Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

قاب قوسين

حتى و إن كنت بعيد كل البعد تأكد أنك حين ترفع رأسك للسماء سوف تجدنى اهمس لك عبر النسيم
______________________________________________________________________________
#قبل ستة عشر عاماً
وصل هو و سيده عند ذلك المنزل الذى وقع به حريق يؤلم العيون من المظهر. صرخات من كانوا بالداخل لم تقلل من سوء الأمر بل زادت من حدته. كانت عينا سيده حادة لا تحمل أى مشاعر رغم أن تلك التى تحرق فى الداخل هى أخته الصغرى و أسرتها.

"لا تحضر سواها" أومأ له رايتون و دخل المنزل بسرعة جنونية غير مكترث بالحرارة و النيران المحيطة به. لم يمر طويلاً حتى قابل تلك التى أتى لإنقاذها واقعة على الأرض تتنفس بصعوبة فرغم قواها بكونها مصاصة دماء و التنفس قليلا ما يكون ذو أهمية لكن النيران التهمت ما استطاعت بالفعل و ضعف سيدته لم يقلل الأضرار.

"ساعدهن" سمع صوت ضعيف يأتى من خلف خشب كثير تساقط من السطح. "أرجوك" لقد كانت مرته الأولى التى يرى فيها ميراى ضعيفة هكذا، الدماء كانت تغطيها و تجعل جسدها هزيل. بجانبها تواجد التوأم يبكيان من شدة ضيق أنفاسهم و من حالة والدتهم المذرية. إذا كانت ميراى فى حال أفضل لوضعتهن فى فقعة هواء كبيرة للحماية لكن ما باليد حيله. نظر لسيدته و رأى الأهمية فى إنقاذها فنزل بجذعه و حملها كالعروس ليستعد للخروج

"أترجاك انقذهن" أغمض رايتون عيناه بقوة يحارب تلك الرغبة الملحة فى إنقاذهن، و مع تلك المحاربة كان يحارب أيضاً ضميره. أدمع من قوة الصراع الداخلى

"أسف" خرج من المنزل و فى يده سيدته.

"أحسنت...هيا لنرحل" كانت كلمات سيده الجافة و الآمرة. رغم آلام يوتيكا إلا أنها حاربت و حركت جسدها بقوة بين رايتون معلنة رفضها و هى تضرب صدره بقوة.

"كارلهينز علينا إنقاذهم" نظر لها بطرف عينه ثم عائدا للمنزل المحترق

"لا ليس علينا"

"لكنك وعدتنى!" صرخت و فى عينها الدموع. تنهد كارلهينز بملل فهو حقا فى غنى عن حوار مشابه، و رغم أن ضميره رفض ما سوف يفعل لكنه لم يرى حل أخر فأمسك بمعصمها و غرز أنيابه فيه ليمتص كمية كافية من الدماء لتفقدها وعيها. "ك-كارل؟"

رفع نظره لها ليتأكد أنها فقدت وعيها ليقف فى إستقامة مرة أخرى و يلعق ما تبقى على فمه من دماءها التى لم تروى روحه بشئ سوى الألم. لقد أدرك أنه سوف يتلقى الكثير من الصراخ بعد إستيقاذها، بل و قد يخسر ثقتها للأبد أيضاً. نظر لمن هى بين يديه و رأى بوضوح علامات التوتر و عدم الراحة لكن أكثر ما كان ظاهر هى علامات الندم عن ما فعل كارل بها.

"أعطيها لى" أمسكها و حملها بين ذراعيه و بدأ يتحرك ليتبعه رايتون فى ندم شامل. هو لم يتحمل إلحاح ضميره عليه بالإلتفاف مرة أخرى و إنقاذ من بالحريق. لقد كان صراع طويل الأمد بينه و بين نفسه حين حسمه بالموافقة مع ضميره.

"سيدى" التف له كارل بعدما لاحظ توقفه "فالتدعنى أبقى هنا للتأكد من موت ميراى و ابنتاها بعد الحريق" أخذ الأمر ثانية من كارل ليأخذ قراره و يومأ لرايتون

"سوف أنتظرك عند بداية الغابة" اومأ له رايتون و عاد لحيث يقع المنزل بينما اتجه كارل فى الإتجاه الأخر و قد سلم بما قال رايتون له.

وقف عند بداية الحريق يأخذ نفس عميق من كثرة ألم الضمير. حسب ذكريات رايتون فهذا كان أصعب إختيار له أبداً، و كان أعسر ما أضطر لأخذ قرار فيه، فهو إما أن أرواح لم تخطئ فى حق شخص أو أن لا يعصى سيده و يقتل ضميره للأبد. دخل و أمسك بالطفلتان فى كلتا يديه و خرج بهما من ذلك المنزل المحترق و كانا يتنفسان بالفعل لكنهن فقدن الوعى. أبتعد بهن عن المنزل ليصعد إحدا الأشجار و يضعهن عليها. عاد للمنزل مرة أخرى و أمسك بميراى ليخرج بها مبتجها ناحية تلك الشجرة و وضعها عندها. الثلاثة فقدن الوعى بالفعل و لكنهن يتنفسن مما دفع رايتون للشعور بالراحة.

أنزل الأبنتان و كاد يتحرك لكن صوتها الخافت أوقفه

"أشكرك" صمت قليلاً ثم ألتف لينظر لها بهدوء

"لقد فعلتها لأجل سيدتى" و رحل عائدا لسيده و أعلن وفاة الثلاثة.

فى الأيام التالية حاول التحدث مع سيدته لكنها أغلقت الأبواب على نفسها و لم تسامح أى منهما سريعًا، و حين عاود المحاولة كانت قد رحلت لتعيد بناء نفسها و بالفعل بعد عودتها كانت قوتها أسطورية تضاهى تلك الخاصة بكارلهينز. لكنه أيضًا لم يستطع إخبارها وقتها أو بعدها فبحضور زيرا و تعينه رئيس العبيد. زيرا بالنسبة له شخصية عنيدة و مثيرة للمشاكل.

مع مرور الوقت فقد الأمل فى إخطارها و بدأت علاقته بها تتدهور، و كونها مشهورة قلل الإحتكاك بينهم لتزيده زيرا بدفع يوتيكا -عن غير عمد- لكراهية رايتون و معاملته بطريقة سيئة.

لكنه لم يقصر يوماً فى حبه لهاذان الإثنان.
#الآن

فى القصر شهق بقوة كارلهينز بقوة تاركا أرسى من يده من فظاعة المشهد. لم يتخيل يوماً قدوم هذا اليوم بل و الأسوء أنه لم يتخيل أن يأتى ما يخيفه لدرجة بث الرعشة فى جسده. تراجع خطوة و الأخرى لكنه سريعًا ما استجمع قواه و وقف عينه فى عين ذلك الذئب الضخم. رفع يده معلنا بذلك إستعداده للعراك، لكن الذئب كان أسرع فانقد عليه ليوقع به أرضا.

"سيدى!" كاد رايتون التحرك. كارلهينز و كعادته رفض المساعدة و ضرب الذئب بقوة فى معدته ليدفعه بعيدا عنه ناحية رايتون الذى أخذ خطوة للخلف. زمجر الذئب بغضب و هو يقف على أرجله الأربعة مرة أخرى. رغم كونها تخالف عادة المستذئبين لكنه لم يكف عن تكرارها و تحرك نحو كارل مرة أخرى لكن هذه المرة لم يكن الذئب ينوى بأى طريقة تكرار خطأه. أندفع الذئب بأقوى ما ملك، أخذ الذئب يتحركا فى أماكن عدة فى الغرفة و يتنقل بسرعة كبيرة حتى ظهر بغتة خلف كارل و أنقض عليه.

ثوانى حتى استطاع الجميع تفهم ما حدث. عند تلك النافذة وقع كارلهينز و فوقه كان رايتون النازف للدماء. فى ثوانى أختفى الذئب بعدما أخطأ هدفه و بدل من غرس أنيابه فى الرجل المنشود غرسها فى حارس وفى ضحى بروحه لأجل سيده.

"رايتون" ابتسم رايتون بين كل الألم الذى واجهه، أبنتسم ليجعل الدماء تظهر على شفته. أنياب مستذئب لا علاج لها، و لا مفر من الموت من هجوم مشابه حتى إذا شرب من دماء و لو كانت ملكية.

"سيدى...على إخبارك شئ" قلب كارل جسده و معه رايتون ليعتلى هو رايتون و ينظر فى عينه مطولا. "أنا من أنقذ ميراى و ابنتها من الحريق" وقعت الصاعقة على كارلهينز. لم يكن الأمر عبارة عن خيانة حارس لسيده فقط بل كان أعمق، فرايتون -و ما لم يعرفه أحد- كان صديق مقرب لكارلهينز رغم سوء معاملته أحياناً له، لقد كان محل ثقة كبيرة و لم يخطر على بال كارلهينز بأن رايتون سوف يقوم بذلك أبداً.

بينما كان رايتون يحدق فى عين سيده مسترجعا ذكرياته معه و مع أخته. ذلك اليوم الذي. وجده فى الشارع يصرخ مستنجدا بأخيه المصاب بالطاعون، و اليوم الذى مرض فيه و أرتفعت حرارته بسبب اللعب فى المطر، و لا يمكنه نسيان يوم حوله سيده و كم الألم و الصراخ الذى مر به. تذكر ذكريات أكثر شملت حبه الشديد له رغم تعذيب كارل له كلما أخطأ، و بعد كثير من الوقت كحارس كارلهينز الخاص عين مسؤؤل عن العبيد. يوتيكا لم اختفى من تلك الذكريات فبسمتها حين كان أخيها يؤذيه دفعته للإبتسام، و حنانها له فى مشاركته الطعام فى الرحلات الطويلة جعله يبتسم أكثر شاكرا لها فى سره.

لكن الوقت لم يسعف أحدهما و كانت أخر كلمات ذلك الحارس النبيل و هو يشعر بندم شديد ليس فقط لما فعل، بل لأنه لم يقضى فترة كافية مع هؤلاء الأشخاص، و لم يكن وداعه لهم كافى ليعبر عن ما فى قلبه بقدر قليل.

"أعذرنى يا سيدى...أعذرنى عن أى شئ خاطئ قمت به" و بذلك لفظ رايتون أخر أنفاسه مدافعا عن شخص أعتبره أخيه الأكبر، عن شخص رأى فيه مثال ليتبعه، و حب يدفعه للأمام. لقد تحقق حلم رايتون بالفعل و قتل دفاعا عن أحد أفراد تلك العائلة التى احتضنته فى ضعفه، لقد لفظ أنفاسه فى حضن سيده و أعترف بالسر الذى أرقه دائماً، لقد مات ببسمة راضية بما قدم فى حياته. كانت أخر صورة رسمت لرايتون فى عقل كارلهينز هى ذلك الوجه الذى رسمت دمعة صافية من العين اليمنى عليه لوحة فنية و هى تشق طريقها نحو الأرض. 
.
.
بين القادة توقفت هى و عيناها على أوسعها تتنفس بصعوبة تزداد بسرعة.

"أرسلين؟" ناداها ماثيو فى قلق و هو يضع يده على كتفها. سحب يده بسرعة حين شعر بشحنة من الطاقة تلتف حول جسد أليس كأنها تحميها لكن من ماذا؟ أنتبه الأغلبية لها بسبب قوة الطاقة التى تحوم حولها، لذلك توقف الجميع و نظروا لها. ركضت وتويتى نحوها و وضعت قماش على الأرض. شهقة عالية صدرت من الجميع حين تحولت عيناها للون أصفر حاد و تجلس على القماش الذى تقطع ما أن لمسته بيدها.

"لقد تحققت أول جملة فى النبوءة" قالت وتويتى بصوت خافت. لم يسمع تلك الجملة الكثير لكن الذعر بث فيمن سمع و أدرك أخيراً أنها الحرب لا محالة.

عادت عينا أليس لحالتها الأولى و أنفاسها فى تنازل حتى هدأت تماماً. حدقتا عين أليس لم تتحرك بشئ، و لم تقل رعشتها بشئ.

"أرسلين" رفعت نظرها لوتويتى بذعر و عيناها تتلألأ بالدموع و تمتمت بهدوء بدأ يصبح تمتمة بأسلوب هستيرى

"لقد قتلته...قتلت بيداى...قتلت...قتلت...قتلت يا إلهى لقد قتلت قتلت....قتلت...قتلت" وضعت يداها حول رأسها التى بدأت تؤلمها بشدة و دخلت فى حالة صراخ قوية دفعت مصاصى الدماء لتغطية أذنهم من شدة الصوت. ليس كأن هذا كان كافى وضعت يوتيكا يداها حول رأسها من ألم شديد أجتاحها.

"يوتيكا؟" أمسك روكى بإحدى يداها و بذلك لفت إنتباه من حولهم. لقد كان الألم شديد حتى باتت تضغط على يد روكى بقوة مسببة له الألم و مط شفتيه و بذلك أظهر الألم على وجهه. لاحظت وتويتى ذلك و قررت التحرك سريعا قبل حدوث حوادث هى فى أشد الغنى عنها.

"عشرة أعوام و أكثر" بدأت تهتف و هى تمد يدها نحو أرسلين. مع كل كلمة كانت تقولها كنت تجد قوة زرقاء تلتف حولها "قفل اللعنة الثلاثية لن يتم كسره من قبلك يا أليس." رفعت رأسها لتهب تلك الطاقة الزرقاء و تمتد نحو الأعلى محيطة بذلك جسد وتويتى و جعلت من شعرها يتطاير بقوة. لقد كانت طاقة مخيفة و من قوتها ذكرت من نسى قوة وتويتى و عظمتها.

"وعد الأمد الفانى يا حراس الروح الفانيين فالتجتمعوا و تحموا ما أمرتم. وعد الملك الثلاثى فالتمتصوا منهم الألم و ما يخفيه فالتعيدوا بناء اللعنة الأبدية...يا حراس العالم السبع فالتعيدوا بناء ما دمره الزمن فالتصطفوا لحماية الملك أنحنوا له و لبوا ندائه بإعادة القفل الثلاثى" انبعثت طاقة قوية خرجت من يوتيكا و أليس لتسير فى الأجواء مسببة ذعر لا مثيل له. تطايرت تلك الطاقة منهم للسماء و لم يأخذ الأمر أكثر من نصف دقيقة حتى وقعت يوتيكا و أليس على الأرض لتدخلا فى غيبوبة مؤقتة.

نظر الجميع لذلك المشهد و الكثيرين أصبحوا كالساكرين، أفواههم مفتوحة باعين واسعة و عقل معطل نسبياً. لقد كان الذعر و الصمت سيدان المكان فالكثيربن أصابعهم رعب من تلك الهالة القوية من الطاقة التى أحاطت بهم و جعلت من تنفسهم أمر صعب، بل كانت فى شدة القوة حتى أنها سرت فى القارة أجمعها و شعر بها البعيد قبل القريب. البعض تعثر عليه تفسير مصدر الطاقة، لن ينكر أحد أن قوة وتويتى هائلة حيث أنها أخذت مكان بين القوى الأسطورية، كما لن ينكر أحد أن يوتيكا تمتلك قوة لا يستهان بها و قد تعادل تلك الخاصة بأخيها، لكن لا أحد توقع أن أرسلين قد تمتلك طاقة كبيرة هى الأخرى و رغم ذلك تلك القوة لم تكن فقط قوة سحرة و مصاصة دماء بل كان هناك شئ أقوى.

"أعتقد أن علينا الراحة قليلا" أقترح ياتو على أزمير بعدما رأى حالة من حوله من القادة و التابعين.

"فالنخيم هنا الليلة" أعلن أزمير بصوت جهورى لتبدأ الحركة لتلبية أمره.
.
.
"علينا إخباره يا أمى" أكدت  مايا و فى عينها القلق بارز، لقد أجتمعوا فى معيشة تلك الخيمة الكبيرة يناقشون أمر مهم بالنسبة لهم جميعاً و فيه تحديد لمصير تلك الفاقدة للوعى بالداخل.

"ليس بعد يا مايا. أعطيه وقت دعيه يعرف وحده يا مايا"

"ليس كأنه لم يعرف يا أنى!" عاندت مايا حال بصوت جهورى مخالفة بذلك أمر والدتها و أفكارها.
"لقد رأيت عيناه اليوم هو أرتابه الشك-"

"الشك ليس كافى! ثم إخباره لن يفيد فى شئ" صرخت وتويتى فى ابنتها بوجه متهجم و غاضب من عناد أبنتها الكبرى.

"أخبرينا ما وجه نظرك إذن" سأل مارك الجالس على الجانب الأخر من الغرفة الصغيرة. بدأت وتويتى شرح وجهة نظرها بهدوء متجنبة أى مشاحنات بينها و بين أبناءها.

فى غرفة أخرى جلس هو بجانبها و هو يستمع خلاف والدته مع أخوته و ينظر لتلك النائمة بحزن شديد. لقد كان غاضب ليس مما حدث بل من أنهم يحاولون التخطيط لمستقبلها و التخطيط لما يجب أن يحدث وما لا يجب أن يحدث، بل لزيادة الأمر سوءا هو شعر أنهم على شفى التحكم بحياتها التى لم تجد هى فرصة للتحكم فيها يوماً. ما زاده ألما هو رؤيتها فى تلك الحالة المذرية.

"ماثيو" جاء صوت ضعيف جداً بالكاد سمعه. نظر لها و ابتسم لكنه لم يتوقع ما حدث بعد ذلك حين وجد يدها تتجه نحو وجهه و تمسح دمعة لم يشعر أنها تركت عينه. "لا تحزن سأكون بخير"

"أعرف" و ما أن قالت تلك الكلمات حتى غطت لى نوم أخر عميق.
.
.
"مؤلم..." ابتسم و هو يراها تستيقظ رغم أن أول ما قالت عبر عن كونها فى ألم.

"هذا لأجل ما فعلت فى حتى الآن" ابتسمت بخفة و هى تدفعه من ذراعه بخفة معبرة بوضوح عن إنزعاجها.

"انتظر حتى استعيد قوتى" ضحك بطريقة ساخرة قاصد بذلك إستفزازها.

"و هل على أن أخاف الآن؟" ابتسمت بفخر و تكبر

"بل عليك أن تهرب خوف-" قاطعها روكى بقبلة سريعة على جبينها لم تكن تراها و جعلها تصمت قليلاً قبل أن تبدى وجه منزعج من تلك الحركة مخفية بذلك إعجابها.

"أرى أنك اعتدت على كثيرا"

"أوليس من المفترض أن اعتاد على زوجتى؟" سأل بطريقة متسائلة كأنه غير متأكد. كعادة روكى هو عرف تماماً كيف يشعل بها نار غضب فكاهى بالنسبة له.

"لا...لحظة زوجتك؟"

"نعم زوجتى المستقبلية" رفعت يوتيكا أحد حاجبيها و سألت بإستنكار

"و من أعطاك حق ذلك القرار؟"

"أعتقدت أنك سمعت"

"سمعت ماذا؟"

"حين أخبرته منذ نصف ساعة و قلتى موافقة" انتفضت يوتيكا جالسة و صرخت بصوت عالى

"ماذا؟"
.
.
"إذن غدا اليوم المنتظر" قال بهدوء. لم يجيبه فهو يعرف تماما أنه لا ينتظر إجابة و لذلك أكمل قراءة كتابه و هو يحاول جاهدا ترك أى فكرة تطارده ثم أكمل "و بعد غد هو يوم الكارثة"

"الثامن و العشرون" تمتم ياتو ما خطر فى عقله دون إذاك فعلى لما يقول.

"بعد كل تلك الأعوام أشعر بأن تائه لا أعرف ما أفعل."

"بالحديث عن ما نفعل...ما رأيك أن نسأل وتويتى عن أمر مقبرة أليس" أقترح ياتو ليجد صمت من أزمير طويل غير مبرر فرفع نظره ليجد أزمير ينظر نحو باب الخيمة و يمعن فيه النظر و كان كل تركيزه منصب ناحية ذلك الباب حتى شعر ياتو بالفذع من تلك النظرة التى لم يعتد عليها.

"لسنا وحدنا" وقف أزمير من مكانه و اتجه نحو باب الخيمة و خرج ليتبعه ياتو فيجد الجميع واقفين عند أبواب حسناتهم و من لم يفعل بعد بدأ يخرج. حتى السحرة و مصاصى الدماء كانوا واقفين بنظرة منزعجة . فوق عند السماء تجمعت طاقة مكونة بذلك ما يشابه شاشة تلفزيونية ينظر لها الجميع.

"أزمير كلارك" بدأ يتحدث عدوهم اللدود من الشاشة. لم يظهر وجهه بعد فى الشاشة بل كانت صور الزنزانة حيث تواجد بها جميع من خطف من القبائل و السحرة، و كأن رؤية أهلهم هكذا ليس كافى بل كان هناك شئ مربوط فى عقولهم كخرطوم كبير، و كانت المفاجأة اكبر لروكى و كوو لرؤية أخويه بين هؤلاء.

"أحبرنى هل يعرف أحدهم من تكون أختك؟ دعنى أخبرهم بدلا عنك" تحولت الصورة لتواجه أرسى و هى معلقة بسلاسل من حديد فى الحائط و ملامحها كانت تظهر الألم. تعمد كارلهينز إلباسها ملابس كاشفة لجعل تلك الكدمات التى أعطاها لها واضحة حتى بات الأمر صعب على العين تفاديها أو تجاهلها. كز أزمير على أسنانه بقوة و لم يحاول إخفاء غضبه عن من حوله الذين وجهوا أنظارهم نحوه فى تسائل و قد خاف البعض من ردة فعله. يوتيكا كانت فى صدمة، نعم هى أدركت أن أزمير أخ لأرسى بالفعل، لكنها لم تدرك ماذا قد يخفى أزمير عن الجميع.
أقترب كارلهينز من أرسى و امسكها من شعرها ليدفعها لفتح عيناها و إخراج صرخة ألم. و بدأ يتحدث بنبرة ساخرة انقلبت إلى غضب و حقد

"سيداتى سادتى دعونى أعرفكم بأرسى كلارك و المعروفة فى الحكومة بأليس كلارك لوكستون، ألم يلاحظ أحدكم الاسم الأوسط لها قط؟ لكن كيف لكم الملاحظة و قد أخفاهت أزمير عن جميع الأعين منذ وفاة تؤمتها و والده الذى انتحر سريعا بعدها. دعونى أسألكم ما هو أهم لماذا يخفيها عن الجميع؟ لأنه و بكل بساطة يخشى الفضيحة يخشى أن يتم الكشف على أن أخته هى هجين و أنها كانت خطيئة والده مع جارية أبى العزيز الواقف بينكم الآن. الرجل الذى قتل و لم يمت" أبعد الصورة و ابتعد عن أرسى متجها نحو تابوت مزخرف بطريقة لائقة و وقف عنده لتظهر الكاميرا صورة رايتون الذى تم تنظيف جثته

"حارسى رايتون ضحى بحياته لأجلى و قد قتله أحد المتواجدين بينكم. سوف اترككم لحالكم الآن و لكن لكى اترك عائلاتكم أريد أختى و أريد الشخصية التى تحمل روح واتسون تشارتشر جثة هامدة مرسلة لى فى كيس أسود. أرسى و الجميع فى حالة امتصاص للطاقة، إما أن تنقذوهم و تلبوا طلبى إما أن تفقدوهم للأبد" و اختفت الصورة.

توزعت الأنظار بين الجميع و لكن الأغلب انصب على يوتيكا صاحبة الوجه الشاحب و الحزين، و أزمير صاحب الوجه الغاضب. نظر لهم بشئ من القلق، فماذا قد يقول الآن و قد بات فى خذى شديد من شئ لم يكن له فيه يد من البداية. دخل الخيمة ليس هربا بل ليعيد ترتيب أفكاره و بالطبع تبعه ياتو و جلس فى صمت تام حل بالخيمة.

فى الخارج كانت يوتيكا تمتلك عين مصدومة و حزينة فلماذا دائماً تخسر من تتعلق به جداً؟ فى بداية حياتها لم تجد حنان أبوين و حين وجدت حنان والدتها فقدتها فى حريق مع أختاها و الآن تفقد من أعتبرته أخ صغير تشرف عليه. فتاة غيرها كانت لتكون مهزومة الآن لكنها أصرت على أن تثبت لنفسها مدى قوتها و بدأت تتحدى مصدر ألمها حتى باتت فى مكان لم تتخيل يوم أنها سوف تصل له. الآن إسمها معروف بين الكثيرين و قوتها تقدر من الكثيرين، فبعد معاناة طويلة و طريق طويل من المحاولة وصلت و يا لفخرها بوصولها.

لكن ها هى مرة أخرى تخسر شخص مهم. يوتيكا لن تنكر أنها كثيرا ما أساءت معاملته لكن القلب لا يكذب و هى بالفعل كانت تحب أسلوبه و ترى فيه أخ قبل عامل.

"يوتيكا" التفت لروكى و هى تستشيط غضبا فكيف لشخص أن يتجرأ على المساس بأخيها أو محاولة قتله. مرت أمام عينها مشاهد لها مع رايتون و من بينها حين كانت تتعارك معه، و هذا ما زاد من الألم فهو كان حارس فى شدة النبل حتى وصل به الأمر بالتضحية بحياته لأجل سيده.

بجانبها لم تعرف زيرا بماذا عليها الشعور؟ ربما الفرح لرحيل ذلك الغليظ من حياتها؟ ربما الحزن لفقدان سيدتها لمصدر سعادة خفى؟ و الأهم الضيق لأنه مات لأجل شخص بالنسبة لها لا يستحق كل ذلك.

"فالندخل يا يوتيكا" سحبها روكى للداخل و حل الصمت بالجميع. لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت حتى عاد الجميع لخيمته، رغم أنهم أرادوا تفهم ما حدث و مدى صدق ما قيل، لكن و بكونهم قادة عرفوا أنه من حق أزمير الحصول على وقت قبل أن يشرح لهم الأمر بوضوح.

لكن سؤال واحد ظل بعقل الكثيرين كيف تكون روح واتسون تشارتشر بينهم و لم يشعر أحد بها بعد؟
.
.
فتح الزنزانة لتفزع هى من تلك الحركة المفاجأة، ليس كأنها لم ترى وجوده و قد كان هنا منذ ساعة، بل لأن وجهه كان هادئ بطريقة عجيبة.

"هيا فالترتدى" ألقى فى وجهها زى أسود مكون من بنطال أسود و فوقه جاكيت أسود و مرصع بمجوهرات قيمة. ميراى تعرفت على الزى فى لحظتها فهى كثيرا ما بقت به أيام حتى أعتادت عليه. لكن الزى جلب ماضى طويل معه، فهو مهدى ليها من قبل توتسوكا و كانت تذهب به معه فى تلك التمارين الخاصة بتدريب الملك و إبقاء قواه متيقظة، و بحكم إنتمائها لكلا من مصاصى الدماء و السحرة كانت تدرب معه.

"و ماذا سأفعل به؟"

"سوف تنضمين لجيشى" صمتت قليلاً تبحث فى عينه عن شئ يجعلها تصدق أنها مزحة تافهة لكن لاشئ فى العين.

"و هل لديك واحد؟" سألت ساخرة و فى إستنكار.

"بلى." رحل و تركها فى حالة ذهول. هى لا تريد الإشتراك فى تلك الحرب و قد تقسم بذلك، فهى تعرف تماماً أنها سوف تقف أمام شخص عزيز عليها جدا، و كان يوم ما أقرب من امتلكت لكن....لكن الوقت كافى لتغيير كل شئ و جعل من أقرب اصدقاء الد أعداء. نظرت لسقف تلك الزنزانة بحزن
.
.
"هيا بنا" جاء صوته الحاد مرة أخرى و هو يحاول تنظيم كل شئ تماماً كعادته.

"أوه ذلك الوغد العنيد يطلبنا هكذا و فى شئ لا نبغاه" اعترض ثالثهم و عينه على اوسعها من الغضب ليأتى صوت الخامس الهادئ ذو النبرة الباردة و المستفذة.

"و هل سيكون وغد لو لم يفعل ذلك"

"كفى فالنرحل"
.
.
فتح الجميع عينه مبكرًا حتى بات النهار يتسأل عن ما يحدث فى تلك الأرض العجيبة التى لا ترسى على حال ابدا.

وقف فى بداية المسيرة ينظر خلفه ليتأكد من إكتمال العدد. اتجهت نحوه و وقف بجانبه مبتسمة كعادتها و بذلك نقلت الأمر تماما كالعدوة بين الجميع. نعم الجميع يعرف إحتمالية سوء الأمر خصوصاً بعد القرار الذى تم اتخاذه مساء أمس.
_______________________________________
أعذرونى على التأخير بس بجد أنا مضغوطة فى الوقت قوى و برجع البيت حرفيا مهلكة و مش شايفة قدامى فاعذرونى عن جد.

هذا هو زى ميراى الى أهداه توتسوكا لها

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro