الحلقة الخامسة عشر
المشهد ١:
دقت أنوبريا على باب ريديما في المساء
ريديما: نعم؟ من هذا؟
أنوبريا: مرحبا... انا أنوبريا
ريديما *وقفت و كانت ستبتسم و تقول "ماما"... لكنها تداركت نفسها و ابتسمت ابتسامه ضيافه و بقيت تنظر ... مضت ايام قبل أن تلتقي شخصا عاديا أو تتلقى معامله عاديه... منذ دخولها القصر و لم تتعامل سوى مع فانش و ذلك الممرض الذي نسي أن يقدم لها الغذاء اليوم و انغري طبعا الذي يتصرف كالغريب اذا كان فانش حاضر و كالعدو إذا كانا لوحدهما!
حقا اشتاقت للعائله المجنونه التي حضيت بها منذ أن تزوجت فانش! انوموم!!! السيده التي كانت ستكون حماتها سواء تزوجت كابير أو فانش! يا للمهزله! هذه القاتله التي دمرت عائله بأكملها حين قتلت زوجه عشيقها فقط لتدخل القصر اخيرا و كان في هذه الجدران سحر خاص يجعلها لا تقاوم !
للامانه فإن بعد الكثير من الشرور كانت أنوبريا الوحيده التي فعلا اثر فيها الاحسان! و منذ أن غفر لها فانش بعد انقادها حياته و حياتها ظلت لسنوات عديده تقوم بواجبات كبيره البيت بتفان و اخلاص... صحيح أن أفراد العائلة كلهم في حاله لا يحسدون عليها لكن عدها يمكنها لومها؟
أنوبريا: لقد اتصل انغري و أوصى باعطائك الطعام و الدواء في وقته
ريديما: حقا؟ اين ذهب الممرض؟
أنوبريا: الممرض؟ .... لا يهم! هل ابعث العشاء هنا ام مللتي المكوث في هذه الغرفه و تودين النزول تحت!
اندهشت ريديما من العزومه الفجائية و فهمت أن فانش لن يعود الليله و أفراد العائله يودون استخراج المعلومات منها
ريديما: اوه هل يمكنني فعلا الخروج؟؟؟
أنوبريا: من الغرفه فقط .. تعالي معي... اسفه لكن ما اسمكي؟
ريديما: اوما... اومايرا!
احست ريديما بيد أنوبريا ترتعش عند سماع الاسم و هي تمسك دراعها لمساعدتها في النزول.
على طاوله الطعام قامت أنوبريا بتجليس ريديما في المكان الذي تعودت الجلوس فيه و سرعان ما سمعت صوت ايشاني يعج المكان:
ايشاني: اووف!!!! ها نحن دا! اليوم الطعام غدا البيت بعده سنرجع لعباده رحلي بابهي مجددا!
أنوبريا: ايشاني تهذبي!
كانت ريديما تستطيع الاحساس بتبادلهما النظرات ... لقد أرادا اختبارها ببساطه و معرفه اذا كانت ريديما ام لا... اين يمكن أن تكون سيا؟ لقد اشتاقت لها كثيرا... و لم نلتقي بها منذ دخولها البيت
سالتها أنوبريا عن ما تريد للاكل و أفادت دكر اكلاتها المفضله... لكن رائحه الخبز الطازج كانت لاتقاوم... ذكرتها بأيام وحمها حين كانت أنوبريا تطبخ لما ما لذ و طاب...
الوحم ذكرها أنها ستموت شوقا لريدفيك... ابرار لم يدعها تكلمه! تعلم أنه يضغط عليها بهذا الشكل للتأكد من أنها ستعود.
كانت تسمع لجدال ايشاني مع أنوبريا بخصوص طلب المزيد من المال و ابتدأت ايشاني تغضب و تشتكي أن مصروفها صار يقل و يريدونها أن تعيش الفقراء ... ريديما منعت نفسها من قلب عينيها من الازدراء... هذا ما لم تشتق له في بيت المجانين هذا!
وقف أحد الحراس على الباب ... سألته أنوبريا:
أنوبريا: ماذا هناك؟
الحارس: سيدتي أحد ما حضر في سياره الانسه سيا
وقفت أنوبريا و ايشاني و تبادلا النظرات .. منذ ثلاث سنوات لم يدخل أحد غريب قصر VR
قبل أن تستطيع أنوبريا التأكيد على رفض استقبال الضيف كانت سبا قد دخلت محمله بين دراعي شاب لم يسبق أن رأوه
أنوبريا: سيا؟ ماذا حصل؟
ايشاني : من هذا الشخص و لماذا يحملك؟
كانا قد قامتا لرؤيه ما حدث بعد أن انتبهتا لرجلها المربوطه ...
وضعها الشخص على الأريكة و وضع مخده تحت رجلها
سيا: على رسلكما... انا بخير! لقد وقعت و انا انزل الدرج و امان اخدتي للمستشفى... التواء بسيط لا تخافوا هكدا
ايشاني: امان؟
مد الرجل الذي ساعدها يده لمصافحه ايشاني و أنوبريا: مرحبا انا امان زاكر، صديق سيا!
تجمد الدم في عروق ريديما حين سمعت صوت ابرار! كان قد مد يده يده ليصافحها التي ظلت ممدوده دون رد
المشهد ٢:
كان فانش خارجا من إحدى البنايات السكنيه و هو يمسح الدم من على يده متجها من الباحه الخلفيه إلى سيارته. كان وجهه متجهم بعد ساعات استجواب لذلك الحقير فيرات! دمه كان يغلي و هو يتذكر كلامه عن كيف يتم الاتجار بالبنات الصغيرات التي يتم استدراجها للعمل في المدن كخادمات و ذلك بتواطؤ و غالبا بمشاركه من بعض كبار المسؤولين! كيف يمكن لمن يجدر بهم حمايه الناس الضعيفه استخدام ذلك الضعف لصالحهم.
توقف برهه احس انه يحس بضيق تنفس و فتح زر قميصه قبل استنشاق بعض الهواء النقي و هو يلوم نفسه على عدم قدرته على التحكم في عصبيته.
كان سيمشي مجددا حين اصطدمت بظهره كرة جعلته يتوقف! استغرب الموقف و استدار ليكتشف أنها كرة سله فانحنى ليحملها لكن فجأة ظهر أمامه طفل صغير ... أخفى فانش المنديل الملطخ بالدم بسرعه و هو يدقق في تفاصيل ذلك الوجه البرئ بعينين كبيرتين تاكلان نصفه و انف طويل ...
الطفل *بابتسامه عريضه* : مرحبا!!! مجددا!
لم يستطع فانش مقاومة ابتسامته و شعر فجاه بارتياح شديد رسم على وجهه العابس ابتسامه جميله نحتت الحفرتين اللتان تزينان وجنتيه
فانش: مرحبا... مجددا أيضا!
الطفل: ماما تقول لا يمكن أن نلتقي نفس الشخص مرتين صدفه! هل تعتقد أن هناك شيء ما يجعلنا نلتقي دائما؟
فانش: اممم ممكن! امك على حق على فكره ... امراه ذكيه!
الطفل: بالطبع! فهي ماما !
ضحك فانش لتعابير الطفل التي التي لا تقاوم و لعب بشعره و هو يتساءل لما يشعر دائما أنه سبق له أن رآه من قبل!
الطفل: ضحكتك جميله !
رمش فانش عينيه مندهشا المديح! و انتبه لجمال الغمازتين تميزان ابتسامته
فانش: و انت اجمل طفل رأيته في حياتي! صدقا!
تعلق الطفل لرقبته و حضنه بدفء و عطف جعل الدموع تمتلىء في عيني فانش دون أن يشعر.
ابتعد الطفل و اخد الكرة منه و سأله : هل تلعب كرة السلة؟
فانش: اممم و لا العب غيرها... لكني لم ألعب منذ زمن طويل!
الطفل: ما هذا العذر للتهرب؟ ام انك خائف أن اغلبك؟
فانش: تغلبني؟ مستحيل ايها السيد الصغير... *وقف فجاه* الم ترى طولي؟ انت نقطه بالنسبه لي! * نزل مجددا للارض يداعبه*
الطفل *هو يده باشاره الاستهزاء* لا لا انت فقط جبان! هذه النقطه تلعب مثل الكبار سيدي!
فانش: تحدي؟ و من يخسر ماذا عليه أن يفعل؟
الطفل: بوضه! سيقدم للثاني بوضه!
فانش: قبلت! *و تصافحا*
ظل فانش يركض وراء الطفل الصغير برويه و هو يراه يقوم ببعض الحركات المحترفه جدا بالنسبه لطفل في سنه الصغير جدا... راوغه عده مرات ليرى المزيد من حركاته ... اخد منه الكرة مرة و تركه يأخدها منه و جريا مجددا في الحديقه الخلفيه إلى أن وصلا الى السله فرفعه بين ذراعيه ليوصله الى السله و يجعله يسجل ... صرخ الطفل فرحا و ضحك فانش لرؤيه فرحته.. عانقه الطفل من جديد و حضنه فانش بكل حب ثم ضربا يديهما لبعض!
فانش: احسنت يا بطل!!! انت فعلا بارع... يجب أن تأتي في يوم من الايام و تلعب عندي بالبيت!
الطفل : حقا؟ هل لديك ملعب لكرة السلة؟
فانش: اكيد!!!
الطفل: رائع!
سكت الطفل قليلا ثم امال رأسه و سأله و هو يضع يده على الجهه اليمنى من صدره :
الطفل: هذا مسدس أليس كذلك؟ هل انت شرطي؟
تفاجأ فانش من السؤال و انزل الطفل بابتسامه متردده لكنه حين انحنى احس بوجع في صدره و مسك الجهه اليسرى منه بينما تمسك بركبته باليد الأخرى لكي لا يقع...
الطفل: سيدي ؟ هل انت بخير؟
فانش *و هو يلهث*: امم .. انا... انا بخير لا تقلق *حاول الوقوف لكن الالم اشتد و قد بدأت قطرات العرق تتشكل على جبينه* ... انا فعلا بخير... عد إلى المنزل ! والديك سيقلقان... سيقلقان عليك!
وقع فانش للارض و هو يحس بدقات قلبه تشتد بشكل مجنون ...
الطفل: ما بك سيدي؟ انت مريض؟ *وضع الطفل رأسه على صدره* ... انت لست بخير... قلبك يدق بشده سوف انادي المساعده...
فانش *مسك يده بقوه منعه من الذهاب* : لا... انا ... انا *يلهث بقوه* ... ال... الد...
كان يتمتم فوضع الطفل أذنه إلى شفتيه ليسمعه ثم بحث في جيبه على الدواء و اخد حبه وضعها له في فمه .. اغمض فانش عينيه و وضع يده على رأسه و هو يبتسم سمع صوت شخص ينادي و لكنه لم يكن يستطيع أن يسمع أو يفتح عينيه بعد .. احس بقبله من الطفل الصغير على جبينه قبل أن يسمع صوت خطواته يبتعد جريا.
المشهد ٣:
تناول ابرار عشاءه مع افراد عائله فانش الذين انشغلوا عن استجواب ريديما بضيفهم الذي اضحكهم كثيرا بروح دعابته بينما كان يداعب رحل سيا تحت الطاوله و يتبادلان النظرات...
بعد الحلويات استأذن للذهاب و لم يحاول أحدهم التمسك ببقاءه لانهم لا يريدون لا انغري و لا فانش أن يرى انهم استضافوا أحدا ..
أوصلته سيا للباب و ظلا يتغازلان قليلا ثم طلب منها الدخول لكي يبقى ينظر إليها و يودغها من بعيد. بعد دخولها البيت تقدم نحو دراجته في الظلام لكنه فزع حين احس بأحد امسكه من الخلف و وضع سكينا على رقبته!
ريديما: اقسم بالله أنني ساقطع رقبتك أن حاولت التلاعب بتلك الفتاة ابرار!!!! هي ليست طرفا في كل هذا!
ابرار: هل جننتي؟ انا مسؤولك!!!! انزلي هذا السكين شارما!!!
ريديما: و تلك عمه ابني! انا جاده لا تحاول اقحامها في هذا!
ابرار: اردت فقط الوصول اليكي و التأكد انكي بخير!!
ريديما: انا في بيتي! بين عائلتي!!! وفر خوفك المزيف!
ابرار *ضحك من قلبه* : عائلتكي؟... دعينا لا نناقش دلك .. لكن أخبريني فقط ماذا سيفعل بكي ابنهم حين يعلم أن زوجته لم تمت في تلك الباخره ؟ و هي نفسها التي دبرت الحادث ؟
استطاع اخيرا أن يفك قبضتها على عنقه و يواجهها فاستدارت تشيح بنظرها و قد ملأت الدموع عينيها
ريديما: قلت لك أنه ميت!!!
المشهد ٤:
فتح فانش عينيه بعد أن سيطر مفعول الدواء على نبضه الذي رجع اخيرا للوضع العادي و نهض يعدل ثيابه و نظر الى سلة الملعب الصغير مطولا.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro