الحلقة الرابعة و خمسون
الحلقة الرابعة و خمسون (54)
انقضى شهر على عودة فانش للحياة حرفيا و حان وقت عودته للبيت اخيرا. أكد أنه يريد فقط أن يرافقه انغري للبيت و لا يريد دراما في المستشفى و كان قد سخر منه ريدفيك أنه يريد أن ياخد راحته بتوديع الممرضات الجميلات.
في هذا الشهر تغيرت الكثير من الأمور في القصر و بثت الحياة فيه من جديد بسبب فرحة الجميع بمجلة فانش و وجود ريدفيك معهم. كانت شقاوة الطفل الصغير و مشاكساته تملأ أرجاء القصر الكبير بالضحكات و الصراخ.
فتحت الأبواب أمامه فكانت ريديما واقفة بطبق الاستقبال و هي يساري جميل و كافة زينتها. حدق بجمالها دون أي تعبير و تأملت عينيه السندور يزين جبهتها و المانغلسوترا يلمع في رقبتها... كان يبدو عليها التردد فلم يوجه لها أي كلمة منذ أن وقع على سطح السفينة. تراه يتحول من القسوة إلى الحنان في غياب و حضور أفراد العائلة و خصوصا ريدفيك الذي جرى حولها ليراه عند الباب و كم كان جميلا بلباسه التقليدي رسمت رؤيته ابتسامة جميلة على وجه إبيه بمجرد أن رآه انحنى ليرفعه على ذراعه ثم غطى رأسه بيده الأخرى و انحنى قليلا فقامت ريديما بوضع النقطة على جبينه و تبجيله ببعض الورد و الارز قبل أن تقوم بتدوير الصحن أمامه.
ريدفيك: و انا؟ انا كنت ضيفا هنا أما الآن أنا الابن الا استحق هذا الاستقبال؟.. *نظر لفانش* ... إلا تعتقد ذلك؟
فانش *ضحك له*: اكيد!
ابتسمت ريديما لهما و قامت بطقس الاستقبال لريدفيك أيضا الذي قرب يده من عينها لياخد بعض الكحل على رقبه أبيه ما جعل فانش يفعل نفس الشيء معه.
انوبريا: هل ستظلون على الباب؟
ابتعدت ريديما من المدخل و دخل فانش بريدفيك بين ذراعيه فصدم للزينة التي ملأت البهو و كأنه أحد الاعياد!
فانش: ما كل هذا؟
سيا: اخي!! هذا فرحتنا بعودتك و احتفالنا بهذا الصغير... اعلم انك تحتاج للراحة لكن هلا بقيت معنا قليلا؟
ابتسم فانش و قبل بعد أن رأى ايشاني تنضم للجميع و هي تبحث بعينيها عن انغري الذي دخل متاخرا!
اجلسوه هو و ريديما بجانب بعضهم البعض و تم تقديم بعض المقبلات ثم قام الجميع بتقديم عروض راقصة سيا و ريدفيك... ايشاني لوحدها ثم مع انغري سحب ريدفيك ريديما للرقص معه و مع أنه كانت قلقة جدا من تصرفات فانش الا أنها لم ترد أن تكسر قلبه.
بعد قليل أتى ريدفيك و امسك يد والده ليشده لساحة الرقص مع العائلة
ريديما: حبيبي دع بابا يرتاح من فضلك ...
ريدفيك: بابا تعالى فقط قليلا لا يهم إن لم ترقص...
فانش : اوكي !
تقدم فانش و شارك الجميع ببعض الحركات الخفيفة و لم يطل الوقت حتى جعله الجميع في الوسط مع ريديما التي كانت تحاول أن تفهم نواياه!
تعلم أنه غاضب منها و رافض أن يتعامل معها أو يكلمها لكنه ايضا لا يبعدها عنه... الغريب أن فانش لم يكن يوما من النوع الذي يترك الأمور معلقة... هل هو بحاجة للوقت كي يقرر بشأن علاقتهما؟ نظرت حولها إلى هذه اللحظات التي اشتاقت لها رغم أنها كانت نادرة بين هذه الحيطان... حين تزوجها ثانية كان ينوي الموت أما الآن و قد نجا ماذا؟ لقد قرر مغادرة الحياة مي يبعدها عنه كيف الحال الان؟
كان ريدفيك يراقصها و حين انتبهت كان فانش قد غادر فقلقت عليه.
لحقته لغرفتهم فلم تجده لكنها سمعت صوت الماء في الحمام ... سمعته يكح فقلقت عليه أكثر و لم تفكر قبل أن تدخل هناك.
كان قد خلع الجاكيت و القميص و فتح الماء من أجل الاستحمام.
اخدت كرسيا و وضعته على أرضية الدوش و حين مسكت يده و احسته يتشنج من لمستها قالت
ريديما: اجلس فانش... انا زوجتك و هذا حقي!
لم يعلق و جلس بهدوء على الكرسي فخلعت فانيلته و اخدت جيل الدوش و الاسفنجة ثم صارت تحميه بدون اي كلمه و قد غمرتها المياه أيضا تحت الدوش معه... نظر إليها و قد التصق الساري بجسدها فصار لا يغطي شيئا.
شعرت بيده على خصرها يشدها إليه و يضع رأسه على بطنها قبل أن يحضنها بشدة اليه و يقول
فانش: ريدفيك اجمل شيء في الوجود ... شكرا ريديما! شكرا على منحي هذه السعادة!
أغمضت عينيها و قد اغرقت الدموع وجنتيها و تغلغلت أصابعها في شعره تحضن رأسه على بطنها...
وقف فجأة من مكانه و اخد الصابون من يدها و فتح شعرها قبل أن يملأ كفه به و يبدأ بتحميمها أيضا تحت الماء و بينما تساقطت كل قطع ملابسهم اتحدت أجسادهم مجددا في بحث كلاهما عن استراحة من العواصف التي تثور في قلبيهما.... وقعت بين يديه منهكة تماما و هي بالكاد تستطيع فتح عينيها فلف جسمها بفوطة قبل أن يضع واحدة أخرى حول خصره و يرفعها بين ذراعيه إلى السرير....
مددها تحته فرأى دموعها تغرق عينيها مجددا ...
ريديما : سامحني فانش ارجوك....
كان جوابه بتقبيل عينيها اخفاء دموعها بعيدا و منهما إلى شفتيها التي التهما بشغف مجددا قبل النزول إلى عنقها الذي يعشق قضم بشرته الناعمة بلطف لم يطل الأمد كثيرا قبل أن يبعد المنشفة عن ذلك الجسد الذي لا يشبع من تذوق لذته و قد أشعل فيها نيران الرغبة مجددا ...
بعد مغامرة الحمام التي كانت لحظة شغف دون تفكير، اخد وقته فانش في السرير لكي يحيي كل ذكريات عشقهما لبعضهما البعض و استمتع لجموحها و عنفوانها في الرد على رومانسياته ... سويا قضيا الليلة يتذاركان كل السنين التي مضت و كأنه لن يكون غذا....
***********
أفاقت ريديما على صوت مألوف مبتسمة و كل أطرافها تؤلمها من مغامرات الليلة... فتحت عينيها و مددت ذراعيها خارج اللحاف الدافىء بكسل و هي تتحسس مكان فانش بجانبها لتجده فارغا فاخدت مخدته لتشم رائحته و تنام قليلا بعد لكنها تذكرت انها يجب أن تفيق و تتفقد ريدفيك! صحيح أنه صار مشغولا عنها بأفراد العائلة لكنها يجب أن لا تنسى مسؤولياتها.
فتحت عينا ثم الثانية تقاوم الاحساس بالنعاس ثم اغلقتهما لكنها شعرت بشيء غريب و صوت غريب مجددا فجلست مكانها و كم كانت صدمتها كبيرة و هي ترى نفسها في مكان مجهول تماما و مظلم ....
ريديما: فااانش؟
حاولت أن تهدأ لكنها كانت تعلم أن شيئا ما ليس على ما يرام وضعت يدها على صدرها تحاول تهدئة روع قلبها...
ريديما: اين انت فانش؟
دفعت الغطاء و قامت لكنها احست بدوار خفيف و فجأة وجدت نفسها تارجحت إلى الطرف الآخر من الغرفة!
ريديما: يا قدير ماذا يحدث؟ لماذا المكان يهتز هكذا؟ فااانش؟ فانش اين انت؟؟؟
تشبثت بالاثاث للخروج من الغرفة و كم كانت صدمتها كبيرة حين وجدت نفسها على سطح قارب قديم في عرض البحر!!!!!
يتبع:
الحلقة القادمة: ريديما عالقة لوحدها في وسط المحيط على متن قارب صغير و ابتداء العاصفة!
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro