الحلقه الواحده و ثلاثون
الحلقه الواحده و الثلاثون (31)
قامت ريديما من نومها في منتصف الليل مفزوعه كعادتها، جلست في سريرها و هي ترفع شعرها من على وجهها و تثبت بعض الخصلات المجنونه خلف أذنيها. حلقها الجاف و قلبها المرتجف و هذا الظلام المخيف... كانت هذه هي حياتها منذ ثلاث سنوات لا تعلم متى نامت اخر مره و هي تشعر بالأمان ... منذ أن ابتعدت عن فانش.
بحثت عن كوب الماء بجانبها لكنها اوقعته بسبب رعشه ايديها فاشعلت المصباح الجانبي لكنها صرخت فجاه من الهلع!
كان يجلس هناك مقابلا لها في الظلام الدامس لا يظهر منه إلا بريق عينيه اللامعتين كنيران متقده لم تتمكن من الإفلات من سحرهما لدرجه انها نسيت أن ترمش. رأته ينهي كوبه الذي كان يحوي إحدى سمومه الداكنه اللون و يقوم من مكانه ببطىء ليسكب لها الماء فيه... جلس على طرف السرير بجانبها و سقاها إياه... ماء ممتزج ببقايا الخمر في قعر الكأس شراب يروي عطشها بطعم مر كرؤيته التي كانت تروي تعطشها له لكنها تحرمها منه.
فانش: دائما تقومين من نومكي مفزوعه... اذا كنتي تخافين لهذه الدرجه لماذا تفعلين ما يضعكي في المشاكل ؟
ريديما: لا تبدو لي ممن يخافون اي شيء و مع ذلك لم ترك تهنأ بنوم مريح
فانش: قد لا ننام لأننا نخاف من فقدان ما نملك و قد لا ننام لأننا لم يعد لدينا ما نخاف فقدانه بعد! ما الذي تخافين من فقدانه يا مايرا فأنت لا تملكين شيئا اصلا يخشى على فقدانه !
احست ريديما بوخز في قلبها و هي ترى في كلامه المنمق إذلال لكرامتها و شرفها ففتاه الليل لا تملك شيئا تخاف عليه!
ظل فانش يدقق في ملامح وجهها التي اعترتها معالم الحزن فجاه ثم ابتسم بمكر قبل أن يرفع وجهها إليه
فانش: سنتأخر... ستجدين في الحمام لباس سهره تجهزي و الحقيني للباحه الخلفيه! لستي وحدكي من يبدؤ العمل بعد منتصف الليل!
بغمزه و قبله طائره في الهواء تركها مصدومه و نهض جاعلا إياها تتذكر أن تتنفس فجاه!
ما كان ذلك؟ هل هو يدعوها ليقضي الليله معها في ملحقه الخاص الباحه الخلفيه؟ ام انها إحدى الاعيبه مجددا ... سمعته يقول من الرواق "معكي فقط نصف ساعه!"
قامت بسرعه و اتجهت للحمام لاخد دوش سريع قبل تفتح العلبه لاكتشاف فستان سهره يبدو من إحدى أهم الماركات العالميه، الصاندال بكعب عالي، المجوهرات، الحقيبه اليدويه... حتى أدق التفاصيل من ملابس داخليه و ماسكات شعر!
ما أن تجهزت حتى احست نفسها مايرا بالفعل، كان الفستان مكشوفا فاقع الاحمرار لا يليق بسيده ابدا و بالغت في الحمره و الكحل لتجاري اللوك المفصل الذي اختاره لها فانش الليله.
نزلت الدرج و توجهت للباحه الخلفيه تتوقع أن ينتظرها هناك لكنها فوجئت بتقدم سياره ليموزين سوداء داكنه فتح السائق بابها لها و سارع لاخد مكانه. ما أن ركبت حتى انطلقت السياره بهما... لدهشتها الكبيره وجدت فانش متانقا بلباس سهره.
بينما تحركت السياره حاولت ريديما تفادي نظرات فانش إليها لفتره طويله دون جدوى كلما نظرت إليه رأته ينظر أمامه دون التركيز على شيء و كأنه كان بعيدا جدا في أفكاره.
استدارت نحو نافذتها و راحت تفكر ما حصل و كيف يمكنها ايجاد حل المصيبه التي وقعت فيها... هي ستستطيع أن تخرج ابرار من ذلك القبو؟ كيف تعبر به للخارج و هو مخدر بهذا الشكل؟
و لنفرض أخرجته كيف ستخرج ريدفيك و كيف سترحل دون أن يمسك بها فانش؟ لحد الساعه كل ما لديه شكوك و هو لا يعاقب دون تأكد و دون دليل... ماذا لو حقنها بسيروم الحقيقه و جعلها تعترف؟ كان يمكنه أن يفعل ذلك حين كانت مصابه و لكنه هكذا لا يستمتع بالامساك بفريسته بقدر ما يستمتع بمراوغتها ...
فانش: دائما ما لديكي ما تريدين قوله ... سؤاله... لكنكي تصمتين!
كان صوته هادئا متزنا يحمل بعضا من اللامبالاة بين بقي نظره أمامه حين نظرت إليه...
ريديما: كنت أتساءل لما لم تسألني لماذا رجعت؟
نظر إليها فانش اخيرا و ابتسم
فانش: و لماذا سأسأل و انا الذي بعث يطلب منكي الرجوع؟ انتي أيضا لم تساليني لماذا ارجعتكي!
ريديما: ربما قلت انني قد اذهب للشرطه و أبلغ عنك بخصوص خطف ذلك الضابط؟
فانش: اممم... ليس تماما... *استدار فجاه و اقترب منها للنظر في عينيها لدرجه انها اصبحت تشعر بانفاسه على وجهها*... الشرفاء فقط من يذهبون لتقديم البلاغات للشرطه لكنكي مجرد.... كيف سميتي نفسكي؟ مخبره!... *رمقها بنظره من فوق لتحت قبل أن يضيف*... مخبره و فقط؟ لقد ركضتي إلى شقته بمجرد أن تركتكي تذهبين!
لم تستطع أن تنظر في عينيه و هي تشعر باستحقاره لها في كل معنى مخفي تحت كلماته ... أغمضت عينيها تحاول مقاومه دموعها لكنه ابتعد فجاه عنها و جبس معتدلا مجددا في مكانه ينظر للامام.
فانش: الأمر و ما فيه أنني حين أمسكت بابرار فقد حرمتكي من ملجئكي... كيف اترككي للشارع؟ انتي مجددا مسؤوليتي...
ريديما: انت مخطىء سيد راي سينغهانيا لست محتاجه لاحسان منك!
شد يدها فجاه جعله تسقط في حجره و قد طوقها ذراعه... مسك ذقنها ليجعلها ترفع عينيها إليه قبل أن يسألها:
فانش: إذا لماذا عدتي؟ كان يمكنكي الرحيل أليس كذلك؟!
ريديما: لأنني خفت أنني إن لم اطعك ستقتلني!
مرر فانش إصبعه على شفتها يتحسس ملمسها و ابتسم حين سمع تسارع أنفاسها من قربه لكنه ارجعها فجاه لمكانها قائلا:
فانش: لقد وصلنا!
جلست ريديما مكانها بضع دقائق تحاول استجماع أفكارها قبل أن ترى الباب يفتح لها كان فانش واقفا ينتظرها و ما أن خرجت حتى شبك ذراعها إلى ذراعه و تقدما سويا الى ما كان يشبه نايت كلاب راقي رأت فيه بعض الوجوه المعروفه من الفنانين و مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي لكن قبل أن تتأقلم لاضواء المكان الصاخب و الموسيقى العاليه احسته يشد على يدها بتمشي دون التوقف و التدقيق حولها إلى أن وصلا إلى نفق كان خارجه مرايا عاكسه و باطنه شفاف يجعلك ترى كل شيء وصلا الى قاعه أخرى الديسكو لكن فانش لم يتجه نحوها و انما اكمل الى ما يشبه اسانسير اخرج بطاقه من جيبه و مررها على المكان المحدد فتحت الأبواب و دخلا... رأته يشكل رقما تسلسليا و يضغط على زر النزول ! إلى اين فهما لم يصعدا ابدا!
بعد النزول بثلاثه طوابق فتحت الباب اخيرا للدخول الى مكان لا يختلف كثيرا عن النايت كلاب الاول في الديكور و الموسيقى الصاخبه لكنه كان يبدو أكثر ظلمه رغم الانوار الملونه لكنها كانت باهته مثيره الاحساس بالاختناق لم يكن ركن مضيء سوى المنصه اين توالت مختلف الراقصات أمام جمهور اغرقهن بالنقود و الشراب ... لم تدري بنفسها الا و هي تتشبث بذراع فانش أكثر حين مروا أمام غرفه جانبيه رأت فيها بضع الرجال حول طاوله مليئه بالتماثيل الصغيره لا بد أنه مزاد لبعض القطع الأثرية النادره المسروقه .. مرو أمام غرفه أخرى ظهر من خلال ستائرها الفضاحه مناظر خليعه جعلتها تشيح بنظرها بعيدا نظرت للخلف للراقصه على المسرح و هي تتمايل في قطع قماش لا تكاد تتماسك فيما بينها لتغطي القليل جدا ...
ريديما : هل... هل تأتي هنا دوما؟
كان صوتها يرتعش من الصدمه و القرف و هي تتخيل ما الذي يأتي بحثا عنه في هذا المكان ...
فانش *وضع إصبعه تحت دقنها ليجعلها تغلق فمها من الذهول*: دوما لا .. غالبا ما يتولى انغري هذه الأمور لكنه مصاب اليوم و العمل لا ينتظر ... كاسان كونياك من فضلك ...
اجلسها البار و جلس جنبها و ظل ينظر إليها و عينيها تهومان حول المكان الذي بأن لها كأنه قطعه من جهنم...
فانش: مايرا!!!
لم تدري كم مره نادى عليها إلى أن امسك يدها لتجعلها تنتبه له...
فانش: انتي تنظرين للمكان الخطأ سويتهارت! وضع كاسها بين يديها و شد على يدها ليجعلها تقوم و تمشي في يده...
فانش: امامكي تماما... تحت المنصه هناك؟
ريديما: أهذا الوزير المكلف بالداخليه؟
فانش: أجل ... تستطيعين رؤيه صديقه في الطاوله على بعد خمس أمتار لليمين
رأت رئيس الحزب المساند إياه و هو يتمايل على الكرسي و إحدى الراقصات على حجره ...
ريديما: هناك... رئيس جمعيه قدامى الجيش ...
فانش: و للتو دخل هناك *أومأ بذقنه لمنطقه الاباحيات* مدير مجمع الصحافه و التلفزيون
اشاحت ريديما بنظرها للجانب الآخر فرات مجموعه من كبار رجال الأعمال جالسون إلى طاوله عشاء ... و هناك بعض المنتجين السينمائيين في الجهه الاخرى... حتى رأت أحد الطائفيين البارزين يجلس إلى طاوله عميد شرطه...
احاطها بذراعيه و قد وصلا الى وسط ساحه الرقص و اخد يتمايل بها في حضنه ليجعلها ترقص معه.... لم تستطع ريديما كتم سؤالها:
ريديما: ما هذا المكان؟
فانش: هل تسمعين عن الديب ويب؟ كل ما يتم تداوله في عالم النت العادي ما هو إلا عشرون بالمائه مما يوجد حقا في الانترنيت فيما يتم الباقي اي ثمانون بالمائة في الديب ويب ... أو الدارك ويب! لا رقيب.. لا حسيب... لا احد يلاحظ ما يفعل الثاني ...
ريديما: كل عالم الجريمه يعيش هناك ... صحيح؟
فانش: غلط! كل عالم الجريمه يعيش هنا... هناك مجرد تعاملات الكترونيه لتسهيل الدفع و القبض ... هنا تجدين العالم السفلي الحقيقي... مثل هذا المكان و غيره كثيرون..
حضنها من الخلف و هو يرقص معها و جعلها تنظر للجميع
فانش: حين يخرجون من هنا يصيرون شرفاء محترمين... يدافعون عن المواطن البسيط... عن البلد .. عن الأرامل و الأيتام ... يجمعون النقود لتوفير حياه افضل للجميع لكن حياه الجميع تظل بائسه و حياتهم فقط من تصبح افضل و افضل...
ريديما: هل تأتي دائما هنا؟ الست ميتا بالنسبه للعالم؟
فانش: لا احد هنا يسال أحدا الكل يقوم بأعماله دون التدخل في غيره
ريديما *و عينيها ترمق المنصه بنظرات القرف* : لم تجب.. هل كنت دائما تاتي هنا؟
فانش: ليس دائما ... انغري يقوم باللازم لكني اتي حين يستلزم الأمر
ريديما *و قد اعتراها الغضب و هي تتخيله كان يقضي لياليه هنا بينما كانت تفكره مخلص* : الن يستغربوا وجودي معك؟ اقصد هل كنت تأتي مع زوجتك هنا؟
ضحك فانش و جعلها تدور بين ذراعيه قبل أن بجيبها:
فانش: سويتهارت!!! زوجتي كانت بريئه لا يمكن حتى أن يتخيل وجود مثل هذه الأماكن على الأرض... كانت ملاكا طاهرا كيف ادنسها باحضارها إلى هنا؟
ريديما: بينما أنا الدنس كله؟
فانش: ...
رأى فانش أحدا يدخل من الباب فاستأذن منها و طلب أن تجلس إلى الكرسي و لا تتحرك و لا تكلم احد.
انهمك في النقاش مع الشريك الاسترالي الجديد و عينيه تراقبان ريديما من بعيد، بعد قليل انظم إليهما رجلين آخرين و فيما كان النادل يقدم الطلبيات انزعج من تغطيه جانب المكان الذي اجلس فيه ريديما و كما توقع بمجرد أن تحرك النادل كانت قد اختفت ...
قام مسرعا يبحث عنها! هل غادرت؟ هل ذهبت إلى الحمام؟ اين يمكن أن تذهب هي لا تعرف شيئا أو أحدا هنا؟
فجاه انتبه للجميع يهتف إلى المنصه و كانت صدمته كبيره حين رآها تقف هناك في الكواليس في الظلام على وشك أن تخرج للضوء.
بدأت الموسيقى و اخدت تتمايل خلف ستاره تظهر رشاقه جسمها بتفاصيله و هي ترقص بينما تعالت الأصوات المتحمسه لرؤيتها كلما تسارعت الأنغام المجنونه لاغنيه Saki Saki
تطايرت اوراق النقود على وقع الهتافات المجنونه لرقصها يطالبون برؤيتها....
كانت الستاره على وشك النزول على اخر نغمات للاغنيه حين انقطع النور لثواني و رجع ... بضع لحظات كانت كافيه لكي يشدها من يدها للكواليس بينما اخدت مكانها راقصه أخرى ظهرت للجمهور...
قبل أن تستطيع فهم ما يحصل كان يجرها خارجا مثل المجنون ...
ريديما: فانش!! فانش توقف !!! فانش انت تؤلمني!!!
فانش: انا اؤلمكي؟؟؟ انا!!!!! *ثار غاضبا في وجهها * انتي!! انتي!!! كنتي ترقصين لتلك الكلاب المسعوره على منصه رقص مثل ال.... هل فقدتي عقلكي!!!!!!
ريديما *بصوت مرتعب و الدموع ملأت عينيها*: مثل ماذا؟؟؟ لماذا تتصرف كالزوج الغيور؟ انا مايرا فانش راي سينغهانيا!!! مايرا و لست ريديما خاصتك! لست ملاكك! كون وجهي يشبهها هذا لا ينقص من ان هذا الجسم لا سيطره لك عليه ابدا خاصه و أنه لطالما امتلكه من دفع أكثر لس...
اطبق فانش على عنقها فجاه مثل المجنون و قد اتسعت عيناه بشكل مخيف
فانش: توقفي!!! توقفي عن استفزازي !!!! توقفي قبل أن....
ريديما *و قد ضحكت رغم اختناقها و هي تمسك يده على رقبتها تحاول فك قبضته*: قبل أن ماذا؟ أن تقتلني؟ تفضل اقتلني فانش! الم تحضرني هنا لتريني اي عالم مظلم تحب العيش فيه؟ اقتل و لا تبالي هيا! من سيكترث لموت عا*هره مثلي؟
فانش *فك رقبتها و رفع يده بجنون*: اصمتي!!!!
نظرت مصدومه إلى يده التي أبت أن تنزل و تصفعها و بقيت معلقة قبل يضم أصابعه و ينزل اللكمه ليضرب زجاج اللوح الإعلاني المعلق على أحد الجدران جنبهما!
ريديما *حين رأت جروحه فتحت من جديد*: فانش!!!!!
حاولت التقدم إليه لكنه دفعها بعيدا عنه...
فانش: *يكح* لا تلمسيني! ... *يكح*... اذهبي و فقط... *اشتدت كحته و قبض على صدره*...
ريديما: فانش ما بك؟ ماذا يحصل أجبني .. فانش...
فانش: *يكح و قد بدأت قواه تنهار* اذهبي ... خذيهما و ارحلي... *يسقط على ركبتيه*... ارحلي و دعيني و شأني...
حاولت ريديما كثيرا مساندته لكنه كان يدفعها كل مره إلى أن رأته يسقط تماما و يغمى عليه
ريديما: فااااانش!!!!!
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro