فى حلم
كل ذلك العمر كنت أبحث عن شئ ذو قيمة فى هذا العالم. الآن نعومة يدك و كلماتك هى ذلك الشئ.
_______________________________________
"لماذا نصدق مصاصة دماء؟"
"كيف وصلتم هنا؟"
"ماذا حدث لعشيرتنا؟"
"خائنة"
ظل أبطالنا (سوى أزمير و ياتو) واقفين فوق تلك الأغصان يستمعون الإنتقادات التى تلقى عليهم دون مبرر صادق. على الأرض ظل القادة فى صمت و تركوا لأتباعهم إطلاق تلك الإتهامات و النقد بدون أى إعتراض فقط متابعة حادة لكل ما يحدث حولهم.
خلف الجميع وقف أزمير و ياتو فى حالة ذهول و كانا تائهين بين كل تلك الكلمات. أزمير كان غاضب ايضا فهو تسائل كيف أنه لم يرى مخطط مايا رغم أنه رأى كونها تخطط لشئ ما.
"هدوء!" صرخ أزمير بعد وقت طويل من الصراخ الذى يحيطه و التفكير الغير مجدى. "فالنذهب لقاعة الإجتماعات و نتحدث بطريقة أكثر حضارية فنحن قادة يا سادة و لسنا بهمج"
لم تمر ساعة و كان الجميع فى القاعة متخذين مقاعدهم لكن الأمر لم ينطبق لمصاصى الدماء الذين جاءوا فجأة و هم غرباء على ذلك المكان و لم يجد أزمير سبب مقنع لجعلهم يجلسون.
"إذن ما سبب تواجدكم هنا؟"
"لقد سبق و أخبرناكم أنا من يبحث عنها كارل" أجابت يوتيكا فى ملل. من بين الكثير من الأشياء التى تكرهها هو تكرار نفسها، و ها هى تشعر أنها جالسة مع أفراد حمق وجب عليها التجمع بهم و فوق كل ذلك عليها إقناعهم بوجودها و بماهيتها.
"أنت تدعين أنك أخت كارل" جاء صوت أحد القادة "كارلهينز ليس له أخوات أو إخوان" أدارت يوتيكا عينها فى ملل مرة أخرى و هى تعاود السؤال عن حالة هؤلاء الأفراد العقلية.
"لا نصدقك هانى برهانك"
"أخ الرحمة!" قالت يوتيكا فى غضب و أكملت ساخرة من الحمق الجالسين أمامها "هل أنتم أغبياء أم تتظاهرون بذلك؟ لماذا بحق الجحيم قد أظهر و أخبردم أن أخى هو كارلهينز و يا لها من صدفة أنه هو نفسه الذى اختطف عائلاتكم، أوه و لأزيد الطين بلة أنتم مستعدين لمحاربته. ماذا هل ترون مختلة عقلية أم لدى أمنية إنتحار و فكرت أن تحقوقها لى؟!" حل الصمت لثوانى عديدة مما زاد غضب تلك المشحونة بالطاقة. هى لم ترى سوى أناس أغبياء ذو أفواه مفتوحة و أعين واسعة و كأنها قالت سحر الآن و ليس كلام به عقل و منطق تام.
"رويدا يا يوتيكا" جاء صوت المرأة العجوز صاحبة العقل الحكيم. وتويتى قررت التدخل بعدما رأت سوء الأمر و إنزعاج يوتيكا، و تلك الكلمات التى تقولها بأسلوبها الحاد -الذى و فى رأى وتويتى ورثته عن أخيها- الذى يضر موقفها بإتقان. "أعتقد أن علينا البدأ من بداية القصة"
دخلت وتويتى فى عقل جميع الحاضرين و أطلقت فيها ذكريات اقتبستها من عقل توتسوكا و يوتيكا منذ ولادة يوتيكا حتى يوم مسحت من ذاكرة الجميع و هو يوم الحريق. كان روكى، كوو و زيرا من بين من أطلق فى عقلهم تلك الذكريات لكن روكى كان فى غنى عنها فهو بالفعل رأى كل شئ لكن شئ واحد لم يره منذ فترة وجيزة و هو تلك الدموع المجمعة فى عين يوتيكا و هى تنظر له بشئ من الحزن. كان توتسوكا ينظر ليوتيكا و روكى و كانت بسمة لا إرادية تشق طريقها على وجهه.
"يا إلهي" و كأن صاعقة وجود أميرة فى العائلة الملكية ليست كافية بل أيضاً كانت صاعقة التأكد من أن الوقف أمامهم هو توتسوكا نو تسوروجى هى كافية لبث الفزع فى قلوب الحاضرين.
"الآن انصتوا إلى جميعاً" نادت وتويتى لتأخذ إهتمام الحاضرين "خطتكم سوف تتم كما خطط لها لكن تغير بسيط سوف يحدث"
.
.
تنهد مطولا و هو يشعر بالملل فخطته فشلت بالفعل و هو لم يعد يدرى كيف يعيد أخته للقصر. زاد الطين بلة تلك الأخبار التى تتلاحق عليه و تسقط كالصواعق تزيد من حيرته و غضبه. لم يكن الأمر صعب عليه إدراك القادم لكن الصعب كان ذلك القرار الذى يحوم حول رأسه بلا توقف، و كان كلما أوقفه و تحكم فيه أعاد الإلحاح مرة أخرى حتى بات الجنان مصيره.
و فى جنينة ذلك القصر كان رايتون يتحرك لدخول الزنزانات و اتجه لأخر باب بينهم ليزل السلالم التى فيه وصولا إلى أدنى مكان فى ذلك القصر حيث جلست هى تستمع للموسيقى.
"ميراى لدى سؤال مهم" رفعت نظرها له و أزالت السماعات "زايلو كلارك..." تهجمت ملامحها بعد سماع ذلك الإسم. ميراى لن تنكر شكرها لصاحب الإسم على السعادة التى اضفاها فى قلبها فى وقت الحزن، لكنها أيضاً باتت تكره الأسم لكل ما وضعها صاحبه فيه.
"و ماذا به لقد رحل للجحيم" أجابت فى بغض
"أعرف لكن كيف مات؟" ابتسمت و هى ترى مغزى كلامه فابتسمت و هى تقف لتتحرك بهدوء نحو ذلك الحارس النبيل الذى دائما ما رأت فيه بصيص أمل و الوحيد الذى يحسن معاملتها.
"لقد مرض و عجز الجميع عن شفاؤه"
"و ما المرض الذى تعجز وتويتى عن علاجه؟" فى تلك اللحظة كانت ميراى تعطيه ظهرها و رغم ذلك تعجبت منه. هو يعرف الكثير عن عائلتها و عنها و تعجبت لأنه عرف أن من بين جميع الأطباء وتويتى هى التى تولت رعاية زايلو بكونه قائد القبيلة المقرب لديها.
"مرض نفسى يلازم صاحبه" كانت إجابتها بسيطة و سهلة لكنها تحمل الكثير من الألم و المشاعر. "وتويتى قد تشفى أى شئ و كل شئ أو حتى نسبة منه و قد تبقى الأموات أحياء إذا كان قلبهم مازال يدق حتى لو دقة فى الدقيقة لكنها لا تتحكم فى القلب و المشاعر فهذه هى الأمراض الوحيدة التى لا تستطيع وتويتى معالجتها."
"رغم ذلك تضع الأفراد فى الدرب الصحيح، صحيح؟" التفت له و أومأت له بالموافقة
"فقط إذا كان لديهم أمل"
.
.
أغلقت ستار خيمتها و هى تتسائل عن إختفاء عبدتها المفاجئ. لقد كان يوم شاق و دقت الساعة معلنة دخول نصف الليل ليقرر القادة التخييم فى مكان ما بالغابة بعد التحرك لمسافة تزيد عن العشرة كيلومترات بعيدا عن منازل قبيلة كلارك. وضعت ظهرها على تلك الرمال لتنظر لقماش الخيمة مطولا و هى تتذكر ما حدث صباح اليوم كله و أخره كان حلم. يوتيكا تدرك حب روكى لها و كانت تراه فى كل تصرفاته، و رغم كل ما تفعل به عدى أنها ما كانت لتنكر أبداً حبه لها. أغمضت عيناها و أخذت تتذكر ما رأت فى ذلك الحلم الذى أخذها فى ذكريات روكى المؤلمة و السعيدة، تتذكر الحلم الذى قربها من أخوته و مشاعره.
و على يسارها بخيمتان وجدت خيمة متوسطة الحجم لمن يراها و لكنها تمتد لتكون كبيرة فى الداخل حتى تتحمل ثلاث غرف صغيرة الحجم لا تحتوى أى منهم على أساس سوى تلك المراتب الخمس فى الغرفتان، و المقاعد القطنية الخمس بالغرفة الثالثة حيث جلس فيها السحرة و وتويتى.
"هى غارقة فى النوم" قال مارك الجالس أمام ماثيو. لقد سأله الأصغر عن حالة أليس الآن منذ قليل و الآن هو يعيد الكرة و تعاد الإجابة لكن النبرة كانت متعجبة بعض الشئ.
"إبقاء ذلك الوجه المستطنع يستهلك منها طاقة بالفعل و الحراك طوال اليوم لم يقلل سوء الأمر" أضافت وتويتى لتفسر لأولادها سبب تلك الحالة، لكنها أيضا استطاعت رؤية الخوف الذى يتسلل بهدوء إلى عينهم.
"أمى لما لا نخبر الجميع و ننهى الأمر؟" سألت مايا فى إستنكار
"ليس بعد يا مايا... ليس هناك شخص مستعد لذلك حتى هى ليست مستعدة"
نظر لتلك الخيمة التى يخرج منها ضوء باهت خاص بالشمعة الموجودة فى الداخل و شرد فى خيال جسدها من خلف الخيمة. تنهد مطولا و هو يتذكر ما حدث صباح اليوم فى ذلك الحلم العجيب.
فقط أمس كان قد فقد الأمل فى علاقتهما و رغم ألامه قرر الإبتعاد عنها، لكن ها هو اليوم يقرر العودة بل و المحاربة بقوة أكبر لأجلها. الحلم الذى جمعهما كان به الكثير من البراهين و الذكريات لها، لقد رأى جميع لحظاتهما سويا، ليس فقط رؤيته لها بل سماع أفكار يوتيكا و خصوصاً تلك النابعة من قلبها و كانت ذلك كل ما احتاج التيقن أنها تحبه بل هى واقعة لأجله فى كل الطرق الممكنة. كانت ذكريات طفولة يوتيكا العصيبة شئ أخر جعله يتعلق بها أكثر، روكى لن ينكر أن ماضيه كان مؤلم لكنه لا يضاهى ذلك الخاص بها.
"يا أنت" أخيراً استطاع كوو إخراجه من رشده الطويل الذى كاد يقلق كوو. "ماذا بك؟"
"لا شئ فقط شارد فيما حلمت به" جلس كوو و أخيراً بجانبه. ظل صامت لثوانى منتظر حديث أخيه عن ما يدور فى عقله. ليس و كأنه عليه السؤال، فهو يدرك أن فى حالة أخيه الآن يحتاج لمن ينصت أكثر ممن يتحدث.
"هل تعرف أن يوتيكا كانت أول من أعترفت بحبها لى" عقد كوو حاجبيه فهو لا يتذكر...بل لا يتخيل ذلك على الإطلاق "فى الملجأ قبل رحيلها اعترفت لى أنها تحبنى و كان ذلك أخر ما قالت لى قبل مسح ذكرياتنا جميعها." رفع رأسه للسماء و وخذة قوية تسيطر على صدره و هو يرى ذكرياتها تدور فى عقله، كان الألم يزداد مع كل كلمة.
"لقد رأيت ذكرياتها فى ذلك الحلم يا كوو. طوال هذا الوقت و رغم كل ما قالت لم أظن أنها عاشت حياة أسوء منا لكنها فعلت. فتاة قوية و عفوية مثلها...ماذا كنت أتوقع؟ لقد كنت أحمق حين حكمت عليها بالجفاء، لقد كنت أنانى." و بذلك حل الصمت فلم يعرف أى منهم ماذا يقول. لكن الكلمات لم تنفذ من ذلك الواقف خلفهم يراقب فى صمت تام. تنهد مطولا و اتجه عائدا لخيمته فى هدوء و هو يفكر مطولا.
و فى القصر فى تلك الزنزانة العتيقة قطعت ورقة أخرى من النتيجة و قد توسعت عيناها عن غير قصد حين وجدت التاريخ يرمز إلى العشرون من الشهر الثامن فى العام. هى تسألت كيف مرت الأيام بتلك السرعة و كيف أنها لم تلاحظ التغيرات فى الجو أو فى تلك السلسلة التى ترتديها منذ ولادة أبنتاها.
لكن ميراى لم تكن الوحيدة القلقة بشأن التاريخ فهو الأخر كان ينظر التاريخ فى هاتفه و الخوف يتملكه. أنطبق الأمر بحذافرع على صاحب العين الزهرية الجالس بجانبه.
"ثمانية أيام" تمتم أزمير طويلاً و هو يتوقع القادم. "علينا إعادتها قبل ذلك الوقت يا ياتو"
"أزمير يوتيكا هنا" عقد أزمير حاجبيه غير مدرك لمغذى الجملة رغم بساطة الكلمات.
"و ماذا؟"
"أعنى يمكننا إخبارها و-" اندفع أزمير للأمام و صرخ
"هل جننت أم فقدت عقلك أنت؟! بعد كل ما مررنا به و فعلنا تريدنا أن نخبرها بهذه السهولة؟!"
"و هل هناك من خيار أخر؟" سأل ياتو فى هدوء محاول امتصاص نوبة الغضب التى سوف يحدثها أزمير فى ثوانى. "نحن بحاجة لمن يعرف خبايا قصر كارلهينز-"
"ليس إذا هزمناه"
"هل تعتقد أنه سوف يرحب بدخولنا قصره بسهولة أوه بل سوف يترك المخطوفون بسهولة أيضاً و ربما يعطيهم وردة خروجهم" سأل ياتو فى سخرية من ذلك الذى يراه غبى بعض الشئ. تلك الصفة التى يتداولها بإتقان بينهما و لحسن الحظ دائما ما يكون أحدهما الذكى فى التصرفات لإصلاح الموقف. عادتا ما يكون أزمير ذلك الشخص و يكون ياتو ذلك الغبى الذى يفسد كل شئ، لكن اليوم أنعكست الأدوار.
"سوف يفعل تحت الضغط" أجاب أزمير فى ثقة و هو مازال لا يرى سبب إعتراض ياتو المستمر.
"بالطبع سيفعل بعد أن يكتشف أنها أرسى كلارك و يبتذها و من يعلم ربما يعذبها أخذا منها قوتها" صمت أزمير للحظات. نعم ياتو معه حق فى كل كلمة يقولها حتى و إن كانت شديدة و حتى و إن كان يقولها بطريقة خاطئة.
"كيف سنخبرها؟ بل الأحرى ماذا سوف نخبرها؟"
بعدما ترك أخيه قرر العودة إلى خيمتهما و أخذ نصيبه من الراحة لكنها نادته فالتف بهدوء
"هل لى ببعض الكلمات؟" سألت فى هدوء و تلك البسمة الخجولة التى دفعته للإيماء دون تفكير فهذه ستكون أول مرة له بالحديث معها بعد إعتذارها. اتجها لمكان بعيد عن الأعين و جلسا كل منهم يواجه الأخر. كان الصمت هو ما يرافقهم لفترة جيدة حتى بدأت هى بتردد
"أسمع أعرف-" قاطعها مسرعا و صوته هادى و حنون
"يا ليت معى وردة" نظرت له بتعجب و عدم فهم مما دفعها لعقد حاجبيها.
"أعذرنى؟" ضحك كوو على مظهرها التائه ثم أمال جسده قليلاً ليأخذها بين ذراعيه و يقول فى حنان "أريدك أن تعرف أننا خلال حبنا سوف نمر بالكثير لكن و مهما حدث ستبقين فى قلبى" أبتسمت زيرا و أومات و هى تلف يدها حول عنقه
"أعرف" أغمضا عينهما و رشدا فى عالمهما الخاص. كوو عرف أن هناك من الحديث سوف يحدث بعد إنتهاء الحرب و لعله سوف يدوم لساعات، فالكثير من الأمور عليهما التناقش فيها. زيرا أدركت ذلك أيضاً و لكنها فضلت الإستمتاع بالحظة و ما فيها من هدوء و حنان. هكذا ترك أمر تحويل زيرا ليوم ما بعد الحرب.
.
.
بعد يومان
هناك فى القصر دخل هو أخيراً زنزانة المخطوفين و بدأ ينظر لوجوههم واحد تلو الأخر و يطيل النظر لهم حتى يتعرف على ماهيتهم ففى بعض الأحيان لا تكون الطاقة كافية للتعرف عليها. لكنه توقف عند أرسى التى كانت نائمة فى هدوء تام و قد رفض عقلها إيقاذها على صوت فتح الزنزانة. بعد أكثر من ثلاثة أيام دون نوم و حتى لم تغفو للحظة أنتهى بها مسالمة بنوم عميق. ظل ينظر لها طويلاً يحاول التعرف على ماهيتها، و لكن التشابه الكبير ضايقه أيضاً و جعله يتسائل عن سببه.
فى الخلف كان رايتون ينظر لسيده بذعر على أمل ألا يكتشف سيده هوية تلك المسكينة، ليس فقط لخوفه عليها بل أيضاً لخوفه على رأسه التى قد تقتلعها ميراى فى ثوانى.
"رايتون أحضرها لغرفتى"
حين صعدوا للغرفة و أرسى ألقى بها على الأرض لترتجف بقوة أمسك كارلهينز بها من شعرها و سأل فى حدة.
"ما أسمك؟" رجفة أرسى كانت قوية مما أعجز لسانها عن الحديث. صرخ كارلهينز فيها بقوة أكبر جعلتها ترتجف أكثر و تضم رجليها بيدها لتنكمش على نفسها "أجيبى!!"
"أ...أرسى" مط كارل شفتيه فى غضب يحتله كل ثانية أكثر. جذبها من شعرها بقوة أكبر و صرخ.
"أسمك كله!"
"أ...أليس ك-كلارك ل-لوك-لوكسون" ما أن سمع هذه الأسماء الثلاث حتى وسعت عيناه و حدقتهما أزداد ضيقهما علامة الكراهية و الصدمة.
"كيف؟" سأل فى هدوء و بالكاد سمعه أحد. أخذ كارلهينز خطوة للوراء و الصدمة تحتل ملامحه و هو يهز رأسه بالنفي. لقد.فعل والده كل شئ لقتل هاتان اللعنتان، و كونهن على قيد الحياة يعنى أن العالم قد ينتهى فى أى لحظة، و قد يقع هذا القصر فوق رأسه بخطأ واحد. لقد تأكد من موتهما فى الحريق و قد أكدت له ميراى ذلك بتصرفاتها بعد ذلك. هناك الكثير ليخشاه، و أكثرهم هو معرفة العالم بهما.
"أنت لا يجب أن تكون على قيد الحياة!" صرخ فيها بقوة قبل أن ينهال عليها ضربا على أمل منه أن يقتلها. ليس كأن ضربه طبيعى فهو كان يغرز أظافره فيها ليسلب منها طاقتها قبل أن تنفجر فى وجهه. رايتون على الصعيد الأخر وقف مصدوم ليس بيده شئ لفعله سوى المشاهدة و الدعاء لتلك المسكينة، و غض بصره عن تلك الدماء التى تتسرب منها لكن أذناه لم تستطع التوقف عن سماع صرخات تلك البريئة.
.
.
بين القادة توقفت هى و عيناها على أوسعها تتنفس بصعوبة تزداد بسرعة.
"أرسلين؟" ناداها ماثيو فى قلق و هو يضع يده على كتفها. سحب يده بسرعة حين شعر بشحنة من الطاقة تلتف حول جسد أليس كأنها تحميها لكن من ماذا؟ أنتبه الأغلبية لها بسبب قوة الطاقة التى تحوم حولها، لذلك توقف الجميع و نظروا لها. ركضت وتويتى نحوها و وضعت قماش على الأرض. شهقة عالية صدرت من الجميع حين تحولت عيناها للون أصفر حاد و تجلس على القماش الذى تقطع ما أن لمسته بيدها.
"لقد تحققت أول جملة فى النبوءة" قالت وتويتى بصوت خافت. لم يسمع تلك الجملة الكثير لكن الذعر بث فيمن سمع و أدرك أخيراً أنها الحرب لا محالة.
فى القصر شهق بقوة و أخذ يتراجع للوراء من فظاعة ما يرى. حتى وقع أرضا و كان مصيره الزحف للخلف حتى أنقض عليه الذئب ليثبت يداه و رجله ثم يتجه نحو رأسه و.......
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro