صوت من الماضى
وقف أمام المرآة مبتسم بحزن. لقد اشتاق لسيدته و نهره عن عبدتها، اشتاق لحنانها ناحيته الذى لطالما اخفته. ترك العنان لتلك الذكريات الخاصة بطفولته، تلك التى اعتادت فيها أن تقف فى صفه ضد غضب أخيها الأكبر. لقد كان يخاف عليها كما يخاف على سيده فحين عانى من الطاعون انجده سيده بتحويله و معه أخيه.
و رغم ألمه لما يفعل إلا أنه مستعد لتدمير العالم فى مقابل سلامة سيداه.
"رايتون" التف لأخيه الأصغر "الملك يستدعينا"
"ماذا الآن؟" سأل فى هدوء و هو يعدل من تصفيفة شعره الهائج. جملته لم تحمل سوى الإحترام لكن لشخص أقل علما به جملته غير لائقة
"مابقى لنا أربع قبائل لإختطاف منهم" اومأ رايتون و فى لحظة و الأخرى كانا فى غرفة العرش مستعدان للإنتلاق
.
.
و على الجزيرة كان كوو يتنزه مع زيرا فى صمت. لقد مر ما يقارب الساعة الآن و كانت الكلمات التى قيلت قليلة فأقل حتى أصبحت مستنكرة. كلما قرر هو كسر حاجز التوتر وجد نفسه يبنيه مرة أخرى، هو يعرف فيما تفكر و يعرف تأثيره عليها للأبد و هذا ما يؤلمه.
"كوو" توقفت زيرا فجأة لينظر هو لها بإهتمام ينتظر ما سوف تقول "هل كان مؤلم؟" صمت لثوانى يفكر فيما يقول و يستذكر ما يسئل عنه.
"ليس حقا، لقد كنا يائسين على أى حال و كان هذا مهربنا." دقق نظره فى عينها ليستوعب أن هذا ليس ما تريد و أنها تريد إجابة أكثر وضوحا و سراحة "نعم....ربما لم اتذوق ألم مثله أبدا"
"إذن لماذا وافقتم؟"
"لم يكن لدى أنا و أخواتي أى خيار أخر، الألم لدقائق و العيش فى نعيم، أو لا ألم لكن العيش فى عذاب" أومأت و عاودت التحرك للأمام لكن هذه المرة هو من أوقفها حين امسك بمعصمها و نظر فى عينها
"أنت تفكرين فى الموافقة صحيح؟" تنهدت فى تعب. كم خشيت ذلك السؤال، كم خشيت ما ستقول فهى حتى لا تعرف ما تقول. ها هى الآن تعيش مع الجنس الذى قتل أخيها الأصغر، ها هى تقع فى حب أحدهم، و ها هى تقرر أن تكون أو لا تكون أحدهم.
"زيرا انظرى لى" رفعت نظرها و اخيرا له. تعجب لرؤية الدموع فى عينها، تعجب لكونها تلجأ للدموع فى أى مرحلة عصيبة "أنت حقا لا تليقين بسيدتك، انتما مختلفتان إلى حد مخيف" ضحكت بخفة و هى تحاول الإندماج مع مزاحه
"إذا ظللت بشرية فسأظل بجانبك و اتابعك من بعيد و سوف أكون آخر من ترين فى أخر نفس لك. إذا أصبحت مصاصة دماء لن يقل الأمر شئ و لا أظنه سوف يزيد أيضا عدى أننى لن اراقبك من بعيد"
"أنت تستدرجنى لأكون مصاصة دماء"
"فى الواقع أغريك هى كلمة أكثر دقة" ضحك الاثنان بخفة و اخيرا أزيل ذلك الصمت و انقلب لضحك و مشاعر حب فى الأرجاء.
"لقد اعجبني الإغراء" أبعدت معصمها و بدأت تتحرك للأمام "اعدك بوضعه فى حساباتي"
و كانت تلك هى اللحظة التى شجعته للإعلان عن حبه، تلك اللحظة التى انتظرها منذ دخوله القصر. امسك بها و لفها لتواجهه و عيناه تفيض بالمشاعر.
"و اضيفى هذه لحساباتك"
"اضيف م-" لم يعطها كوو وقت لتكمل فالصق شفتاه بخاصتها. فتحت عينها على اوسعهما لوهلة لكنها سرعان ما ابتسمت فى نفسها و تقبلت الحال و شئ واحد فى عقلها و كان و ببساطة.
'كم انتظرت لتفعل ذلك' ابتعد الاثنان و على وجهها بسمة رضا.
"هذا سوف يقلب حساباتى رأسا على عقب" أبعد كوو إحدى خصلات شعرها الاشقر مبتسم
"يبدو أننى لم اقنعك بعد" ابتسمت بخفة و قالت فى تكبر أعجبه.
"حاول أكثر" ابتسم لذلك التحدى الذى وضعته له دون دراية منها. لقد انتظر كثيرا كما فعلت هى تماماً، كل منهما تخيل البداية بطريقة مختلفة و أحياناً توقعا أنها ستكون نهاية فقط، لكن القدر أقوى مما يتخيل الكثير. فى لحظة و الأخرى بدأت زيرا تركض و تبعها كوو ليعلوا صوت ضحكاتهما. لقد تحقق حلم كوو بالفعل، هو لم يتوقع ذلك الرد منها بل توقع صفعة أو ما شابه، توقع ما حدث لأخيه لكنه أخذ يذكر نفسه أن زيرا لا تشبه سيدتها فى شئ.
امسك بها و لف بها حول نفسه قبل أن يدفعها نحو شجرة ما
"ماذا تفعل؟"
"لن اتركك حتى تقتنعى و نهائيا"
.
.
و فى بداية تلك الغابة حيث تواجد العاشقان كان هناك انثى و ذكر أخران يحظيان بوقت أكثر متعة.
"عوى إلى هنا" لقد كانت تركض بملابس السباحة و فوقها شرشف خفيف أزرق، فى يدها تجد فوطة -ليست خاصتها- تركض بها، خلفها كان أزمير يركض محاول الإمساك بها و إستعادة فوطته، هى تعرف معزة الفوطة عنده فهى من صنع والدته.
"أمسك بى إن استطعت" أخذا يركضا و يطاردان بعضهما فى مرح تام متجاهلين المسافة التى تزداد بعدا عن الكوخ.
.
.
تنهدت مايا بعدما و اخيرا وصلت لحل مرضى مع والدتها. لقد أنضم لهم ماثيو و ظلت أرسلين فى المكتبة تنصت لهم قليلا و تقرأ قليلا. كلمات ماثيو كانت تدور فى عقلها بشدة تضيق عليها الغرفة حتى سمعت صوت سيدتها تنادى.
"أرسلين" خرجت مسرعة لتجد الضيوف واقفين و وتويتى بجانبهم "أعدى حقيبة سفر صغيرة لك"
"ماذا؟" اتجهت نحوها مايا و أمعنت النظر فى وجهها و ملامحه التى توترت لتحديق مايا بهما.
"أمى تقول أنك تستحقين مكان معى فما رأيك؟" تراجعت أرسلين خطوة فى ذعر بعدما فهمت معنى تلك الكلمات. وجهت نظرها لوتويتى التى ابتسمت لها بحنان
"لا يعجبني" جاء صوتها الحاد بعد فترة من الصمت. "حتى و إن استحققت مكان معك يا مولاتى و مع كل إحترام إن كان هذا مكانك نفسه لن أقبل بترك السيدة وتويتى"
"هذا يزيد من رغبتى فى ضمك إلى صفوفى" ألتفت لوالدتها "أمى أنت حقا لم تعود فى حاجة لأرسلين صحيح"
"أنا لم أقل شئ من ذلك القبيل قط يا مايا" بدأت وتويتى فى حدة و هى تنظر لمايا بحدة "أنا لن أجبر أرسلين على الرحيل لو لم ترد فعل ذلك، لكنى فقط أرى لها مكان أفضل معك عن ما تجد هنا"
"و أنا لا أجد لنفسى مكان غير هنا" صرخت أرسلين فجأة فى ألم، هى لا تعرف ما فعلت ليتغير رأى وتويتى بهذه الطريقة كما لا تفهم ما يحدث.
"أرسلين عزيز-" قاطعت أرسلين وتويتى بألم و حنق فى صوتها
"لقد وعدتنى أن أبقى هنا و أنا لا أريد الرحيل فلما تبيعينى الآن؟"
"أنا لا ابيعك يا أرسلين" جاء ردها الحاد "أنا فقط أبحث عن ما هو افضل لك"
"هذا ليس أفضل!" تنهدت وتويتى و نظرت لمايا و صبيانها
"اتركونا قليلاً" خرج الثلاثة. ما أن فعلوا حتى تحركت بهدوء نحو أرسلين و هى تقول فى حنان
"أعرف أنك غاضبة، أعرف أنك لا تريدين الإبتعاد عنى خوفاً من العالم الخارجى. أعرف كم أنك خائفة و قلقة لكن صدقيني يا أرسلين أنا لم و لن اتركك تبتعدين عنى إلا لسبب مقنع و أنا أرى لك علما أكثر مع ابنتى عن ما أعطيته لك."
"هذا ليس الأمر!" صرخت أرسلين و قد بدأت تبكى بالفعل "أنتى مثل أمى، أنت من أثق به و ما تبقى لى. أنت الوحيدة التى تعرف كل شئ عنى أكثر مما يعرفون هم، أكثر مما عرفوا يوماً!"
"أرسلين انظرى إلى و انصتى جيداً"
.
.
أبتعد كوو عنها لتنظر له بتعجب
"م-ماذا هناك؟" كان أكثر ما أزعجها هو قطعه لتلك اللحظه و ايضا ازعجها تلك النظرة القلقة منه.
"ظننت أننا وحدنا على تلك الجزيرة" تمتم بهدوء
"نحن لسنا وحدنا هناك روكى و-" وضع يده على فمها ليصمتها فزاد تعجبها منه. ظلا على ذلك الحال لدقيقة كاملة قبل أن يمسك بيدها و أمسك بها و.بدأ يسحبها للأمام بحركة حذرة حتى توقف عند شجرة و دفعها خلفه.
"آسفة آسفه لن اكررها" ابتسم لها و نظر للشاطئ
"هيا عودى للشاطئ" أومأت له و بدأت تتحرك مبتعدة. ظل هو واقف لثوانى ينظر لتلك الشجرة التى يتواجد خلفها كوو، هو يعرف أن المتواجد مصاص دماء و معه بشرية لكنها فى أمان. تنهد فى آرق هو حقا ليس هنا ليحارب مصاص دماء، كما أنه من المفترض عدم تواجد أى منهم هنا و هذا آثار قلقه، هو لا يعرف كم هناك و عليه حمايةأرسى وحده. التف و رحل.
اخرج كوو رأسه بهدوء ليتأكد من وجه من رأى، نعم هذا هو أزمير.
"إنه قوى البدن" التف لها كوو بدهشة "إنه حقا يليق لأرسى"
"أرسى؟"
"نعم، هذه هى مديرة أعمال سيدتى الجديدة" شهق كوو فى فزع. هم فى كارثة، و كارثة كبيرة أيضا.
"زيرا اصعدى على ظهرى"
"ماذا؟"
"لا وقت للحديث اصعدى على ظهرى" صعدت زيرا بتردد بعدما رأت الحدة فى وجهه. ركض كوو بأسرع ما أمكنه عائدا للمنزل و هو يفكر فى شئ واحد و يأمل ألا يتحقق.
.
.
مرت نصف ساعة و خرجت أرسلين أخيرا عينها حمراء و جافة من تلك الدموع التى جفت من كثرتها. خرجت خلفها وتويتى و نظرت لمايا بإبتسامة
"احترسوا لأجلها يا فتيان" توجه الأوسط و امسك بحقيبتها بعد إلحاح. بدأ الثلاثة يتحركون مبتعدين و من المفترض أنها تتبعهم لكنها توقفت فجأة و ألتفت لوتويتى و ركضت ناحيتها لتحتضنها بقوة
"لا تقلقي يا أرسلين، ثقى فى نفسك" أومأت أرسلين لها ثم عادت لتتحرك مع الثلاثة فى طريقهم للقصر أو كما ظنت هى. ما لم يعرفه الكثير هو أنهم سوف يندمون على حضورها معهم لاحقاً فهذا ليس مكانها و رغبتها للبقاء مع وتويتى كانت أقوى مما توقع الجميع.
.
.
"ياتو!" دخل أحد أفراد القبيلة على ياتو فى غرفته الخاصة غير مبالى بالخصوصية أو بكونها غرفة ياتو
"ماذا؟!" صرخ فى ذلك الفرد بعدما انتفض من على السرير و كاد يقع
"إنهم قواد القبائل" كان الفتى يلهث و هو يتحدث، لقد جاء ركضا من بداية الغابة و تلك مسافة لا يستهان بها "إنهم قادمون لنا" فزع ياتو مما سمع و فى ثوانى كان عقله معبئ بالأسئلة الغير مجابة.
"حسنا دعهم يدخلون مقر القيادة و سوف أتى" خرج الفتى و أعاد غلق الباب ليلعن ياتو نفسه
"لماذا المصائب كلها تأتى فى وقت غيابك يا أزمير؟" سأل نفسه بصوت عالى و هو يرتدى ملابس تليق بمقامه كمساعد القائد. هو يكره تلك المهمة حقا، خصوصاً فى غياب أزمير لكن ما باليد حيلة. تنهد بعدما تأكد من غلق أخر إزرار فى القميص. امسك بهاتفه و أسرع خطاه لمقر القيادة
لقد كانت الضجة تخرج من المكان و تثير الفزع فى الأبدان. تلك الطاقة المجتمعة فى مكان واحد لقواد و مستشارين حقا كافية لإبعاد الكثير و بث الرعب فى الكثير. لقد كان الجميع غاضب يصرخ فى الأخر حتى دخل ياتو و جلس على كرسى أزمير و رفع يده طالبا الصمت.
"أرحب بكم فى قبيلتى" نظر لوجوههم فلاحظ أن الترحيب ليس المطلوب "ماذا هناك؟"
"كأنك لا تعرف؟!"
"يا لوقاحتك!" صارت الضجة مرة أخرى فى الغرفة فرفع ياتو يده مرة أخرى بطريقة أكثر حدة ليعود الصمت
"هذا السؤال لم يكن فى محط سخرية أو تقليل من القيمة يا سادة" نظر لهم بعين أكثر حدة "أنا أعاني بالفعل مش مشاكل فى قبيلتى و القائد غائب لبضعة أيام إذن إذا تكرم أحدكم و أخبرنى ماذا هناك" وقف أصغر الحاضرين و كان جديد فى القيادة و رغم ذلك كثيرا ما أثبت مكانته بين الجميع
"إنه كارلهينز." و ما أن سمع الإسم حتى توقع الأسوء و تأكد من أنه سوف يضطر الإتصال بأزمير ليعود الوطن "لقد اختطف من قبائلنا شخص عزيز علينا، لقد اختطف والدتى."
"زوجتى"
"أبنى"
"حارسى الخاص" و جائت الضحايا فى توالى و كل اسم يقع كالسوط على ياتو. هم لم يخسروا شخص بعد و هذا ليس مبشر.
"ياتو!" نظر لأحد القواد "لماذا تبدو متعجب؟ ألم يختطف أحد من قبيلتكم؟"
"لا لم يفعل...." بدأ صوته يزداد خفوتا و يطول و هو يتمتم "ليس بعد"
"إذن نحن هنا لتحذيرك"
"لا هذه فرصة جيدة" نظر الجميع لقائد إحدى القبائل "دعونا ننصب فخاخ هنا لنمسك بالخاطفين فعلى ما يبدو أنهما لم ينغيرا"
"يتغيرا؟" سأل ياتو فى تعجب
"إنهما نفس الخاطفون، رايتون و أخيه" و فجأة قاطع الجميع دخول فتى صغير القامة من قبيلة أزمير فى يده هاتف. التقط ياتو الهاتف و تعجب أن المتصل ليس له إسم.
"مرحباً" لم يسمع أحد لكن سريعا ما جاء صوت مرأة أرسل قشعريرة فى جسده. صوتها لم يكن مرعب بل هادئ جدا و هذا تماما ما رهبه. و لنزيد الطين بلة كان صوتها قوى جدا حتى بات يعتقد أنه فى رأسه ليس فى الهاتف
"ياتو تأكد من عدم وصول أزمير قبل يومان و كن على إستعداد فرايتون قريب منك أكثر مما تتوقع. أنت هدفه"
"من أنت؟"
"أنا صوت من الماضى" صدم ياتو و أوقع الهاتف من يده فى ذعر ليرتطم بالأرض بقوة لافتا إنتباه الجميع.
"ياتو"
.
.
منذ عشرة أعوام
وقفا أمام تلك الجثة، جثة والد ياتو يدها فى يده و الرعب يتملكهما.
"لا تحزن يا ياتو" كان ياتو مصدوم و يبكى لكنه كان أقوى من أن يظهر دموعه
"أنا فقط أردت تمنى له عيد ميلاد سعيد" ألقى بالسكين من يده التى ترتعش بقوة. هو لم يقصد قتل والده لكنه فعلها و كانت هى الوحيدة التى عرفت بذلك و قد قسما أن لا يخبرا أحد أبداً. كانت كلمة السر إذا أراد التحدث فى ذلك الأمر هى
'صوت من الماضى' و لم تأتى من العدم فبعد الحادثة بدقيقة تحديدا سمع صراخ مرأة حاد فى الغابة أجمعها لكن صاحبته لم يتم التعرف عليها يوما.
.
.
"لماذا!"
"آسف يا أرسى حقا لكنها شئون فى القيادة"
"و ماذا عنى!" صرخت فى بحزن "نحن وصلنا توا" أمسك بها و احتضنها بألم. كم يؤلمه أن يبعدها عن ما يسعدها لكنه حقا يبعدها لحمايتها مما لا يعرف، ليحميها من ماضى لا يريد أن يكشفه لأحد. منذ أعوام أخذ عهد على نفسه بحمايتها حتى إذا كان من نفسه و يبعدها عن ماضيها الذى دمر حيوات و سوف يكون سبب نشب الحرب.
"أعدك يا أفضل ما امتلك فى تلك الدنيا أن اعيدك هنا" رفعت نظرها له فى دموع ليمسحها بعيد عن وجهها بألم أكثر.
"وعد" ابتسم لها
"و فى تلك المرة سوف أتأكد من أن اخفى شرشفى عنك" ضحكت بخفة و هى تلقى نفسها فى حضنه. هو الأمان و الحنان لها، هو الشخص الوحيد على الأرض الذى يعرف عنها كل شئ بمعنى الكلمة، و هى تعرف أنه يعرف عنها أكثر مما تعرف عن نفسها و لذلك بعد وفاة والدها وافقت على تسليم نفسها له و للأبد، هى لا تريد رجل أخر فى حياتها هو فقط.
.
.
وقفت عند الشرفة و تركت العنان لذكرياتها عن ذلك الحريق الذى فقدت فيه عائلتها كلها سوى أخيها و والدها. هى تشعر بإقتراب الكوارث و الحرب، هى تشعر أنها و قريبا سوف تخسر شخصا مهم جدا و عزيز عليها أيضاً. عقلها لم يكف عن محاولة تفسير تلك الثغرة فى النبوءة، فهى و كلما فكرت فيها شعرت أن هناك شئ ناقص شى مهم جدا. حينها شعرت بكوو و زيرا يدخلان الشقة فخرجت لتجد كوو و زيرا و تجنبت روكى
"نحن لسنا وحدنا على الجزيرة" قال كوو فى حدة
"ماذا؟" سألت هى فى تعجب
"أزمير كلارك و أرسى هنا"
"أرسى؟"
"نعم سيدتى أرسى مديرة أعمالك الجديدة" شهقت يوتيكا و معها روكى. هذا ليس مبشر فربما كانت جسوسة أو ما شابه. يوتيكا كانت أسرع من تحرك و خرجت من الشقة واضعة يدها على الأرض، دقيقة...دقيقتان
"لا شئ" وقفت و نظرت لهما "لقد رحلا الآن. يبدو أنهما شعرا بوجودنا"
.
.
فتحت عينها و نظرت لأخويها و أرسلين ثم أعلنت
"إتجاهنا هو قبيلة كلارك فى الغابة الوسطى" فزعت
______________________________________
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro