ضربة حظ
كثيرا ما ننادى على أكثر من نحتاج لكنه لا يجيب.
رغم ذلك نختلق له العذر فمن أعز في القلب من الحبيب؟
_______________________________________
ركضت بأسرع ما أمكنها لتصل لشخص ما طالبة النجدة. كانت تشعر بشئ خاطئ دفعها لا إرادية لذرف الدموع. توقفت فجأة و هى تراه يخرج من يمينها و يمشى كشخص ثمل و فى يده فأس و جسده يترنح بقوة، ركضت نحوه و صرخت بأسمه لينظر لها مفزوع برؤيتها.
"يااتو!!!"
"أ...أرسى" وقفت أمامه تلهث من كثرة الركض.
"أزم...إنه أزمير سوف يقتلوه"
"ماذا؟!" سأل ياتو متناسيا ما كان به من حالة ذعر و توهان.
"رجلان غليظان...لقد أمرنى بطلب النجدة" و هنا شعر بالمسؤولية تجاه أبن خالته فأومأ لها
"أين هو؟" أشارت نحو الطريق الذى جاءت منه فاومأ بهدوء ثم أمسك بذراعينها لتنظر فى عينه و هو يقول فى حدة و سرعة
"عودى للقبيلة و أبلغيهم لإرسال النجدة و إياك و الخوف" أومأت له "هيا أذهبى" عاودت الركض ليركض هو فى الإتجاه الأخر و يتحول لذلك الذىب الضخم ذو الجسد الثقيل و الفرو الرصاصي. رغم ذلك كان مشوش التفكير و الرؤية و لعل هذا سبب تجاهله لمصاص الدماء المعلق فوق الشجر خلفه تماما. ما أن أبتعد ياتو حتى نزل مصاص الدماء و ركض متبعا أرسى.
.
.
قفز رايتون مبتعد عن أنياب أزمير الغاضب. إنها معركة شديدة بالفعل و بدأ رايتون يرى أنه لن يصمد طويلا أمام أزمير خصوصا مع ظهور طاقة أخرى فى الأرجاء، و رغم كل الألم الذى فى جسده بالفعل إلا أن إبقاء أزمير مشغولا أمر واجب حتى يظهر راز. زمجر أزمير ليعيد تركيز رايتون له. لقد كان شئ واحد فى عقل كل منهما و هو الإرادة فى إنهاء هذه المعركة بسرعة لكن الأسباب أختلفت الأسباب فكان أحدهما قلق على أفضل من أعطت له الحياة و الأخر على فشل من بقى له من أسرته.
.
.
وضع يده على فمها لكى لا تصرخ و هو يضمها بجسده الضخم
"أهدئى أو قتلتك" لم تلبى أرسى نداءه بل أخذت تتحرك بين ذراعيه محاولة التخلص من قبضته لكن ما من فائدة فما قوتها أمام وحش مثله و جميع محاولات الصراخ انتهت بالفشل. ضربت راز بقوة فى صدره بكوعخا لكن ما من فائدة. لقد مر عشرة دقائق و هى تحاول بكل الطرق بالفعل، حتى أصبحت صاحبة جسد رخى، و الأمل بدأ يترك روحها، و كانت تلك فرصة راز ليضع ذلك المخدر الموضوع فى منديل على فمها و أنفها لتستنشقه بين صرخاتها و ينتهى بها الأمر بين يدين لم تتعلم يوم الرحمة.
'أزمير!' كان أخر من استنجدت به فى عقلها. تركت دمعة عينها قبل أن تغلقهما بسبب قوة المخدر و تصبح بين يدى راز.
.
.
توقف عن الحركة بعد تلك الوغزة التى ضربت قلبه، هناك شئ خاطئ، فى الواقع هناك ما حدث لأرسى مما شغل عقله لثوانى و جعله يشعر بالعجز عن الحركة فأى شئ يصيب الجسد تشعر به الروح و هذا تماما ما حدث لأزمير فهو لا يتخيل أنه قد يعيش ثانية و أرسى بعيدة عنه أو فى ألم. أعيد إلى أرض الواقع حين وجد جسد ثقيل يعبر من فوقه ثم يرتطم بالأرض بقوة حاجبا عنه هجوم رايتون.
زمجر له ياتو بتحذير 'انتبه لمنافسك'
'أين أرسى يا ياتو؟'
'ارسلتها للقبيلة و جئت لهنا' و هنا جاءت زمجرة أزمير القوية و هو يصرخ فى ياتو بغضب لم يفسر ياتو سببه
'يا أحمق!'
"لقد انتهى وقت اللعب يا صبيان" جاء صوت رايتون الذى أختفى بين الأشجار فى لحظة قوله لتلك الجملة .
قفز فوق الشجرة و بدأ يتنقل من واحدة الأخرى بسرعة البرق حتى التقى بأخيه و تلك المعلقة على ظهره. فتح رايتون عيناه على أوسعهما فى صدمة، لقد أمل أنها وصلت للقبيلة قبل أن يمسك بها أخيه. من بين جميع من يتم إختطافهم هو لم يريد أن يختطفوها، فى الواقع هو لم يرد القدوم لتلك القبيلة من الأساس بسببها و لذلك تركها للنهاية. تنهد فى أسف مما سوف يحدث لها، نظر أمامه و هو يدعو أن تحدث معجزة لتخلص تلك الفتاة من قبضة أخيه و لكى لا يصلوا للقصر بها. رغم تلك الرغبة الملحة لإيقاف راز و إعادتها لأزمير و أخذه بديلا منها، كان رايتون يذكر نفسه أن عصيان أوامر سيده أو الشرع فى ذلك سوف يؤدى إلى هلاكه، رغم ذلك فذهاب أرسى هناك سوف يؤدى إلى هلاكها. انتهى به الأمر بتقبل تلك الكارثة فأحدهما سوف يتأذى لا محالة و هو حظها العسير الذى أوقعها فى يدهما.
.
.
تسمرت فى مكانها لوهلات و تملكتها رعشة قوية و هى تشاهد ذلك المنظر فى عينها التى أخذت لون أصفر حاد محاط بلون قرمزى ليجعلا منها ملكة جمال. توقف المسافرين الثلاث و التفوا لها ليفزعوا من صفار بشرتها و تلك الرعشة التى تسرى فى بدنها، تحرك نحوها الأصغر و امسك بكتفها و هزه بخفه
"أرسلين...أرسلين هل انتى معى؟" هزها بقوة أكبر لكن ما من مجيب فشعر بالذعر خصوصا بعدما بدأت هالة زرقاء قوية تلتف بهدوء حول جسدها.
"ماثيو أبتعد عنها الآن" أمرت مايا بحدة و هى تأخذ خطوة تجاهه. التف لها ماثيو ليعترض لكن هالة أخته الحمراء القوية، تلك الهالة التى أكدت أنها لن تقبل أى مفاوضات جعلته يتراجع خطوة و يطيع أمرها. وقفت مايا أمام أرسلين و بدأت تلقى بتعويذة قوية تبعد بها تلك الطاقة عن أرسلين و بذلك تفقدها وعيها.
بعد ساعة
كانوا يمشون فى هدوء ليس هناك كلمات تقال، خلف مايا كان هناك سجادة سحرية مستلقى عليها جسد صاحبة الشعر الأبيض، بجانب مايا وجد الأخ الأوسط، فى نهاية المجموعة وجد ماثيو الذى لم يزل عينه عن أرسلين لحظة. كان هناك شئ غريب فيها جعله يتعلق بها، دفعه الرغبة فى حمايتها، لقد كان فيها الكثير من تلك التى أحبها.
"لقد اقتربنا" جاء صوت مايا ليخرجه من حالته السارحة فى جمال فتاة لا يعرف من أين خرجت لهم.
.
.
وقف روكى على مقربة منها ينظر لعينها الحمراء الحادة، هناك ما يقلقها، هناك شئ يجعلها متوترة و خائفة.
"هل تخطط للتحدث معها؟" ليس و كأن كوو لم يلاحظ قلق أخيه على قلق حبيبته. رغم ذلك كان هناك عائق لكل منهما، يوتيكا و كعادتها تفضل الصمت، لقد عرفا أن الأمر لن يحل ببضع كلمات فهناك شئ اكبر و أعمق مما يصل له خيالهما ينتظر.
"أخشى أن أكون السبب" ابتسم كوو ساخرا و قال فى مزاح و هو يلتف مستعد للرحيل
"عزيزى روكى أنت دائما السبب" و فى لحظات أختفى فى رحلة من الركض الحر حول الجزيرة، ليصفى كل ما فى عقله من أسئلة و مشاكل سببتها فتاة واحدة. ضحك روكى بخفة و هو يتسائل عن نضوج أخيه المفاجئ، لكنه سرعان ما تذكر أن كوو كان دائما ناضج فقط لا يظهر كثيرا.
"يوتى" رمقته ببرود امتزج بسخرية
"هل أصبح هذا اسمى الآن يا حارس" جلس بجانبها و قال بنفس ذات نبرتها الساخرة رغم ما حمل فى نفسه من ضيق
"هل لن تلقى بهذا اللقب"
"أوه مازال لديك طريق طويل قبل أن ألقى به"
"هذا يرضينى قليلاً" ابتسمت له بهدوء. عاودت النظر إلى البحر بتلك الأمواج التى رسمت حياتها. "إذن ماذا يزعجك" لم تنظر له لكنها تنهدت مطولا فى ضيق. تلك الأمواج و النسيم الخفيف الممزوج برائحة البحر المالح تؤلمها، تذكرها بكل تفصيل فى ماضيها
"خائفة. أريد العودة للمنزل بأسرع ما يمكن فمن يعلم ما يفعل كارل هناك"
"ماذا؟"
"أنا لم أخبرك سبب عدم معرفتك بوجود صحيح؟" هو لم يتكلف بالإجابة فهو على دراية أن هذا لم يكن بسؤال بل كان بمقدمة لما سوف يليها
"بعد وفاة الملك السابق و وفاة والدتى قام كارل بمسح جميع الذكريات الخاصة بوجودى من ذاكرة العوالم الثلاث و تطلب ذلك ساحرة قوية لم أعرف عنها يوماً و رغم قوتها فالبعض لم يصاب بتلك التعويذة و بقيت أنا فى الذاكرة"
"و لماذا قد يمسح ذاكرة الكثيرين هكذا؟"
"خائف" قالت فى هدوء بعد مدة صمت ليصدم من تلك الإجابة الغير متوقعة و ينظر لها ليفاجأ بالدموع فى عينها.
فى قصره الكبير كان يقف فى غرفته أمام الشرفة بحزن و غضب هو مشتاق لها و يشعر بالضيق لعدم تواجدها.
"الكثيرين يظننون أن نقطة ضعف كارل هى زوجاته أو أبنائه و البعض يظن أنها فى شخصيته لكنهم لا يعلمون..."
أمسك بكأس الدماء و أخذ ينظر له بشرود تارك لذكرياتها معه بعض العنان. لقد مر أسبوع، نعم هى تسافر كثيرا لكنها تبقى على إتصال و لكنه الآن لا يعرف مكانها أو حالها و الأسوء هى مع من سوف يدمروه.
"أن نقطة ضعفه هى أنا. لقد ابتعدت عن القصر أسبوع و هو لا يعرف عنى شئ، أراهن أنه سوف يجن من القلق و الخوف"
وجه نظره لليسار حيث تكون شرفة غرفتها التى اعتاد أن تنظر له منها مبتسمة فشعر بضيق أكثر و هو غير مدرك لحالته
"كارلهينز قد يدمر العالم كله بحثا عنى يا روكى و هذا ما يقلقنى."
تنهد مطولا و أغمض عينه
'عودى إلى'
.
.
توجه للإجتماع رافع رأسه غير متنازل عن مكانته بين الجالسين أمامه. و ليكون بتلك الصرامة تأكد من أن يخفى أى علامات مما جاء من الحدوث مع أفضل ما ملك فى الحياة. وقف الجميع إحتراما له
"مرحباً بعودتك يا أزمير" اصطنع لهم أزمير إبتسامة بارعة فى الكذب و جلس للجلوس فى وسط القاعة
"أشكرك" نظر لهم "لقد طلبتم رؤيتى أظن" بدأت القاعة تهب صاخبة بسبب الشكاوى من الأحاديث عن عمليات الخطف و إعلان الحرب، و كم من مرة كان عليه الصراخ طالب الهدوء أو إحترام المكان.
"أزمير أظن أن الحرب قامت بين القبائل قبل العوالم" جاءت مزاحة ياتو الذى حاول جاهدا إدماج أبن خالته فى عالم الواقع مرة أخرى و تهدأة ثورة غضبه عليه لخطأ لم يقصده. كاد أزمير أن يثور عليه لكن طاقة قوية أصمتت الجميع و جعلتهم ينظرون لباب القاعة فى عدم تصديق و البعض فى حيرة. فتحت الباب و دخلت رافعة الرأس بعينها الحادة و ذلك الكاب الطويل المعلق برقبتها خلفها دخل أخيها الثانى فى ثقة لا تقل عنها شئ.
"مرحبا يا قادة و قائدات" نظرت لهم بهدوء تام "أرجوكم لا تكونوا متفاجئين إلى هذا الحد فيجمعنا جميعا هنا هدف واحد"
"و ما هذا يا ملكة؟"
وضع تلك المنشفة الباردة على مقدمة رأسها و هو ينظر بقلق لوجهها الباهت. تلك الذكريات تلح على عقله المشتت بقوة من كل ما يدور حوله.
#منذ ثمانية أعوام
"ماثيو" التف لها منتظر ما سوف تقول "هل سوف تحزن إذا اختفت؟" نظر للسماء لوهلة يحاول تخيل حياته فى غيابها قبل الإندفاع و قول بتوكيد
"بالطبع سوف أحزن، سوف اشتاق لك و سوف أبحث عنك فى كل مكان" نعم كانت هذه كلمات طفل لم يتخطى الثالثة عشر و رغم ذلك كانت صادقة فى كل حرف، كانت خارجة من قلبه قبل عقله الباطن حتى.
"لكنك لن تختفين ابدا" قال فى ثقة. فى الواقع لقد كانت جملة يهدأ بها من روعه و خوفه من ذهابها و قد أدركت رغم صغر سنها ذلك فابتسمت للسؤال و قالت إجابة أرضته، لقد كان طفل على تحليلها لكنه لاحقا أكتشف معناها الحقيقى.
"بالطبع لن أترك لعقلى هذه الفكرة"
#نهاية الذكرة
تنهد بملل و نظر لها مرة أخرى فكم اشتاق لصديقة عمره.
"أ....." نادى أسمها و رفع رأسه للسماء يدعى لمرته الألف بحدوث معجزة و تعود له.
.
.
"و هل فقدت أخيك الأصغر، اعتبارا أنه ليس متواجد معك؟" سأل أزمير بإستحقار فهو ليس حقا من محبى تلك المرأة المتكبرة خصوصا أنها كادت بالتسبب فى كارثة له و لعائلته فى صغره.
"أخى ليس برضيع كأختك يا قائد كلارك-" أندفع أزمير واقفا و صرخ بها فهى جاءت على الجرح و هو لم يبدأ حتى بالإلتآم
"ألزم حدودك يا انسه ميلارك فأنتى فى أرضى"
"أخى فى حال جيد فقط يرعى شخص مهم لنا على حدودكم. إنها خطيبة مارك المخطوفة" أمسك أزمير أعصابه بصعوبة و كان ياتو يمنع نفسه من الضحك. شخص واحد على هذا الكوكب يلعب بأعصاب أزمير ببراعة دون التعرض لأذى و هى ببساطة مايا، لقد قصدت تجاهل تعليقه الصارخ و تكملة الجملة بنفس ذات الهدوء و البرود، و فى حين رأى الجميع ذلك تحدى رأى ياتو و أزمير -رغم غارة الغضب التى يعانيها- فرصة جيدة فى استغلاله لصالحهم و كان ياتو من بدأ
"إذن نحن حقا نقف على أرض واحدة." نظر لأزمير كأنه يطلب منه أذن و حين لم يجد رد أكمل "و أرضنا هى عدو واحد و يبدو أننا وصلنا لحالة غضب قد نستخدمها فى الوقوف أمامه سويا"
"ذكى على غير ما يعرف عنك يا ياتو" جاء صوتها فى عقله ليصعق من الجملة التالية "تلك التعويذة ليست سوى حماية"
"لقد جئت لقول ما لخصه لكم ياتو بالفعل" نظرت لأزمير و باقى القواد منتظرة الرد الذى تتأكد منه و لم يمر كثيرا حتى بدأ يرفع القواد بالموافقة و بقى هو. بقى ينظر لها بضيق، فى نهاية الزمن يضع يده فى شخص كرهه كثيرا. كان سيرفض لكنه لمح وميض شئ تعرف عليه بسرعة يقف فى بداية القاعة. و لأول مرة لم يشعر حقا بالذعر بل بالطمئنينة أكثر و هو ينظر فى تلك العين الصفراء المحاطة بتوهج جسده الأزرق. نعم إنه ذئب واتسون تشارتشر ينظر له طويلاً قبل أن يومئ لأزمير كأنه يخبره بالموافقة على تلك الصفقة رغم ما بها من بغض. تنهد مطولا
"موافق"
.
.
"موافق" ابتسمت له و بدأت تتحرك خارجة نازلة من ذلك الجبل و الصخور الغير مرتبة
"إذن هيا لدينا الكثير لنفعل يا توتسوكا" نزل ورائها بإبتسامة. هو لا يعارض إتباعها و التنازل عن أنه كان ملك يتبعه الناس و لا يتبع الناس فالآن هو فرد عادى و قرر فتح صفحة جديدة ينسى فيها لعنة ماضيه، صفحة يكون فيها توتسوكا نو تسوروجى ساكاماكى رجل عجوز يشق حياته فى عمر الشيخوخة طالب المتعة فيما تبقى له من أيام.
.
.
وقف فى تلك الشرفة عينه مازالت مغمض العين ينظر لعبيده و خدمه يركضون فى الحديقة ينظفون الرخام و الأرض ليأخذوا أجورهم. فتح عيناه الصفراء بسعادة حين شعر بطاقة يده اليمنى يدخل القصر مع أخيه الأصغر.
"لقد انتهينا" تمتم فى نفسه. الآن هو بات مسيطر على كل القبائل و الأسر.
.
.
استنشقت الهواء المخنوق فى زنزانتها هى تشك فى تجدده من الأصل. رائحة غريبة كانت تضايقها، رائحة دماء حادة و معتادة، رائحة دماء شخص لا يتذكره أحدا فى القصر سوى صاحبه و حارسه و بالطبع هى، لكن الرائحة ليست خاصته أيضا فالطاقة ليست له. شهقت فى فزع حين مر ببالها صاحبة الرائحة
"إذن اكتشفت" نظرت لرايتون بفزع انقلب سريعا لغضب. اندفعت نحوه و ضربته ناحية الحائط
"لقد أحضرتها هنا! من بين كل الأشخاص يا رايتون هى؟!" دفعها ليبعدها عنه. نظر لها فى أسف و عين حزينة.
"ليس بيدى يا ميراى" صرخ فى حنق فدهشت هى من نبرته لتلمح أخيراً وميض الدموع فى عينه فتتعجب منه، رغم ذلك لم تتوقف.
"كان من الممكن أن تحاول"
"كان أخر ليشك بالأمر لو أبعدته عنها" أبعد نظره "كان ليخبر سيدى و كنت لأخسره و حياتى. أنا أسف بحق و أنا أسف على تلك الفتاة فصدقينى لو كان باليد شئ أخر لفعلت" ابتعدت عنه و بدأت تهز رأسها بذعر نافية الأمر
"لا لا يا رايتون، ليس هنا ليس الآن." بدأت الدموع تنهال على وجنتيها "هذا ليس مكانها و لا يجب أن تكون هنا" بدأت تتمتم برفضها بتقبل الأمر فكم من ذعر أصابها من هذا الخبر. دقيقة و الأخرى حتى استجمعت قواها و رفعت نظرها له
"ألا تستطيع فعل شئ لها؟" هز رأسه نافيا بخزى و نظر للأرض و هنا أدركت المصيبة التى وقعت و أوقعت كل من بالقصر و تلك الفتاة المسكينة فيها. كل ما أخفت طوال هذه الأعوام بات الآن فى يد شانقها المستقبلى.
"أسف يا ميراى لكنها ضربة حظ"
"نعم ضربة حظ سيئة" وضع يده على كتفها و اصطنع أبتسامة ليهدأها. نعم هى جارية و أقل من مستوى عبدة فى نظر سيده لكن رايتون أشفق عليها كثيرا فهى لم تمر بالقليل و لم يكن أى شئ من الكثير الذى مرت به هينا، فى الواقع كثيرا ما يتسائل عن كيفية بقاءها صامدة و قوية لكل تلك الفترة.
"تفائل. خير يا ميراى، علها تكون ضربة حظ فى صفنا"
_______________________________________
اشتقت لكم بجد. بقالى أد إيه تلات أسابيع تقريباً؟ يمكن أكتر. مقدرتش أستنى أكثر من كدة عشان أنشر فمعلش لو كان قصير أو مش حلو بس أوعدكم الشابتر القادم يكون أحلى و أكثر تشويقا خصوصاً أن فيه إعتراف راح يتم.
فى شئ يمكن يكون محزن بس القصة قربت من النهاية و حتى أنا زعلانة هذه من أفضل قصصى و أبدا ما تعلقت بقصة متل هذه.
على أى حال انتظرون بالشابتر القادم و إن شاء الله ما بطول.
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro