Chào các bạn! Vì nhiều lý do từ nay Truyen2U chính thức đổi tên là Truyen247.Pro. Mong các bạn tiếp tục ủng hộ truy cập tên miền mới này nhé! Mãi yêu... ♥

القفل الثلاثى

مع مرور الوقت ستجد نفسك تتقبل أشياء كثيرة كنت تتوقع أنك من المستحيل أن تقدم عليها، ستدرك أن هذا العالم أقوى من أن تواجهه بمعتقدات مختلفة. سترغمك الحياة على الكثير من ما لم ترغب به.
تموت أشياء فيك و تولد أخرى
-منقول-
_______________________________________

أليس كانت فى موقف لا تجسد عليه فهى وقعت تصرخ بعدما سلبت منها جميع قواها و عدوها كاد يستغل ذلك، و كان كلا من مارك و أزمير بعيدان عن الوصول فى الوقت المناسب لإبعاد عنها تلك السلاسل الحمراء الخاصة بكارلهينز و التى كانت لتقتلها دون أى تردد. لقد كان التوتر و الرعب أحتل ما يمكنه بالفعل من الشابين و هما يتخيلان أسوء ما قد يحدث و هو موت أليس مرة أخرى.

"أليس!!" صرخ أزمير و كأن صوته قد ينقذها. صرخ و هو يتمنى أن بيده شئ يفعله لينقذها و ينقذ نفسه من تكرار ألم فراقها فهو وجدها منذ بضعة ساعات فلن يفقدها الآن....ليس هكذا على الأقل.
شهق الأثنان حين رأوا الدماء تتطاير فى الهواء و توقفوا لوهلة مصدومين، عينهم مفتوحة على أوسعها.

وضعت مايا يدها على جبهة يوتيكا فإذا بها تسحبها مسرعة، لقد كانت يوتيكا تشتعل بحرارة مرتفعة جداً رغم كون جسدها بارد بحكم جنسها لكنه كان يشتعل حالياً. لقد كان الأمر مفزع ليس كأن الحرارة كافية بل هى لا تملك أى علاج لتلك الواقعة أمامها خصوصاً و هى تعلم أن القفل الثلاثى قد يبدأ فى أى وقت الآن و لا أحد قد ينجد أعضاءه بين تلك الفوضى.

أطلقت ميراى تعويذة مستدعية بضعة أرواح لتتدخل فى عراك مع وتويتى لكنها كانت أذكى و نشرت حول نفسها النور الشديد...ذلك النور الذى بنى عداوة بينها و بين الأرواح فاختفت هاربة. قبضت ميراى أسنانها فالأمر يثير إشمئزازها أن ترى وتويتى تدافع دون أى هجوم. هل تسخر منها؟ أم أنها لا ترى فيها عدو يستحق جهد الهجوم؟ كانت كلما فكرت فى هذان السؤالان زاد غضبها و اشتعلت نيرانها أكثر لتمد هجماتها بقوة أكبر.

"كفاكى يا وتويتى فلتهاجمى!" صرخت فيها بشدة. لتجد وتويتى تبتسم بهدوء فها هى ميراى مرة أخرى تسئ الظن بها و تهين مكانتها بالشعور أنها لا تهاجم. لقد نسيت ميراى أن وتويتى دائماً ما كانت و سوف تظل تستخدم دفاعها الذى تبديه للعدو فى إبداء هجوم بعد دراسة تحركات العدو و تعاويذه فهى تحارب بذكاء واضعة جميع مشاعرها خلف باب مقفل بالسلاسل الحديدية التى يتوسطها قفل حديدى ضخم.

أطلقت ميراى تعويذة أخرى من نيران قوية تتلاحم لتحرق أى شئ يقف أمامها لكن وتويتى دافعت عن نفسها بغلاف قوى يحيط بها. ابتعدت ميراى خطوة ثم أطلقت أسهم كثيرة فى شكل نور ساطع يعنى من أمامها فكادت وتويتى فقدان البصر بسبب قوة الإضاءة لكنها لحسن الحظ أغلقت عيناها بقوة لتتفادى ذلك الضوء و وضعت حول عينها ما يشبه النظارات السوداء الشديدة لكنها مدته بطاقة مظلمة لتزيد من العتمة، استدعت سيف أسود اللون عليه تعاويذ لتبدأ فى صد هذه السهام المتتالية دون رحمة.
.
.
بينما فى القصر بثق هو دماء أخرى بعدما ارتطم بالحائط. لقد بات كل شئ ضبابى، عيناه تغلق وحدها بسبب الإرهاق، سكان عقله لا يكفون عن الطرق فيه بشدة جاعلة من الصداع صوت يؤثر على سمعه، و كان جسده يصرخ بالرحمة.

لقد كان راز غير رحيم بأى طريقة كانت و كأن قتل ياتو هدف لن يرتاح دون الوصول إليه. لقد سلبت قوى ياتو بالفعل و بدأ راز يسلب منه روحه بالتدريج و بالتعذيب الذى ألقاه على بدنه فهو لا يريده أن يحرر أرسى، التى سوف يقتلها بنفسه بعد انتهاء هذه الحرب. وضع يده على الحائط يحاول بكل جهده الوقوف مرة أخرى لكن رجلاه خذلته فقد تحاملت كثيرا دون جدوى. دوت صرخة منها فى المكان قبل أن تفقد الوعى و يحل الصمت للحظات لم يكسره سوى صوت أنين ياتو.

"فالتستسلم يا فتى فلا مجال لك فى النجاح فأنت ضعيف و لست أكثر من تابع لأبن خالتك" ابتسم ياتو رغما عنه فهو مخطئ، إنه قائد أيضاً لكن بطريقته الخاصة. لقد سأم رؤية الجميع له كأنه ضعيف لا يبالى أحد لوجوده، لقد يأم من أن يكون تابع لأزمير القائد العظيم فى حين أنه هو الأخر قوى و قد يتساوى مع أزمير بالفعل. اشتعلت مشاعره و تداخلت فى بعضها مستغلة الصمت لتهتز و تقيم بركان بداخله مسببة صوت إنفجارات عالية تطوى هدوءه الداخلى.

فى لحظة إستسلام جامحة سوف تجد ذلك الثقب الصغير الذى يمدك بالنور و الأمل فتمسك به و كن على يقين أن ما أرسله لك ربك لا يتخطى قواك بل هو محنة سوف تقضى عليها بالعزيمة، حتى و إن رأيت إستحالة القضاء عليها فكن على يقين أن وجودك له سبب لذا فالتدافع عن ذلك السبب.

بدأ يدفع نفسه واقف متحاشى جميع آلامه و هو ينظر لراز بعين يتطاير منها الغضب فى شرار أحمر.

"ربما أتبعه لكنى لست أقل منه فى شئ" نظر لأرسى ليجدها تفقد الوعى و قد بدأت هالة طفيفة جدا تلتف حولها معلنة عن بدأ القفل الثلاثى الذى تتقده هى عادتا. "لقد مللت العراك معك فدعنا تنتهى بسرعة" لكنه هذه المرة كان أذكى فهو أدرك إستحالة الوصول دون المخاطرة. ركض ياتو ناحية النافذة و اخترقها ليقفذ منها و أخذ يدعى فى نفسه ألا يكون و أن يقبل جسده التحول رغم حالته المذرية تلك.
.
.
شهق الأثنان حين رأوا الدماء تتطاير فى الهواء و توقفوا لوهلة مصدومين، عينهم مفتوحة على أوسعها. أخذ الأمر من الجميع لحظات لإستيعاب ما حدث توا، فما حدث لم يراه أحد قادم بل لم يتخيله أحد. لقد كان توتسوكا يقف أمام أليس و قد تلقى جميع السلاسل بدلاً منها، وقع على ركبتيه يتألم بشدة، فقد أصيب كتفه و معدته و رجله و بطنه فباتت كل منطقة من جسده ملوثة بالدماء حتى وجهه فقد بثق من فمه بعض من الدماء. ركض الذكران نحو ذلك العجوز الذى ضحى بحياته لأجل فتاة من المفترض أن العداوة بينهما قوية، فهى خطيئة زوجته سرا مع رجل أخر من جنس أخر، بمعنى أبسط هى خيانة بالنسبة له و ليس أكثر.

"خذهما خارجا" جاء صوت مايا و هى تتقدم نحو أزمير فهى قد رأت ما حدث و الآن لم يعد على أرض المعركة سوى كارلهينز و ميراى للقضاء عليهم. لقد رأت فرصة أكبر فى إنقاذ هذان الاثنان مع يوتيكا إذا بقيا خارج أرض المعركة مع ماثيو لذلك طلبت من مارك نقلهم خارج القصر طالبة لهم النجاة. اومأ لها مارك و وضع الاثنان على ما يشبه سحابة خفيفة و بدأ يتحرك خارجا بيها.

"أزمير أخبرنى أنك لست تعب" أبتسم أزمير ساخرا مما تقول. لكن مظهره المستذئب منعه من الإجابة لذلك اكتفى بتقديم إحدى أرجله عن الأخرى متخذ وضع الإستعداد للهجوم. أجابت مايا ببسمة لا تقل سخرية عن خاصته و هى تقف بجانبه فى ثقة عمياء

"سوف أخذ ذلك كنعم" ابتسم أزمير بعدما شعر بمايا تتصل بعقله لكى يتمكنا من العمل كفريق واحد دون تدخل كارلهينز بينهما.
.
.
ارتطم بالأرض بشدة ليلتف بجسده الذئب حول نفسه لما يقارب الخمسة مرات حتى توقف جسده ليتمكن هو من الوقوف على أربعيه أخيراً. حين وقف ياتو و نظر لرجلاه الأماميتان أدرك أن جسده لن يتحمل البقاء على هذه الهيئة كثيرا لذلك فعليه الإنتهاء من راز فى أسرع وقت ممكن و تفادى أى إصابة أخرى.

"ذكى" جاء صوت راز الواقف على إحدى الأغصان الخاصة بالشجرة المجاورة لياتو. نزل من عليها و ركض نحو ياتو ليهاجم لكن ياتو قفز عالياً ليهبط على غصن شجرة عجوز. التف له راز و قرر أن يقفز ناحيته لكنه لم ينتبه أنه بهذه الحركة وقع فى فخ ياتو بالفعل، فما أن فارقت رجله الأرض حتى قفز ياتو نحوه و حين يقابلا فى الوسط أقتلع ياتو رأسه بكل هدوء. وقع جسد راز أرضا و التحق به ياتو ليدور عدة مرات على الأرض بعدما عاد جسده لهيئته البشرية، كأنه كان ينتظر فقط القضاء على ذلك الشخص ليعود لحالته الطبيعية.

"ن...نجحت" قال فى نفسه و هو ينظر لجثة راز الثابتة. لقد كان جسد ياتو هش بالكاد استطاع لف رأسه لينظر لجثة راز، و لكنه أجبر نفسه على الوقوف فهناك من عليه إنقاذها حتى و إن كانت حياته هى الثمن. بدأ يشق طريقه نحو الغرفة التى تواجدت بها أرسى و كان مع كل خطوة يخطوها يصدر أنين من شدة الألم الذى يصيبه مع كل تحرك يفعله.

هو لا يتذكر أنه كان هناك هدف يدفعه فوق حدوده الجسدية من قبل، حتى فى وجود أليس حب الطفولة الساذجة كان ليفضل البقاء فى السرير عن زيارتها. الآن ها هو شاب فى الثالث و العشرون من عمره يصارع جسده بسبب الإرادة فى إنقاذ فتاة ليس من المفترض أنه يمتلك أى مشاعر لها سوى الأخوة... الأخوة التى كان يتحجج بها لزيارتها. كأن عقله كان يدفعه للإكمال و يذكره بسبب تحمله لذلك الألم بدأت الذكريات الخاصة به معها سواء كان بسمتها أو حزنها.

#منذ تسعة أعوام
لقد كان هو من ظل جالس بجانب سريرها فى تلك الليلة بل بالأحرى كان هو من يجلس كثيرا بجانبها. لقد مر على حادث فقدان أليس أسبوعان الآن و ظلت أرسى فى غيبوبة منذ ذلك الحين. لقد دخل والدها فى حالة إكتئاب  مما حدث لابنته و كان قليلا  ما يزورها بينما كان أزمير منزعج مما حدث و لسبب غير واقعى ألقى كل اللوم على تلك المسكينة النائمة فى ثبات، ڤاخذ هو دور رعايتها مع بعض الخادمات.

"ي-ياتو" نظر لها بعدما كان شارد فوجدها تنظر له مبتسمة و عيناها تلمع مع أشعة الشمس الذهبية التى تخترق الغرفة.
"كم مر و أنا مريضة؟" سألت و هى ترى سن المغذى يخترق ذراعها ليخرج فى شكل خرطوم طويل يتصل بالسائل الابيض المعلق بجانب سريرها فاستنتجت أنها كانت فاقدة للوعي لفترة.

"أسبوعان" جاء رده البسيط و هو ينظر لها. ابتسمت له فى شئ من الحزن فهذه مدة طويلة و لعل والدها و أخيها قلقان الآن كثيرا عليها لكنها نظرت له بعدما تذكرت شئ ما مهم.

"هل كنت ترعانى طوال هذه الفترة؟" سألت فى هدوء و هى تنظر فى عينه. حك ظهر رقبته فى شئ من التوتر فهو سوف يكذب إذا قال نعم و سوف يجرحها إذا قال لا

"نعم، كثيرا ما كنت أرعاكى" لم يكذب فهو بالفعل كان يتناوب رعايتها مع المربية و كان يقضى هو عادتا الليل هنا بجانبها و بعض من النهار. ازدادت ابتسامتها اتساعا

"أشكرك" فى تلك اللحظة مر نسيم داخل الغرفة ليداعب كل منهما فى وجهه لكن حدث شئ غير متوقع فقد حمل النسيم ورقة شجر و إذ بها ترتطم بوجه ياتو فامسكها و نظر لها بإنزعاج. ضحكت أرسى على ذلك الموقف بشئ من الطفولة فدفعته ليرفع نظره لها و يبتسم بهدوء. لحظات و مرت أمامه صورة أليس و هى تضحك، هو لم يرى فى حياته مدى التشابه بينهن سواء كان فى بريق عينهما أو فى ضحكاتهم البسيطة و الطفولية.

لقد مر الوقت فى سرعة الرياح التى لا يلحق بها أحد، و مع مروره وجد ياتو نفسه يتعلق بأرسى بطريقة خاصة فكان هو من وقف بجانبها يوم إنتحار والدها، و كان هو من يحميها من نوبات غضب أزمير عليها، و كان هو من يهدأها فى روعها، و يخرجها من حزنها، كل ذلك فى سبيل رؤية بسمتها ذات الطابع الخاص و التى لم تتوقف يوماً عن أخذه لعالم خاص و لدفعه للأمام، فحين كان الجميع يقلل من شأنه كانت هى من ترى فيه مثال لنفسها.

#الآن
الآن فقط أدرك أنها لم تعد فقط أخته الصغرى التى عليه حمايتها حتى من نوبات غضب أكثر من يخاف عليها، بل أدرك أنها باتت نور فى حياته لن يسمح لأحد بأن يطفأه أو يؤذيه. فتح الباب على مصراعيه و نظر لها ليجدها قد فقدت الوعى بالفعل فحاول الركض لكنه تعرقل فى رجله الأخرى فوقع أرضا و تأوه بألم. نظر ياتو لها بعدما رفع رأسه و بدأ يزحف ناحيتها حتى وصل لرجلها فبدأ يفك السلاسل المربوطة فيه ثم استند على الأجهزة المحيطة بها ليقف و يزيل عنها أى شئ إضافة سواء كان سلاسل أو أسلاك لسحب الدم و الطاقة. وقعت أرسى أرضا و تبعها هو بعدما فقد الوعى بسبب الإرهاق الشديد و فقدانه لجميع طاقته.
.
.
صرخت و هى تركض ناحيتها بسيف أسود عملاق ملتفة النيران حوله مشكلة لهيب حار. رفعت وتويتى سيفها الكرستالى للأعلى ليوقف ضربة سيف ميراى من إصابتها. لقد فاض الكيل بميراى فهى أستخدمت جميع تعاويذها بالفعل و مازالت وتويتى لم تهاجم مرة واحدة. سحبت ميراى سيفها و دفعت به لليمين لعلها تضرب وتويتى، لكن خصمها كانت أسرع و وجهت سيفها لتصد ذلك الهجوم. فقط حينها شهقت ميراى بغتة حين شعرت أن القوة التى كانت تستمدها من أرسى أختفت فالتفت بحيث مكان الغرفة فوجدت الزجاج مكسور. ضيقت عيناها و قد بثت بهم بعض الطاقة لتخترق الحائط فوجدت ياتو و أرسى مستلقيان على الأرض

"ذلك الأحمق" تمتمت بغضب. أدركت وتويتى من ردة فعل ميراى ما حدث و لك تحتاج حقا لدخول عقلها لتفهم ما حدث. ابتسمت فى نفسها فها هو ياتو يثبت نفسه للجميع مرة أخرى و يؤكد للجميع أنه قادر على تحمل المسؤولية أى كان مدى صعوبتها.

"ذلك الأحمق أختار طريقه و قام بحماية من يحب رغم أن والدتها هى سبب قتله لوالده" قالت وتويتى بهدوء و هى تعيد سيفها للعالم الخاص بها فبدأ يتلاشى. الآن لم يعد هناك سبب لتلاشى ضربات ميراى فهى كانت فقط تحاول تشتيتها عن أرسى و كسب الوقت للجميع و قد نجحت بالفعل.

"لأنه حاول فضح أمرى" صرخت ميراى و هى تبرر فعلتها.

"أختلاق التبرير سهل جداً يا ميراى أسهل من تقبل الواقع، لقد قتلت رجل فقط أراد العدل و الحقيقة" أزداد حدة تنفس ميراى و بدأت تتحرك لتوجه هجوم أخر نحو وتويتى لكنها تسمرت فى مكانها فهناك ما يجذبها للخلف. نظرت لقدمها لتجد زرع يلتف حول قدمها مسارع إلى ركبتها، ليس كأن الزرع كان كافى بدأ شئ أخر يلتف حول رجلها فى طريق مخالف للزرع و كان عبارة عن كرستال شديد القوة بحيث يصعب كسره فهو مدعم بالحديد.

"هل تعتقدين أن هذا سوف يوقفنى؟!" ابتسمت وتويتى بهدوء و هى تهز رأسها بالنفى

"بل سيكون كافى ليجمح انفعالك حتى نهاية استيقاز الفتيات حيث يمكننا الحديث بطريقة عقلانية" التفت وتويتى لترحل لكنها توقفت حين وجدت شئ يخترق ظهرها و ينغرز فيها حتى يخرج من الجانب الأمامى لمعدتها. شهقت بقوة و قد تعالت سرعة أنفاسها و هى تلتف لترى سيف ميراى قد تقلص حجممه و بات كخنجر تلتف حوله دماءها. ابتسمت ميراى فى نصر

"ألم تعلمينى من قبل ألا أدير ظهرة للأعداء؟" سألت فى سخرية. ابتسمت وتويتى فى حزن و قد تركت أخيراً الفرصة لدمعة من دموعها بترك عينها و قالت فى حزن

"لكنى لم أراكى يوماً عدو يا ميراى" اتجهت نحوها ببطئ و خطواتها تضعف مع الوقت.
"لقد أجبرت على محاربتك اليوم فقط لأنقذ أرسى و أنقذك. أنت صديقتى الوحيدة يا ميراى و لم أكن على إستعداد بأذيتك و لذلك لم أهاجم و ما كنت أخطط حتى لفعل ذلك فكيف لى فعل ذلك بأختى؟!" قالت من بين آلامها و المزيد من الدموع بدأت تترك عينها

"أوه كفاكى هراء يا أنتى لقد دمرتى حياتى" ابتسمت وتويتى فهى تعرف أن ميراى لن ترى سوى ذلك بالفعل

"أنا لم أدمر حياتك بل حاولت أن أجعلها تبدو أفضل" وضعت يدها عند رأس صديقتها و قالت "دعينا نفعل ما أعتدنا و نشارك ذكرياتنا"

#منذ أربعون عام
فتحت الباب ببطئ و دخلت لتنظر لها مبتسمة. لقد كانت جالسة على كرسى متأرجح و شعرها الأبيض الطويل ينسدل من خلف الكرسى و هى تقرأ كتاب أخر من بين الكثيرين الموجودين فى هذه المكتبة الضخمة و العريقة.

"إنها تعويذة جميلة" قالت ميراى و هى تكمل قراءتها. أغلقت الكتاب و وقفت لتنظر لوتويتى الشابة الواقفة عند الباب مبتسمة نظرت فى عين صديقتها مطولا قبل أن تتبدل الغرفة حولهما ليصبحا فى حديقة خضراء ساطع و العصافير حولهم، توسطت الحديقة بحيرة صافية.

"لقد بدأتى تتقنى السحر يا ميراى فتخيلك لهذا المكان و وضعنا فيه جسديا أيضاً شئ ليس بسهل" قالت وتويتى و هى تنظر لميراى بدهشة. فى ذلك الوقت مر على تعارف السيدتان ما يفوق العامان و قد تقابلا فى حفل أقامه توتسوكا لمناقشة بعض الأمور مع السحرة، و بحكم وجود وتويتى بين قادة السحرة العظماء اتجهت معهم لقصر ملك مصاصى الدماء. هناك تقابلت وتويتى مع يوتيكا التى طلبت منها هدية فقدمت لها وردة من كرستال خالص فاندهشت ميراى و طلبت من سيدها أن تذهب لوتويتى لتعلمها السحر بأنواعه و قد وافق كما وافقت وتويتى. مر الوقت بهن و أصبحت علاقتهما قوية حتى باتت ميراى تذهب للمبيت عند وتويتى بالأيام فقط فى موافقة سيدها.

"من الجيد سماع ذلك" نظرت ميراى للبركة "ما كنت لأفعل من دونك" نظرت وتويتى لها ثم تنهدت مطولا و هى ترى فى عينها بعض من الحزن فسألت

"ماذا حدث؟" نظرت لها ميراى قليلاً قبل الجلوس و التنهد مطولا ثم بدأت تحكى

"لقد سبتنى زوجة كارلهينز كورديليا أمس....." و بدأت تحكى ما فى صدرها الوحيدة على وجه ذلك الكوكب التى تصغى لها دون لومها أو دون أنتظار منها شئ. هى تسمعها لتريحها ثم تعطيها حل إذا كان فى الإمكان أو تخفف عنها ببعض الكلمات. لقد كن بتضاركن كل شئ حتى أسرار منازلهم و مرت الأعوام و علاقتهم تنمو حتى بدأن يعرفن بعضهن بالأخوات.

"السيدة أندريا وتويتى هل تقبلين بأروين ميلارك زوج لك؟" ابتسمت وتويتى و أومأت بعفوية (نعم وتويتى هو أسم عائلتها لكن القليلون يعرفون أسمها الحقيقى و رغم ذلك هى ترفض أن يناديها أحد به لكونها لا تفضله)

"بلى أوافق" ابتسم القص و هو يرى تلك اللحظة التى يراها كثيرا و رغم ذلك لها و فى كل مرة طعم مختلف.

"أعلنكما الآن زوج و زوجة" ذلك اليوم حيث تزوجت فيه وتويتى شعرت ميراى كأنها هى من تتزوج و ليس صديقتها و كانت فرحتها لا تحسب بثمن. لقد حضرت كل شئ مع وتويتى منذ البداية، يوم وقوعها فى حب ذلك الرجل و حتى خروجها من القاعة معه يد فى يد زوجين جديدين. مرت الأعوام و بدأت قوة ميراى تزداد حتى بات السحر جزء من حياتها كما بدأت وتويتى تطلعها على السحر الأسود فيما كانت هى تسبقها دائما بخطوة رغم فارق العمر الشديد بينهما.

أنجبت وتويتى أبنتها الأولى فى نفس العام الذى وقعت ميراى فى حب رجل أخر غير سيدها. لم تصادف فرصة لتجعل ميراى تقابله لكنها لم تكف عن القص لها عليه و كم هو فاتن سواء فى المظهر أو فى الشخصية. قبل حادث خطيئتها صادف الزمن بأن يتقابل مع وتويتى فإذ بشحوب وجه وتويتى و إذا بها بدأت ترفض دون تبرير موقفها.

حين ركضت ميراى طالبة النجدة من وتويتى لم تجدها فى المنزل و حين عاودت الكرة رفضت وتويتى مقابلتها لكن الواقع كان مختلف مع وتويتى تماماً و هذا المشهد تأكدت من بثه فى ذاكرة ميراى.

لقد كانت فى الكوخ الخاص بها بين تلك الأشجار المتشابكة. لقد كانت جالسة فى الداخل مع أفراد من قبيلة كلارك و من بينهم القائد يتناقشون فى أمور عدة خاصة بالمرض الذى انتشر فجأة بين المستذئبين. دخلت عليها المتدربة التى كانت تعيش معها فى ذلك الوقت و أمالت رأسها لتقول

"سيدتى إنها ميراى" رغم وقوع قلب وتويتى من مكانه فدخول مصاصة دماء مجلس كهذا خطر عليها و الأسوء هو وجود والد أزمير هنا.

"ليس الآن" أجابت وتويتى لترحل المتدربة و تخرج لميراى فتقول لها

"هى لا تريد مقابلتك حالياً"

رحلت ميراى مكسورة الخاطر فى ذلك اليوم و قد عزمت الأمر أن وتويتى لم تعد تريدها فى حياتها بسبب ما أرتكبت لكن لا هى أو كلارك كانا يعرفان حقيقة الأمر حتى يوم إعلانها عن حملها. حين تعلمت ميراى السحر أختلطت طاقتها بين مصاصة دماء و ساحرة و لأن أغلب قواها تكمن فى السحر فطغت قوة السحر على مصاصة الدماء و بات كل من يراها يعتقد أنها ساحرة، بينما كان كلارك يخفى كونه مستذئب بتعويذة تعلمها من وتويتى فعمله كقائد يحتم عليه أحياناً الإختلاط بمصاصى دماء بطريقة ودية للتعرف على خططهم و ما أن يشعروا بكونه مستذئب حتى يطردوه فكان يخفى قواه.

ولدت ميراى التوأم بعدما طردت من القصر مع أبنتها الكبرى. قبل يوم الحريق قررت ميراى الذهاب لزيارة وتويتى التى صادف أنها كلما حاولت المجئ للزيارة و الطمئنينة عليها كانت فى الخارج مع بناتها.

"لكن ماذا إن ماتت؟" سألت وتويتى فتوقفت ميراى فى مكانها تنصت لكلارك و وتويتى يتهامسان

"حتى و إن ماتت سوف نقوم بهدنة مع توتسوكا فهو الأخر يريد الفتاتان"

"كلارك هذا ليس صواب دعنا نفكر فى شئ أخر"

"وتويتى إنهن لعنة و خطأ ارتكبته علينا التحكم بهم و بتلك السيدة الشمطاء"

"دعنى أتحدث معها" ابتلعت ميراى ريقها و ركضت لمنزلها و هى تلوم نفسها أنها وثقت بوتوتى و حين جاء لزيارتها ترطدها من المنزل فهى ظنت أنها من حردت كلارك على القيام بذلك فيها.
لكن الواقع أن وتويتى حاولت بكل الطرق منع كلارك و كانت فى أشد حالاتها غضبا حين عاصى أوامرها، و كانت هى من همست لرايتون فى أذنه لإنقاذ الفتيات و ميراى لكنها و منذ ذلك الوقت فضلت العمل سرا.
حين أنقذهم رايتون أخذت وتويتى الفتاتان و وضعتهن عند والدهم حيث رأت لهم أمن أكثر و كانت نادمة.

مع مرور الوقت غضبت ميراى على وتويتى و طاف بها الكيل بالإقسام بقتلها لكنها سجنت و جاءها خبر وفاة أبنتها. فى ذلك اليوم و مع ذلك الخبر باتت كراهيتها لوتويتى عمياء، فهى بدأت تتصور حياة أبنتاها إذا لم تضعهم وتويتى عند والدهم. لكنها لم تعرف يوماً أن وتويتى هى من أنقذتها بوضع روح واتسون تشارتشر فيها، و لم تعرف تعرف أن وتويتى وضعت القفل الثلاثى لسبب وجيه ليس لتعذيب أبنتها يوتيكا بل لكى تحمى أليس من مقابلة الموت مرة أخرى. ميراى لم تعرف يوماً أنه و رغم كونها فى السجن و بعيدة عن وتويتى إلا أن وتويتى هى من زرعت فى قلب رايتون الرأفة عليها و كانت دائما ما تراقبها من بعيد و أنها من صانت أليس و أرسى فى غيابها.

شهقت حين عادت الحاضر و هى تنظر فى عين وتويتى بصدمة

"لقد فعلت كل شئ لأجلك و لم أخن صداقتنا يوماً" أنفك الكريستال و الزرع عن رجل ميراى لتقع أرضا و تبدأ بالبكاء كم كانت عمياء فى ظنها السوء بوتوتى؟

"اقتلينى" تمتمت فى حزن و أسى لتهز وتويتى رأسها نافية مطلب صديقتها

"أنا لن اقتلك فلقد أسئتى الفهم ليس أكثر" التفت للتبدأ بالتحرك خارج القصر نحو أليس بينما أجهشت ميراى بالبكاء و هى تنظر لصديقتها و هى تبتعد.

فتحت عينها ببطئ شديد لتنظر حولها هى لا تعرف هذا المكان رغم أنها تشعر أنها تعرفه. أعتدلت فى جلستها لتشهق بشدة و قد توسعت عيناها من المنظر، فالمظهر بشع رؤية ياتو ملطخ بالدماء ملقى على الأرض لا يتحرك. ركضت بجانبه جالسة و بدأت تحرك فيه بهدوء لكن ما من مجيب فبدأت تهزه بقوة أكبر و هى تصرخ أسمه لكن هذا لم يساعد فبدأت الدموع تنهمر، تنهمر فى حسرة على فقدانها له. سريعا ما بدأت تشم رائحة دماء فوقفت لتتجه نحو النافذة و هى تبكى لتجد جثث فى كل مكان و أجساد فاقدة للوعي فشهقت و بدأ صدرها يعلو و يهبط فى غضب عارم، هى لن تسامح من فعل ذلك بياتو أو بأى من من فى الأسفل. فى لحظة غضب عارم تفجرت منها طاقة مفزعة جعلت الجميع يتوقف للحظات و وتويتى تفزع منها.

وقعت مايا أرضا بعدما طلبت ضربة من إحدى السلاسل فى كتفها مسببة فتحة قوية و تسرب الدماء منها. وقف أزمير بوهن لقد كان الأمر ميئوس منه لكن تلك الطاقة أوقفتهم للحظة قبل أن يضحك كارلهينز فى شر. أطلق سلاسل أخرى أزمير و مايا و كانت على وشك تحطيمهم و سلب أخر من تبقى لهم من إرادة و قوة عدى أن شئ أوقفه.

"أ-أرسى!" نظر لها أزمير بعين مصدومة غير مصدق لما يرى فهذه ليس أخته البريئة الضعيفة التى أعتاد عليها.

"لن أرحمك" قالت فى صوت شديد القوة و نبرة حادة تفزع كل من يسمعها حتى أخيها. فى غمضة عين كانت خلف كارلهينز و عيناها باردة جافة خالصة من الحياة. صمت قبضتها و بثت فيهم طاقة حادة لتتكون على شكل طاقة سوداء تلف يدها، ثم أخترقت قلب كارلهينز ليشهق هو بقوة و هو يلف رأسه ببطئ.

"من تظن نفسك لتؤذى كل هذه الأرواح؟!" صرخت به و هى تدفعه بقوة ليقع أرضا فأمسكت بسيف مايا و اتجهت نحوه، لقد كان ضعيف بعد معركة مع أزمير و مايا استهلكت طاقة كبيرة بالفعل. أخترقت بالسيف رأسه و بذلك سلبت منه الحياة للأبد، قبل الوقوع أرضا فاقدة للوعى.
.
.
خرجت وتويتى لتقابل أبنها الذى وقف مفزوعا و ركض ناحيتها ليسندها

"أمى" دفعت وتويتى بسمة و قالت له محاولة تطمأنينته

"لا تقلق سوف أكون بخير"

"لأ ليس بهذا الجرح" وضعت يدها على كتفه و أمرته

"فقط أوصلنى لأليس و يوتيكا" أخذها لهما رغما عنه و ما أن وصلت حتى جلست فى الوسط بينهن و وضعت يدها على رأس يوتيكا لتجد أن الأمر مستقر بعض الشئ. لكن المفزع كان حين وضعت يدها على أليس

"إنها تموت" تمتمت فى نفسها.

"أمى دعيكى منهم علينا أنقاذك" نظرت له وتويتى بحزن و هى تبتسم و دمعة قد تركت عينها

"يا مارك لقد بلغت من الكبر عتيا و حان الآن وقت تسليم شارتى لكم أنتم الشباب"

"ماذا أمى؟" قال فى عدم فهم و هو يحاول تكذيب الفكر الذى خطر على باله فى أن أمه سوف تفضل حياة هؤلاء الاثنان على نفسها. رفعت وتويتى نظرها للشجرة فوجدت أبنها هناك فشهقت ثم أمرت الغلاف بالنزول فنظرت لحالته، لقد فقد ماثيو الوعى بسبب الألم منذ قليل لكنه لن يتحمل البقاء هكذا طويلاً.

نظرت وتويتى ليوتيكا و أليس و ماثيو لتستوعب ما يحدث. حسمت أمرها و ابتسمت فى نفسها ساخرة من قدرة القدر، فاليوم هى سوف تعطى حياتها لثلاثة شباب و لن تكون فى المستقبل لمراقبة نمو أليس كما تمنت أن يحدث. إذا كان هناك شئ كانت لتتمنى فعله الآن هو أن تأخذ بعض الطاقة من أحدهم فطاقتها ستكون بالكاد كافية لإصلاح ما سببته الحرب من خسائر و بإستعمالها الآن سوف تموت لا محالة

وضعت يدها أمامها و حركتها على ظهر ماثيو لتبدأ بإخراج السم الذى التهم الكثير من جسده رغم ذلك المصل المتواجد فى الغلاف. و وضعت يدها على يوتيكا ثم سحبتها لتقيم ما يشبه الخرطوم ليتصل بعقل أليس و بدأت تبث الطاقة فيهن

"لقد أستهلكت أرسى طاقة الاثنان بالفعل" قالت فى نفسها و هى ترى سوء حالة الاثنان فالقفل الثلاثى يجعل طاقة الثلاثة متوازنة بشكل كافى لكى لا تنبعث طاقة شديدة التدمير فى مكان واحد.

هى تتذكر حين قامت بوضع القفل. لقد كان الحل الوحيد لضمان بقاء أليس حيه فبوجود طاقة خفية توصل الثلاثة و يتبادلوها بالتساوى تكفى لإبقاءها حيه و ألا تموت لأنها يوم أعطت كل طاقتها لأرسى لم يعد معها ما يكفيها للحياة. القفل هو عبارة عن طاقة سرية تتجدد كل عام فى الثامن و العشرين من الشهر الثامن حين يفقد كلا من أرسى و يوتيكا طاقة شديدة تنفجر فجأة على شكل طاقة خارجة عن السيطرة لتنبعث كلها فى جسد أليس لتتجدد طاقتها فروح واتسون تشارتشر ليست أكثر من روح تعطى صاحبها جنس خاص به و ليست طاقة خاصة بها.

هذا العام حدث شئ مختلف و قد يكون كارثى فكل الطاقة التى تنبعث لتغذى أليس قامت أرسى بسحبها لتتحمل تلك الآلة و لتقتل كارلهينز و بذلك سوف تموت أليس لو لم تنقذها وتويتى.

مر ما يقارب الربع ساعة و وتويتى على هذا الحال. لقد استطاعت إنقاذ ما يكفى لكى يشفى أبنها لكنه للأسف سوف يصاب بشلل فقد تأثر العمود الفقرى هو و النخاع الشوكي و إصلاحهما شئ ليس فى مقدورها. كما استطاعت السيطرة على يوتيكا و تنظيم حالتها فباتت فى حالة جيدة و لم يعد هناك خطر على حياتها لكن تبقى أليس فهى لم تفقد و لم تتحسن بل تسوء مع الوقت فقررت وتويتى فعل ما كان فى بالها منذ رؤية أليس.

"مارك عزيزى" نظر لها مارك منصت لوالدته "هلا ناديت أختك لأجلى دعها تأتى" لقد كان صوتها حزين و ضعيف جداً فشعر مارك بأنها قد تموت فى أى لحظة لكنه كان على دراية تامة أن محاولة إيقافها سوف تزيد من أوجاعها حدة.

لم يمر كثيرا حتى حضر كل من أزمير و أرسى و مايا التى كانت تستند على أرسى.

"أمى!" صرخت مايا و هى تقع بجانب والدتها لقد كانت إصابتها شديدة بالفعل. ابتسمت وتويتى لأبنتها و هى تداعب شعرها بحنان

"لقد كبرتى يا مايا بالفعل"

"أمى لا أرجوكى" هزت وتويتى رأسها بالنفى لكى تصمت أبنتها ثم قالت

"لقد كبرت و أصبحت ملكة عظيمة يهابها الجميع، لقد رأيت فيكى نفسى كثيرا بالفعل لذلك سوف أخبرك بشئ... أعرف أنه سيكون صعب عليك جداً يا صغيرتى لكنى أحبك و سوف أظل أشاهدك دائماً حتى و إن شعرتى أنى لست هناك تأكدى من أنى موجودة فقط أبحثى أكثر... سوف أخبرك بشئ لم أعتاد فعله و هو أنى أطلب منك المغفرة لى إذا أخطأت فى حقك أو قصرت بسبب أعمال الكثيرة يوماً... سوف أخبرك أنى كنت أتمنى لو أن الزمن يعيد نفسه لكى أقضى معك أنت و أخوانك أكثر مما فعلت بالفعل فأنا أحبكم و دائماً ما أحببتكم. لدى طلب يا مايا و أعرف أنه صعب عليك تقبله بل قد تكرهينى بسببه لكنى أطلب منك......."

"أرسى تعالى هنا" نادت وتويتى على أرسى بعدما أنهت حديثها مع أبنتها التى وقعت أرضا مصدومة مما طلب منها و الدموع بدأت تتجمع فى عيناها بالفعل.

"ن-نعم"

"أجلسى" جلست أرسى لتضع وتويتى يدها على رأسها "لقد فقدت الكثير من ذكريات طفولتك فدعينى أعيدها لكى و لكن أعلمى أن كل شئ حدث لحكمة و أنه لا أحد فى هذا العالم كان ليخاف عليكى أكثر من أزمير و ياتو" دخلت أرسى فى إغماء مؤقت حتى تستعيد ذكرياتها فوقعت أرضا لتنظر وتويتى لأزمير و تخاطبه فى عقله.

"أزمير لقد كبرت لتكون شديد و عفى ترفض التقصير، لقد حملت عبء حمايتها فى سن مبكر و لكنك لم تقصر يوماً و أعلم أنك كنت بطل بالنسبة لها. ليس لدى وقت طويل لكنى أطلب منك حماية أبنتى و أخوانها كن لهم أخ كبير يرشدهم و كن لأخواتك صدر آمن يشتكون له و يضحكون معه، و كن لياتو صديق قبل أخ فكل شخص يتحمل كثيرا و ينفجر قليلاً لكن أكثر من يتحمل قد تحزن كثيرا من غضبه. و لا تلوم والدك يا أزمير فهو و ميراى لم يومنا يعرفا الحقيقة المرة."

فرت الدموع من عيني مايا كالسيل و هى ترى والدتها تلقى أخر تعويذة فى حياتها لتعطى روحها و ما بقى من طاقتها لأليس لكى تنجدها من الموت، فهذه كانت الطريقة الوحيدة لإنقاذ أليس من موت محتم.

رفعت رأسها ببطئ بعدما أنهت البكاء كله و جفت الدموع لتجد على الأرض فوجدت الدماء فأدركت أنها نست تماماً أمر إصابة وتويتى فانتفضت و ركدت نحو الخارج لعلها تنقذ وتويتى لكنها كانت متأخرة بالفعل فقد لفظت وتويتى أخر أنفاسها. نظرت للمشهد من بعيد فى حسرة و حزن لقد كان الجميع أرضا يبكى و صرخات مايا تعلو فى الأرجاء.
خلفها وقف أزمير يدمع فهو كان يرى وتويتى كأن له و مثال أعلى له. بجانب ماثيو كان مارك و الدموع تسيل من عينه فى حزن قاتم حتى هى وقعت أرضا لتبدأ بالبكاء مرة أخرى. هى لم تعتذر، هى من قتلت صديقتها و لم تعتذر حتى، بل و الأسوء صديقتها فضلت حياة أبنتها على حياتها و ضحت بنفسها لأجل أبنة ميراى.

"أسفه يا وتويتى" قالت بين دموعها "ياليتنى كنت عرفت مبكرًا"

هبت رياح طفيفة لتلفح كل شخص جالس هناك و كأنها تحمل روح وتويتى معها لتذكرهم بضحكتها و كلماتها الطيبة بذلك الوجه البشوش الذى لم يكف عن نصحهم و إرشادهم يوماً. لقد كانت رياح بسيطة تعلن إنتهاء الحرب رغم كل ما فيها من ألم و خسارة... رياح خفيفة تذكر الجميع أن التضحية واجبة لأجل حياة أفضل... رياح هادئة تأخذ معها صلاة الجميع لوتويتى... رياح منيرة تأخذ معها صوت وتويتى و هى تهمس فيهم

"شكراً لكم على كل شئ" و كانت الهمسات مختلفة لميراى

"أعتذر لك و أحبك يا أختى الكبرى"
_______________________________________
أنا أسفه بجد على النهاية ديه بس يارب تكون وصلتلكم المشاعر الى كتبتها.

الى مش فاهم إيه القفل الثلاثى يقول فى تعليق عشان أفهمه

Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro