الوقوف بجانبك
كان واقف امام تلك اللوحة الكبيرة عينه الصفراء تنظر لهما ببسمتهما التى تميزتا بها تلك البسمة التى كانت تنشر الفرحة فى كل مكان و البسمة التى اوقعته بحبهما. كان سارح و لم يشعر بدخول شخص من الباب خلفه حتى تحدث
"انظر لهما. تلك البسمة التى اضاءت لك الطريق. كم اصبح الأمر بعيد الان يا أزمير؟" ابتسم ازمير بسخرية حزينة اكدت لمن امامه المه و ضيق صدره.
"كثيرا ما اصبر بحجة الخير فى الأمر" قال أزمير فى هدوء قاتل و عينه مازالت تنظر للرسمة "لقد كنت متعلق بها ايضا يا ياتو صحيح؟" ضحك ياتو بخفة واضعا يده خلف رأسه يحكها بحيرة
"كما اتذكر" اختفت بسمته سريعا و هو يرى سوء حالة ازمير الذى كان ينظر للصورة بألم و قلق ليس معتاد على إظهاره. ياتو يعرف ازمير كخصلات شعره و يعرف ان ازمير ليس من يظهر قلقه او ضعفه مما دفعه للسؤال "ماذا بك؟"
"لم استطع ردعها عن الذهاب للعمل" بدا ازمير بهدوء قاتل و كل كلمة تقتله لما حملت من حقيقة "هى لم تعد تستمع الى و تحطم كل ما فعلنا طوال هذه الأعوام و ما فعلت 'هى' منذ خمسة عشر عاما
بحجة انها تريد رؤية العالم لكنها لا تعرف ما يخفى العالم عنها"
"ازمير جميعنا عرفنا بقدوم هذا اليوم الذى لن يردعها احد عن رؤية العالم و ستقودها إرادتها لخارج السور. ثم انت اكثر من يعرفها و يعرف عنادها الذى ورثته عن والدها" تأكد ياتو من إخفاض صوته فى الكلمات الأخيرة لكى لا ينصب عليه غضب ازمير لكن و كالعادة إرادته لم تتحقق و سمعه ازمير ليرفع حاجبه
"انت حقا تتمنى الموت" تمتم ازمير بهدوء مرعب و هالته السوداء القوية تلتف حول جسده مرسلة القشعريرة و الرعب فى جسد ياتو الذى ذعر بصوت ازمير و اخذ خطوة للوراء
"اسف اسف اسف" اخذ يكررها كثيرا لينتهى الأمر بازمير يضحك على ردة فعل ياتو. ابتسم ياتو حين راى انه و لا إراديا جعل ازمير يضحك و هنا قرر ان ينهى الحوار بجملة تتطمئن ازمير "لا تقلق عليها يا ازمير انت تعرف ان ارسى اقوى مما تبدو ثم انت اكثر من عليه الثقة بها" ابتسم ازمير و اومأ و قد ذكرته هذه الجملة بماهية ارسى و قوتها الحقيقية التى لا تعلم هى عنها شئ.
"و الان القبيلة تنادى" قال ياتو فى جد و هو يضع يده فى جيبه. اومأ ازمير له و قبل ان يخرج من الغرفة نظر لهما و ابتسم لصاحبة العين الزرقاء الداكن
"سأحميها و هذا وعد"
.
.
.
"ليس تماما" تمتمت ارسى فى توتر. حتى و إن لم تكن يوتيكا مصاصة دماء لشعرت بتوتر ارسى بسهولة فهى لم تتوقف عن تحريك عينها يمينا و يسارا متفادية النظر لعين يوتيكا الحمراء الحادة التى لم تحمل سوى مشاعر القوة.
"ماذا تعنين بليس تماما ؟" سألت يوتيكا بحدة غير معطية ارسى فرصة للتلاعب بالكلمات و اختيار الكلمات التى ستقف فى صفها ثم قالت فى سخرية "اعتقدت ان الشخص يولد باسمه لكن يبدو ان اسمك يتجدد كل يوم"
"بل أنا ولدت باسمى" اجابت ارسى بتحدى. فارسى ذكية و رأت ما خلف هذه السخرية من تحدى مما اعجب يوتيكا التى ظنت ان ارسى ستتوقف الكلمات فى حلقها و لعلها تدمع او تبكى فالفتيات فى نظر يوتيكا هم كائنات حساسة، ضعيفة و سهلة الخداع و مظهر ارسى لم ينفى اى من توقعاتها حتى اكملت فى ثقة "هذا اسمى الذى اعطته لى عائلتى و الذى كتب فى جميع اوراقى لكنه ليس الاسم الذى انادى به و ليس الاسم الذى تألفه اذنى و تحبه" وضعت يوتيكا يدها تحت ذقنها باهتمام
"إذن ما هو"
"ارسى...الاسم الذى افضل هو ارسى" ابتسمت يوتيكا فى نفسها و اخذت تفكر
'ارسى ها...' قالت فى نفسها 'تبدو فتاة ذكية بشخصية قوية رغم مظهرها لكنى اشك بأن هناك ما يخترق سورها بسهولة و لعله التقليل من شأنها'
"هذا لا يهمنى تلك التراهات العائلية لما لا يعطوكى الاسم الذى ينادوكى به و يوفرون علينا المشقة" تسائلت يوتيكا فى ملل قاصدة به إغاظة ارسى لكنها لم تجد سوى وجه هادئ "على اى حال انه سؤال واحد و إجابته ستقرر إن كنت ستعملين متى أم لا" شهقت ارسى فى صدمة
"ظننت انى قبلت بعد لقائى بالسيد اندرو" ضحكت يوتيكا بسخرية
"السيد اندرو رحل و هو و لم يكن اكثر من عامل تحت اوامرى و أنا من تعملين عندها الان ليس العامل اندرو لذا انا من اقبلك او لا و ليس هو" كم كان قاسى على يوتيكا لفظ هذه الكلمات التى تهين اندرو لكن كل كلمة لها غرض فهى تحاول ان ترى مدى عزم ارسى و إذا كانت ستتحمل الكلمات التى تلقى عليها من سوء.
"إذن ما هو السؤال؟" قالت ارسى مصطنعة الثقة.
"ماذا ستفعلين لو لم اقبلك؟" كان سؤال بسيط لكن مازال له غرض. يوتيكا ارادت فهم لو كانت ارسى شخصية تتعلق بالشئ و تتدمر بسهولة
"بسيطة سأفكر فى عمل اخر و اجده و اقنع اهلى بقبوله كما فعلت هذه المرة فالأعمال لا تنفذ بل العمال من ينفذون" ابتسمت يوتيكا لارسى اخيرا و وقفت بهدوء متجها للبقعة امام ارسى و قالت فى هدوء
"موفقة. لقد قبلتك فى العمل لكن لا تجعلى طموحك عالية فأنت مازلتى فى اول الطريق لنيل رضاى" ابتسمت ارسى برضى
"امرك انسه يوتيكا" التفت يوتيكا و قالت فى انزعاج
"و القى بانسه تلك. هيا الان اذهبى لعملك" خرجت ارسى بسعادة تاركة روكى الذى ظل صامت طوال اللقاء و يوتيكا التى كانت تبتسم.
"أنا لا افهم لما كل تلك الأسئلة و السخرية إذا كنت ستقبليها على اى حال لعدم توفر شخص اخر" التفت له يوتيكا و قالت فى هدوء
"لكل كلمة معنى و احساس. أنا فقط اردت التعرف على شخصيتها" جلست على المكتب مرة اخرى تأخذ فطورها قبل ان تنظر للسماء فى تسائل و تذكرت عبدتها "ما رأيك يا روكى كيف تظن هو حال اخاك و زيرا الان؟"
.
.
.
فى غرفة كوو كانت زيرا قد استيقظت بالفعل و كانت تنظف جرح انياب الأميرة و تضع عليه الادوية التى صممت لها خصيصا لتشفى الجرح بسرعة و لا تترك اثر.
"انا لا افهم لما كل هذا الوفاء؟" ابتسمت له زيرا فى المرآة. كوو كان متعجب منها فهى و ما ان استيقظت حتى ارادت الذهاب لسيدتها بدل من الجلوس و الراحة، حتى الان هى تريد الذهاب رغم ان جسدها يحرقها. كوو متأكد من انها قد تفقد وعيها مرة اخرى مع اى ضغط أو مجهود فلونها و رائحتها دلا على فقدانها للكثير من الدماء
"سيدتى قد لا تبدو كذلك لكنها تمتلك قلب طيب لكن صعب الوصول إليه. هى ادخلتنى قلبها و جعلتنى اكثر من عبدة و وصيفة بل جعلتنى صديقتها التى تأتمنها على بعض الأسرار." تركت زيرا ما كان فى يدها و التفت لتسرح فى كوب الماء الذى احضره كوو لها و هى تتذكر سيدتها و علاقتها بها. "سيدتى انقذتنى و عائلتى من الموت ذات مرة و ان اكون عبدتها هو اقل ما استطيع فعله لاجلها و قد تتعجب منى حين اخبرك انى رفضت عرضها فى تحويلى"
صدم كوو من تلك الواقفة امامه. هو لا يفهم كيف تكن الوفاء و الحب لشخص حتى لو انقذ حياتها، كما انه لا يفهم لما قد ترفض التحول فى حين ان ذلك سيعطيها فرصة اكبر لحياة اكرم. لكن زيرا لم تمانع ان تكون عبدة و تنادى عبدة و هذا كان واضح فى اسلوبها و كلماتها لكن بشرط ان تكون عبدة يوتيكا و ليس شخص اخر. قاطع حديثهما ظهور روكى المرهق
"استاذ روكى" قالت زيرا فى تعجب فى حين تجاهل كوو لاخيه و الشرود فى مظهر الشباك "هل وصلت الأميرة؟"
"نعم هى تأكل مع كارلهينز" اومات له زيرا قبل فتح الباب لتخرج لكنها لم تنسى النظر خلفها و القول
"شكرا لك يا استاذ كوو على رعايتى" ابتسم روكى و انتظر حين تبتعد عن الغرفة ثم نظر لكوو
"هل عندك تفسير" القى كوو بالوسادة فى وجه اخيه و قد رأى الإنحراف فى صوته واضح.
.
.
.
بعد اسبوعان
اصبحت العلاقة بين ارسى و يوتيكا اقل قلقا حيث استطاعت ارسى اخيرا رؤية ما خلف شخصية يوتيكا الحادة و استدراجها تدريجيا لحبها. بينما احترمت يوتيكا و اخيرا ارسى بعدما رأت ذكائها و انها دائما ما تبذل كل ما تستطيع للوصول لما تريد أو لتحقيق ما تريده يوتيكا.
فى ذلك اليوم كان الهواء شديد و معه السماء الغامق لونها التى تعلن عن قدوم عاصفة و انها ستغمر الأرض بمطرها الليلة. كما كان يوم طويل و شاق ليوتيكا ملئ بالاعمال و روكى لم ييكن فى حالة افضل و هو يشعر بمراقبة احد لهم طوال اليوم و تلك العيون التى لم تزل عنهم و لم يراها بعد كما انه عانى من الصرخات و المعجبات الذين انقضوا عليه و على يوتيكا فى كل مكان. و يزيد الأمر سوءا ان ارسى كانت مريضة لذلك لم تكن معهم فى كل مكان حتى عادوا لمكتب يوتيكا.
و فى طريقهم له توقفت يوتيكا فجأة و معها روكى لتظهر الإبتسامة الخبيثة عليهما
"هل من شئ يوتيكا؟" سأل روكى بهدوء
"لقد سئمت هذا الحركات الطفولية" قالت فى انزعاج فهى الاخرى شعرت بمن يراقبهم "احترس لنفسك و لاسلوبك يا روكى"
"عمرك يوتيكا" اكملا الطريق ة تخطيا تقاطع ممر. خرج الجاسوس من الممر فى يده سكين ذهبى و ركض ناحيتهم مستعد لطعن الأميرة و الإنتهاء من كل شئ. و قد شعر به الاثنان و كانا على وشك رد الهجوم عدى انهم تسمروا فى مكانهم حين سمعا صوتها و هى تمشى ناحيتهما
"يوتيكا" توقف الزمن و تحول كل شئ لبطء حيث ارجعت يوتيكا رأسها للأمام و استطنعت الهدوء و التجاهل المعتاد، اعاد روكى يده للأمام لأنه كان سيخرج سكين مسمم و يدافع به عن الأميرة التى كانت لتخرج السوط من حقيبتها المصنوعة خصيصا لتخفى وجوده. بينما فتح الجاسوس عينه بصدمة و كتم الشهيق فى و هو يرى وجه ارسى، التف بسرعة و عاد الممر و اخذ يركض للخارج طالب النجاة بحياته.
"ارسى ماذا هناك؟"
"انه أمر طارق من المدير" قالت ارسى بسرعة. تنهدت يوتيكا و القت نظرة على روكى لتتمتم بصوت استطاع هو فقط سماعه
"اهتم بالأمر" خرج روكى و ترك ارسى مع يوتيكا.
كان الجاسوس يركض بحياته حين ارتطم بشئ او دعونا نقول شخص ليقع على الارض و يبدأ برفع عينه ببطئ فى خوف ليقابل عين روكى الرمادى و تلك البسمة الخبيثة القاتلة التى لا تحمل شفقة و لا رحمة. ذعر الجاسوس و لكنه قفذ واقف و هو يتذكر سيده، مكافأته و اهمية ما يفعل. استجمع شتات خوفه و افكاره و اخرج السكين المغطى بسم يقتل مصاصى الدماء من ضربة واحدة
"انت بشرى و تستخدم هذا السكين" قال روكى فى هدوء و وجه لا يظهر اى مشاعر سوى الجفاف "هل تعرف ماهيته؟"
"ليس من شأنك ما اعرف" اجاب الجاسوس بنفس نبرة الجفاف و الكراهية ليبتسم روكى اكثر
"يبدو انك صعب الميراث" انقض عليه روكى و بدأ العراك.
بشرى أمام مصاص دماء، لا فرصة للجنس الأول امام الثانى فهل تقارن المياه بالزيت؟!
انتهى الأمر بالجاسوس معلق على الحائط من يداه الذان توسطهما السكينان ذلك الخاص بروكى و المسمم الذى لا يؤذى البشر.
"الان اخبرنى هل تعرف ماهية هذا السكين؟" اعاد روكى الكرة بحدة و قد هدأ نفسه اخيرا بعد قتال دام عشرة دقائق. هو لن ينكر قوة البشرى سواء كانت فى السرعة، القوة البدنية أو الذكاء لكنه ينكر قوته كبشرى. رغم ذلك استطاع الرجل القيام بخدشان فى صدر روكى مسبب بتغلغل السم ببطئ فى جسده و رغم ان الجرح يحرقه إلا ان السجين اهم حتى تصل الأميرة.
"لن اجيب" اجاب الرجل بضعف و انفاسه المتقطعة تؤكد ضعفه. فهو الأخر كان فى حالة يرثى لها. مطعون فى البطن و معلق من يداه و ينزف من ذراعه كما ان احدى عيناه اغلقت من كثرة الضرب فاصبح مشوه لا محالة.
"انت بالفعل اجبت" جاء صوتها الحاد لتنتشر الرعشة فى جسد الرجل و يبتسم روكى بهدوء لكنه عبس حين قالت له فى تقذذ "ما بك مزقت ملابسك" ابعدت نظرها و اخذت تسخر و هى تتأمل الرجل و اعمال روكى
"بشرى و لا تستطيع القضاء عليه دون خدش. يا لك من ضعيف. لكن احسنت فقد لقنته درسا مناسب" فتحت فمها مظهرة انيابها ليزداد الرجل خوفا. صرخ فى الم و قد غرزت اسنانها برقبته فجأة دون رحمة قبل ان تبتعد بسرعة و تبثقها
"لعلك تكون بشرى لكن دماء المستذئبين تجرى فيك" فجأة سمعت صوت ارتطام بالارض فالتفت لتجد روكى مغمى عليه. اتجهت نوحه بملل و تفقدت جره "سم مضاض لمصاصى الدماء ها. كم انت غبى يا روكى"اخرجت هاتفها و اتصلت بارمندولف الذى ينتظر فى السيارة فى الخارج.
"سيدتى"
"ارمندولف تعالى الى" وقفت يوتيكا و ما ان اتجهت للرجل كان ارمندولف وصل ليشهق بحدة فى صدمة
"م-ماذا حدث سيدتى" تنهدت بملل و هى تزيل عن الرجل السكينان ليقع على الارض
"ليس الان" نزلت لمستوى الرجل "سنأخذ هذا الرجل معنا. دعنا نرى كم سيحبك رايتون" حمل ارمندولف الرجل بعدما احكم ربط يداه و وضعه فى صندوق السيارة ثم ساعد الأميرة فى حمل روكى و وضعاه فى الخلف بجانب الأميرة التى و لأول مرة فى حياتها داوت جراح احدهم
اعتذر عن الأخطأ الإملائية لكنى لست من من يراجعون البارت بعد كتابته لعدم وجود وقت كافى عندى
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro