الحلقة الخامسة و عشرون
- فانش... انا هنا الا تريد رؤيتي؟
استدار ليجد ريديما واقفه و قد ضمت شعرها و لبست ذلك الساري الجميل الذي لبسته في حفل سانجيت ايشاني و انغري... ابتسم مجددا للرؤيه التي تلاعب الكحول بعقله ليعطيها له و هو يراها تتقدم نحوه ببطء إلى أن وقفت أمامه ترمقه بنظرات الحب و الحنان .. تحولت ابتسامته إلى الصدمه حين ىشعر بلمستها على جبينها تنزل لتمسح على خده... كيف يمكنه أن يشعر بلمسه خيال؟
فانش: ريديما؟ هذه انتي؟ حقا؟؟؟
ابتسمت له و طوقته بذراعيها لتحضنه بينما كانت تسمع دقات قلبه المجنونه و هي تضع رأسها على صدره! اغمض عينيه و تنهد بعمق فيما وقع السوط من يده و هو يشم عبيرها ... ضم ذراعيه حولها و انفجر باكيا! لا يعلم أن كان يهلوس بسبب الإفراط في الشرب لكنه لا يريد أن يفيق ابدا! لا يريد أن يرجع إلى عالم الوعي الذي لا توجد فيه حبيبته!
رفعت راسها نحوه و مسحت دموعه الغزيره و هي تبتسم خلف دموعها!
فانش: كيف؟ كيف يمكن أن تكوني هنا؟ تلك .. تلك الفتاه... تلك الفتاه التي ...
أوقفت ريديما تساؤلاته بتقبيل شفتيه التي جعلته ينسى كل حيرته حين تذوق طعمها بعد كل هذه السنين... ليست لعبه! كانت حبيبته ريديما بين يديه و كان لا يستطيع الاكتفاء منها ... ابتعدت لتستطيع التنفس و نظرت إليه بتلك النظره الخجوله و قد احمر خديها كالطماطم! داعب خدها إلى شعرها ليفتحه فنزلت خصلاته بسوادها الخلاب على كتفيها...
فانش: ما هذا السحر؟ كيف يمكن أن تكوني هنا؟ امامي؟ كيف يمكن أن اراكي و المسكي؟
اخدت يده و قبلتها ثم اليد اليمنى و رأت جرحها المفتوح ... ابتعدت فقبض على يدها خائفا لكنها ابتسمت له و قبلت خده مطمئنه إياه أنها لن تذهب الى اي مكان ...
راحت إلى خزانه البار لفتح الدرج و اخراج علبه الاسعافات الاوليه و عادت إليه لتجلسه على الأرض أمام النار المشتعله...
فتحت كفه و اخدت تضع الدواء ببطء و رغم أنه لم يبد أي رده فعل إذ ظل فقط ينظر الى وجهها إلا أنها تعلم أنه يتالم، نفخت في الجرح بهدوء ثم وضعت المرهم قبل أن تربطه
ظل ينظر إلى حركات يديها منبرهرا كأنه منتشي!
فانش: ريديما انتي...
ريديما: اعلم لديك الكثير من الاسئله و لكن هل يمكن تأجيل ذلك؟ لست بحال جيد و لا اريد ان نفسد هذه اللحظه... ارجوك؟
كانت كالملاك أمامه... غالبا كان ذلك هو الشرح لما يحدث! ربما أصبحت ريديما ملاكا و عكفت عليه اليوم و اتت؟ أومأ برأسه موافقا على طلبها فابتسمه و قبلت جبينه ثم مسحت دمعتها و سألته.
ريديما: اعلم انك مصاب من الداخل ... دعني اضع لك الدواء!
جلست على ركبتيها أمامه و اخدت تفتح زرائر قميصه واحدا تلو الآخر قبل أن تنزله من على كتفيه. كان جسمه مغطى بشتى علامات الجراح القديمه و الجديده لكن كان دراعه و كتفه يحملان فتحه سكين جديده و لم تلتئم... كيف يمكن له التعايش مع الالم بهذا الشكل يوميا؟ مسح دمعتها من على خدها و ابتسم حين كانت تنفخ على جرح كتفه!
ريديما: هل تستمتع باقتناء اثار الجروح على جسمك؟
ضحك لنبرتها المؤنبه حين رآها استغربت أنها تنتبه لاول مره لاثر جراحه قديم على صدره يختفي بين ثنيات عضلاته.
فانش: هناك جرح في ظهري أيضا يا دكتوره!
راحت ريديما خلفه لوضع مرهم عليه و سألته
ريديما: لم يسبق أن قلت لي انك خضعت لجراحه كبيره في طفولتك؟
امسك فانش يدها من خلفه و سحبها إلى حجره ليطوق خصرها ..
فانش: دعكي من علامات جسمي فلا يهم الا علاماتكي
ابتسمت ريديما و خجلت من نظرته المشاكسه. احتوى خدها في كفه و هو مسح على توردهم قبل أن يقبله فقبلت عظمه رقبته في نفس الوقت... نزل لتقبيل شفتيها مطولا بينما انزلقت يده إلى خصرها تحت الساري جعله تتنهد بين قبلاته التي انهالت إلى رقبتها تتذوق بشرتها الحساسه و قد تمسكت بذراعيه للتحكم في انينها حين عض على كتفها بحب و سحب خيط بلوزتها و انزل معه الساري من على كتفها الثاني ... ارتمت في حضنه خجله فابتسم و ضمها بقوه أكثر يشهر بكل مفاتنها على جسمه ... حين قبلها مجددا بشراهه و عنفوان دوى صوت الرعد و كأنه يعبر عن شغفه لها و ما هي إلا لحظات حتى تهاطلت الأمطار الغزيره عليهما و هما لا يزالان يقبلان بعضهما البعض... رفعت راسها للسماء تضحك و قد تبللت تماما مثله ... فجاه وجدته يحملها و يقوم فصرخت متمسكه به بينما أحدها الى الداخل في الغرفه الموجوده هناك ...
وضعها على السرير و وقف ينظر إليها مطولا ... كانت الحيره تريد أن تجعله يفكر فيما يحصل لكنها رفعت يديها إليه تستدعيه ... تمدد على السرير و ابعد خصلات شعرها عن وجهها بيده ليقبل عينيها الواحده تلو الاخرى بعد قليل سحب الغطاء عن جسميهما المنسجمين و قد تناطرت ثيابها على الأرض... ظل صوت القمر يرافق أنفاسها المختلطه و اهات حبهما التي غطتها رعود العاصفه التي لم تهدأ إلى أن خلدا إلى النوم منهكين على بزوغ اول اشعه الشمس.
في اليوم الموالي....
فتح فانش عينيه على وجه ريديما النائمه مثل الملاك على صدره... لم يكن حلما و لا هلوسه! كانت كل ما حدث أمس حقيقه... لكن كيف؟ ماذا حصل و كيف ؟ ابعد خصلات شعرها من على وجهها و لمس خدها برفق شديد... نعم هي حقيقه! تذكر كيف طلبت منه تأجيل الكلام و شعر بالقلق! لم تختفي ريديما لبضعه ايام كي يكون الشرح بسيطا! ريديما ماتت في حادث انفجار باخره عمت أخباره حول العالم بأسره! كان هناك جثه و تحليل دي أن أي! كيف يمكن أن يكون ذلك كله حقائق ملموسه و تكون حيه؟ نظر إليها و نزلت دموعه رغما عنه! كم اشتاق لها... كم تعذب في موتها ... كم هو خائف من الجواب على أسئلته... ربما يستطيع أن لا يسأل! لا يعرف ماذا حصل و كيف و لماذا و يكتفي بسعاده وجودها بجانبه؟ طفلته الصغيره... قطعه من الجنه التي لم يتخيل أنه يستحقها يوما... استنشق عبير شعرها و امتلأ قلبه بالاكتفاء! نعم يكفيه أنها هنا معه ... أنها حيه تتنفس و لم تمت! ربما لذلك نجى من الازمه القلبيه التي تعرض لها بعد الانفجار! كانت لا تزال حيه و لذلك لم يستطع الرحيل و تركها خلفه!
كان عقله ينذره بأنه يستغبي نفسه و أن هناك سرا كبيرا خلف ما حدث .. أنه ليس إلا يؤخر المواجهه لانه خائف! أنه مرعوب من فكره خسارتها مجددا!
...
أفاقت ريديما لوحدها في السرير... جلست تغطي نفسها بالمفرش و هي تتذكر ما حصل ليله امس حين احست بأنها تعيش فعلا من جديد بين أحضان حبيبها و زوجها فانش! رائحه الفطور الساخن كانت تدغدغ أنفها لوجود الصينه بجانبها على السرير! أطلت على أحد الصحون و سال لعابها من الجوع! لم تقاوم فاخدت قطعه من الخبز الساخن و غمستها للتذوق!!! امممم لطالما كان فانش امهر منها في الطبخ !
فانش *يخرج من الحمام و قد استحم و غير ملابسه* : اوه!!! الا تنتظريني على الاقل؟
وقف للمرآة يعدل عنق القميص و يضبط شعره المبلل حين ردت عليه بصوت صاخب و نبره ساخره
- اوهوه اسفه سيدي انا أتصور جوعا ... حضرتك أنهكت كل قواتي طوال الليل! لا ادري ما تاكلون انتم الأغنياء لكنني احتاج لاكل جيدا كي استطيع مجاراتك!
رفع رأسه للمرآه ينظر إلى خيالها أمامه مصدوما من الصوت و النبره... ظن لاول وهله أن ريديما تمازحه لكنه رآها تاكل بالفعل بشراهه و كان في طريقه جلوسها و تغميسها للاكل طريقه لم يعدها ... التفت اليها فرفعت رأسها نحوه و تراقصت تجعدات شعرها حول وجهها الذي كانت عينين زرقاوتين مثل الزجاج تاكلان نصفه! ظن لوهله أنه يتخيل! ربما هذا كابوس؟
- اوه لا تنظر إليا هكدا اسفه ها قد توقفت *كانت تتكلم و فمها مليء بالاكل* ... ابعدت الاكل قليلا و لفت المفرش حول جسمها النحيل قبل أن تقوم من مكانها و تذهب لتقف أمامه!
فانش: من انتي؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟
ريديما *و قد سلبت عينيها باستهزاء* : اففف ... أليس لديك غير هذه الاسطوانه؟ لا تغضب ساجيب! انا اومايرا... و ماذا افعل هنا؟ انت من احضرني هنا ليله امس! اتذكر؟ حين تساقطت الأمطار أمام النار؟؟؟
يتبع......
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro