24
" هل تقتل والدي من أجلي؟"
قالت إيما بجدية و هي تقف أمامه مباشرة بينما تنظر له بانتظار اي رد فعل و لو صغير منه، و لكن ابتسامته الساخرة التي زينت شفتيه كانت آخر شيء قد تفكر به، على الأقل ليس بعد ما قالته.
" والدك؟ ممم أيهما الحقيقي أم المزيف؟"
" سؤال جيد بالحقيقة و لكن لا يهم يمكنك التخلص من الاثنين، إنهم يضغطون علي لتحدث معي من أجل ما قاموا به لذلك سيكون من الأفضل التخلص منهما ما رأيك؟"
تحدثت بملل قبل أن تنظر و هي ترفرف بعيناها ببراءة و هي تضيف
" إذا هل تقوم بذلك من أجلي؟"
" و لماذا قد أفعل أي شيء من أجلك؟"
رمشت بعينيها بعدم تصديق عندما سمعت ما قاله ثم ابتسمت بسخرية على ما نطق به، الجميع يعلم بأن بلاك روجر قادر على فعل المستحيل من أجل إيما خوسيه، و الآن انظر لما يقول.
رفعت كتفيها بعدم اهتمام و هي تتوجه لتضع يدها على وجهه تداعب شعر وجهه القصير بسبب لحيته التي قد نمت قليلا، ثم أنزلت يدها إلى عنقه و هي تحركها بهدوء إلى صدره ليتموضع كف يدها اخيرا فوق قلبه الذي كان ينبض بسرعة لم تستطع حقا معرفة هل كانت هاته نبضات قلبها المتسارعة أم خاصته فعند لقائهما يفقد كل منهما السيطرة على العضو الأيسر الذي بداخلهم.
" لأنني إيما خاصتك بلاكي"
أغمض بلاك عينيه لبرهة قصيرة يستشعر يدها الرقيقة فوق جسده الذي تصلب بكل مكان كانت تلمسه، و يتلذذ بنبرة التملك التي دائما ما تضيفها لاسمه حتى لو كانا على غير وفاق، ليلعن بداخله على هذا الضعف الذي لا ينتهي أبدا.
عاد خطوة للخلف لتسقط يدها التي كانت تلمسه، نظر لها ببرود لا يعكس داخله المشتعل ثم توجه لكرسيه الذي كانت تجلس عليه قبل قليل، أزال سترته و وضعها خلف الكرسي قبل أن يجلس بشموخ و هو ينظر لعيناها بمشاعر متجمدة جعلتها تضيق عيناها
" انت لست إيما خاصتي يا إيمانويلا، ليس بعد رحيلك، ليس بعد الآن "
حسنا هذا شيء جديد، كانت تنظر له و كأنها تراه لأول مرة. بلاك لا يناديها ايمانويلا أبدا و الاهم، بلاك لم ينظر لها يوما بهاته النظرة القاسية و الباردة.
أخذت خطواتها ناحيته ثم جلست وقف قدميه، لتمسك بوجهه الذي كان يشيح به عنها، ضغطت على خذيه بيديها و هو تضع جبينها ضد خاصته لتهمس أمام شفتيه
" بلاك، بلاكي. لقد انتظرتك، انتظرتك بداخلي. انتظرتك بشكل لن تستطيع تخيله. انتظرتك لدرجة أنني سأموت مع أنفاسك فقط."
كانت تنظر لعيناه المغلقة و تنفسه البطيء و هي تعرف بل متأكدة من أنه يتأثر بأبسط شيء تقوله أو تفعله.
عضت على شفتها السفلية بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي تهدد بالنزول بسبب سكونه لتكمل ببحة
" ارجوك احتضني بجسدك الدافئ فنحن لا نعلم متى سنسقط مجددا في حب كهذا. لا اعلم اي نجمة قد أرسلتك لي و لكنني قد رحبت بك في هذا الصدر و وهبت لك هذا القلب. كنت أبحث عنك منذ سنوات مع عيوني الفارغة لذلك لا تقل لي ليس وقته الحب لا موسم له لا وقت له. كنت أبحث عنك منذ وقت لدرجة أن قلبي عندما وجدك أعلن تمرده و هاجر لك"
ختمت كلامها مع دموع تزين عيناها و لكنها لم تسقط، بينما بلاك نظر لها بعينين تحمل جميع المشاعر بداخلها و لكنه لم يتحرك، لم يتفاعل مع كلماتها كان فقط ينظر دون القيام بشيء، مما جعلها تعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على مشاعرها و دموعها أكثر و أكثر. كانت تفكر بكل ما حصل، هل فقدته الآن أم ماذا
" انت رحلت إيما، انت أردت ذلك بالرغم من معرفتك و يقينك بأنني كنت مستعدا لتغيير كل شيء من أجلك. و لكن انت رحلت و تركتني دون النظر وراءك."
وقفت من مكانها لتنظر له بعدم تصديق، هل يلومها الآن؟ هل أصبح خطأها الآن؟ ضحكت بسخرية و هي ترفرف بعيناها طاردة الدموع العالقة هناك. هي لن تبكي، و بالطبع ليس أمامه و اكيد ليس بعد ما قاله.
" و هل كان يجب أن أبقى؟ هل تظن أن هناك امرأة واحدة بكل هذا العالم كانت لتبقى معك بعد ما قمت به؟ "
نظر لها بكل برود و هو يتكئ على الكرسي ليميل برأسه على الجانب اليمين ثم قال بصدق
" لا، ليس هناك و لذلك ليس هناك معنى من عودتك مجددا "
" ليس هناك معنى لعودتي أليس كذلك؟ احترق بالجحيم إذا و ها أنا سأرحل من جديد و هاته المرة لن أعود "
صرخت بوجهه بغضب و هي تحمل حقيبتها و تغادر لتغلق الباب خلفها بقوة جعلته يحرك رأسه بعدم تصديق و يأس، هذا ما يجب أن يحصل البعد، الفراق أليس كذلك؟
خرج من شروده عند سماع صوت الباب يفتح من جديد ليعقد حاجبيه و يضيق عينيه و هو ينظر لها تدخل مجددا و هي تضع يدها على خصرها مما جعل تنورتها القصيرة ترتفع قليلا، بينما قميصها يظهر القليل من مفاتنها ليعض شفته السفلية بهدوء محاولا السيطرة على أعصابه و شياطينه لكي لا يقتلها بسبب ما ترتديه و هو يفكر بكم شخص قد رأى اللعنة التي ترتديها هذا الصباح.
" لماذا تتصرف معي هكذا؟'
قالت بحزم و هي تنظر له بعيون مشتعلة بالغضب ليترك شفته بعد أن مرر لسانه عليها يشاهد كيف انحدرت عيناها إلى هناك ليبتسم بغرور بسبب ذلك و هو اجابها بعدم فهم مصطنع
" كيف ؟"
" لماذا تتصرف معي ببرود؟ "
ضحك بسخرية عندما أشارت لنفسها كطفلة صغيرة غاضبة من والدها لنسيانه عيد ميلادها، هي الآن كانت حقا قد بلغت حدود غضبها و لكن هذا يعجبه، يحب أن تفقد أعصابها فهي تصبح أخطر و اشرس عندما تفعل ذلك و هذا ما يريده.
قال بكل ثقة و هو يفتح يديه أمامه
" انا اتصرف على طبيعتي و هذا ليس بشيء مميز من أجلك فقط بيبي لذلك لا تحزني"
أغمضت عيناها و تنفست بغضب بينما كان بلاك يستطيع أن يؤكد بأنها الآن تلعنه بسرها لتقترب من مكتبه من جديد ثم وضعت حقيبها فوقه بقوة قبل تمرير يدها على شعرها بعصبية لتقول بحزم و تحد
" أنت كنت بالمشفى "
رفع بلاك حاجبا و هو ينظر لها بعدم فهم مصطنع ليجيبها ببراءة
" بالمشفى؟ اي مشفى؟"
" لا تمزح بلاك "
" انا لا وقت لي للمزح إيما على عكسك "
اجابها بهدوء مستفز كعادته لتضع يدها على المكتب و هي تنحني لتقول بهدوء على عكس قبلها الذي يقيم تمردا حقيقي لتضيف بتحد صارم
" انت حضرت للمشفى حيث كنت انا"
" و هل كنتِ بالمشفى؟ "
" إذا انت لا تعلم؟ انت لم تحضر الى المشفى أليس كذلك "
سألته بتحد و هي تنظر لداخل عينيه لينفي برأسه بهدوء و هو ينظر لها قائلا
" لا أعلم أي شيء، يبدو أنك قد أخطأت عزيزتي فأنا لم أحضر لاي مشفى "
عقدت حاجبيها استغرابا و هي تحاول جاهدة فهمه، هل يتحدث بجدية الآن و لكن هي رأته، هو لم يكن حلما أليس كذلك
" انا رأيتك انا لم اكن اتخيل و لا احلم "
حرك رأسه نافيا و هو يجيب بجدية
" لم أحضر "
" لماذا؟"
هل قالت لماذا، هل هي بعقلها أم أنها قد تعاطت شيءا ما قبل حضورها، هل نسيت بأنها هي من أرادت الذهاب و عدم لاحقه بها و ما غير ذلك اذا لماذا تعاتبه الآن؟
" بل انت لماذا؟ لماذا تريدين مني الحضور الى المشفى؟ ألم أكن انا السبب بدمار حياتك؟ ألست انت من رحلت و تركتني؟ ها أنا اعطيكي ما تردين، الحرية "
قال و هو يقف من مكانه ثم التفت إلى النافذة الكبيرة المطلة على المدينة خلفه معطيا إياها ظهره لتقول صارخة بحدة
" انت تعلم جيدا لماذا رحلت "
" و لأنني أعلم تركتك ترحلين و لم الحق بك، انا اكتفيت"
رفع كتفيه يجيبها بهدوء دون النظر لها ليسمع همسها و كأنها تحدث نفسها
" اكتفيت مني؟"
لم يعلم لماذا و لكنه استدار بسرعة، كان يريد أن يصرخ بوجهها بأنه لا يستطيع الاكتفاء منها و هل هناك شخص قادر على الاكتفاء من قلبه و لكنه رفع ذقنه بكبرياء ليقول ببرود
" اكتفيت من كل ما يحصل ايما، أردت الرحيل ارحلي "
" سأرحل "
كانت على وشك الخروج لتسمع صوته يناديها، ابتسمت بغرور قبل أن تستدير ناظرة له بثقة ليقول ببرود
" ايما "
" ماذا؟"
" اغلقي الباب وراءك، بهدوء "
عضت شفتها و ابتسمت باصطناع و هي تومىء له برأسها قبل أن تحرك الباب لاغلاقه بكل قوة لدرجة جعلته يشك بأنها قد كسرته. ابتسم على تصرفها و هو يعود للخلف متوعدا بترويضها
دقائق فقط و فتح الباب من جديد و كان سيب يمسك يد ايما و هو يدخلها مكتب بلاك مجددا ليفتح الأخير عينيه بصدمة و عدم تصديق، الن تغادر هاته أبدا؟
" ماذا الآن؟"
" كنت أغادر و لكنه اعادني "
قالت إيما بهدوء و هي تشير لسيب الذي كان يدحرج عينيه بينهم بعدم اهتمام. وجد كلا الزوجين ينظران له بانتظار تفسير ليحمحم قبل أن يقول بجدية
" بلاك، أعضاء الاجتماع حضروا "
رفع حاجبه بطريقة غير عادية و كأنه يوضح له شيء ليلعن بلاك و هو يقف اخذا سترته ليقترب منهم و قال بسرعة
" هل غادر الجميع؟ "
" المؤتمر انتهى بقبلتكم الأسطورية "
قال سيب لتبتسم ايما متذكرا ما قامت به و ذلك لتجنن كلوديا التي أخبرتها بأن بلاك لا يريدها و لكن مبادلته لقبلتها تقول غير ذلك
" و قد رحل الجميع، لذلك كنا نظن بأنك قد أخرجت إيما منذ وقت بلاك "
مرر بلاك يده على شعره بغضب ليتحدث و هو ينظر لايما المبتسمة و هو يردد بعصبية
" و هل تترك هاته برأسي عقلا لاتذكر ذلك "
ضحكت بقوة على ما قاله، و اعتبرته إطراء لا إهانة و هي تحرك شعرها إلى الوراء بغرور ليقول سيب بجدية
" ماذا سنفعل؟ الجميع بانتظارك و انا كنت قادما لاخبرك بأن الباقي قد حضروا و هناك التقيت بقنبلة متحركة على قدميها و هي تلعن و تشتم لوحدها "
نظر كلاهما لايما التي دحرجت عيناها بعدم اهتمام حقيقي و كأنهم لا يتحدثان عنها.
" بما أنه لا يمكن إخراجها من هنا الان، ساحبسها بالمكتب "
" عزيزي انا لن أبقى بمكان طردت منه، و لكن لماذا كلاكما تتحدثان بالالغاز؟ و ما هو هذا الإجتماع؟ "
كانت تنظر للاثنين و لكن كما فكرت لا إجابة، فقط يطالعانها بهدوء مستفز خاص بأفراد عائلة روجر ليتجاهلها بلاك و هو يعيد ارتداء سترته لتقول باستفسار و فضول
" بلاكي لماذا ترتدي حامل أسلحة؟ هذا شيء لم أراك ترتديه قبلا، هل الاجتماع مهم لهاته الدرجة؟ حتى سيب يرتدي نفس الشيء "
" إيما لماذا لا تصمتين قليلا و تتوقفي عن طرح أسئلة و انت تعرفين جيدا بأنني لن أجيب عنها "
قال و هو يغلق سترته لتقلب عينيها بعدم تصديق على كلامه، و عندما هبت بالخروج أمسك بلاك بيدها بينما وقف سيب أمام الباب يحرك رأسه بنفي لتنظر لهما باستغراب
" ماذا يحصل هنا؟"
" ستبقين قليلا بغرفة مكتبي إلى أن أعود "
" قلت لك لن أفعل "
" انا لم اسألك بيبي انا أخبرتك هناك فرق بين الكلمتين "
نظر لها بلاك ببرود ثم نظر لأخيه يومىء له، خرج سيب ثم لحق به بلاك و قبل أن تعلم ما يحصل حولها دفعها للوراء بهدوء لكي لا تسقط ارضا و برمشة عين كان باب مكتبه يغلق بالمفتاح مما جعلها تسرع للباب المقفل و هي تلعنه من الداخل بغضب
" هذا سيمنع ظهورها، هل الجميع قد حضر؟ "
" أجل الجميع بمكانه و لكن.."
وقف بلاك و نظر لأخيه الذي كان يمرر يده على عنقه بتوتر قبل أن يتحدث بسرعة
" كلاي هنا يا بلاك "
احمر وجه بلاك غضبا، فاجتماع اليوم عهدة سلام بينهم و بين الروس مما يعني أنه يجب على الجميع التخلي بالهدوء و لكن كيف يمكنك أن تهدأ اذا كنت ستكون بنفس القاعة مع عدوك اللدود
بقصر خوسيه
كان أدريان يتحدث مع ايزا و هو يستمع لذكريات إيما بقلب يرتجف و مشاعر كثيرة، كانت عيناه تمر على الصور بالانحاء و لكن لا صورة لها بينهم مما جعله يسأله
" لا أرى صورتها "
احمر خد ايزا، فماذا ستقول، هل تخبره بأن زوجها يخفيها عن الجميع خوفا عليها فهذا غير منطقي لذلك وقفت و هي تقول بسرعة
" هي لا تحب الصور كثيرا، و لكن لدي صورة لها سأحضرها "
تحركت إلى الداخل ليرن هاتف أدريان من جديد فأجاب و هو يتحدث بهمس لا يريد لأحد أن يسمعه
" إنها غير موجودة هنا الان، لا استطيع المماطلة أكثر من ذلك سأحاول أن أتأكد و أعود "
أغلق بسرعة عندما لمح ايزا التي كانت تحمل صورة ايما و هي تتقدم نحوه بابتسامة حنونة فوق شفتيها لتمررها له قائلة بفخر
" هذه صغيرتي، ايمانويلا "
شحب وجه أدريان كليا و هو ينظر لصورة و ترقرقت الدموع بعينيه لتسأله ايزا بتوتر
" هل انت بخير سيد أدريان؟"
" هل استطيع الحصول على كأس ماء من فضلك؟ "
أومأت ايزا و توجهت لتخبر الخاتمة بينما أدريان حمل هاتفه ليأخذ صورة لتلك الصورة التي بين يديه بسرعة قبل عودة ايزا.
" تفضل "
رفع رأسه و اومئ بهدوء و هو يرتشف قليلا ليقف بعدها بسرعة قائلا
" يجب أن أذهب إلى العمل، لا استطيع التأخر أكثر من هذا. اتمنى الشفاء العاجل للانسة مار.. أقصد ايمانويلا و اعتذر مجددا عن ذلك الحادث "
" لم يكن الخطأ خطاك يا سيد أدريان ليس هناك داع لتلقي اللوم على نفسك "
ابتسمت ايزا و هي تصافحه ليغادر. توجه الى السيارة التي كانت تنتظره منذ البداية بينما ينظر حوله ما اذا كان أحد ما يراقبه
" إذا؟ هل رأيتها؟ هل هي؟ "
قال شخص بلهفة و قلة صبر بمجرد دخول ادريان سيارة الليموزين السوداء لتسقط دمعة أدريان و هو يعطيه الهاتف ليشهق العجوز قائلا بحسرة
" ماريانا، إنها حقا صغيرتي ماريانا "
بقصر روجر
عادت الفتيات مبكرا من الجامعة و كان الجميع منشغل بالحديث و غيره من الاشياء بينما كانت ايمي شاردة الذهن لتضع كامي يدها فوق خاصة طفلتها و هي تسالها
" حبيبتي، هل انت بخير؟"
رسمت ايمي ابتسامة على شفتيها بصعوبة و هي تحارب دموعها لتومئ برأسها بهدوء دون النطق بحرف واحد، فليس هناك شيء تقوله فهي نفسها إلى الآنلم تستوعب قرار سيب
" ايمي، ما رأيك بالتجهيزات الخاصة بالزفاف التي بعثناها لك ؟ هل اخترت اي شيء من أجل الزفاف؟"
أغمضت ايمي عيناها عندما سمعت ما قالته أمارا و قبل أن تجيب دخلت لورين والدة أمارا لتنهض الأخيرة لمعانقتها.
بالمشفى
كانت بيلا ستجن حرفيا، الفرقة الموسيقية لا تتوقف عن ملاحقتها و غناء أغاني الحب و المسامحة الإسبانية بينما كان الجميع يضحك على ما يحصل
اتصلت بمارك عدة مرات و لكنه لا يجيب مما جعلها تلعنه و هي تتوعد بقتله اذا ظهر أمامها. كانت تفكر بما يجب عليها القيام به لتبعد هؤلاء الذين لا يكفون عن اللحاق بها لأنها يجب أن تغادر إلى المنزل و اكيد لا تريد منهم ملاحقتها إلى هناك أيضا، فعلى ما يبدو أن مارك أعطاهم أوامر للحاق بها إلى أي مكان. تذكرت فجأة ايرينا
أسرعت لها لتفتح باب مكتب ايرينا دون طرق و هي تقول بسرعة
" أرجوك اوقفيهم، رأسي سينفجر إنهم يلاحقوني بكل مكان "
عقدت ايرينا حاجبيها استغرابا و هي تحاول جاهدة فهم ما تقوله بيلا و لكن سرعان ما ظهرت الفرقة خلفها و هي تعزف لترمش ايرينا بعدم تصديق و هي تسأل بصدمة
" لا تقولي بأن هاته مفاجأة مارك لك "
" هي بعينها و رجلها أيضا "
أكدت لها بيلا لتحرك الأخرى رأسها بعدم تصديق، فعندما أخبرها صباحا بأنه يجهز مفاجأة لبيلا ظنت كل شيء و اي شيء إلا هذا.
" يا إلهي، إنه مجنون رسمي "
قالت ايرينا و هي تتوجه لهم لتحدثهم فغادروا خائبي الامل، فمن لا يعرف ايرينا روجر زوجة كريس روجر نفسه.
" تعالي عزيزتي "
أغلقت ايرينا الباب و جلست على الأريكة لتخبر بيلا بالانضمام لها. تنهدت الأخيرة قبل أن تومىء
" لقد أخبرنا مارك بما قام به بحقك "
بلعت بيلا ريقها لتنظر بهدوء، فما حصل بينهم كان ضربا من الخيال، كل شيء، منذ بداية علاقتهم التي كانت كمزحة إلى ما حصل ليفترقا
" كلاكما أخطأ منذ البداية تعلمين ذلك؟"
" أعلم و لكن.."
" هو جرحك بشكل سيء "
أومأت بيلا و اخبرت ايرينا عن والدتها و كل شيء حصل معها لتسقط دموعها فشاركتها ايرينا البكاء و هي تستمع لبيلا التي تحدثت بحرقة عن والدتها المتوفية وبكاء بيلا عند قبر والدتها
" انا اعتذر.."
" انا لا أريد اعتذارا، انا أريد شخصا يحبني و يظل بجانبي مهما حصل، لا أريد شخصا يحارب ضدي بل أريد من يحارب من أجلي "
" مارك كغيره من أفراد العائلة يا بيلا، هكذا طبعهم، هذه تربيتهم، هذه حياتهم. هذا بالفعل شيء خارج عن إرادتهم "
قالت ايرينا تحاول جعل بيلا تستوعب حال مارك و الآخرين. ولادة شخص بوسط عائلة من المافيا لن يجعله يكبر ليصبح كاهنا اكيد، شخصيتهم تتغير بسبب ما يعيشون و ما يرون حولهم و هذا خارج عن سيطرتهم
" و لكن.."
" هو يحبك "
قالت ايرينا بجدية لتفتح بيلا عيناها بصدمة و هي تستمع لما قالته، فمارك لم يخبرها ذلك أبدا اذا كيف والدته تعرف بهذا
" هذا مستحيل.."
" لا ليس مستحيل بالحقيقة لقد اعترف أمام العائلة بأكملها بذلك، لقد أخبرنا بما قام به بحقك و أراد أن يصالحك "
كانت بيلا متصنمة مكانها، فهي لم تتوقع بأن شخصا كمارك قادر على الاعتراف بالحب أمام الجميع و اكيد ليس طلبه للمساعدة لكي يصالحها
" و لكن.. يعني.. "
" أريد منك أن تعطيه فرصة، ليس لأنه ابني الوحيد و لكن لأنك استطعت الوصول لقلبه. اختراق الجدران الموجودة حول قلوب أبناء هاته العائلة يعتبر ضربا من المستحيل، و لكن انت تمكنت من ذلك، إيما فعلت، نحن الوحيدين الذين استطعنا القيام بذلك. عائلتنا ليست طبيعية و لا كغيرها من العائلات و اذا حصل و دخلت قلب أحد أفرادها فأنت لن تكوني قادرة على الخروج أبدا "
لم تستطع بيلا النطق بحرف واحد و ظلت تنظر أمامها بهدوء متذكرة ما حصل معها، و ما حصل مع إيما و هي تفكر بكلام ايرينا ثم غادرت بصمت.
بشركة روجر
كانت ايما تتحرك بداخل المكتب بغضب و هي تلعن بلاك و كل سلالته على ما قام به، هاتفها قد نفذ شحنه مما جعل الجلوس بمفردها بداخل المكتب المقفل عليها امرا لا يطاق لذلك بدأت العبث بالارجاء
كان مكتبه راق بشكل لا يصدق، و كعادته كان اللون الأسود يغطي على أغلب المكان بشكل مثير لاهتمام.
بعد أن عبثت بكل شيء كانت تعبث بمكتب بلاك و ما أثار انتباهها كان احد ادراج المكتب لانه كان مغلق.
ابتسمت لنفسها و هي تأخذ مقبط شعرها لتبدأ فتح الدرج و هي تشكر إيفان الذي قد علمها ذلك بوقت سابق.
كان الدرج ممتلئ ببعض الأوراق التي لم تعرفها و لكن ما أثار انتباهها كان ملف باسمها. كانت على وشك حمله عندما رأت اطارا مع صورة تعرفها جيدا
وضعت الملف بداخل الدرج من جديد دون فتحه ثم نظرت للصورة بعدم تصديق.
لقد كانت صورتهم، الصورة الوحيدة التي اخذاها، لقد وضع الصورة بإطار و يحتفظ بها.
ارتعشت شفتيها و أحست بالدموع تتجمع بعينها لتمرر يدها على وجهها
" يا إلهي ماذا سأفعل معه؟ "
قالت بنبرة مهزوزة و هي تضع رأسها على الطاولة بينما لا تزال متمسكة بالاطار. بعد مدة من النظر له وضعت الإطار فوق الطاولة و أغلقت الدرج بعد أن أخذت لمحة عن محتوى الملف ثم توجهت الى الباب من جديد
بعد عدة محاولات، استطاعت فتح باب المكتب أخيرا، تذكرت كيف كان ألكسندر يحبسها بغرفتها عندما تكون هناك مناسبة أو غيرها بسبب خوفه من ظهورها و ذلك بحجة خوفه عليها و لكنها دائما كانت تهرب. إلى الآن لا تفهم لماذا كان يفعل ذلك، هل حقا كان من أجلها؟
" افدي ذكاءك إيما، يجب أن أقبل إيفان على ما علمني إياه "
قالت مذكرة نفسها و هي تحمل أغراضها و تتوجه إلى الخارج.
كانت تقف أمام المصعد شاردة لتتفاجىء بيد فوق كتفها استدارت و شحب وجهها تماما و اخذت تتراجع خطوتين للخلف خوفا بسبب الشخص الواقف أمامها.
بقصر دوفار
دخل أدريان و هو يتمسك بيد العجوز الذي كان لا يزال يطالع صورة إيما التي بين يديه ليجلسه أدريان على الأريكة ليقول
" أبي ارتح قليلا، سأنادي الطبيب "
أمسك العجوز بيده و نفى برأسه بهدوء دون رفع رأسه ليقول بألم ممزوج بفرح
" لا أريد طبيب أريد ماريانا "
" أبي إنها ليست ماريانا كلانا نعرف ذلك جيدا"
وقف العجوز بغضب و صرخ بينما يدير الهاتف لابنه الماثل أمامه ليقول بنبرة حزينة
" إنها هي، انظر لصورة جيدا إنها ماريانا ابنتي الصغيرة "
سقطت دمعة أدريان على حال والده ليجلسه على الكرسي بسرعة و هو يحاول أن يشرح له
" أبي إنها أصغر من أن تكون ماريانا "
" لا، لا تتحدث. هذه ابنتي و انا ساستعيدها منهم اتسمع"
بشركة روجر
بداخل قاعة الاجتماع كان الهدوء يحتل المكان. فقط نيك يتحدث مع رئيس الروس و هما يحاولان الوصول إلى حل فيما بينهم و ذلك لإيقاف حرب الدماء التي بدأت منذ سنين.
فتح باب القاعة فجأة و دخل حارس و هو يجذب شخصا ما بيده، صراخ ذلك الشخص جعل بلاك يقف من مكانه بسرعة و هو يوجه سلاحه على كلاي الذي وقف محادات بلاك مباشرة و هو أيضا قام برفع سلاحه بنفس الوقت.
أصبحت الغرفة قاعة للحرب بسبب الأسلحة الموجهة على بعضهم البعض بينما إيما كانت لا تزال تشتم الحارس لكي يطلق سراحها
" أيها المومياء القذرة أترك يدي حالا "
لم تهتم لكل الأسلحة حولها فهي قد تعودت على ذلك، لينظر لها بلاك من الأسفل إلى الأعلى و العكس و كأنه يفحصها بعينيه قبل أن يتحدث من بين أسنانه المبشورة بغضب
" أتركها حالا "
نظر الحارس لكلاي رئيسه الذي ارتفع حاجبه باستمتاع بسبب حالة بلاك. ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه و هو يقترب من إيما لينظر لوجهها
" انظروا من هنا، أليست هذه زوجتك Diablo؟"
" السابقة "
قالت إيما و هي تنظر لكلاي بعدم اهتمام قبل أن تكمل شتم و ضرب الحارس غير مهتمة للباقي ليقول كلاي بضحك
" سابقة؟ ليس هناك سابقة بعالمنا، تدخلين بالأبيض و تغادرين بالأبيض "
استدارت تنظر له بعدم فهم ليتحدث كلاي مشيرا لبلاك بتأنيب
" ما هذا بلاك؟ ألم تخبرها القواعد؟ "
فتح بلاك زمام الأمان من سلاحه و هو يقول بنبرة شيطانية غريبة
" قلت.. اتركها.. حالا "
أشار الرئيس و والد كلاي للحارس بترك إيما ليمسك كاي بيدها بنفس الوقت و هو يدفعها إلى سيب الواقف بجانب أخيه و سرعان ما أمسك بلاك بيدها و وضعها خلفه يغطيها بجسده بأكمله
" الآن علمت لماذا قتلت شخصا فقط عندما ذكر اسمها فقط بالاجتماع بلاك "
قال كلاي باستفزاز ليصرخ به والده بغضب فهم هنا لسلام و ليس لبدأ حرب جديدة
" كلاي "
كان الجو مكهربا بين الجميع بكل ما للكلمة من معنى، اسقط كلاي سلاحه ثم قال بجدية و هو ينظر لدارك
" الاتفاق سيتم كما طلبت سيد دارك، و سيكون لكم الحق 70 % من الشركة كما أمرت و لكن هناك شرط واحد "
أشار دارك للجميع لينزلوا أسلحتهم كما قام الروس، لينزلوا خاصتهم و لكنها لا تزال بين يديهم ليقول دارك ببرود
" ما شرطك؟"
" هي "
قال كلاي يشير على ايما الواقفة خلف بلاك الذي أصبح وجهه لا يفسر و بلحظة اسرع من الثانية رفع سلاحه من جديد و أطلق بلاك دون اهتمام لأي شيء
بقصر روجر
رن هاتف لورين لتقف متوجهة إلى الداخل بعد أن اعتذرت من الجميع. كانت تتحدث مع لوكاس و لم تنتبه لتلك التي تقف خلفها ساكنة تماما.
" إلى اللقاء حبيبي "
قالت لورين قبل أن تقفل الخط، لتستدير و اخيرا انتبهت إلى تلك التي كانت تجلس على كرسي خلفها و هي تعانق بطنها المنتفخة قليلا
" ايمي "
همست بحنان لترفع الأخرى رأسها و تنظر لها بعيون دامعة مما جعل جدتها تخاف
" صغيرتي هل يؤلمك شيء؟ هل انت بخير؟"
حملت هاتفها تريد الاتصال بشخص ما و لكن يد ايمي منعتها و هي تنفي برأسها بهدوء
" لا أحد يستطيع مساعدتي "
" صغيرتي، ماذا هناك؟ أخبريني "
تحدثت لورين و هي تمسك كف ايمي الايسر بينما كان كفها الأيمن يتحرك بحنان على بطنها و كأنها تلامس صغيرها الذي بالداخل
" سيب لا يريد الزواج "
رمشت لورين بعينيها بعدم تصديق لتضحك بسخرية و هي تنظر لايمي
" هل تمزحين صغيرتي؟ سيب يريدك منذ الأزل، لقد كان ظلك طوال هاته السنين و الآن تقولين لا يريد الزواج قبل أسابيع من الزفاف "
صمتت عندما شاهدت ملامح حفيدتها الحزينة التي ما ان ختمت لورين كلامها حتى انفجرت بالبكاء
" صغيرتي .. ايمي"
حاولت لورين تهدأتها و قد نجحت بالفعل بعد مدة لتعانق جسد ايمي المرتجف و هي تمسح على شعرها بحنان
" أخبريني "
" إنه يقول أن الزواج سيكسر ما بيننا، هو يخاف أن يتحطم كل ما بيننا اذا تزوجنا كبلاك و سيليا و سارة "
" يا إلهي "
قالت لورين و هي تبعد ايمي عنها لتمسح دموعها بيديها و هي تجيبها بثبات
" الزواج ربط حياتين يا صغيرتي، لذلك هناك أوقات جميلة كما هنالك أوقات حزينة. نحب، نتشاجر، نبتعد، نقترب هذا هو اساس الزواج و هذا ما يجعله أقوى "
عضت ايمي شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها التي تأبى التوقف عن النزول لتهمس بألم
" هو لا يرى كل هذا، و لا أعلم ماذا سأفعل؟ أشعر بأنني يائسة "
" لا تفعلي، هل هناك أحد يعلم بالأمر ؟"
نفت الأخرى لتمسك لورين بيد ايمي و هي تنظر لها بثقة لتقول بجدية
" تعالي معي، ابقي معي و اتركيه يفكر "
" هل اتركه؟ انا لا استطيع "
شهقت ايمي بصدمة فبالرغم من كل ما يحصل بينها و بين سيب لم يفترقا، لم يبتعد أحدهما عن الآخر حتى بالوقت الذي كانت تظن بأنه قد اغتصبها.
ابتسمت لورين بسخرية على حفيدتها الصغيرة و هي تجيبها بجدية
" عزيزتي سيب لن يتركك و لو للموت فما بالك و انت حامل "
ابتسمت الاثنتين على ذلك، فسيب حقا يحبها منذ سنين و قد كانا بعلاقة منذ عشر سنوات و ما قبلها كانت حياة ايمي بأكملها محسورة حول سيب الذي كان كالحارس الشخصي حولها، سيب متملك حول ايمي منذ الطفولة و بالمراهقة حتى عندما كانا كالقط و الفأر هوسه بها لم يتوقف بل ازداد و الآن عندما اصبحا على بعد خطوة واحدة لزواج ها هو يخاف و يعود للوراء
" موافقة "
ابتسمت لورين و هي تضع يدها على خد ايمي لتقول بهدوء و ثقة
" ثقي بي هذا أفضل لك و لطفلك "
بمكتب روجر
شهق الجميع بصدمة بسبب ما حصل و لكن الشكر لسيب الذي رفع يد أخيه بالوقت المناسب إلى فوق فاصابت رصاصته السقف بدلا عن كلاي.
كان بلاك غاضبا كاللعنة و هو يتنفس بسرعة بينما كلاي يبتسم باستفزاز و كأنه لم يقل شيء، على العكس الآخرين الذين ينظرون حولهم بصدمة.
" تحدث عنها مجددا و اعتبر الموت رحمة بالنسبة لك"
قال بلاك و هو يبعد سيب عنه، ليضحك كلاي بصخب و عندما كان بلاك على وشك التوجه له لضربه شعر بيدين تعانق خصره و جسد يرتجف التصق به من الخلف.
احس بايما تذفن وجهها بظهره و شعر بدموعها ضد قميصه ليلعن الجميع بهمس قبل أن يستدير لها
كانت خائفة فهي لا تريد أن تكون لعبة بعملهم، هي بشر و لها حياتها و ذلك الشخص طلبها و كأنها قطعة أثاث. هي متأكدة من أن بلاك لن يسمح بذلك أبدا و لكنها شعرت بالخوف و لا تستطيع الوثوق به
شعرت به يستدير ثم قام بوضع كف يده على وجهها لتعانقه بقوة و هي تذفن نفسها بحضنه أكثر و أكثر و تهمس له بريبة
" لا تتركني، اتوسل إليك لا تفعل "
أحست بيديه تمر فوق شعرها و هو يطبع بعض القبلات الرقيقة بينما يأكد لها بأنه لن يفعل
" انا لن اتركك للموت حتى، لا تخافي انا هنا "
سمعت صوت كلاي المستفز من جديد و الذي جعلها ترتعش فعلى ما يبدو هذا الشخص مجنون كليا
" انا لم اقصد ما فهمته بلاك، انا قصدت بأنني أريد أن تتم أمورنا بالشركة عن طريقها فقط "
أكد كلاي بسخرية و تصلب جسد بلاك بسبب ذلك و لكنه لم يستدر و ذلك يعود لتلك التي بين ذراعيه و فجأة سمع صوت والده البارد و هو يقول
" كلاي، زوجة ابني خارج هذا الموضوع لا يمكنك إدخالها بالأمر "
" ما بالكم يا رفاق؟ ألم تريدوا السلم و هذا ما نريده أيضا؟ إذا كانت هي بالشركة سنكون أيضا.."
" حسنا "
قاطعهم صوت نيك الرزين و الذي كان يجلس بشموخ بينما يتابع كل ما يحصل لتتوجه أنظار الجميع إليه
" ماذا؟"
لم يهتم نيك كثيرا لمن صرخ أو من تحدث و اكمل بكل هدوء
" بما أن معاهدة السلم ستتم فقط اذا كانت ايما تعمل بالشركة فأنا موافق، هذا تخصص دراستها على كل حال اذا لن يكون الأمر بالصعب بالنسبة لها "
" أبي ما الذي تقوله انت؟"
قال دارك بعدم تصديق و هو ينظر لابنه الذي كان و كأن شيطانا تلبسه حرفيا بينما يحرك رأسه يمينا و يسارا و صوت طريقة هي كل ما يصدر منه
" لن يحصل "
استدار الجميع لتلك الملتصقة ببلاك بينما تظهر رأسها من فوق كتفه بغرور و هي تنظر لهم
" انا لسة سلعة لعينة لتتحكموا بها، ليذهب سلامكم إلى الجحيم السابعة لأنني لا أوافق "
عض بلاك شفته بقوة و ينظر لتلك التي بالرغم من ارتجافها بين ذراعيه لا يزال لسانها سليما، كان يتوعد لها و لكنه لم يتحدث الآن فما قالته صحيح على الاقل بالنسبة له فهو لن يضعها على الطاولة بينه و بين عدوه.
صوت تصفيق حاد اخرج بلاك من شروده ليرفع حاجبه و يستدير ناظرا لكلاي الذي ينظر لايما و هو يبتسم بإعجاب
" شرسة، علمت الآن لماذا بلاك لا يتخلى عنك أحببت ذلك "
" كلمة أخرى و ستجد أسنانك بين يديك و سأحب ذلك "
قال بلاك من بين أسنانه المبشورة بغضب كلي و هو ينظر لكلاي الذي رفع كتفيه بعدم اهتمام و هو يجيب بثقة تامة
" لا تستطيع ضربي، معاهدة السلام عزيزي، تتذكر "
" لم نتفق على شيء بعد عزيزي، تتذكر "
كانت حرب الكلمات الساخرة و الباردة بين بلاك و كلاي شيء من قديم الزمان و لكن على ما يبدو أن الأمر يزداد سوءا عند كل لقاء
" بلاك، كلاي عودا إلى أماكنكم سنتحدث "
قال نيك و أشار للجميع الذي جلسوا بالفعل ليظل بلاك واقفا و إيما بحضنه إلى الآن. تقدم أحد الحرس مع كرسي ليبتعد سيب قليلا و هو يضع مكانا بينه و بين أخيه لايما
" إيما تفضلي شاركينا "
نظرت لنيك الذي ابتسم مطمئنا إياها و نظرت لدارك و كريس الذين ارسلوا نفس الابتسامة، مررت عيناها على جميع افراد العائلة لتلمح نظرتهم الواثقة لها و كأنهم يؤكدون بأن لا شيء سيصيبها بوجودهم لذلك ابتعدت عن حضن بلاك و جلست على الكرسي بغرور ليس و كأنها هي من كانت ترتجف خوفا منذ دقائق
لعن بلاك و هو يمرر يده على شعره بغضب ليجلس بجانبها و امسك بكرسيها بيده و هو يلصقها به بقوة بدون أن ينظر لها حتى
" انت ابنة ألكسندر خوسيه أليس كذلك؟"
قال والد كلاي ببرود لتبتسم بسخرية لا تعرف بماذا ستجيب فهي نفسها لا تعرف. تنهدت و هي تومىء
" أجل "
" كيف انتهى بك الأمر معه؟"
قال كلاي و هو يشير لبلاك الذي نظر له ببرود قاتل لتقلب الأخرى عينيها بعدم اهتمام مجيبة إياه
" أظن بأن هذا ليس من شأنك"
ابتسم الجميع بسبب اجابتها فهم يعرفون بأن إيما وقحة و جريئة فمن تستطيع أن تقف بوجه بلاك فهي قادرة على الوقوف بوجه اي احد آخر.
" اللعنة إنها نسخة أنثوية من بلاك حرفيا "
ضحك كلاي بصخب و هو يتكئ على الكرسي إلى الوراء ليتحدث دارك ببرود
" إيما لا علاقة لها بمعاهدتنا "
" بالحقيقة لها كل العلاقة "
تحدث كلاي بهدوء و هو ينظر لبلاك بنظرات غريبة ليكمل
" نحن اعداء منذ زمن و اميرتكم هاته تكون ابنة رئيس الاستخبارات بل عائلتها كلها من الأمن و الشرطة، لذلك شرطي هو أن يتم عملنا عن طريقها و بهذا حتى لو انكشفنا لن نتضرر فابنة ألكسندر خوسيه نفسها بالأمر "
ظل الجميع صامتا يحلل كلام كلاي المنطقي من ناحية و الجنوني من ناحية أخرى، إدخال ايما إلى وسط الأمر يعني إخراج شياطين بلاك بكل ما للكلمة من معنى
" هل تظن بأنني سأقبل بشيء كهذا ؟"
صرخت ايما بغضب و هي تضرب الطاولة بنفاذ صبر فهم يتحدثون عنها و كأنها غير موجودة معهم
" عندما يتحدث الكبار يصمت الأطفال ألا تعرفين ذلك ؟"
تمتم كلاي بسخرية و هو يرفع حاجبيه لتعض الاخرى شفتها بقوة تحاول السيطرة على أعصابها قبل أن تتفجر لتتمتم بصوت ساخر
" و هل تعتبر نفسك رجلا الآن يا حبيب والدتك "
ما إن نطقت ذلك حتى وقف كلاي بسرعة ليسقط الكرسي خاصته خلفه و هو يصرخ بوجهها
" لا تذكري اسم والدتي على لسانك "
" لا تصرخ بوجهها "
صرخ بلاك و هو يقف بحماية أمام ايما التي كانت مصرة على ألا تدخل لسانها الطويل لداخل فمها.
والدة كلاي تم قتلها منذ سنوات بسبب عملهم و بسبب الانتقام لذلك هي نقطة حساسة بالنسبة له.
" بلاك، أغلق فم زوجتك "
قال والد كلاي بغضب بالرغم من أنه حاول إلا يظهر ذلك و لكن الأمر كان واضحا.
نظر بلاك بين كلاي و والده ثم أمسك بيد إيما ليتحرك إلى الخارج فوجودها هنا الان لا يشير إلى أنهم سيعقدون اي معاهدة سلام اليوم بل على العكس يبدو أن الأمور ستخرج عن إطارها تماما و ستؤدي إلى حرب اكبر
بعد الخروج من القاعة لمح بلاك نفس الحارس الذي ادخل ايما الغرفة ليتوقف مكانه ثم استدار يقول لها دون إبعاد عيناه عن الحارس
" لا تتحركي من هنا "
قبل أن تجيبه كان بلاك قد ترك يدها و توجه إلى الحارس الذي يقف عند الباب ليمسك بيده اليمنى مكسرا إياها مما جعل الحراس يلتفون حولهم، و بنفس الوقت خرج جميع من في قاعة الاجتماعات.
" بلاك "
قال دارك بعدم تصديق و هو يشاهد ابنه يلوي يد الحارس الذي كان على ركبتيه يصرخ ألما
" هذا لأنه لمسها، لا ضغينة "
قال بلاك ببرود و هو يترك يد الحارس الشخصي لكلاي الذي زفر بغضب بسبب ما حصل.
اعتدل بلاك واقفا و عدل من سترته ليستدير باحثا بعينيه عن ايما التي لا وجود لها مما جعله يفتح عينيه بقوة و هو يلعنها بداخله على عنادها
لمح جسدها يقف أمام المصعد تنتظر قدومه ليتوجه إليها و قال بسخرية و هو يقف بجانبها
" لو أنك استمعت لكلامي و نفذته كنت سأتفاجىء "
رفعت كتفيها بعدم اهتمام ليحرك رأسه بعدم تصديق و هو يضع يده على خصرها يوجهها لدخول المصعد.
ضغط زر طابق مكتبه و ظل واقفا ينظر لها فقد كانت شاردة بشيء ما
كانت تعلم بأنه ينظر لها و لكنها لم تهتم، كل ما يهمها بأنه كلما حاولت الابتعاد و الرحيل يحصل شيء يعيدها إلى نقطة البداية
دخلا المكتب فازال بلاك سترته ليرميها على الأريكة قبل أن يتوجه ليجلس فوقها معيدا رأسه للخلف مغمضا عيناه و هو يضغط باصابعه بين حاجبيه.
" لا تفعل"
صوتها جعله يرفع رأسه لينظر لها، كانت تجلس على الكرسي بجانبه و هو تتكئ على ركبتيها ليقول بعدم فهم
" لا أفعل ماذا؟"
" لا تعطيني لهم، انا لست صفقة "
نظرت له بعينين مترددة قبل أن تقف أمامه و هي تتحرك يمينا و يسارا بينما تكمل بتوتر
" أعلم بأنني قد ازعجتك و بأن ما كان بيننا قد انتهى و لكن لا تفعل لا أريد أن أكون مجرد شيء من صفقتكم.. "
" اللعنة ايما اخرسي، ما الذي تقولينه؟ هل.. هل تظنين حقا بأنني سأخضع لما طلبه ؟"
صرخ بلاك بغضب منها و من نفسه و من كل شيء، هي الآن و بالرغم من أنها تحاول المثول أمامه بشكل القوية إلا أنه يعرف بأنها خائفة و لكن طلب ذلك منه كسر شيءا بداخله. هذا يوضح شيءا واحدا ألا و هو عدم ثقتها به
" و لكن هو.."
أضافت و هي تحرك يدها بداخل شعرها بعصبية لتسمع صوته الهادئ بينما عينيه مسلطة عليها
" ألا تثقين بي؟"
نظرت له بصمت، هل يثق شخص بمن كسره؟ لا، لا يفعل. كلاهما يعلم بأن الثقة التي كانت بينهم قد انكسرت عند انكسار علاقتهم، بالرغم من وجود الحب إلا أن الثقة مهتزة بينهم
" و لو قليلا؟ ألا تثقين بي و لو قليلا؟ "
وقف من مكانه و تحرك ناحيتها دون إبعاد عيناه عن خاصتها لتجيبه بهدوء و هي تعانق جسدها بيدها
" كيف تريد مني أن اثق بك بلاك؟ انت كسرت كل الثقة التي كانت بداخلي. انت جعلتني لا اثق بأحد و حقيقة والدي كسرت آخر قشة كنت اتمسك بها لذلك لا انا لا أثق بأي احد "
وضع يده على وجهها يداعب خدها بكفه الدافئ ليضع أحد خصلات شعرها حول أصبعه يلاعبه كعادته ليجيب بثقة
" انا ساستعيد ذلك هذا وعد"
صمت الاثنين، هي تنظر له و هو ينظر لها. هناك أوقات لا يستطيع لساننا التعبير عن الموقف أو المشاعر أو حتى ما يحصل، لذلك يأخذ خطوة للخلف و يترك المجال للاعين، فالعين مرآة للقلب بذلك لا تستطيع أن تكذب
" عودي لمنزلك "
قال بلاك و هو يعود خطوة للخلف لتعض شفتها بقوة قبل أن تسأله بتردد
" اذا انت لن ..."
" لا لن أفعل و لو كان الثمن حياتي، لن اقوم بذلك. "
أكد لها قبل أن يتحرك إلى كرسي مكتبه، نظرت له و هو يجلس بهدوء و كانت على وشك الخروج لتعود مجددا ليسالها دون النظر لها حتى
" ماذا ؟ "
" أخبرتني كلوديا انك تخطيتني هل حقا تمكنت من ذلك؟"
سألته لأن حديث كلوديا دخل عقلها فقد كانت الاخيرة تتحدث بثقة مطلقة. ضحك بلاك بسخرية و هو ينظر لها ليجيبها
" و هل فعلتِ انتِ؟"
عضت شفتها و نفت برأسها ليقترب منها و يمسك وجهها بين يديه ثم وضع جبينه فوق جبينها ليهمس لها بهدوء و ثقة
" بقصتنا هناك انت و انا فقط لا مكان لأي شخص آخر وضعت قلبي بين يديك أريد منك فعل ما تريدين به، إلعني، اشتمي، اضربي، اكسري، دمري، احرقي و لكن لا تخوني. لا تدخلي شخص ثالث بيننا لأنني لن أفعل أبدا. قلب واحد أملكه و قد أصبح لك و قلبك الذي بين اضلعي أحاول جاهدا إصلاح كسوره "
اللعنة على الحب، بالرغم من الغضب و الجرح و الفراق حبنا لشخص الآخر يجعل ذلك القلب يرفرف، نفس القلب المجروح. و هذه حالة ايما، بالرغم من أن بلاك قد كسر قلبها بأبشع طريقة و لكن قلبها لا يزال ملكا له وحده
" لا ثالث بيننا، هي حربنا لوحدنا "
ابتسم باتساع على تأكيدها لكلامه فهذا قد زرع راحة لا مثيل لها بداخله، هو يثق بها بالرغم من عدم ثقتها به، هو كسر تلك الثقة و لكنه سيحاول استعادة ذلك من جديد
قبل جبينها بحب و ترك شفتيه هناك لفترة بينما أغلقت ايما عيناها مستمتعة بهاته اللحظة القصيرة بينهم.
و لكن فجأة ابتعد بلاك و كأنه تذكر شيءا ليمسح على وجهه بكفه الأيمن قبل أن يتحدث بغضب
" بالمناسبة ما اللعنة التي ترتديها ؟"
قلبت عيناها على تصرفه، فهو حقا قد تأخر ليسأل هذا السؤال. أجابته بتهكم
" إنها ليست لعنة إنها ملابس عزيزي "
" أجل ملابس بالكاد تغطي مؤخرتك اللعنة أستطيع رؤية سروالك الداخلي"
" لا تبالغ بلاك"
قالت و هي تدفعه عنها قليلا لتنظر لنفسها بإعجاب بينما صرخ الآخر بعدم تصديق
" أبالغ؟ "
" أجل انت تبالغ، لماذا تصرخ و لماذا تهتم من الأساس نحن انفصلنا أتذكر؟"
ابتسم بطريقة مريبة و هو يقترب منها بهدوء و هو يردد
" لماذا أهتم أليس كذلك؟ انفصلنا أليس كذلك ؟"
أومأت برأسها مؤكدة كلامها فجأة شهقة و هي تشعر به يشق القميص إلى اثنين مما جعلها تضع يدها على صدرها بصدمة و هي تقول بعدم تصديق
" انت لم تفعل "
" انتظري لانتهي من تنورة الأطفال التي ترتدينها و ستتاكدين من أنني فعلت ذلك أم لا "
قال و هو يمسك تنورتها بين يديه يحاول شقها لتضرب يده تحاول ابعادها بينما تصرخ
" إنها ليست تنورة أطفال، أبعد يديك "
" بالنسبة لي إنها للاطفال انظري لمؤخرتك و اللعنة إنها بالكاد تغطيها"
" ما بالك يا رجل إن التنورة ليست قصيرة لهاته الدرجة لا تبالغ"
قالت و هي تهرب منه فقد كان يتصرف بجنون فاقترب منها اكثر لتتراجع و هي تصرخ به
" اللعنة توقف مكانك كيف سأذهب المنزل بهاته الحال؟"
رفع كتفيه بعدم اهتمام لتقلب عينيها بعدم تصديق على تصرفه ثم اتصلت ببيلا بينما جلس هو على كرسيه من جديد
" بيلا، حبي أحتاج منك أن تحضري لي فستانا .."
ما إن نطقت ذلك حتى لاحظت بلاك يحرك المقص بين يديه لتقلب عينيها بعدم تصديق على تصرفه ثم صححت بتحد
" لا ليس فستان، لتكن تنورة و قميص "
أغلقت الهاتف و نظرت له بتحد ليتحدث بهدوء مستفز
" يبدو بأنك ستقضي الليل بمكتبي "
" هل انت مجنون؟ لقد كنت أرتدي نفس الملابس بالجامعة لماذا تصنع مشكلة من لا شيء "
قالت و هي تتوجه لتجلس على الكرسي أمام المكتب ليرفع حاجبه و ينظر لها ببرود ليجيبها
" أمام الجامعة؟"
أومأت برأسها ليغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأت نفسه، لتضيف ببراءة مصطنعة
" هيا بلاكي لا تقل بأنك تغار "
ابتسم بتهكم و هو ينظر لها ليجيب بثقة
" انا لا أغار بيبي، انا أحرق و على ما يبدو فإن الجامعة ستحرق قريبا و هذا بفضلك "
قلبت عيناها على كلامه و هي تحارب نفسها لكي لا تظهر تلك الابتسامة التي تهدد بالظهور، فبلاك الغيور مستوى جديد من الجنون و قد أحبت الأمر بالفعل
بقصر خوسيه
عاد جون و ألكسندر الذي كان سينفجر غضبا خصوصا بعد رؤية قبلة ايما و بلاك بكل المحطات على المباشر.
جون كان صامتا و هادئا بشكل غريب، فهو علم من قبل بزواج ايما لبلاك روجر نفسه، نفس الشخص الذي كان يريد قتله من زمن. قدر عاهر، كيف يمكن لزوج ابنتك أن يكون الشخص الذي حاول قتلك لسنين طويلة
" ايز هل عادت ايما ؟"
نفت ايز برأسها و هي تنظر لزوجها الذي رمى سترته بغضب على الأريكة بجانب أخيه الصامت
" ألكس حبيبي هل انت بخير؟"
نظر لزوجته التي كانت قلقة بسببه ليقترب معانقا إياه كعلامة لتهدأتها لتبادله بهدوء و هي تستمع لهمسه المهدىء لها
" بخير حبيبتي لا تقلقي "
نظرت لجون و سألته بهدوء
" جون عزيزي "
" هل اتت إيما؟"
" لا، ليس بعد "
نفت ايزا و هي تتوجه مع زوجها لتجلس على الأريكة مقابل جون ليقول ألكسندر
" اتصلي بها إنها لا ترد على اتصالاتنا "
نظرت لكلا الاخين الجاديين لتومئ برأسها و هي تتصل بايما و لكن لا رد.
" لا تجيب "
" اللعنة، هل عادت إلى قصر روجر ؟"
" لقد تحدثنا صباحا و أخبرتني بأنها ستعود إلى هنا، أظن بأنها و بلاك على خلاف أو شيء من هذا القبيل"
ضحك جون بسخرية و هو يفتح هاتفه ليعطيها إياه و ذلك لكي ترى فيديو القبلة ليجيبها بتهكم
" إذا كانا على خلاف و قبلا بعضهم أمام الآلاف من الصحافيين بذلك الشكل، انا حقا لا أريد أن أرى ماذا سيفعلان لو كانا متصالحين "
فتحت ابو عيناها بصدمة و احمر وجهها و هي تشاهد كيف سحبت ايما بلاك لتقبله دون اهتمام بأحد.
غضب ألكسندر عندما لمح الفيديو ليبعد هاتف جون و يرميه عليه بغضب و هو يقول
" أبعد هذا من أمام عيني "
" آه تذكرت "
قالت ايز فجأة لينظر لها كل من ألكسندر و جون بعدم فهم لتضيف
" لقد حضر اليوم ذلك السيد الذي دعس ايما بغير قصد، الشخص من الحادث "
" حقا؟ إلى هنا؟ لماذا؟"
سألها ألكسندر عاقدا حاجبيه لترفع كتفيها بعدم معرفة و هي تجيبه
" لقد أتى للاعتذار من ايما بالرغم من أن الشرطة قد أثبتت بأن الخطأ كان خطأ إيما لا خطأه "
" يبدو بأنه شخص مهذب، فغيره كان سيرفع دعوى ضدها لا العكس "
قال ألكسندر و هو يمسح على وجهه ليصرخ جون غاضبا
" و لماذا قد يرفع دعوى بحقها و هو قد دعسها، لولا لطف الله لكانت ماتت "
" أهدىء جون "
قال ألكسندر دون النظر لأخيه لتضيف ايزا
" لا أظن السيد دوفار من ذلك النوع من الأشخاص "
لحظة صمت عمت المكان بعد الكلام الذي قالته ايزا، فتح جون عينيه كليا و تغير لون وجهه إلى الأبيض بيننا رفع ألكس رأسه الشاحب ينظر لزوجته ليسالها بتردد
" ماذا.. ماذا..قلت؟"
" قلت هو ليس من ذلك النوع من الأشخاص "
أجابته عاقدة حاجبيها و هي تشاهد ملامح الاثنين التي صارت شاحبة و كأنهما قد شاهدا شبحا
" من قلت؟ ما اسمه ؟"
سأل جون و هو يجلس مكانه بتخدر لتجيبه بثقة
" السيد دوفار، السيد أدريان دوفار "
نظر جون لأخيه و نفس الشيء لالكسندر و كلاهما أصبح شاحبا بشكل أكبر خصوصا بعد تأكيد ايزا للاسم.
بشركة روجر
كان الجميع يقف بباب الشركة يودعون عائلة دوستوفيسكي و هي تعد أشهر و اقوى عائلة بروسيا و لكن عدواتهم مع بعض جعلت الأمور سيئة إضافة إلى حساسية العلاقة بين بلاك و كلاي.
" اشكر سيد نيكولاس على استضافتك لنا اليوم "
" الشرف لنا سيد ايغور "
اومئ الاثنين برأسهم و تحرك ايغور مع ابنه كلاي و حرسهم إلى سيارتهم.
أغلق السائق باب الليموزين السوداء خلف كلاي و والده ليصرخ ايغور بغضب
" هل جننت كلاي؟"
قلب الأخير عينيه بعدم اهتمام و هو يحمل هاتفه بين يديه و كأن والده لا يتحدث معه بل مع شخص آخر
" اللعنة لماذا قمت باستفزاز بلاك ؟"
" لأنني أحب ذلك "
أجابه بمرح و هو يرفع حاجبه ليمسح ايغور وجهه بغضب قبل أن يتحدث
" انت تعلم بأن بلاك رسميا الزعيم بعد ما حصل منذ سنين، والده تخلى عن منصبه لأجل ابنه لذلك يعد بلاك أصغر زعيم بيننا و الأقوى "
" إذا يجب أن تتخلى عن منصبك لأجلي و هكذا سنتعادل مع عائلة روجر "
ابتسم لوالده باستفزاز ليصرخ ايغور بجنون بسبب ابنه
" كلاي ابتعد عن بلاك "
" سأبتعد عندما احصل على ما أريد "
قال كلاي و هو ينظر إلى الخارج من نافذة السيارة المتحركة
عند روجر كان لا يزال الجميع يقف بباب الشركة بعد مغادرة عائلة دوستوفيسكي ليقول نيك
" هيا نغادر، يجب أن نتحدث بشأن كل ما توصلنا إليه اليوم "
" بلاك لن يوافق أبدا "
قال دارك و هو ينظر لوالده الذي حرك رأسه مؤيدا قبل أن يضيف
" يجب أن يفعل، هذا من أجل مصلحة الجميع "
كان دارك على وشك التحدث لينطق كريس عندما لاحظ شخصا يقترب من الشركة
" ما الذي تفعلينه انت هنا ؟"
سأل كريس بيلا التي كانت تحمل بيدها حقيبة تسوق لتضع بعض خصلات شعرها خلف اذنها و هي تمرر نظرها بين الجميع
" أتيت من أجل إيما "
" هل ايما لا تزال هنا؟"
سأل دارك بعدم تصديق لتضيف بيلا و هي تحرك حقيبة التسوق امامهم موضحة
" لقد طلبت بعض الثياب "
ضحك كيفن بصخب عندما سمع كلام بيلا ليقول بسخرية
" اللعنة يبدو أن عرض ما بعد القبلة قد تم ختمه بمكتب بلاك "
" كيفن "
تمتم نيك ناظرا لكيفن لعله يصمت و لكن الاخر اكتفى بالضحك ليحرك نيك رأسه بعدم تصديق
" أعطني ما بيدك ساخذه لبلاك "
قال توم و هو يقترب من بيلا التي ابتسمت بتردد قبل أن تعطيه الحقيبة.
" حسنا انا ساغادر "
قالت عندما لم تلمح مارك بينهم ليومئ الجميع مودعا إياها.
نظر كريس لكاي الذي بجانبه ليساله
"أين مارك؟"
" اظنه بالحمام "
" حبيبته غادرت و هو لم يراها حتى، لا أحد يخبره لا اريده أن يصرع رأسي لأنني لم اتصل به و امسكها لكي لا ترحل "
قال كريس محذرا اياهم ليقول سيزار و هو يتوجه الى سيارته
" انا عن نفسي سأخبر عزيزي مارك "
" لعين "
شتم كريس سيزار الذي غادر ليركب الباقي سيارتهم مغادرين ايضا.
عند بيلا كانت تتوجه إلى سيارتها بعد أن اعطتهم كيس التسوق و فجأة شعرت بيد توضع على فمها ليعم الظلام كل شيء ثم سقطت فاقدة لوعيها.
بمكتب بلاك، كانت ايما ترتدي سترة بلاك فوق ملابسها الممزقة بينما تضع قدميها على الطاولة الصغيرة أمامها على عكس بلاك الذي كان يعيد رأسه للخلف مغمضا عيناه.
دق على باب مكتبه جعل الاثنين يستديرا إلى الباب لينظر بلاك لايما و وضعية جلوسها، تقدم منها ليضرب فخدها العار لكي تنزل رجليها من على الطاولة لتشهق و هي تمسح على فخذها بألم
" ماذا؟"
" اخفضي لعنتك أرضا "
قلبت عيناها ليتوجه لفتح الباب، طل توم المبتسم بمكر و هو يرفع حقيبة التسوق امام بلاك قائلا
" هذا من أجل إيما "
بدون أن أخذ بلاك الحقيبة و أغلق الباب بوجه توم الذي كان يحاول النظر إلى الداخل.
استدار بلاك ليجد ايما خلفه مباشرة مما جعله ينصدم للحظة قبل أن يرمي الحقيبة عليها ليقول ببرود
" غيري لنذهب "
" أين سأغير؟"
قالت و هي تنظر بالانحاء ليبتسم بمكر و هو يأخذ مكانه فوق الأريكة الرمادية بمكتبه ليجيبها بهدوء مستفز
" هنا بيبي، لا تخجلي ليس و كأنني لم أرى شيءا من قبل "
" و انا أقول هذا من أجل سلامة صديقك بالأسفل بيبي، فلو غيرت ملابسي أمامك ستكون بحاجة إلى حمام مثلج بأسرع وقت ممكن "
قالت بغرور و هي تسقط سترته أرضا ليميل برأسه على الجانب الآخر و هو ينظر لها بهدوء لترفع كتفها بعدم اهتمام ثم غيرت ثيابها و هي تعطيه ظهرها
غيرت لتنورة جلدية سوداء تصل الى ركبتيها مع قميص احمر ذو حمالات رقيقة ليقلب بلاك عينيه و هو يلعن بيلا بداخله فملابسها هاته مغيرة أكثر من سابقتها
" ما رأيك بيبي ؟"
قالت ايما و هي تستدير حول نفسها لتظهر ابتسامة خفيفة فوق شفتي بلاك الذي كان يتابع ما تقوم به
" إذا؟"
أعادت ايما و هي تضع يدها على خصرها ليتقدم منها قبل أن ينحني لحمل سترته التي رمتها سابقا
" قبيحة "
ضحكت بقوة و هي تضع يدها على فمها محاولة إيقاف ضحكها لتجيبه بمكر و هي تحرك شعرها إلى الجهة اليسرى
" متأكد بيبي ؟"
" مممم "
همهم ببرود لترفع كتفيها بعدم اهتمام و هي تعود خطوة للخلف.
" لنرحل "
قالت و هي تتحرك إلى سطح مكتبه لتحمل حقيبتها و هاتفها، كانت على وشك تجاوزه ليمسك يدها مانعا إياها من التحرك ليتحدث ببرود
" ثيابك التي على الأرض من سيجمعها؟"
" تركتها ذكرى من أجلك، كلما اشتقت لي انظر لها "
قلب عينيه بعدم اهتمام و هو لا يزال يطالعها ببرود لتزفر بغضب قبل أن تقوم باخذهم من الأرض ليخرج كلاهما.
توقفت سيارة بلاك أمام قصر خوسيه لينظر لها فوجدها تنظر له
" ما الأمر؟"
" هل لا تزال تحتفظ بالقط "
" مممم "
همهم لتبتسم قبل أن تضيف
" أريد رؤيته من جديد "
" مممم "
أعاد همهمته لتقلب عينيها بعدم تصديق على تصرفه البارد و هي تجيبه
" إذا نعم ؟"
نظر لها دون التحدث ليسمع كلامها طرقا على نافذة السيارة من جهتها، نظرا ليجدا إيفان الغاضب.
" ساغادر "
اومئ برأسه بهدوء و هو ينظر لها لتفتح الباب و تنزل، استدارت قبل إغلاق الباب لتهمس له
" Te quiero Mi diablo "
- احبك شيطاني -
ابتسم و هو يجيبها غير مهتم لايفان الذي لا يزال ينظر لهما
" Я люблю тебя мой ангел "
- احبك ملاكي -
حرك سيارته مغادرا لتستدير ايما معانقة إيفان الذي قبل رأسها و هو يتحرك معها إلى الداخل
" إذا لا تزالين غاضبة من حبيب القلب؟"
" شيء كهذا "
أجابته بتهكم و هي تبتسم ليقلب عينيه و هو يفتح باب القصر. بمجرد دخولهم وقف ألكسندر أمامهما ليتنهد براحة و هو ينظر لايما الواقفة أمامه و بدون اهتمام أمسك بيدها يجرها خلفه إلى المكتب حيث كان جون يجلس بانتظارهم
" انت بخير أميرتي؟"
" ما الأمر؟"
سألت بتعجب فحالتهم كانت غريبة جدا، اجلسها جون على الكرسي بجانبه ليجلس ألكسندر أمامها
" يجب أن نتحدث "
" بخصوص؟"
تنفس ألكسندر بعمق و أغمض عينيه و كأنه يحاول إيجاد طريقة لاخبارها بالحقيقة
" إيما.."
" يجب أن تغادري القصر "
قاطعه جون بسرعة لتعقد حاجبيها استغرابا و هي تحاول فهم ما يقصده لتقول بعدم فهم
" اغادر القصر ؟"
" يجب أن ترحلي، يجب أن تغادري بأسرع وقت ممكن "
" ماذا ؟"
بدون أن يترك لأحدهم فرصة للكلام أمسك بيد إيما و هو يتوجه الى سيارته و خلفه ألكسندر الذي يحاول منعه بينما إيفان يسأل بعدم فهم عما يحصل
ركب ثلاثتهم السيارة و تحرك جون بهدوء على عكس جسده الذي كان يرتجف بسبب شيء ما، لتقف السيارة أخيرا أمام منزل.
" مستحيل "
همس ألكسندر و هو ينظر للمنزل لتنظر له ايما التي إلى الآن لا تستوعب اي شيء مما يحصل حولها لتسال بتوتر
" ماذا يحصل ؟ أين نحن ؟"
أمسك جون يدها و توجه إلى الداخل و ألكسندر الذي كان يصرخ و هو يحاول منعه و لكن الأخير تجاهله تماما و اخيرا فتح باب المنزل.
كان المنزل ذو طابقين مع حديقة و مسبح صغير، كان المنزل جميلا بشكل مريح و أنيق. كل شيء نظيف بالرغم من أنه على ما يبدو قد مر وقت طويل منذ أن عاش شخص ما هنا
" أين نحن؟"
سألت إيما مجددا لينظر لها جون و هو يقول بجدية
" ستبقين هنا، لا أحد غيرنا انا و ألكس يعرف هذا المنزل "
" سألتك أين نحن ؟"
أضافت من جديد و قد بدأت تشعر بالخوف و القلق لتجد ألكسندر ينظر لها باسف قبل ات يجيب جون و هو يغمض عينيه بقوة
" هذا يكون منزل والدتك، و انت يجب أن تبقي هنا هاته الفترة "
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro