14
" أدعو الله أن تكمل حياتك و انت تتحسر على خسارتي، فمن المستحيل أن نجتمع من جديد بلاكي. انت دمرتني و هذا شيء لن اسامحك عليه أبدا. منذ اليوم لنعتبر بأننا لم نحب ابدا، الحياة لم تردنا مع بعض و انت أثبت ذلك، منذ اليوم سنتصرف و كأننا لا نعرف بعضنا، انت في طريقك و انا في طريقي و أن التقت طرقنا لا تقف لا تلتفت و لا تنظر و اذهب لأنني سأفعل نفس الشيء دون أن يرف لي جفن "
اوقف بلاك السيارة بقوة و هو يتنفس بسرعة عندما استرجع كلماتها بداخل اذنيه، نبرة صوتها كانت غريبة و خاليه من الحياة، قبلتها له كانت كقبلة وداع حقا. و لكن أليس هذا ما كان يريده؟
ضرب مقود السيارة بقوة عدة مرات و هو يلعن لا يعلم ما الذي يحصل معه. لماذا يحس بهاته المشاعر المتضاربة بداخله، لماذا ما قالته أثر به لهذه الدرجة؟
مرر يده على شعره يحاول السيطرة على غضبه و حتى ليخرج و يتوجه إلى داخل المشفى الذي أوقف سيارته عنده. صعد إلى الطابق الاخير حيث يمنع على اي احد الدخول له ليتوجه لتلك الغرفة بآخر الرواق. فتح الباب و دخل بهدوء لينظر لذلك الجسد الملتصق بكل تلك الآلات التي تساعده او لنقل تجبره على الحياة. نظر بشرود إلى تلك النائمة منذ سنوات بدون حركة أو تجاوب مع العالم الخارجي ليجلس بجانبها بهدوء.
" لقد قمت بنفس الامر، لقد ارجعت الصاع صاعين، لقد أحرقت قلبهم جميعا كما احرقوا قلبنا من قبل "
كان يتحدث بهدوء ليضع يده على قلبه فجأة و هو يضغط على صدره بقوة ليقول بحرقة و عينيه أصبحت حمراء كليا
" إذا لماذا أتألم أيضا، لماذا أحس بأن قلبي يحترق من الداخل "
تنهد و هو يضع وجهه بين يديه ليفتح الباب و تدخل ايرينا التي تفاجئت بوجود بلاك بداخل الغرفة لتسقط الأوراق من يدها و تتحدث بصدمة
" بلاك؟ ما.. ما .. الذي تفعله هنا..هنا؟ "
صمتت و فجأة شهقت و هي تضع يدها على فمها بصدمة لتقول بعدم تصديق
" لقد قمت بذلك أليس كذلك؟ لقد أخذت انتقامك؟"
رفع رأسه و نظر لها ببرود ليجيبها بهدوء
" أخبرت الجميع قبلا بأنني لن ادخل هاته الغرفة إلا بعد أن آخذ انتقامي "
" ايما؟"
همست له ليغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأت نفسه التي تتمرد عليه ليتحرك متوجها إلى الخارج ليقول ببرود قبل خروجه
" ليس هناك إيما بعد الآن، لا وجود لايما "
" اللعنة "
تمتمت ايرينا و هي تحمل هاتفها بسرعة لتتصل بكريس لكي تخبره بما حصل.
بقصر روجر
كانت سارة تتصفح هاتفها ليصلها اتصال من ايفان لتجيب بسرعة و بدون تردد
" حبيبي"
" لنلتقي على الساحل بعد ربع ساعة "
تحدث إيفان بنبرة جامدة جعلتها تتعجب من تصرفه، فهو لم يحييها حتى، و أغلق بوجهها دون سماعه لردها.
وضعت يدها على قلبها لتهمس لنفسها
" لماذا أحس بأن شيءا سيءا قد حصل ؟"
تجهزت و خرجت من غرفتها و بطريقها إلى الخارج سمعت كريس يخبر الجميع بصراخ بما أخبرته به ايرينا
" بلاك كان بغرفة كلوي هذا الصباح "
فتحت عيناها بصدمة كحال الجميع لتتجمع الدموع بعينها عالمة الان سبب تصرف إيفان بتلك الطريقة لتخرج من القصر لتتوجه إلى الساحل كما اتفقا فلا مجال للاختباء أو العودة
بقصر خوسيه
فتحت ايما عيناها لتنظر حولها بتفاجئ و عدم فهم عندما وجدت نفسها بغرفتها، لتهمس بتردد
" بلاك؟"
نادت اسمه مرة و مرتين و لكن لا إجابة لتنزل دمعتها متذكرة ما حصل لتهمس بين دموعها و ارتجافها و هي لا تزال غير قادرة على استيعاب و تصديق ما حصل
" بلاك، اجبني، أين انت؟"
فتح باب غرفتها لتدخل امها و سيليا بسرعة عند سماعهم لصوتها، لتعود للخلف و هي تنفي برأسها مانعة كلتاهما من الاقتراب منها و هي تقول بانكسار
" لا تقتربي، لا أحد يقترب. أين بلاك؟ لماذا انا هنا ؟"
نزلت دمعة من عين أمها التي كانت تشاهد حالة ابنتها التي تكسر الحجر و هي عاجزة لا تستطيع مساعدتها، لتحاول الاقتراب منها و هي تقول بحنان
" ايما، ابنتي، لا تفعلي هذا بنفسك صغيرتي "
ضحكت الأخرى بصخب و هي تنظر لامها لتجيبها بسخرية و صراخ
" لا أفعل ماذا يا أمي، لا أفعل ماذا، أخبريني "
" ايما.."
همست لها سيليا لتنظر لها ايما و تقول بجنون
" ايما ماذا؟ لا وجود لايما و الفضل يعود لاخاك عزيزتي. عن اي إيما تسألين ؟ عن أي واحدة؟ هل ايما الذي دمرها والدها؟ ان ايما الذي حطمها بلاك زوجها المحترم؟ أخبريني لاعلم عن أي ايما نتحدث "
صرخت و هي تبكي و تمرر يدها على شعرها بينما امها و سيليا لا يعلمون كيف يتعاملون معها، لتقوم بدفعهم و الخروج من الغرفة متوجهة إلى الأسفل بسرعة.
لحقها الاثنتين ينادون خلفها ليمسكها ماث بآخر الدرج و هو يحاول السيطرة عليها بينما هي تتخبط بين ذراعيه كالمجنونة
" صغيرتي اهدىء لنتحدث قليلا"
" لن اهدىء يا ماث، لن اهدىء، ساقتل ذلك الوغد، اقسم بأنني ساقتله "
صرخت و هي تدفع يديه بعيدا عنها ليمسكها بقوة و هو يردد بحنان يحاول تهدأتها
" حسنا، ستفعلين فقط اهدئي الآن اتوسل لك "
" ما الذي يحصل هنا؟"
صرخ ألكسندر و هو يخرج من غرفة مكتبه، لينظر لايما بين ذراعي ماث و هي تصرخ بجنون و ايزا تبكي و هي تقف بجانب سيليا لتنظر له ايما بسخرية و تقول
" اووه، حضرتك بالقصر، نأسف على إزعاج جلالتك "
عقد والدها حاجبيه و ضيق عينيه ليمرر يده على جبينه لينظر لها بعد ان تنهد بغضب
" ألم احذرك قبلا؟ ألم أخبرك بأنه ليس كما يظهر لك و لكن انت ماذا فعلت؟ أمسكت بيد الوغد و تحديتني لتبقي بجانبه "
صفقت بيديها لتدفع ماث بعيدا عنها و تقترب من والدها لتقول بحدة
" برافو، حقا أهنئك ما هذا الخطاب يا أبي؟"
" اخرسي ايمانويلا "
صرخ بحدة لتنفجر بالضحك و عينيها تحمل دموعا تهدد بالسقوط لتعض شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها لتجيبه
" انت تتذكر اسمي، يا للعجب. ألم تفكر يوما لماذا قررت الهرب من هذا القصر؟ ألم تفكر يوما لماذا التجات إلى الغريب و لم التجئ لك؟"
صمت تام كان يعم المكان لتحمل تلك الصورة الموضوعة على إطار بالصالة و تنظر لها بشرود قبل أن تجعله ينظر لها
" لم اهرع إليك لأنك لم تكن موجودا يوما، أو لنقل انا التي لم تكن موجودة. انظر لهذه الصورة أبي، أين انا؟ أين ابنتك الوحيدة؟ لا تعلم سأخبرك "
صرخت و هي ترمي الصورة أرضا لتتكسر إلى أشلاء لتقترب من والدها و هي تشير له باصبعها
" أتذكر يوم التقاط هذه الصورة، كان حفل تخرج إيفان و عندما تقدمت لأخذ صورة بجانبكم منعتني، لقد اخبرتني ألا أفعل، ظللت انظر لكم من بعيد و انا ارسم ابتسامة بينما قلبي يحترق من الداخل "
" لقد كان من أجل حمايتك "
تحدث ألكسندر بهدوء لتصرخ و هي تضرب صدرها
" لم تفعل، لم تستطع، انظر إلي قلبي يحترق، انظر جيدا انا أتألم انت لم تنجح بحمايتي يا أبي لم تفعل"
حاول الاقتراب منها لتدفعه و هي تنفي برأسها مانعة إياه من الاقتراب و دموعها تأبى التوقف عن النزول لتهمس بانكسار
" لا تحاول، لقد فات الأوان، لقد تأخرت كثيرا يا أبي، و ها أنا، ها أنا أعاني من جديد بسبب شيء لا ذنب لي به. أتعلم بأنني لا أستطيع أن ألوم بلاك على ما قام به، فالاب الذي يفرط بابنته يمكنه القيام بكل شيء "
امسكها ماث و عانقها من الخلف لتبدأ بضرب يده لكي يحررها و يتركها و لكنه ابى فعل ذلك لتسقط على الأرض بكل قوة و هي تبكي و تصرخ من أعماق قلبها
على الساحل
توقفت سيارة سارة لتنظر من زجاج نفذتها لذلك الذي يجلس على الكرسي و ينظر لساحل بهدوء لتنزل دمعة من خدها سارعة على مسحها لتتوجه له بهدوء.
جلست على الكرسي بجانبه و نظرت له، كانت تريد تقبيله، كانت تريد معانقته و إخباره بأن الأمر لن يؤثر بهم و لكن من تخدع، لا يمكنها خداعه و لا خداع نفسها، لقد انكسر كل شيء حقا.
لم يتحرك من مكانه أو ينظر لها رغم إحساسه بنظرتها، و لكنه قرر تجاهل ذلك، و بعد صمت طويل تحدث أخيرا
" كنت تعلمين؟"
" إيفان "
" هل.. كنت .. تعلمين؟"
أعاد كل كلمة لوحدها و هو يضغط على أسنانه بقوة يحاول السيطرة على أعصابه لكي لا ينفجر بها لتغمض عيناها بقوة قبل أن تجيبه
" اجل "
نظر لها بجدية و كأنه يراها لأول مرة ليضحك بسخرية و هو يجيبها
" ألم تفكري باخباري؟ تحذيري؟ اللعنة علي، ألم تشفقي على ايما؟ إنها بمثابة اخت لك؟"
" ايفان، انا لا أعلم ما قام به بلاك و لكن .."
حاولت شرح نفسها و هي تبكي و ترتجف كليا ليصرخ بوجهها
" ذلك اللعين رمى أختي أمام باب قصرنا هذا الصباح و كأنها عاهرة انتهى من عمله معها و ارجعها "
شهقت و وضعت يدها على فمها بصدمة لتفتح فمها كي تتحدث و لكن لا شيء، الشيء الذي قام به بلاك أكبر مما فكر به الجميع. خرجت من شرودها على صوته الغاضب
" ماذا؟ هل تفاجئت؟ إذا تخيلي رد فعلي، و رد فعل عائلتي و نحن نرى ابنتنا الصغيرة تترجى من رماها كخرقة بالية، اللعنة لقد.. لقد أخبرته بأن تنسى كل ما حصل لو أخبرها بأن ما حصل مجرد مزحة "
نزلت دموعها و هي تراه يتحدث عن اخته بألم و دمعة حزينة على خده ليرفع رأسه و ينظر لها و هو يعض شفتيه بقوة
" هل كان يستحق؟ هل الأمر كان يستحق حرق قلبها بهذه الطريقة؟"
وقفت من مكانها و حاولت الاقتراب منه لتعانقه بقوة و هي تبكي و ترتجف كليا بين ذراعيه. أحست بيديه على جانبيه، لم يبادلها، و لم يعانقها حتى لتبكي أكثر و أكثر فها هي تفقد حب حياتها الوحيد بعد أن وجدته أخيرا.
أزال يديها من حوله و عاد خطوة إلى الوراء ليقول ببرود
" أعلم بأنه ليس ذنبك و لا ذنبي، و لكنك كنت تعلمين بشيء و اخفيته عني سارة، و هذا الشيء دمر حياة اختي إلى الأبد. أريد منك إخبار عائلتك بأكملها أن تبتعد عن طريقنا، فقسما بمن حلل القسم لو اقترب أحد من اختي ساقتله. اردتم الحرب لتكن حربا اذا "
تحرك تاركا إياها تنظر له ببكاء و ألم، تعلم بأنه كان يقصد بلاك بما قاله، و لكن لماذا ينفع هذا الآن فالماضي الذي اخفوه لسنوات انفجر بطريقة لم يتخيلها أحد.
بقصر خوسيه
كانت سيليا تجلس بغرفتها و هي ترتجف و تبكي بألم، لا تعلم ما هو مصيرها الآن، هل ستعود لمنزل أهلها أم ستظل هنا.
فتح باب الغرفة و دخل ماث الذي لم ينظر لها و لو نظرة صغيرة، عضت شفتها بقوة تحاول السيطرة على دموعها و هي تراه يزيل قميصه و يتوجه إلى الجهة الأخرى من السرير لينام.
" ماث "
تمتمت بتردد، ليظل مغمضا عيناه لا يريد التحدث لكي لا يجرحها أو يكسرها فلا ذنب لها هي. يخاف أن يكتشف بأنها كانت على علم بشيء فهذا حقا سيكون نهاية علاقتهم.
" ماث"
أعادت همسها ليجيبها ببرود دون فتح عينيه
" ليس الآن سيليا، اتوسل لك ليس الآن "
وصل إيفان القصر ليضرب الموقد متذكرا حالة سارة التي كسرت قلبه و أحرقت روحه، حمل هاتفه للاتصال بها لتقع عينيه على باب القصر مما جعله يتذكر ما حصل صباحا ليعيد إغلاق هاتفه و التوجه إلى الداخل.
كان على وشك دخول القصر عندما لمح إيما تحمل بيدها ولاعة ليسرع إليها و هو لا يعلم ما تفعله، وقف أمامها لينظر لها و هي تقوم بحرق الفستان الذي كانت ترتديه صباحا ليقترب منها بهدوء
" ايما؟ صغيرتي؟"
نظرت له ليبلع ريقه و هو يمسك بيدها يبعدها عن النار ليسالها
" هل انت بخير؟ هل نذهب للمشفى؟"
" لا، لا داع لذلك لم اصب بشيء "
أجابته ببرود جعله يعقد حاجبيه بسبب نبرة صوتها
" انا أتحدث عن.. اقصد.. "
أمسكت بيده التي تمسك بيدها لتنظر له ببرود و هي تقول
" أخبرتك بأنني بخير يا إيفان، لا داع لذلك "
دخلت القصر تاركة إياه ينظر بصدمة لتغيرها السريع، و لكن للأسف لم يكن تغيرا إيجابيا. ليحمل هاتفه متصلا على الشخص الوحيد الذي ظن بأنه قد يساعدها
" بيلا.."
بقصر روجر
دخلت سارة و هي تمشي كجسد بدون روح، أعينها الحمراء تدل على بكاءها لتسرع لها غلوريا بقلق
" ابنتي، ما الذي حصل لك؟ هل انت بخير؟"
رفعت رأسها لتنظر لوالدتها، ثم لجميع من كان ينظر لها لتتجاهل سؤال والدتها و هي تجلس على الكرسي لتتحدث أخيرا
" بلاك قام برمي ايما أمام قصر عائلتها هذا الصباح، و كأنها عاهرة و قد انتهى منها "
" ماذا؟"
صرخ الجميع بصدمة بسبب ما قالته سارة، حسنا لقد كانوا يتوقعون بأنه سيقوم بمصيبة ما و لكن ليس هذه.
و قبل أن يتحدث أحد سمعوا سيارة بلاك دخلت القصر ليخرج دارك إلى الخارج و شياطينه أمام عينيه
" انت وغد لعين "
صرخ دارك قبل أن يضرب بلاك بقوة حتى اسقطه أرضا
ليضحك الاخر بسخرية و هو لا يزال على الأرض ليجيب والده ببروده المعتاد
" فعلت مثل ما فعلت، ألا يقولون بأن الابن سر ابيه. نحن مثل بعض يا أبي "
أمسكه دارك من ياقة قميصه يوقفه من الارض ليصرخ بوجهه بغضب بينما الآخر لم يعطي اي رد فعل و لو صغير
" لا انت لم تفعل مثلي، انا وقفت ضد الجميع من أجل المرأة التي أحب، بينما انت وقفت بوجه المرأة التي تحب من أجل فتاة لا تمس لك بصلة أيها الغبي"
" انا لا احبها "
صرخ بلاك و هو يزيل يد والده من عليه دون له حتى ليضحك دارك بسخرية
" أجل لا تحبها فأنت قد تعديت ذلك بمراحل، انت تعشق الهواء الذي تتنفسه حتى، انا و انت نشترك بشيء واحد يا بني، نحب بجنون و هوس و تملك و لكن انا و رغم كسري لقلب من أحب و تدميرها إلا أنني فعلت ذلك من أجلها و لكن انت رغم انك تتعذب بحبك لها كسرتها من أجل وعد لعين "
" أبي اصمت "
قال بلاك و هو يمرر يده على وجهه ليجيبه دارك بحدة
" ماذا هل الحقيقة مؤلمة؟ لا زلت ستتالم يا بلاك، اعدك بانك ستتعذب اكثر و تعض اصابعك ندما عندما تطلب مسامحتها و عفوها و ترفض هي إعطاءه لك. عندما تمحيك من حياتها و تبدأ بإنشاء حياة و حب جديد لها و.."
صرخ بلاك بجنون عندما سمع كلام والده و هو يلقي بالكرسي الذي كان بجانبه أرضا مكسرا إياه إلى قطع صغيرة
"لا، لا، لا و الف لا، لن تفعل ذلك ابدا، لن اسمح لها، اقتلها، اقسم بأنني اقتلها لو فكرت مجرد تفكير بذلك و لا اعطيها لاحد، اتسمع"
ضحك دارك بسخرية و هو يرى تخبط ابنه من مجرد سماعه لهاته الكلمات و لا يزال يدعي بأنه لا يحبها
" و يقول لا احبها. لقد فعلت يا بني، لقد قتلتها حقا، اهنئك على فشلك الذريع، فالآن نقطة البداية و لا عودة منها "
ترك والده و دخل القصر متجاهلا نظرات الجميع، و كأنه لم يقم بشيء. دخل غرفته ليغلقها و يتكئ على الباب و هو مغمض العينين و يعيد رأسه للخلف.
و فجأة سمع صوتا رقيقا يهمس مما جعله يفتح عينيه بصدمة و ينظر امامه
" لقد عدت "
اقترب منها و هو غير قادر على تصديق ما يراه ليتحدث باستغراب
" انت هنا؟"
ضحكت على ما قاله و هي تنظر له ليتقترب محاولا امساكها و هو يقول ببرود و استغراب
" لماذا انت هنا ايما.."
توقف عن التحدث عندما اختفت من امامه لينظر حوله بصدمة و عدم تصديق و هو ينظر لارجاء الغرفة و ينادي بجنون
" ايما؟ Мой ангел اين انت؟"
اغمض عينيه بقوة عندما علم بأنه كان يتخيلها فقط، مرر يده على وجهه بغضب يمسح صفحة وجهها لعله يبعدها عن تفكيره، ليتوجه نظره للكرسي مقابل المرآة ليجدها تمشط شعرها الأسود الطويل الذي يهيم به عشقا، لينظر بتردد و هو يقترب من جديد ليجلس على ركبتيه أمام الكرسي و يسألها
" انت لست موجودة، أليس كذلك؟"
ابتسمت و هي تنفي برأسها ليغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول تهدأت نفسه ليفتحها من جديد و يجد الكرسي فارغ لينظر بارجاء الغرفة من جديد ليجدها فوق السرير جالسة، ليتوجه و يجلس بجانبها و يسألها
" لماذا أراك بكل مكان اذا؟ "
ابتسمت و مالت برأسها ليبتسم لها ثم سمع همسها و هي تضع يدها على قلبه
" لأنني هنا بلاك "
رفع يده ليضعها فوق خاصتها لتختفي من جديد، أحس و كأنه سيجن مرة تظهر و مرة تختفي، يراها بكل مكان ليصرخ بغضب و هو يقوم من السرير و يزيل ما عليه راميا كل شيء أرضا و هو يكسر كل ما يوجد بالغرفة
" لا تظهري مجددا.. اللعنة لا تظهري.. لا أريد رؤيتك.. ابتعدي عني "
سقط نظره على شرشف السرير الذي كان لا يزال يحمل دليل برئتها و ما حصل بينهما البارحة ليحمله بيده و ينظر بشرود ليجلس على الأرض و يتكئ بظهره على السرير غير عالم بما يحصل معه.
بعد مدة سمع طرقا على الباب، لم يرفع رأسه لم يتحدث و لم ينظر حتى، كل ما يقوم به هو الضغط على الشرشف بيديه الاثنين و ينظر أمامه بشرود، ليحس بشخص يجلس بجانبه، من رائحة عطرها علم بأنها والدته. أمسكت برأسه بهدوء و جعلته يضعه على كتفها لتمرر يدها على شعره و تهمس له
" اتعلم ما هو أخطر شيء بهذه الدنيا بلاك؟"
لم يفهم ما سبب طرحها لهذا السؤال و لم يفكر كثيرا ليجيبها ببرود
" الموت؟"
ابتسمت بسخرية على بروده، هي تعلم بأنه يعاني و تعلم بأنه لن يظهر ذلك ابدا، لتقرر مجاراته لعله يفهم ما تريد إيصاله له
" لا، بل المرأة "
نظر لها بجدية و هو يرفع حاجبيه لتبتسم مكملة بهدوء
" هناك نوعين من النساء يا بلاك، المرأة العاشقة و المرأة الكارهة، و أتعلم ما الأخطر منهم؟"
لم يجبها و اكتفى بالنظر لها لتضع يدها على كتفه و هي تكمل بجدية
" أخطر منهما هي المرأة التي تحمل الاثنين، منها عاشقة و منها كارهة فوقتها ستتخبط بين حبها و كرهها لتكون هي عدوك الأول و ضعفك الأكبر. لأنك لن تكون قادرا على العيش معها و لا العيش بدونها. ستتخبط بالجحيم و لن تصل لها رغم أنها أقرب لك من نفسك، فتبقى واقعا بين حب و كره و جنة و جحيم "
كان يستمع لما تقوله بهدوء، لينهض من الأرض و يحمل مخدة من الارض ليستلقي على السرير و هو يغرق رأسه بالمخدة، اقتربت أمارا منه مقبلة رأسه و تخرج مغلقة الباب خلفها.
ابتسم بلاك بهدوء و هو يستنشق رائحة عطر ايما الذي لا يزال عالقا بمخدتها، ليقف مكانه فجاة و كأن كهرباءا صعقته. حرك رأسه بعدم تصديق و تحرك خارجا من الغرفة بعد إغلاقها تماما لعله بهذا يبعدها عن تفكيره.
نزل إلى الحديقة ليضع شخص ما كأس مشروب أمامه، نظر لفوق ليجد كريس الذي كان يحمل كأسا آخر ليتحدث بسخرية
" هل حان دورك الان لاعطائي محاضرة؟"
ابتسم كريس و هو يجلس بجانبه و يشرب من كأسه بهدوء ليقول بهدوء
" لا، فأنا أعلم بأنك وغد لعين و كنت متأكدا من أنك ستقوم بمصيبة ما "
هز بلاك برأسه بهدوء و هو يحمل الكأس الذي أعطاه كريس ليشرب منه، ليقول كريس مجددا
" لقد فتحت أبواب الجحيم على رأسك و على رأس الجميع "
ضحك بلاك بسخرية و هو يرفع كاسه لفوق ليقول ببرود
" هم من فتحوها منذ زمن، انا فقط جعلت الأمر يظهر لسطح مجددا "
" كان يمكن أن نخفيه للأبد "
أجابه كريس بجدية لينفي الآخر برأسه و هو يجيبه
" لا يمكننا إخفاء الشمس يا كريس، و الشيء الذي حصل كان و لا يزال دليله موجودا، لا نستطيع الكذب أكثر من ذلك "
نظر له كريس ليجده ينظر لسماء بشرود ليجيبه
" كان يمكن أن نقوم بالأمر بدون كسر قلب أحد "
نظر له بلاك ببرود ليمسك كريس بيده اليسرى و هو يرفعها ليظهر له خاتم زواجه امام عينيه
" انت حطمت قلوبا كثيرة بفعلتك يا بلاك، و أولهم قلبك"
نهض كريس تاركا إياه لوحده يسترجع كل ما حصل اليوم، منذ تركه لايما إلى الآن ليحس بشخص بجانبه، أغمض عينيه بقوة مستنشقا الهواء و يحاول السيطرة على أعصابه ليهمس بقلة حيلة
" اذهبي، و لا تظهري مجددا "
سمع ضحكة رقيقة جعلته يفتح عينيه غصبا و ينظر لخيالها الذي لا يفارقه و هو لا يعلم السبب إلى الآن
" انت تريد ظهوري بلاكي، لذلك أظهر لك "
" و الآن أقول ارحلي، لا أريد ذلك "
" سأرحل عندما تريد مني حقا الرحيل، فذلك يعود لك، لا تنسى بأنني مجرد خيال مما يعني أن كل هذا يعود لك "
همست له يزفر و هو يكمل شرب الكأس بأكمله ليضع رجليه فوق الطاولة و يغمض عينيه معيدا رأسه للخلف لعله ينام قليلا، لأنه لم ينم منذ البارحة و لا يستطيع الرجوع لغرفته التي لا تزال تحمل رائحتها بكل مكان.
بقصر خوسيه
كانت ايما تجلس بحديقة القصر و رجليها بداخل المسبح و هي تنظر للماء بسهو لتحس بشخص يضع شالا على كتفيها، رفعت رأسها لتنظر لايفان الذي أزال حذائه و رفع بنطاله ليجلس مثلها.
نظر لها و ابتسم بوجهها لتشيح بوجهها إلى المسبح مجددا، ظل كلاهما صامتا، هي لا تريد التحدث و إيفان لا يريد الضغط عليها، و بعد مدة رن هاتف إيفان ليلمح كلاهما اسم حبيبتي و صورة سارة لتتنهد بحزن عندما أغلق الهاتف دون الرد. علمت الآن بأن الفتاة التي خطفت قلب أخيها منذ زمن تكون سارة ابنة عمها زوجها المحترم الذي هدم كل حياتها بدقائق.
" أتعلم ما هو أكثر ما يؤلمني يا إيفان ؟"
همست أخيرا لينظر لها ينتظر جوابها لعلها تفرغ نا في قلبها لكي ترتاح قليلا، لتكمل بشرود و هي تحرك رجليها بالماء
" يؤلمني أن جزء مني ضعف، يؤلمني ان تلك العضلة بصدري الأيسر خانتني و نبضت له ليحصل ما حصل، لقد كانت وفية له أكثر مما كانت وفية لي، فأحبته و قتلتني "
أغمض إيفان عينيه بحرقة و هو يستمع لكلام اخته الذي يبرهن له عمق جرح قلبها ليعانقها بهدوء مقربا إياها منه، و لكنها لم ترفع يديها و لم تبادله، كانت ساكنة فقط. يبدو بأن اخته الصغيرة قد تغيرت حقا.
ليسمع كلاهما صوت بيلا التي توجهت لهم بسرعة، ابتعد إيفان عن إيما لتسرع لها بيلا معانقة إياها بقوة
" اسفة حبيبتي "
ابتسمت ايما و هي تعانق بيلا التي تعتبرها اختها و ليس مجرد ابنة خالة او صديقة مقربة
" أتعلمين بأنني و لأول مرة أحسست بأحد بجانبي "
" انا هنا ايما "
نفت برأسها و دمعة حزينة تشق طريقها على خدها بهدوء لتجيبها
" لا بيلا، انت تعلمين قصدي جيدا "
أومأت لها بيلا و هي تعانقها بقوة لتدخل كلتاهما القصر.
بالصباح، كان الجو متوترا بكل مكان، كانت سيليا تجلس على الكرسي و نظرها للأسفل و هي لا تستطيع النظر لوجه أحد لتقوم ايزا بوضع الأكل أمامها تحثها على أن تأكل
" هيا سيليا، تناولي شيءا، انت تحملين روحين بداخلك "
" لا شهية لي، حقا "
تمتمت لتسمع كلتاهما صوت ألكسندر الغاضب
" و هل تبقت هناك شهية لأحد بسبب ما قام به أخيك الذي تفتخرين به "
" أبي "
صرخ ماث غير قادر على تحمل صراع جديد بين والده و زوجته، ليجيبه بغضب
" ماذا ؟ أليست تلك نفس العائلة التي لا تسقط من على لسان زوجتك "
ضربت سيليا الطاولة لتجيبه بصراخ
" لا تلعب دور الضحية هنا فأنا و انت نعلم بأن الضحية الوحيدة هي إيما و لا أحد غيرها "
" ما الذي تقصدينه بكلامك سيليا ؟'
تحدث ماث بعدم فهم ليصرخ ألكسندر لاسكاتها
" اصمتي "
" لا لن تصمت، ما قصدك زوجة أخي، أخبرينا لنعلم أيضا"
قال إيفان مقاطعا والده و هو ينظر لسيليا التي مررت يدها على وجهها بغضب و هي تجلس مكانها لتنظر لالكسندر بغضب
" كل ما حصل كان بسبب ماض لعين، و والدك يعرف جيدا ما أقصده بكلامي "
و قبل أن يتحدث أحد قاطعهم صوت كعب يضرب على الأرض لينظر الجميع باتجاه ايما التي تنزل الدرج بابهى طلتها ليس و كأنها من كانت تبكي البارحة، و بيلا خلفها تنظر بقلة حيلة
" ها قد عدنا لذلك الماضي اللعين "
زفرت ايما بملل لتتوجه لمقعدها و تجلس متجاهلة نظرات الجميع المستغربة لتتحدث بهدوء و هي تحمل كأس عصيرها
" سنذهب لقصر زوجي العاهر "
نظر ماث لأخيه يسأله بعدم تصديق
" هل قالت عاهر؟"
" هل قالت سنذهب؟"
أجابه إيفان و هو أيضا لا يفهم ما يحصل ليصرخ ألكسندر
" هل قلت زوجي ؟ هل لا تزالين تعتبيرنه زوجك ؟"
مررت يدها على شعرها بهدوء و نظرت له بملل و هي تجيبه ببرود
" ليس لوقت طويل، لذلك سنذهب كعائلة من أجل ذلك. Capiche"
- اتفقنا-
نظرت لها سيليا بصدمة فتلك تكون كلمة بلاك، لتستوعب إيما ما قالته و تبلع ريقها شاكرة الله أن لا أحد انتبه لذلك.
بقصر روجر
كان الجميع على طاولة الافطار و لكن لا أحد يأكل، فقط صمت يخيم على المكان. كان الجميع ينظر لبلاك الذي كان يشرب قهوته و كأنه لم يفعل شيءا، لتدخل الخادمة و هي تتحدث بتوتر
" سيدي.. أن..؟"
" ماذا هناك؟ لماذا ترتجفين؟"
سألتها اماندا و هي تنظر لها لتنظر الاخرى خلفها و تقول مجددا
" لقد اتت السيدة.. "
" لقد أتيت "
قالت ايما و هي تدخل ببرود ليفتح الجميع اعينهم بصدمة بينما بلاك أغلق خاصته، لتقترب منها أمارا
" ايما هل انت بخير؟"
" كما لم أكن يوما "
اجابتها و هي ترسم ابتسامة على وجهها تحت استغراب الجميع، ليتحدث بلاك ببرود و هو يمرر نظره عليها من فوق الى تحت
" هل اشتقت لي Мой ангел؟"
بزق دارك القهوة من فمه و نظر لابنه بصدمة كما فعل الآخرين لتهمس ايمي بأذن سيب
" هل قال ملاكي ؟"
" لا حبيبتي أظن أن الحمل قد أثر على أذنك و أذني"
اجابها و هو لا يعلم ما إن سمع بشكل صحيح أم لا، لتتحدث ايما ببرود و باحتقار
" ممم اموت شوقا، لذلك أتيت ركضا بمجرد ان فتحت عيناي، ألا ترى؟"
ضحك دارك عندما سمع إجابتها و نظر لها بصدمة ليقول ألكسندر بغضب
" نحن لم نأتي لتسلية، هذا الوغد سيطلق ابنتي و حالا؟"
" حقا؟"
وضع بلاك يديه على صدره و هو ينظر لايما التي تجاهلت نظراته و هي تجلس على أحد الكراسي مقابلا له
" حقا "
ابتسم و هو يميل برأسه على الجانب اليمين ينظر لها لتحمل كأس القهوة الذي أمامها و ترتشف منه بهدوء تحت نظرات الجميع المستغربة.
" و إن لم أفعل؟"
سأل بلاك ببرود ليصرخ إيفان بجنون
" ما قصدك باذا لم افعل؟ ستفعل، غصبا عنك ستفعل "
قلب عينيه بلاك بعدم اهتمام و هو ينظر لتلك التي تشرب القهوة ببرود ليقول
" حسنا، لنقم بذلك غصبا، اتشوق لمعرفة كيف سيكون الأمر "
وضعت ايما الكأس من يدها و اتكأت على الكرسي و هي تكتف يديها على صدرها
" أي قاض موجود على هاته الكرة الأرضية سيطلقنا من اول جلسة نظرا لنبلك عزيزي"
ضحك بقوة على سخريتها ليضع يده على ذقنه و كأنه يفكر بشيء ليجيبها بهدوء مستفز و هو ينظر لها
" لا أظن ذلك بيبي، خصوصا بوجود ذلك العقد بين يدي "
" أي عقد؟ عن أي عقد تتحدث انت؟"
صرخ ماث غير قادر على تحمل ما يحصل أمامه لينظر له بلاك ببرود و يجيبه
" عقد زواجنا طبعا"
" و ما به عقد زواجكم أيها العبقري ؟"
صرخ إيفان ليبتسم بلاك مجيبه
" أعلم بأنني عبقري و الدليل على ذلك بأن العقد ينص بأن أختك العزيزة لا يسمح لها بطلب الطلاق إلى أن تنتهي المدة "
فتح الجميع أعينهم بصدمة بسبب ما قاله ليساله ماث
" و كم هي المدة ؟"
ابتسم بلاك و نظر لايما لينطق كلاهما بوقت واحد
" سنتين "
" ماذا؟"
صرخ الجميع من جديد، فيبدو بأن هذا الصباح صباح الصدمات.
ليرسل بلاك قبلة طائرة لايما عندما انهيا ما قاله لتتمتم بغضب
" عاهر "
" لن أسمح بذلك، سآخذ القضية إلى المحكمة، ساريك من يكون إيفان خوسيه"
صرخ إيفان و هو يشير لبلاك الذي تنهد بملل، و نظر لالكسندر الصامت ليساله بسخرية
" ما رأيك حماي؟ هل نذهب للمحكمة؟ جميعنا؟"
عض ألكسندر على شفته ليمسك بايفان يهدئه و هو يقول
" لا داع لذلك، ستأتي ايما معنا إلى حين انتهاء المدة و بعدها تتطلق بكل هدوء "
نظرت ايما و أخوتها لوالدهم بعدم تصديق ليتجاهل نظراتهم، اما بلاك فقد اتسعت ابتسامته أكثر لتعض على شفتها بقوة تحاول السيطرة على أعصابها لتسمع صوته البارد
" Не губи свои губы и не проклинай "
- لا تعضي على شفاهك و اللعنة-
نظرت له بعدم فهم بينما نظر الآخرين لبلاك بصدمة لتتمتم ايما بغضب
" لا تتحدث معي بهاته النبرة، و لا تتحدث بلغة لا أفهمها "
ضربت الطاولة بغضب ليبتسم ببرود
" أتذكر بأنك كنت تحبين تحدثي بلغة أخرى Мой ангел"
نظرت له بكره لتقول بحدة من بين أسنانها المبشورة
" El tiempo cambia a todos, bastardo"
- الوقت يغير الجميع يا أيها الحقير -
فتح بلاك عينيه يستمع لما قالته ليتحدث كريس مع دارك مشيرا لايما
" أحببت هاته الفتاة"
" و انا ايضا "
أجابه دارك موافقا لما قاله، و قبل أن يتحدث أحد ترنحت سيليا و كانت على وشك السقوط ليمسكها ماث بسرعة لتسقط فاقدة لوعيها بحضنه.
هلعت امارا و ايزا و أسرعوا باتجاهها ليقوموا باخذها إلى الأريكة لكي تستعيد وعيها بينما بلاك وقف و عدل شعره ليأخذ نظراته و يخرج ليس قبل أن يغمز لايما التي لحقته بسرعة.
امسكته من يده و أغلقت باب السيارة ليرفع حاجبه و ينظر لها ببرود
" إذا كنت تريد جعلي زوجتك لسنتين، لماذا قمت بما قمت به أيها العاهر "
عض شفته بقوة و هو ينظر لها و يحاول تهدأت نفسه ليمرر لسانه على شفته السفلية بهدوء قبل أن يتحدث
" الفاظك بيبي، مجرد ليلة بمنزل اهلك و ها قد طارت اخلاقك "
دفعها و حاول الدخول إلى السيارة من جديد لتمنعه و هي تنظر لداخل عينيه
" اريد منك أن تخبرني شيءا واحدا"
نظر لها و كانه ينتظر أن تكمل لتهمس عندما رأت لمعة غريبة بعينيه
" هل احببتني يوما؟ هل ارتعشت يدك يوما و انت تمسك بيدي؟ "
رمش بعينيه و هو ينظر لها لتضع يدها على وجهه و تكمل
" هل ارتجف قلبك يوما بوجودي؟ هل سرت رعشة بسائر جسدك بسببي؟ "
نظر لها بطريقة مبهمة قبل أن يبلع ريقه و يجيب ببرود
" لا "
ضحكت بانكسار و هي تومئ برأسها عدة مرات
" لا.. كل ما تعرفه هو لا. رغم أنها كلمة صغيرة إلا أن تأثيرها كبير على قلبي. اشكرك بلاك حقا، بفضلك لن أثق بأحد بعد الان، بفضلك لن أحب بعد الآن، بفضلك تم قتل روحي و قلبي قبل جسدي "
حاول الاقتراب منها عندما رأى دمعتها و لكنه توقف لتمسح دمعتها بظهر يدها و تكمل حديثها ببرود
" ساحلف لك يمينا من داخل أعماق قلبي، أنه و منذ هذه الساعة ساقتلع جذورك من قلبي و لو اضطررت لإيقاف نبضاته التي تنبض باسمك، احلف لك يمينا أن ارتجاف جسدي بوجودك سيتوقف في اللحظة التي سأذهب بها من هنا، أحببتك بطريقة لن تفهمها اليوم و لكن في اليوم الذي ستستوعب كل هذا سأكون قد رحلت، و إن عدت لي و ترجيتني لن أعود، لن أفعل و لو اضطرني الأمر لإعدام نفسي يا بلاك. هذا الجرح الذي وضعته بقلبي ساتذكره لآخر يوم بحياتي"
عينيه كانت تنظر لها بحيرة، ندم، ألم، حسرة، كره، حب و العديد من المشاعر الذي لم يفهمها لتقترب مقبلة خده بجانب شفتيه لتمر رعشة بسائر جسده و هو مغمض عينيه
" الوداع بلاك روجر، و منذ هذه اللحظة لن يكون هناك شخص يدعى بلاك بحياتي. نلتقي بالمحكمة بعد سنتين "
ذهبت تاركة إياه وراءها، كان ينظر لها و لا يعلم ماذا يفعل، لا يعلم من هي إيما الحقيقة، هل القوية التي كانت بالداخل أم هاته الضعيفة التي كانت أمامه قبل قليل، ليلعن و هو يدخل السيارة.
بالمشفى
اوقف مارك سيارته و خرج بسرعة، فبعد رسالة بيلا لم ينتظر دقيقة و تحرك مسرعا، سأل في الاستقبال عنها ليخبروه بأنها في الحديقة الخلفية. ليذهب إلى هناك بسرعة.
وصل ليجدها تقف بهدوء و تعطيه ظهرها ليقترب معانقا إياها من الخلف و هو يدفن وجهه بعنقها، لتقول ببرود
" متى يحين دوري؟"
عقد حاجبيه و ضيق عينيه و هو ينظر لها بصدمة ليسالها بعدم فهم
" عن أي دور تتحدثين؟"
أزالت يده من على خصرها، لتجلس فوق الطاولة الخشبية الموجودة هناك و تتحدث بملل
" هيا مارك، لا داع لاضاعة وقتك أكثر من هذا، متى سيحين دوري؟ أم أن اللعبة كانت حول ايما فقط ؟"
مسح وجهه بغضب و هو يستمع لما تقوله ليجيبها بغضب
" أخبرتك من قبل ألا تدخلي علاقتنا بما يدور حولنا؟"
" هل قصدك عائلتي؟ أم عائلتك؟"
أجابته و هي تكتف يديها على صدرها ليجيبها بهدوء يحاول ألا ينفجر بها
" الاثنين بيلا، الاثنين. علاقتنا بعيدة عن كل شيء"
" كانت كذلك "
همست ليرفع حاجبه باستغراب
" ماذا تقصدين؟"
نزلت من فوق الطاولة و وقفت أمامه لتتحدث بثقة
" كانت كذلك قبل أن يقوم ابن عمك بكسر قلب ابنة خالتي الوحيدة، علاقتنا كانت بعيدة قبل أن اكتشف بأنكم لعبتم بحياة اختي الوحيدة "
" انت لا تعرفين شيءا"
" و لا أريد أن أعرف، عندما يصل الأمر لعائلتي انا مستعدة لكي امحي الجميع "
هز مارك برأسه بهدوء و هو ينظر لها ليسالها
" حتى انا؟"
" حتى انت "
أجابته ليبتسم و يقترب مقبلا جبينها ليقول بهدوء عكس ما يشعر به
" كما تريدين بيلا، كما تريدين "
ذهب تاركا إياها لوحدها لتضع يدها على فمها و هي تجلس على الكرسي الذي خلفها و دموعها تشق طريقها على خدها بألم.
بالمساء، كان الجميع بالقصر و لكن تفكير الجامع بخارجه. فتح الباب بقوة ليدخل إيفان و هو يحمل سلاحه و يصرخ بجنون مما جعل سيب يلعن و هو يحمل سلاحه متوجها لايفان
" لقد مللت منك حقا، اتظنه قصر والدك لتدخل و تخرج كما يحلو لك "
صرخ سيب و هو يوجه سلاحه على إيفان الذي تجاهله و هو يصرخ باسم بلاك الذي أوقف سيارته عند باب القصر و نظر لها يحصل بالبوابة بملل، رن هاتفه ليجد ايرنيا تتصل، لينظر لهاتفه بتعجب و هو يقترب من إيفان و سيب
" نعم؟"
أجاب على الهاتف ببرود ليتقدم إيفان منه و يضع سلاحه على رأسه ليتحدث إيفان و ايرينا بنفس الوقت
" لقد استيقظت كلوي "
" لقد ذهبت إيما بسببك "
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro