واتسون تشارتشر
فتح باب الزنزانة بهدوء و دخل في الزنزانة. رفعت هى رأسها بهدوء و نظرت لذلك الكأس المتواجد فى يده قبل أن تبتسم له.
"كارل لا يعرف بوجودك هنا" قالت فى نبرة ساخرة و هى تميل رأسها لليمين قليلا متفقداه
"و هل هذا الكأس رشوة أم هدية؟"
"أعتبريه ما بدى لك، أنا هنا فى سؤال و لن أرحل دون إجابة" أخذت الكأس و اتجهت لتجلس على السرير القديم و هى تنظر له بغرور
"و ما هو ذلك السؤال الذى تخفيه عن كارل خوفاً من غضبه؟" دهش رايتون منها. كيف لها أن تعرف بأنه حضر وحده خوفاً من غضب و إنزعاج سيده من شئ سوف يطلبه؟ سريعًا ما أختفت الدهشة عن وجهه و هو يتذكر ماهية من أمامه، بينما ضحكت هى ساخرة
"لا تندهش هكذا رايتون" أمالت رأسها قليلا لليسار "مسكين، ظننت أنك تستطيع خداعى بكأس و سؤال و نسيت كونى ميراى الجارية التى خشاها الملك السابق و أبنه"
"و هل تتباهين لكونك جارية؟" سألها بتعجب و سخرية و ردت عليه بمثلها و بصوت انثوى قالت فى خبث
"لو كان هناك فساد فى دولة غير ملكها فتأكد أن الجاريات هن سببه. كونى جارية شرف و أنت تستهين بهذا اللقب يا حارس الملك"
"أى يكن" قال فى هدوء بعدما رأى الحسن فى إغلاق الحوار الذى لن ينتهى على خير و ربما لا ينتهى من الأصل "هو سؤال، هل أنا من الثلاثة الذين سوف يرون الذئب؟" و هنا رن صدى صوت ضحكتها فى الأرجاء، و كأنها سمعت نكتة سخيفة أمسكت بمعدتها من شدة الضحك ثم قالت فى سخرية بحتة.
"هل أخبرك شخص من قبل أنك غبى" تعجب رايتون من تلك الكلمات لكنه سرعان ما ازاحها من عقله، لقد تذكر كم الخبث الذى تمتلكه تلك التى أمامه، تذكر أنها يوم ما أوقعت ملك هابته الساحرات فى شباكها العميقة و أنهت الأمر بهلاكه على يد أبنه فقد بكلمات عديدة.
"تسألنى إذا كنت من من سوف يروه فى حين أنك رأيته بالفعل" ارتشفت من الكأس ثم رفعت نظرها له "إذا كان هذا سوف يريحك فنعم يا رايتون أنت من الثلاثة"
"و هل أنا من سوف يتم قتله؟"
"و هل ترانى بساحرة؟" ضحك بخفة ساخرة
"لكنك تعرفين ساحرات كثيرات و تعرفين من هو صاحب الذئب و لو لم يكن هو فتعرفين شخص يعرف" أقترب منها و أمسكها من معصمها بشدة و هو يجذبها للأعلى، كانت عينه تتوعد لها بالقتل و صوته لا يقلل من سوء الأمر.
"كيف أصل للذئب؟" اشاحت نظرها عنه فى إنزعاج و لوت فمها
"لو كنت تسعى لرضا سيدك فاعلم أنه يعرف من سوف يدله على صاحب الذئب"
"و من ذاك؟"
"لك أن تسأله" ابتلعت ريقها "إنه فى القصر و ليس من الجيد لك أن يجدك هنا" ابتلع رايتون غصة فى حلقه و تركها و رحل
.
.
و فى ذلك المنزل المكون من غرفتين أمسكت زيرا بيد كوو و فتحا الباب للخروج و التنزه قليلا. لقد كان يوم مرهق و كانا أكثر من شعر بأنه لا يمر و ما أن حل الغروب حتى انطلقا للتنزه فى تلك الجزيرة المهجورة، التى تركتهم عليها أرسلين.
كان المنزل هادئ بشكل مريب، كانت يوتيكا فى غرفتها أستغلت غياب خادمتها و انهارت باكية تشكو ما بها لنفسها، و تترك للدموع عمل التعبير على كل ما بصدرها من ألم. كم قتلتها نظرته المعاتبة لها، تلك النظرة التى عاتبتها على خطأ لم تقترفه. كانت ذكرى كلماته الحادة و نظرته الحادة التى حملت حزن، و خيانة و خذى قتلها.
لكن و من دون معرفتها كان روكى واقف عند الباب ينصت لأنين بكائها فى ألم. لقد بات الأمر واضح الآن هى لم و لن تحبه، فكيف لها أن تحب شخص أمرت بقتله؟ مقاومتها كانت فقط للتسلية فشخصية بقوتها لن تقع فى خيوط قلب محول و ضعيف، و زاد ضيقه حين أراد تهدأتها و أخذها فى أحضانه و منع عنها الدموع كما تمنى أن يفعل دوماً لكنه لا يستطيع، هو شعر بخيانة عظمى، شعر أنها و بكلمة سلبت منه روحه و أحلامه.
"يوتى..." تمتم فى صوت خافت لكى لا تسمعه. أنزل رأسه فى حزن و اتجه نحو المرحاض للإستحمام فلعل ذلك يقلل من الألم قليلاً.
بينما كان الحبيبان يمشيان على البحر
"أنت فقط لا تعرفها يا كوو" قالت هى فى حنو، فى تلك النبرة الطيبة التى علقته فى غرامها "سيدتى أطيب مما تبدو و ما مرت به فى صغرها ليس بقليل"
"هل تعتقدين أن ما مررت به أنا و اخواتى بقليل؟"
"لا" أجابت بسرعة بعدما رأت أنها كادت تمس خيط حساس لدى كوو "لكنى فقط لم اسمع منك الكثير عن حياتك قبل التحول على عكس ما قصت على سيدتى و الخدم." وقفت عند الشاطئ و جلست على الرمال ليتبعها كوو
"أنا حقا لا أفهم ذلك الرابط البغيض لطفولة مسلوبة المتواجد بينكم كمصاصى دماء" ضحك بخفة على جملتها البريئة ثم سأل
"أخبرينى زيرا كيف كانت طفولتك؟" ابتسمت زيرا و نظرت للأفق و هى تسترجع خيوط ذكريات الماضى المؤلم منها و السعيد
"لقد كانت سعيدة. كان لدى أخ صغير و أسرة غنية و اصدقاء اوفياء، كان لدى خدم و والدان يقلقان على و على أخى كما لم يفعل أحد من قبل حتى..." صمتت ة بلعت الغصة فى حلقها ثم نظرت للبحر
"حتى قابلت الأميرة، كنت فى الحادية عشر من عمرى حينها. أتذكر أن الأمر حدث بسرعة، جاء رجلان قويان و اختطفانى أنا و أخى، اتذكر صراخ أمى يومها، أتذكر طلبها النجدة لكن ما من منصت"
"لقد تم إحضارنا للقصر. فى ذلك الوقت كانت الأميرة فى حالة إعياء قوية و تحتاج لدماء و كانت دماء أخى سبيلها للنجاة" وضعت يدها على رقبتها و خرجت إحدى الدموع عن طوعها و أنزلقت بسرعة "حين فاقت الأميرة سمعتها تتعارك مع كارل لفعله ذلك بطفل صغير لم يتعدى العاشرة و طلبت نقله لأكبر مشفى فى المدينة و توليتها جميع المصاريف. لكن للآسف كنا متأخرين" حل الصمت لثوانى عديدة
"و ماذا حدث بعد ذلك؟"
"بعد ثلاثة أيام اتجهت للمقابر لزيارة أخى و هناك عند مقبرته وجدت الأميرة تبكى و بحرقة، كأنه أخوها و ليس أخى و وجدتها تعتذر و تتوسل بمسامحته لها فاشفقت عليها و شعرت بشئ يجذبنى نحوها. فى مساء ذاك اليوم تحدثت إليها و عرضت على البقاء معها تحت حمايتها على أن تتأكد من أن والداى فى أمان و ثراء و ألا يمسنى أو يمسسهم ما حدث لأخى و قبلت." رفعت رأسها لتنظر للسماء "أنا أعيش بين مصاصى دماء و محاطة بهم و أقرب من فى هذا العالم لى أحداهن، لكنى عهدت نفسى ألا أصبح واحدة منهم، ألا اسلب حياة إنسان لحاجتى"
مر بعض الوقت فى ذلك الصمت العجيب لكنه كان ممتع لهما حتى طرقت فكرة و تفسير فى عقل كوو فانتفض واقفا
"هيا يا زيرا علي بإخبار روكى"
"بماذا؟"
"لا وقت"
.
.
رفعت عينها للجالسان أمامها بهيبتهما الفائقة على كل شئ سواها
"شرفت يا سيد كارلهينز" اغمضت عينها ثم رفعتهما لتنظر له مرة أخرى فى هدوء، نعم وجوده يخيف كل من حوله عدى أنها هى الأخرى تمتلك هيبة لا يستهان بها، و تعرف جيدا أنها ممن لن ينقلب عليهم كارل ليس لإحترامه لها بل لحاجته لها. "ماذا قد أقدم لك؟"
"أنا هنا التحدث معك يا سيدة وتويتى فى أمر يأرقنى"
"أمر الذئب صحيح؟"
"نعم" تنهد فى إرهاق و نظر لخادمه رايتون و تلك العين التى استبدالها له "لقد بحثت فى كل مكان، قرية مدينة و جزر عن شخص يحمل أسم تشارتشر لكنى لم أجد-"قاطعته بهدوء مسرعة
"و لن تجد" نظر لها فى تعجب "كارلهينز...إذا كان العالم أجمع يعرف أن أحد وارثيك سوف يقود العالم للحرب ثم السلام مدمر كل السلطات و الطبقات هل سوف تعطيهم أسمك الحقيقى؟" صمت قليلاً يفكر و كان الرد من رايتون الذى رأى طيف ما تحاول السيدة قوله
"كنت لأبتكر أسم" و هنا استوعب كارل ما حاولت هى قوله
"إذن واتسون تشارتشر ليس أسمه الحقيقى"
"بلى هو اسمه الحقيقى لكن تشارتشر ليس أسم عائلته فقط أحد اسماء أجداده."
"و كيف لى أن أعرف اسم عائلته الحقيقى؟"
"هذا يعود لك" تنهد كارلهينز فى ملل. وقف كارل و ابتسم لتلك السيدة العجوز
"أشكرك يا وتويتى" و اختفى مع حارسه. لم يمر طويلاً حتى ظهرت تلك الفتاة بطلتها التى تسعد وتويتى دائماً. لم يحمل صوتها سوى الهدوء بنبرة واثقة
"هو لا يعرف صحيح؟" وقفت السيدة وتويتى و ألتفت لتلك الواقفة
"و من الأفضل ألا يعرف" توجهت المكتبة لتكمل قرائة كتابها "كون الأمر ليس بوراثة يجهله الكثير و الأفضل أن يظل فى الظلام حتى تهب الحرب."
.
.
فتح باب غرفتها فوجدها ترسم و تدندن فابتسم بإعجاب، لقد تعرف على الأغنية بسرعة فهى الأغنية التى ترعرعت عليها. حمحم بصوته الحاد و القوى لتلتفت له، ما أن رأته حتى شقت البسمة وجهها و انتلقا قافذة بين أحضانه
"لقد طال غيابك" ابتسم بحنو و انحنى ليقبل رأسها و ما أن لامس شعرها الأبيض حتى ابتسم
"لقد استحممتى قريبا" اومأت فى حضنه
"أين كنت؟"
"فى عمل" تنهد و هو ينظر السرير الذى يتواجد خلفها "هل اشتقت لى؟"
"نعم" ابتسم أكثر و أبعدها عن أحضانه بخفة "لدى مفاجأة لك"
"و ما هى؟"
"عيد ميلادى سوف يكون بنهاية هذا الأسبوع لذلك قررت الإحتفال به معك فى مكان ما وحدنا" ازدادت بسمتها أكثر و رسمت عليها ملامح التشويق
"و أين عسانا نذهب؟"
"إلى جزيرة لا يعيش فيها أحد و بها كوخ خاص بعائلتنا اشتراه والدى لجدتى فى عيد الأم و أعطاه لى"
"جزيرة..." رددت بشوق
"نعم" ألقت نفسها بين أحضانه مرة أخرى و اخذت تضحك سعيدة.
جاء اليوم التالى و انطلق الأثنان المطار و أستقلا طائرة حتى أقرب مدينة للجزيرة و منها ركبا مركب وصولا للجزيرة حيث سوف تبدأ مغامرة رائعة تضمهما. أحدهما سوف يندم و الأخر يسعد فيا ترى من سوف يسعد و من يحزن؟
.
.
و فى قصر الملك كارلهينز نشر الذعر فى أرجاءه. منذ عودته و هو يصرخ بالجميع حتى رايتون لم يستطع إمتصاص غضبه، كل شئ ضده الآن و من ارسلهم للعثور على أخته لم يجدوها. شعر أنه قريبا ما سوف يلقى من على الحافة، أخته ليست هنا، الوحيدة التى يحارب لأجلها ليست هنا، الوحيدة التى فى يدها تدميره ليست هنا و بذلك لو وقعت فى أيدى خطأ و كشفت حقيقة النبوءة سوف يكون هلاكه.
"رايتون" التف له رايتون مستعد لتلبية أوامره و كعادته "أريدك أن تخطف لى واحد من كل قبيلة، عائلة سواء كانوا مستذئبين أو سحرة و جد لى أختى!"
.
.
انتفضت واقفة فى ذعر و قد رأت من آتى لزيارة سيدتها وتويتى. ركضت للمكتبة
"سيدتى-" قاطعتها بهدوء
"أعرف. بالفعل شعرت به" وقفت و اتجهت لمقدمة الكوم الصغير المتهالك و خلفها طالبتها. خرج من الغابة سيدة مثيرة بجسدها الشاب و معها ذكران، لم تجعل أى من أصحاب البيت هوية تلك السيدة أو هؤلاء الذكران، فالحديث عنهم يغنيهم عن التعريف و هيبتهم بين الجميع لا تقل عن تلك الخاصة لكارل أو أزمير، و الطاقة الجبارة التى تحوم حولهم أكدت على هيبتهم بين شعبهم. و فى لحظة و الأخرى ابتسمت السيدة لوتويتى و قالت فى إبتسامة حنان
"مرحباً سيدة وتويتى" جهلت الفتاة الواقفة خلف وتويتى تواجد تلك السيدة هنا الآن خصوصا أنها و على عكس أزمير و كارل، معرفة تلك السيدة بوتويتى ليست الخدمة أو للحاجة بل علاقتهم أقوى و أعمق من ذلك تحمل الكثير من الإحترام و التقدير فى الواقع تلك هى ممن تدربوا على السحر تحت إمرة وتويتى و الآن أصبحت ملكة السحرة مايا ميلارك و خلفها يتواجد أخواها. قد يتساءل البعض كيف تمشى الملكة مع الأمراء فقط و ثلاثتهم يعدوا من المستهدفين، لكن الأمر هو أن كل منهم شخص لا يستهان به و قوة لا يتعداها أحد بسهولة، و قوتهم تأتى فى تجمعهم.
"مرحباً يا مايا. تفضلوا بالداخل هذا الكوخ ليس بغريب عليكم"
"و كيف له أن يكون" أجابت مايا ثم بدأت تتحرك للأمام و قالت فى خفوت و حنو "أمى...
الأسم:مايا ميلارك
الجنس:ملكة السحرة
المهنة:عارضة أزياء و ملكة جمال العام السابق
العمر:٢٨
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro