الحلقه الخامسه و ثلاثون
الحلقه الخامسه و الثلاثون (35)
في البارك ...
ريديما: كيف تشعر؟
فانش: كسول! انا لم اتعود على هذا المشي البطيء و طبعا معتاد على الرجوع الى زي ياقتي في فترة النقاهة!
ريديما : اي بطء؟ لقد قطعنا المسافه في عشر دقائق!
فانش: و يبقى ذلك بطء... للاسف لم تفهميني فهذه اقسى سرعه لهذين الساقين القصيرتين!
انتفخت خدود ريديما و اتسعت عيناها غضبا لرؤيته يسخر من قصر قامتها و أرادت أن ترد شيئا لاسعا و قد ضمت يديها في حالة تأهب للحرب! رفع حاجبيه ينتظر منها الهجوم لكنها أغمضت عينيها فجأة و استنشقت بعمق!
ريديما : شهييييق... زفييير! *أعادت نفس حركة التنفس* ... شهييييييق زفييييير! *فتحت إحدى عينيها تنظر إليه على جنب ثم اغمضتها*... شهييييق ... زفييييير ..
كان واقفا يدين على خصره ينظر إليه بابتسامة إلى أن فتحت عينيها ...
ريديما: أرأيت؟ سهل جدا السيطرة على الغضب! لا داعي ابدا الصراخ و شد شعرك كلما انزعجت من شيء!
فانش: انا أشد شعري!!!!
ريديما: ها !!! أرأيت؟؟؟ غضبت مجددا!!!! جرب هذه التقنيه... هيا يا كسول مدد طولك قليلا...
اقتربت منه و مسكته من كتفيه لتجعله يعتدل في وقفته و انزلت ذراعيه
ريديما: لا تنظر إليا بهذه النظرة و كانك ستأكلني في اي لحظه! هيا ارفع رأسك و مدد ذراعيك...
كانت تتكلم و تحركه مثل الدمية في يديها وضعت يدها على بطنه و ضغطت
ريديما: هيا هيا... شهييييق.... احبس قليلا ... زفييييير... اغمض عينيه و صفي ذهنك... دع أشعة الشمس تتغلغل إلى داخلك مع الهواء المنعش... هيا شهييييق..... احبس... زفييييير! هيا أعدها.... جااايد.... اجلس على الأرض... لا ... لا... لا تفتح عينيك! اجلس فقط... جيد هكذا! الظهر مستقيم... يديك على ركبتيك... ارفع كتفيك أكثر... أعد نفس التنفس ... شهيييق ... زفييييير!
بعد مدة اخدت ذراعه الواحد بعد الثاني لحركات الشد للخلف و الامام ثم وضعتهم على رقبته و مسكت جبينه لشد رأسه للخلف، انزلت ذراعيه لكي يمسك ركبتيه و وضعت يديها الناعمتين على كتفيه لدلكهما بلطف قبل الصعود للرقبة و لف عنقه بهما برفق ثم شد الرأس للخلف ثم للامام ... للخلف ثم للامام... للخلف... فجأة فتح عينيه و نظر إليها ليرى وجهها مقلوبا و خصلات شعرها تتناثر فوق وجهه كانت واقفة على ركبتيها خلفه و كل جسمها ملتصق بجسمه في تركيزها على تثبيت جلسته بشكل مناسب لكن نظرته لها افقدتها التركيز فجأة و التوازن و كادت أن تقع فخبطت رأسها برأسه!
فانش: اااوتش!!!! هذا ايضا جزء من اليوغا؟؟؟
ريديما *و هي تمسك قوس حاجبها* : ااااي!!! اسفه!!!
استدار نحوها و قف على ركبتيه قبل أن ينزع يديها من مكان الصدمه ليرى مدى تاذيها ضغط عليها بكفه فصرخت من الالم ثم اخد ينفخ فيها...
فانش: تحملي قليلا سنضع بعض الثلج حين نعود الى البيت.
كان ينفخ في الجرح عابس الوجه مركزا في ما يفعله بينما ظلت تنظر إليه بابتسامة حزينة و قد ملأت الدموع عينيها و هي تفكر "إلى البيت... كلمتين تعنيان الدنيا لي... ليتك تعلم انك بيتي و مقصدي و غايتي .. حتى اليوم بعد كل ما حصل لا زلت كما انت لا تستطيع رؤيتي اتألم حتى و إن لم اكن انا أمامك!"
نظر إلى عينيها فجأة فاشاحت بنظرها بعيدا
فانش: تبكين لهذا الجرح البسيط؟
ريديما *نفت الأمر برأسها* : شكرا لك... انا بخير ... نعود للبيت؟
أومأ فانش برأسه و قام لكن بمجرد أن وقفت ريديما إلا انها صرخت و مالت كادت ستسقط لولا امسكها.
فانش: ماذا حصل؟ كاحلكي؟
ريديما: انا... انا بخير... اخخخ...
فانش: كيف بخير! واضح أن كاحلكي يؤلمكي! تدعين معرفة كل شيء و نسيتي انكي اصبتي في حادث و جراحكي جديدة!
ريديما *و هي تدفعه بعيدا*: هلا توقفت عن بهدلتي طول الوقت انا اتالم اصلا...
فانش: توقفي عن التصرف كالاطفال اجلسي .. هيا اجلسي و توقفي عن العناد!
نزل على ركبتيه مجددا أمامها و امسك كاحلها يتحسسه فتشبثت بكتفيه متالمة
ريديما: توقف ... اذهب فقط انا ساعود على مهلي ليس أمرا جلل على أية حال... فانش هيا دعني و اذهب و توقف عن تحريك رجلي هكذا أنني أتألم .. فانش خلص انا بخير ... ااااه!
صرخت فجأة حين شد على رجلها مرة واحده بقوة ارجعها مكانها و هي تشد قميصه مغمضة عينيها. اهتزت جوارحها حين احست بأصابعه تداعب خديها لتمسح دموعها برفق.
فتحت عينيها فرأته يبتسم ليطمئنها و مسح مجددا الدموع التي رفضت أن تتوقف و هي ترى حنانه و دفء عطفه.
فانش: لن تتغيري... ستظلين دوما طفلة! هيا ... *أرادت الوقوف يكنه أوقفها* ... كفاكي مغامرات لليوم رجلك تحتاج راحه و ضماد... امسك يديها و استدار ليضع ذراعيها على كتفيه قبل أن يقف و يشد رجليها حول خصره...
ريديما: ماذا تفعل فانش!!!!
فانش: تشبثي و الا وقعتي !
ريديما: هل جننت؟ انت مريض! انزلني ايها الغبي الاحمق!!!
فانش: توقفي عن ركلي فلست حماركي و تشبثي لانكي لو وقعتي من هذا العلو ستنكسر رقبتكي!
أخرجت ريديما لسانها لمؤخرة رأسه ساخرة منه
فانش: ستدفعين ثمن هذا ايضا تهذبي! تدنخن في الشارع !!!
خرج من البارك و مشى بها على ظهره في الشارع غير مهتم لنظرة المارة إليهما بينما كانت تحتضن كتفيه مستمتعه بالمنظر من فوق إلى الجميع.... رأت بائع مثلجات فصرخت في أذنه
ريديما: اريد ايس كريم!!!
فانش: تريدين ايس كريم ام تخريب طبل اذني!!!! دعينا نعود للبيت و اكيد هناك ايس كريم في الثلاجة!
ريديما: لا ارجوك!!! اريد واحدا الان! ارجوك ارجوك... لا تكن بخيلا!
فانش : توقفي عن الترنح سارميكي في تلك البركة!
سكتت ريديما و ارادت أن تطلب منه أن ينزلها لكنها رأته يتوجه نحو البائع ففرحت و راحت تؤرجح رجليها ...
فانش: سارميكي! توقفي ! مرحبا سيدي أعطى السيدة التي فوق ايسكريم !
ريديما: لا ... اريد اثنان!
فانش: سيذوب الثاني و توسخيني توقفي عن التصرف كالاطفال! خدي النقود من جيب القميص ...
اخدت ريديما النقود و دفعت مقابل اثنان رغما عنه و تركت الفكة للبائع ... كان فانش سيبدؤ بتوبيخها بمجرد أن ابتعدا لكنه صدم حين وضعت الايسكريم الثاني على شفتيه
ريديما: الثاني لك ايها الثنين الكبير! بنكهة الشوكولاته هيا إلحس قبل أن يذوب! هيا!!
ظلت طول الطريق تاكل من مثلجاتها و تطعمه من مثلجاته إلى أن انهياها و هما داخلان إلى القصر.
اخدها إلى المطبخ و وضعها على كرسي
ريديما: تريد الاكل الان؟؟؟
فانش: الا تكفين عن الثرثرة؟
اخرج علبة الإسعافات من إحدى الإدراج و جلس على الكرسي المقابل بياخد رجلها و يضعه في حجره. اخرج مرهم و دلك كاحلها به برفق قبل أن يضمده.
ريديما: شكرا!
فانش: اصمتي!!!! قفي و حاولي المشي عليه...
نفذت ريديما و هي واضعه يدها على فمها كي تظل ساكته .. أشار لها باصبعه لتمشي بعض الخطوات ذهابا و إيابا ففعلت و أشارت له باليد الثانيه أنها بخير!
فانش: هل انت متأكده؟ نستطيع أن نقوم ببعض الأشعة... اجيبي لماذا تسكتين!!؟؟
ريديما *انزلت يدها من على فمها*: امرك عجيب للتو طلبت مني أن اصمت! و الآن تتذمر من سكوتي!؟
ضيق عينيه مغتاظا فرفعت يديها و وضعتها على فمها مجددا لكنه انزلهما ...
فانش: لا تتحاذقي! سألتك عن رجلك!
ريديما *و هي تضع يديها على كتفيه لتجعله يسترخي*: ها بابا .. انا بخير... كان مجرد التواء بسيط لا داعي لكل هذا حقا!
قام من كرسيه فهمت بالمغادرة لكنه مسك يدها و اجلسها على كرسيه و أشار لها بإصبعه أن تسكت لانه اكتفى من ثرثرتها طول الطريق!
ذهب إلى الثلاجه و اخد بعض الثلج في كوب ثم عاد إليها و اقترب منها لوضع قطعه ثلج على جبينها اين اصطدم دماغهما و ظل يضغط على الكدمه برفق.
ظلت تنظر إلى عينيه المركزتين على ما يفعله تماما مطولا قبل أن تجد نفسها ترتب شعره النازل على جبينه و تمسح عرقه
ريديما: لا تنسى شيئا ابدا؟ .. *نظر إليها متسائلا*.. اقصد أنني بالفعل نسيت تماما هذا الأمر البسيط لكنك تتذكر ابسط الأمور
نفخ فانش قليلا على الكدمه ثم ضغط بالثلج مجددا
فانش: حين تعرفينني يا مايرا ستعلمين أنني لا انسى اي شيء ابدا! لا... شيء!
صدمت ريديما من نبرة التهديد في صوته رغم ابتسامته فيما كان الضغط على جرحها اقوى جعلها تتأوه قليلا
فانش *هامسا*: تألمتي؟
اومأت برأسها قليلا و هي ترمش مترددة ...
فانش: بالتأكيد ليس بقدر ما آلمتني!
ضاع الاثنان في نظرات بعضهما البعض يتذكران ايام قد ولت كانت حياتهما كلها سعاده و ضحك... هنا في القصر .. في غوا... في مزرعة سويسرا... في مدن أوروبا الجميلة... في جزر المحيط الأطلسي ... في كل مكان اعتبراه منزلا ما داما معا!
فانش: ... اقصد أنه واضح أن دماغكي سميكه و جمجمتكي صلبة لأنني مصاب أيضا!
أمام صدمة ريديما لمس جانب رأسه و تحسس الجرح ليظهر أصابعه و عليها قطرات دم!
ريديما *مفزوعة*: يا قدير!!!!! انا اسفه!!!
اخدت قطعه الثلج من يده و وضعت يديها على خصره لتقربه منها بين رجليها و هي جالسة على الكرسي العالي قبل ان تمسك برأسه و تجعله ينحني قليلا لتستطيع رؤية الجرح الصغير المفتوح و اخدت تضع عليه الثلج و تنفخ فيه...
ريديما: و لم تقل شيئا ! دائما هكذا!؟ تتألم بصمت و لا تقول شيئا إلى أن تتأزم الأوضاع... تعتقد أنه يحتاج تقطيب؟ لا لا .. توقف النزيف اصلا و لا أتخيلك إذا حلقوا لك هذا الشعر الجميل! .. هل تتألم؟؟
كان فانش ينظر إلى تعابير وجهها القلقه مبتسما غير آبه باسئلتها التي لا تنتهي. فتحت علبه الاسعافات و اخدت بعض المعقم الذي ما أن رشته على الجرح حتى تمسك بذراعها بسبب لذعة الدواء فنفخت عليه مجددا و كانت تأخد المرهم حين دوى صوت عالي في المطبخ!
- اخيييرا!!!!!!!!
أنصدم الاثنان لرؤية ريدفيك عند الباب ينظر إليهما مندهشا و هما متلاصقين في وضع غريب.
سيا: ريتشي قلت لك لا تجري ستتأذى!!! اخي؟؟؟ باب... اقصد انتي؟
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro