الحلقة التاسعة و ثلاثون
الحلقة التاسعه و ثلاثون (39)
توقف السيارة على مدخل شاطىء خاص حدد طرفيه بمشاعل من النار بينما زينت الطريق المفترشة ببساط احمر تكسوه بتلات الورد بكؤوس شمعيه مشتعله على الطرفين. كان المكان مظلم يشبه مشهدا من الخيال اين تناثرت الانوار في كل مكان لتضفي على الظلمة رونقا و إحساسا بالدفء رغم عليل نسيم البحر الهائج حولهم.
ابتسمت و قد تلالات الدموع في عينيها و هي ترى فانش واقفا منظرا إياها و قد غير بدلته الرسميه إلى بدلة سهرة. تقدم نحوها مادا يده لمساعدتها في المشي إلى المكان الذي كان واقفا فيه لتجد وراءه عشاءا رومانسيا مجهزا على رمال الشاطىء الناعمة في شكل جلسة صفف الاكل فيها على فرش ذهبي من انواع مختلفه بين اوراق الورد و حبات اللؤلؤ ... ظلت تتأمل المكان بابتسامة عريضه و قد نزلت دموعها حين شد يدها ليجعلها ترقص معه على انغام الموسيقى...
ريديما: ما كل هذا فانش؟
فانش: تبدين ساحرة في هذا الساري مايرا!
نظرت إليه غير قادرة على محو حزنها لسماعه ينطق باسم امرأة أخرى فاقتربت منه و حضنته بشدة و هي تتمايل معه يرقصان
ريديما: لماذا تفعل هذا فانش؟
فانش: ماذا؟
ريديما: كل هذا... لماذا تنسج لي أحلاما ليس من حقي حتى رؤيتها؟ من السهل البقاء في مكانتي حين تعاملني كمايرا و فقط لا تجعل من هذه الوضيعة سيده فلن اتحمل السقوط من أعالي القصور التي تاخدني إليها
فانش: تكلمتي صباحا عن تلك الأميرة ماستاني التي اختارت أن تصل بجانب حبيبها ...
ريديما: اممم..
فانش: هل تعشقيني لهذه الدرجة؟
نظرت ريديما إلى وجهه فجأة و قالت بصوت مرتعش
ريديما : و اكثر من ذلك أيضا...
ابتسم و حضنها لصدره بشده يشتم ريحها ...
فانش: العشاء؟
نظرت للسماء مطولا ثم قالت و هي تمسح دموعها
ريديما: فلننتظر قليلا بعض...
امسك ذقنها ليجعلها تنظر إليه و الدموع من زوايا عينيها
فانش: لمن تصومين مايرا فهذا القمر المختفي لا يظهر إلا للمتزوجات الليله؟
اندهشت ريديما لمعرفته أنها صامت كارفاتشوت و لم تكن تعلم أنه رآها بالليل تتسحر قبل انقضاء وقت الاكل ...
ريديما: لذلك لم تأكل شيئا طوال اليوم؟ لكنك تصوم لأجل حياة قد انتهت بالفعل يا فانش
وضع يده على فمها منزعجا
فانش: لم أتوقف عن هذا الصيام حتى بعد رحيلها... اعتبريها عادة أو جنون .. أو ربما هروب من الواقع لكنني لطالما انتظرت وجه القمر و انا انظر الى قمر صورها
ريديما: كل هذا الحب؟
أدارها فانش بين ذراعيه و حضنها بقوة من الخلف قبل يقول
فانش: لقد مت فداءا لحبها من قبل و مستعد لفعل ذلك مجددا مايرا!
أغمضت عينيها تخفي دموعها الحارة و هي لا تستطيع سماعه يناديها بذلك الاسم بعد ...
في القصر ..
وصل انغري لغرفة ايشاني يلهث من الركض
انغري: ماذا هناك ؟ يا قدير!!!
رأى ريدفيك مرميا على الأرض يتخبط ماما عليه و العرق يغرق جسمه الصغير
انغري *يتحسس تنفسه تحت أنفه و يحس نبضه*: ماذا حصل؟؟ ايشاني تكلمي...
اخدها من ذراعها ليجعلها تقف من الأرض اين كانت تجلس و تنظر للطفل دون أن تستطيع فعل شيئا
انغري: ماذا فعلتي له؟ الولد جسمه في حالة صدمه! ماذا فعلتي توقفي عن البكاء؟
ايشاني: لا... ا... انا.... لا ....
امسك رقبتها يخنقها ما جعلها تتشبث بيده تحاول فكه بينما كان يصرخ في وجهها
انغري: فقط لأنه حاول أو يمازحكي تحاولين قتله؟ ما نوع الأشخاص انتي؟ اي شيطان انتي لتفعلي هذا بطفل صغير!!!؟؟؟ اجيبي!!!!
ايشاني : اق... اقسم لا اعلم ما به... أن... انغري ... لا... لم... لم اره حين دخل الغرفة... *تكح بشده بسبب خنقه لها* ... كنت ... كنت في الحمام و وجدته هنا!!!
فك رقبتها ليمسك فكها و يقربها منه فيرى عينيها جيدا!
انغري: كيف ستعلمين و انتي منتشية تماما!!!!؟؟؟
دفعها بعيدا و نزل يرفع الطفل الصغير عن الأرض ليضعه في السرير
انغري: ريتشي... ريتشي .. ريتشي هل تسمعني؟ ... *اخد يفرك يديه الصغيرتين و رجليه* ... اتصلي بالدكتور لا تقفي هكذا!!!!
بحثت ايشاني عن هاتفها في أرجاء الغرفة فاسقطت صحن الايس كريم من الطاولة و انتبه انغري لآثار اصابع ريدفيك عليها ...
رأى ايشاني تفرك دراعيها مشوشه و تمسح أنفها تحاول أن تتحكم في بكائها و اخد اصابع ريدفيك ليراها....
شد انغري ذراعها فجأة ليجعلها تنظر إليه
انغري: ايشاني لقد كان في غرفتكي صح؟ *اومأت برأسها نعم* ... هل... هل وضعتي بودرتكي على الطاولة؟
ابعدت يدها من قبضته و اخدت تحك جبينها و أنفها و تضع شعرها وراء ادنيها
انغري: اجيبيني!!!! هل تعاطيتي ذلك السم على هذه الطاولة!!!؟؟؟؟
سدت ادنيها من صراخه و حاولت أن تشرح أنها لا تذكر لكنه صفعها فجأة بشدة اوقعتها ارضا!
انغري *و هو يشد شعرها ليجعلها تقف مجددا*: افيقي ايشاني افيقي قبل أن اجن و اقتلكي!!! هذه الطاولة واضح أن ريتشي لعق شيئا عليها! *خبط رأسها على طاولة ليجعلها ترى أثار أصابعه في مخلفات البوضة هناك عن كثب*... افتحي عينيكي!!!!
ايشاني: ارجوك انا... انا لا اذكر شيئا... انا لم اره حين دخل... كنت في الحمام!!!
شدها من شعرها مجددا ليجعلها تواجهه
انغري: ركزي معي و الا اقسم انني سافرغ مسدسي في راسك! كم كانت الكميه ؟ و كم اخدتي ؟
كان يشكل رقم هاتف الدكتور و هو يسألها! حين وصلت سيا و ارتعبت لمنظر الغرفه...
سيا: ريتشييي!!!! يا قدير ما حصل له؟
انغري: دكتور تعالى بسرعه حالة طارئة!
ظلت ايشاني تنظر إلى ريتشي و تبكي بحرقة و هي تراه لا يرد على صراخ سيا تحاول ايقاضه...
ايشاني: انا اسفه... انا اسفه... لا اعلم كيف حصل كل هذا
انغري: لا تعلمين! نعم لا تعلمين ربما لذلك حرمكي القدير من طفلنا لانه رآكي لا تستحقين أن تكوني أما!!! ... * أعاد الاتصال على الهاتف*... بوص هناك مشكله بالبيت!
لم تفت ساعة حتى هرعت ريديما إلى سرير ريدفيك في غرفته لتراه هناك ممددا و أنبوب الأكسجين يمر عبر أنفه بينما كانت ابرة المحاليل توخز دراعه الصغيره
ريديما: ريدفيك!!! ما بك حبيبي؟ أجبني!!! ما بك؟ تحسست جبينه ثم يديه ... ماذا حصل له؟ سيا!!!؟؟؟ سيا!!!
التفتت إلى سيا و أمسكت في دراعيها ترجها بعنف
ريديما: ... سيا... ماذا حصل له؟ اين كنتي؟ لماذا ابني يحتضر؟؟؟ اجيبيني!!!!! لماذا تبكين؟؟؟ انغري!!!! اين انغري؟ *رأته يدخل من الباب*.. ماذا فعلتم به؟ انغري أجبني لماذا هو بهذه الحاله؟؟ *جرت ثانيه لريدفيك تتفقد تاشيراته الحيوية خلفه* ...
دخل فانش للغرفة حين امسك ريدفيك بيدها فجأة فرآها تنزل على ركبتيها للارض أمامه منهارة
ريديما: حبيبي... ماذا أصابك يا قلبي؟
ريدفيك *بصوت خافت غير قادر على التكلم*: هلا توقفتي عن البكاء مثل الاطفال؟
بكيت ريديما بحرقة و هي تحاول تبتسم سعيدة لسماع صوته. قبلت يده بشده
ريدفيك: انا بخير... لقد.. لقد تحسنت حين اتيتي ارايتي.. ارايتي سحركي؟
استدارت ريديما لانغري و سألته لماذا لا يخبرها ماذا اصابه لكن ريدفيك شد يدها و قال
ريدفيك: توقفي عن الصراخ على الجميع... ما ذنبهم؟ انا... انا الذي أكلت بطريقة غير صحية... لم تستحمل معدتي ذلك!
صدم انغري و نظر لايشاني التي كانت تقف في الزاوية لافة كتفيها في شال و عينيها و أنفها منفوخين من شدة البكاء!
فانش: فليغادر الجميع، هو يحتاج للراحه ...
نفذ الجميع ما عدا ريديما التي ظلت جالسه للارض لا تستطيع ابعاد نظرها عن وجه طفلها الشاحب و قد غفى ثانيه!
فانش: تعالي يجب أن تأكلي شيئا ثم عودي ثانية، ستظل الممرضة معه
لم تتحرك ريديما و كأنها لم تكن تسمعه اصلا
فانش *و هو يرفعها من الأرض برفق*: مايرا انتي بحاجة لاكل شيء ما لا تعندي مثل الاطفال ...
فجأة دفعته ريديما بعيدا و صرخت بوجهه
ريديما: كفى كفى كفى!!!! اكتفيت منك و من مايرا و من كل شيء!!! ما هذه اللعنة التي أتت بي هنا لارى ملاكي يكاد يموت بين جدران قصر الاشباح هذا!!! *أراد أن يمسكها لكنها دفعته مجددا و صرخت* انت .. انت فانش راي سينغهانيا!!! انت... انت حتى الأرواح تستأذنك للخروج من هنا حين يموت أحدهم و لكنك ... و لكنك لا تستطيع توفير الحماية لأبسط الأشخاص!!؟؟؟
فانش: حسنا اهدئي و اجلسي أنتي ستقعين ... ممرضة؟
رأت ريديما الممرضة تقترب بحقنه فرفعت اصبعها في وجهها و صرخت :
ريديما: إذا لمستني اقسم بالقدير أنني ساقتلع عينيكي!
صرف فانش الممرضة و حاول الاقتراب من ريديما و يشرح لها
فانش: اسمعي سيكون بخير لقد كلمت الدكتور و أكد لي أن حالته مستقرة و بعد يوم او اثنين سيكون يجري و يلعب كعادته...
أنوبريا: فانش لقد أحضرت بعض التقدمه من المعبد اخد منها الصحن و أشار لها أن تغادر ...
فانش: تفضلي بعض الكير لكي...
تركته و ابتعدت لتذهب إلى ريدفيك لكنه وضع الصحن على الطاولة و امسك ذراعها يحاول أن يرجعها لصوابها
ريديما *ابعدت يدها من قبضته*: لا تلمسني!!! لا تجرأ على لمسي فانش راي سينغهانيا!!! انا الغبية و هو الذي معه حق! انتم فقط مجرمون في هذا البيت!!! تعتقد أنني صدقت كذبته أنه اكل شيئا غير صحي؟ لست حمقاء .. قلي لماذا؟ اخرجتني من البيت بلعبتك القذرة حتى تدع عائلتك يستفردون به!
فانش: ما هذا الهراء الذي تهذين به!!؟؟؟
اشرت اصبعها على صدره و هي تصرخ
ريديما: الهراء هراؤك انت!!!! انت الذي تحب ألاعيب العقل و القلب!!! كيف ... كيف طاوعك قلبك؟ أنه مجرد طفل صغير!!! لانك تعتبره ابن ابرار عدوك جعلت من حياته لعبه؟؟؟
انفرجت بالبكاء بينما نظر إليها مصدوما غير متصور أنها تتهمه بهذا الفعل الشنيع
فانش: كيف تتصورين أنني ممكن أن اؤذي طفلا!!!؟؟؟
ريديما: اتصور؟؟؟ ما الذي اتصوره؟ انظر اليه ... انظر إلى وجهه الشاحب! انظر إلى صدره الذي يرتفع و ينزل بشدة يحاول التنفس... انظر الى الزرقه في ذراعه بسبب الحقن!!!
فانش: انتي تهذين حاولي أن تسمعيني على الاقل!
ريديما : ماذا اسمع؟ لعبة أخرى باعصابي!!!؟؟؟ اتعلم شيئا؟ لقد سئمت... خلص لم اعد اتحمل ... أنا المخطئة!!! انا المذنبة لأنني رفضت أن استمع لابرار و ظللت أدافع عنك! انت... انت فعلا شيطان كما يقول .. انت وحش .. رأت تعابير فانش تتحول و قد اعتراه الغضب الشديد و امسك ذراعيها الذين كانا يضربان صدره بشده
ريديما: فعلا هذا القصر ليس فيه مكان ليلعب فيه الاطفال... ربما لهذا حقا لم تستحق أن تكون ابا في يوم من الايام! ... ربما كانت رحمة من القدير أن اخد ابنتك قبل أن....
فانش: ربديماااا!!!!
لم يدري بنفسه و هو يصرخ عليها بجنون إلى أن رآها تقع على صدره مغمى عليها و وجهها قد اغرقته الدموع فيما ارتخى جسمها تماما و كاد أن يسقط للارض لولا امسكها...
نظر لها مطولا بنظرة قاسية و كل نقطه من جسمه تشتعل غضبا لكنه انتهى به الامر ان رفعها بين ذراعيه و اخدها السرير ليضعها بجانب ابنهما قبل أن يأتي بصحن الكير الذي قدمته أنوبريا كتقدمه، جلس إلى جانبها و أخد البعض ليضعه في فمها كي يكسر صيامها... نظر إلى القمر في السماء و اخد يدها ليضع فيها الملعقة التي غرف بها من الصحن ليطعم نفسه و يكسر صيامه هو أيضا.
تحسس جبين ريدفيك بجانبها و ابتسم لرؤية أن حرارته غير مرتفعه
فانش: انت محظوظ جدا يا بطل بهذا الحب كله من هذه المجنونة...
قام من مكانه و قبل جبين كلاهما قبل أن يرفع اللحاف عليهما ليغطيهما ثم أحضر كرسيا و جلس ينظر إليهما نائمين و قد ضمت ريديما طفلها بين ذراعيها دون أن تشعر.
نزلت دمعه من عينه و هو يتمنى لو أن الحياة كانت مختلفة و كانت هذه هي عائلته... هو و ريديما و ابنهما... لكن متى كان القدر كريما معه ؟ عليه أن يتحرق شوقا لما لن يحصل عليه ابدا و هو يرى زوجته قد شكلت اجمل عائلة مع شخص آخر ..
اخرج محفظة ابرار لينظر للصورتين اين كان الطفل بين ذراعي أبيه و ابرار يحضن ريديما في صورة جميلة على شاطىء البحر ...
----------------------------------------
الحلقة القادمة: رحلة في البحر....
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro