الحلقه التاسعة عشر
وضعت ريديما رأسها على حجر سيا و تقوقعت على نفسها و كأنها تحس بنفس الالم القديم. مسحت سيا دموعها و ربتت على رأسها قبل سؤالها
سيا: هل حقا اخي كان لا يزال يدير أعماله بعد رحيلكمها؟ اقصد نحن نراه حاليا يفعل ذلك و كل العالم يعتبره ميتا لكن انغري كان نتحمل كل المسؤوليات آنذاك
ريديما: لا اعلم سيا... و لم اساله مثلما لم يسالني ماذا كنت أفعل خارجا في ذلك الوقت المتاخر حين تعرضت لذلك الهجوم المريع
*فلاش باك*
مرت أكثر من ست ساعات و نصف و فانش واقف عند باب العمليات ينتظر. رأى العديد من أفراد الطاقم الطبي يخرجون و يرجعون دون كلمه و لم يكن يريد أن يزعجهم. ظل فقط متشبثا بالمانغلسوترا المكسوره في يده و قلبه يردد الدعوات من أجل حياتها
رجع انغري من المعبد بورده و بعض التقدمه التي أجبره على اكلها لكنه لم يستطع فعل ذلك... احس ان قلبه سيتوقف من شده الخوف ...
انغري: كل شيء سيكون بخير ...
خرج الدكتور من الغرفه و وقف اخيرا ينزع قناعه الطبي
فانش *بلهفه*: قل أنها حيه يا دكتور!
الدكتور: اذا فهي حيه سيدي !
نزلت دموع فانش و قد استبشر بالخبر ...
فانش: حقا!؟ الشكر للقدير .. انغري ريديما بخير!!! و كيف حال طفلنا؟ طفلتنا... لا اعلم المهم أنه أو أنها بخير أليس كذلك؟ لقد ... لقد سمعت صراخ البيبي حين ولد!
طأطأ الدكتور رأسه و ظل ساكتا فنظر فانش لانغري و قد بدأ يرتعش من الرعب غير قادر على النطق باي شيء
انغري: دكتور تكلم بوضوح لماذا انت صامت ..
انغري
الدكتور: سيدي زوجتك تعرضت لطعنه خنجر طويل و بعرض خمس سنتيمترات... لقد كان الجرح عميقا جدا و تمزق الانسجه أدى إلى نزيف حاد! لقد استطعنا انعاش قلبها بمعجزه خصوصا و قد كانت قد فقدت الكثير من الدم لكنها لا تزال في حاله غير مستقره و ستكون الاثنان و سبعون ساعه القادمه حرجه جدا!
امسك انغري بفانش الذي احسه على وشك الانهيار لسماع حاله ريديما ...
أضاف الدكتور بنبره حزينه: الاصابه كانت بالغه سيدي حاولنا ما استطعنا لكن و للاسف لم نتستطع إنقاذ طفلتكما!
انفجر انغري باكيا و هو يسمع الخبر و لم يحس برجليه ليحملاه فتراجع ليجلس على كرسي الانتظار و امسك رأسه بين ركبتيه و ظل يبكي طويلا.
رحل الدكتور بعد أن شرح أنه سيتم تحويل ريديما الى غرفه العنايه المركزه و رجعت الممرضه بالاستمارات المطلوب ملؤها لكن فانش لم يكن يحرك ساكنا.. لا يسمعها و لا يتحرك فقط وقف هناك و كان العالم توقف من حوله فقام انغري و مسح دموعه قبل أن يطلب أن تعطيه الاوراق و سيملؤها بنفسه
اخد البطاقات من جيب فانش ليتأكد من الأسماء المستعارة التي يسافرون بها قبل أن يكتب كل المعلومات المطلوبه ثم ارجع الاوراق الممرضه
الممرضه: انا حقا اسفه لفقدانكم ... يمكنكم القاء نظره أخيره على الجثه قبل الاجراءات اللازمه.
رحلت الممرضه بعد أن انتظرت لدقائق رد فانش لكنه لم ينظر إليها حتى.
انغري: اخي...
فانش: اذهب و التقي بها انغري... هذا حقك أيضا! سأنتظر حين تفيق ريديما!
صوته كان كالآلة و عينيه تجمدتا على الفراغ بعد أن حبست دموعه في مقلتيه ترفض النزول و قد غطى الاحمر كل بياضهما
انغري: اخي ارجوك لا تكبت كل شيء هكدا... يجب أن تخرج ما بداخلك لكي تستطيع التماسك ... ريديما بابهي بحاجتك...
فانش *بصوت مختنق*: انا بخير انغري .. اذهب!
بعد قليل تم نقل ريديما إلى غرفتها في وحده العنايه المركزه، ظل فانش واقفا ينظر إليها مختفيه تحت كل الأنابيب التي ربطوها بها و قد تغيرت هيئه جسمها و صارت نحيله هزيله... يسود بشرتها الجميله شحوب الموتى! لو أنه لم ينس الكارد في المطعم... لو أنه لم يتركها لوحدها... لو أنه رجع بسرعه أكثر... لو أنهم لم يخرجوا .. لو... لو... لو... كم خافت هناك لوحدها؟ كم تألمت بسبب تلك الطعنه .. كم انتظرته لينقدها....
صارت التذكر صوره السونار الاولى و اولى دقات القلب في اذنيه... تذكر دموع ريديما المقهوره من رفضه... تذكر حين قال لا اريد أن اكون أبا... حين قالت له ريديما هل ترمي ابني حين يولد؟ ... حين قال أنه لن يلعب ابنه في قصره.....
انغري: اخي!!! اخي ماذا تفعل!!!! ارجوك ارجوك توقف!!!
جرى انغري نحوه ليطوقه من الخلف و يبعده عن اللوح الزجاجي الذي كانت قبضه فانش تضربه و تضربه و تضربه دون توقف تهشم الزجاج و انغمس في جلده لكنه ظل يلكم اللوح الداخلي و الدم يشر من يده بشكل مخيف !
لم يستطع انغري السيطره عليه و هو يحاول فك نفسه منه بالقوه إلى أن غرس أحد الممرضين ابره في كتفه جعلته يفقد الوعي في ثواني !
بعد بضعه أيام...
فتحت ريديما عينيها على احساس فضيع بالألم و ذهن مشوش تماما ... رؤيتها المضببه كانت تبعث فقط أطياف اللون الازرق و الاضاءه المزعجه...
ريديما: ... ف... فا...
لم تكن تستطيع الكلام لأن حلقها جاف جدا أغمضت عينيها لبرهه ثم فتحتهما ثانيه و كانت تستطيع تمييز ديكور المستشفى مع صوت البيب بيب الآلات الالكترونية... حاولت تحريك يدها فاحست بملمس مألوف و دافئ جعلها تبتسم قليلا، اخيرا رأته أمامها...
ريديما *مبتسمه*: هاي...
فانش *بتردد و ابتسامه مغصوبه*: هاي... كيف تشعرين؟
ريديما:.. م.. ماء...
ترك يدها و نهض بسرعه ليقدم لها كوب ماء احتست منه رشفه بالانبوبه
حاولت النهوض لكنه منعها و عدل السرير ليرفعها قليلا. تغيرت ملامح وجهها فجاه و سألته:
ريديما: ما بها يدك؟ لماذا هذا الضماد؟
اخد يديها بين يديه و قبلها ثم انحنى عليها و قبل رأسها و هو يحاول أن يحافظ على ثباته
فانش: انا بخير لا تقلقي ... كيف تشعرين؟
ريديما: اشعر كأنني دهست من طرف شاحنه كبيره... اخخ ..
وضعت يدها مكان الجرح و تحسست الضماد و قبل أن يستوعب دماغها أو يتذكر الحادثه وضعت يديها الاثنين على بطنها ... انزل فانش رأسه و هو يحاول التمالك ...
ريديما *مرتعبه*: فانش بطني؟؟؟ ماذا حدث؟ هل ولدت؟؟؟
نظرت حولها لم تر اي سرير فحاولت الجلوس لكن الالم كان شديدا جدا فوقعت للخلف و هو يحاول تهدئتها
فانش: ريديما ... ريديما ريلاكس! انتي بخير في المستشفى لقد تعرضتي لحادث... اتذكرين؟
ريديما *عينيها متسعتين من الخوف*: حادث؟
فانش *بصوت هادئ يحاول أن يبدو مطمئنا*: شخص ما قام بطعنكي... اتذكرين؟؟؟
أغمضت ريديما عينيها و تذكرت الهجوم عليها وضعت يدها على رقبتها تبحث عن المانغلسوترا فوجدتها
فانش: لقد اصلحتها...
انزل عينيه و هو يرى دموعها حين سألته
ريديما *بلهفه*: بطني مسطح يعني اني ولدت أليس كذلك؟ اين البيبي؟ هل رايت... انا في الشهر السابع على الأغلب وضعوهم في الحاضنه أليس كذلك ...
أمسكت وجهه بيديها الاثنتين لتجعله ينظر إليها و هي تضحك و الدموع تنهمر من عيونها
ريديما: فتاه او ولد؟؟ أخبرني هيا لا تكن بخيلا... هل رايتهم؟ هل تركوك تحملهم ..
نزلت دموعه بغزاره و انصدمت لرؤيته يبكي بحرقه و هو يضع يديه فوق يديها لياخدهما لفمه يقبلهما و هو يعتذر بشده ..
ريديما: فانش لماذا تبكي هكذا؟ لا بأس إذا رأيت قلبي انت الاب هذا حقك أيضا .. كم قضيت من الوقت و انا غائبه عن الوعي اكيد البيبي مشتاق جدا للماما... فانش ما بك؟ لماذا تبكي هكدا؟
كانت تنظر إليه بدهشه لا تستطيع فهم ما يحصل و رويدا رويدا تحولت الدهشه لصدمه و امتلأت عينيها بالدموع و هي تضحك و تقول:
ريديما: ايها الاحمق توقف عن البكاء انا بخير ها؟ و سترى عائلتنا الجميله بخير أيضا.. تذكر المزرعه في سويسرا سنبني بيت خشب في الشجره الكبيره التي تطل على غرفتنا و فيها اولادنا سيقضونا أيامهم.... نضع فيها كتب و العاب .. اعلم انك تحب الالعاب الالكترونيه لكن لا اريدك أن تعلمهم الجلوس للكمبيوتر! *مسحت دموعها و رفعت وجهه مجددا* .. في الشتاء جبال الألب ستعطينا عطلا جميله جدا انا لا اعرف التزلج ستعلمنا أليس كذلك؟ ... الولد سيلعب كره السله اكيد سيكون طويل كالنخله مثلك ... طفلتي ستتعلم السباحه لا اريدها أن تظل تغرق و تضع حياتها في خطر مثل امها... اعلم انها ستحبك أكثر مني ! انت و غمازاتك ستجعلانها تعشقك من اول نظره!
فانش: ارجوكي كفى .. كفى ريديما...
ريديما : فانش؟ لماذا تبكي حبيبي؟ هل هناك ما يؤلمك؟
نظر إلى وجهها الملائكي و قد أكل المرض نصفه و شحب لونه و بحث عن الكلمات المناسبه لكنه لو يستطع إيجادها...
ريديما: انت غريب حقا... لم أتوقف عن الثرثره منذ أن أفقت و انت لم تخبرني حتى إذا كان ولدا أو بنت!
مسح فانش وجهه و تمالك نفسه قبل الرد و هو يمسك يديها بقوه
فانش: فانيا... فانيا كانت طفله شجاعه جدا...
ريديما *مصدومه*: كانت؟؟؟
فانش: كانت مثلكي تماما لم تخف من المجرم و لا من الدكتور...
ريديما: لماذا تقول كانت؟؟؟
فانش: لقد حاربت كل ما حصل و ذلك النزيف و استطاعت أن تخرج للنور ...
ريديما *تركت يديه بغضب*: فانش لما تقول كانت؟؟؟
فانش: لكنها... لكنها لم تولد لتكون معنا... كانت هنا فقط لتذهب... لقد صارت ملاكا حين...
وضعت يدها على فمه تسكته و قد تغللت كلماته إلى روحها لتغرس سكينا اكبر في قلبها نظرت للاسفل لبطنها ثم إليه...
فانش: انا اسف... اسف ريديما!!! ارجوكي اغفري لي ...
ريديما: ماذا اغفر لك؟؟؟ انت ... انت لم تقتلها أليس كذلك؟؟ انت... انت لم تقطع جسمها الصغير بسكين .... انت ... لا ليس انت... انا التي ... انا التي لم اعرف كيف احميها... هذه البطن لم تعرف كيف تحملها إلى الحياه فانش... هذه البطن لم تعرف كيف تحافظ عليها ... اااااه.... اااااااااه....
اخدت تصرخ و تضرب بطنها و هي تشتم في نفسها.. تتمنى الموت و تنادي باسم فانيا و قد طوقها بذراعيه ليمنعها من إيذاء نفسها إلى أن أتى الأطباء و حقنوها و ظلت تتخبط بين يديه و تبكي إلى أن اغمى عليها!
رفض الرحيل و هم يعيدون تضميد جرحها الذي فتح بسبب ما حصل و ما أن تركوهم صعد السرير معها و ضمها برفق لصدره و هو يربت على شعرها بينما كانت تهذي بكلمات غير مفهومه !
*نهايه الفلاش باك*
قامت ريديما و مسحت دموعها ثم تقدمت نحو النافده تستنشق الهواء العليل لليل ثم اسردت.
ريديما: مرت الايام و استطعنا سويا أن نلملم جروحنا و تتأقلم مع خسارتنا التي لن نستطيع نسيانها. رجعنا للهند للقيام بالطقوس الاخيره لفانيا... كنا بحاجه لإيجاد في جذور هذه الارض الطاهره القوه لنكمل ...
سيا: بابهي... الم تقولي انكي كنتي حامل في توأم؟ لكن بعد الحادث صرتي تتحدثين عن فانيا فقط!
ريديما: نعم توأم... ساكذب أن قلت إنني كنت في حاله جعلتني استوعب ما بحصل، كنت أعيش على مسكنات الالم و دواء الانهيار العصبي لأيام التي بعد ذلك و لكن بعد الصلاه في المعبد بينما كان فانش يحضر السياره اقترب مني أحد الكهنه...
*فلاش باك*
ريديما *اصطدمت بأحدهم*: اسفه حضرة الكاهن لم ارك!
ابرار: تعازيا الحاره بنيتي...
ريديما: ابرار!!!
لم تحس بنفسها الا و هي تطبق على رقبته تخنقه بعد أن إدارته بحركه فنون القتال
ريديما: ايها الحيوان!!! انت من فعل ذلك؟؟ انت من بعث ذلك الرجل علي؟؟؟
ابرار *يكح* : هههه... عاشرتي المجرمين لفترة طويله فصرتي ترين كل الناس وحوش مثل زوجك!!! *كح أكثر لانها خنقته أكثر رغم المها* ... اقسم لكي بالله أنني لم تخطط لشيء! ربما كان حادث عرضي... ربما كان مبعوث من أحد أعداء زوجك... *يكح* ... لكني أؤكد لكي أنني لم افعل شيء! و بالعكس فأنا احافظ على ما بقي لكي !
فكته ريديما مصدومه: ماذا تعني!!!
ابرار: لفانيا اخ توأم ريدفيك ... ملاك وسيم جدا يوجد في حاضنه احسن مستشفى حاليا! في ماليزيا!!!
قبل أن تستوعب كلامه هرب بينما كان فانش عائد إليها ... كانت تحس بالدوار!! ابنها حي و قد خطفه ابرار من المستشفى!
*نهايه الفلاش باك*
سيا: يا قدير!!! كيف هذا؟؟؟ ريديما بابهي ... هذا يعني أن لديكي ابن؟؟
ريديما *ابتسمت* : لدينا ابن... انتي عمه يا سيا!
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro