الفصل الثامن: قتال
Playlist:
Labrinth: Kill For Your Love
Ariana Grande: We Can't Be Friends
SZA ft. Doja Cat: Big Boy
Ariana Grande: Leave Me Lonely
....
-قراءة ممتعة-
و من الغيرة ما قتلت صاحبها و أحرقت
و من الغيرة ما فقأت أعينا مراقبة و دمرت
و من الغيرة ما قطعت ألسنا مادحة فأهلكت
و كثيرا ما أضحى النظر جريمة
و أما اللمس في قانون العشق يدعو إلى القتل
و كثيرا ما أُقيمت حروبٌ لأجل النساء
و أما حربه فلن تخمد
سيقيم الحروب لأجلها و لن يهدأ
فهو ربيب الغيرة
و هي ربيبة فؤاده لا ترخُصَ.
و كثيرا ما يقبع الحب في القلوب و يقطن
و لكن الفؤاد قد لا يفقه
هو سقم جميل و إنتكاساته سمّ و سكّر
تارة تجعل المرء إلى الفردوس يرتفع
و أخرى حميمٌ لا ترحمُ.
«بقدر سعادتك التي تبديها، أنتَ منطفئ من الداخل!»
أفصح دونغ ووك عن رأيه مقتربا من صديقه الواقف حذو النافورة مع كأس من الشامبانيا.
«دونغ ووك! ها أنتَ ذا يا صاح!»
ترشّف سيونغ وون من كأسه ثم سأل:
«و لكن أين كنت؟»
وقعت عندئذ عينا سيونغ وون على أحمر الشفاه المطبوع على عنق دونغ ووك فمنحه نظرة مستخفة و نهره قائلا:
«أكنت تمارس قذارتك في منزلي؟!»
قدّم إليه منديلا و أضاف بنبرة جادة:
«خذ إمسح عهرك لئلا تراه سويونغ على الأقل»
ضحك دونغ ووك مستلا المنديل من يده و قام بمسح عنقه معلقا:
«لم ألاحظ ما تركته تلك الشقية من أثر! شكرا لتحذيري»
حدج سيونغ وون دونغ ووك بنظرات حادة و صرّح:
«ليس من أجلك بل من أجل سويونغ و طفلها»
«من صديقك بحق الجحيم؛ أنا أم هي؟»
رفع سيونغ وون كتفاه موضحا:
«لا يهم إذا كنتَ صديقي طالما أنك ترتكب خطأ فمن واجبي تنبيهك»
«دعك مني و أخبرني ما هذا الحزن في عينيك؟ تعلم بأنك لستَ ممثلا جيدا و لا يمكنكَ خداعي»
«كُفَّ عن قراءتي، هذا مزعج!»
ربّت دونغ ووك على ظهر سيونغ وون فتنهد مطرقا في الأرض فإذا بصاحب العينين البنيتين يهتف:
«فلتتمالك نفسك سيونغ وون»
«أتمالك نفسي! أكثر من ذلك؟»
«هل تفعل إمرأة هذا بك يا رجل؟!»
«أحبها، ماذا أفعل؟»
دوّر دونغ ووك عيناه ضجرا و حدّق بالمدعوين يحتفلون بعيدا يتناولون ما لذ و طاب من المأكولات و المشروبات ثم تنهد و قال:
«ٱهٍ من النساء!...خسئن!»
«حتى زوجتك!»
داعبه بكلماته ممازحا فرفع دونغ ووك كتفاه و فاجأ سيونغ وون برده:
«بلى، فإني أحبها ، و لكن ليس على حساب نفسي»
نظر إليه سيونغ وون بإهتمام و تساءل :
«ماذا تعني؟»
«أقول ما فهمت»
بلل شفتاه و أضاف موضحا:
«إني لا أزعج نفسي أبدا، فإذا تخاصمنا هناك البديلة دائما؛ تحبني ، تروح عني و تمدّني باللذة متى شئت»
«أتفتخر بخيانتك لزوجتك أمامي؟»
ضحك دونغ ووك بمرح و لكز سيونغ وون على بطنه مداعبا و قال:
«في أي عصر تعيش يا صاح؟ الكثيرون يعيشون على هذا النحو»
«و لكن هذا خاطئ!»
مالت شفتا دونغ ووك و قال بتهكم:
«أتعلم ماذا يا صاحب المبادئ؟ أتعجب لمَ لاتزال وفيا لزوجتك بينما أنتما في هذه الحالة المزرية!»
سرعان ما إرتسمت بسمة ساخرة على شفتيه و إفترض:
«أتُرى دارا تمتلك تواصلا مع شامانٍ ما؟»
«دارا لا تحتاجُ شامانا لكي تجعلني وفيا لحبها»
«هذا غريب!...إذ-ينتابني الفضول-هل تتذكر حتى متى ٱخر مرة نمتما فيها معا؟!»
أشاح سيونغ وون عيناه بعيدا فانطلقت قهقهات من حلق دونغ ووك و هتف مربتا على كتفه بمواساة:
«علمتُ ذلك!»
أزاح سيونغ وون يده بكتفه بانزعاج فقال صاحب عينيْ البن:
«إنك تعاني حقا!»
«أتعلم ما الفرق بيني و بينك، دونغ ووك؟»
بلل سيونغ وون شفتاه و أردف:
«أنني لا أستبيح فعل ذلك بزوجتي مهما حدث أيها الأحمق، حبي لها يمنعني من النظر إلى غيرها حتى...»
ترشّف الرجل شرابه مجددا و قابل دونغ ووك بنظرة واثقة و قال:
«ثم أنّي لا أتخلى عن مبادئي لأجل أي إمرأة»
«هل تعتقد أن زوجتك وفية حقا؟»
طرح دونغ ووك سؤاله حاشرا يداه في جيبيْ بنطاله بهدوء فاحتدت نظرات سيونغ وون نحوه و قال:
«لا تحاول أن تمزح بهذا الخصوص حتى!»
«عيبك يا صاح أنك ترى هذا العالم بمثالية، و لا ريب في أن تضع قدماك على الأرض أحيانا»
أمال دونغ ووك رأسه و أردف:
«أدركت الٱن لمَ أنت أعمى!»
«ماذا؟»
«أجل أنتَ أعمى خلف شعارات المبادئ الكثيرة خاصتك، فإنك بحارمٍ نفسك اللذة في حين تملك حورية ثانية في بيتك»
ضيق سيونغ وون عيناه محملقا إلى صديقه بإرتياب فواصل الٱخر كلامه موضحا :
«أنت تعيش الٱن بمفردكَ مع أون هي ، ألم تفكر يوما كم تبدو شقيقة زوجتك مثيرة؟»
«دونغ ووك!»
«أنتما لوحدكما لمدة شهر على أي حال من سيزعجكما؟ من سيعلم بالأمر؟ فقط إجعلها تطيعك»
صرّ سيونغ وون على أسنانه و زمجر من بينها:
«فلتراقب لسانك أيها الوغد!»
إرتسمت على ثغر دونغ ووك إبتسامة واسعة عابثة إثر ملاحظته أن الرجل قد ثارت ثائرته بمجرد ذكرها إلى درجة أنه كان يطحن أسنانه طحنا. و رفع كتفاه و قال بجرأة:
«هذه المرة سأتكلم و لن توقفني...أختُ زوجتكَ تقودني إلى الجنون يا رجل!»
«أتظن بأنني لن أستطيع ضربك بين الناس؟»
لعق دونغ ووك زاوية شفتيه بمتعة و قال بنبرة عابثة:
«أوتقدر؟»
«دعني أمسكك تنظر إليها مجددا، دونغ ووك!»
نفث سيونغ وون أنفاسا حارة كانت أشبه بالدخان الذي يخرج من فوهة بركان نشط معلنا عن إنفجاره الوشيك و أضاف:
«إني بقاتلك عندها!»
«لماذا تهتم إلى هذا الحد الآن؟»
رفع دونغ ووك حاجبه و أردف بمتعة:
«هذا ليس شأنك يا صاح!...أولستَ من لا يريدها؟»
«هذا شأني دون أدنى شك فتلك المرأة التي تتحدث عنها تكون أحد أفراد عائلتي»
«إذن دعني أعلمكَ بأنني سأتخذ خطوة نحوها إذا لم تفعل أنت»
إحتشد حاجبا سيونغ وون فقال:
«هل جُننت؟ كيف تجرؤ على قول ذلك أمامي؟»
«تعلم جيدا كم أنا رجل صريح»
إقترب سيونغ وون منه بهدوء ظاهري و أمسكه من سترته راسما تعابير مشمئزة و نبس:
«فلتستحِ، زوجتكَ تعاني حاملة إبنك في أحشائها و أنتَ تطاردُ نساءً أخريات؟»
«لطالما أرادت طفلا فمنحتها واحدا، هنيئا لها بجنينها، هل أحمله عنها حتى يرضى الكون؟»
كشّر سيونغ وون عن أنيابه كفهد غاضب و صرّح:
«يالك من وغدٍ وقح، لا أدري كيف تقبل سويونغ بأن تكون زوجها دون تذمر أو شكوى!»
«سيرتاب الناس، أبعد يدك»
ألقَ دونغ سيونغ وون نظرة حوله فاستوعب بأنه ليس المكان المناسب للخوض في شجار مرغوب فأزال يده عن سترته متنحنحا محدقا بالفضاء بحنق و أكمل إبتلاع ما تبقى من شمبانيا في كأسه دفعة واحدة. همّ سيونغ وون بالإنصراف فإذا بالآخر يقول:
«لا أطيق صبرا للنوم مع أون هي»
ألقَ سيونغ وون بكأسه على الأرض فتحول إلى شظايا و سدد لكمة إلى وجه دونغ ووك فإختل توازنه و تداعى جسده نحو الخلف لقوة اللكمة و شدتها و إنتبه الضيوف إلى القتال الذي بدأه الرجلان دون سابق إنذار فمسح دونغ ووك فمه و إذا به ينزف ما أثار حفيظته و جعله يهاجم سيونغ وون بلكمة بدوره. أمسك سيونغ وون ياقته ثم صاح به:
«إذا أعدتَ ذلك الكلام مجددا سأقطع لسانك، خذ»
ركضت أون هي نحو سيونغ وون و دونغ ووك رفقة سويونغ محاولتين إبعادهما عن بعضهما بعضا فإذا بدونغ ووك يضحك بمتعة قائلا:
«سأخبرك بطعمها بعد التجربة لا تقلق»
لم تفهم المرأة ما يدور بينهما من حديث و لكن فهم سيونغ وون لمقصده كان كفيلا بجعله يفلت من يد أون هي خاطفا إياه من يديْ زوجته مسددا إلى وجهه عدة لكمات على الأرض. صاحت به أون هي عندئذٍ:
«دعه، سيونغ وون...هل جننتما؟»
«دعيني، دعيني أون هي»
«كلا، هذا يكفي...من فضلك، لأجلي، سيونغ وون!»
إلتفت سيونغ وون و رمقها بنظرة جاحظة عندئذ لاهثا، دامي الشفتين، ثم تنهد مستسلما لإرادتها فأفلته و نهض عنه نافضا الغبار الوهمي عن سترته قائلا:
«فلتغرب عن وجهي حالا»
سار مبتعدا فرمقت أون هي كلا من دونغ ووك و سويونغ بتردد و ربتت على ذراع المرأة قائلة:
«أعذريني، لنتحدث لاحقا»
إلتفتت صاحبة الفستان الأسود فلاحظت مشي سيونغ وون مبتعدا حتى دلف إلى الداخل معلنا إنسحابه من المكان. وجهت المرأة إنتباهها نحو الحشد المتهامس حاضنة إبنها إلى صدرها ثم إنحنت لهم معتذرة عمّا حدث شاكرة حضورهم، معلنة عن إنتهاء الحفل، في حين حمل دونغ ووك جثته من المكان و إنصرف غاضبا فلحقته زوجته. سارت سويونغ بخطى سريعة و يدها على بطنها بينما يتآكلها القلق و كل همها هو اللحاق بخطى دونغ ووك السريعة. هتفت بتعب:
«إنتظر، دونغ ووك!»
«لا تلحقي بي، لستُ ذاهبا إلى المنزل»
توقفت مندهشة ثم عادت إلى لحاقه جارة فستانها و أذيال الخيبة مستفهمة:
«و لكن ألن توصلني؟»
«فلتغربي»
«توقف فورا دونغ ووك! إنني حامل و لا أستطيع الركض خلفك طويلا»
توقفت مكانها صائحة بذلك بنفاد صبر فتوقف مكانه و إلتفت إليها قائلا باستياء و عيناه تلمعان:
«إذن لا تركضي خلفي بعد الآن...لستِ مجبرة على ذلك»
نظر حوله متنهدا ثم أضاف:
«لديكِ نقود على ما أعتقد، فلتستقلي سيارة أجرة!...توشك طائرتي على الإقلاع و علي اللحاق بها»
«هل أنتَ مسافر؟!»
«سأغيب لفترة، لدي بعض الأعمال لإنجازها»
بلل شفتاه ثم أضاف موضحا:
«لا ترسمي تلك التعابير على وجهكِ و كأنني سأختفي إلى الأبد إن ذهبتُ الآن!»
«أولن تختفي إلى الأبد يوما ما على أية حال؟»
زينت الحسرة ملامحها الفاتنة و هي تحدّق به فطغى الحزن على كبريائها الجريح. و أضافت:
«أتساءل أحيانا إذا كنتُ سأجدكَ إلى جانبي عند الولادة!»
«ها قد عادت إلى الهذيان من جديد!»
دوّر دونغ ووك عيناه مبديا إمتعاضه فابتسمت هي بذبول و صرّحت:
«لستُ غبية دونغ ووك، و أعلم أنك تنوي هجري ذات يوم»
«أوه! جيد أنكِ تعلمين إذا»
همّ دونغ ووك بالرحيل فهرولت سويونغ و تمسّكت بذراعه مستفهمة بخيبة أمل:
«أهذا كل ما ستقوله؟»
«سأصلي من أجلكِ أيتها المجنونة حتى تعودي إلى صوابك»
ربّت على رأسها ثم أضاف:
«أراكِ لاحقا»
مضى دونغ ووك تاركا إياها خلفه فعضت شفتها السفلى التي كانت ترتعش ثم إنفجرت باكية. أخرجت المرأة هاتفها مجرية مكالمة مع صاحب الصوت الحنون فقالت:
«هلاّ أتيتَ لكي تقلني، بيكهيون؟»
⋆
⋆
⋆
⋆
وضعت أون هي سيهون في سريره بمجرد نومه ثم خرجت إلى الحديقة حيث يجلس سيونغ وون بمفرده على الأريكة المخملية الحمراء حذو المسبح. كان النسيم يداعب شعره و هو يشرب من زجاجة الويسكي الفاخرة مباشرة.
«علمتُ بأنك تشرب!»
رفع سيونغ وون عيناه ليلفيها واقفة أمامه مرتدية ملابس نوم مريحة متكونة من سروال قصير وردي مصنوعٍ من الحرير الناعم، و قميص بلا أكمام، كما أزالت تبرجها و رفعت شعرها على هيئة ذيل حصانٍ، فبدت أجمل و أكثر نعومةً دون تكلفٍ. سارت نحوه بخفها الظريف و خطفت من يده القارورة قائلة باستياء:
«هاتها هنا»
«أعيديها!»
همّ باسترجاعها مزمجرا فخبأت الزجاجة خلف ظهرها و لامته بقولها:
«كان ينبغي لكَ مداواة الكدمة قبل ذلك. ستتورم بشكل سيئ على هذا النحو!»
«لا تقلقي، إنه أمر بسيط! فلتذهبي لنيل قسط من الراحة»
سارت تحت نظراته عائدة الأدراج إلى الداخل فاعتقد بأنها أذعنت و ذهبت لكي تخلد إلى النوم و لكنه تفاجأ برؤيتها تقبل عليه سريعا و بحوزتها حقيبة الإسعافات الأولية. جلست أون هي إلى جانبه و قابلته مفتكة زجاجة المشروب من فمه و يده مجددا واضعة إياها على الطاولة بضجر و نبست:
«يستطيع الإنتظار»
رمش بعينيه بدهشة ثم إذ بها تقترب منه أكثر لمعاينته فإذا بها تستنتج حصوله على إجمالي كدمتين إحداهما على خده و الأخرى في زاوية شفتيه. فتحت المرأة الحقيبة و أخرجت ما تحتاجه لتقطيب الكدمتين ثم بدأت بتعقيم الإصابة على خده أولا قائلة:
«أتعتقدان أنكما لاتزالان تلميذَيْ ثانوية مراهقين لتتقاتلا بهذا الشكل أمام الناس؟»
تنهدت محركة رأسها بالنفي ثم مالت شفتاها و أضافت:
«صدق من قال أن العمر مجرد رقم وحسب!»
«ما كنتُ لأورط نفسي في هذا لولا أنه يستحق!»
«و هل أستطيع أن أعلم ماذا قال ليستفزك بهذا الشكل؟»
«أختُ زوجتكَ تقودني إلى الجنون يا رجل!»
«لا أطيق صبرا للنوم مع أون هي»
«سأخبرك بطعمها بعد التجربة لا تقلق»
تبادرت تلك الكلمات إلى دماغه على شاكلة ومضاتٍ فاقشعر جسده و إنتابه الغضب مجددا و بدأ بطحن أضراسه بعضها ببعض فلاحظت أون هي ذلك و لامست يده موقظة إياه من شروده. هزّ سيونغ وون رأسه بالنفي نافضا تلك الذكريات عنه باستياء و أغمض عيناه بإرهاق مغمغما.
«مجرد هراء! لا أرغب في الحديث عن هذا!»
«كما تشاء! و لكن دعني أخبرك بأن معرفتي بكَ كفيلة بجعلي أثق بك إذ أنك لستَ شخصا خفيفا بلا عقل لضربه من فراغ، أؤمن بأنه قال شيئا لا يُغتفر لكي تغضب بذلك الشكل. و بهذه المناسبة...»
وضعت أون هي ضمادة صغيرة على خده ثم بللت شفتاها و أضافت بنبرة جادة:
«وجب علي تحذيرك بشأن دونغ ووك هذا. لطالما أحسست بأنه ليس بصديق بل هو يدعي الصداقة. صدقني إني أستطيع رؤية الغيرة تسطع من عينيه!»
فتح الرجل عيناه و إرتفع حاجباه و نظر إليها بدهشة قائلا:
«غيرة! ممن، و مم؟»
«منك سيونغ وون، و من كل ما تملك من خير و نعمة!»
«في الواقع، لطالما كان دونغ ووك صديقا جيدا و سبق و أثبت لي هذا مرات عدة الشيء الذي جعلني أعينه مديرا للكازينو الذي أمتلكه، و لا يمكنني الشك به بهذا الخصوص»
أمال سيونغ وون رأسه بتفكير ثم واصل حديثه بامتعاض:
«و لكنه لا يعرف ما يخرج من فمه أحيانا و لطالما كان لسانه يوقعه في المشاكل مع من حوله! قد نسي حدوده لوهلة فجعلته يتذكرها»
«على أي حال، فلتكن حذرا منه وحسب. ذاك الرجل لا يروقني البتة...حتى نظراته مزعجة!»
إنتبه إليها آنذاك فلما همّت بمداواة الجرح في زاوية شفته أمسك معصمها مستوقفا إياها مزمجرا:
«هل قال لكِ شيئا يزعجكِ؟»
«كلا لم يفعل و لكن عيناه تقولان كل شيء. لستُ غبية لئلا أدرك أنه زير نساء!»
أشارت إليه بعينيها لترك يدها ثم أضافت بثقة:
«إن تجرأ لكنتُ الشخص الذي لكمه الليلة!»
ركّزت نظرها على شفتيه فازدردت ريقها بعسر و نظرت في عينيه بحياء قائلة:
«قد يلسعك قليلا»
عبست أون هي بينما تقطب الإصابة و تمتمت باستياء:
«كسّر الرب يده تكسيرا»
إبتسم هو لاإراديا هائما بوجهها الفاتن ثم تأوه قليلا فتمهلت عن لمس جرحه و قالت:
«أنا آسفة، سأنتهي قريبا»
عادت إلى عملها بهدوء فمط هو شفتاه و قال:
«بالحديث عن دونغ ووك، دعيني أحذركِ أيضا...إياكِ بأن تسمحي له باللعب بعقلكِ و إغوائكِ!»
نظر في عينيها بحزم و أضاف:
«هل فهمتِ؟»
إنفجرت أون هي ضاحكة آنذاك و هتفت:
«إنتهينا»
وضعت الحقيبة جانبا ثم عقدت يداها و أردفت:
«أنا و دونغ ووك؟ لابد بأنك تمزح!»
وضعت يدها على فمها و عادت إلى الضحك بهستيريا ثم وضعت يسراها على فخذه موضحة:
«ذاك آخر رجل يمكن أن يثير إهتمامي!»
إنخفضت عيناه إلى موقع يدها العفوي فشعر بالفراشات تداهم بطنه. تنهد ناظرا في عينيها المتلألئتين براحة و قال بتأكيد:
«من المريح سماع ذلك، لا تمنحيه و لو فرصة صغيرة لإستدراجكِ إلى أحضانه»
رفعت أون هي حاجبها و صرحت:
«أعذرني و لكن لولا أنه مخالف للقانون، و لولا أنه صديقك و زوج صديقتي سويونغ، كنتُ طعنته منذ زمن»
لم يفشل ما تفوهت به في دفعه إلى الضحك و تحسين مزاجه فمسح على شعرها و قال:
«هذه هي فتاتي»
جعلت لمساته البسيطة على رأسها قلبها يخفق بسرعة فأشاحت بصرها إلى الحقيبة. و فجأة تذكرت أون هي شيئا مهما فنظرت إليه طارقة أصابعها بعضها ببعض ثم قالت:
«أريد إخباركَ بشيء»
«قولي»
«لقد رأيتُ دونغ ووك يتبادل القبل مع إحدى الضيفات عندما كنتُ ذاهبة إلى الحمام سابقا»
«عليه اللعنة!»
هسهس تحت أنفاسه فواصلت هي كلامها بخيبة أمل:
«بتُّ متأكدة بأنه يخون سويونغ حقا الآن»
وضع سيونغ وون أصابعه الطويلة على جبينه بعدم تصديق و أغمض عيناه قائلا بانزعاج:
«جيد أنكِ أمسكته يقبلها فحسبُ و لم تريه عاريا ككلب مسعور مع إحداهن مثلي»
إرتفع حاجبا أون هي تفاجئا و هتفت:
«أكنتَ تعلم؟!»
«هل تعتقدين أن شيئا كهذا سيخفى عني؟»
«و لمَ تلتزم الصمت إذا؟»
«ماذا كنتِ تريدينني أن أفعل؟»
«أي شيء، أليس صديقك؟»
رفع سيونغ وون كتفاه و رد بهدوء:
«ليس كما لو أني لم أحاول محادثته في هذا الشأن مرارا!»
«ألا يصطلح؟»
«البتة!»
«أوه يا إلهي! يجب علي إطلاع سويونغ المسكينة!»
كادت تهرع إلى هاتفها فأمسك ذراعها و أرجعها إليه فسقطت في حضنه بيد أنه لم يتأثر-على عكسها-و قال ما بجعبته ببرود:
«توقفي، لن تفعلي ذلك»
«ماذا؟ لماذا؟»
«لا شأن لكِ!»
قطّبت أون هي حاجبها و أجابت بحزم:
«كيف تقول هذا؟ سويونغ صديقتي!»
نظر سيونغ وون إليها بضجر و رد:
«أوتظنين حقا أنها لا تعلم؟»
«ماذا تقصد؟ لا تخبرني بها تعلم و مع ذلك، صامتة!»
بانت الصدمة على وجه أون هي حينئذً فزفر و أجاب:
«إشتكت سويونغ أمره لي سابقا، و لم يكن بيدنا حيلة لجعله يعود إلى رشده. هي صابرة لأجل حملها و حبها له!»
«و لكن هذا خطأ! لقد ظننتُ أنه يغازل الفتيات فحسب، و لكنه تخطى كل الحدود حقا!»
«إن عدد النساء اللاتي نام معهن لا يُحصى، أخشى أن يصاب ذلك الوغد بالسيدا»
سرعان ما تحولت صدمتها و دهشتها إلى إمتعاض و إشمئزاز صريحين و هي تعلق:
«ياله من رجل مقرف!»
كورت قبضتاها بغضب و أضافت:
«هو لا يستحق حب سويونغ! هي تستطيع إيجاد الحب مع رجل أفضل منه بكثير، لا أفهمُ كيف يمكنها التمسك به رغم معرفتها بخياناته المستمرة!»
«ليس الأمر سهلا كالكلام!...مثلما ترفضين أنتِ الزواج مجددا من رجل غير يون هو، فسويونغ ترفض النظر إلى رجل غير زوجها دونغ ووك أيضا!»
إعترضت أون هي موضحة:
«الأمران مختلفان، فلو تبين أن يون هو كدونغ ووك ما كنتُ لأغفر له أو أواصل معه لأي سبب كان»
إبتسم سيونغ وون قارصا خدها بلطف قائلا:
«و من الرجل الذي يستطيع أن يخونكِ أساسًا؟»
إبتسمت هي بحياء ثم أطرقت في الأرض شاردة الذهن مفكرة بكلامه ملتزمة الصمت لبعض الوقت، ثم تمتمت و هي تقدم شفتاها بتذمر:
«هذا محبط حقا! أردتُ المساعدة!»
أمسك سيونغ وون ذقنها جاعلا إياه تنظر في عينيه و قال بنبرةٍ هادئة:
«في هذا العالم، لا تستطيعين إنقاذ الجميع بالضرورة!»
شعرت المرأة بالسوء و الإنزعاج لعجزها عن فعل شيء و دفنت رأسها في صدره بغنج مصدرة صوتا خائبا فربّت على ظهرها و صرح:
«يالطيبة قلبكِ صغيرتي!»
قبل رأسها ثم أردف محدقا بمشهد العشب الأخضر المريح الذي كان يملأ الحديقة أمامه:
«هذا يجعلني أرغب في حمايتكِ أكثر فأكثر حتى»
رفعت أون هي رأسها و نظرت إليه بشك مستفهمة:
«مهلا، ما الذي تعنيه؟»
إرتخت نظراته مشبعة بجمال وجهها النير، فكانت تستطيع رؤية نفسها فيهما بوضوح، و أمسك يدها مداعبا أصابعها قائلا:
«لا عليكِ»
أشاح وجهه بعيدا فقفزت أون هي فوق حجره محاصرة فخذاه بين فخذيها و أمسكت وجهه بكلتا يديها مديرة إياه نحوها مانعة إياه من التهرب و قالت:
«أصدقني القول، هل تشاجرت مع دونغ ووك لأجلي، سيونغ وون؟»
حدّق بقربها المبهر بدهشة فتصنم عاجزا عن الكلام.
«ماذا قال؟»
«ألم تفكر يوما كم تبدو شقيقة زوجتك مثيرة؟»
«لا أطيق صبرا للنوم مع أون هي»
تبادرت تلك الومضات إلى ذاكرته فضاق صدره و إلتزم الصمت في حالة من التوتر و لكنها كانت مصرة على معرفة ما قاله لكي يدفعه إلى فقدان رشده و يضربه أمام كل الحضور فبدأت بالقفز بطفولية ضاربة صدره بيديها متذمرة مطالبة إياه بالتكلم:
«أخبرني، سيونغ وون!»
«يكفي!»
«هيا أخبرني»
«توقّفي، أون هي!»
واصلت التخبط فوقه بتهور و سذاجة فأمسك بخصريْها مقيدا إياها على صدره مزمجرا بغضب:
«قلتُ توقفي!»
فغر فاهُ متجمدا في مكانه محدقا بها ببؤبؤين متّسعين فرمشت هي محرجة من قربهما الكبير المفاجئ.
«إذا غازل دونغ ووك إمرأة فهو يطمح إلى إصطحابها إلى سريره و لهذا جعلني أفقد صوابي»
«هل أشار ذلك المقرف إلى أنه يفكر بفعل ذلك معي؟ ألهذا ضربته؟»
«لا تلفظي ذلك حتى!»
«إطمئن، لن أدعه يقترب مني حتى!»
أومأ برأسه بشرود في حين إنصبّ كامل إنتباهه تلقائيا على وضعيتهما الغريبة بعد أن تسببت في ضغط ما بين فخذيه بتعنت غير عالمة بما أحدثت. رمقها بنظرةٍ حادة و نبس بحزم و الضيق متجلٍّ على وجهه:
«لولا أني كنتُ أراقبكِ عن كثب و أحميكِ طوال هذا الوقت، كان تهوركِ ليقودكِ إلى التهلكة!»
إرتفع حاجبا أون هي بحيرة و رمشت متمتمة:
«ماذا؟!»
«أترين أن من الصواب أن تجلسي فوقي بهذا الشكل و أنتِ في هذا العمر؟»
تسمرت في مكانها و تجمدت أنفاسها لبرهة و هي تستوعب كلامه ثم علقت بتوتر و حرج:
«لم أفكر في الأمر حين فعلتُ...ل- لم أقصد شيئا سيئا، أعذرني!»
همت بالإنسحاب بيد أنه ثبتها مكانها مستطردا:
«أعلم بأنكِ عفوية بشأني و لكن...!»
أمسك ذقنها بلطف ثم حدق بعينيها و قال بصرامة:
«لو كان رجلٌ آخرُ مكاني ما كنتِ لتبقي فوق البنطال سليمة حتى اللحظة!»
أخفضت أون هي رأسها بإرتباك إثر تفاجئها بإرتفاع كتلة قاسية تحتها و شهقت بعفوية، فأغمض هو عيناه بقلة حيلة لمّا عجز عن كبحه عن الإنتصاب أكثر و أرجع رأسه نحو الخلف باستسلام ضاغطا ذراعها ثم نبس:
«كان ما أصبته قضيبي أيتها المجنونة!»
وضعت أون هي كلتا يداها على فمها ثم قالت:
«آسفة! لم أكن أقصد ذلك!»
نهضت عنه كالصاروخ محتضنة نفسها و يداها ترتجفان توترا و حرجا و أشاحت بصرها متحاشية النظر إلى جبله الشاهق بين فخذيه، فقال بينما ينظر إليها بضيق:
«أعلم، و إنما أبقيتكِ لتدركي مخاطر أفعالكِ. و الآن إرحلي من هنا على الفور!»
إحمر وجه المرأة و إقشعر جسدها و حدّقت به بخشية و إضطراب قائلة:
«هل ستكون بخير؟»
«هذا ليس شأنكِ، غادري حالا!»
وقعت عيناها بفضول على جزئه السفلي فإذا بجبله شامخا ضخما مخيفا كصاحبه. لعنت أون هي نفسها في سرها و إنحنت معتذرة مجددا مغمضة عيناها بقوة و صاحت:
«تصبح على خير!»
تمتمت بسرعة هاربة من المكان كالرياح المستعجلة مرددة كلمة «آسفة» طوال الطريق حتى إختفت تحت نظراته، تاركة إياه لثورة جسده و قلبه و دقاته المتكالبة. لم يقاوم سيونغ وون الإبتسامة التي بزغت على شفتيه و سارع إلى وضع ذراعه فوق عينيه مسندا رأسه على ظهر الأريكة بوهن و تمتم متورد الخدين:
«كيف تنتصب أمامها بهذا الشكل المخزي أيها الوغد؟ ماذا ستظن بي الآن؟»
بدأ سيونغ وون يلهث مشوش الذهن و قد تمكن منه الشبق ثم أزاح ذراعه عن عينيه و حدّق في الفراغ غير قادرٍ على إستيعاب ما حدث للتو. أحس بنبضات قلبه تتسارع فوضع يده على صدره، و عادت كلمات دونغ ووك إلى مراودة تفكيره مجددا:
«أتريد إقناعي أنها لا تؤثر بنفسك؟!»
هزّ الرجل رأسه نابسا:
«اللعنة!»
ألقَ سيونغ وون نظرة يتأكد من أنها ذهبت حقا ثم نهض خالعا ثيابه محافظا على سرواله الداخلي و سار إلى المسبح نابسا بضجر:
«و الآن سأضطر للسباحة في هذا الطقس البارد بسبب تلك الرعناء!»
...يتبع
إنها نهاية الفصل يا رفاق.
ها نحن ذا نلتقي مجددا في فصل جديد. 💙
أتمنى أنه قد نال إعجابكم. ✨
نمر الآن إلى فقرة الأسئلة القصيرة:
الأسئلة:
ما رأيكم حسب هذا الفصل بتصرفات:
أون هي
سيونغ وون
دونغ ووك
سويونغ
+ . ✫ ˚ . ˚ ✧ · . ˚
كذلك هناك شخصية جديدة ستظهر بالرواية و تؤثر بالأحداث.
+ . ✫ ˚ . ˚ ✧ · . ˚
أعزائي القراء يمكنكم متابعتي على حساباي الوحيدين على واتباد و هما كالآتي:
@HyoyeolQ
&
QueenJi61
و أما إذا أعجبتكم جـَــشِــعْ فأنا أقترح عليكَ رواية متاهة الحب أيضا و أرجح بأنها ستعجبكم كثيرا، فلا تفوتوا أحداثها الشيقة. 🦋✨
كان هذا كل شيء، لا تنسوا إنارة نجمتي عبر التصويت للفصل و أنثروا عبيركم على خانة التعليقات و أطلعوني بآرائكم و توقعاتكم.
شكرا لوصولكم إلى هنا، أراكم في تحديث قادم من رواية جَـــشِــعْ.
💙
-دمتم سالمين-
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen247.Pro