النبؤة
كان جالس بجانبها على ركبته و الدموع تسيل على وجهه. هو لا يتذكر أنه أظهر ضعفه يوماً كما فعل ذلك اليوم، هو لا يتذكر أن مرأة رأته يبكى قبلها و لكنها لم تكن أى شخص و لن تكون أى شخص.
"الآن بت أعرف دورى فى الحياة. أنا لم اخلق لنفسى بل لها" أطلقت نفس أخر ثقيل "لا أريدك أن تحزن يا أزمير. لقد قمت بواجبى و حان دورك، فى الإعتناء بها" هى لم تجد إجابة فعاودت الكرة لكن هذه المرة أمسكت بيده و ضغطت عليها لتجعله ينظر له فتتعمق فى عينه الصفراء
"أزمير أخى عدنى أنك سوف تحميها عدنى" صمت قليلاً ثم اومئ مجبر لكنه ايضا لم ينسى أن فيها يكون نصف أخته.
"اعدك... اعدك أنى سوف احميها حتى لو كان من نفسى" لفت نظرها للحاضرين فوجدت والدها واقف خلف ابنه بشموخ رغم الحزن الذى كان يسوده و كيف له ألا يفعل و ابنته تلفظ أخر كلماتها، و بجانب أزمير وجد ياتو الذى كان يبكى هو الآخر ربما أكثر من أزمير، لكنه كان اصغر من أزمير و لم ينضج كما فعل الثانى بعد. نظرت له و نادت
"ياتو" التف لها و لأول مرة وجد جاءته الجرأة و نظر فى عينها الزرقاء السماوى "أنت كنت أفضل صديق تمنيته و سوف تكون أفضل صديق لها. أنت لست ضعيف و لست مهمل بل أنت مرح و تلك هى شخصيتك فكن فخور بها و لا تيأس أو تشعر بالقلة فلو ظل الفرد يرى ما لا يجد فى شخصيته فى شخصية الناس سيفقد شخصيته" أمعنت النظر فى عينه البنفسجية متجاهلة تلك الدموع التى زالت جمال ملامحه الطفولية
"ياتو أنت لا تشبه أخر أو أبى و هذا افضل ما فيك، عدنى أنك سوف تدلهم على النور إذا فقداه و عدنى أنك سوف تبقى بسمتهم متواجدة"
"لا لن أعدك حتى لا ترحلى" صرخ الطفل "لو كان وعدك سيجعلك ترحلين إذن لا!"
"سوف أرحل على أى حال لكن وعدك سوف يجعلنى مرتاحة البال" صمتت قليلا "عدنى حتى لو كان كذب" صمت لفترة ثم اومأ بشدة.
"أعدك"فى ذلك الوقت قالها ليصمتها، قالها لكى لا يشعر بالذنب لاحقا و حتى لا تموت غاضبة عليه. لكنه لم يرى يوماً أن ذلك الوعد الزائف سوف يكون طريق يتبعه، منهج فى حياته أو حتى أن يكون ما يدفعه للبقاء حر و قوى.
لفت وجهها بثقل و نظرت لشبيهتها فى الجانب الآخر لتمعن النظر فى وجهها الهادئ المسالم.
"الآن استطيع الرحيل و أنا مطمئنة عليكى" و بذلك لفظت أخر كلماتها و تركت اخر نفس لها يخرج و معه روحها
.
.
بدأ رايتون يغرس الخنجر فى عنق روكى و بسمته واسعة.تأكد و اخيرا أنه مجنون و استسلم لمصيره بما تبقى لديه من كرامة بعثرتها حبيبته. أغلق عينه و....
فتح روكى عينه ببطئ و الذعر يحتله حين شعر بإبتعاد السكين عن رقبته. لكن اكثر ما لفت انتباهه هو وقف ذئب ضخم عند النافذة، لكن المشكلة لم تكن فى كونه ذئب بل فى كونه شفاف و ملتف حوله وميض أزرق.
"مستحيل!" تمتم رايتون فى ذعر فلفت انتباه روكى له، و ليس ببعيد عن روكى وقف رايتون الخنجر على الأرض بعدما انزلق من يده من الصدمة. "كيف؟" رفع الذئب رأسه و زمجر بغضب أظهرته ملامحه و أنيابه الحادة. بدأ الذىب يتحرك ببطئ و كان كل خطوة يخطوها تثير الذعر فى بدن رايتون أكثر حتى أصبح يرتعش خوفاً من ذلك الذئب الواثق من نفسه فى كل خطوة يخطوها. قفذ الذئب بقوة ليتجاوز يوتيكا و روكى و تارك خلفه الوميض الذى لامس وجه البطلان ليفقدا الوعى.
.
.
كان أزمير جالس أمام قبر أخته شارد فى تلك الذكريات التى لم يتحرر منها بعد. كم اشتاق لها لكن تلك التى تركت حياتها لها هى من تدفعه للصبر. خرج عن شروده حين شعر بحركة حوله و تعرف على صاحبها فى لحظتها. سريعا ما جلس بجانبها أبن خالته مبتسم
"عرفت أنى سأجدك هنا" ابتسم أزمير بسخرية
"لو لم تكن أنت من يعرف مكانى فمن سيعرف؟" ضحك ياتو بخفة على محاولة صديقه الفاشلة فى إضحاكه و رغم ذلك هو أدرك أن أزمير لم يكن فى مزاج إلى جانب فشله الدائم فى إلقاء النكات
"هل أخذ هذه المزحة كتأكيد أنك لم تعد غاضب منى؟" ابتسم أزمير من هيئة صديقه الخائفة
"إجلس يا ياتو فلو كنت لأغضب من شخص فلن يكون أنت" لبى ياتو طلب أزمير ثم سأل
"إذن ما الذى يشغلك؟"
"هى" أجاب بخفوت و هو ينظر للقبر بحزن "تتذكر الحلم الذى اعتدت رؤيته بعد وفاتها؟"
"نعم"
"حين غبت عن الوعى عدت أراه لكن و على عكس المعتاد فهو عادتا ينتهى برؤتى لها تموت لكن الآن أصبح يكمل. بعد موتها أرفع نظرى للأعلى فاجد ذئب ضخم أزرق اللون ترى حوله بريق يعمى ينظر إلى بشدة تارة أشعر أنا يعاتبنى و تارة أشعر أنه يطمئنى لكن الأكيد أن الحلم ينتهى بركضه بقوة تجعل الأرض تهتز و يقفذ بقوة ليهاجم شئ خلفى و ينقطع الحلم دون معرفة الشئ" ابتلع ياتو ريقه فى تعجب ثم تنهد
"هل تنتظر تفسير؟"
"أظن أنى أفعل"
"إذن دعنا نذهب للسيدة وتويتى"
"فكرة جيدة"
.
.
فتح باب الزنزانة بقوة و على مصرعه و تحرك بداخلها بسرعة لتلك النائمة على السرير. رغم ارتطام الباب القوى بالحائط إلا أنها لم تستيقظ حتى اتجه نحوها و امسك بها من شعرها و جرها خارج السرير لتصرخ بألم، القى بها على الأرض و صرخ
"انظرى ما فعلت فى خادمى انظرى" لم ترفع رأسها فأمسك بشعرها مرة أخرى و رفعه لتنظر لرايتون الذى فقد أحد عيناه و كان وجهه به خدش حاد "أنت يا ****...." و بدأ يلقى فى وجهها ابشع السباب و يصرخ بها بحدة و صوته عالى جدا حتى تسبب فى جعل أذنها تنزف من علو صوته.
"إنها تخرج عن السيطرة و تدمر كل ما أمامها و أنت هنا تستمتعين بنوم هنئ!" جذبها من بين خصلات شعرها أكثر ليزداد أنين ألمها "يا لكى من **** تعصين أمرى و لا تنفذين أوامرى أليس من المفترض أنك تحمين القصر منها ها؟! أم أنك نسيتى سبب إبقاءى لك حية" و بين ألمها وجدت القدرة على استفزازه بإخراج ضحكة ساخرة أثارت فيه نوبة من الغضب القاتل و كاد يثور عليها عدى أن صوت عواء بات مسموع فى أرجاء القصر و لسبب ما ذلك العواء أرسل قشعريرة فى سكان القصر كله حتى أنها أرسلت الذعر فى بدن رايتون فهو و ملكه تعرفوا على العواء فى لحظة.
"ماذا تقول؟" سألها كارلهينز
"تتوعد لك" كم أراد الصراخ بها أكثر لكنه رأى أن لا فائدة من أى كان ما سيفعل فالقاها على الأرض و وجه إصبعه فى اتجاهه و حذرها بصوت لا خشن و حاد
"لو لم تسيطرى عليها يا ميراي سوف أقولك كما قتلت والدى مفهوم" ابتسمت ميراي بخبث، هى تعرف أنه لن يقدر على لمسها و تلك التى يخشاها فى الأرجاء. خرج من الزنزانة و أغلق الباب خلفه بقوة. صعد مع رايتون لغرفته الخاصة و وضع يده على عينه المصابة
"لقد خيبت ظنى فيك يا رايتون" شعر رايتون بالأسف و الحزن بحالته فما اسوء من أن يخيب ظن سيده الذى يعد بمثابة أخيه الكبير، والده و منقذه من الموت. نعم يا سادة رايتون كان يعانى من الطاعون حين أنجده كارل و جعله الخادم الخاص به، و كانت يوتيكا صغيرة و لطيفة و لم تكف عن الوقوف بجانب رايتون ليتعلم عن حياة مصاصى الدماء و حين كان يخطئ كانت تزيل غضب والدها و كارل عنه و لذلك فقد أختار أن يخدمهما بكل ما أوتي من قوة فما عائلته بعد أخيه.
"أعذنى سيدى خطأ و لن يتكرر" أبعد كارل يده و نظر لرايتون.
"رايتون، أنت اقرب من لى بعد يوتيكا و الآن أنا خسرتها فإياك و خذلى و إياك أن تجعلنى أخسرك مفهوم" فتح رايتون عيناه و انحنى على ركبة واحدة
"مفهوم يا مولاي"
.
.
فتح عينه الرمادية بثقل، هو يشعر أن عظامه كلها تؤلمه كأن شخص ابرحه ضربا. رفع ظهره عن السرير و نظر حوله بتعجب فهو لا يتذكر هذا المكان... هذه الغرفة...هذا الديكور أو أى شئ. كان بجانبه سرير فردى مشابه الذى ينام عليه و أمامه دولاب و مرآة. فتح باب الغرفة أخذا انتباه روكى لكوو الواقف عنده.
"ظننا أنك مت" مازح كوو.
"أين نحن؟"
"فى العالم المجهول" أجاب بسخرية و هو يلقى بنفسه على السرير المجاور لأخيه
"مجهول؟"
"نعم، لقد كنا جميعاً فاقدين للوعى و حين استيقظنا وجدنا أنفسنا فى شقة مغلقة من كل مكان بسحر يمنع خروجنا، بلا هواتف أو آلات فشلنا فى التعرف على المكان." تنهد روكى فى إزعاج فهذا ما كان ينقصه.
"كوو هل استيقظ روكى؟" جاء صوت زيرا العذب من الخارج. استطاع الأثنان التعرف عليها فى ثوانى فابتسم كوو و بادره روكى بوجه متسائل
"نعم. أخبرنى يوتيكا بذلك" رحلت المعنية مبتعدة عن الغرفة لينطق روكى يتسائل
"من قصدت ب'جميعاً' "
"أنا، أنت، زيرا و يوتيكا"
"و ماذا نحن بفاعلون هنا؟"
"لا أعرف" رفع كوو كتفه فى حيرة و هو يلف عينه فى كل مكان بملل "لكن هناك من سيحضر و ي-" فجأة صمت كوو و اندفع واقفا هو و أخيه على وجههما الذعر فطاقة رهيبة تواجدت خارج الغرفة و من الطاقة استطاعوا تخمين كون صاحبها ساحر لا يستهان به و رغم كون طاقة السحرة صعب التعرف عليها عرفها الأربعة لكنهم شعروا بشئ مرعب فى تلك الطاقة.
خرج الأربعة من غرفهم و وجدوا فتاة خلابة المظهر وجهها جذاب إلى حد كبير بتلك العيون الزرقاء الواسعة و الشعر الأسود الطويل الذى يصل إلى ركبتها، شعرها كان ممزوج بخصال بيضاء و كانت اترافه كلها بيضاء.
"مرحباً يا أميرة، و يا حراسها"
"من أنتى؟" سألت يوتيكا بحدة و رغم ذلك لم تخفى الإنزعاج فى صوتها.
"اسمى أرسلين"
"و لماذا آتيتى بنا هنا و كيف؟"
"لماذا سوف أخبرك الآن. كيف، كنتم فاقدى الوعى و نقلكم عبر سحرى لم يكن بصعب"
"أين نحن؟" نظرت أرسلين إلى يوتيكا مبتسمة لتملك إنزعاجها
"كل شئ سأجيب عليه لكن أولاً" تأملت الأربعة بعينها سريعًا "دعونى أخبركم بأمر ليس من المفترض أن يكون بجديد عليكم، و هو نبوءة الحرب. هل سمعتم بها؟" نظر الجميع لبعضه.
بالطبع سمع بها الجميع، لكن كلمة سمع بها تختلف حيث أن يوتيكا و بكونها أميرة عرفتها كلها بتفسيرها و كلماتها، و كان الأخوين أقل منها خبرة فبالفعل عرفوا بأمر 'نبوءة الحرب' لكن معرفة كلماتها ليس من أولوياتها، بينما كانت زيرا أقلهم معرفة حيث جهلت أمر تلك النبوءة التى سوف تغير منحنى حياتها فهى ممن ذكروا فيها بالفعل.
"لا أعرف لكن أظن أنها حملت شئ عن ملوك خمس و ذئب" قال كوو و هو يجمع أشلاء تلك النبوءة.
"حين يظهر الذئب الذى لا يراه سوى ثلاث، و حين يلتف الأربعة حول صاحبة الشعر الأبيض، سوف تعرف المكروهة حقيقة الوجود، حينها فقط سوف يلقى العالم التحية للملوك الخمس" قال روكى و توقف لأنه تعثر فنهاية النبوءة لم تكن فى ذاكرته
"لترى روح واتسون تشارتشر واضحة" لف الجميع نظره ليوتيكا التى اكملت فى ثقة. نظر الأثنان فى عين بعض إحداهما حمل العتاب و الحزن و الأخرى الصدق و الهدوء، لكن تلك لم تكن سوى نبذة عن ما حملت أعينهما و من نظرة عرف الأثنان كم الكلمات العالقة فى أفواههم، كم تلك المشاعر التى لم تلاحق عليها عينهم -خصوصا روكى- لكنها أبرزت ما استطاعت. أبعد روكى نظره عنها فى ضيق فتعجب هى لحاله و قررت الحديث معه لاحقاً.
لاحظ الثلاثة هذه النظرات و قررت أرسلين قطعها
"لقد جئت بكم هنا لحمايتكم و إبعادكم عن العوالم الثلاثة. تلك النبوءة تتحدث عنكم أنتم الأربعة و بات الأمر معروف و العوالم الثلاثة تبحث عنكم لقتلكم"
"ماذا؟" اندهش كوو
"أنت تمزحين" سخرت يوتيكا ببرود فتنهدت أرسلين و هى تهز رأسها نافية ما تقوله يوتيكا
"إذن فالتفسرى لى سبب محاولة رايتون قتل الأربعة، و كره أخيكى و رايتون لهؤلاء الأربعة و الأهم الأوامر الموجهة لكى بقتلهم-"
"ماذا؟!" صرخ روكى مقاطع أرسلين و هو ينظر ليوتيكا بصدمة و عدم تصديق "هذا ليس صحيح، صحيح؟" بدى على وجهها التوتر و تراجعت خطوة، علقت الكلمات فى حلقها و ابتعدت الكلمات من عقلها. ابتلعت ريقها فى ذعر، اتجه نحوها روكى و بدأ يتحرك فى خطوات ثابتة رغم وجه المصدوم الذى يحاول جاهدا تكذيب ما سمع.
"أجيبينى!" صرخ بها فسرت القشعريرة فى جسدها و ابتلعت ريفها بذعر، ولا إراديا بدأت رأسها تومئ. توقف روكى مصدوم و تراجع خطوة و سريعا ما شحب وجهه هو و أخيه. بدأ يهز رأسه نافيا محاول استوعاب ما قيل.
.
.
و بعيداً فى الغابة جلس أزمير و ياتو أمام سيدة كبيرة السن التى وضعت كوبان من الشاى أمامهم
"لقد مر الكثير من الوقت يا أزمير"
"أعذرينى يا سيدة وتويتى لكنى حقا مشغول بالأعمال"
"أفهم يا أزمير" ابتسمت السيدة بحنو و نظرت له "أخبرنى يا بنى عن سبب تواجدك هنا؟"
"إنه حلم" أجاب أزمير بإختصار
"أخبرنى يا بنى و إياك و إخفاء شئ عنى" تنهد أزمير و ابتسم للطافة تلك السيدة العجوز التي اعتبرها كوالدته فهى من اهتمت به فى صغره حتى ترعرع و أصبح قائد القبيلة. قص عليها الحلم بالتفصيل و هى كانت تنصت له بإهتمام غير مخفية ذلك، و بجانبه كان ياتو فى صمت مستمع أيضاً و محترم تواجد السيدة التى علمته الكتابة و القراءة فى صغره و فنون أخرى كثيرة. السيدة وتويتى هى كأن لهم، فهى من علمتهم كل شئ فى غياب أهلهم بصفتها أكبر من فى القبيلة.
"و بذلك أكون انتهيت" أخذ أزمير نفس و اخيرا بعد الكثير من الحديث. اغمضت السيدة عينها ثم فتحتهما ببطئ
"و ماذا تريد؟"
"ذلك الذئب الذى أراه..." شعر أزمير بثقل ما سيقول و حاول تنظيمه فهو يعرف كم أن هذا الأمر حساس لتلك السيدة "هل هو الذئب المذكور فى النبوءة"
"مممم" تنهدت السيدة العجوز ببطء. وقفت و دلفت إلى المكتبة الملحقة بالكوخ الصغير. عادت السيدة و فى يدها كتاب ضخم، لو لم يكن الشابان يعرفاها لكانوا تعجبوا لقدرتها على حمل كتاب بتلك الضخامة، لكنهما على دراية بقوة السيدة وتويتى فهى يوم ما كانت أقوى مستذئبة.
"النبوءة قالت أن أحد الثلاث سوف يرى الذئب للطمئنينة، و الأخر لولاءه، و الأخير لظلمه." رفعت نظرها له و له و نظرت لعينه بتمعن "أنظر يا بنى، علامات النبوءة ظهرت بالفعل و لعل طغيان كارلهينز أشد دليل، و لو كانت رؤيتك لذلك الذئب الأزرق تشعرك بالأمان أو الولاء أو الظلم فكن على علم أنك أحدهم"
"لا أفهم"
"هذه إجابة لن نعرف إجابتها المؤكدة حتى الحرب لكنى قد أستشف مما تقول أنك حقا من الثلاثة فأنت لديك مميزاتهم سواء كان فى القوة أو فى الهيبة، فأعلم يا أزمير أن رؤيتك الذئب ليست بمبشر حقا."
صمت أزمير قليلاً يحاول تجميع ما يقال. استوعب سريعا أن الإجابة الدقيقة لن يجدها الآن لكنه أدرك أيضاً إحتمالية واقعية الأمر و لسبب ما بث فى بدنه الذعر فلو كان هو أحد هؤلاء الثلاثة فهناك إحتمالية تتعدى ال ٣٠ فى المائة بأن يقتل قريبا، ابتلع ريقه بفزع حين أدرك تلك الفكرة فالكل يعرف أن أحد هؤلاء الثلاثة سوف يلقى حتفه خلال الحرب التى لن تكون بعيدة.
_______________________________________
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro