لأنها كانت مسرعة "
ما قاله كريس جعلها تهرع إلى الدرج و هي تصعد باتجاه غرفة مارك و بلاك خلفها لتفتح الباب بقوة.
كانت غرفة مارك مظلمة و هو لا يزال نائما على غير عادته، فهو بالعادة يسابق ايرينا لذهاب إلى المشفى.
" ما الذي يحصل هنا؟"
تحدث مارك و هو لا يزال لم يستيقظ كليا لتفتح ايما الستارة بالغرفة و هي تقترب منه لتقول
" أين بيلا يا مارك ؟"
" بيلا؟"
سأل و هو يحاول فتح عينيه و فجأة قفز من مكانه بسرعة و هو يهرول إلى الحمام و كأنه تذكر شيءا.
فتح باب الحمام ليجد كلاهما بيلا مربوطة اليدين تنام وسط حوض الاستحمام
" أيها اللعين ما الذي فعلته لها؟"
صرخت ايما و هي تبعده عن الطريق لتتوجه إلى بيلا و هي تزيل اللاصق عن فمها و تفتح يديها لتصرخ بيلا و هي تهجم على مارك بنفس الدقيقة
" أيها الوغد اللعين، كيف تسمح لنفسك باختطافي؟"
" أحاول أن أكون رومانسي لماذا لا تستوعبين؟"
" و هل الرومانسية لها علاقة بالخطف؟"
ظل صامتا لفترة و كأنه يحلل كلامها ليرفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يجيب بثقة
" هذه رومانسية مارك روجر "
" سأكسر وجهك و سنرى وقتها بخصوص مارك روجر"
صرخت بيلا لتتدخل ايما و هي تبعدها عن مارك لتقول لها
" هيا لنذهب، والدك قلق بشانك "
" هي لن تذهب الى اي مكان "
قال مارك و هو يقف امامهما لترفع الأخرى حاجبها قبل أن تدفعه بعد أن لمحت بلاك بالغرفة مما يعني أن مارك لن يستطيع لمسها
" أريد رؤيتك تحاول منعي "
أمسكت يد بيلا و توجهت كلتاهما إلى الأسفل لينزل مارك خلفهم و هو يصرخ
" هي لا يمكنها الذهاب إلى مكان "
" لماذا يا ترى ؟"
سألته إيما و هي تضع يدها على خصرها ليبتسم باتساع و هو ينظر لها بتحد ليقول
" لأنها زوجتي "
نظرت ايما بين مارك و بيلا، كما فعل الآخرين ليقول كريس بصدمة
" هل تتحدث بجدية مارك ؟"
" و لماذا لن أفعل "
أكد مارك لوالده ليضحك كيفن بصخب و هو يشير له
" قبل يومين كنت تسألنا عن كيفية مصالحتها و اليوم تقول زوجتك ما الذي فعلته؟ هل اجبرتها؟"
" شيء من هذا القبيل "
قال مارك ببراءة مصطنعة لتصرخ بيلا بوجهه
" هو حرفيا اختطفني البارحة عندما كنت اتوجه لسيارتي و عندما استيقظت وجدت نفسي بمكتبه مع قاض زواج يضع سلاحه على رأسه، و عندما رفضت أن اوقع جعلني ابصم "
" هل أغادر انا هاته العائلة لتدخليها انت يا بيلا "
قالت إيما بعدم تصديق لتوضح بيلا و هي تريها طابع البصم الأزرق الذي لا يزال على ابهامها
" الكلمة الصحيحة تم ادخالي، ليس و كأنني دخلت برغبتي "
" هذا لا يهم "
قال مارك و هو يبتسم بوجهها لتصرخ و هي تحاول الانقضاض عليه ليفرقهم سام و توم بسرعة
" اهدئي يا إمرأة، لا أريد أن ينفجر عرق برأسك و انت لا تزالين عروس "
قال مارك بثبات و هو يتوجه ليجلس بمقعده تاركا الجميع خلفه و كأنه لم يقم بأي شيء.
" سأقتله "
صرخت بيلا و هي تحرر نفسها من بين يدي توم لتقف أمام مارك ثم صرخت
" طلقني حالا "
رفع رأسها ينظر لها ببرود ثم ابتسم بمشاكسة و هو يجيبها
" هل أخبرتك بأنك تصبحين مثيرة عندما تغضبين "
فتحت فمها بصدمة على برودة أعصابه بينما عاد الجميع لمقعده، فإن كان كريس مجنون فمارك اجن منه.
وقفت انا و ساشا و توم لينظر لهم دارك باستغراب و هو يسالهم
" إلى أين؟"
" الجامعة أبي "
أجابته اني و هي تقبل خده لتحرك ايما يدها بداخل شعرها بعصبية قبل أن تقول بسرعة
" انتظريني اني، اممم سأذهب معكم "
" إلى أين؟"
قال بلاك بشك و هو يعقد حاجبيه لتتفادى النظر لعينيه و هي تقول
" لدي اختبار اليوم، يجب أن أذهب "
توجهت إلى حقيبتها ثم أمسكت بيد بيلا تديرها لها لتقول بثبات
" جدي حلا بأسرع وقت ممكن و اتصلي بوالدك لأنه قلق بشانك. يجب أن أغادر "
" إيما لا تتركيني لوحدي هنا "
قالت بيلا بتوسل و هي تمسك بيدها لتقبل ايما خدها قبل أن تتحدث بسرعة
" لا تقلقي سيقوم الجميع بالاهتمام بك، يجب أن أذهب حقا "
أومأت بيلا لتغادر ايما مع الباقي لينظر سيب لايمي التي لا تزال جالسة بمكانها
" ايمي هيا، يجب أن نغادر أيضا "
" لن أذهب "
قالت دون النظر له و هي ترتشف من كأس العصير بيدها لينظر للجميع قبل أن يعيد نظره لها
" لماذا؟"
" لدي شيء سأقوم به، تستطيع الذهاب لوحدك "
" ما هو هذا الشيء؟"
سألها سيب متجاهلا آخر ما قالته لترفع رأسها و تنظر له لتجيبه بهدوء
" شيء شخصي "
رفع سيب كلا حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها ليبتسم بسخرية و هو يجيبها
" شخصي؟"
" سيب أتركها على راحتها "
قالت أمارا و لكنه تجاهلها ليمسك يد ايمي و هو يوقفها بقوة ليعيد من بين أسنانه المبشورة بغضب
" أي شيء هذا الشخصي الذي لا تريدين الذهاب للجامعة من أجله؟"
" سيب "
حذره سيزار و هو ينظر لغضب سيب الذي صار واضحا لتبعد يده عنها و قبل أن تتحدث دخلت لورين و لوكاس لتجيب عوضا عن ايمي
" ايمي ستذهب للعيش معي سيب "
" ماذا ؟"
استدار ينظر لجدته و كأن قرنين قد ظهرا فوق رأسها لتقف أمارا من مكانها متوجهة إلى والدتها و هي تقول بسرعة
" أمي ما الذي تقولينه؟"
" أنا أخبركم بأن ايمي ستظل معي بالقصر هاته الفترة "
" أمي زفاف سيب و ايمي بعد أسابيع قليلة "
قالت كامي و هي تمسك بيد ايمي ليبلع سيب ريقه فهو تذكر بأن لا أحد يعلم بأنهم ألغوا الزفاف.
" بالحقيقة.."
فتح فمه يتحدث لتقاطعه إيمي و هي تقول بجدية
" نحن لن نتزوج "
" ماذا؟"
صرخ سيزار و هو ينظر لابنته، فمرة يصرخان بالجميع يريدان الزواج و مرة تراجعا
" ايمي ما الذي تتحدثين عنه صغيرتي ؟"
" أنا و سيب لن نتزوج يا امي "
ظل سيب متصنما مكانه ينظر لايمي و استوعب أخيرا ما يحصل، هي سترحل لأنه لن يتزوجها
" إيمي.."
" لا سيب، لقد اتخذت قراري و لن أتراجع عنه. انا لا اريد الزواج منك "
أجابته بجدية ليصرخ والدها بغضب
" هل هذه لعبة اطفال، مرة سنتزوج و مرة لا. انت حامل، حامل اي هناك طفل على الطريق "
" لن أكون أول أو آخر أم عزباء، انا أستطيع الاعتناء بطفلي و بنفسي "
" إيمي.."
حاول سيب التحدث من جديد لتنفي برأسها عدة مرات و هي تضيف
" الأمر ليس بسببك سيب، الأمر بسببي انا من لا أريد الزواج "
رمش بعدم تصديق و هو يستعيد كلامه الذي قاله لها منذ مدة عندما أخبرها بأنه لا يريد الزواج منها.
عاد من شروده ليلمحها تتوجه لغرفته ليسرع خلفها بينما تحدث لوكاس بثبات
" ايمي ستكون بأمان معنا، هي حفيدتنا المدللة و لن ينقصها شيء معنا "
" و لكن أبي؟"
حاولت أمارا الاعتراض ليقبل لوكاس جبينها بينما قالت لورين بهدوء و هي تمسح على شعر كامي لتطمئنها
" لا تقلقي طفلتي، ساهتم بها و بالطفل جيدا ثقي بي"
أومأت كامي بينما جلس سيزار بعدم تصديق فوق كرسيه ليتحدث دارك و هو يتنفس بعمق
" هل هذا بسبب سيب؟ هل قام بشيء ؟"
نظر له الباقي لينظروا للورين الهادئة التي تعمدت عدم الاجابة لأنها قد وعدت ايمي بأنها لن تخبر اي احد عن أي شيء
بمكتب سارة
دخل إيفان و هو يحمل بعض الأكياس بيديه لتتوجه له سارة لمساعدته ليجلس كلاهما على الأريكة بجانب طاولة صغيرة
" إذا أخبريني؟"
قال إيفان و هو يضع كأس قهوته لتبتسم سارة قبل أن تتحدث بجدية
" نظرت إلى الكاميرات الموجودة حول قصركم يومها، كل من ماث و العاهرة دخلا بوقت مختلف. فهي دخلت بعده و سيليا دخلت بعدهم بدقائق قليلة اي أولا لا يمكن ام يكون ماث قد ضاجع العاهرة بدقائق "
اومئ إيفان برأسه بهدوء و هو يستمع لها لتكمل
" لو كان حقا ماث يريد مضاجعة راما لم يكن ليحضرها إلى القصر حيث توجد عائلته و زوجته، و لو فعل كانت سيليا ستجدهم بوضع مخل و ليس هو يخرج من الحمام"
" إذا؟"
" إذا منطقيا هذا مستحيل، و هناك شيء آخر "
ضيق إيفان عينيه و اتكىء بيديه ينظر لسارة التي ابتسمت باتساع و هي تضيف
" لدي تسجيل على أن تلك القذرة و ماث لم يحصل بينهما شيء "
" لديك ماذا ؟"
تحدث إيفان بصدمة لتعيد الأخيرة شعرها إلى الخلف بغرور بينما تشرح له
" اكتشفت وجود صديقة مشتركة بيني و بين تلك الوقحة، و قد طلبت منها معروفا بأن تسألها عما حصل ذلك اليوم و على ما يبدو تينا صديقة مقربة لراما لذلك اخبرتها بما قامت به "
" هل تتحدثين بجدية؟"
" أجل، تينا بعثت التسجيل لي صباحا حيث أخبرتها راما بأنها توجهت إلى قصر خوسيه لتغوي ماث و لكنه كان بالحمام فقامت بإزالة ملابسها و الاستلقاء فوق السرير و هناك دخلت سيليا التي فهمت كل شيء بشكل خطأ "
صفق إيفان بيده و هو يقبل كلا خدي سارة بقوة و التي بدورها انفجرت ضاحكة ليقول بفخر
" حبيبتي الذكية "
ابتسمت و هي تعيد شعرها خلف اذنها ليقول براحة
" الحمد لله انقذنا الوضع. ماذا قالت سيليا بخصوص هذا الأمر؟"
" سيليا لا تعلم، لم تكن بالقصر صباحا و لا ترد على مكالماتي "
" غريب، حتى ماث لم يكن بالقصر لقد غادر باكرا "
" لا يهم، المهم انقذنا الوضع قبل أن تتطور المشاكل"
اومئ إيفان و هو يشرب من كأسه من جديد ليسألها
" بالمناسبة، من تكون تينا هاته؟"
عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على أعصابها لتتنهد بعمق قبل أن تتحدث
" تينا تكون أخ خطيبي المتوفي، تيو "
تصنم جسد إيفان و رفع رأسه ينظر لها لتبلع ريقها و هي تبتسم بهدوء
خرج ماث و سيليا من عند مكتب الطلاق لينظر لها ماث بهدوء قبل أن يمد يده ليصافحها و هو يردد
" الوداع سيليا "
تذكر عندما اتصلت به قبل أيام تخبره بأمر الطلاق، لم يحتج و لم يرفض بل قبل كل كلامها دون مجادلة بالرغم من أن قلبه كان ينزف ألما
أمسكت بيده تصافحه ببرود و هي تجيبه
" الوداع ماثيو "
كانت سيليا واثقة من أنها أخذت القرار الصحيح، هي عاشت مع أم خائنة و كرهت حياتها بأكملها لذلك لا تريد لطفلتها أن تعيش نفس القدر.
مد ماث حقيبة صغيرة لها ليقول بتردد
" هذه من أجل الطفلة أتمنى أن تقبليها و لا تلقي بها بعيدا "
أغمضت عيناها محاولة السيطرة على مشاعرها لتفتحهم مجددا و هي تؤكد له
" انت والدها ماث، هذا لم يتغير أبدا "
" اشكرك "
توجهت لسيارتها لتنفجر سيليا بكاءا فليس هناك شيء سيصلح ما حصل، لقد تطلقا رسميا و هي من أصرت على ذلك.
اومئ ماث برأسه و استدار متوجها لسيارته لتسقط دمعته التي كان يحاول جاهدا السيطرة عليها. عدم ثقة سيليا به دمرت علاقتهم و مستقبل طفلتهم. سيليا دمرت كل شيء دون أن تمنحه فرصة لإظهار الحقيقة
بالجامعة
توقفت السيارات لينزل الجميع بهدوء و هم يتوجهون إلى الداخل لتتوقف ايما فجأة مما جعل ساشا تستدير لتسألها
" إيما هل انت بخير؟"
" أجل، مممم تذكرت بأنه يجب أن أحضر شيءا من منزل عائلتي "
" حسنا سأنادي توم ليأخذك "
قالت ساشا بتفهم و كانت على وشك مناداة توم الذي كان هو و انا بعيدين عن ساشا و إيما و يبدو أنهما يتحدثان بأمر مهم فكلاهما كان عاقدا لحواجبه
" لا "
صرخت ايما بدون وعي لتشهق ساشا بصدمة و لكن سرعان ما أضافت لتلطف الأمر
" ليس هناك داع ساشا، سأخذ سيارة أجرة "
" حسنا كما تريدين "
أومأت ايما قبل أن تعود إلى الخلف لتغادر الجامعة لتشير بيدها لأحد سيارات الأجرة. ثم ركبت لتتحدث بسرعة
" هل لديك فكرة عن مكان شركة دوفار ؟"
" أجل سيدتي "
" جيد، خذني إلى هناك "
قالت إيما التي طوال الليل كانت تستعيد كل حرف و كل كلمة صدرت من فم جون عندما لم يكن بوعيه. و أكثر شيء لفت انتباهها كان اسم انطونيو دوفار الذي نطق به جون بغير قصد.
" وصلنا سيدتي "
قال سائق سيارة الأجرة لتشهق خارجة من شرودها لتومئ برأسها و هي تمد له أجرته قبل أن تغادر.
وقفت من الجهة الأخرى من الشارع تشاهد المبنى الكبير الذي يحمل اسم " Dovar ".
لا تعلم ما الذي يجب عليها القيام به الآن، كل ما كانت تفكر به البارحة هو رغبتها بالتعرف على عائلة والدتها و من تكون ماريانا بالحقيقة.
كانت تقدم ساقا و تأخر الثانية و هي مترددة بين ذهابها أم عودتها، هناك خوف سكن قلبها و لا تعلم سببه. أم أنها تعلم؟ الخوف من الحقيقة.
كانت شاردة بدوامة أفكارها وسط الطريق و لم تنتبه لضوء الأخضر الذي تحول و ذلك يعني تحرك السيارات لتشعر بيدين تعيدها فوق الرصيف بسرعة
شهقت بصدمة فقبل مدة تعرضت لحادث بسبب عدم انتباهها، و ها هي اليوم كانت ستتعرض لاخر.
رفعت رأسها و نظرت لذلك الشخص الذي ساعدها لتشهق بصدمة عندما رأت كلاي نفسه.
" بلاك المؤنث، ما الذي تفعلينه هنا ؟"
تحدث كلاي بسخرية لتقلب عينيها بعدم تصديق على تصرفه و قبل أن تفتح فمها لتجيبه أضاف
" لا داع لشكري، ستكونين مدينة لي لإنقاذ حياتك "
" لا يهم "
قالت ببرود ليعقد حاجبيه و ضيق عينيه و هو يسألها بجدية
" إذا ماذا تفعلين أمام شركة انطونيو دوفار ؟"
" هل تعرف انطونيو دوفار؟"
سألته بلهفة ليرفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يجيب
" و من لا يعرفه، هو من أهم رجال الأعمال بالبلد و له علاقات كثيرة "
عقد حاجبيه استغرابا عندما لاحظ انتباهها لكلامه ليضيف
" لماذا تسألين؟"
" ممم، بالحقيقة لدي مشروع بأطروحتي عنه لذلك أتيت إلى هنا "
قالت إيما و هي تعيد شعرها خلف اذنها ليقول بعدم تصديق
" مع أنني لم اصدقك و لكن لا يهم "
كان على وشك الرحيل لتقف أمامه قاطعة طريقه و هي تقول بسرعة
" هل يمكنك أن تخبرني ما تعرفه عن عائلة دوفار ؟"
" و لماذا سأفعل ؟"
قال ببرود لتقلب عينيها قبل أن تتحدث
" اعتبرها تعويض عما قمت به بالاجتماع "
وضع كلاي أصبعه تحت ذقنه و كأنه يفكر لينظر لها بهدوء و هو يجيب
" حسنا يا بلاك المؤنث، لنذهب إلى مكان ما انا اشعر بالجوع "
" اسمي ايما، و حسنا سأعزمك على الإفطار "
نظر لها بعينين تحمل شكا ليرفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يضيف
" حسنا، تريد كعكة التفاح مع قهوة بالكراميل "
فتحت عيناها بصدمة و هي تستمع لطلبه لتقول بعدم فهم
" ماذا؟"
" ماذا ماذا؟ ألا يحق لي اكل كعك التفاح و قهوة الكراميل لأنني رجل. ما هاته العنصرية يا إمرأة؟ لم أكذب عندما أطلقت عليك لقب بلاك المؤنث "
تحدث كلاي و هو يضع يده على فمه بدرامية، قلبت الاخرى عيناها على ما قاله لتقول بسرعة
" حسنا لا تفتعل مسرحية هنا، سنأخذ ما تريد لنذهب"
اومئ برأسه بهدوء و هو يتقدمها لتنظر إلى الشركة من جديد و لكن سرعان ما لحقت لكلاي الذي دخل أحد المقاهي
" إذا؟"
تحدثت ايما بقلة صبر بعد أن قام كلاي بطلب ما يريد على عكسها لم تطلب اي شيء
" إذا ماذا تريدين أن تعرفي ؟"
" كل شيء، أريد معرفة كل شيء عن عائلة دوفار "
اومئ كلاي بهدوء و لم يتحدث منتظرا من النادل أن يغادر ليرتشف القليل من قهوته و هو يتحدث
" شركة دوفار معروفة بأنها من أهم الشركات و التي لا علاقة لها بأي عمل غير شرعي، أي عمله نظيف منذ القدم "
راحة عبرت قلبها لمعرفتها بأن عائلة امها كانت طبيعية على الأقل خلافا عن عائلة روجر و خوسيه.
" هل تعرف انطونيو دوفار؟"
اومئ كلاي و هو يتلذذ بكعكته ليقول بعدم اهتمام
" أجل، لقد هددته العديد من المرات ليشاركني و لكن ذلك العجوز العنيد رفض كعادته "
حركت ايما رأسها بعدم تصديق فهو يتحدث و كأنه يخبرها عن حالة الطقس لا تهديده لشخص ما
" أخبرني عن عائلته "
" عائلة دوفار كانت تعيش حياة طبيعية إلى أن ماتت ماريانا ابنته الصغرى. تعلمين كيف يصبح الأمر عندما تموت الفتاة الطيبة "
عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي تهدد بالنزول ليكمل كلاي بهدوء دون انتباه لها
" ماريانا على عكس توأمها أدريان، توفيت عندما كانت بالثامنة عشر و على ما أتذكر لقد كانت حامل أيضا. "
رفع رأسه فجأة ليلمح الدموع بعين تلك الجالسة مقابله ليقول بتردد
" هل انت بخير؟"
أومأت برأسها و هي تمسح عيناها بقوة لتجيبه
" بخير، بخير فقط أكمل "
" كما قلت سابقا، ماريانا كانت الهادئة و أدريان كان الوقح. بالرغم من أنهم توأم إلا أنهما كانا عكس بعض. لذلك كان انطونيو يميل لابنته أكثر من ابنه. و لكن كل شيء تغير عندما دخل شخص ما حياتهم "
كلامه لفت انتباهها لتسأله بهدوء تحاول به إخفاء فضولها
" من ؟"
" شخص تعرفينه جيدا "
عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده ليضيف
" جون خوسيه، عمك "
بلعت ريقها لتنظر له و هي تعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها و أحاسيسها ليضيف بجدية
" عمك دخل حياة ماريانا الصغيرة و قلبها رأسا على عقب، الجميع يقول بأنه كان يعشق التراب الذي تمشي عليه و لكن بماذا سيفيد عشقه اذا كان محرما"
" محرما؟ ما الذي تقصده بكلامك ؟"
سألته بعدم فهم ليمسح فمه بالمنديل الأبيض قبل أن يعتدل مكانه و هو ينظر لها بجدية
" هل تعرفين سبب كره بلاك لجون ؟"
نفت برأسها ليكمل
" ذلك السبب هو نفسه سبب كرهي له، جون خرب حياة الجميع بسبب غلطة صغيرة. "
" ما الذي تقصده؟"
" أنا و بلاك دفعنا ثمن جنون جون بعد موت ماريانا و الذي كان هو السبب الرئيسي به "
" انت تخيفني كلاي، ما الذي تتحدث عنه؟"
قالت إيما و هي تتحرك مكانها بعدم راحة ليغمض الآخر عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأت نفسه قبل أن يتحدث
" كل شيء بدأ من قصة جون و ماريانا التي لم يكن من المفترض أن تبتدئ من الأصل "
" لماذا؟"
" كالعادة، نفس القصة القديمة المبتذلة. مثلث حب، و خيانة "
شهقت ايما بصدمة و وضعت يدها على فمها لتقول بعدم تصديق
" هل جون خان ماريانا ؟"
نفى كلاي برأسه و هو يتكئ على الكرسي إلى الوراء ليتحدث بجدية
" لا، بل العكس جون خان زوجته مع ماريانا. و هنا بدأت الحرب التي كانت السبب بأخذ حياة الكثير و اهمهم حياة ماريانا التي كانت تصغر جون بسنين و طفلتها التي كانت ببطنها، بالإضافة إلى جعل جون يصل لأعلى درجات الانحطاط و قام بما قام به معي اما و بلاك. "
" ما الذي تقوله انت؟"
قالت إيما و هي تقف من مكانها بسرعة ليجيبها بهدوء مستفز
" أنا أقول الحقيقة، جون كان متزوجا و خان زوجته مع ماريانا لأنه أحبها. و بعد موت ماريانا اختفى لسنين ليعود بحالة سادية مجنونة دفعت أنا و بلاك ثمنها "
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro