طريق بلا عودة
العلاقات هى شئ أقوى من الدماء و التاريخ. العلاقات هى ببساطة مشاعر حب.
_______________________________________
وقف أمامها بهدوء محاول السيطرة على نوبة الغضب التى اجتاحته منذ فترة.
"يبدو أن أحدهم تائه" سخرت هى فى نبرتها المعتادة. جاء من خلفها أخويها و أليس، وقف الجميع ينظر لروكى بتعجب فهم لم يتوقعوا وصول وتويتى و مجموعتها اليوم.
"أليس من المفترض أن تصلوا خلال يومان؟" نظر روكى لأليس مطولا غير مصدق ما يحدث. لقد كان عقله مشتت من حديثه مع يوتيكا و رغم ذلك حاول جاهدا ربط ما يحدث.
"أرسلين" تمتم و هو يتذكر أسمها. هو لم يفهم ما يحدث فلماذا تلك المعروفة بين العوالم الثلاث و أخويها -الذين لم يراهم شخصيا قط ة لم يعرف حتى شخصياتهم لكنه فقط رأهم فى الصور- يقفوا مع فتاة من المفترض أنها بسيطة و تساعد أعداء الملكة... تساعد أعداء عالم السحرة و هم الأميرة و من معها.
"أين الباقى؟" سأل مارك بصوته الحاد و الخانق الذى اكتسبه لاحقاً بعد إحتفاء خطيبته. أبعد روكى عينه و هو يتذكر ما حدث منذ قليل.
"انفصلت عنهم" أجاب بهدوء تام محاول إخفاء ما به من ضيق و غضب فهو و حتى الآن متمالك أعصابه و حقا لا يريد الإنفجار فى أى من هؤلاء مراعاة لمكانتهم و قوتهم القاتلة.
"و ما السبب؟"
.
.
"لا تكن إحمق يا ياتو لقد دفناها بيدانا يا ياتو" ظل ياتو صامت معطيا أزمير الوقت الكافى لإمتصاص تلك الصدمة القوية، فهى و إذا كانت قوية عليه شخصيا فهى أقوى و أشد على أزمير الذى أدمن تلك الفتاة يوما ما. لا تسخروا فكثيرا ما يتعلق الأخوة جداً بأخواتهن خصوصاً صاحبات القلب النقى مثل أليس.
"أزمير علينا تفهم ما يحدث هنا" أعاد النظر لتلك الرمال المبعثرة حول القبر الفارغ "أو على الأقل ما حدث من قبل هنا" ظل أزمير فى صمت طويل لا يتحرك غارق فى بحر أفكار لا نهاية له. محاولة ربط جميع الأحداث و التغلب على ألم تلك الذكريات -التى قضى الكثير من الوقت يحاول إغلاقها بالأقفال خوفا منها- لم يكن بالأمر الهين، و زاد الأمر سوءا كون ذلك التاريخ قريب.
"لماذا المصائب تقع علينا كالمطر؟"
"حظنا تعيس"
"ياتو لا وقت للمرح. أرسى ليست بجانبنا و كون القبر فارغ هو كارثة، إذا كان ما فى عقولنا صحيح و أليس على قيد الحياة إذن فاليكون ربنا فى عون من يقع تحت رحمة أى منهما. علينا البحث فى ذلك الأمر و لكن أحذر يا ياتو فتلك المسماه بمايا قد تسبب مشكلة فابقى الأمر سرا"
"حسنا"
.
.
.
تنهد مطولا بعد فتح عيناه للمرة العاشرة تقريبا و رؤية نفس المشهد. هناك عند تلك الخيمة الخاصة بالنساء - والتى نصبها روكى و توتسوكا أمس قبل رحيل روكى- كانت زيرا تجلس عند باب الخيمة فى يدها ورقة و قلم، كانت تنظر له و تسرح فى وجهه ثم تعاود إستخدام القلم. هو لا يدرك ما تكتب لكنه متأكد أن الأمر له علاقة به فهو فى العشرة مرات التى فتح فيها عينه وجدها تنظر له و غارقة فى ملامحه. لم ينكر كوو أنه يستمتع بذلك و أنه حقا يريد الذهاب و التحدث معها لكنه لا يجد روحه، فهى سلبت منه مع رحيل أخيه و لا يكف عن القلق، كما سلبت من كثرة النظر لوجه تلك الأميرة التى باتت محل إشمىزاز بالنسبة له.
"ليس سهل صحيح؟" التف كوو برأسه ليجد توتسوكا واقف عند جذع الشجرة ينظر لزيرا كأنه يتخيل بها شخص ما
"أعذرنى؟"
"الحب...هى بشرية و أنت مصاص دماء حب محرم" ابتسم توتسوكا بسخرية "كم يصعب السيطرة على القلب" أزاح كوو عينه ليعاود النظر إلى زيرا التى كانت تكتب الآن
"و ماذا تعرف أنت عن ذلك الحب؟"
"الكثير" اتجه و جلس بجانبه على تلك الأرض الخضراء "لقد تم خيانتى بسبب حب مماثل" نظر له كوو بتعجب و هو لا يفهم كيف قد تخون مرأة رجل ذات مكانة عالية مثله. بعض الأسئلة الأخرى أصابت فضوله و منها كيف كانت نهاية تلك الخيانة و الحب للجانب الأخر.
"و كيف أنتهى الأمر؟"
"أنجبت منه توأم" دهش كوو مما سمع و زادت الأسئلة حدة.
"من كانت"
"كانت زوجتى سرا و جاريتى علنا" تنهد توتسوكا مطولا و هو ينظر لتلك السماء الصافية رغم حجب الأشجار الرؤية الواضحة. ذكريات له مع ميراى لم تكف يوما عن ملاحقته، ذكريات خيانتها له و إكتشافه بالأمر، خيانة رؤيتها فى يد ذلك الرجل كانت أسوء ما قد يتذكر، و الأهم هى خيانتها له بهروبها مع أبنتاها محاولة إخفاءهم منه. لقد مر الكثير... الكثير من الوقت حتى بدأ يفقد العد و يفقد الأمل فى إصلاح أى شى. "رغم ذلك لم أقصر فى حقها علنا يوماً حتى أنجبت يوتيكا"
نظر كوو لتوتسوكا بتعجب يزداد بسرعة. تلك الأسابيع الماضية تعلم فيها أكثر مما توقع أن يتعلم، أغلب تلك الدروس ليست تدريسية بل شعورية و منها تلك الصفة الغريبة التى وجدها فى أصحاب القلوب الحجرية فى عين الجميع، فى هؤلاء أصحاب الوجوه القاسية و المكانة العالية و الهيبة المفزعة بين من حولهم تلك الصفة....تلك الصفة التى جمعتهم جميعاً و هى أن كل منهم لديه نقطة لا يتحمل الضغط عليها، أن كل منهم لديه ما يدفعه دوماً للأمام و الأهم أن كل منهم لديه حبيب يقيد مشاعره به. ابتسم ساخرا حين تفهم أخيراً أنه كان غبى و أنه نسى أنهم لا يختلفون عنه كثيرا فهم لديهم مشاعر أيضاً.
"أعرف أنك قد تتعجب لكن" نظر لزيرا مرة أخرى و بدأت صورة ميراى ترسم فيها "القلب يختار و صعب جداً مخالفة إختياره و رغم أن الإختيار قد يرسمه طريق الصعاب لكن المحاولة ليست صعبة فلا تتركه يا كوو و حارب....حارب لأجل من تحب و من أختار قلبك فما أن يضيع حتى تضيع معه. أنا لا أرى فى حبك للبشرية عيب يا فتى و سوف انصحك بما لم أستطع فعله يا كوو. لقد اضعت إختيار قلبى لأنى تمسكت بالقوانين و لا أستطيع لونها ففى ريحى لم تجد ما طلبه قلبها و منذ رحيلها يا كوو و نزلت على لعنة فلا تكن مع الملعونين" وقف و بدأ يبتعد لكنه قال شئ سريع له أشاع ضوء من الأمل فى نفس كوو
"ما زال لديك فرصة لتضفى النور فى روحها يا شاب و بحبك فقط...بحبك و حنانك فقط سوف تكون لك للأبد"
أبتعد توتسوكا و اتجه لمكان أخر اكثر بعدا عن ذلك الفتى محاولا تمالك نفسه و تلك النزعة التى لم تصبه منذ أعوام و أعوام للبكاء، تلك النزعة التى تلح عليه للصراخ و الإنهيار أخيراً، ليس كأنه لم ينهار بالفعل و أصبح مدمن الخمر لكن هذه المرة يريد الإنهيار كجميع الخلق و البكاء و الصراخ. ارتمى بجسده عند إحدى الشجيرات و أخذ يتنفس بصعوبة و سخرية من حالته المزرية
'انظر لك الآن يا تسوروجى' بدأ يفكر فى نفسه 'ضعيف و تطلب الرحمة الذى ترفعت عنها طوال حياتك. كم أصبحت ضعيف بسبب مرأة يا لك من قلب غبى'
"لقد تغيرت سوف أعترف بذلك" التف بأخر الأصوات التى توقع سماعها الآن و التواجد بجانبه وحدهما.
"متأخر اليس كذلك؟"
"إذن ماذا؟ هل حقاً بعدك عن تلك أمى أثرك فيك أم أنها إحدى الكذبات لإكتساب ثقة كوو" نظر توتسوكا لتلك الأفق البعيدة و هو يتألم بداخله. يوتيكا و للمرة الألف تثبت له أنه لن يحصل أبدا على ثقتها مجدداً
"أن ترى كل شئ يهوى حولك فى آن واحد و أبناءك يخونوك و حب حياتك تموت بسببك كافى لتغير شخصية أحدهم يا يوتيكا" ضحكت بسخرية و هى تقف فى مكانها خلفه من اليسار. فصلهما مسافة كافية لجعلها ترى وجهه بينما هو لم يكن يراها حقا، و كانت المسافة كافية لتركض مبتعدة إذا حاول المهاجمة.
"انظر لحالك الآن أيها الملك السابق تمثل التعب طالبا الشفقة. صدقنى هذا يزيد من تقذذى تجاهك" ابتسم توتسوكا بهدوء
"أنا لن أحاول بتغير عقلك يا يوتيكا لكنى أطلب فرصة لإثبات تغير" نظرت له بسخرية
"متأخر كثيرا يا تسوروجى" و اختفت قريبة منه لتراقبه. هناك شئ هى لا تدركه حول والدها و تخطط للوصول إليه، هذه الأفعال لا يمكن أن تصدر منه و منه هو بالذات و تسائلت هل حقا تغيير للأفضل و يستحق تلك الفرصة.
#بعد يومان
كان رؤساء القبائل جميعا واقفين خلف مايا و أزمير الجميع مستعد لتلك الرحلة الطويلة و الخطيرة فإحتمالية نهاية تلك الرحلة بكارثة أو مذبحة ليست ببعيدة. الجميع يتصور الأسوء و الأسوء يطارد الكثيرين حتى شعبهم.
"هيا بنا؟" سألت مايا بهدوء. بجانبها وقف أخويها و أرسلين بذلك الوجه الذى أختارت الظهور به كخطيبة الأمير الأصغر. على الجانب الأخر وجد أزمير و بجانبه ياتو و الأثنان فى حالة هدوء و جفاء مرعب لكن عقولهم لم تكف للحظة عن التفكير بأمر أليس و أرسى.
"نعم فالنتحرك" جاء أمر أزمير بصوت عالى ليستعد الجميع لخطو الخطوة الأولى لكن شئ واحد أوقفهم شيئا أفزع جميع الحاضرين أو لنكون أكثر دقة نشر أفاق الكثير من غيبوبته العقلية.
"حين يظهر الذئب الذى لا يراه سوى ثلاث، و حين يلتف الأربعة حول صاحبة الشعر الأبيض، سوف تعرف المكروهة حقيقة الوجود، حينها فقط سوف يلقى العالم التحية للملوك الخمس لترى روح واتسون تشارتشر واضحة" هذا هو ما أوقفهم، هذه الجمل القليلة التى ألقت فى عقولهم من قبل صوت مرأة لم يكن غريب على أبطالنا.
"هل حقاً نسيتم تلك النبوءة" التف الجميع خلفهم رافعين رأسهم لتلك الصورة المرسومة بين السحاب.
"يا إلهي"
"ما هذا بحق الجحيم" توالت تمتمات الذعر بين الجميع. تلك الصورة التى لا تسبب سوى الذعر لكل من يعرفها، و من من كبار القادة لا يعرفها و هم يدرسونها فى عمر الخامسة كقانون لهم. تلك العلامة القاتلة التى حملت معها دماء قاتلة و مذابح و حروب، تلك العلامة التى تسبب الذعر فى القلوب خشية من حقيقة صاحبها، خشية من غضب صاحبها، تلك العلامة التى سميت باللعنة منذ وفاته حتى باتت ذكرى لا يعرفها سوى كبار القادة.
"ذلك الواقع الأليم أننا نخشى التنازل عن مكانتنا لأجل تلك العلامة. هل نسيتم يا سادة صاحب تلك العلامة؟"
"لقد كان خائن و استحق القتل" صرخ أحد الحاضرين بعد صمت قليل.
"لقد قتل لأجل أناس رأى فيهم حب لا يقاس" زمجر ذلك الصوت فى عقول الحاضرين "لقد قتل لأجل حلم شريف، لقد قتل لأجل السلام بين العوالم الثلاث"
"إنها لعنة لا تؤمنوا بها" جاء صوت شخص أخر و هو يصرخ بين الحاضرين عله ينجد من حوله و نفسه من تلك اللعنة "لا تنظروا العلامة و لا تسمعوا لتلك المرأة"
"إذن فلا نجاح لكم" و بعد تلك الصرخة أختفت العلامة و سطع من أحد جذوع الشجر نور ساطع جدا حتى أنه دفع الجميع لإبعاد نظرهم أو غلق أعينهم بسبب قوته. مر الوقت ببطئ حتى أختفى ذلك الضوء و هناك على ذلك الغصن ظهر أبطالنا. كان روكى يقف بجانب يوتيكا بهدوء و صلابة بجانبه كان يوجد توتسوكا و عيناه الحادة ترمق جميع الحاضرين الذين شهقوا فى ذعر من رؤيته و بعضهم فى عدم تصديق، بجانبه كوو بوجه هادئ تماما و مسترخى و بجانبه زيرا بعينها البنية تنظر لمن حولها بتوتر فهى لم تقف يوما أمام كل ذلك الحشد من قادة و أتباع. تسائل البعض عن سبب وجود بشرية مع كل هؤلاء مصاصى الدماء و لا يبدو أنها تخشى منهم شئ بل هى مرتاحة بتواجدها بجانبهم لكن هذا السؤال لم يضاهى علامة الإستفهام المرسومة فوق رؤوس الجميع عن من تتوسط المجموعة و هى يوتيكا ذات الوجه الحاد و النظرة الواثقة و الوقفة الشامخة. البعض تعرف عليها و تسائل عن سبب تواجدها هنا و البعض لم يتعرف عليها فتسائل عن من هى.
"أسمعونى جميعاً" بدأت يوتيكا بصوت عالى ليستطيع الجميع الإستماع لها "أنا سبب ما حدث لعشيرتكم فكارلهينز يعتقد أن أحد أفراد قبائلكم اختطفنى. أنا هنا لأتحمل معكم غضب أخى كارلهينز فأنتم لستم وحدكم من يريد الإنقلاب عليه. حكم أخر لن يدوم طويلاً و أنا أرى أنه حان وقت إطلاق العنان لتلك العلامة لتعيد وصلنا و قيادتنا"
"و لماذا نصدقك؟ نحن لا نعرفك أصلاً" سأل أحد الحاضرين و الذى كان من بين من مسحت ميراى ذاكرتهم عن يوتيكا من قبل.
"بل تعرفونها" كان ذلك هو صوت المرأة التى كانت تتحدث فى رأسهم. رفع الجميع نظره لغصن ذو مسافة أبعد من الأرض و هى تقف و بجانبها وقفت خطيبة ماثيو التى بدأ جسدها يتلاشى من جانبه "فقط لا تتذكرونها"
.
#منذ ستة عشرة أعوام
أمسكها من شعرها بقوة و هى كانت تصرخ من الألم و المرض. لقد كانت محطمة و لا أمل يضئ لها ذلك الدرب المظلم أو ذلك القلب المحطم بعد خسارة أبنتاها و زوجها الأول فى آن واحد. ذلك اليوم الطويل الذى لم تشرق فيه الشمس و تولى السحاب ملئ السماء حزنا على كل ما حدث يومها. ذلك اليوم وقعت كوارث كثيرة و أكثرها شفقة تلك الخاصة بهذه المرأة
"اه اتركنى!"
"جارية مثلك ماذا تظن نفسها" دفعها نحو الحائط ليجذبها مرة أخرى من شعرها "أنظر لكل ما فعلت يا ** و ياليتك تكفى عما تفعلين."
"أرجوك أرجوك أرحمنى!"
"سأفعل لكن هناك مقابل"
"و ما هو؟"
"حين يقتل توتسوكا نو تسوروجى سوف تمسحين أى ذكرى عن أخت من عقل أى مخلوق على تلك الأرض مفهوم؟!"
"ن...نعم"
#الآن
فى ذلك القصر التعيس جلس على الأريكة و فى يده كأس أخر من الويسكى يتحدث مع بعض العمال عن بعض الأعمال فى تلك الدولة الشاسعة و العريقة قبل أن يدخل حارس و يخبره ما يحدث فى تلك الغابة.
استشاط غضبا من تلك الأنباء لكنه لم يستطع تفسيرها أيضاً. أخته التى أعطاها كل ما ملك و لم يتردد يوماً عن ذلك تخونه و تقف مع الأعداء. لقد كانت تلك هى نقطة ثورته فقد ظن أن الذى اختطفها هو من قام بتغير تفكيرها و ربما سيطر عليها أحد السحرة لكنه كان على يقين تام أنه سوف يعيدها لصفه أو على الأقل يلتمس منها عذر يعيدها له.
"رايتون" أوما ذلك الرجل لسيده الغاضب و الذى أصبح كقنبلة موقوتة يجب الحذر منها.
"أوامرك يا سيدى"
"كل من فى الزنزانة أخرجهم و اربطهم بسلاسل على السور. هؤلاء الوقحين يتحدوننى و أنا سوف أعطيهم ما يريدون." لف نظره لرايتون "و لتعطى امرى لقائد الجيش بالحراك"
"أوامرك" و أختفى رايتون من نظر سيده.
.
.
#أمس
"سوف تظل هنا حتى يأتى الباقى فحضورك الإجتماع غدا لن يشكل سوى المتاعب." أمرت مايا روكى و هى تأكل من ذلك الصحن المملوء بسلطة الفاكهة المصنوعة من قبل أليس
"و كم من الوقت بقى حتى وصولهم؟"
"ليس طويلا" أجابت أليس "أظن أنه فى صباح الغد سوف يكونوا هنا" انتهى العشاء و اتجه الجميع لخيماتهم للنوم و كان روكى أول من فعل فما الذى يربطه بهؤلاء الأربعة سوى مصلحة منتهية سريعًا. لن ينكر هو أنه كان خائف و قلق، خائف من أن يؤثر ما فعل سلبا على حب يوتيكا له و أنها لن تسامحه أبدا، و قلق مما قد يحدث حين يقابلها مرة أخرى. رفع نظره للسماء فى أرق مما يحدث حوله و تلك الأحداث المتتالية. أزاح عينه لذلك الكتاب المعلق فى حقيبة ظهره التى تنقل بها منذ تلك الرحلة الطويلة و القاسية على الجسد و النفس، فتحه و أمسك بالقلم و بدأ يكتب ما يشعر به و بين كلماته مر أمامه شريط ذكرياته مع إخوته و ابتسم فكيف له أن ينساهم و هو لم يسأل عنهم منذ وقت طويل فشعر بألم اكبر.
و فى خيمة مجاورة استلقت على صدره برأسها و لا يوجد بينهما سوى صمت تتحدث فيه القلوب بدلا من الأفواه حتى سمعت هى جملة جعلتها تبتسم فرحا و جعلت همومها تذهب بلا عودة لفترة.
"أعدك يا أليس أننا و ما أن ننهى كل ذلك سوف أجعل منك زوجة لى"
و فى مكان أبعد قليلا عند ذلك المنزل المحروق أطرافه وقف إثنان عنده مطولا. لو توقع أحدهما أن يجد شخص هناك فكان الأخر أخر من توقع و ربما كان ذلك سبب بقاءهما صامتين و النظر لذلك المنزل كل يفكر فيه بطريقته الخاصة
"سؤال يلح على منذ رؤيتك" بدأ هو بخشونة و صوت مبحوح لا يحمل أى مشاعر معه "لماذا صمتى كل ذلك الوقت رغم أنك كنت على شفى فضح أبى" هى لم تحرك رأسها أو حتى عينها بل ظلت تنظر لذلك المنزل لفترة حتى أجابت
"لأن رأيت ما لم تراه أنت" نظرت للسماء و هى تتذكر صورة الدخان و هو يتطاير فى كل مكان ملوث معه الهواء "لأن رأيت أختان فى يدهما تغيير العالم و لأن أردت مشاهدتهم فدائما ما أردت أختا. لكن لا تفهمني خطأ فأنا أردت أن تدمرها بنفسك و قد أبدعت فى فعل ذلك"
"لقد كنت خائف عليها منك و من من يعرف حقيقتها" التف أخيرا له و ابتسمت بهدوء
"و هذا تماماً ما أعجبني فى مراقبتك" تحركت مبتعدة و رأسها مستقيمة مع الأرض لكنه أوقفها حين قال
"أتذكر حين كنت أختى" ظلت صامتة لثوانى قبل أن تبتسم بهدوء و هى تتذكر بعض من تلك اللمحات القوية التى اختفت بظهور أختاه الصغيرتان
"لقد قلتها حين كنت. نحن كقادة لا نتحدث عن الماضى" و بدأت تعاود التحرك حتى اختفت من أفاق نظره
"ماذا تخفين يا مايا؟" سأل نفسه و هو يشعر أنها تخفى كارثة عن العالم كله، تخفى سر قوى قد يدمر أو ينقذ العالم.
.
.
حين جاء الصباح الباكر وصل الأربعة مصاصى دماء و وتويتى و ما أن فعلوا حتى وضعت أرسلين قرص مخدر فى مشروب يوتيكا و روكى حتى يغفوان فى غيبوبة لا تزيد عن خمسة ساعات.
"ماذا حدث لهما؟" سأل كوو فى ذعر
"لا تقلقوا لقد أدخلناهم فى غيبوبة مؤقتة لكن واجبة" حرك الجميع جسد الأثنان و وضعوهما بجانب بعضهما البعض و قامت وتويتى بوضع عليهما تعويذة ربطت عقولهما و روحهما ببعضهما البعض ليدخلا فى حلم مشترك مدته خمسة ساعات. ما أن أنهت تعويذتهت حتى شرحت للجميع الخطة و لكن و كالعادة فضلت لإبقاء بعض الأشياء لنفسها.
بعد ركض طويل و هرب من ذكريات الماضى التى صعقتهما بقوة لفترة لا يعرفاها وجدا نفسهم عند بحيرة كبيرة فى كهف مغلق، رغم ذلك كان ضوء القمر ينعكس بوضوح فى تلك البحيرة الصافية تماما. نظرا لبعضهما و عينها تلمع فى عدم تصديق
"يوتيكا"
"روكى" حل الصمت بينهما قليلا حتى انحنيا فى قبلة طويلة تحمل مشاعر ثائرة و هادئة فى أن واحد.
_______________________________________
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro