لست من تهوى
لقرابة اليوم كان موج النفوس فى كل مكان مستقر و أزمير أعتذر لياتو بطريقته الخاصة التى تمنحه الفرصة بالإعتذار دون قول أسف. بينما كان رباعى مصاصى الدماء و من معهم من ساحرة و بشرية يتجهون إلى غابة قبيلة كلارك و قد أخذوا جميعاً فرصة للهدوء الفكرى و الإسترخاء بالنوم قليلاً، هذا بالطبع لم ينطبق على وتويتى التى لم تستطع النوم و أخبار العالم كله تتوارد على مسمعها بالمصائب من تلك البلورة القديمة. نفس أرسى كانت محملة بالسكينة بعدما تحدثت إحدى المسجونات لها و هدأت من ذعرها قليلاً. ليس ببعيد عن الزنزانة كان ينام على سريره بعدما أخذ دواءه المعتاد ليستطيع النوم، و فى السرير الأخر وجد أخوه النائم فى هدوء تام. فوقهم تحديداً كان جالس على كرسى فى تلك الشرفة يترك للهواء المجال ليلفح وجهه مقلبا معه الأفكار. تحته بعدة أدوار كانت جالسة تدندن كما تفعل كل ليلة و هى تهتم بشعرها الأبيض و الطويل بشدة.
.
.
جاء الصباح على كل أبطالنا و بدأ الإستعداد فى الغابة للإجتماع و فى الخيمة حيث كان الأربعة جالسون يأكلون الفطور
"يبدو أننا على شفى يوم طويل" مازح مارك محاولا كسر الصمت السائد.
"يجب أن تكون أكثر شخص سعيد يا مارك" بدأت مايا بصوت هادئ رغم ما حمل من سخرية "فأنت من زهقت من حياة الترحال الملكية اليومية"
"و كأننى من كنت أتذمر فى بداية تلك الرحلة" أجاب مارك بنفس النبرة فاستفذت مايا
"اوه اصمت يا أحمق"
"انظرى من الأحمق الآن؟!..." و استمر الشجار الودى و المرح بينهما. كانت ضحكة أليس (أرسلين) هى ما قاطعت ذلك الشجار بينهما، لوهلة رأت شبح الطفلان الذان عرفتهما منذ عشرة أعوام. مارك يصغر مايا بعامين مما كان يسبب الكثير من الشجارات فى صغرهما، لكن الآن بات التواصل أكثر سهولة و قليلاً ما يتشاجرا حتى و إن فعلا فيكون تارة مزاح و تارة شجار لا يدوم.
"أنتما لم تتغريا فى شئ" نظرا لها لوهلة قبل الإبتسام بحنان لتلك التى تصغرهم بثمانية أعوام (ستة لمارك)
"بالحديث عن التغير هل سوف تحضرين الإجتماع اليوم؟" جاء سؤال ماثيو الذى عبر فى عقله فجأة دون سابق إنذار.
"نعم..." كانت الإجابة بسيطة و رغم أن نبرتها لم تخفى التردد كانت هى فى ثقة من نفسها.
"إذن لا تخشى أن يتعرف أزمير عليك؟" سألت مايا فى عدم تصديق فما قصته عليهم الأمس كتكملة لما قالت لماثيو كان يدل على أهمية بقاء هويتها سرية حتى ظهور وتويتى.
"سوف ألقى تعويذة على نفسى لأغير من مظهر"
"و ماذا لو إنتهت؟" ابتسمت هى لماثيو و نظرت له بهدوء تام
"سوف تنجدنى"
.
.
كان روكى أول من يفتح عينه على ذلك القارب ليجد الجميع نائم حتى وتويتى و كان القارب محاط بغلاف شفاف أزرق داكن ليعكس سماء الليل. زفر الهواء مطولا فهم على ذلك القارب ليوم الآن و كان الصمت سيده، و الغذاء عدوه. بدأ ينظر للبحر الهادئ و يسرح حتى سمع أنين بجانبه تبعه صوتها النائم تتحدث. نظر لها ليبتسم فهى تتحدث فى نومها لكن سرعان ما تلاشت الإبتسامة حين ضربت أذنه تلك الكلمات.
"عزيزى رايتون....نعم أحبك فأنت وسيم و لطيف.....رايتون...." رغم إرادته الملحة لإكمال الإنصات لتلك الكلمات الغير مفسرة و التى تلذعه كيم الأفعى تماماً إلا أن النوم غلبه مرة أخرى و كان كل ما فى ذكراه هو سماعها تحلم برايتون.
فتحت عيناها الشاحبتان على أوسعهما محاولة تملك الشهقة التى كادت تخرج من فمها. هى تعرف تلك الطاقة الشريرة التى تحوم حول القارب، هى الوحيدة التى تشعر بها و تدركها من الأصل فبكونها ساحرة علم الطاقات يكون مهم. رغم كون الطاقة محملة بكل ما هو سلبى و قد تسللت بالفعل فى مشاعر أحد الركاب إلا أن وتويتى شعرت بالراحة فى وجود تلك الطاقة رغم إنزعاجها.
"إذن قررت أخيراً الظهور" سخرت وتويتى.
"عشرة أعوام سجينة فى يد رجل غليظ.هل سوف تحرمينى من حريتى؟"
"بل أحرمك من التلاعب بمشاعر حبيب يوتيكا" ابتسم ظل المرأة الذى رسم فى ضباب تلك الطاقة الحائمة حول القارب
"ياله من فتى سهل التلاعب به، رغم شدة تعلقه بها إلا أنه فى تردد ربما....خوف" كانت تحلل ما تراه فى عقل روكى و هى تغوص بين الخلايا الغير متجددة التى توصل بين عقله الباطل و الواقع لترى ما يراوده من أحلام و ما يحتله من مخاوف. "هو حقا قد يضحى بروحه لأجلها و رغم يقينه بما سمع إلا أنه يبحث عن ما يكذب به أذنه و لو طعنته بيدها عمد سوف يعذرها. ياله ساذج"
"لقد كنت مثله ذات مرة يا ميراى أم أنك نسيتى؟" ابتسمت ميراى قبل أن تبعد نظرها عنه و تنظر لذلك الرجل الذى تعرفت على ملامحه فى ثانية، رغم شكرها لما رأت انتابتها حالة ذعر فهو أخر من تريد أن ترى حيا، لكنها أيضا لن تنكر أنها دائما ما أرادت أن يكون حيا.
"يا له من شئ خطير معك فى القارب" نظرت لوتويتى "ألا تخشين أن أخبر كارلهينز عنكم الآن"
"لا" أجابت ببساطة "أنت لن تضيع فرصة الإنتقام منه بيدك أو أن يتم قتله بحق و تصبحين نكرة، كما أنك لن تخاطرى بأذية ابنتك و إيقاف حرب سوف تحررك من يد الرجل الوحيد الذى لم يطاوعك"
"أوه كم هذا ممتع" قالت ميراى فى تشوق "كدت أنسى أن هناك من يجارينى فى ذكائى"
"لا تنسى أننا ترعرنا سويا يا ميراى." نظرت المرأتان لبعضهما إحداهما بعينها الحمراء من الضباب الشديد و الأخرى بعينها الزرقاء من القارب المغطى، و رغم ذلك التواصل الغريب إلا أنهن كانا يتشاركان مشاعر قوية و كأن كل منهن تقف أمام جسد الأخرى.
"لست أنا من تهزم أمامك" قالتا فى نفس واحد و قد أحتلتهم تلك الروح الطفولية القديمة التى أوصلتهما ببعض ذات مرة. ابتسمت ميراى ثم بدأ الضباب بالإختقاء تاركا خلفه صوتها ليفني.
"الآن أصبحت متأكدة أنهما بأيدى أمنة"
.
.
فتح باب القاعة و دخلها الجميع و كان أخر من يدخلها بعد أزمير و ياتو هى مايا و أخواتها. تلفتت الأنظار جميعها لتلك التى تبعتهم بجمال لا يضاهيه شخص. نعم يا سادة إنها أليس لكن فى وجه أخر، وجه مرسوم بدقة و به عين حمراء بها جمال يزينه الشعر الأسود الطويل.
"من هذه؟" سأل أزمير فى حدة
"خطيبتى و تدير شئونى الخاصة و أحيانا أمورنا" جاء صوت ماثيو الذى و أخيرا قرر الظهور لقوم أزمير الذين لم يروه فى حياتهم كما فعلوا لأخويه. فى الخلف أخذتها تلك الكلمات بصدمة سريعة و ذهول فهو حتى لم يقل أحبك! أزاح أزمير عينه بملل و شئ واحد فى عقله
"هؤلاء الأخوة حقا مشغولان بالحب و الوقوع به. لا شك فى كون دولتهم ضعيفة" ابتسمت مايا بسخرية على فكرته السخيفة، لسبب ما كانت فى لحظتها تنظر فى عقله لترى ما قد يبتذها به.
"×××أحضر لها كرسى" كان الإجتماع طويل جدا حتى شعر البعض أن عقولهم خرجت من الجمجمة لى نزهة من يعلم مدتها، و كان البعض الأخر سعيد بالأمر فإجتماع مماثل هو وسيلة جيدة لقتل وقت الفراغ، لكن السعادة و الإثارة لم تضاهى تلك خاصة ياتو أو الملكة و الأميران فهى لم تكف عن إلقاء الكلمات لتثير غضب أزمير و هو لم يكف أيضاً فكانت حرب كلمات لم يستوعبها الكثير. لكن أليس لم تهتم بشئ سوى أبقاء هويتها فى الخفاء و رغم ذلك شاركت قليلا فى تلك الإثارة.
"و بذلك نكون قد وصلنا لحل يرضى الجميع" نظر أزمير لياتو ليعطيه أمر البدء بما يفعله دائما كمستشار قائد قبيلة كلارك
"سأعد لثلاثة أى تصويت ضد الحل يتلى واحد لا يقبل" لم يسمع أى صوت حتى أنتهى العد فبذلك انتهى الأمر و تم وضع القرار معلن تماما و بدأ الجميع يتأهب للحراك.
خرج الجميع من ذلك الإجتماع بهدوء و كان أخر من خرج هو صاحب المكان و معه أبن خالته. اتجها إلى المنزل -حيث أصبحا يسكنان سويا- طالبان قسط من الراحة فقد مر أكثر من خمسة ساعات فى ذلك الإجتماع.
"الساعة الرابعة بالفعل" قال ياتو محاولا كسر ذلك الصمت. دلف الأثنان للمطبخ لكى يعدا بعض الطعام للغذاء
"ماذا بك؟" سأل أزمير و هو يخرج بعض البطاطس ليقوم بوضعها فى الزيت
"أفكر بأمر ما"
"هلا وفرت على عناء إخراج الكلمات من فمك" طلب أزمير فى هدوء و ملل مما دفع ياتو ليضحك بخفة على أبن خالته صاحب الصبر الضئيل.
"الأمس ذهبت فى زيارة لقبر أليس" ما أن قال تلك الكلمات حتى توقف أزمير عن ما كان يفعل و نظر لياتو بتعجب، لقد مر أكثر من خمسة أعوام على أخر مرة تجرأ أحدهما على قول اسمعها علانية أو على زيارة قبرها. " فتحته و..." زادت دهشة أزمير
"و ماذا؟"
"لم أجد جثتها"
.
.
توقف الجميع طالبين بعض الراحة. نصب الجميع الخيمتان حيث هناك واحدة للنساء و أخرى للرجال. جلسوا حول النار يأكلون و ما أن أنهوا ذلك حتى تفرقوا فى أماكن عدة محيطة بالنار يخشون الإبتعاد. اتجه الأخوان لإحدى الأماكن و جلسا فى صمت تام يستجم كل منهم فى عالمه الخاص حتى جاء صوت روكى المكسور.
"أمس فى القارب يوتيكا كانت تحلم برايتون" نظر له كوو بتعجب "لا أتذكر الكثير سوى مناداته بعزيزى و الإعتراف بحبها"
"ربما كنت تهلوس يا روكى"
"متأكد من أنى كنت مستيقظ يا كوو و متأكد أنها قالت أحبك لرايتون" ضحك بسخرية "تلك الكلمة التى لم تقلها لى" لم يجد كوو كلمة لتعيد لأخيه الروح فقرر الصمت و الإنصات لعل ذلك يكون دواء كافى لأخيه.
"أيها الحارس" جاء صوت يوتيكا من خلفه و هى تتجه نحوهما من خلف الشجرة حيث جلسا. لأول مرة فى حياته قرر أن يتجاهلها و لا يسمع لقلبه. رفعت حاجبيها فى إستنكار من فعلته تلك فسألت فى سخرية "ماذا هل فقدت سمعك؟" هو لم يجيب بل نظر لها بطرف عينه لتزداد هى إستنكارا من تلك المعاملة القاصية التى امتزجت بجفاف لم يصدقه أى من الحاضرين. لقد كانت زيرا تقف بجانب سيدتها و قد نظرت لكوو كأنها تطلب منه شئ. بعد تلك النظرة لم يجد كوو مخرجا من تلبية طلبها و السماع إلى إلحاح قلبه المستمر.
"أعتقد أنى سوف أذهب للتمشى قليلا" وقف كوو و ابتعد عن تلك الشجرة و تبعته زيرا متجهين لمكان أخر. انتقى هو مكان عند إحدى الشجيرات و اتكئ عليها منتظر حضور زيرا، و رغم تلك النار الموقودة فى قلبه إلا أنه اخفاها بوجه حاد و جاف.
"هل سنظل هكذا كثيرا؟" سألت بحزن. حركت عينها فى كل مكان محاولة عدم التواصل مع عينه ثم قالت فى أسف. "اسمع أنا أسفة على ما قلت صدقنى لم أقصده و لن أقصده ابدا" حين لم تجد إجابة رفعت نظرها له لتفرج عن الدموع المكونة فى عينها و قالت
"كوو أرجوك أنا لم أعد اتحمل، أسمع أعرف أنى أخطأت و كم من مرة ندمت لكن كوو أرجوك أفعل أى شئ... أى شئ يا كوو سوى معاتبتى على كلمات لحظة غضب فالأمر ليس بهين صدقنى" بعد تلك الكلمات المعدودة انهمرت الدموع و انهارت باكية، و زاد الطين بلة بقاءه لفترة دون جواب. لقد كانت روحها تسلب منها، و هى كانت تشعر بالذنب يطاردها كما لو كانت فريسته، هى تمنت لو أن الجرأة كانت عندها للمخاطرة و التحول. بعد مرور دقيقة كاملة دون إجابة بدأت تقول فى ألم شديد
"أظن أنى س..سأرحل" التفت و استعدت الرحيل و كاد كوو الإتجاه خلفها لمناداتها لكن صوت شجار عالى جداً و حضور روكى فى اتجاههما و أمره لكوو أوقف كل شئ
"هيا يا كوو فالنعد أشياءنا و نعود أدراجنا"
"ماذا؟" سأل كوو فى تعجب و هو غير مستوعب لوجه روكى المتهجم و الغضب الذى أحتله. جاءت يوتيكا من خلف روكى و خلفها كان البالغان
"يا أنت، أنت لا تستطيع الرحيل. يبدو أنك حقا تعديت حدودك" جاء صوت تلك الغاضبة منه "أنت لا تستطيع الرحيل دون موافقت" التف و سألها بغضب و النيران تغطى عينه الرمادية
"لماذا؟ لأنى حارسك، أم لأنى عبد سخره أخيك لك؟"
"لأنك أحمق لتظن أن اخى يتحكم فى قلبى" صمت قليلا ثم ابتسم ساخرا و هو ينظر لها بحزن شديد فهى الآن تهدم كل ما حاول هو فعله و المحافظة عليه طويلاً.
"لا يا سمو الأميرة أنا أحمق لأننى ظننت أن قلبك الذى فقدت التحكم فيه قد يحب شخص" التف و نظر لكوو و طلب بهدوء و صوت يأس
"هيا بنا يا كوو فالنعد للمنزل و كفانا من ذلك الألم"
"لكن روكى-" قاطعه روكى بحدة إختصارا لتعب أخيه و توفيرا على نفسه آلام حقا اكتفى منها
"لا عليك" بدأ يتحرك فى إتجاه حقيبته الموضوعة خارج الخيمة "سوف أرحل وحدى" عقدت يوتيكا حاجبيها فى غضب و إستنكار و غضب و هى تصرخ فيه
"يالك من طفل يا روكى! أنا كنت مخطأة لإعطاءك فرصة من الأصل. أذهب و إياك و العودة يا لعنة وقعت على!" توقف لثانية على تلك الكلمة التى أخترقت قلبه كسهم حب كسره صاحباه. ابتسم فى سخرية، و رفع الحقيبة مع جسده و نظر لها بطرف عينه فى ألم جامح و هو طامع فى ملامحها التى لن يحصل عليها ثانية. و فى ثانية و الأخرى اختفى بين الأشجار راكضا.
"ذلك الجيل لا يعرف شيئا عن الحب" قالت وتويتى فى هدوء و هى تهز رأسها فى إستنكار مما جاء من الحدوث و تلك العلاقة الصافية التى دمرت بسبب جهل ذلك الجيل بمعنى الحب الحقيقى، فالحب ليس كلمات طيبة تحمل كل أنواع الحنان و المغازلة، بل الحب عبارة عن سم يأخذه الحبيبان لتخطى ما حولهم من مشاكل، و الحب هو حرب لا تنتهى و لكن الفرق أنها لا تحتوى على مهزوم و منتصر.
.
.
.
#منذ إثنان و عشرون عاما
كانت ليلة ممطرة بشدة و لم يكن سواها فى الشارع، لم تكن على عجلة مطلقاً فهى تحب المطر الذى يطهر روحها من القذارة التى يزرعها زوجها فيها. دخلت إحدى الحدائق و جلست على كرسى تعيد بعض الأغاني التى حفظتها. فى تلك الأيام لم تكن الدنائة المتحكمة بها بعد بل كانت فقط طريقة لنيل رضا زوجها الذى علمها الدنائة ببراعة فكان معلم حسن. هى تتذكر أنها سمعت صوت يغنى معها الأغنية المفضلة لها و التى لم يعرفها الكثيرين وقتها. التفت للخلف لترى ذلك الشاب قوى البدن و حسن الملامح التى أغرقتها فى حبه. حين انتهت الأغنية نظرا لبعضهما و تلك البسمة تشق طريقها على وجههما.
"كيف تعرف تلك الأغنية؟ إنها قديمة" سألت هى فابتسم
"علمتها لى والدتى. و أنت؟"
"أختى الكبرى علمتها لى" ابتسم و مرت ثوانى حتى قدم يده لها و قال معرفا نفسه
"زايلو كلارك" وضعت يدها بيده و ابتسمت
"ميراى سيرو"
#الآن
فتحت عينها و نظرت لذلك الكرسى مطولا. أخرجها صوته الخشن و الحاد
"هيا يا ميراى" تحركت متبعة رايتون إلى حيث سوف تبدأ بالبحث عن يوتيكا.
.
.
"سيدتى هل سوف تقصين لى ما حدث" نظرت لها يوتيكا بإستحقار ثم قالت فى برود
"ماذا هناك لأقص عليكى؟" صمتت قليلاً ثم قالت "فتى أحمق ترك لأحلامه فرصة السيطرة عليه" و تحركت مبتعدة عن مسرح الجريمة التى جاءت من الحدوث. نظرت زيرا خلفها لكوو المصدوم و الذى انفعل لتلك الجملة و ثار فى يوتيكا غاضبا
"يا لك من عديمة إحساس!"
"اعذرنى" سألت يوتيكا و هى لا تصدق ما يقال لها أو ما تسمع فهى لم تقع على أسماعها تلك الكلمات ابدا خصوصاً إذا كانت موجه لها. كانت وتويتى و زيرا واقفة مذهولة من أن نوبة غضب كوو كانت أقوى من تلك الخاصة بروكى.
"نعم أنت عديمة الإحساس. ذلك الرجل الذى خلذتيه منذ قليل أحبك بكل ما ملك قلبه، ذلك الرجل كان ليعطيكى حياته فداء دون سؤال، كان يحبك بجد و أنت و بكل بساطة خذلته." كان كوو يقترب منها و هى ثابتة فى مكانها لا تتحرك من الصدمة و الذهول.
"لقد صبر عليك كثيرا و تحامل على نفسه كلمات مسممة قلتها له و بعد كل ذلك تنعتيه بفتى أحمق يسعى إلى حلم؟! بل أنت الحمقاء يا أميرة" و فى نوبة غضب أخرى التف و رحل مبتعدا عنها.
"و ها قد انفجر أهدأ الأخوة" تمتم توتسوكا فى سخرية. كوو كان و فى وجه نظره أهدأ اخوته، لكن ربما لم يكن أذكاهم حيث أن لا أحد منهم كان ينافس روكى على مكانته. اتجهت زيرا خلف كوو فى تردد.
"كوو انتظر" ذهبت خلفه ناحية الشاطئ و جلست بجانبه "ظننتك ستتبعه"
"لا أجد طاقته لفعل ذلك" جاءت إجابة حادة، سريعة و مختصرة.
"إذن هل-" اوقفها كوو مسرعا
"زيرا إذا كنت ستبقين هنا إذن فأبقى بصمتك" ابتلعت ريقها فى ضيق لكنها حافظت على هدوءها.
.
.
كان يركض لساعات الآن و لم يدرك الوقت أو المسافة التى أخذها ليصل إلى حيث وجد شخصية لم يتوقع ابدا مقابلتها ابدا فوقف و ابتلع تلك الغصة.
"يبدو أن أحدهم تائه
_______________________________________
أسفة على التأخير و شكرا لكم
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro